رواية بكل الحب الفصل العاشر 10 بقلم ناهد خالد
رواية بكل الحب الجزء العاشر
رواية بكل الحب البارت العاشر
رواية بكل الحب الحلقة العاشرة
لم يعلم كم مرَّ عليهِ من وقت ولكن أخيرًا فُتحت عيناه لتُعلن عن استيقاظه، شعر بأنه مازال بين أحضانها وقد كان.. حين شعرت بهِ أغمضت عيناها مدعيه النوم كي تهرب منهِ ومن أي سؤال قد يطرحه حينما يري شكل وجهها، رفع رأسه ليجدها مغمضة العينين ولكن إحمرار وجهها وأرنبة أنفها خاصًة بشكل مبالغ بهِ ورغم إطباق جفنيها ظهر ورم طفيف أسفل عيناها المغلقتان من كثرة البكاء ، ابتعد عنها بقلق وهو يهتف:
_داليا؟
لم تجيبه فأدرك أنها تدعي النوم فهتف بقلق حقيقي:
_داليا افتحي عينك أنا عارف أنك صاحيه..
وبالفعل فتحت عيناها ولكن لم تنظر له بل قالت:
_أنا محتاجه أنام الوقت اتأخر، تصبح على خير.
أمسك يدها قبل أن تقوم وبالأخري أمسك وجهها يرفعه له يحاول تفحص ملامحها أكثر وهو يقول:
_مالك يا داليا؟
نفت برأسها قبل أن تقول بخفوت:
_أنا كويسه..
رد باستنكار :
_كويسه؟ أنتِ مش شايفه نفسك عامله ازاي! كنتِ بتعيطى لى؟ أيه اللي حصل عشان تعيطى للدرجادى!؟
ذمت شفتيها تمنع الإنخراط في بكاء أعنف.. فما أصعب أن تتحكم بنفسك حين يسألك أحدهم عما بك وأنت تحمل الكثير…
_مفيش افتكرت حاجه ضايقتنى..
تسائل بفضول :
_حاجة أيه؟
تنفست بعمق وهي تقول :
_مفيش، أنا عاوزه أنام، تصبح على خير..
ولم تعطي له فرصه للحديث بل سحبت نفسها عنوه وابتعدت متجهه لغرفتها..
__________(ناهد خالد) _______
مرت دقائق قبل أن يتجه لغرفتها، لم يستطع أن ينام دون أن يطمئن عليها، أثارت ريبته بمظهرها، يعلم أن هناك شئ تخبأه ولكن يخشي أن يكون هو السبب بحالتها دون قصد منه…
ما أن اقترب من باب غرفتها حتي استمع لصوت شهاقتها المكتومه، شعر بشئ سئ يوخز قلبه، وشعور أسوء يجتاحه، مابها! ما كل هذا الحزن الذي ظهر عليها فجأه ودون سابق إنزار، عزم علي ضرورة معرفة ما بها..
استمعت لصوت مقبض الباب يُدار فأغلقت عيناها وأخفت شهاقتها لتدعي النوم…
شعرت باقترابه منها ومن ثم جلوسه بجوارها، وفجأه وجدت يده تُحط علي كتفها..
_داليا ممكن تقومى أنا عاوز أتكلم معاكِ.
لم يصدر منها سوي همهمه بسيطه جعلته يهتف بضجر:
_بطلي استهبال أنا عارف أنك مش نايمه، سمعتك وأنتِ بتعيطى.
اعتدلت في نومتها ونظرت أمامها تقول :
_نعم يا سليم؟ ..
لف حتي جلس أمامها وهو ينظر لعيناها المضجره بالحمره وقال بلوعه صادقه:
_مالك بس؟ أيه الي حصل عشان الي أنتِ عملاه في نفسك ده؟
لم تجيبه والتزمت الصمت فأكمل :
_طب أنا زعلتك؟ قولت حاجه تزعلك من غير ما أقصد؟
نفت بهدوء وهي تقول :
_أنا بس افتكرت بابا..
زفر بنفاذ صبر وقال بحده :
_داليا!
ضغطت علي شفتيها حين استشعرت عدم تصديقه لها، قالت بهمس يُكاد يُسمع :
_افتكرت ماما لما اتكلمت عن مامتك..
وهنا استشعر صدقها، اضطربت أنفاسه وهو يدرك أنه ودون قصد منه عبث بذكريات حزنها، قال بتوتر :
_أنا آسف، مخدتش بالي أ…
قاطعته وهي تقول بحسره :
_لا متعتذرش، أنا بس… لما اتكلمت عن افتقادك لحضن مامتك.. حسيت أني مش عارفه أفهم شعورك.. يمكن لأني مش فاكره حضنها.. ويمكن ملحقتش تحضني..
شردت بذكريتها بعيدًا وهي تكمل بحزن دفين :
_في حاجات كتير أوي افتقدتها.. حاجات كتير كانت المفروض تبقي جنبي فيها ومكانتش… بابا كان معايا دايمًا، بيحاول يعوضني بس للأسف مش كل حاجه كان ينفع يحل محلها فيها، احتاجتها كتير اوي بس ولا مره قلت.. عشان بابا ميحسش أنه فشل يعوضني عنها..
كانت دموعها تتهاوي دون شعور منها، شعرت بكفيه يمسحان دموعها برفق فخرجت من شرودها ونظرت له، وجدته يكوب وجهها بين كفيهِ وهو يقول بابتسامه :
_طب تسمحيلى أجرب الي عمي الله يرحمه فشل فيه..!
قطبت حاجبيها بعدم فهم، فأكمل :
_محتاج فرصه أجرب فيها ولو فشلت..
صمت قليلاً ثم قال بمرح:
_نجرب تاني احنا ورانا حاجه!..
ردت بسخريه :
_لي محسسني أننا هنفضل مع بعض كتير!
تنهد بهدوء وهو يتفهم حديثها وقال بحماس :
_أيه رأيك ندي لبعض فرصه، يعني أنا شايف إن الشهر ونص الي قضيناهم سوا كانوا لطاف أوي، شايف أننا متفاهمين ولو كملنا يمكن تكون حياتنا ناجحه ونقدر نبني أسره سعيده..
نظرت له بتمعن قبل أن تقول :
_عشان طلقت ريهام؟
نفي برأسه سريعًا وقال :
_لأ، أنتِ مش بديل يا داليا، أعتقد إننا قضينا أسبوعين من قبل حتي ما أعرف حقيقة ريهام، معتقدش أن طريقتي كانت مختلفه معاكِ، متغيرتش عن طريقتي لما عرفت حقيقتها وقررت أني مش هكمل معاها، أنا بجد عاوز ناخد فرصه عشانا مش عشان اي حاجه تانيه، وطبعًا القرار ليكِ.
تسائلت بلهفه وقلبها يرقص من حديثه ومن تلك الفرصه التي يتحدث عنها والتي تمثل لها… حياه..
_أيه الي خلاك تغير رأيك؟ يعني.. أيه الي جد عشان تقرر تكمل وناخد فرصه؟
أمسك كفيها وهو يقول بابتسامه سحرتها:
_أتعودت.. أتعودت عليكِ، مبقتش شايف البيت من غيرك، لما بدخل الجناح أول حاجه بدور عليها أنتِ، ولما بكون في الشغل ببقي عاوز أخلصه وأرجع.. حبيت البيت بوجودك فيه يا داليا… شوفته بعين تانيه.. عين أحلي وأجمل.. برتاح في الكلام معاكِ.. وبحس فيكِ عوض عن أمي، يمكن ده حسيته من راحتي في الكلام معاكِ ويمكن من راحتي بقربك وفي حضنك، ويمكن لأن من يوم ما توفت وأنا بطلت أعمل حاجات كتير رجعت أعملها معاكِ.. زي أني بقيت بتغدي في البيت، وبفطر قبل ما أنزل.. وأرجع بدري ونسهر قدام ال TV ونتكلم، وفي ايد تانيه بتعمل الي اتعودت أعمله من يوم وفاتها.. في حد بيهتم بيا وبهتم بيه… حاجات كتير أكتر من أني أقعد أعدهالك دلوقتي.. بس أنا عاوزك في حياتي وبتمني لو ننجح أننا نكمل مع بعض…وأنا واثق أننا إن شاء الله هننجح..
أغمضت عيناها تخرج نفسها من حالة الهيام التي أنتابتها أثر حديثه.. يكفيها ما قاله ويفيض.. لم تحلم يومًا أن يقول ربع حديثه هذا.. بل وبهذهِ السرعه!
_لي واثق أننا هنكمل؟ الحياه الزوجيه غير الحياه الي فاتت… الفتره الي فاتت مكنش حد مننا بيدخل في حياة التاني، ومكناش بالقرب الي هنكونه لما نقرر نكون زوجين بجد.. في أمور تانيه كتير هتدخل حياتنا والأكيد هيدخل معاها بعض المشاكل..
هتف بإصرار :
_كل ده طبيعي، مفيش حياه ورديه، بس أوعدك أنك لو وافقتِ هعافر لآخر نفس عندي في علاقتنا الجديده..
وهل لها أن ترفض!، مسكين لا يعلم أنها منذ الكلمه الأولي كادت تخر خاضعه لحديثه وتعطيه ألف فرصه وليست فرصه واحده..
_موافقه..
_______(ناهد خالد) ___
وكانت نقطة البدأ..
البدأ لشهر آخر مر في سعاده وراحه لم تشعر بها من قبل.. ولم يشعر بها هو أيضًا.. أصبحوا أقرب وأقرب.. أصبحت هناك مشاعر خفيه تطوف بأرجاء المنزل لتعطيهم الكثير من السعاده… وضحكات تزلزل أركانه.. يغمض كلاً منهما عيناه براحه ونشوه لم يعرفوها من قبل والأكثر أنهم يغمضون أعينهم وهم يتمنون أن يمر الليل بسرعة البرق ليستيقظوا فيروا بعضهما مره أخري… يشتاقون لفراقهم ليلاً!، ولهذا قرر سليم منذ أسبوعان دمج شركاتهِ مع شركتها وأصبحوا تحت سطوة إداره واحده، مكتب واحد يضم كلايهما….رغم تذمرها ورغبتها في مكتب منفرد لكنه لم يلتفت لها.. ولعلّه علم في الثلاثين يومًا الماضيين أنه… أحبها.. استوطنت قلبه واحتلت حياته كغزو مفاجئ دون حسبان.. ولكنه مُرحـــب..!
_____________(ناهد خالد) __________
_سليم!
همهم وهو ينظر للأوراق أمامه بدقه وتركيز.. ذمت شفتيها بضيق وقالت :
_أنا جعانه..
رفع نظره لها وقال بابتسامه حانيه:
_عنيا، تاكلي أيه؟
قطبت حاجبيها بتذمر تقول:
_أنت برضو هتطلب دليفري؟
تنهد قبل أن يسألها بحذر:
_اومال عاوزه اي يا داليا؟
ابتسمت بحماس تقول:
_تعالي ننزل ال rest area ( الاستراحه).. وناكل تحت..
ابتسم باقتضاب :
_ياحبيبتي مانا هطلب الأكل من ال rest area!
_ايوه بس هنا!
قال بنبره حازمه:
_مش هننزل نقعد في وسط موظفين الشركه كلهم وناكل يا داليا وأنتِ عارفه أني مش هوافق..
ردت بحده:
_لي؟ مالهم الموظفين!؟
_مالهمش، بس احنا هنا بنبقي علي راحتنا مش هرتاح معاهم..
تمتمت بخفوت :
_عشان مبتعرفش تاكل من غير نحنه وقلة أدب!..
قطب حاجبيهِ يتصنع عدم السماع وكبت ضحكته بصعوبه:
_بتقولي حاجه يادودي؟
ابتسمت بغيظ وقالت :
_لأ..
وكالعاده يفوز هو وينفذ ما يريد..، وكما توقعت.. لم يخلو الطعام حركاته التي تخجلها.. كإصراره علي إطعامها بيده من حين لآخر و مغازلته الصريحه لها والتي تجعل الحمره تنتشر في وجهها، واقترابه المُباغت لها يأخذ بعض القبلات البريئه كما يتدعي حين تنهره علي فعلته!، رغم أنه علي هذا المنوال طوال الشهر المنصرم لكنها لم تستطع ألا تخجل! ورغم هذا إلا أنها ترفرف كالفراشات وقت الطعام ورغم تذمرها البادي له إلا أنها تحب ما يفعله… وبشده، فصدق من قال “يتمنعن وهن الراغبات”..
_____________(ناهد خالد) __________
_سولي!
لم يجيبها هذه المره، فربما تكون العاشره التي تناديهِ فيها.. لا تنفك كل دقيقه وتناديه لتخبره أنها…
_سولي مش قادره أمشي بقي تعبت!
هذا هو حالها منذ أن دلفوا للتسوق، تتذمر.. لا تفعل شئ آخر..
وقف بالعربه التي يجرها ليضع بها المشتريات..
_بعدين يا داليا أنا لو واخد بنت أختي مش هتتعبني كده!
ردت بتذمر ك الأطفال:
_ياسليم بقالنا ساعه بنلف في المول وفي الآخر.. ايه ده؟!
قالتها وهي تشير للمشتريات الموضوعه بالعربه :
_شاور، وبلسم، وسبراي.. بس.. بقالنا ساعه بنلف في القسم وفي الآخر هم دول الي جبتهم .. بعدين أنت بطئ اووووي يا سليم أنت بتقف قدام كل رف وبتقف قدامه تفحص كل الي فيه! لي يا حبيبي، أنت عارف أنت محتاج ايه هاته ونخلص..
نفخ بضيق يقول :
_ياداليا قولتلك أنا الshopping ( التسوق) عندي متعه، وبعدين يمكن أشوف منتج جديد يعجبني أجيبه، كمان أنا بفسحك..
_تفسحني!.
قالتها باستنكار وأكملت :
_أنا تعبت من مشي السلحفاه دي..
نقل المنتجات للرف السفلي للعربه، وفجأه وجدته يحملها ويضعها في العربه، شهقت بخجل وهي تقول :
_سليم ايه ده الناس هيقولوا عليا ايه نزلني..
تحرك بالعربه وهو يقول:
_هشش خليكِ مكانك، سيبك من الناس، المهم مسمعش صوتك بقي..
صمتت رغم خجلها ممن حولها، ثوانِ وتناست الجميع حينما بدأ ينتشلها لعالم لم يكن بهِ غيرهما، بدأت تضحك بإنطلاق حينما أصبح يضع الأشياء فوقها.. ويسرع بالعربه تاره ويبطئ بها تاره أخري..
أنتهوا أخيرًا من جولتهم واتجهوا لسيارته…
هتف وهو يستقل المقعد جوارها :
_اتبسطي؟
أومأت سريعًا بإيجاب :
_اووي.. شكرًا ياسليم..أنا من زمان متبسطش كده.
لمعت الفرحه بعيناه لفرحتها هكذا وقال :
_أولاً مفيش شكر ما بينا أنا جوزك.. ثانيًا بعد كده متعارضنيش لما أخدك مكان مش علي مزاجك عشان كل مره بتتذمري وفي الآخر بتتبسطي..
ابتسمت بصفاء تقول :
_حاضر….
اقتربت فجأه تطبع قبله خفيفه كرفرفة الفراشه علي وجنتهِ وهي تبتسم بإمتنان قائله بخجل :
_مادام رافض الشكر.. يبقي عالأقل تاخد مكافأه..
ابتسم بغبطه وهو يقول بسعاده ومكر :
_اعملي حسابك كل يوم هتلاقي مفاجأه أو خروجه حلوه المهم اي حاجه آخرها مكافأه..
أنهي حديثه بغمزه عابثه جعلتها تتورد خجلاً وهي تشيح ببصرها عنهِ…
_______(ناهد خالد) _______
في اليوم التالى..
ركضت تستقبله ما إن استمعت لصوت الباب يُفتح فهي بالمعتاد تعود في الرابعه عصرًا ولا يقبل أن تنتظر أكثر ليتولي هو الأعمال حتي التاسعه مساءً ، ابتسم بإتساع وهو يطالع وجهها، فتح ذراعيهِ ليستقبلها بأحضانه.. رغم أنه لم يمر سوي سويعات علي وجودها معه ولكن هذه عادته دومًا، خرجت من أحضانه تبتسم بسعاده وهي تقول :
_أنا طبخت حمام..
اتسعت عيناه بدهشه طفوليه وهو يقول:
_بجد؟!
صفقت بحماس وهي تؤكد:
_ايوه، وطلع شكله يجنن..
اتجه للمطبخ سريعًا وهي خلفه، رآه يتوسط طاولة المطبخ فهتف بانبهار:
_ايه ده! شكله جااامد، لا وكمان متفتحش منك في التحمير…
أتاه صوتها السعيد تقول :
_لا محصلوش حاجه وشكله حلو زي الي بيبقي في المطاعم أو ال tv .
ابتسم بغبطه يقول بفخر :
-مطاعم ايه بس ده أحلي منه ألف مره، دي الحمامه بترقص بالصلاه على النبي..
ضحكت بشده… ضحكه مرحه يتخللها الكثير من السعاده لإطراءه علي ما فعلت هكذا…
عندما تنجح بشئ ما مهما كاتت تفاهته.. يقف ويصفق لها مُبديـًا إنبهاره وفخره بما فعلت.. وهي تبدو كطفل صغير رسم رسمه أشادت بها والدته فجعلته يحلق سعيدًا بأن رسمته نالت إعجابها بهذا الشكل..
___________(ناهد خالد) ________
باليوم التالي..
_يعني ايه يا داليا؟ علاقتكوا دلوقتِ شكلها ايه؟
قالها محمد باستفهام وهو لا يعرف ما وصلت إليه علاقتهما.. فقط قد أخبرته منذ فتره أن سليم قرر أن يعطي لعلاقتهما فرصه للإستمراريه وهذا فقط مايعلمه.. وبالطبع يري حب ابنه لها في عينيهِ، ولكن أثارت استغرابه حين سألها منذ قليل بمرح عن إذا كان هناك حفيد آتي قريبًا.. توترت وتغيرت معالم وجهها فأثارت ريبته وما زاد الأمر سوءً حين قالت “أنا وسليم علاقتنا زي ما هيا”..
ردت بلجلجه:
_عمي احنا آه بقينا عارفين أننا مستمرين في علاقتنا، بس الي أقصده إن علاقتنا كزوجين لسه زي ما هيا..
رد بتقطيبة حاجب :
_قصدك لسه متممتوش جوازكم؟
ضغطت علي شفتيها بحرج وهي تومئ له بالإيجاب، تسائل باستغراب :
_طب لي؟
توترت وهي تجيبه :
_سليم قالي أنه هيسبني براحتي لحد ما أنا الي أقوله أني جاهزه نبدأ شكل جديد لعلاقتنا.. هو.. مش عاوز يضغط عليا بأي شكل كان..
تسائل بعدم فهم أكبر:
_ايوه وأنتِ مستنيه ايه؟
فركت كفيها بتوتر تقول:
_مش قادره.. مش قادره أكون معاه بالشكل ده..
أصابه تخبط كبير وهو لا يفهم حديثها وقال:
_يابنتي أنا مش فاهم حاجة، شكل ايه ومش قادره لي؟
تنهدت بعمق قبل أن تبدأ بالحديث :
_عمي الموضوع ده بالزات بعده مفيش رجوع، إني أقرر علاقتنا تاخد الشكل ده يبقي احنا ارتبطنا ببعض ومفيش مفر للهروب، أني أقوله أني جاهزه أن علاقتنا تاخد الشكل الجدي وتبقي طبيعيه زي اي زوجين.. أنا كده ببني حياه.. حياه جديده هتتبني من اليوم الي هنقرب من بعض فيه.. أنا مش قادره أخد الخطوه دي وابني معاه حياه جديده علي كدب، عشان ابدأ معاه صح وحياتنا تنجح لازم تتبني علي الصدق.. لازم قواعد قويه تشيل البيت ياعمي، وأنا…أنا مش قادره أواجهه.. وفي نفس الوقت كل يوم بيقتلني الخوف أني أصح الصبح الاقيه عارف كل حاجه، أنت مش متخيل الي أنا عيشاه..
_يابنتي لي كل ده! سليم مش هيعرف حاجه متخفيش..
_الكدب مهما طال حباله قصيره، وهييجي يوم ويعرف، وعلي ما ييجي اليوم ده هكون موت كل يوم من الرعب، كل يوم وفكرة انفصالنا لما يعرف الحقيقه مبتفارقنيش، أنا فرحتي ناقصه بسبب الموضوع ده، بضحك وبفرح معاه وأنا جوايا خوف مبيقلش بالعكس بيزيد، أنا اتعلقت بسليم أكتر وحبيته أكتر ومش هقدر يبعد عني…
أنهت حديثها وأجهشت بالبكاء… بكاء مصدره الخوف.. الرعب من لحظه مجهول وقتها يعلم فيها كل ما حدث فيقصيها عن حياته بلا رجعه..
___________(ناهد خالد) ________
بعد أسبوع..
تأفف بغضب وهو يري هاتفه قد نفذت بطاريته، لقد نسي أن يضعه بالشاحن أمس قبل النوم.. خرج من غرفته ليتجه لغرفة داليا… دق الباب ظنًا منهِ أنها تبدل ثيابها بعد أن أنتهوا من الإفطار وذهب كلاً منهما لتبديل ثيابه للذهاب للعمل.. لم يجد رد ففتح الباب ببطئ استمع لصوت هدير المياه بالحمام فاستنتج وجودها بالداخل، اتجه لهاتفها الموضوع فوق الفراش وجلبه ليجده مُغلق بكلمة مرور، اتجه لباب الحمام يدق فوقه قبل أن يستمع لصوتها يجيب فقال :
_معلش يادودي فوني فصل شحن وعاوز أكلم بابا ضروري أسأله علي ورق مش لاقيه عندي افتحي فونك أكلمه من عليه..
خرجت من أسفل المياه ولفت نفسها بمنشفه سريعًا وفتحت جزء من الباب تمد يدها ليعطيها الهاتف وفعل.. فتحته وجلبت رقم هاتف والده وطلبته وأعطته إياه تقول :
_اهو طلبطهولك..
أخذه منها وأغلقت هي الباب لترتدي ثيابها..
خرج من الغرفه وهو ينتظر رد والده ولكن لم يجيب، حاول أكثر من مره وما من مجيب… أراد مهاتفة معتصم.. ذهب لمكتبه ليأتي برقمه من الدفتر الخاص بالأرقام لعدم استطاعته فتح هاتفه… ضغط أول خمسة أرقام ليظهر أمامه الرقم مُسجل بالفعل!
“معتصم”
دلف لسجل المكالمات الخاص بالرقم ليجد الكثير من الإتصالات… حسنًا آخر إتصال منذُ شهر ونصف ولكن فيما قبل هذا كانت الإتصالات كثيره لدرجة.. الشك!
دلف لتطبيق الواتس آب وبحث عنه ووجد محادثته بها… صور حسن وريهام التي آراه إياها! وأسفلها عباره
“أنا مش هقدر أوريها لسليم دلوقتي لحد ما أعرف هما عاوزين ايه واي علاقتهم ببعض.. بس حبيت أطمنك أننا قربنا أوي”
.. كانت هذه آخر رساله منهِ منذُ ثلاثة أشهر..!.
اشتعلت النيران بعيناه وهو يشعره نفسهِ غبيًا بينهما، لا يعلم ما يدري من حولهِ، ما علاقتها بمعتصم؟ وما معني رسالته والصور ولما بعثها لها؟!، خرج من مكتبه كالثور الهائج واتجه لغرفتها وجدها تخرج من الحمام مُلتفه بثوب الإستحمام ( البورنس).، شهقت بخضه تقول:
_اي ياسليم ده مش تخبط!؟
صمتت حين نظرت لوجهه المشتعل وخطواته الغاصبه التي تقترب منها وفي اللحظه التاليه كان يقبض علي يدها بعنف وهو يسألها بفحيح كالأفعي:
_اي علاقتك بمعتصم..؟
ارتعش جسدها وتصلب في الوقت ذاته وهي تستمع لسؤاله… رباه هل حان وقت كشف الحقيقه! لم تخاله قريبًا هكذا!؟
هزها بعنف بين يده وهو يصرخ بها:.
_رُدي، اي علاقتك بصاحبي ولي يبعتلك صور ريهام وحسن قبل ما يورهالي وكمان يقولك قربنا اوي، قربته من ايه ها! بتلعبوا عليا في ايه انتوا كمان!؟ انطقييي بقولك..
كانت كعصفور كُسر جناحه فأخذ يتخبط بالهواء حتي.. أستقر علي الأرض أخيرًا مُعلنًا سقوطه… كسقوطها بين يده في اللحظه التاليه!..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية بكل الحب)