رواية بقلبي أراك فرعونا الفصل الثاني 2 بقلم زينب سمير
رواية بقلبي أراك فرعونا الجزء الثاني
رواية بقلبي أراك فرعونا البارت الثاني
رواية بقلبي أراك فرعونا الحلقة الثانية
ان كنت اعلم ان كلمة ” نعم ” هي نقطة الوصل بيننا ، لكنت نطقتها منذ زمن ، قبل ان يتشقق قلبي من الحزن وتُجلد نظرات الجمود عيني…
طال الوقت ، حسام ينظر له بصمت منتظرا اجابته بالرفض كان او بالموافقة ، لكن الاخر لا يجيب ، سأم من الانتظار فسأل:-
_هاا ياعم ، هتحل الموضوع ولا هتصغرني قدام البنت
ناظره بحنق وهو يراه يضعه امام الامر الواقع ، لكن اخيرا خرج صوته المتضايق هاتفا:-
_ماشي يازفت موافق
ثم رفع اصبعه في وجهه وحذره:-
_بس لو اتكررت حركتك دي تاني مش هيحصل كويس
حسام:-
_لا .. لا ، مش هتتكرر والله بس ظبطلنا الموضوع دا الاول
اؤما بنعم
وكان لـ الحديث بقية…
خرج حسام من غرفة مكتب اسلام وتوجه لمكتبه هو ، كان اصغر حجما فهو اقل مكانة ، لكنه يفي بالغرض ، جلس علي مقعده وفتح هاتفه راسل علي الفور منار باعثا لها رسالة محتواها:-
_منار ، انتي فاتحة ؟ لقيت ليكي حل بخصوص موضوع الصفحة دي
بالحقيقة كانت غالقة برنامج ” الواتساب ” لكن عندما وصل لها اشعار فتحتها فورا وفوجئت بالرسالة
فردت بلهفة ظهرت بسرعتها في الاجابة عليه:-
_انا موجودة اهو ، هاا هتعمل اية
لم يأتيها الرد ، يبدو انه كان يفكر ، كيف سيفعل ذلك
اخيرا جائتها رسالة بعد مرور دقيقة وخمسة واربعون ثانية كاملة كانت تنتظره خلالها بلهفة
_بصي انا زيرو تكنولوجيا وانتي عارفة ، فهديكي رقم صاحبي وكلميه وفهميه كل الحكاية وهو هيتصرف
الصمت كان من طرفها هذة المرة ، فهم صمتها فسارع بالقول:-
_متخفيش منه هو محترم زيي بالظبط مستحيل يأذيكي
وهل حسام محترم ؟
بالحقيقة اضحكني جدا ، فهو لا يعرف شيئا عن الاحترام ابدا سوي احترام قواعد الطعام
فهذا فقط لانه يحب يأكل بصمت ليأكل كمية اكبر وليس لانه من عاشقي عدم الكلام
ردت عليه:-
_تمام ، ابعت الرقم وانا هكلمه ، انا واثقة فيك
ابتسم وهو يري اخر مقطع من جملتها ، فهو رغم انه ملئ بالسيئات الا ان جزءا به ، مازال نقيا
وبعث لها رسالة برقمه
والباقي كان عليها..
………..
” يراودني شعور بأن الموت قريب ، الفراق اقرب ، فـ فراقك عني يعني موتي ، لكن ماذا بيدي لـ افعله ؟! ”
كانت تراقبه من علي بُعد ، تراقب طلعته ودخوله ، سعادته وشقائه ، قرب المسافة بينهم يساعدها علي ذلك ، فهو ابن الجيران المزعوم ، كم هي سعيدة وهي تفعل ذلك ، لا تجد استجابة منه ، وكيف ستجد ؟ وهي تشعر انه لا يلمحها حتي
تعلم جيدا حقيقته ، هو زير نساء ، يعشق العبث معهم ، يحب ان يبدلهم بين الفنية والاخر ، يعرف الشقراء والبيضاء والسمراء ، الطويلة والقصيرة
يحب الفتيات بكل لون وكل شكل
وقفت خلف ستار شرفتها ، تحاول ان تختفي خلفها ، تنظر لساعة يدها بأهتمام ، يجب ان يعود الان من موعده ، هذا معاده الدائم الذي يأتي بيه ، كادت تتوتر من تأخيره الا انه ظهر فجأة ، ابتسمت بسعادة ووضعت يدها علي قلبها المتألم اثر رؤيته
تهمس بداخلها بحب مؤلم:-
_امتي هتشوفني ياقمير وتحس بيا بس
اختفي داخل بوابة مبناه ، كعادته لم يلمحها حتي ، كيف سيلمحها وهو مشغول بلفيفا من الفتيات ؟!
عادت تهمس بتعب:-
_يارب هون
وربتت علي قلبها بخفة ، تشفق علي قلبها وهي تراه يقع في حب ابن الجيران ، المشغول بمغامراته النسائية التي لا تعد ولا تحصي..
بداخل منزله ..
صعد دراجات السلم وفتح بابه ، دخل لـ المنزل بأرهاق بالغ ، حرك عضلات جسده برشاقة ليجعلها تصدر صوتا دليلا علي تلاقيها ببعضها
فاق علي صوت والدته الحنونة:-
_انت جيت ياقمير ؟
هتف بمرح ، لا يفارقه ابدا:-
_لا لسة شوية ، اديني في الطريق اهو ، تحبي اجبلك حاجة وانا جاي ؟
تبتسمت تجاريه في مرحه:-
_لا شكرا ، بنت سعاد جارتنا جابتلي اللي عيزاه
وما بعد ذلك يعمله وبالفعل بدأت تكمل مميزاتها:-
_دي بنت ناس قمر والله مشفتش في ادبها ولا اخلاقها
رفعت انظارها لـ السماء مكملة دعائها:-
_ربنا يجعل هـد….
لم يجعلها تكمل جملتها وتركها متوجها لغرفته ، لقد سأم من اسطوانة بات يسمعها يوميا
من تريد والدته ان تزوجه ؟
من فتاة يصابها التلعثم عندما تحادث الغير ؟!
يشعر معها بالملل وهو يراها تتوتر عندما تراه او تري غيره من جنس الرجال
حتي تكاد تسقط مغشيا عليها
عزيزي .. نعم هي تتوتر
لكن عندما تراك انت ، ليس سواك
………….
جالت غرفتها بتوتر بيّن ، لا تعرف ماذا عليها ان تفعل ، كيف ستحادث رجلا ؟! نعم هي تحادث حسام لان هناك علاقة تجمعهم وان كانت طفيفة لـ الغاية ، فهو حفيد السيدة التي كانت تسكن بجوارهم منذ زمن ، قبل ان يتوافاها الله ، عندما يزورها كانت تلعب معه ، فعندما بعث لها طلبا وعرفته ، قبلته علي الفور
اما هذا الغريب ، فماذا قد يجمع بينهم لتحادثه هكذا دون رباط او وصال .. تنهدت بتعب ، لولا الحاجة ما فعلت يالله
امسكت هاتفها ، سجلت رقمه الذي بعثه حسام لها ، كان رقما دوليا ، ظهر لها فورا علي الواتساب ، سجلته بـ ” صديق حسام ”
وبعثت له رسالة وحيدة محتواها
_السلام عليكم ، انا اللي حسام كلم حضرتك عني علشان مشكلة الفيس ، وقالي انك هتقدر تحلها
ولم تكتب اكثر من هذا ، بعدما انتهت ارسلتها فورا كي لا تفكر اكثر
واغلقت هاتفها .. كي لا تفكر بحذفها
لم يقول حسام لـ اسلام انها ستحادثه ، هو ببساطة وضعها ووضعه تحت الامر الواقع ، لن يجد مهربا لكي ينفذ منه
كان اسلام انهي عمله بالمركز الرياضي الخاص به هو وحسام ، خرج من مكتبه وبأرهاق بعث رسالة لـ حسام
كان محتواها
_ مش هقدر انهاردة اعدي علي الشركة ، عدي عليا بالليل لو في اوراق عايزة تتمضي
وبعثها له
وعاد يكمل بتحذير تستطيع ان تستنبطه من الرسالة المكتوبة
_سيب الموظفات في حالهم ، مش عايز مشاكل
وهل حسام سيفعل ؟
بالطبع لا .. حسام عاشق الفتيات ، لن يستطيع ان يتركهم في احوالهم بدونه
لم يلمح الرسالة التي وصلت له من رقم غريب ، فقد اغلق هاتفه واكمل طريقه لـ الخارج ، متجها بخطواته نحو منزله
………..
اكلت اظافرها من التوتر ، الامر بدأ يوصل لـ اقاربها ، ذلك المتهكر لا يتركها بحالها ، يرسل لعائلتها تلك الرسائل الجريئة كأنها هي الفاعلة..!!
لا وقت لها ، ان كان لديه الحل فليفعه وتنتهي من ذلك الامر
فتحت هاتفها وعادت ترسل له
_مساء الخير
كـ رسالة اخري ربما تجعله يري الاول
وجدته قد فتح اخيرا ، فأنبعث بداخلها امل وهي تراه بالفعل يقرأها ، طال الصمت بينهم ، لم يرد عليها
يبدو انه مثل صديقه حسام
الذي يتأخر ايضا في الرد عليها
لا عليها ، ستنتظر ، لا تملك سوي الانتظار بتلهف
فالمشكلة مشكلتها ، والحل لها ولن يفيد غيرها
لان بينهم بلاد .. لم تري جمود عينيه وهو يقرأ رسائلتها ، كاد يعتذر بهدوء ويلغي الامر ، لكن ماذا سيخسر ان فعل وساعدها ؟
ربما بالفعل هي بمأزق
تنهد واجابها:-
_مساء النور .. ابعتيلي صورة لـ الاكونت ، والـpassword ، ورقم الفون او الايميل لو فاتحة منه
هكذا رص اوامره عليها .. ففعلت ما طلبت بتوتر منه
فكلماته حادة رغم انها فقط مكتوبة
فماذا لو كان يحادثها وهم امام بعضهم البعض ، وجهها يقابل وجهه
تستطيع ان تلتمس حدة ملامحه من عنف كلماته المختصرة
ارسلت له ما اراد ، بدأ بفعل المطلوب ، انقبض قلبه وهو يتذكر ماضيه ، كان يري ذلك مجرد هواية ، لم تكن تشغله
كان يشغله غير ذلك الكثير ، لكنه كره الامر لانه فقط مرتبط بماضيه
ماضي اسود ، بشع .. سيظل طوال العمر يعاني منه
وبدون ارادة غاص في ماضيه…
احداث منذ اربع سنوات ، بداية لعنة حياته والتي كان يراها اسعد ايامه
يقف في مكانه المعتاد .. امام جامعتها ينتظر خروجها ، فات شهر علي معرفته بها ، كانت صدفة لكنها كانت اجمل صدفة
استطاع ان يقول فيها
” كان يوم حبك اجمل صدفة ”
لكن فيما بعد تحولت لـ اسوء صدفة
سحرته ربما بجمالها ، برقتها وضحكتها التي افقدته عقله ، حديثه معها لم يستغرق دقائق منه ، كونه مرح الشخصية استمالها بحديثه سريعا ، فتعالت ضحكاتها وزادت نظرات اعجابه ، حصل علي رقم هاتفها في نهاية اول مقابلة ،
مقابلة كانت بـ كافية ، وفيما بعد جمعهم نفس الكافية
ذلك الذي رأها اول عش واول سبب في بناء قصة حبهم الذي ظن انها لن تنهدم ابدا
خرجت من جامعتها ومعها صديقة لها ، غمزت لها صديقتها بضحكة عندما رأته واختفت من امامهم
اقتربت منه بضحكتها التي تخطفه وصلت امامه هاتفة:-
_برضوا جيت
امسك كفها ولم تمانع قربه لفمه وقبله مرددا بحب:-
_مقدرش مجيش واشوفك
سحبت كفيها فيما بعد بخجل ، سارت معه لـ المغادرة من امام الجامعة ، كانت تتحدث عن كليتها كثيرا وهو يستمع مبتسما بفخر ، فخر بها هي ، التي احبها بالفعل ، سرقت وستسرق ومازالت تسرق قلبه
كل زيارة تجمعهم في نهايتها كان يغادر وهو يترك معها جزءا من قبله
ان نظر لـ الامر بنظرة اخري
لـ رأي انها كانت تحاول ان تغيظه بخبث ، تفكره بأنه رغم كل شئ ليس من مكانتها التعليمية
وليس فقط الاجتماعية
كانت تتعامل بخبث ، خبث بالغ ، لكنه كان واقعا في حبها لحد الثمالة الاحمق ولم يلاحظ هذا
فاق من ذكرياته واغمض عيونه بقوة ، جاعلا يده علي هيئة قبضة قوية يضمها اكثر فأكثر ليخرج فيها غضبه من الماضي
هامسا بحدة:-
_غبي .. غبي ، الاول كانت بتسيطر عليا بحبها ودلوقتي بكرهها .. غبي
ولم يستطيع ان يكمل ما بدأ فعله وترك امر منار معلق
فمن هي لتجعله يسيطر علي غضبه لاجلها وليفعل لها ما تريده
هي لـ حتي الان مجرد نكرة .. نكرة وفقط في حياته
لكن هل ستظل هكذا لـ النهاية…؟!…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بقلبي أراك فرعونا)