رواية بقلبي أراك فرعونا الفصل الثالث 3 بقلم زينب سمير
رواية بقلبي أراك فرعونا الجزء الثالث
رواية بقلبي أراك فرعونا البارت الثالث
رواية بقلبي أراك فرعونا الحلقة الثالثة
_ الفصل الثالث _
ياليت ما مضي لم يأتي من الاساس ..
تشوش عقله اثر انفاعله البيّن ، يقف علي آلته الرياضية يتحرك فوقها بعنف يخرج فيها كبته .. غضبه ، حرقته
غاضب من نفسه ومن حاله ، غاضب من ماضي مازال يتمسك به ، لا يتركه ولا يريد ان يفعل ، جسده تصبب عرقا بشدة فأمسك زجاجة ماء بجواره فتحها تناول منها الماء في جرعة واحدة وباقي الزجاجة القاها علي رأسه الفاير وجسده الرياضي ، كانت رأسه متعبة من التفكير فلعل الماء البارد يريحها قليلا
امسك منشفته وازال الماء عن وجهه واكمل الجري علي آلآلة بهدوء
كأن من كان منذ لحظات ، لم يكن هو…!!
بعد ساعات ، جلس علي فراشه مستعدا لـ النوم ، امسك الهاتف وبدأ بحل مشكلة تلك الفتاة التي لم يعرف اسمها حتي
طال الامر وكان صعبا ، لكن لانه اسلام
استطاع ان يحل لها الامر
ثم غفي علي فراشه بأرهاق..
…..
اختفت اسفل وسائدها ، تضع اعلي رأسها وسادة من القطن تنعم وجهها بنعومتها وهي تبتسم بحب اثر حديث الطرف الاخر علي الهاتف ، كان يغازلها بحب وهي تستمع بدقات قلب متسارعة من الحماس
همست بخجل اثر كلمة قالها:-
_وانا كمان بحبك يامحمد
وارتسمت علي وجهه من الناحية الاخري بسمة صافية ، وهو يستمع لردها الذي طرب قلبه وزلزل كيانه ، هذا ما يريده قليلا من التعب في العمل كثيرا من الراحة والحب بعد العمل ، تلك الراحة التي تكون علي فراشه والحب يأتي بحديثه معها
هتف ببسمة ارتسمت علي شفتيه:-
_هترجعي السكن امتي بقي ، انا عايز ارجع اشوفك براحتي
غمغمت بنبرة خافتة ، رغم ان الجميع نائم الا انها مازالت خائفة ان ينكشف سرها بحديثها مع غريب:-
_لسة فاضل اسبوعين كاملين يامحمد
قال بشوق شعرته جيدا في صوته:-
_مستنيهم يخلصوا اووي علشان ارجع اقابلك تاني ونخرج مع بعض تاني
مذنبة هي بفعل هذا وخروجها معه ، لكن القلب… ، هذا امر القلب
والقلب يفعل ما يريد ..
انهت حديثها اخيرا معه:-
_هقفل دلوقتي يامحمد … باي
_باي ياهايدي
وانتهت ليلة سعيدة علي قلبها كـ غيرها من الليالي
معه تتبدل احزانها بالسعادة ، تغمرها دوما الفرحة
لما لا ؟!! وهو دوما ما يفعل المستحيل ليسعدها
لكن عزيزتي تذكري ، ما زال في الامر غصة
……..
استيقظت من نومها الهنئ علي صوت رسالة بعثت لها عن طريق برنامج ” الواتساب ” اضطرب قلبها وهي تفكر بأنه ربما يكون هو .. صديق حسام المبجل
امسكته وفتحته فوجدتها بالفعل منه ، يخبرها بأنتهاء الامر وان الرقم السري عاد كما هو كما انه مازال يعمل برقم هاتفها .. الان تستطيع ان تغيرهم لو ارادت
لم تشكره بل اسرعت ودخلت لـ صفحتها الشخصية علي ” الفيس بوك ”
اطمئنت ان كل شئ بخير ثم عادت لـ المحادثة التي تجمعهم
ترد عليه بشكر خالص:-
_شكرا جدا لحضرتك .. من غيرك مكنتش عارفة هعمل اية
وبعد لحظات .. جاءها رده المقتطب
_عفوا
وانتهت طرق التواصل بينهم .. لكن تناسي كل منهم ان يحذف رقم الاخر من عنده
فماذا قد يجمع بينهم مرة اخري ؟!
……..
تعانقني حينما تؤلمني ، وحينما اريد الحب .. تفر مني !
دخل لمنزله مساءا بعدما انهي عمله ، تأخر قليلا في العمل لعدم وجود اسلام ، كانت لديه سهرة لكنه قام بألغاءها ، فهو بالفعل متعب ، وقعت عيونه علي زوجته ، تجلس في قلب المنزل امام التلفاز وبيدها كوبا يحتوي علي مشروب ساخن ، كانت تشاهد التلفاز بعيون شاردة يبدو انها لا تستمع لما يقال حتي
تقدم منها بخطواته حتي وقف امامها مال نحوها مقبلا اياها علي جبينها وهو يهتف بحب:-
_انتي لسة منمتيش ياجاسي ؟
نظرت له حاولت ان ترسم بسمة علي شفتيها وهي تجيبه:-
_مش عندي نوم حسام
” ملحوظة ، جاسي او جاسمين ، فرنسية الاصل اتعلمت اللغة المصرية والعربية علشان حسام احيانا كلامها فصحي واحيانا عربي مكسر ، انتوا اقروه علي انه عربي مكسر ”
اؤما متفهما لحالتها ، وابتعد عنها مقررا التوجه لغرفته الا انها قاطعت طريقه وهي تقف امامه تسأله ببسمة:-
_تحب نسهر سوا ونسمع فلم ؟
اشار لها بلا مجيبا بتعب:-
_انا تعبان ياجاسي والله مش هقدر
اؤمات بتفهم حزين وتركته ليذهب لـ الغرفة
تعرف اين كان وتعرف ما الذي ارهقه
تعرف انه كان برفقه احدي الفتيات
عذرا ياجاسي لقد ظلمتيه اليوم ، هو نعم يفعل ذلك يوميا لكن اليوم … حقا لم يفعل
…………
عادت حياتها لطبيعتها ، نست او تناست ما حدث قبل ذلك اليوم ، صفحتها الالكترونية عادت بدون خسائر وفهمت جميع اصدقائها الوضع وانها لم ترسل لهم تلك الرسائل فتفهموا الوضع..
والان .. في احدي الكافيهات في مدينة سوهاج
كانت تجلس علي طاولة مكونة من ثلاث مقاعد ، هي احتلت احدهم وبأنتظار الاخرتين ليحتلوا مقاعدهم التي حجزت الطاولة بمقاعدها علي عددهم ، كانت تتصفح هاتفها حتي وجدت من تضع حقيبتها بعنف علي الطاولة وتحتل مقعدا من المقعدين الفارغين ، اغلقت هاتفها ونظرت له
من حالتها تفهمت الوضع ، فقالت ساخرة:-
_خانك تاني ولا اية ؟
ناظرتها بغضب ، وهي تراها تستهزء بها وعنفتها بضيق:-
_منار ، لو سمحتي انا اعصابي مش مستحملة سخرية
منار متنهدة بضيق:-
_ما هو انا تعبت من حالتك دي ، انتي هتضيعي لو فضلتي علي حالتك دي ياهدير
هدير بدموع بدأت بالتجمع في عيونها:-
_اعمل اية بقي ؟ بحبه
ولان الامر به ” الحب ” فعليك ان تتوقع ان يكون صاحب مشاعر الحب منكسرا ، حزينا ، منطفئا ، دوما
حاولت ان تبقي هادئة وهي تهاتفها بهدوء وكأنها تحادث طفلة وتقنعها بعدم شراء دمية لانها ليست بجيدة:-
_وهو لا ، هو اصلا مش شايفك ، وهو هيشوفك ازاي وانتي اخرك تراقبيه من ورا الستارة ، هدير .. قمير بشخصيته دي عايز حاجة كدا محصلتش بنت هو راسمها في احلامه بالمسطرة
واشارت لها ولملامحها الذابلة متابعة:-
_انتي بشكلك وشخصيتك دي متهزيش فيه شعره
تجمعت الدموع بعيونها وهي تسمع لحديثها القاسي هذا
تجاهلت منار دموعها واكملت بقسوة اشـد:-
_احنا اول ما بنرجع من السكن وترجعي تشوفيه كل يوم حالتك تلقائيا بتتبدل ، ملامحك بتبهت وتذبل ، الحب ما دام مبينورش وبيطفي يبقي الاحسن منمسكش فيه ونحاول نرتاح منه وننساه
وضعت هدير يدها علي قلبها ، ونظرت لمنار مجيبة اياها:-
_القلب مبينساش اول دقة حب دقها يامنار
………
هتف بجمود:-
_مين قالك اني لسة فاكرها ، انا قلبي نساها من زمان ، نسي الحب اللي بتقول عليه ياحسام
ناظره بنصف عين هاتفا بشك:-
_متأكد ؟ يعني ماري بجد مبقتش شاغلة دماغك
طالعه بهدوء نظرات لا تُفهم وطال الهدوء ، حتي ان حسام
قلق من ذلك ، الا ان صوت اسلام الذي عاد يتحدث ، ابعد القلق عنه:-
_انا لسة فاكر ذكريات منها ، ذكريات كل ما بفتكرها بتقويني وبتخليني اكرهها واكره كل بنات العالم ، بتخليني مش طايق ابص لوش واحدة من جنس حواء
والتف يناظره بعيون حادة ثاقبة ، مكملا:-
_مبفتكرش غير يوم فرحها ، لما كنت بكلمها قبلها بيومين وبتقولي احلي كلام حب وتاني يومها الاقيها بتعزمني علي فرحها وبتقولي اتمني تكون موجود معايا
صمت لفنية يحاول ان يسيطر علي عنف الذكريات التي تهاجمه وعاد يكمل بقسوة:-
_كـ اخ او كـ صديق ، متخيل بعد كل الحب اللي حبيته ليها اتجوزت غيري ، ابوها لما رفضني علشان اقل منها في المستوي التعليمي والاجتماعي قولت هي هتحارب علشان تغير رأيه ، بس هي ضعفت بسرعة ، او ممكن تكون محبتنيش اصلا
ضحك مستهزءا بعنف ، ضحكاته بدأت تتعالي بشكل مخيف ، حسام يطالعه بـ خوف عليه ، حالته تلك تجعله يقلق من ان يصيبه شئ ، توقف فجأة عن الضحك ونظر له مكملا بقسوة اشـد:-
_واللي يضحك اني لقيتها بتتجوز صاحبي ، ماشي مكنش مقرب مني اوي بس كان عارف اني بحبها كان عارف اني في وقتها من غيرها هموت
ساد الجمود علي عينيه مرددا:-
_بس انا دلوقتي قادر اعيش من غيرها عادي وكأنها مكنتش في حياتي فـ يوم
تظن انك عاشقا بينما انت هائما بمشاعر الكذب ، تظن انك دون احدهم تموت وبالحقيقة انك بدونه تحيا ، تظن ان الموت بالبعد عن احدهم والحقيقة ان قربه هو الذي يقبع فيه هلاكك..
تظن وتظن وتظن … والعبرة بالنهاية ، والحقيقة بالنهاية
………….
كانت ومازالت تحادثها تحاول ان تقوي منها تجعلها توقف مشاعرها بأتجاهه ، لا تقول ” انسي ” ولكنها تقول لا تحبيه اكثر من ذلك
دخلت الثالثة ، ابعدت المقعد عن الطاولة وجلست ، كانت ملامحها سعيدة ، مرتاحة جدا ، منتشية
طالعتها منار بسخرية ، وهي تهتف بأستهزاء:-
_الست العاشقة جت
هايدي بضحكة في غاية الرواق:-
_انا بحبه اووي يامنار بحبه اووي ، انا مقدرش اتخيل حياتي من غيره
منار ناظره لهدير الباكية:-
_اهو دي السعيدة اووي بيه ، يومين وهتيجيلنا عايطة
وراحوا الاثنان يهتفوا معا مقلدين اياها:-
_محمد هيسيبني يابنات ، انا ومحمد مننفعش لبعض يابنات وتعيطلنا وتقرفنا لمدة شهر
هايدة بثقة شديدة:-
_عادي احنا بعد كل خناقة بنرجع لبعض ولا كأن في حاجة حصلت لاننا روح واحدة ياروحي
منار ضاحكة:-
_خلي بالك لان الروح ممكن تتقسم لروحين فجأة
هدير مكملة حديث منار بحزن:-
_ووقتها هتحسي ان في حاجة كبيرة جواكي ناقصة ، مش موجودة وانتي مش عارفة كيف تعوضيها ، انتي علي الاقل جربتي شعور الكمال لكن انا لسة
طالعتها منار بحزن هي وهايدي
كم ان الحب من طرف واحد مؤلما ، موجعا…
…………….
” في سماء الحب تلألئ يانجمتي ، فـ عنك لا اريد ان احيد بصري ”
عبارة كتبها حسام ثم ضغط علي كلمة ارسال لـ الكل وارسلها لجميع الفتيات التي يعرفها ، حتي لزوجته
وجلس منتشيا علي مقعده وهي يقرأ رسائلهم التي جائت بالرد منهم علي رسالته ، كانت عبارات شكر واخري بها محتوي جرئ
جميعهن يعلمون انه لا يقصد بها شيئا حقيقا ، فقد يتلاعب بهن ليقعن اكثر به ، وهم مرحبين بذلك
الا هي ..
زوجته التي عندما وصلت لها الرسالة ، طارت من السعادة لـ اعماق السماء فعلا ، تعلم بـ مغامراته ، تعلم بأسراره النسائية وهو يعلم انها تعلم
لكن ماذا عليها ان تفعل ؟
كيف تتحدث وهي تعلم انها اذا تحدثت لن يقول سوي جملة واحدة
” امنحيني ما تحرميني منه ، لامنحك ما تطلبين ”
وهي ببساطة لا تستطيع ان تمنحه الان طلبه ، لا تريد ان تمنحه طفلا ، لا تريد ذلك
وهو لا يتفهم…….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بقلبي أراك فرعونا)