رواية بقلبي أراك فرعونا الفصل الأول 1 بقلم زينب سمير
رواية بقلبي أراك فرعونا الجزء الأول
رواية بقلبي أراك فرعونا البارت الأول
رواية بقلبي أراك فرعونا الحلقة الأولى
بعثت رسالة له مضمونها:-
_اسلام انا فرحي علي ايمن يوم الخميس الجاي ، هيكون في قاعة ” ……. ” تعالي واقف جنبي ، انا بعتبرك زي اخويا ووجودك هيفرق معايا جدا
كانت كلمات قاسية ، في غاية القسوة علي قلبه ، لم يصدق عيونه وهو يقرأ رسالتها
رد بأستنكار:-
_اخ ، وفرح .. انتي بتقولي اية ياماريان
ردت بوقاحة:-
_بعزمك علي فرحي
رن عليها فأجابته وجاءه صوتها البارد:-
_نعم
نطق بتوهان:-
_طيب وانا ياماري ؟!
يبدو انها كانت مجهزة للرد منذ فترة حيث سرعان ما اجابته:-
_انت اتقدمت ومحصلش نصيب وبابا رفضك ، جه المناسب ووافق عليه
لم يكن ليستوعب حديثها الفارغ هذا ، سأل بتوهان اشـد:-
_طيب وانتي ، انتي موافقة علي الكلام دا ، انا اصلا ازاي معرفش غير دلوقتي ، ماري انتي مستوعبة انتي بتقولي اية
قالت بغرور:-
_ايمن غني وهيعرف يعيشني يااسلام ، انا هعمل اية معاك وانت محلتكش حاجة ومعندكش حتي وظيفة ثابتة ومش معاك شهادة ممكن تشغلك بعدين ؟ معقول فكرت اني ممكن انزل من مستوايا لمستواك ! انا اطلع لفوق ماشي لكن انزل لتحت لا
قال ببوادر بداية انهيار:-
_طيب وحبك ليا وكلامك ووعودك بأنك مش هتسيبيني
قالت بقسوة شديدة:-
_كنت بتسلي
هتف بعدم تصديق:-
_اية !
اكملت:-
_كنت بتسلي يااسلام ، شوية كلام حب وبتاع علشان الجو يحلي
ارتفعت ضحكاتها الساخرة متابعة:-
_بس ياعيني انت كنت اهبل وبتصدق ، والله كنت بتصعب عليا بس اعمل اية انت ساذج واهبل والغلط غلطك
تنفسه بدأ بالتعالي بأهتياج وعصبية ، قالت قبل ان تغلق:-
_يلا تشاو بقي يابيبي ، متنساش الفرح يوم الخميس علشان لو حبيت تيجي
واغلقت معه ، لم تلبث لحظات وكان قد القي هاتفه علي الحائط امامه بكل قوته وهو يصرخ بقوة ، راح يصرخ ويصرخ بكل قوته وبأقوي ما لديه من نبرات
وبعد تلك الليلة اختفي صوته لـ الابــد…
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
بكل جحود دخلت خلفه ، تبكي وتنوح تطلب المغفرة والمساعدة ، مساعدته لها لانقاذ ابنها من الموت المحتوم ..
حاول ان يتحكم بأعصابه التي كادت ان تنفلت وهو يهتف بسخرية:-
_عايزة اية ؟!
عادت تقول بدموع ربما تكون كاذبة:-
_تسامحني يااسلام ، انا اسفة والله
رمقها بسخرية فأقتربت منه ، حاولت ان تمسك يده فأبعدها سريعا ، نطق بغضب ممزوج بالاشمئزاز:-
_اياكي تلمسيني ، انا بقرف منك ومن لمستك
ابعدتها فورا وهي تهمس بملامح منكسرة:-
_بعدت اهو ، بس ارجوك سامحني وساعدني
ابتسم بسمة استنكار ولم يرد ، فتابعت وهي تنظر لابنها الواقف بعيدا عنهم قليلا:-
_ساعدني الاقي مستشفي كويسة تعالج اسلام ابني
قالت اسم ابنها وهي تنظر لملامحه ، وهي تظن ان هذا سيؤثر به وقد يجعله يتألم ويحن ، لكنه لم يتأثر !
بل لم يرجف له جفن
تابعت هي:-
_سميته علي اسمك علشان افضل فكراك ، انا حبيتك بجد ، فكرت اني هبقي سعيدة مع ايمن بس كنت غلطانة ، انا بحبك يااسلام
اؤما بنعم عدة مرات بدون ملامح ، ظنت انها تؤثر به فأكملت:-
_عارفة اني غلطانة بس جيت اهو علشان نعوض اللي فات ، ساعدني بس اعالج اسلام ولو عايزني اسيبهم عند اهلي ونتجوز من غيرهم انا موافقة
ضحك بتلك اللحظة بصوت مرتفع ، اطلق تصفيقا بيده وهو ينظر لها بعيون لا يوجد فيها ملامح ، نظرت له بتسأل ، فتوقف فجأة عن التصفيق وهو ينطق بحدة:-
_كل مرة بتثبتيلي ان الحقارة والبجاحة والو**** بتجري في دمك ،وانك الاول فيهم بكل تفوق ، جاية بكل بجاحة وطالبة نرجع ؟ انتي معندكيش كرامة ولا دم ، مفكراني هحنلك بسبب البوقين بتوعك دول او هسامحك
توقف عن الحديث لـ لحظة وعاد يكمل بجدية:-
_عايزك بس تعرفي حاجة واحدة ، انتي مبقيتش في حسابتي لدرجة اني مشاعري ليكي مفهاش حتي الكره ، لاني لو كنت بكرهك معناه ان في مشاعر عندي ليكي واهتمام بيكي ، لكن زي ما قولتلك انت خارج حساباتي خالص
اقتربت منه وهي تهتف بتأكيد:-
_لا فيه ، انت اكيد لسة بتحبني
كادت تضع يدها علي قلبه فنفرها بعيدا وهو يصيح:-
_مش قولتلك متلمسنيش
_انت بتقول كدا بس علشان مجروح ، صدقني انا هصلح كل غلطاتي ونرجع تاني زي زمان….
قاطعها بسخرية:-
_نرجع زي زمان واكون انا الاهبل في الحكاية تتجوزيني وتاخدي فلوسي وبعدين تسيبني وتشوفي صيدة غيري صح ؟ ما انا دلوقتي غني بقي
ماريان:-
_انا بحبك
نطق بجمود:-
_انا دلوقتي بقيت بحب غيرك
نظرت له بصدمة ناطقة:-
_كداب ، انت اكيد كداب وبتقول كدا علشان ابعد عنك توترت وهي تري تدهور الامر علي حسابها الالكتروني وتلك الرسائل الجريئة التي تصل لاصدقائها من حسابها هي ، يظهر لـ الجميع انها هي الفاعلة
رسائل جريئة لا توصف ، لم تعرف ماذا عليها ان تفعل
انتفضت فجأة علي صوت هاتفها .. كان رنينا من صديقتها هدير
اجابت علي الفور:-
_ايوة ياهدير
جاءها صوت هدير المستنكر:-
_اية اللي انتي بعتاه ليا علي الماسنجر دا
وضعت يدها علي جبهتها بحزن ، حتي صديقتها المقربة لم يرحمها ، تنهدت قبل ان تجيبها:-
_شكل حسابي اتهكر
شهقت صديقتها بصدمة مردفة:-
_طيب والحل ؟
ردت بقلة حيلة:-
_مش عارفة ، هحاول ارجعه لو معرفتش هعمل جديد وخلاص
هدير:-
_تمام ، انا هبعت لكل اصحابنا اقولهم انه اتهكر وانك مش بتبعتي الحاجات دي علشان متتفهميش غلط
اؤمات بنعم بشرود ، وكأن هدير تراها امامها ولا يفصل بينهم مئات والاف الانشاءات
واغلقت معها
دقيقة ، مجرد دقيقة ووجدت هاتفها يصدر منه صوت يعلن عن وجود رسالة
فتحته سريعا متوقعة انه ربما احدا يحاول ان يعرف ماذا ارسلت له ؟!
بالفعل وجدتها رسالة من البرنامج الشهير ” الواتساب ”
لصديقا لها يُدعي حسام
يسألها:-
_منار .. اية اللي انتي بعتاه ليا علي الماسنجر دا ؟!
غمغمت داخلها:-
_حتي الرجالة مسبتهاش في حالها !!
تنهدت وارسلت له رسالة:-
_الحساب شكله اتهكر ياحسام
تأخر بالرد دقيقة ، علي ما يبدو كان منشغلا
كادت تغلق الهاتف ، فما بها لا يجعلها تتحمل اي انتظار
لكن وجدته رد اخيرا:-
_طيب هتعملي اية
_ولا حاجة ، هحاول ارجعها لو معرفتش هعمل غيرها
لحظات وجاءها رده:-
_طيب لو رجعتيها قوليلي ، ولو معرفتيش قوليلي برضوا وانا هتصرف
_تمام…
واغلقت معه المحادثة
…………….
_بتحبها ؟!
خرج صوته مستنكرا:-
_بحبها اية يابني قول بعشقها ، بموت فيها ، حاجة في الرينج دي
نظر له ببسمة ساخرة مغمغما:-
_الله يرحم ، فين اسلام اللي قال بكل ثقة انا مستحيل احب
رمقه بهدوء ، نعم اخبره بهذا ، لكن تلك الفتاة ليست مثل غيرها ، تلك سرقته ، تلك جعلته يحبها ، هل يحبها حقا ؟! حبا حقيقيا ، ما يسمي بالحب الاول والاخير ؟!
حرك صديقه يده امام وجهه عدة مرات:-
_هيي انت روحت فين
خرج صوته هادئا:-
_معاك
وساد بينهم لحظات من الصمت قطعها صديقه:-
_هتتقدملها امتي
ظهرت لمعة سعيدة في عينيه مجيبا:-
_قريب ، قريب اووي هتقدملها واخليها مراتي
ونظر لصديقه وراح يتابع بحماس:-
_تعرف انا بحلم باليوم دا من اول ما حبيتها
تطلع لـ امام كأنه يتخيلهم معا مكملا:-
_نبقي مع بعض ، نروح شهر العسل ، نروح شرم مثلا ؟!
نظر له متسائلا:-
_حلوة شرم صح ؟!
هتف صديقه ضاحكا:-
_حلوة ياخويا …. حلوة
وظلت تتردد تلك الكلمة علي اذنيه ، حياته عكس تلك الكلمة ، حياته ليست حلوة ابدا ، حياته تعيسة ، حزينة ، مُرة ايضا
فاق من شروده بتلك الذكريات وتنهد بضيق ، وسادت علي وجهه ملامح الجمود ، هذا الماضي مازال يلاحقه ، يتبعه ويتعبه بلا رحمة ، لا يتركه ليرتاح ، ليتنفس حتي براحة
ترك فراشه وغادره بجسده الرياضي الضخم ، ملئ بعضلاته متكدسة اثر عمله بالمركز الرياضي الخاص به ” الجيم ”
توجه لـ حمام غرفته الخاص اخذ حماما ساخنا سريعا ثم خرج ، فعل ما تعود عليه يوميا بروتين ممل
ثم ترك منزله متوجها بخطواته نحو مركزه الرياضي الذي يقبع في مدينة باريس ، مدينة العشاق
الذي لا ينتمي هو لهم ولن ينتمي من بعد ما حدث
…………..
” لا امل .. لا يوجد امل ”
حسابها يذهب من بين يديها ، رسائلها التي ترسل لـ الغير في غاية الوقاحة ، الجراءة ، والبشاعة
قرأت بعضها التي اُرسلت لصديقتها ، لم تستطيع ان تكملها
كلام لا تتحمله هي كـ فتاة
لم تجد امامها حلا سوي … حسام
عادت تحادثه علي ” الواتساب ”
_حساااام
جائتها اجابته:-
_نعم ، اولا اخبارك
_تمام ، الحساب مش عارفة ارجعه ، انت قولت لو معرفتش اقولك ، هتعرف تتصرف ؟!
صمت كعادته لفترة ، فهو دوما ليس متفرغا لها ، دوما بعيدا
لا تعلم متي تعرف عليها ووصل لها بعدما قطعت بينهم المسافة لكنه صديق جيد ، يحفزها علي التقدم ، فهو من اللا شئ ، بات له اسما في باريس ، له عمل خاص يجمعه مع صديقه ، فقط كان شغوفا وكان حالما فـ فعل ما اراد
جائتها رسالته اخيرا:-
_اها هعرف اتصرف ان شاء الله
بفضول يتملكها دوما ، يسيطر عليها منذ صغرها وزاد لانها ببساطة فتاة والفتاة بدون فضول لا تشعر معها بالحماس والقلق .. هتفت:-
_هتتصرف ازاي ؟
_اعرف صديق ليا شاطر في الحكايات دي ، هكلمه واشوف هيقدر يرجعها ولا لا
_تمام ، شكرا ليك ياحسام مقدما
وانتهت المحادثة .. لتنفتح بعدها حكايات وحكايات ، قد تستوعبها او لا تستوعبها
……………
تتعدي الساعة الثانية ظهرا ، الطقس في غاية الحرارة ، تكاد تنصهر وهي تجلس علي مقعد في تلك الحديقة ، المارة تسرع بخطواتها حتي لا تبقي تحت اشعة الشمس ، اما هي ، فتحملت وتتحمل وستتحمل اي ظرف واي طقس لـ اجله ، لـ اجله هو وفقط
ابتسمت عندما تذكرته ، حبيبها الغالي علي قلبها
من فعلت وستفعل المستحيل لتبقي معه وتتجمع به في يوما ما
وجدت يدا علي عينيها تمنع عنها الرؤية وصاحب اليد يهتف بصوت استطاعت ان تميز فيه ابتسامته الواسعة:-
_انا مين ؟
غمغمت بكذب مصطنع:-
_عاصم ؟
زاد من ضغطة يده علي عينيها كي يؤلمها فتابعت:-
_ماجد
زاد من ضغطه اكثر فهتفت ببسمة:-
_حبيبي الغيور
خفف ضغطته عليها وكاد يبتسم ، قبل ان تكمل حديثها:-
_رامي
صرخ بغضب وهو يترك عينيها ويترك مكانه خلفها متجها بخطواته لها حتي اصبح امامها هاتفا:-
_لا بقي دا انتي عايزة تضربي
كادت تخرج منها ضحكة ، الا انها تمالكت ضحكتها بصعوبة وهي تظهر الفزع المصطنع علي ملامحها ، بينما هتف هو بغيظ:-
_انا عارف انك بتهزري بس برضوا قولتلك هزارك الرخم دا تبطليه علشان متعصبش عليكي وفي الاخر انتي اللي هتندمي
زمت شفتيها في حركة تضعفه قائلة:-
_محمد ..انا بحب اعصبك علشان احس بغيرتك وحبك ليا
ابتسم لها ، كم يحبها يالله ويعشقها في افعالها المجنونة تلك
ابتسمت هي ايضا
رؤيتها له وهو يضحك تجعلها سعيدة ، بل في غاية السعادة
جلس بجوارها ، نظر لها فوجد حبات الماء علي جبينها ، هتف بضيق:-
_قولتلك مش مهم نتقابل انهاردة ، اهو وشك احمر وشكلك هتتعبي علشان قعدتك في الشمس دي
اجابته برقة ، تذوب قلبه ، تجعله يغرق فيها اكثر فـ اكثر:-
_علشانك انا عندي استعداد احارب الدنيا كلها مش بس اقعد في الشمس
ابتسم بحب ، هاتفا بعشق:-
_بحبك بقي
_وانا بقي
…………..
كان يمر بين الفتيات والرجال بجسده ، يضبط لهذا وضعيته يقدم لهذا نصيحته ، يقف خلف هذة ويضبط وضعية قدمها ويجعلها تنصب ظهرها
عمله يحبه ، بل يقصد هوايته ، منذ زمن وهو يحلم بفتح ذلك المركز وها هو فعل ذلك
تركهم وتوجه لغرفة صغيرة خاصة به ، مكتبه الخاص بذلك المكان ، فتح بابها وكاد يدخل
قبل ان يتوقف وينظر لـ شخصا ما هاتفا بلغة فرنسية متقنة:-
_طوني ، فنجانا من القهوة رجاءا
اؤما له طوني بنعم ، فدخل هو وترك المكان خلفه
دقائق ودخل حسام من باب المركز الرئيسي وجد طوني امامه فسأله:-
_هل اسلام هنا ؟
_نعم
واشار لـ فنجان القهوة بيده مكملا:-
_كدت اذهب له لـ اعطيه ما اراده
حمله منه مجيبا:-
_لا داعي انا سأخذ الفنجان له
وتركه وتوجه بخطواته لـ مكتب اسلام ، قاصدا ان يراه هو شخصيا
طرق علي الباب طرقتين خفيفتين ثم دخل قبل ان يسمح له اسلام بذلك هاتفا بنبرته المرحة:-
_اخبارك يافرعون
نظر له باسما بسمة خفيفة ، يحب هذا اللقب وبشدة ، يلزمه منذ صغره وشبابه ومراهقته ، بالماضي ربما كان يحبه اكثر لكن لانه كان بالماضي لذلك فـ هو الان … لا يحبه كـ السابق
رد عليه وهو يراه يضع امامه فنجان القهوة:-
_تصدق انت فعلا اخرك تشتغل ساعي
نظر له بضيق واستنكار مغمغما:-
_انا العايب اني عبرتك
نظر له اسلام ولم يتحدث ، وهو يراه يجلس علي المقعد المقابل له
تنحنح حسام وصمت ، ثم تنحنح وصمت ظل هكذا لفترة واسلام يراقبه بملل ممزوج بعيون تنظر له بنظرات ثاقبة
حسام يريد شيئا
هو لا يصمت ولا يتوتر هكذا الا اذا اراد شيئا
طـال الصمت وهو بالحقيقة كره ذلك الهدوء فهتف بملل:-
_ممكن تقول عايز اية ، او تقوم وتمشي
نظر له مجيبا بزهول:-
_انت عرفت منين اني عايز حاجة
بسخرية اجاب:-
_لانك مبتسكتش الا لو وراك مصيبة جايبها ليا
تنحنح وصمت وعاد اسلام لعمله من الملل هذا قبل ان يهتف حسام سريعا:-
_احم بص في صديقة اعرفها حسابها اتهكر وانا عارف انك شاطر في حكاية التهكير دي فممكن ترجعه ليها ؟
وساد صمتا غريبا بينهم ، حتي قطعه اسلام بلامبالاة:-
_لا ، البنات اللي بتعرفهم بيبقوا شمال زيك واكيد حد عمل كدا علشان يعلم عليها
اسرع بحديثه:-
_لا والله دي محترمة وبعدين دي مصرية اتعرفت عليها صدفة علي جروب عالنت واكتشفت ان في معرفة قديمة تجمعنا وبقيت بكلمها كل ما اشتاق لمصر وكدا
_اممم
نظر له عندما طال صمته بقلق هاتفا:-
_هااا
بادله نظرته بأخري جامدة ، هاتفا بـ ملامح صلبة:-
_انت عارف اني بطلت الحكايات دي من زمان
وعلي اثر الماضي ، تبدلت ملامحه اكثر فأكثر
اصبحت متألمة ، قاسية ، متعبة
ولكن ، الن تساعدها ؟
اهذا دليل بأنك لن تفعل
عاد حسام يقول برجاء:-
_انا قولتلها عندي صديق هيتصرف وعطيتها امل ، هتحرجني قدامها يااسلام
نظر له بعيون جامدة ، يعلمها حسام جيدا
تخفي خلفها اسرارا ومشاعر كثيرة لـ الغاية
ولحتي الان ، لا يوجد رد……
بقلبي أراك فرعونا :-
_ الفصل الثاني _
ان كنت اعلم ان كلمة ” نعم ” هي نقطة الوصل بيننا ، لكنت نطقتها منذ زمن ، قبل ان يتشقق قلبي من الحزن وتُجلد نظرات الجمود عيني…
طال الوقت ، حسام ينظر له بصمت منتظرا اجابته بالرفض كان او بالموافقة ، لكن الاخر لا يجيب ، سأم من الانتظار فسأل:-
_هاا ياعم ، هتحل الموضوع ولا هتصغرني قدام البنت
ناظره بحنق وهو يراه يضعه امام الامر الواقع ، لكن اخيرا خرج صوته المتضايق هاتفا:-
_ماشي يازفت موافق
ثم رفع اصبعه في وجهه وحذره:-
_بس لو اتكررت حركتك دي تاني مش هيحصل كويس
حسام:-
_لا .. لا ، مش هتتكرر والله بس ظبطلنا الموضوع دا الاول
اؤما بنعم
وكان لـ الحديث بقية…
خرج حسام من غرفة مكتب اسلام وتوجه لمكتبه هو ، كان اصغر حجما فهو اقل مكانة ، لكنه يفي بالغرض ، جلس علي مقعده وفتح هاتفه راسل علي الفور منار باعثا لها رسالة محتواها:-
_منار ، انتي فاتحة ؟ لقيت ليكي حل بخصوص موضوع الصفحة دي
بالحقيقة كانت غالقة برنامج ” الواتساب ” لكن عندما وصل لها اشعار فتحتها فورا وفوجئت بالرسالة
فردت بلهفة ظهرت بسرعتها في الاجابة عليه:-
_انا موجودة اهو ، هاا هتعمل اية
لم يأتيها الرد ، يبدو انه كان يفكر ، كيف سيفعل ذلك
اخيرا جائتها رسالة بعد مرور دقيقة وخمسة واربعون ثانية كاملة كانت تنتظره خلالها بلهفة
_بصي انا زيرو تكنولوجيا وانتي عارفة ، فهديكي رقم صاحبي وكلميه وفهميه كل الحكاية وهو هيتصرف
الصمت كان من طرفها هذة المرة ، فهم صمتها فسارع بالقول:-
_متخفيش منه هو محترم زيي بالظبط مستحيل يأذيكي
وهل حسام محترم ؟
بالحقيقة اضحكني جدا ، فهو لا يعرف شيئا عن الاحترام ابدا سوي احترام قواعد الطعام
فهذا فقط لانه يحب يأكل بصمت ليأكل كمية اكبر وليس لانه من عاشقي عدم الكلام
ردت عليه:-
_تمام ، ابعت الرقم وانا هكلمه ، انا واثقة فيك
ابتسم وهو يري اخر مقطع من جملتها ، فهو رغم انه ملئ بالسيئات الا ان جزءا به ، مازال نقيا
وبعث لها رسالة برقمه
والباقي كان عليها..
………..
” يراودني شعور بأن الموت قريب ، الفراق اقرب ، فـ فراقك عني يعني موتي ، لكن ماذا بيدي لـ افعله ؟! ”
كانت تراقبه من علي بُعد ، تراقب طلعته ودخوله ، سعادته وشقائه ، قرب المسافة بينهم يساعدها علي ذلك ، فهو ابن الجيران المزعوم ، كم هي سعيدة وهي تفعل ذلك ، لا تجد استجابة منه ، وكيف ستجد ؟ وهي تشعر انه لا يلمحها حتي
تعلم جيدا حقيقته ، هو زير نساء ، يعشق العبث معهم ، يحب ان يبدلهم بين الفنية والاخر ، يعرف الشقراء والبيضاء والسمراء ، الطويلة والقصيرة
يحب الفتيات بكل لون وكل شكل
وقفت خلف ستار شرفتها ، تحاول ان تختفي خلفها ، تنظر لساعة يدها بأهتمام ، يجب ان يعود الان من موعده ، هذا معاده الدائم الذي يأتي بيه ، كادت تتوتر من تأخيره الا انه ظهر فجأة ، ابتسمت بسعادة ووضعت يدها علي قلبها المتألم اثر رؤيته
تهمس بداخلها بحب مؤلم:-
_امتي هتشوفني ياقمير وتحس بيا بس
اختفي داخل بوابة مبناه ، كعادته لم يلمحها حتي ، كيف سيلمحها وهو مشغول بلفيفا من الفتيات ؟!
عادت تهمس بتعب:-
_يارب هون
وربتت علي قلبها بخفة ، تشفق علي قلبها وهي تراه يقع في حب ابن الجيران ، المشغول بمغامراته النسائية التي لا تعد ولا تحصي..
بداخل منزله ..
صعد دراجات السلم وفتح بابه ، دخل لـ المنزل بأرهاق بالغ ، حرك عضلات جسده برشاقة ليجعلها تصدر صوتا دليلا علي تلاقيها ببعضها
فاق علي صوت والدته الحنونة:-
_انت جيت ياقمير ؟
هتف بمرح ، لا يفارقه ابدا:-
_لا لسة شوية ، اديني في الطريق اهو ، تحبي اجبلك حاجة وانا جاي ؟
تبتسمت تجاريه في مرحه:-
_لا شكرا ، بنت سعاد جارتنا جابتلي اللي عيزاه
وما بعد ذلك يعمله وبالفعل بدأت تكمل مميزاتها:-
_دي بنت ناس قمر والله مشفتش في ادبها ولا اخلاقها
رفعت انظارها لـ السماء مكملة دعائها:-
_ربنا يجعل هـد….
لم يجعلها تكمل جملتها وتركها متوجها لغرفته ، لقد سأم من اسطوانة بات يسمعها يوميا
من تريد والدته ان تزوجه ؟
من فتاة يصابها التلعثم عندما تحادث الغير ؟!
يشعر معها بالملل وهو يراها تتوتر عندما تراه او تري غيره من جنس الرجال
حتي تكاد تسقط مغشيا عليها
عزيزي .. نعم هي تتوتر
لكن عندما تراك انت ، ليس سواك
………….
جالت غرفتها بتوتر بيّن ، لا تعرف ماذا عليها ان تفعل ، كيف ستحادث رجلا ؟! نعم هي تحادث حسام لان هناك علاقة تجمعهم وان كانت طفيفة لـ الغاية ، فهو حفيد السيدة التي كانت تسكن بجوارهم منذ زمن ، قبل ان يتوافاها الله ، عندما يزورها كانت تلعب معه ، فعندما بعث لها طلبا وعرفته ، قبلته علي الفور
اما هذا الغريب ، فماذا قد يجمع بينهم لتحادثه هكذا دون رباط او وصال .. تنهدت بتعب ، لولا الحاجة ما فعلت يالله
امسكت هاتفها ، سجلت رقمه الذي بعثه حسام لها ، كان رقما دوليا ، ظهر لها فورا علي الواتساب ، سجلته بـ ” صديق حسام ”
وبعثت له رسالة وحيدة محتواها
_السلام عليكم ، انا اللي حسام كلم حضرتك عني علشان مشكلة الفيس ، وقالي انك هتقدر تحلها
ولم تكتب اكثر من هذا ، بعدما انتهت ارسلتها فورا كي لا تفكر اكثر
واغلقت هاتفها .. كي لا تفكر بحذفها
لم يقول حسام لـ اسلام انها ستحادثه ، هو ببساطة وضعها ووضعه تحت الامر الواقع ، لن يجد مهربا لكي ينفذ منه
كان اسلام انهي عمله بالمركز الرياضي الخاص به هو وحسام ، خرج من مكتبه وبأرهاق بعث رسالة لـ حسام
كان محتواها
_ مش هقدر انهاردة اعدي علي الشركة ، عدي عليا بالليل لو في اوراق عايزة تتمضي
وبعثها له
وعاد يكمل بتحذير تستطيع ان تستنبطه من الرسالة المكتوبة
_سيب الموظفات في حالهم ، مش عايز مشاكل
وهل حسام سيفعل ؟
بالطبع لا .. حسام عاشق الفتيات ، لن يستطيع ان يتركهم في احوالهم بدونه
لم يلمح الرسالة التي وصلت له من رقم غريب ، فقد اغلق هاتفه واكمل طريقه لـ الخارج ، متجها بخطواته نحو منزله
………..
اكلت اظافرها من التوتر ، الامر بدأ يوصل لـ اقاربها ، ذلك المتهكر لا يتركها بحالها ، يرسل لعائلتها تلك الرسائل الجريئة كأنها هي الفاعلة..!!
لا وقت لها ، ان كان لديه الحل فليفعه وتنتهي من ذلك الامر
فتحت هاتفها وعادت ترسل له
_مساء الخير
كـ رسالة اخري ربما تجعله يري الاول
وجدته قد فتح اخيرا ، فأنبعث بداخلها امل وهي تراه بالفعل يقرأها ، طال الصمت بينهم ، لم يرد عليها
يبدو انه مثل صديقه حسام
الذي يتأخر ايضا في الرد عليها
لا عليها ، ستنتظر ، لا تملك سوي الانتظار بتلهف
فالمشكلة مشكلتها ، والحل لها ولن يفيد غيرها
لان بينهم بلاد .. لم تري جمود عينيه وهو يقرأ رسائلتها ، كاد يعتذر بهدوء ويلغي الامر ، لكن ماذا سيخسر ان فعل وساعدها ؟
ربما بالفعل هي بمأزق
تنهد واجابها:-
_مساء النور .. ابعتيلي صورة لـ الاكونت ، والـpassword ، ورقم الفون او الايميل لو فاتحة منه
هكذا رص اوامره عليها .. ففعلت ما طلبت بتوتر منه
فكلماته حادة رغم انها فقط مكتوبة
فماذا لو كان يحادثها وهم امام بعضهم البعض ، وجهها يقابل وجهه
تستطيع ان تلتمس حدة ملامحه من عنف كلماته المختصرة
ارسلت له ما اراد ، بدأ بفعل المطلوب ، انقبض قلبه وهو يتذكر ماضيه ، كان يري ذلك مجرد هواية ، لم تكن تشغله
كان يشغله غير ذلك الكثير ، لكنه كره الامر لانه فقط مرتبط بماضيه
ماضي اسود ، بشع .. سيظل طوال العمر يعاني منه
وبدون ارادة غاص في ماضيه…
احداث منذ اربع سنوات ، بداية لعنة حياته والتي كان يراها اسعد ايامه
يقف في مكانه المعتاد .. امام جامعتها ينتظر خروجها ، فات شهر علي معرفته بها ، كانت صدفة لكنها كانت اجمل صدفة
استطاع ان يقول فيها
” كان يوم حبك اجمل صدفة ”
لكن فيما بعد تحولت لـ اسوء صدفة
سحرته ربما بجمالها ، برقتها وضحكتها التي افقدته عقله ، حديثه معها لم يستغرق دقائق منه ، كونه مرح الشخصية استمالها بحديثه سريعا ، فتعالت ضحكاتها وزادت نظرات اعجابه ، حصل علي رقم هاتفها في نهاية اول مقابلة ،
مقابلة كانت بـ كافية ، وفيما بعد جمعهم نفس الكافية
ذلك الذي رأها اول عش واول سبب في بناء قصة حبهم الذي ظن انها لن تنهدم ابدا
خرجت من جامعتها ومعها صديقة لها ، غمزت لها صديقتها بضحكة عندما رأته واختفت من امامهم
اقتربت منه بضحكتها التي تخطفه وصلت امامه هاتفة:-
_برضوا جيت
امسك كفها ولم تمانع قربه لفمه وقبله مرددا بحب:-
_مقدرش مجيش واشوفك
سحبت كفيها فيما بعد بخجل ، سارت معه لـ المغادرة من امام الجامعة ، كانت تتحدث عن كليتها كثيرا وهو يستمع مبتسما بفخر ، فخر بها هي ، التي احبها بالفعل ، سرقت وستسرق ومازالت تسرق قلبه
كل زيارة تجمعهم في نهايتها كان يغادر وهو يترك معها جزءا من قبله
ان نظر لـ الامر بنظرة اخري
لـ رأي انها كانت تحاول ان تغيظه بخبث ، تفكره بأنه رغم كل شئ ليس من مكانتها التعليمية
وليس فقط الاجتماعية
كانت تتعامل بخبث ، خبث بالغ ، لكنه كان واقعا في حبها لحد الثمالة الاحمق ولم يلاحظ هذا
فاق من ذكرياته واغمض عيونه بقوة ، جاعلا يده علي هيئة قبضة قوية يضمها اكثر فأكثر ليخرج فيها غضبه من الماضي
هامسا بحدة:-
_غبي .. غبي ، الاول كانت بتسيطر عليا بحبها ودلوقتي بكرهها .. غبي
ولم يستطيع ان يكمل ما بدأ فعله وترك امر منار معلق
فمن هي لتجعله يسيطر علي غضبه لاجلها وليفعل لها ما تريده
هي لـ حتي الان مجرد نكرة .. نكرة وفقط في حياته
لكن هل ستظل هكذا لـ النهاية…؟!…..
الفصل الأول
توترت وهي تري تدهور الامر علي حسابها الالكتروني وتلك الرسائل الجريئة التي تصل لاصدقائها من حسابها هي ، يظهر لـ الجميع انها هي الفاعلة
رسائل جريئة لا توصف ، لم تعرف ماذا عليها ان تفعل
انتفضت فجأة علي صوت هاتفها .. كان رنينا من صديقتها هدير
اجابت علي الفور:-
_ايوة ياهدير
جاءها صوت هدير المستنكر:-
_اية اللي انتي بعتاه ليا علي الماسنجر دا
وضعت يدها علي جبهتها بحزن ، حتي صديقتها المقربة لم يرحمها ، تنهدت قبل ان تجيبها:-
_شكل حسابي اتهكر
شهقت صديقتها بصدمة مردفة:-
_طيب والحل ؟
ردت بقلة حيلة:-
_مش عارفة ، هحاول ارجعه لو معرفتش هعمل جديد وخلاص
هدير:-
_تمام ، انا هبعت لكل اصحابنا اقولهم انه اتهكر وانك مش بتبعتي الحاجات دي علشان متتفهميش غلط
اؤمات بنعم بشرود ، وكأن هدير تراها امامها ولا يفصل بينهم مئات والاف الانشاءات
واغلقت معها
دقيقة ، مجرد دقيقة ووجدت هاتفها يصدر منه صوت يعلن عن وجود رسالة
فتحته سريعا متوقعة انه ربما احدا يحاول ان يعرف ماذا ارسلت له ؟!
بالفعل وجدتها رسالة من البرنامج الشهير ” الواتساب ”
لصديقا لها يُدعي حسام
يسألها:-
_منار .. اية اللي انتي بعتاه ليا علي الماسنجر دا ؟!
غمغمت داخلها:-
_حتي الرجالة مسبتهاش في حالها !!
تنهدت وارسلت له رسالة:-
_الحساب شكله اتهكر ياحسام
تأخر بالرد دقيقة ، علي ما يبدو كان منشغلا
كادت تغلق الهاتف ، فما بها لا يجعلها تتحمل اي انتظار
لكن وجدته رد اخيرا:-
_طيب هتعملي اية
_ولا حاجة ، هحاول ارجعها لو معرفتش هعمل غيرها
لحظات وجاءها رده:-
_طيب لو رجعتيها قوليلي ، ولو معرفتيش قوليلي برضوا وانا هتصرف
_تمام…
واغلقت معه المحادثة
…………….
_بتحبها ؟!
خرج صوته مستنكرا:-
_بحبها اية يابني قول بعشقها ، بموت فيها ، حاجة في الرينج دي
نظر له ببسمة ساخرة مغمغما:-
_الله يرحم ، فين اسلام اللي قال بكل ثقة انا مستحيل احب
رمقه بهدوء ، نعم اخبره بهذا ، لكن تلك الفتاة ليست مثل غيرها ، تلك سرقته ، تلك جعلته يحبها ، هل يحبها حقا ؟! حبا حقيقيا ، ما يسمي بالحب الاول والاخير ؟!
حرك صديقه يده امام وجهه عدة مرات:-
_هيي انت روحت فين
خرج صوته هادئا:-
_معاك
وساد بينهم لحظات من الصمت قطعها صديقه:-
_هتتقدملها امتي
ظهرت لمعة سعيدة في عينيه مجيبا:-
_قريب ، قريب اووي هتقدملها واخليها مراتي
ونظر لصديقه وراح يتابع بحماس:-
_تعرف انا بحلم باليوم دا من اول ما حبيتها
تطلع لـ امام كأنه يتخيلهم معا مكملا:-
_نبقي مع بعض ، نروح شهر العسل ، نروح شرم مثلا ؟!
نظر له متسائلا:-
_حلوة شرم صح ؟!
هتف صديقه ضاحكا:-
_حلوة ياخويا …. حلوة
وظلت تتردد تلك الكلمة علي اذنيه ، حياته عكس تلك الكلمة ، حياته ليست حلوة ابدا ، حياته تعيسة ، حزينة ، مُرة ايضا
فاق من شروده بتلك الذكريات وتنهد بضيق ، وسادت علي وجهه ملامح الجمود ، هذا الماضي مازال يلاحقه ، يتبعه ويتعبه بلا رحمة ، لا يتركه ليرتاح ، ليتنفس حتي براحة
ترك فراشه وغادره بجسده الرياضي الضخم ، ملئ بعضلاته متكدسة اثر عمله بالمركز الرياضي الخاص به ” الجيم ”
توجه لـ حمام غرفته الخاص اخذ حماما ساخنا سريعا ثم خرج ، فعل ما تعود عليه يوميا بروتين ممل
ثم ترك منزله متوجها بخطواته نحو مركزه الرياضي الذي يقبع في مدينة باريس ، مدينة العشاق
الذي لا ينتمي هو لهم ولن ينتمي من بعد ما حدث
…………..
” لا امل .. لا يوجد امل ”
حسابها يذهب من بين يديها ، رسائلها التي ترسل لـ الغير في غاية الوقاحة ، الجراءة ، والبشاعة
قرأت بعضها التي اُرسلت لصديقتها ، لم تستطيع ان تكملها
كلام لا تتحمله هي كـ فتاة
لم تجد امامها حلا سوي … حسام
عادت تحادثه علي ” الواتساب ”
_حساااام
جائتها اجابته:-
_نعم ، اولا اخبارك
_تمام ، الحساب مش عارفة ارجعه ، انت قولت لو معرفتش اقولك ، هتعرف تتصرف ؟!
صمت كعادته لفترة ، فهو دوما ليس متفرغا لها ، دوما بعيدا
لا تعلم متي تعرف عليها ووصل لها بعدما قطعت بينهم المسافة لكنه صديق جيد ، يحفزها علي التقدم ، فهو من اللا شئ ، بات له اسما في باريس ، له عمل خاص يجمعه مع صديقه ، فقط كان شغوفا وكان حالما فـ فعل ما اراد
جائتها رسالته اخيرا:-
_اها هعرف اتصرف ان شاء الله
بفضول يتملكها دوما ، يسيطر عليها منذ صغرها وزاد لانها ببساطة فتاة والفتاة بدون فضول لا تشعر معها بالحماس والقلق .. هتفت:-
_هتتصرف ازاي ؟
_اعرف صديق ليا شاطر في الحكايات دي ، هكلمه واشوف هيقدر يرجعها ولا لا
_تمام ، شكرا ليك ياحسام مقدما
وانتهت المحادثة .. لتنفتح بعدها حكايات وحكايات ، قد تستوعبها او لا تستوعبها
……………
تتعدي الساعة الثانية ظهرا ، الطقس في غاية الحرارة ، تكاد تنصهر وهي تجلس علي مقعد في تلك الحديقة ، المارة تسرع بخطواتها حتي لا تبقي تحت اشعة الشمس ، اما هي ، فتحملت وتتحمل وستتحمل اي ظرف واي طقس لـ اجله ، لـ اجله هو وفقط
ابتسمت عندما تذكرته ، حبيبها الغالي علي قلبها
من فعلت وستفعل المستحيل لتبقي معه وتتجمع به في يوما ما
وجدت يدا علي عينيها تمنع عنها الرؤية وصاحب اليد يهتف بصوت استطاعت ان تميز فيه ابتسامته الواسعة:-
_انا مين ؟
غمغمت بكذب مصطنع:-
_عاصم ؟
زاد من ضغطة يده علي عينيها كي يؤلمها فتابعت:-
_ماجد
زاد من ضغطه اكثر فهتفت ببسمة:-
_حبيبي الغيور
خفف ضغطته عليها وكاد يبتسم ، قبل ان تكمل حديثها:-
_رامي
صرخ بغضب وهو يترك عينيها ويترك مكانه خلفها متجها بخطواته لها حتي اصبح امامها هاتفا:-
_لا بقي دا انتي عايزة تضربي
كادت تخرج منها ضحكة ، الا انها تمالكت ضحكتها بصعوبة وهي تظهر الفزع المصطنع علي ملامحها ، بينما هتف هو بغيظ:-
_انا عارف انك بتهزري بس برضوا قولتلك هزارك الرخم دا تبطليه علشان متعصبش عليكي وفي الاخر انتي اللي هتندمي
زمت شفتيها في حركة تضعفه قائلة:-
_محمد ..انا بحب اعصبك علشان احس بغيرتك وحبك ليا
ابتسم لها ، كم يحبها يالله ويعشقها في افعالها المجنونة تلك
ابتسمت هي ايضا
رؤيتها له وهو يضحك تجعلها سعيدة ، بل في غاية السعادة
جلس بجوارها ، نظر لها فوجد حبات الماء علي جبينها ، هتف بضيق:-
_قولتلك مش مهم نتقابل انهاردة ، اهو وشك احمر وشكلك هتتعبي علشان قعدتك في الشمس دي
اجابته برقة ، تذوب قلبه ، تجعله يغرق فيها اكثر فـ اكثر:-
_علشانك انا عندي استعداد احارب الدنيا كلها مش بس اقعد في الشمس
ابتسم بحب ، هاتفا بعشق:-
_بحبك بقي
_وانا بقي
…………..
كان يمر بين الفتيات والرجال بجسده ، يضبط لهذا وضعيته يقدم لهذا نصيحته ، يقف خلف هذة ويضبط وضعية قدمها ويجعلها تنصب ظهرها
عمله يحبه ، بل يقصد هوايته ، منذ زمن وهو يحلم بفتح ذلك المركز وها هو فعل ذلك
تركهم وتوجه لغرفة صغيرة خاصة به ، مكتبه الخاص بذلك المكان ، فتح بابها وكاد يدخل
قبل ان يتوقف وينظر لـ شخصا ما هاتفا بلغة فرنسية متقنة:-
_طوني ، فنجانا من القهوة رجاءا
اؤما له طوني بنعم ، فدخل هو وترك المكان خلفه
دقائق ودخل حسام من باب المركز الرئيسي وجد طوني امامه فسأله:-
_هل اسلام هنا ؟
_نعم
واشار لـ فنجان القهوة بيده مكملا:-
_كدت اذهب له لـ اعطيه ما اراده
حمله منه مجيبا:-
_لا داعي انا سأخذ الفنجان له
وتركه وتوجه بخطواته لـ مكتب اسلام ، قاصدا ان يراه هو شخصيا
طرق علي الباب طرقتين خفيفتين ثم دخل قبل ان يسمح له اسلام بذلك هاتفا بنبرته المرحة:-
_اخبارك يافرعون
نظر له باسما بسمة خفيفة ، يحب هذا اللقب وبشدة ، يلزمه منذ صغره وشبابه ومراهقته ، بالماضي ربما كان يحبه اكثر لكن لانه كان بالماضي لذلك فـ هو الان … لا يحبه كـ السابق
رد عليه وهو يراه يضع امامه فنجان القهوة:-
_تصدق انت فعلا اخرك تشتغل ساعي
نظر له بضيق واستنكار مغمغما:-
_انا العايب اني عبرتك
نظر له اسلام ولم يتحدث ، وهو يراه يجلس علي المقعد المقابل له
تنحنح حسام وصمت ، ثم تنحنح وصمت ظل هكذا لفترة واسلام يراقبه بملل ممزوج بعيون تنظر له بنظرات ثاقبة
حسام يريد شيئا
هو لا يصمت ولا يتوتر هكذا الا اذا اراد شيئا
طـال الصمت وهو بالحقيقة كره ذلك الهدوء فهتف بملل:-
_ممكن تقول عايز اية ، او تقوم وتمشي
نظر له مجيبا بزهول:-
_انت عرفت منين اني عايز حاجة
بسخرية اجاب:-
_لانك مبتسكتش الا لو وراك مصيبة جايبها ليا
تنحنح وصمت وعاد اسلام لعمله من الملل هذا قبل ان يهتف حسام سريعا:-
_احم بص في صديقة اعرفها حسابها اتهكر وانا عارف انك شاطر في حكاية التهكير دي فممكن ترجعه ليها ؟
وساد صمتا غريبا بينهم ، حتي قطعه اسلام بلامبالاة:-
_لا ، البنات اللي بتعرفهم بيبقوا شمال زيك واكيد حد عمل كدا علشان يعلم عليها
اسرع بحديثه:-
_لا والله دي محترمة وبعدين دي مصرية اتعرفت عليها صدفة علي جروب عالنت واكتشفت ان في معرفة قديمة تجمعنا وبقيت بكلمها كل ما اشتاق لمصر وكدا
_اممم
نظر له عندما طال صمته بقلق هاتفا:-
_هااا
بادله نظرته بأخري جامدة ، هاتفا بـ ملامح صلبة:-
_انت عارف اني بطلت الحكايات دي من زمان
وعلي اثر الماضي ، تبدلت ملامحه اكثر فأكثر
اصبحت متألمة ، قاسية ، متعبة
ولكن ، الن تساعدها ؟
اهذا دليل بأنك لن تفعل
عاد حسام يقول برجاء:-
_انا قولتلها عندي صديق هيتصرف وعطيتها امل ، هتحرجني قدامها يااسلام
نظر له بعيون جامدة ، يعلمها حسام جيدا
تخفي خلفها اسرارا ومشاعر كثيرة لـ الغاية
ولحتي الان ، لا يوجد رد……
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بقلبي أراك فرعونا)