رواية بقرة اليتامى الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani
رواية بقرة اليتامى البارت الرابع
رواية بقرة اليتامى الجزء الرابع
رواية بقرة اليتامى الحلقة الرابعة
…… مشى الصبيان ناحية العين كما اخبرهم لسان البقرة ولما وصلا وجدا حمامة في انتظارهما وأعطتهما شعرة من البقرة وقالت لهما ازرعاها فستنبت مكانها شجيرة صغيرة
كلما جرحتم جذعها خرج منها حليب أحلى من العسل فإربطا جرة ولما تمتلأ إشربا منها وستأتيكم الطيور بالثمار من الغابة والأرانب بالفطر والكمأ أما الآن لقد إطمئن قلبي عليكما
وسأرحل وقولا لأبيكما أن لا يثق في تلك المرأة
وضعا الصبيان الشعرة في الأرض وصبا عليها الماء ثم رجعا إلى الدار وبينما هما ماشيين سمعا أباهما ينادي عليهما فذهبا إليه وعادوا جميعا إلى الدار ،ووعدهم بشراء بقرة أخرى لهما
ولما أخبر زوجته قالت: من الأفضل أن تشتري عربة ننقل عليها الخضار ونبيعها في السوق ونربح قليلا من المال فأعجبته الفكرة وذات يوم وجد قطة صغيرة بين اللأشجار جائعة فحملها للدار
وأعطاها لفاطمة وقال لها: إجعلاها رفيقتكما عوضا عن البقرة فرح الصبيان بها وصارت ترافقهما أينما يذهبان ولما رأتها المرأة سخرت منها وقالت: يا لها من قطة هزيلة قريبا تصبحون مثلها حين أحرمكم من الحليب واللحم
لكن مرت الأيام وازداد جمال الصبيين وإحمر وجههما حتى القطة سمنت وأصبح لونها براقا ولما ترمي لها زوجة الأب بقية الأكل تشمه ولا تلمس منه شيئا فإحتارت
وتساءلت كيف يفعلون ليضلون في صحة جيدة وكيف سمنت قطتهم الهزيلة طبعا لا يمكن أن تكون البقرة فقد طبخها الناس وعظامها أكلتها الكلاب لا بد أن أعرف السر
طلبت من عيشة أن تراقبهم لكنها غضبت وقالت أمي إنهم إخوتي وأنا أحبهم ومن يسيء إليهم سيعاقبهم الله
سألتها أمها من قال لك ذلك أيتها اللعينة ؟
أجابتها : رأس البقرة لقد همس لي إن أحببت إخوتك فستكبرين مثلهم
فقالت المرأة : من هذه البقرة لم أسلم منها حتى وهي ميتة غدا سأذهب بنفسي وأعرف سرهم
في الصباح تسللت ورائهم حتى رأت الشجرة والطيور والأرانب وهي تحمل لهم الطعام إنتظرت حتى إنصرفوا وأشعلت النار في تلك الشجرة امسكت عود قلبت به أعشاش العصافير ونبشت جحور الأرانب
وقالت سنرى الآن من سيطعمكم ثم رجعت للدار كأن شيئا لم يكن وغدا أعطت حسن غربالا وقالت له إملئه لي بالماء وفاطمة صوفا مبقعا بالقطران وطلبت منها غسله في الواد وقالت: الويل لكما إن لم تنفذا ما طلبته منكما
ثم جاءت المرأة زوجها وأعلمته أن هذا البيت لم يعد مناسبا لنا فقد كبرت البنات ويجب أن تكون لهن حجراتهن ولا أريد أن تكون الزريبة بجانبي فرائحتها تؤذيني
وأخذت تلح عليه
فقال لها : حسنا احزمي أمتعتك وسنرحل إلى دار جديدة وأخبري الأطفال أن يستعدوا لما سارروا في الطريق بأثقالهم سألها أين حسن وفاطمة ؟
أجابته لقد وضعتهما في عدلين على جانبي الحمار وغطيتهما أما الطفلين فأمضيا كل الصّباح قرب الواد يحاولان دون جدوى تنفيذ طلبات زوجة أبيهم ولما ذهبا للعين داخل الغابة ،
وجدا الشجرة محروقة والأعشاش مقلوبة وما فيها من بيض قد تهشم ولم تأت لا الطيور ولا الأرانب فجمعا بعض الثمار وشيئا من الفطر لكن فاطمة قالت : لا أزال أحس بالجوع
فلماذا لا تأتي أمنا الحمامة لتعلمنا بما علينا فعله ؟
بقيا حائرين حتى أظلمت الدنيا ولما رجعا إلى البيت لم يجدا أحدا فلقد رحلوا وتركوهما وحيدين
شعر الصبيان بالخوف وبدئا يبكيان لكن جاءت القطة والتصقت بهما فأحسا بالدفئ والإطمئنان فناما حتى الصباح
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بقرة اليتامى)