روايات

رواية بعينيك أسير الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك أسير الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك أسير الجزء الخامس والعشرون

رواية بعينيك أسير البارت الخامس والعشرون

رواية بعينيك أسير الحلقة الخامسة والعشرون

يركض الجميع خلف السرير الذي يحمل جثمانها لغرفة العمليات و القلق ينهش قلوبهم
بينما بداخل الغرفة كان الأطباء ملتفين حولها يحاولون اسعافها لكن يبدوا ان الاخرى مستسلمة تماماً للموت
سادت حالة من الفزع عندما بدأت نبضات قلبها تنخفض رويداً رويداً حتى تلاشت ليصرخ الطبيب عليهم بسرعة :
جهاز تنشيط القلب
قرب الجهاز من قلبها فعلها مرة….اثنان….ثلاثة….لكن لا استجابة لم ييأس الطبيب فعلها مرة أخرى حتى شهقت الاخرى فجأة و اعلن الجهاز عودة نبضات قلبها لطبيعتها معلنة عن عودتها للحياة لكن بهمس أخرى تختلف عن السابق بكثير….همس أخرى تكره جنس ادم 💔
…….
كان يجلس بحديقة الفيلا يضع رأسه بين يديه قلبه يؤلمه على ما وصلت له همس بسببه لقد اختار سعادته على حسابها مخطأ و لا يوجد مبرر لتصرفاته حتى ذلك التبرير السخيف الذي يحاول اقناع نفسه به لا يستطيع ان يتقبله هو نفسه :
اسيبها دلوقتي واحنا ع البر أحسن ما اسيبها بعدين ، هو ده الصح !!
دخل للفيلا بقدم ثقيلة ليتفاجأ امامه بوالده يقف ينظر له غاضباً و الشر يتطاير من عينيه بينما والدته تقف بجانبه تنظر له بخذلان و خيبة أمل
خلفها ببضع خطوات تقف ياسمين تنظر له مشمئزة بجانبها نادر الذي برع في رسم الحزن على ملامحه تنهد بحزن ز قبل ان ينطق بكلمة كانت يد والده تهوي على صدغة بصفعة قاسية قوية لأول مرة بحياته يتلقاها و من والده خصيصاً !!
ردد مصدوماً :
بابا !!
جذبه والده من مقدمة ثيابه قائلاً بغضب و احتقار :
ايه مصدوم من القلم ، دي نفس صدمتنا فيك ، بس العيب مش عليك العيب عليا انا كان لازم تاخد القلم ده مني من زمان عشان تفوق لنفسك و تتعلم تبقى راجل قد كلمتك
ردد يزن بحزن و ألم :
انا عشان راجل مرضتش أكمل في الجوازة دي ، بعد ما لقيت بسمة عايشة في كل الأحوال كنت هرجع لها ، فالأفضل اني ابعد عنها من دلوقتي أحسن من بعدين يا بابا
رد عليه والده بغضب :
لو فاكر ان اللي عملته ده رجولة تبقى غبي ، اللي عملته ده ميطلعش من عيل حتى ده يطلع من واحد خسيس واحد اناني مترباش أختار سعادته على حساب غيره
رد عليه يزن بغضب و نفاذ صبر من الضغوط التي يمر بها و نظراتهم التي لا ترحمه :
انا مضربتهاش على ايديها يا بابا ، هي عارفة من الأول اني بحب بسمة قولتلها و قبلت……
صفعة اقسى من سابقتها هوت على وجهه من كف والده الذي صرخ عليه بغضب :
عشان غبية ، غبية عشان وثقت في واحد زيك فاكر ان بنات الناس لعبة تحت امره وقت ما يحب ، راح لبيت اهلها و طلبها من ابوها عشان يستندل معاها فاكر ان اللي عمله رجولة و هو سبب ليها فضيحة بين الناس هتعيش بيها العمر كله هي و عيلتها
أخفض وجهه ارضاً بخزى من نفسه و والده يلقي عليه كلماته القاسية :
خسرت البنت سمعتها و شرفها اللي هيبقى لبانة في بوق كل واحد شوية ، دمرت سمعة ابوها اللي وثق فيك و سلمك بنته ، خسرت صاحب عمري بسببك ، بسبب انانيتك دمرت كل حاجة !!
ردد يزن بحزن و حدة :
حد غيري كان المفروض يعمل ايه في موقف زي ده ، صعبانة عليك و ابنك مش صعبان عليك يا بابا ، كأن هي اللي بنتك ، انا عارف اني……
دفعه والده بقسوة للخلف قائلاً بغضب :
ياريتك يا أخي ما كنت ابني و هي اللي بنتي ، يارتني كنت موت قبل ما اشوف اللي ربيت فيه سنين بالندالة دي
أشار صلاح للباب قائلاً بقسوة :
تلم حاجتك و تغور بره البيت ده ، معدش ليك مكان فيه تاني و تنسى ان ليك اب ، لأني ميشرفيش أكون اب لندل زيك !!!
تمسكت احلام بيده قائلة بصدمة :
انت بتقول ايه يا صلاح !!
رد عليها بقسوة :
اللي سمعتيه لو ابنك صعب عليكي افتكري اللي مرمية في المستشفى بين الحياة و الموت و خسرت كل حاجة بسبب ابنك و انانيته ، هتصعب عليكي اكتر منه و في الحقيقة ابنك ما يتزعلش عليه ده مكسب للبنت انها خسرته !!!!
صعد صلاح لأعلى و خلفه احلام التي نظرت لابنها بغضب و عتاب فأقتربت ياسمين منه قائلة بسخرية مريرة و خذلان :
شيفاك مش مستحمل نظراتنا ليك موجوع !!
اشاح بوجهه بعيداً فتابعت هي حديثها قائلة بغضب دافعة اياه بيدها في صدره :
ما بالك هي بقى اللي هتواجه الناس مش انت ، هي اللي هتسمع كلامهم و هتواجههم ده لو نجيت من الحادثة اللي أنت سبب فيها
ثم تابعت بغضب و تهكم :
عيشت سنين محمل نفسك ذنب موت بسمة و هتعيش محمل نفسك ذنب همس طول عمرك لأن ده ذنب حقيقي تعاقب نفسك عليه لأن اللي حصلها كان اختيارك انت مش زي بسمة اللي كان قدر و مكتوب و في الآخر أصلاً طلعت بتشتغلك ، تقدر تقولي كانت فين كل السنين دي !!!!
غادر يزن صافعاً الباب خلفه بقوة و غضب تاركاً ياسمين تنظر لاثره بغضب كان نادر يتابع مع يحدث سعيد و بنفس الوقت يرتجف من الداخل من الخوف بسمة حية اذا نهايته اقتربت ، عليه التصرف في اقرب وقت !!!
اقتربت ياسمين منه قائلة بغضب :
صبري بدأ ينفذ منك يا نادر لو اللي حصل انهاردة طلع من تدبيرك انت و الزبالة التانية ، ههد المعبد ع اللي فيه و مش هيهمني حد !!!
قالت ما قالت ثم صعدت و تركته يقف عقله يدور يحاول ايجاد حل للخروج من ذلك المأزق !!!
……
الأيام تمر سريعاً لكن عليها كانت تمر ببطىء شديد لقد مضى شهر و هي على ذلك الحال
تجلس كما هي كل يوم تخرج من منزلها قبل استيقاظ الجميع إلى هنا و لا تعود إلا بعد في المساء تهرب من نظرات الجميع حتى والديها حالتها يرثى لها خسرت الكثير من الوزن عيناها ذابلة فاقدة للحياة تحاوطها هالات سوداء
لا تبكي فقط صامتة تنظر لأمواج الشاطيء المتلاطمة بقدمها التي وضعتها بأهمال داخل المياه حل المساء عليها و هي بنفس الحالة انسابت دمعة ساخنة من عيناها بندم
شعرت بيد توضع على كتفها لم تلتفتت فهي تعرف من الفاعل و الذي من المؤكد انه ” كارم ”
جلس بجانبها قائلاً بحزن و ألم عليها :
وبعدين يا همس !!!
كان الجواب الصمت كحالها الأيام الماضية وضع يده على وجهها يديره تجاهه قائلاً بحزم :
كلميني زي ما بكلمك ، لأمتى هتفضلي كده ، شهر بحاله على نفس الحالة لأ أكل و لا شرب حتى الكلمة مش بتطلع منك ، والدك و والدتك هيموتوا من القلق عليكي ، ازعلي محدش قال متزعليش بس متوقفيش حياتك كده ما تموتيش نفسك بالبطيء و الزبالة التاني عايش حياته عادي
انسابت الدموع من عيناها بقهر و ندم فتابع هو بحزن و وجع لوجعها :
محدش في الدنيا متوجعش يا همس ، ربنا بيعيشنا الوجع عشان لما نعيش السعادة نفرح و نحس بقيمتها ، ربنا بيجيب الخير دايماً ، اللي حصلك أكيد خير ليكي من ربنا و ليه سبب ، بس قولي الحمد لله كويس انك لسه ع البر ، خسارة اللي زي يزن مكسب ليكي و خسارة ليه لأنه غبي و ضيعك من ايده !!
رفعت يدها تضعها على موضع قلبها قائلة بألم و دموع انسابت من عيناها بغزارة :
قلبي واجعني اوي يا كارم
جذبها لأحضانه معانقاً اياها بقوة متمتماً بحزن :
سلامة قلبك…..
ابتلع باقي جملته بداخله لو يستطيع ان يأخذ المها بدلاً عنها لو ان بيده شيئاً ليفعله حتى يشفي جراحها لفعل دون تردد لكن ليس بيده الأمر لكنه لن يستسلم سيظل بجانبها حتى تشفى جراحها و تعود همس كما كانت بالسابق !!
تمسكت بقميصه من الخلف تبكي بقوة و هو يحاوطها بذراعيه صامتاً ابتعد و ابعدها عنه بعد دقائق قائلاً برفق و هو يحاوط وجهها يزيل دموعها بيديه :
دموعك الغالية دي خسارة فيه والله ، هنرجع دلوقتي بيتك و لو ليا خاطر عندك عشان خاطر والدك و والدتك بلاش تعملي في نفسك و فيهم كده سيادة اللوا طلب مني ادور عليكي و ارجعك البيت والدتك اغمى عليها و تبعت اوي
انتفضت واقفة مرددة بصدمة و قلق :
ماما !!!
توقف هو الآخر قائلاً برفق :
بقت كويسة متقلقيش
ارتدت حذائها قائلة بسرعة و دموع :
روحني البيت يا كارم بسرعة ، هي في البيت صح
اومأ له بصمت ثم جذبها باتجاه سيارته متوجهاً حيث منزلها لتركض خارج السيارة لأعلى ما ان توقفت أسفل منزلها
دخلت على الفور لغرفة والدتها التي تجلس على الفراش بوجه متعب و لينا و همس اللتان لا يفارقان منزلها منذ ما حدث سوى للضرورة يجلسان بجانبها
قبلت يد والدتها قائلة بدموع و اعتذار :
حقك عليا يا ماما انا السبب
جذبتها هبة لاحضانها قائلة بدموع و حزن :
انتي مش السبب يا بنتي ، اللي كان السبب ربنا ينتقم منه ، متقلقنيش عليكي تاني يا همس انا و ابوكي هيجرالنا حاجة طول ما انتي بحالتك دي
اومأت لها همس بصمت اقترب عاصم الذي دخل للغرفة للتو جاذباً الاثنتان لأحضانه بقوة نظرت لينا لميان مشيرة لها برأسها حتى تخرج برفقتها ليتركوهم سوياً الآن !!
نزلوا للأسفل ليجدوا كارم يجلس برفقة عمار الذي جاء منذ دقائق ليوصل لينا و يطمئن على همس
سألهما عمار بقلق :
اخبارها ايه دلوقتي !!
لينا بحزن شديد :
مش كويسة خالص مفيش حد فيهم كويس
ميان بحزن :
ازمة و هتعدي ان شاء الله
رددت لينا بتعب :
محدش فيهم هينزل دلوقتي خلينا نسيبهم مع بعض ، و نبقى نيجي الصبح
وافقها الجميع الرأي غادر كارم معهم ملقياً نظرة اخيرة على صورة همس الكبيرة التي تزين الحائط تضحك فيها بسعادة وجهها يشع حيوية عكس الآن
اغمض عينيه يتذكر ما حدث بعد يومين من دخول همس المستشفى كيف ذهب لذلك الندل و لقنه درساً لا ينسى لكنه قليل جداً على ما فعله بحبيبة قلبه
كيف بحث عنه بكل مكان و ما ان علم انه بالجامعة الآن ذهب إليها كان يقف برفقة احد الطالبات بمنتصف الجامعة اندفع تجاهه و على بغته جذبه من مقدمة ثيابه ثم لكمه برأسه بمنتصف وجهه فسقط الآخر ارضاً و الدماء تسيل من انفه !!
صرخ الجميع و شهقوا بفزع من الصدمة لكن كارمخلم يعطيه فرصة ليصدم فقد جذبه مرة أخرى يلكمه بقوة جعلته يرتد للخلف مردداً بغضب :
قلبي علطول كان حاسس انك هتوجعها ، حبيتك من قلبها و انت متستاهلش الحب ده ، كسرت قلبها بعد ما وثقت فيك و فكرتك راجل و انت اب…..ندل غدرت بيها
رد له يزن اللكمة بغضب من اهانته له أمام الجميع بتلك الطريقة مسح كارم الدماء التي تسيل من جانب شفتيه ثم رد له اللكمة اقوى بكثير و اشتد النزاع بين الاثنان لكن كان لكارم التفوق نظراً لخبرته و غضبه المشحون تجاه الآخر حضر الأمن و فضوا النزاع بينعهما و كارم لم يتوقف عن سب الآخر
…….
في صباح اليوم التالي ارتدت ثيابها بأهمال على عكس عادتها تكون ثيابها مرتبة انيقة كادت ان تغادر غرفتها لتتوجه لجامعتها التي اهملتها الفترة الماضية لكنها توقفت بأخر لحظة ستذهب و ربما تراه و يراها لن تسمح له بأن يراها منكسرة حزينة و هو يعيش حياته مع تلك عديمة الضمير التي لم تمنعه حتى من فعلته بها و تركه لها يوم الزفاف بل كانت تقف صامتة موافقة على ما يفعل !!
بدلت ثيابها لبنطال جينز و كنزة صيفية جميلة مصففة خصلات شعرها و رفعته لأعلى مع لمسات خفيفة من مستحضرات التجميل ثم اخذت اغراضها مغادرة المنزل تحت نظرات والديها القلقان عليها
ما ان فتحت باب المنزل كانت جارتها بالشقة المقابلة لها تخرج هي الأخرى رمقتها بشفقة غضبت و نزلت للأسفل دون استخدام المصعد راكضة تود الهروب من نظرات الجميع المصوبة إليها حتى حارس البناية لم تسلم من نظراته
استقلت سيارة أجرة متوجهة لجامعتها التي ما ان خطت بداخلها و وصلت لكليتها صوبت نظرات زملائها عليها و تعالت همساتها من سوء حظها ان زفافها كان كبيراً حضره زملائه سواء كان معيد او طبيب بالإضافة لعدد كبير من الطلاب هنا و من اتى نقل الخبر لمن لم يأتي
نظراتهم لا ترحمها سواء مشفق او شامت حديثهم الخافت يصل إليها ندمت و بشدة على مجيئها كادت ان تغادر لكنها التفت عندما شعرت بأحد يضع يده على كتفها
انها لينا التي وضعت يدها على كتفها الايمن مثلها ميان على الايسر قاصدين اخبارها نحن هنا بجانبك
ابتسمت لهما بامتنان فهمست لها لينا بدعم :
ميهمكيش حد ، تهربي من الناس لو انتي اللي غلطانة لكن انتي مظلومة و بريئة اللي يهرب الندل اللي سابك مش انتي !!
ميان بابتسامة :
يلا نحضر محاضراتنا و بعدها نفطر سوا و هنقعد معاكي نفهمك كل اللي فاتك مش فاضل كتير ع الامتحانات
اومأت لهما بصمت فرددت ميان بشماتة :
تعرفي ان كارم جيه الجامعة بعد الحادثة علطول و عطاه علقة محترمة و مسح بيه الأرض الكل لسه بيتكلم عليها لحد دلوقتي
بقت على صمتها ايضاً فحاوطتها لينا بذراعها قائلة بمغازلة و مرح :
بس ايه القمر ده يا هموسة
ابتسمت لها همس بخفوت و ما ان وصلت معهم باتجاه مبنى المحاضرات تفاجأت به يخرج منه يمسك بيدها يبتسم لها بحب سرعان ما اختفت ابتسامته ما ان رأها امامه اخفض وجهه بخزى مقترباً منها قائلاً بتوتر :
همس اا..انا…..
تجاوزته و مرت من جانبه دون ان تتفوه بأي كلمة لطالما كانت تؤمن ان في الصمت يكمن الكثير خاصة ان عجز اللسان عن الحديث رمقته ميان و لينا باشمئزاز فرددت لينا قبل ان تغادر هي و ميان ليلحقوا بهمس :
البجحين كتروا اليومين دول !!!
…….
– سيادة اللوا همس محتاجة تبعد شوية
قالها كارم لعاصم الذي يجلس خلف مكتبه يضع رأسه بين يديه حزين مهموم ما حدث لابنته ليس بسهل ابداً لا يعرف ما يفعل حتى تعود كما كانت
منديهاش فرصة تقعد مع نفسها
تابع كارم حديثه بجدية :
لازم ما تفضلش قاعدة مع نفسها و تقعد تفتكر اللي حصل ، لازم نشغلها طول الوقت بحيث ميكنش غي اي فرصة انها تفكر فيه
تنهد عاصم بحزن و لا يزال صامتاً فتابع كارم :
انا عندي اقتراح لحضرتك الامتحانات مش فاضل كتير عليها ، بعد ما تخلص ممكن همس تسافر تغير جو انا و والدتي و فارس كنا هنسافر شرم الشيخ عند عمي و مرات عمي ممكن همس تيجي معانا و حضرتك طبعاً و مدام هبة ده حتى انا كنت هقترح على ميان و لينا يبقوا معانا
اومأ عاصم برأسه قائلاً بحزن :
فكرة حلوة يا بني على بركة الله ، بس يارب همس توافق ، معنديش مانع أعمل اي حاجة بس المهم ترجع بنتي زي ما كانت
ردد كارم بألم و حزن :
ان شاء الله هتنسى مع الوقت هو بس الموضوع محتاج صبر حالتها النفسية الفترة دي مش هتكون أحسن حاجة هي محتاجة لينا نكون جنبها
اومأ له عاصم و قبل ان يغادر استوقفه نداء عاصم عليه مردداً بامتنان :
تسلم يا بني راجل و جدع زي ابوك الله يرحمه بالظبط ، عرف يربي
ابتسم له كارم بخفوت مترحماً عليه ثم غادر مكتب عاصم تاركاً اياه و الندم ينهش قلبه ليته عارض ابنته من البداية و فعل ما شعر به قلبه ذلك اليزن الحقير لم يحب ابنته و بالأخير غدر بها
…….
كانت تجلس تضم قدمها لصدرها تتذكر حديثها مع يزن عندما سألها أين كانت كل تلك السنوات و لم اختفت و كيف نجت اسئلة كثيرة انهالت عليها منه ليكون ردها للخروج من ذلك المأزق :
مش فاكرة اي حاجة يا يزن انا فوقت لقيت نفسي في بيت واحدة ما اعرفهاش و مكنتش فاكرة اي حاجة فضلت عايشة معاها لأني مكنتش عارفة اروح فين و اجي منين من كام يوم بس ابتديت افتكر كل حاجة و اليوم اللي سألت عليك فيه عشان اشوفك عرفت انك في الفندق بس مكنتش أعرف انك العريس !!!!
لقد قلبت الطاولة عليه لكي تخرج من ذلك المأزق عاتبته لأنه سيتزوج بغيرها و انه نساها بداخلها خوف كبير خوفها أكبر بكثير من حبها له تعالى رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح الباب فتفاجأت به امامها رددت بصدمة و خوف :
نادر !!!
دفعها للداخل ثم دخل مغلقاً الباب خلفه مردداً بغل :
ده الحلوة طلعت عايشة و مغفلانة !!
صرخت عليه بغضب و خوف حاولت اخفائه :
انت جاي عاوز ايه
ربت بيده على وجنتها مردداً بمكر :
ايه يا حبي معقول نسيتي اللي كان بينا
دفعت يده بعيداً عنها باشمئزاز قائلة :
مفيش بيني و بينك حاجة لا فيه و عمره هيكون فيه يا نادر انت سامع !!!
غمزها بعيناه قائلاً بخبث :
طب الصور اللي معايا دي ايه
صرخت عليه بغضب :
بالغصب و مسيري يوم هفضحك قدام الكل
ضحك قائلاً :
عشم ابليس في الجنة يا روحي ده مش هيحصل ابداً كان غيرك اشطر
ثم جذبها من خصلات شعرها قائلاً بقسوة و شر :
مش هيحصل عشان لو بس فكرتي تفتحي بوقك و شرف امك هتتفضحي في كل حتة و صورك هتبقى بتتوزع ع الشمامين و في كل المواقع ع النت يتفرجوا ع الجمال الرباني ببلاش و لو فتحتي بوقك هتكوني خسرانة من كل النواحي هتخسري يزن ما هو مش هتطلعي بريئة ده انتي هتكوني شريكتي في كل حاجة ده غير الفضيحة اللي هتطولك !!
دفعته بعيداً عنها قائلة باحتقار :
انت احقر واحد انا شوفته في حياتي
سخر منها قائلاً ببرود :
ميرسي يا حياتي
ثم تابع بضيق و سخرية :
طلعتي بسبع ارواح بس أموت وأعرف نجيتي ازاي و غفلتينا كلنا !!!
تعالى رنين الجرس مرة أخرى ذهب ليرى الطارق من الاعين السحرية ليتفاجأ بياسمين ابتسم بسخرية ثم فتح لها الباب بنفسه قائلاً بتهكم :
نورتي يا زوجتي العزيزة !!!
دخلت للداخل و ما ان رأتها بسمة رددت بصدمة :
ياسمين !!
رمقتها باحتقار هي و هو قائلة :
اه ياسمين ، مصدومة من وجودي مش كده
ابتلعت بسمة ريقها بصعوبة فرددت الأخرى بقرف :
مكنتش اتخيل انك بالحقارة دي
بمسة بضيق :
انا مش هسمحلك تغلطي فيا
اشارت لها بأصبعها من أعلى لأسفل قائلة باحتقار :
مستغربة يزن حب في واحدة زيك ايه و ضحى بهمس عشانك ، محدش يعرف حقيقتك انتي و هو قدي و قريب اوي هتتكشفوا !!!
ثم تابعت بغضب كبير :
غيبتي سنين و دمرتي حياة اخويا و لما رجعتي دمرتي حياة بنت تانية بريئة جنس ملتك ايه ، بس هستغرب ليه معقول نادر هيجيب واحدة عندها اخلاق عشان ترسم على اخويا الحب و توافق تخدعه ما هي لازم هتكون معندهاش لا اخلاق و لا ضمير
بسمة بغضب :
أنتي متعرفيش حاجة
ردت عليها بغضب و نادر يتابع ما يحدث بصمت :
انا عارفة كل حاجة و يزن كمان هقوله عشان يعرف ان ضيع سنين من عمره و خسر بنت زي همس على واحدة زيك مستاهلش
رددت بسمة بخوف :
هتفضحي جوزك يعني !!
رد عليها نادر تلك المرة قائلاً بغضب و هو يقبض بيده على حجابها من الخلف :
مش هيحصل يا بيبي اعمليها كده و انا اعيشك عمرك كله بفضيحة انتي و اهلك و بالفضيحة دي هاخد ابنك و مش هتشوفيه طول حياتك و لا تشمي ريحته ابداً طول العمر !!!
دفعها بقسوة قائلاً و هو يرمق الاثنان باستخفاف مردداً قبل ان يغادر البيت :
رجالة بشنبات معرفوش يعملوا كده هيجي اتنين أهبل من بعض زيكم يهددوني
ردت عليه بمسة بغضب قبل ان يغادر :
عشان كده مش بتتشطر غير على الهبل و بتهدد فيهم خايف ليفضحوك عند الرجالة !!
……..
جاء اليوم المنشود و هو سفر الجميع لشرم الشيخ أعتذر والدي كلاً من ميان و همس عن المجيء فذهب كارم و والدته وفارس وعمار ولينا و همس كذلك ميان بعد مرور ما يزيد عن الساعتان كان فارس يدخل بهم للفندق الكبير الذي يملكه والده رحب بهم الجميع ترحيباً شديداً
– مين التلت قمرات دول يا فارس !!
قالتها والدة فارس بابتسامة جميلة و هي ترحب بهم
أشار لهم فارس قائلاً بابتسامة :
همس بنت اللوا عاصم يا أمي و لينا و ميان اصحابها عمار خطيب لينا و ابن خالة ميان
ردد والد فارس و يدعى ” ايمن ” بابتسامة :
اهلاً و سهلاً نورتونا والله
رد عليه الاربعة بابتسامة :
اهلا بحضرتك
رددت والدة فارس و تدعى ” كريمان ” بابتسامة و هي تمسك بيد والدة كارم :
احلا جناح ع البحر لأجمل بنات اتجهز مخصوص عشانكم يارب يعجبكم
رددت ميان بابتسامة :
شكراً لحضرتك
ربتت كريمان على وجنتها قائلة بابتسامة لطيفة :
يا روحي عليكي زي القمر
ابتسمت لها ميان ببعض الخجل قادهم النادل و هو يقوم بجر حقائبهم و برفقتهم عمار الذي سيقيم في غرفة بجانبهم امسكت كريمان بيد فارس تجذبه لبعيداً قليلاً فسألها بتعجب :
نعم يا ماما مسكاني كده ليه !!
سألته باهتمام :
ميان دي مرتبطة !!!
نفى برأسه قائلاً بضيق و قد فهم نية والدته :
لأ مطلقة يا أمي
رددت بحزن :
ليه دي باين عليها لسه صغيرة
تنهد بحزن مردداً :
هي فعلاً كده بس قريب هتكون مرتبطة
قال الأخيرة بشرود فلكزته بذراعه قائلة بحزن :
يا خسارة انت يا واد طول عمرك فقري ضيعت انجي من ايدك و البنت دي كمان زي القمر والله اول ما شوفتها حسيتها ليك
زفر بضيق قائلاً بتهكم :
عندك حق يا أمي بس نعكس الجملة اللي يتجوز انجي ده يبقى فقري ، ده انا الحاجة الوحيدة اللي عملتها صح في حياتي اني طلقتها
تذمرت قائلة بضيق :
مش بقولك وش فقر دي انجي زي القمر
تنهد مردداً بسخرية :
ياريت جمال الشكل كان نفس جمال القلب !!
قالها قم توجه صوب كارم يسأله :
ليه قولت لعمك يجهز جناح كبير للبنات ما كانت اوضة لكل واحدة فيهم احسن عشان كل واحدة تبقى على راحتها الخصوصية و كده
ردد كارم بحزن :
مش عايز همس تكون لوحدها ، مش عايزها تفضل تفكر في اللي حصل و تتضايق اكتر
تنهد فارس بحزن على حال ابن عمه ربت على كتفه ثم غادر هو الآخر متوجهاً لغرفته التي لحسن حظه مجاورة لغرفة الفتيات !!
…….
في المساء اجتمع الجميع حول مائدة كبيرة مستديرة على الشاطيء جو ساحر جميل و الموسيقى تعم المكان من حولهم لكن رغم ذلك كان كلاً منهم شارداً بعالم آخر كارم الذي يتحدث مع همس التي تنظر لكل شيء حولها بفتور بمواضيع عدة يشغل عقلها عن التفكير في شيء آخر
بينما لينا و عمار بملكوت آخر كانت ميان تنظر لهما بابتسامة صغيرة دوماً ما كانت ترى لينا و عمار مثال جيد للحب يليقان ببعضهما جداً مرحان ذو طباع هادئة نوعاً ما بينما تناغم جميل جداً
تنهدت بحزن على حالها و ألم عاصف يضرب قلبها كل يوم لقد مر ما يزيد عن الخمسة أشهر منذ تلك الليلة المشئومة و الألم لا يقل بل يزداد روحها مهشمة تشعر بالانكسار ما مرت به أبشع شعور يمكن لفتاة ان تمر به اغمضت عيناها بحزن
كان فارس يتابعها بعيناه باهتمام و حزن عليها مال برأسه عليها متمتماً بخفوت :
انتي كويسة !!
اومأت له بنعم يريد ان يفتح معها حديث لكن كيف يفعل طوال الفترة الماضية حديثه معها بخصوص العمل فقط
سألها بابتسامة :
عجبك الاوتيل هنا
اومأت له قائلة بابتسامة :
جداً المكان حلو اوي و موقعه ممتاز حتى تصميمه كل حاجة فيه جميلة ما شاء الله
كان كلاً منهم منشغل مع من بجانبه والديه و زوجة عمه يتحدثان سوياً كذلك كارم و همس و لينا و عمار لا يوجد سوا هو و هي !!
لاحظت هي الأخرى نفس الشيء فرددت :
انت بتحب المكان هنا
اومأ لها قائلاً بابتسامة :
جدا بس للأسف شغلي في اسكندرية مقدرش اسيبه لكن بابا ما بيحبش يبعد عن هنا خالص فحياتي بين اسكندرية و شرم الشيخ
رددت بأعجاب بالمكان :
عنده حق ما يبعدش عنه ، اصل هو فيه مجنون يبعد عن الجنة دي
تذكرت لينا موقفاً ما عندما رأت الفرقة الموسيقية تصعد لمكانها لتبدأ بالعزف فرددت و هي تنظر للفتيات :
فاكرين يا بنات يوم حفلة التخرج من ثانوي لما طلبوا منا نغني في الحفلة و اتفقنا نغني أغنية و طلعنا غنينا أغنية تانية خالص
سألها فارس بتعجب :
انتوا التلاتة بتعرفوا تغنوا
اومأت له لينا قائلة بابتسامة :
انا صوتي مش اوي بس مقبول لكن همس و ميان صوتهم تحفة اصلا اتعرفنا على همس من واحنا صغيرين و اتصاحبنا من حصص الموسيقى في المدرسة
سألها عمار بفضول :
كان مطلوب منكم تغنوا ايه و غنيتوا ايه !!
ضحكت ميان قائلة بحنين لتلك الأيام :
كان مطلوب نغني أغنية امسك في حلمك لو تعرفها فأحنا بقى غنينا لشيرين صبري قليل
ضحك الجميع فرددت همس هي الأخرى بحنين :
احنا التلاتة بنحب صوتها اوي و كل اغانيها
تدخلت والدة فارس قائلة بحماس :
طب ما تغنوا يا بنات سمعونا صوتكم
تبادل الثلاثة النظرات بابتسامة ثم حركوا رأسهم بنعم اشارت كريمان بيدها للنادل ليأتي بميكروفون لهم اتفق الثلاثة على اغنية ما ثم بدئوا بالغناء اختارت ثلاثتهم ” خليه يدور عليا ”
تعالى التصفيق بالمكان بعد انتهاء الثلاثة من الغناء مال فارس على ميان قائلاً بخفوت :
صوتك حلو اوي
شكرته بابتسامة صغيرة بينما عمار قبل يد لينا بحب قبل ان يقول كارم شيئاً التفت ميان للخلف ما ان شعرت بأحدهم يضع يده على كتفها لتتفاجأ بسفيان انتفضت واقفة مرددة بصدمة و حدة :
انت بتعمل ايه هنا !!
توسلها قائلاً بخفوت متمسكاً بيدها و الجميع يراقب ما يحدث بتعجب و عمار يزفر بضيق :
ميان ارجوكي ، ممكن نتكلم شوية
ابعدت يدخا سريعاً قائلة باشمئزاز :
ابعد ايدك عني
اقترب عمار من شقيقه قائلاً بضيق و صوت خفيض :
امشي يا سفيان مش وقته الناس عيونها علينا و عيب اللي بيحصل ده
سفيان برفض :
انا عايز اتكلم معاها خليها تسمعني يا عمار هما خدعوني ، انا ندمان……
توقف عن الحديث و اقترب من ميان التي كادت ان تذهب يمسك بيدها قائلاً برجاء و هي تحاول ابعاد يده عنها :
مياان !!
انتفض فارس واقفاً يجذبها لتقف خلفه ثم ردد بغضب بوجه سفيان بعدما دفعه بصدره ليرتد الاخر للخلف عدة خطوات :
أنت عايز منها ايه ، طالما بتحبها اوي كده محافظتش عليها ليه ، قتلتها و قتلت سعادتها خليت أجمل يوم في حياة كل بنت اسوأ يوم ليها ليه !!!
ردد والد فارس بصرامة :
فارس
انتفض كارم مكانه يفصل بين الاثنان حيث كان سفيان على وشك لكم الآخر لكن كارم امسك به يمنعه من فعل ذلك
ضغطت ميان بيدها على ذراع فارس قائلة برجاء :
عشان خاطري بلاش خناق الناس كلها عيونها علينا
ثم تابعت و هي تنظر لسفيان باحتقار :
اللي زيه خسارة فيه الكلام ، قولت قبلك ياما و عملت لكن مفيش فايدة ، اللي زيه خسارة فيه الحب والكره كتير عليه كمان ده حتى ميتزعلش عليه ، خسارته مكسب لأي حد
عمار بضيق :
يلا يا سفيان نمشي بلاش مشاكل هنا كمان
لم يستمع له سفيان و اقترب منها قائلاً بتوسل :
انا بجد بحبك ليه مش مصدقاني
ارتفع صدرها و هبط لانفعال قائلة بغضب :
عايز تتكلم ماشي تعالى
قالت الأخيرة ثم ابتعدت بعيداً لخارج الحفل فلحق بها متلهفاً و عمار يزفر بضيق طوال الوقت جلس الجميع مرة اخرىغو اعتذر عمار عما حدث كان فارس ينظر لمكان ذهتب الاثنان بغضب و اخذ يتملل بجلسته غير مرتاحاً ينظر من الحين و الآخر لهناك بينما والديه لم تخفى عليهما نظراته كذلك كارم
بينما هناك حيث تقف ميان تصرخ على سفيان بغضب قاصدة اهانته و التقليل منه كما كان يفعل دوماً :
خلي عندك شوية كرامة مش عاوزاك و لا عاوزة اشوفك عامل زي اللازقة كل ما ابعد عنك ترجع تجري ورايا أخبار كرامتك ايه
زفر بضيق ليتحكم بأعصابه لتتابع هي بتهكم :
بالمناسبة هديتي عجبتك
نظر لها بعدم فهم فتابعت هي بحزن واهي :
تؤ تؤ اخص عليا ازاي معرفتكش !!!
سألها بتوجس :
عرفتيني ايه !!!!
رددت بابتسامة عريضة و تشفي :
مش انا اللي عملتلك الفضيحة و خليت مصر كلها تجيب في سيرتك و سببت ليك أزمة في الشغل
نظر لها مصدوماً كيف تكون هي حركت له رأسها بنعم قائلة ببراءة زائفة :
اه ما هو انا اللي خطفت نرمين من عندك و انا اللي بلغت عنها هي و زاهر مش بس كده انا اللي بلغت عن كاميليا شوف كل بلوة حصلت في حياتك آخر فترة انا اللي كنت وراها
بعد ان انتهت من سرد كل شيء ذمت شفتيها قائلة : قليل اللي عملته مش كده !!!
نفى برأسه قائلاً بصدمة و عدم تصديق :
انتي مستحيل تكوني عملتي كده يا ميان !!!
ضحكت بسخرية مرددة بتشفي :
لأ عملت ، اه والله زي ما بقولك كده ، مش انا قولتلك زمان ربنا ما يوريك قلبتي
– ليه !!!
رمقته باستهزاء قائلة بتهكم :
حد غيرك يسأل السؤال ده ، اي حاجة تحصل فيك حلال والله
اقترب منها قائلاً بحزن :
ارتاحتي كده !!
نفت برأسها قائلة بغل :
عمري ما هرتاح طول ما انت عايش على وش الدنيا ، انا بجد مش قادرة اصدق جايب منين البجاحة اللي تخليك تطلب مني اسامحك
ثم تابعت بسخرية ترد بها اهاناته السابقة لها :
طب بس سؤال لو حطينا أحتمال اني سامحتك مش محتاجة اقولك طبعا ان ده أحتمال صفر في المية
اشارت له قائلة باحتقار و قسوة :
هأمن على نفسي ازاي معاك ده العيلة كلها بسم الله ما شاء الله تعر باستثناء عمار طبعاً ربنا كان رحيم بيه ، جدتك و يضرب فيها المثل في البجاحة و البعيد ما شاء الله وارث عنها الحتة دي بس على اسوأ ، نيجي بقى للست الوالدة حدث و لا حرج غل ايه و قرف ايه و قلة أصل ايه و ندالة ايه يا أخي الواحد مش عارف يعد الصفات اللي زي الزفت اللي فيها من كترهم وارث منها كل حاجة ما شاء الله
صرخ عليها بحدة و عصبية :
ميان كفاية كده فوقي و اعرفي انتي بتقولي ايه !!!
لن تبالي بل ضمت يدها لصدرها قائلة ببرود :
مش أنت اللي طلبت نتكلم ، وبعدين انا فايقة بس للأسف اتأخرت اوي على ما فهمت اللي زيكم بيفهموا بأسلوب ايه
جز على اسنانه قائلاً بغضب :
ميااان
لن تصمت بل تابعت بقسوة قاصدة التقليل منه :
تصدق خوفت كنت الأولى روح زعق كده في اللي خانتك معايا شوية فيديوهات ليها انما ايه يخلوك تقعد في بيتكم العمر كله متعرفش توري وشك للناس من الفضايح ، عايز تشوفه اخليك تشوفه بس ابقى سلملي بقى على رجولتك
ثم تابعت بتهكم و الآخر يكور قبضة يده بغضب يحاول التحكم بأعصابه قدر المستطاع :
عاملي فيها مفتح و شايف نفسك عليا و بتقارني بيها ، اهي طلعت مغفلاك و مقضياها لأ و ايه كانت بترقص لمصر كلها معايا فيديو بردو تحب تشوف
قبض على كتفيها قائلاً بغضب :
ميااان بس اسكتي
سخرت منه قائلة :
اللي المفروض يسكت انت انا معنديش اللي يسكتني او اوطي راسي منه انما انت ما شاء الله كلمة فضايح كأنها اتعملت عشانك انت و عيلتك
قبض اكثر بيده على كتفها و الأخرى تحاول ابعاد يده عنها لقد اعماه غضبه منا قالت عما يفعل افيق من نوبة غضبه عندما وجد ذلك الطبيب البغيض الذي يلتصق بها كالعلكة الفترة الماضية يجذبها بقوة لتقف خلفه فلم يتحمل ان يبقى بمكانه فجأ ليراها ليتفاجأ به يمسكها بتلك الطريقة قائلاً بغضب :
في حاجة !!!
صرخ عليه بغضب و قد جاء بوقته يريد ان يخرج غضبه بأحدهم :
أنت مالك اهلك أنت !!
رمقه فارس باشمئزاز يسأل ميان بقلق :
عملك حاجة انتي كويسة
اومأت له قائلة بتهكم و هي تنظر صوب سفيان :
معلش يا دكتور فارس استحمله ، أصله لسه واخد درس محترم و اهو كل واحد عرف مكانته و اصله !!
ردد سفيان بحزن و صدره يعلو و يهبط بانفعال :
اتغيرتي اوي يا ميان
ردت عليه باستهزاء و سخرية مريرة قبل ان تغادر من أمامه لغرفتها :
البركة فيكم !!
نظر فارس لسفيان باحتقار ثم غادر خلفها و ما ان تأكد من وصولها لغرفتها نزل يتمشى على الشاطيء في صمت بفكر بحاله لما يشعر بانجذاب تجاهه شهور طويلة قضاها برفقتها بالعمل كمتدربة تحت يده بكل يوم يشعر بانجذاب نحوها يشعر بضيق شديد عند رؤيتها برفقة ذلك المدعو بسفيان بالإضافة لمشاعر أخرى تدفق بداخله ما ان يراها هو عازماً على قرار ما لا يعلم أن كان صواب ام لا بكل الأحوال لن يخسر شيئاً !!!
……….
استيقظت بعد على الظهيرة بعد ليل طويل لم تذوق فيه طعم النوم كوابيس تلك الليلة يطاردها بمنامها منذ شهور على هذا الحال
ارتدت ثيابها و نزلت للأسفل تمشي على الشاطيء تنظر له شاردة فيما حدث لها و لهمس لما الحياة هكذا لم تترك أحد إلا و عذبته
توقفت عندما لمحت طفل صغير يجلس على الرمال يبني بيوتاً رملية كانت تفعل هي ايضاً بصغرها ذلك لكن تعجبت من وجود فارس معها و الاثنان في انسجام تام كأنهما اب و طفله
قادتها قدمها إليهم تداعب شعر الصغير ما ان رآها فارس ابتسمت ملامح وجهه قائلاً :
صباح للخير
ردت عليه الصباح قائلة بعد ان جلست بجانب الصغير الذي ينظر نحوها بفضول :
مين القمور ده !!
رد عليها الصغير ذو الثماني سنوات ببراءة :
انا فراس و انتي مين
رد فارس بدلاً عنها :
فراس ابن اختي الله يرحمها
رددت بأسف و حزن على الصغير :
الله يرحمها
قبلت جبين الصغير بحنان قائلة :
انا اسمي ميان اسمك حلو اوي يا فراس
رد عليها بابتسامة واسعة :
زي اسم خالو نفس الحروف ماما اللي اختارته ليا
ربتت على رأسها قائلة بحنان :
ماما اختارتلك اسم حلو زيك و زيها
مسك الصغير يدها قائلاً بحماس :
العبي معايا انا و خالو يلا
اومأت له و بدأت تلهو معهم فردد الصغير بمرح :
خالو بيحب يلعب بالرملة زيي و يعمل بيوت بس لما جدو و تيته بيشوفونا بيجيبها فيا عشان محدش يضحك عليه
ضحكت ميان بمرح قائلة :
معلش بقى يا فراس ده خالو بردو و لازم تداري عليه
رد عليها فارس بجدية زائفة :
لأ على فكرة أنا بس بلعب معاك عشان متعلبش لوحدك انا غلطان يعني
ضحكت بخفوت و تابعت اللعب معهما بعد وقت نجد الصغير يلعب وحده بينما فارس و ميان يجلسان بجانب بعضهما يراقبوه
ردد بخفوت و صوت حزين :
فضلت كتير اوي مستنية تسمع كلمة ماما ، كانت فقدت الأمل انها تكون ام و يوم ما حلمها اتحقق الدنيا مكنتش سيعاها لكن سعادتها مكملتش للآخر اتوفت و هي بتولده
رددت بحزن :
ربنا يرحمها ، طب هو باباه فين !!
زفر بضيق قائلاً بحزن :
وجوده زي عدمه اتجوز بعد ما ماتت و شوية شوية بطل يسأل عليه و سابه لينا نربيه هو صحيح ده اللي احنا عاوزينه بس مش لدرجة ما يسألش على ابنه ، لو فيه غلطة في حياة اختي اللي يرحمها فهي جوازها منه كلنا كنا معارضين بس هي اختارته كانت بتحبه اوي
رددت بحزن و شرود :
اللي حوالينا ساعات كتير بيبقوا شايفين اللي احنا مش شايفينه خصوصاً اهلك ، المشكلة ان في الحب بالذات العقل بيقف و القلب بس اللي بيتحكم فيك ، ياريت كنت سمعت منهم أنا كمان عشان ما اقعش في الغلطة اللي هفضل ندمانة عليها طول عمري
ردد فارس بشرود و حزن :
تعرفي انها وحشتني اوي كانت أمي التانية صحيح هي اصغر مني بس كنت بحسها أمي بحنيتها و طيبة قلبها و رقتها
رددت ميان بحزن :
الاخوات أكبر نعمة الإنسان بيملكها الاخوات سند لبعض و ضهر
تنهدت مرددة بحزن و اشتياق :
أنا كمان مروان اخويا وحشني اوي ، كتير اوي بتمنى انه يكون لسه عايش متأكدة انه مش هيسيبني كده كان أكيد هيكون جنبي و يساندني ، مش هقدر اشتكي لا لبابا و لا لماما لكن ليه كنت هقدر ، اسراري أصلاً كلها كانت معاه في لحظة لقيته اختفى من حياتي من غير ما اودعه و احضنه لأخر مرة
ابتسمت بحنين قائلة بدموع :
كنت بحس دايماً ان انا و هو واحد
نظرت له قائلة بابتسامة صغيرة و دموع :
بس انت ع الأقل معاك حتة منها كل ما هتوحشك هتبص في وشه كأنك شايفها
ردد بحزن :
ربنا يرحمهم
امنت على دعائه وقفت لكي تغادر لكنها تعرقلت بفستانها الأخضر الطويل فاختل توازنها و سقطت فأقترب واضعاً يده على الفور خلف رأسها عندما فشل في منع سقوطها حتى لا يصطدم رأسها بالحجر الذي بالأرض ليكون الوضع كالتالي هي ارضاً و هو فوقها لحظات تغيب فيها عقله و بقى يتأمل ملامحها انتفضت هي واقفة محرجة من الوضع مرددة بحرج شديد و خجل :
انا اسفة مش قصدي
وضع يده على عنقه من الخلف كعادته عندما يشعر بالاحراج غادرت سريعاً من امامه لتصطدم بسفيان الذي ظهر امامها من العدم مردداً بغضب و غيرة كبيرة تنهش قلبه من الداخل :
ابعدي عنه ميان ، بلاش
رمقته باستهزاء كادت ان تغادر لكنه جذبها عنوة لأحد المراكب المصفوفة على الشاطيء حاولت الابتعاد لكنه لم يسمح بذلك
دخل بالمركب لداخل الشاطيء مبتعداً عن البر فصرخت عليه بغضب شديد :
ايه الجنان ده ، عاوز توصل لأيه باللي بتعمله ، رجعني حالاً و إلا مش هيحصلك خير ابداً
نفى برأسه قائلاً بصرامة :
مش هترجعي غير لما نتكلم انا و انتي بنحب بعض خلينا نحل اللي بينا لأمتى هنفضل كده يا ميان مرة أبعد و انتي تقربي و مرة تبعدي و انا اقرب لأمتى
نظرت إليه قائلة بتهكم :
بحبك ده ايه الثقة دي ، يا اخي ده مفيش حد بيقرف منك و يكرهك ادي ، حب مرة واحدة ده الكره خسارة فيك ما بالك الحب
جذبها من ذراعها لتنظر له قائلاً بغضب و ألم :
بقيتي بتحبيه يا ميان ليه علطول بتكوني معاه ، بلاش توجعيني بالطريقة دي بلاش تحبي غيري انا هتغير والله و هعوضك عن كل اللي عملته بس بلاش تكرهيني و تضيعي من ايدي !!!!
…….
– أنتي مين !!
قالها قصي بتساؤل ما ان دخل لمكتبه و رأى فتاة بملابس قصيرةخز ضيقة للغاية
ردت عليه بابتسامة رقيقة و صوت رقيق بشكل مبالغ فيه :
انا نانسي يا مستر قصي السكرتيرة الجديدة
أشار إلي هيئتها مردداً باحتقار و صرامة :
اللي عملاه في خلقتك ده يتشال و تلبسي لبس محترم انتي مش في كبارية هنا
رددت بتلعثم و توتر :
حاضر ، ااا…انا اسفة
جلس خلف مكتبه مردداً بصرامة دون النظر لها :
القهوة و الاجتماعات اللي عندي انهاردة
خرجت على الفور تنفذ ما قال فهاتف هو عمار على الفور يسأله بغضب :
مين اللي عين اللي بره دي !!
مدير الحسابات يا قصي قريبته و طلب مني اشغلها شوفت ورقها لقيتها مناسبة عينتها
قصي باستنكار و غضب :
دي تتعين في كبارية مش شركة محترمة
رد عليه عمار بمشاكسة :
ايه اتحرشت بيك
عنفه قائلاً بغضب :
اخرس يا زفت انت ترجع بسرعة عشان تعينها سكرتيرة ليك و هاخد انا سكرتيرتك مش أنت اللي قبلت و لبستها ليا قدامك حل من اتنين يا تعمل زي ما قولت يا همشيها !!
رد عليه عمار بعبث :
شكل سيلين مسيطرة !!
اغلق الهاتف بوجهه و هو يزفر بضيق اكان ينقصه تلك التي بالخارج يكفي العمل الذي سيديره بمفرده فقد سافر عمار و سفيان تاركين اياه يتحمل هو كل شيء وحده !!
……
بينما على الناحية الأخرى كانت همس تجلس بمطعم الفندق وحدها تنظر للفراغ بشرود اقترب كارم منها قائلاً بابتسامة :
القمر سرحانة في ايه
نفت برأسها قائلة :
مفيش
– طب قاعدة لوحدك ليه !!
تنهدت قائلة بفتور :
لينا مع عمار محبتش ازعجهم و ميان لسه نايمة
سألها بابتسامة :
فطرتي ولا لسه
ردت عليه بتعب :
مليش نفس
اشار للنادل ليأتي ثم طلب منه ان يأتي بطعام الافطار قائلاً :
مينفعش كده لازم تاكلي كويس عشان تقدري تلفي معايا الاماكن هنا تحفة و هتعجبك خصوصاً الاوتيل هنا هيعجبك اوي
اومأت له بصمت حتى لا تدخل بنقاش فليس لديها القدرة على الحديث حتى
سألها بابتسامة محاولاً فتح اي حديث معها حتى لا تفكر بأي شيء يزعجها :
مش عايزة تتصوري انا عارف انك بتحبي التصوير خصوصاً لو في مكان أول مرة تروحيه !!
اومأت له بصمت و اخرجت هاتفها تلتقط عدة صور لها بفتور جلس بجانبها قائلاً بمرح :
ايه الانانية دي انا كمان عاوز اتصور
ابتسمت بخفوت و التقطت لهم عدة صور فعاد ليجلس مكانه يتحدث معها بعدة مواضيع و هي ترد عليه بفتور عقلها بشيء اخر تفكر ماذا لو قامت بنشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يراها ليعلم ان حياتها لم تتوقف من بعده اختارت صورها مع كارم خصيصاً مقررة نشرها
عقلها يفكر بشيء ما تريد و بشدة فعله لكن ان فعلته ستحتقر نفسها كارم لا يستحق منها ذلك !!
……..
كانت سيلين تضع طعام الغداء على المائدة في انتظار انتهاء قصي استحمامه تعالى رنين هاتفه برقم غريب نادت عليه لكنه لم يجيب
اجابت على الهاتف بفضول ليأتيها صوت امرأة تتحدث بدلال زائد و ميوعة :
مساء الخير مستر قصي انا نانسي !!!!
……..
في المساء كان كارم يجلس برفقة فارس يسأله :
مش ملاحظ انك مهتم بميان بقالك فترة زيادة عن اللزوم يا فارس !!
تنهد فارس بعمق قائلاً :
عجباني يا كارم !!
نظر له كارم مصدوماً فتابع فارس :
عجباني يا كارم و حاسس انها تخصني ، ليا بتاعتي أنا عمري ما حبيت قبل كده مش عارف ان كان ده حب بجد و لا لأ ، عايزها دايماً تحت عيني و جنبي قربها من الزفت اللي كانت متجوزاه بيحرق قلبي من جوه كل ما بشوفها زعلانة و مكسورة كده ببقى عايز اولع فيه عشان عمل فيها كده
تنهد كارم قائلاً بحزن و هو يعلم ان ابن عمه في بداية ليعايش ألم عايشه هو سنوات طوال :
طب و بعدين ناوي على ايه يا بن عمي
ردد فارس بدون تردد :
عايز اتجوزها يا كارم , هكلم ابوها أول ما نرجع !!!
……..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بعينيك أسير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى