رواية بعد فقدان الامل الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم مروة فتحي
رواية بعد فقدان الامل الجزء الثاني والأربعون
رواية بعد فقدان الامل البارت الثاني والأربعون
رواية بعد فقدان الامل الحلقة الثانية والأربعون
مر اسبوعان تحسنت صحة جميلة و استطاع يوسف ان يصلح علاقتها مع والدها و تحسنت الأمور إلى حد ما كان يوسف يخرجها للحديقة لتستنشق الهواء و كتغير جو بدلاً من
بقاءها طيلة الوقت في الغرفة كما أنه عاد يتعامل معها مثلما كان من قبل يمزح و يمرح و هذا ساعد في تحسنها لشعورها باهتمامه و فعله لأي شيء لأجل إسعادها …
جميلة بامتنان : شكرا اوي يا يوسف على كل اللي عملته معايا انا مش عارفة اشكرك ازاي .. قاطعها يوسف و قال بمرح …
يوسف : حبيني و كدا يبقي شكرتيني و زيادة …
ابتسمت جميلة بخجل و قالت : يوسف انت … قاطعها و قال
يوسف : يوسف ايه .. انا جريت وراكي كتير جيه دورك انتِ اللي تجري ورايا يا جيمي … و حرك اصبعيه على وجنتها
أرادت الهرب من نظراته فطاوعها الحظ ف إذ بالباب يطرق و بعدها دخل الجد ببطىء ينتظر رد فعل حفيدته هل ستتقبله مثلما تقبلت ابيها و تسامحه ام تصرخ و تعود لنوبة صراخها و هلعها منه تقدم عندما وجدها صامته لم تصرخ و لا تبكي ..
مهران بنبرة يملؤها الحنان و اللين قال : كيفك دلوك يا بتي
عاملة ايه .. و جلس بجوارها …
ابتعدت قليلاً بعيد عنه و نظرت له بتعجب لنبرة صوته و حديثه نظرت ليوسف و كأنها تستمد الأمان منه و تحتمي به
من تجبر و قسوة جدها و لكن حدث ما كسر توقعاتها عندما تحدث الجد و قال …
مهران : عارف إنك زعلانة مني و يمكن معودتيش تحبيني بس أني مقدرش على زعلك مني انتِ و ابوكي كفاية اللي راح مني متبعدوش عني انتوا كمان ، أني جدك يا جميلة مقر
(اُقر) أني غلطت ف حقك و حق ابوكي ، ابوكي مالهوش ذنب يا بتي أنى اللي غصبته يتجوز سامحيني يا بت ولدي سامحيني مش عاوز اموت و انتوا لساكم زعلانين مني .. ثم تساقطت دموعه …
نظرت جميلة ليوسف لتستشيره هل تفعل ما خطر ببالها ام لا و كأنها طفل صغير يستشير والده قبل فعل اي شيء
اماء يوسف برأسه كتشجيع لها …
جميلة : خلاص يا جدو أنا مسامحاكم كلكم أنا مش زعلانة منكم خلاص … نظر لها ليتحقق مما سمع منها فقالت
جميلة : أنا خفيت خلاص و مبقتش زعلانة من حد .. انسي اللي فات و …. قطعت حديثها عندما إلتقطها بين أحضانه نظرت بصدمة ليوسف ثم نظرت لجدها الذي يحتضنها بحنان
لا تصدق كم الحنان و اللين الذي يملىء قلبه و حرمت منه ف
انسابت دموعها دوناً عن إرادتها ، ابتعد الجد و قال و هو يمسح دموعها : سامحيني يا بتي سامحيني و أنا هعوضك على كل السنين اللي راحت عاوز اعوضك قبل ما اموت عاوز اشوف الفرحة على وشك انت و امحِمد …
جميلة ببكاء : متقولش كدا يا جدو ربنا يخليك لينا طبعاً مسمحاكم أنا سامحتكم من زمان اصلا … ابتسم الجد بسعادة و إلتقطها بين أحضانه مجدداً بحب و حنان ، ابتسم يوسف و تذكر عائلته فخرج من الغرفة ليترك لهم بعض المساحة
الشخصية تحدث مع شقيقته و طفلها لأنه اشتاق لهم فهم منذ فترة ليست بالقليلة خارج البلاد سافرت مع زوجها لمحل عمله …. و بعدما انتهي عاد الغرفة وجد الابتسامه و السعادة على وجه جميلة و الجد …
مهران : جهز نفسك ياا وااد المصري فرحك بكرا ..
يوسف بتفاجؤ : والله حضرتك الرأي رأي جميلة أنا معنديش مشكلة لو هي موافقة ف أنا موافق طبعاً
مهران : حضرتك ! اييه يا وااد قولي يا جدي كيف ما كنت تقول هو أنا مش جدك برضو و لا إيه ….
يوسف بابتسامة : طبعاً يا جدي دا شرف ليا …
مهران بابتسامة : زين يبقي فرحك بكرا إن شاء الله و جميلة موافقة … هسيبكم أني و اروح اخلي الرجالة يجهزوا الصوان للفرح …
ابتسم يوسف و نظر لها ثم قال بتذكر : جدي ..
استدار إليه الجد فقال يوسف : ينفع نأجله لبعد بكرا عشان علبال ما اقول لناسي في مصر …
مهران : بكيفك يا ولدي اومال ده لازم تتصل تقولهم ياجوا و البيت مفتوح ليهم يا مرحب بيهم ينوروا يا ولدي …
يوسف بامتنان : شكرا يا جدي أنا مش عارف اقولك ايه ..
مهران : متقولش يا ولدي أني اللي لازم اتشكرك اللي عملته معانا و مع بت ولدي مش قليل …ثم احتضنه و ربت على ظهره … نظر لهم بسعادة ثم غادر الغرفة …
” حين يخبرونك عن جهاد النفس الحقيقي ، أخبرهم أن أصدق جهاد هو قدرتك على أن تبقي هذا القلب نقياً صالحاً
للحياة الآدمية بعد كل تلك المفاجآت والعثرات ، والانكسارات والهزائم ، بقيَ القليلُ حتَّى تُفرَجَ المِحَنُ أرأيتَ مُمتحَنًا طُولَ العُمْرِ يُمتَحَنُ ….”
_______________________________________
في المدرسة الثانوية كان علي و رفاقه يجلسون سوياً في استراحه الغداء … رن هاتف احمد فاخذ هاتفه و ابتعد عنهم قليلا فقال علي بمشاكسة
علي : شُكمان الصبر مفوّت اكمن حبيبتي احلوّت هههههه
احمد : بس ياااد … و بعد قليل عاد و هو حزين بعض الشيء
علي : مالك نكدت عليك و لا ايه …
حاتم : يا خيبتك لما تكون واثق إنك ما تهونش و تهون قالتلك خلينا اخوااات صح …
احمد : اه … ثم زفر و نظر للإمام بلا مبالاة
علي : هههههههه قالتك خلينا اخوااات هههههه لا لا اكيد حِتو عداك …. و بعد قليل قال عندما لاحظ عبوس وجه رفيقه : ايه دا انت زعلان و لا ايه …؟!
احمد : لا ازعل ايه الواحد خلاص مبقاش حاسس باي احساس من الاحاسيس اللي كان بيحسها ايام ما كان بيحس
خبط “علي” بخفة على كتف احمد و قال بمرح : يا ابني قولتها لحاتم قبل كدا و هرجع اقولهالك تاني لا عنتر اتجوز عبله ولا قيس اتجوز ليلي ولا حتي روميو اتجوز جوليت وحتي كلمه مرتبطين اولها “مر” واخرها “طين” فاتهدوا بقي هو انتوا عايزين توجعو راسكو وخلاص ؟!
حاتم : ايوا يسطا ما انت مش كرفرلك قبل كدا عشان تجرب و الدنيا ماشية معاك زي السكينة في الحلاوة …
علي : ههههه كفاية اتنين بائسين في الشلة انا اللي يكرفلي بقول لنفسي سيبك اللي خلع كان فقري و مش وش دلع و
انسي هي مين اصلا يا ابني انا لما هتجوز هتجوز وحدة تحبني و احبها مش وحدة بتجري ورا الفلوس و المال دي متربيلكش عيال يا اخويا اسمع مني … و دا درس جديد علمتهولكم ببلاش … يلا بقي نروح ” الكنتين ” محل صغير بالمدرسة لبيع المنتجات الغذائية و المشروبات …
حاتم : يسطا ما انت ماشي تحب كل البنات ايه هتتجوز كل اللي بتكلمهم و لا ايه حكايتك ….
“علي” بكل بساطة : بص يا عزيزي كن كريمًا وأسكن جميع الخلق في قلبك ثم خذ قلبك كله و امنحه شخصًا واحداً يستحقه ، فهمت يا آشك …
حاتم بتعجب : اشك ايه ..؟! و مالك بتقولها بلسان معوج كدا
علي : ههههه دي كلمة تركي لغتي الجديدة اللي بتعلمها …
احمد : يا جدع علي بيطور نفسه و بيتعلم تركي انا مش مصدق عيني قصدي وداني …
علي : يا أبني احنا في عصر التكنولوجيا و السرعة لازم تطور نفسك و تنفتح على العالم و تتعرف على الثقافات حواليك …
حاتم بشك : الكلمة اللي قولتهالي معناها ايه ..؟!
علي بابتسامة : معناها “حبيبي”
حاتم : متأكد يعني مش شتيمة و لا حاجة …
علي : لا يا راجل شتيمة ايه بس …
حاتم : اشطا طب اتكلم تركي كدا …
علي : Günaydın يعني صباح الخير و Hoşgeldiniz يعني أهلا وسهلا …
حاتم : طب لو عاوز ارد عليك بالتركي اقولك ايه ..؟
علي : Hoşbulduk يعني أهلا بك …
حاتم بحماس : يعني أهلا و سهلا (هوش قالدينيز) و أهلا بك
(هوش بولدك ) …. نطقتهم صح كدا
علي : Evet …
احمد : يعني اي …
علي : يعني ايوا ” نعم “
حاتم : من بكرا هروح اتعلم تركي الموضوع حلو حمسني …
احمد : أنا عرفت بتلفت البنات ازاي يا صايع بتكلمهم بالتركي عشان يحبوك و البنات بتموت في التركي …
علي : ههههههه طب يلا يااد نجيب اكل قبل ما الجرس يرن خلينا نلحق ناكل … توجه الشاب لإحضار الطعام و بعدما احضروه جلسوا سوياً على المقاعد أسفل الشجرة و هم يضحكون قطع ضحكهم عندما أتي الشاب معاذ و معه رفاقه
نظر لهم بتوعد و غيظ ثم جلس مقابلهم … فتصرف علي و كأنه لم يراه من الأساس و اكمل تناول طعامه بينما حاتم غضب من استفزاز الشاب له …
تحدث على و هو يمسك حاتم يمنعه من التوجه لذلك المعتوه الذي يستفزه …
علي : اهدي دا بيستفزك عشان تقوم تضربه في المدرسة و تأخد فصل عشان يلبسك السنة فأهدي كدا و كأنك مش شايفه ماشي .. كمل اكلك يا زميكس … ثم قطم على من
الساندويش الذي بيده و نظر للشاب مقابله و هو يبتسم .. و هذا أثار استفزاز الشاب فقال الشاب لعلي : و الهدوء اللي انت فيه دا غرور ولا ثقه بنفسك ؟
نظر علي حوله ثم قال ببرود : الكلام دا ليا انا …
معاذ بغيظ : ايوا انت يا حبيبي .. مش عامل فيها زعيم العصابة و نافخ سدرك …
علي : كسل وحياتك يا غالي ..
نفخ الشاب بغيظ عندما تذكر شجاره معهم بعد دوام المدرسة
فجهز عدد اكبر من اصدقاءه ليرد لهم الشجار و الضربات التي تلقاها هو و اصدقاءه منهم فقال بغضب : و ديني لخليكم تزعلوا و جاامد كمان يا ننوس انت و هو …
احمد : ههههه ألحق دا بيقولك هيزعلنا جاامد لول حِتو سمعتوا اللي انا سامعه و لا انا بيتهيألي ان دبانة بتزن اكيد دبانة رزلة بتزن …
توجه الشباب بغضب نحو الثلاثي المرح بتحفز … اوقفهم علي و هو يضع يده على كتف معاذ و قال
علي : بص يا حبيبي عشان أنا.. ثم تحدث اللغة التركية و قال
“سيني هيج سيفميووم” (لا احبك ابدا) لله في لله كدا من الاول و عشان انت ” آداب سيز ” (قليل الأدب) و عاوز تتربي ولانك” آلجاك ” (واطي) حبيت البنت اللي صاحبك بيحبها و دا لانك واحد ” تشيركين” (قبيح) و من الاخر ابعد عننا لو مش عاوز انت تزعل سمعت يا ” آشك اولو آشك ” و بعدما انتهي من حديثه قال باللغة التركية … ايفت Evet ماشي
نظر له الشاب باستغراب لتلك الكلمات التي تحدث بها نصف الحديث عربي و النصف الاخر بلغة يجهلها و لكنه رغم جهله لتلك الكلمات ادرك انه يسبّه و يوجه له الشتيمة صراحةً …
فقال بغضب : تمام انتوا اللي طلبتوه استنوني بقي بعد المدرسة و نشوف مين هيزعل مين يا عم الأمور فاكر نفسك من أوربا عشان برطمتلك كلمتين انجليزي فاكرني مش فاهم و لا ايه …
تدخل استاذ بينهم عندما أخبره احد الطلاب فقال : خير يا شباب ايه اللي بيحصل هنا … انتوا بتتخانقوا و لا ايه ..؟!
علي : ابدا يا مستر دا انا بكلم معاذ بالتركي فكرني بشتمه و زعل مني ف بترجمله قولت ايه .. ثم نظر لمعاذ و قال Hoşça kal معناها مع السلامة مش شتيمة يا ميزو هههههه
ابتسم الاستاذ و قال : اتعلمت تركي امتي يا علي ..؟!
علي : من فترة قريبة كدا و قولت اتكلم بيها مع زمايلي عشان تثبت معايا و اهو حاجة بنتعلمها يمكن في يوم من الايام اسافر تركيا مين عارف …
ربت الاستاذ على كتف علي و قال : برافو يا علي لازم تطور من نفسك و يبقي عندك لغة عشان لما تسافر برا مصر تعرف تتواصل مع الناس و تحقق ذاتك …
علي : حضرتك بتعرف تتكلم تركي ..؟!
الاستاذ : يعني مش اوي قول نص و نص مهتمتش بيها اوي اهتميت بالانجلش اكتر و دخلت تربية عشان ادرسها … طيب امشي انا بقي مدام الدنيا تمام شدوا حيلكم السنادي اخر سنة
يعني هتحدد كل واحد فيكم عاوز يروح فين و طموحه ايه سامعين يا ولاد و بطلوا لعب العيال شوية انتوا كبرتوا و بقيتوا رجاله عاوز اشوفك ناجحين و محققين احلامكم ماشي يلا السلام عليكم … رد الطلاب السلام …
رحل معاذ و اصدقاءه بعدما نظر بحدة لعلي و اصدقاؤه
الذين ضحكوا فتحدث حاتم و قال : ترجملي بقي قولته ايه من الألف للياء ….
احمد : ههههه يا ابني اكيد شتيمة ما شوفتش بيقوله انت عاوز تتربي اكيد الكلمة التركي اللي بعدها شتيمة يا غبي …
علي : ههههه حصل نبيه الواااد دا .. ثم ترجم لهم ما قاله بالضبط و نسي شيء لم يأخذ احتياطه …
حاتم : اخر حاجة قولتهاله قبل ما المستر يجي ترجمتها ايه ..
علي : ايفت ..؟! حاتم : لا اللي قبلها …
علي : اااه تقصد آشك اولو آشك … ، حاتم : اه يعني ايه ..؟!
علي : حمار ابن حمار … ، حاتم : اييييه ؟!
علي بسرعة : مش انت يخرب بيتك دي ترجمة الجملة …
احمد : هههههههه والله انت يا علي طلعت مش ساهل و اول ما المستر جيه قولتله بقوله مع السلامة هههههههه …
علي : لا بجد كلمة “هووش كال “معناها مع السلامة …
دقائق استغرقها حاتم في التفكير و ربط الكلمات ببعضها ثم قام كالملسوع يصرخ في علي و هو يقول : يا كلب البحر يا علي بقي أنا تضحك عليا و تقولي يا حمار و مفهمني أنها حبيبي يااخي حبك برص …
ركض علي و هو يضحك بصخب و حاتم يركض خلفه يتوعد له ركض خلفهم احمد و هو يضحك عليهم …
احمد : يا ابن اللعيبة يا علي دا انت طلعت زعيم ههههههه ….
توقف علي يلتقط انفاسه فأمسك به حاتم و قال : بقي بتستغفلني يااد دا طلع معاهم حق اللي قالوا المحامين يتخاف منهم بجد عشان ديابة و مكارين ذيك يا كلب …
علي : هههههههه كلب ! يا حيوان دا انا كنت بهزر معاك و بعدين انت تطول يبقي معاك صاحب محامي يا جزمة دا اللي صاحبه محامي يبقي ضهره محمي يا بتاع حنان ههههههه
ضحك احمد و قال : لا احنا كدا ضمنّا مستقبلنا مع حضرة المستشار علي .. اللي هيبقي في ضهرها و ضهر الغلابة هههه
علي : اومال يا حبيبي ألعب بالنار و متلعبش مع المستشار …
احمد : اضررررررب هههههه يااه ، عليك حِكم يسلام …ثم غمز لحاتم و قال حنان مين ياااد مش كان اسمها ريناد ..
علي : لا ما دي اللي بعديها …
احمد : انت لحقت ياااد مش كنت بتمووف اون …
علي : لا ما هو بيموف اون منهم هما الاتنين دلوقتي ههههههه
حاتم : يا سلام ع الدم … إلهي تفركش يا علي انت و البت بتاعتك يارب …
ضحك علي و قال : يااد متبقاش بصرم بقي بطل نق الله و لم يكمل حديثه فوجد رسالة على هاتفه من صديقته محتواها أنها تريد الانفصال عنه …قرأها علي ثم نظر لاصدقاءه فاقتربوا منه و نظروا للهاتف ثم اعادوا النظر إليه مجدداً و انفجر ثلاثتهم في الضحك .. حتي سقطوا ارضاً من الضحك..
علي : نقيت فيها يا عم حِتو اهو بقينا تلات متاعيس بائسين ضايعين …
احمد : متنساش صيع و هنروح القسم عن ادهم جوز اختي شكله بيحبني موت كل يومين لازم اكون عنده هههههههه
حاتم : ههههههه و زود أننا هنبقي مشردين كمان انا بعد خناقة المرة اللي فاتت ابويا قالي لو اتخانقت مع حد تاني مش هيدخلني البيت ..
علي : ابقي تعالي عندي ..
احمد : دا على اساس إن ابوك و اخواتك هيدخلوك انت البيت يا فالح لو سقطت و عِدت السنة …
علي : خلاص نيجي نبات عندك انت …
احمد : اوماله اهو ألقي حد يونسني في الزنزانة اللي هيحبسني فيها اخويا و جوز اختي الغالي هههههه …..
حاتم بمرح : يعني ايييييييه مستقبلنا و شبابنا ضاع اااه يا زهرة شبابي يا اما ….
علي : ههههه متقلقش يزميكس العبدالله موجود …
احمد : ايه يا زعيم و الخناقة اللي بعد ساعتين دي ايه هنعمل فيها ايه ….
علي : هنحلها ودي و نمشي الأمور …. و نلم نفسنا كدا و نلم المواد اللي علينا عشان الامتحانات قربت خلي السنة تعدي على خير ماشي زميكسات و نفكنا بقي من حنان و بتنجان تمام يا جدعان …. وضعوا أيديهم بأيد واحدة و قالوا
تمام يا زعيم …. علي : بانانا و رفع يده لاعلي ….
حاتم و احمد : ايييه ..؟!
علي : بطاطس سوري و بنيه … بهزر .. بهزر دانا اللي مقرر القرار دا ازاي منفذوش ههههههه .. دق الجرس يعلن عن إنهاء وقت استراحة الغداء ف عادوا للفصل خاصتهم للاستماع لحصة اللغة العربية ….
_______________________________________
في المساء اخذ يوسف جميلة لحقل الارض لتغير جو و لتحسين نفسيتها ساروا معاً وسط الأراضي الزراعية الخضراء و الهواء المنعش اغمضت عينيها و بسطت ذراعيها تستقبل
الهواء بسعادة و كأنها اصبحت طير حر طليق بدون قيود تقيده فتحت عيونها وجدت يوسف ينظر لها و السعادة تبدو في عينيه ابتسم لها فأصبح اكثر جمالاً في عينيها …
استمرت بالنظر إليه و هي تتذكر ما فعله و قدمه لاجلها …
استفاقت على قوله … عارف أني حلو و مسمسم …
نظرت له بخجل فقال : انا مش هقبل اقل من انك تجري ورايا و تطلبيني للجواز ااه اصلي انا ياااما جريت وراكي عشان انول الرضا …. رفعت احدي حاجبيها
يوسف : ما تبصليش كدا خلاص موافق اتجوزك من غير ما تتقدميلي بنفسك …
ضحكت جميلة فنظر لها بأبتسامة ترتسم على وجهة لرؤية
ضحكتها من جديد …
” مُذهلة هكذا ، مع كلّ ضحكة ، تبتكرين عيداً جديداً “
يوسف بجدية : جميلة انتِ موافقة بجد أنك تبقي مراتي يعني عندك مشاعر ليا بصي انا مش هغصبك على حاجة و لو مش موافقة انا ممكن اكلم جدك و اقوله اني مش موافق لو مش عاوزاني في حياتك و … قطع حديثه و نظر لها بصدمة و هو يراها تسكن احضانه ارتفعت نبضات قلبه و هو يشعر بها تحتضنه ..
تحدثت و قالت : أنا موافقة يا يوسف و قولت الكلام دا لجدي انا موافقة نعمل فرحنا و اكمل حياتي معاك ، شكرا اووي على كل اللي عملته معايا انا مش عارفة اشكرك ازاي و اقولك ايه
يوسف بابتسامة : متقوليش انتِ بالنسبالي اكبر و احلي هدية جاتلي انا يكفيني إنك معايا يا جميلة و مش عاوز حاجة تاني
جميلة : بسببك عيلتي رجعتلي و علاقتي بيهم بقت احسن شكرا اوي يا يوسف انت أحسن حاجة حصلتلي ف حياتي …
لف يوسف ذراعيه حولها و قال : و انتِ عوض السنين يا جيمي اخيراً حسيتي بيا و بمشاعري ..
ارتبكت ثم ابتعدت عنه بخجل و قالت بتوتر : أنا .. أنا آسفة مقصدش اعمل كدا …
يوسف بابتسامة : عادي عادي يا حبيبتي انا جوزك احضني براحتك و لا يهمك …
جميلة : اييه ..؟! احترم نفسك ..
يوسف : الله هو انا قولت ايه دا حضن مش حاجة يعني و بعدين انا جوزك يا ختي دا انتِ تحمدي ربنا أني محترم نفسي و انت مش مقدرة دا انا لما ببص في عنيكي بتوه و بغرق و انتِ و لا ف بالك يا حجة …
تحركت بعيد عنه و ابتسمت و عندما لاحظت انه كاد يصبح بجوارها أسرعت بالخطي حتي دخلت المنزل و هربت من أمامه سريعاً … اتبعها يوسف وجدها دخلت المنزل لا يعلم كيف اختفت بهذه السرعة و منذ قليل كانت أمام عينيه دخل
المنزل و هو يبتسم فوجد حسن بالحديقة الامامية للمنزل فتوجه للسلم المؤدي لباب المنزل … و لكنه توقف على صوت حسن يناديه … اقترب يوسف منه و انتظر أن يخبره ماذا يريد منه …
حسن : سمعت ان جدي حدد فرحك انت و بتك عمي بعد بكرا
مبروك …
يوسف : الله يبارك فيك ثم تحرك من أمامه..
حسن : وقف مستعجل لييه يا ولد العم …
استدار يوسف و قال : نعم عاوز تقول حاجة تاني يا ابو علي
حسن : أني عارف انك زعلان مني على اسلوبي و كلامي معاك و غلطان عشان حكمت على بت عمي من غير ما اعرف الحقيقة متزعلش مني أني كنت غلطان ….
يوسف : لا طبعًا مزعلتش ، أنا عارف إنك قليل الذوق ومش متربي وعندك مشاكل نفسيه ومقدر ده …
عبس وجه حسن و قال بغيظ : اكده طب والله أني جيت اراضيك … كاد يرحل فاوقفه يوسف وقال بمرح …
يوسف : وقف بس يا ابو عمو بضحك معاك متبقاش قفل اومال ، ثم ضيق عيونه و قال : لكن لو طلعت غشيم زي ما انت و هتكمل اللي بدأته فاعذرني يا ابن عمي جميلة دلوقتي مراتي و مش هسمحلك تبصلها فاهم …
ضحك حسن و قال : مقدرش ارفع عيني و ابص لبت عمي ، جميلة خلاص بقت اختي و على زمة راجل و اظن انت خابر زين ان اللي خرب ما بينا و بين بت عمي هي مرت عمي و
كانت مفهمانا عنها حاجات مش زينة و أني كنت انعمل اكده عشان احافظ على سمعة و شرف العيلة أني مش وحش لدرجة دي عشان مصنش بت عمي اللي من دمي و لحمي و احميها … جميلة دلوك امانتك يا ولد البندر ….
ربت يوسف على كتف حسن و قال : كنت عارف ان جواك انسان بيحس زينا مش الهمجي اللي كنت مصدرهولنا ….
ربت حسن بقوة على كتف يوسف و قال : تحب تشوف الهمجي اللي صوح …
يوسف بمرح : ههههه لا و على ايه يا عم داحنا لسه اللي متصالحين ….
حسن : زين .. جميلة عاملة ايه دلوك …
يوسف : الحمد لله أحسنت كتير عن الاول و لما نسافر القاهرة هتابع معاها الكشف مع دكتورة هناك و إن شاء الله هتخف نهائياً …
حسن : ربنا يشفيها و يعافيها يارب …
يوسف : يارب .. انا مبسوط إنك اتغيرت يا حسن …
ابتسم حسن و قال : هروح أني دلوك اشوف العيال عاوز مني حاجة لو محتاج حاجة قولي اعتبرني اخوك متتكسفش …
ابتسم يوسف وقال : تسلم يا حسن …. تحرك حسم بعض الخطوات تجاه البوابة الرئيسية للمنزل ليخرج فاوقفه يوسف
و قال : حسن … نظر له حسن فتابع يوسف حديثه و قال
على فكرة جميلة كانت رافضة الجواز عشان خايفة على
عيالك مكنتش عاوزاك تكسر خاطرهم هما و المدام عشانها محبتش أنهم يعيشوا نفس اللي هي عاشته و تبقي سبب في بعد امهم عنهم … نظر له حسن بتفهم و تقدير لابنة عمه و
قال : قول لجميلة حسن بيقولك متزعليش مني يا بت عمي حقك عليا قولها بيت الدهشانة مفتوحلك العمر كله يا خيتي
و ابوكي و جدك و عمك و اخواتك في ضهر و انتظارك طول العمر ….
ابتسم يوسف بحب اخوي و تقدير لما قاله حسن فابتسم له حسن ثم غادر ….
توجه يوسف لداخل يبحث عن جميلة حتي وجدها بالغرفة بالطابق الأرضي دخل و هو يبتسم عليها تدندن بكلمات اغنية
دخل الغرفة و هي لم تلاحظه فكانت منشغلة بالتفكير تركت ما بيدها و قامت من مكانها تدور حول نفسها و هي تغمض عيونها و تحرك يداها بغنج على ألحان الموسيقى التي تدندنها .. ابتسم و اقترب عندها فاصتدمت بصدره و هي تدور امسكها قبل سقوطها فتحت عيونها بفزع وجدته يبتسم لها فقالت بحنق : خضتني يا يوسف ليه معملتش صوت و انت داخل …
يوسف : محبتش اقطع العرض السعيد دا قولت اشاركك فيه … رفعت عيونها الزرقاء إليه فنظر بدقة داخل عيونها و قال و هو يقترب : لا ما هو انا لازم اشوف حل لعيون البحر بتوعك دول …
تراجعت للخلف و هي تقول بتوتر : ليه مالهم ..؟!
استمر بالاقتراب حتي حاصرها بذراعيه و قال و هو ينظر لزرقاويتها : بيخلوني أغرق ف حبهم زيادة … عاملين زي
الياقوت الأزرق و فيهم من صفاء البحر مش عارف يمكن يشبهوا السما الصافية اكتر ثم قال بتفكير : او لا هما شبه البحر عشان بغرق فيهم كل ما ابصلك اكتر ….
صدحت اصوات الطبول و الاجراس داخل عقلها تنبأها بان القادم خطر على قلبها ف يوسف استطاع ان يتخطى كل حصونها و بجدارة ، احمرت وجنتيها من تغزله بعيونها فقالت بارتباك : هروح اشوف بابا كان عاوزني ..
اعادها يوسف مكانها و قال بأبتسامة : تؤتؤ مش قبل ما تقوليها الاول عاوز اسمعها منك …
جميلة : هي ايه دي …؟!
يوسف : بحبك … صمتت و زاد توترها …
يوسف : هههههه لا مش كدا يا جيمي دي هي كلمة من أربع حروف قوليها على مهلك عادي خدي وقتك انا مش مستعجل بس مش هتخرجي من الاوضة دي غير لما تقوليها … انا سامعك اهو يا قلبي …
جميلة : يوسف ..
يوسف بحماس : ايوااا .. اممم كملي …
جميلة بتوتر : حد يجي يقول علينا ايه ….
يوسف : هههههههه على فكرة انتِ مراتي و يلا بقي قوليها يا اما مش هتخرجي … ها قولتي ايه …
جميلة : طب .. طب غمض عينيك …
يوسف بتعجب : اغمض عينيا ليه هتديني بو.سة …
جميلة بنهر : يوووسف …
يوسف : هههههه و ربنا ، يوسف اللي قولتيها دي خلتني عاوز اطلب اكتر من كلمة .. وجدها تنظر له بتحذير فقال : خلاص تمام طب اغمض ليه طيب ؟! مكسوفه يعني ماشي يا ستي و اديي عنيا اهي غمضتها يلا قولي …
و بعد ثواني قليلة لم يستمع صوتها فقال : هااا مطولة هي صعبة لدرجة دي … لم يجد رد سوي صوت غلق الباب بسرعة فتح عينيه لم يجدها أمامه .. وضع يديه على خصره و ابتسم بعدم تصديق لقد خدعته لتو و هربت منه حقاً …
يوسف : هههههه دي هربت !! ماشي يا جيمي انا و انتِ و الزمن طويل ثم خرج من الغرفة …
” لنَا لَهفةُ التَّمنِّي وللهِ سِرُّ الإجابة ، وسِرّ الدّهشة ، وسِرّ التوقيت..”
_______________________________________
في منزل عائلة الدسوقي
نزل مالك و ريتال تناولوا العشاء مع العائلة في تجمع عائلي جميل اخبرهم مالك بحفل زفاف يوسف و قرر السفر في الصباح و بعدما جلس مع عائلته بعض الوقت صعد لشقيقته ليرتاح لانه سيسافر في الصباح الباكر …
توجه مالك للنوم استند بظهره على السرير ينتظر قدوم ريتال
و عندما وجدها تأخرت بالمرحاض نادي عليها لتخرج …
اجابته بأنها قادمة .. و لكن لم تخرج بعد قلق و قرر التوجه إليها فتح باب المرحاض بقلق فانتفضت بتوتر لانه فاجأها بدلوفه للمرحاض نظر لها وجد بيدها عبوة كريم طبي اقترب و قال مالك : انتِ كويسة يا حبيبي مالك …
ريتال : اه كويسة بس اتخضيت لما فتحت الباب بسرعة …
مالك : اومال الكريم دا لأي ..؟!
ريتال : لا ما فيش دا كريم لضهر عادي …
ادرك مالك ان إصابة ظهرها عادت تؤلمها فقال بحنان : و ليه ما قولتليش كنا روحنا المستشفي ..
ريتال بأبتسامة : يا حبيبي عادي مش تعبانة انا هدهن الكريم اللي دكتور كان كاتبهولي و هيخف متشغلش بالك روح نام و انا هاجي وراك بعد ما ادهنه …
مالك : هاتي ادهنهولك … و بسط يده لها ….
ريتال بخجل : لا هدهنه انا …
مالك : مش هتعرفي خليني اساعدك …
ريتال : هدهنه انا قدام المراية …
مالك : هاتي دا و تعالي ثم ابتسم و قال : انتِ لسه بتتكسفي مني … اخذ منها عبوة الكريم و امسك يدها و خرج للغرفة اجلسها على السرير ثم جلس مقابلها و قال ..
مالك : لفي … استدارت بظهرها إليه بإستسلام …
كشف عن ظهرها فظهرت ندبة جُرحها عندما أُصابة بالطلق الناري وضع يده برفق على تلك الندبة التي حفرت جُرح بقلبه
تذكر كل ما حدث خلال تلك السنة الماضية حمد ربه على وجودها بجواره الآن وضع لها من الكريم و حرك يده برفق على ضهرها في مساج و بعدما انتهي اخذها بأحضانه و ربت بحنان على ظهرها حتي نامت باسترخاء ..
لَمسَتُكِ الحَنُونةُ تشفِي عَددًا مَهُولًا مِنَ الجِراحِ .
__________________________________
في الصباح استعد مالك و إخوته و زوجته للسفر قال مالك السيارة و بجواره ريتال و بالخلف حازم و علي …
علي : متشغلنا حاجة نسمعها يا ابو المماليك ….
مالك : اقعد يا علي مش ناقصة صداع خلينا نوصل على خير … اخرج علي السناكس و المشروبات و الحلوي و اعطي ريتال بالامام و اعطي حازم الذي كان يتواصل مع ريتاج عبر الواتس اب مال” علي” ينظر في هاتف أخيه فلاحظ حازم و ابتعد بهاتفه عنه مصمص علي شفتيه في حركة شعبية شهيرة بين الشعب المصري و قال ..
علي : بتخبي ايه يا حصرة بتخبي مني الشات اللي هو عبارة عن عاملة ايه في حاجة واقفة معاكي في المنهج ههههههه يا شيخ اتنيل و انا اللي فاكر إني هلقي حب و غرام و كلام تقيل اتنيل يا عم ضحك مالك و ريتال على حديث علي … بينما حازم نظر له بغيظ و قال
حازم : اتلك يااد و ربنا اقوملك …
علي : لا و على ايه والله ما انت قايم انا هشغل سماعتي و فشاري في أيدي و لا كأني جيت جنبك يا هريدي .. ضحكت ريتال على مشاكساتهم و ابتسم مالك ، و بعد قرابة 6 ساعات وصل أمام منزل عائلة الدهشان استقبلهم يوسف بسعادة
عندما أخبره كريم بقدومهم نزلت جميلة أيضا تركض على الدرجة بسرعة لتستقبل ريتال … سلم يوسف عليهم ….
مالك بسعادة : ألف مبروك يا صاحبي اخيرا … و احتضنه بحب اخوي صادق …
يوسف : الله يبارك فيك يا حبيب اخوك …
توجه يوسف لحازم و علي و سلم عليهم و كذلك ريتال و لكن دون أن يسلم عليها بالأيدي …
جميلة بسعادة : ريتال .. استدارت ريتال وجدت جميلة فابتسمت … احتضنت الفتيات بعضهن بسعادة .. و ألقت السلام عليهم ثم اصطحبت ريتال معها للداخل و كذلك فعل
يوسف مع الشباب عرفهم على الجميع و بالداخل استقبلهم الجد بالترحاب و امر بتجهيز غرف الضيوف ليرتاحوا بها من عناء السفر ….
مهران : انتِ يا بت جهزي الوكل و شهلي عشان يطلعوا يرتاحوا قبل العشية عشان الليلة …
مالك : لا ما فيش داعي حضرتك احنا اكلنا و احنا جايين في الطريق …
مهران : وه يا ولدي كيف ، دي تاجي برضك تبقوا في ضيافتنا و معاوزش تأخد واجبك متقول حاجة لقرايبك يا يوسف يا ولدي …
يوسف : ايه يا مالك اقعد يا راجل اومال استني خد واجبك الاول متزلوش منك …
و بعد قليل جهزت الطاولة باصناف متعددة من اطباق الطعام التراث الشرقي …
محمد : يلا يا يوسف الوكل جاهز هات قرايبك و تعالي يا ولدي …
يوسف : حاضر يا عمي … يلا تعالي يا مالك و هات مراتك يلا يا حازم يلا يا علي …
جلسوا تناولوا طعامهم ثم أخذهم يوسف للأعلى لغرفهم ليستريحوا قبل بدأ حفل الزفاف بالمساء … تشارك حازم و علي في غرفة و مالك و ريتال في غرفة …
يوسف : تمام كدا لو عوزتوا حاجة انا موجود متترددوش متترددوش ماشي يلا هسيبكوا ترتاحوا من السفر ..
غادر يوسف و جميلة و هو بطريقه للنزول للاسفل نظر لها بمشاكسة و قال : سلام يا جيمي أشوفك بالليل و انتِ عروستي ، ثم غمز لها .. خجلت منه و دخلت غرفتها بسرعة تختبيء خلف الباب تحاول السيطرة على قلبها فاستمعته يقول من الخارج : اهربي اهربي خلاص النهاردة هتكوني
مراتي قدام كل الناس و ساعتها بقي مش هتعرفي تهربي يا جيمي و الكلمة ام اربع حروف هسمعها منك برضو مش هتنازل عنها … ثم رحل و هو يبتسم … ابتسمت هي الأخري لل تدري ماذا فعل بها و غير حالها لهذا الحال …
” كنت كتاب فارغ ثم امتلأت صفحاتي بيك ..”
_________________________________________
نظر مالك من النافذة هو و ريتال التي اعجبها موقع المكان و الهواء المنعش و وجود المنزل وسط الأراضي الزراعية …
مالك : نفس اللي كنت عاوز اعمله الفيلا تكون حوليها مساحات خضرة قدامها جنينة و وراها حنينة اكبر نزرع فيها اللي احنا عاوزينه …
ريتال : فين دي ؟! دا مشروع جديد ..
مالك : دا تصميم الفيلا بتاعتنا كنت عاوز اعمله من زمان بس خالك معجبوش أننا نسيب البيت اللي كبرنا و اتربينا فيه قالي يا ابني انا مش هسيب البيت اللي كبرت و اتربيت فيه
فصرفت النظر عن الفيلا لكن بعد ما اتجوزنا فكرت في المشروع و بدأت اشتغل على التصميم ثم ابتسم و تابع حديثه : عشان القرود ولادنا لما يجوا اكيد هيفضلوا يتنططوا و الشقة مش هتسعهم أي رايك؟
ريتال : طب و خالي و دودي و علي و حازم هنبعد عنهم و نعيش وحدنا لا .. معاه حق خالي كدا هنتفرق و كل واحد هيروح مكان لا خلينا مع بعض احسن أنا عاوزة عيالنا يكبروا وسط علية كبيرة بيحبوهم …
ابتسم مالك و قال : مين قالك هنتفرق انا اصلا هعمل تصميمها كبير عشان هنعيش فيها كلنا و هصمم لكل واحد جناح خاص بيه عشان حازم و علي لما يتجوزوا يكونوا معانا
و بكدا عيالنا هيكبروا بين جدهم و جدتهم و عمامهم و ولاد عمهم إن شاء الله يعني مش هنبقي لوحدنا …
ابتسمت ريتال باستحسان و قالت : دايماً بتبهرني بحنانك وتفكيرك في العيلة ، بحب حنيتك دي اوي تعرف مبقتش خايفة أننا نجيب عيال لان حتي لو انا كنت مش مستعدة فأنا مطمنة و متأكدة إنك هتكون اب حنين اوي و هتحبهم جدا ..
قبّل يدها بحب و قال و هو بأخذها باحضانه : و انا متأكد انك هتكون ام قمر و حنونة بزيادة …
حل المساء و رفقته السعادة ، كل شىء جاهز و الترتيبات على أتم الاستعداد الانوار و الإضاءة في مكان و أشرطة الإضاءة تتدلي من أعلي المنزل إلي أسفله و اصوات الطلقات
النارية في الهواء احتفالاً بهذه المناسبة السعيدة و رقص الخيل على نغمات و دقات الطبول و المباركات و التهاني مظاهر الافراح الصعيدية في ابهي ما يكون ارتدي يوسف جلباب باللون الابيض ابتسم مالك بسعادة لصديقه و رفيق
دربه لانه تحقق ما كان يرجوه سعد بسعادة صديقه و الذي يكون أخاه و ليس فقط مجرد صديق احتضنه و ربت على ظهره و هو يقول : الف مليون مبروك يا اخويا ربنا يتمملك على خير …
بادله يوسف العناق بقوة و قال : الله يبارك فيك يا حبيب اخوك …
حازم : مبارك يا غالي …
يوسف : الله يبارك فيك يا زوما عقبالك يا حبيبي ربنا يفك الضيقة و يهدي التيران اللي معاك هههه ….
حازم : انت عرفت والله يا أخي مش عارف مالي معاهم تقولش كلت ورثهم …
يوسف : هههههههه اه عارف ما مالك قالي يلا ربنا يعينك على ما بلاك أو يتجوزوا عشان تخلص منهم ….
دخل علي الغرفة بحماس و قال : الف مبروووك يا جوووو انتوا لسه هنا يسطا دي الدنيا مقلوبة تحت ضرب نار و خيل بيرقص و الدنيا والعة نار تحت …
ضحك يوسف و قال : الله يبارك فيك يا لول … كويس الفرح عجبك يعني …
علي : عجبني بس شكل اليوم مش هيعدي النهاردة على خير …
يوسف : بتشوم ليه يا بعيد هو انا لحقت سبني اكمل فرحتي
علي : اعزرني يا زميكس مكنتش عاوز ابوظ فرحتك بس جدك ماسك في خناق واحد تحت و هيطلع روحه يا إما هيديه طلقتين في رأسه و يخلص عليه …
يوسف : هههههههه بطل هزار يا اخي … نظر حازم من النافذة ثم قال : دا بيتكلم بجد في خناقة تحت و جدك شاهر السلاح في وشهم …
يوسف : ايييه !
للشيخ الشعراوي مقولة جميلة جدا :
” كل الأوجاع هدايا ربانية .. إما تكفير للذنوب ، وإما سعادة مؤجلة لدار البقاء ، فدائما ردد الحمد لله “
بقيَ القليلُ حتَّى تُفرَجَ المِحَنُ
أرأيتَ مُمتحَنًا طُولَ العُمْرِ يُمتَحَنُ هَون عَليِكَ يا صَاح فهناك أَقْدَارٌ جَمْيِلةَ فِي إنْتِظَارُك فَقْط ثِقْ بِقُدرَة الملك سبحانه و تعالي فإنه يدبر لك أمرك ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بعد فقدان الامل)