رواية بستان حياتي الفصل الثاني 2 بقلم سلوى عوض
رواية بستان حياتي الجزء الثاني
رواية بستان حياتي البارت الثاني
رواية بستان حياتي الحلقة الثانية
وصل الجد سلِيم وحفيدته بُستان إلى القاهرة، حيث منزلهم في المعادي. كان عُتمان البواب في استقبالهم.
عُتمان: “حمد لله على السلامة، نورت مصر يا حج!”
الجد: “منورين بيكو يا عُتمان… شيل الشنط ودخلها جوا يلا.”
توجهوا إلى الفيلا، ولكنها كانت في حالة من الفوضى، مليئة بالغبار.
الجد: “يا عُتمان، محدش نضف الفيلا ليه؟”
عُتمان: “يا حج، حضرتك مقلتليش إنك جي.”
الجد: “هو جمال ولدي مبيجيش هنا ولا ولده سليم؟”
عُتمان: “لا يا حج.”
الجد: “طب هات مرتك وعيالك ينضفوا الفيلا ويعملولنا لجمه… اطلعي انتي ريحي شويه يا بُستان.”
بُستان: “لا يا جدي، خليهم هنا ينضفوا وأنا هعملنا الأكل.”
—————————-
بعد أن استريحوا وتناولوا الطعام، طلب الجد من بُستان أن تجلب له هاتفه.
الجد: “هاتي المحمول بتاعي يا بُستان، أكلم عمك جمال.”
بُستان بقلق: “ليه يا جدي؟”
الجد: “عشان يا بتي اتوحشتهم جوي.”
بُستان بحزن: “حاضر يا جدي.” وتبدأ في الاتصال بجمال.
جمال: “أيوا يا بوي!”
الأب سليم: “كويس إن انت فاكر إن ليك أب… هات ولدك سليم وتعالى أنا هنا في بيتي في المعادي.”
جمال: “وليه يا أبويا مجتش عندي في بيتي ده برضه بيتك.”
الأب: “أنت خابر إنّي مابرتحش عند حد.”
جمال: “هو أنا حد يا أبويا ده أنا ولدك.”
الأب: “خلص يا جمال، هات ولدك وتعالى حالًا.” ثم يقطع الجد المكالمة ويستريح.
————–
تلقى جمال اتصالاً من ابنه سليم.
جمال: “أيوا يا سليم، تعالى حالًا، جدك هنا في مصر وعاوزنا نروح له.”
سليم: “الله! طب مجاش عندنا ليه؟”
جمال: “يا بني قولت له مابيرضاش، هو بيرتاح كده… يلا بس متتأخرش.”
بعد عدة ساعات، وصل جمال وابنه سليم إلى الفيلا للترحيب بالجد.
جمال بحب: “وحشتني جوي يا بوي!”
الأب: “لو كنت وحشتك كنت سألت عليا وعلى ناسك، إيه يا ولدي، جبت الجسوه ديه منين؟”
جمال: “من شبهه أباه يا حج.” وينظر له نظرة تحدي.
سليم الابن: “بالعكس، ده جدي أطيب قلب في الدنيا!” ويأخذ جده في حضنه.
تنزل بُستان وتذهب للسلام على عمها.
جمال: “ياااه بُستان، كبرتي أوي! بقالي 5 سنين مشوفتكيش… بس سبحان الله، وتفرد دمعة من عينه، بقيتي زي القمر شبهه…”
الجد: “جمال، سلمي على ابن عمك سليم الصغير.”
سليم: “صغير إيه يا جدي؟ بقى أنا بقيت شحط!” ويضحك ويسلم على بُستان.
بُستان: “إزيك يا أبه سليم؟ وازاي طنط صافي وليلى ونور؟”
ثم بدأوا في تبادل أطراف الحديث، واصر جمال على أن يذهبوا إلى منزله غدًا لتناول الغداء معا
———————–
في صباح يوم مشرق، استيقظت بُستان بنشاط واستعدت للذهاب إلى امتحانها. كانت تشعر بمزيج من التوتر والحماس، خاصة وأنها كانت قد درست بجد. انتهت من الامتحان وهي تتنفس الصعداء، وخرجت لتجد جدها، الذي كان ينتظرها خارج بوابة الجامعة بابتسامة دافئة.
الجد، بابتسامة: “يلا يا بُستان، جهزي نفسك هنروح نقضي اليوم عند عمك جمال.”
ركبت بُستان بجوار جدها في السيارة، والرحلة إلى منزل عمها كانت مليئة بحكايات الجد عن الماضي، وكأنها فرصة لإعادة الروابط بين جيلين.
عند وصولهم إلى منزل عمها جمال، كان أفراد العائلة يقفون في انتظارهم، بوجوه مليئة بالترحاب. تقدمت ليلى، ابنة عمها، بابتسامة واسعة.
ليلى: “أنا أول مرة أعرف إن عندي بنت عم حلوة أوي كده!”
بُستان، بابتسامة خجولة: “إنتي الأحلى طبعًا يا حبيبتي.”
ليلى، تضحك بحب: “لا، انتي عسل والله يا بوسي، شكلنا هنبقى أصحاب .”
بُستان، متفاجئة وسعيدة: “تعرفي إن محدش بيقولي بوسي غير جدو وعمر أخويا.”
تورد وجه ليلى بخجل، وظهر عليها الارتباك، لكن الابتسامة لم تفارقها.
صافي، زوجة عمها جمال، تخرج من المطبخ وتنادي بحماس: “يلا يا جماعة، الغدا جاهز! اتفضلوا نورتونا.”
على الرغم من أن صافي معروفة بشخصيتها الجادة، شعرت لأول مرة بفرحة حقيقية بتجمع الأسرة ودفء اللقاء.
جلست العائلة حول المائدة، وكانت الأطباق الشهية تملأ الطاولة. أخذت بُستان قضمة من المكرونة بالبشاميل وابتسمت بسعادة.
بُستان: “الله! الأكل حلو أوي، وكمان بعشق المكرونة بالبشاميل.”
صافي، تضحك وهي تشعر بسعادة خفية: “بالهنا والشفا يا حبيبتي.”
كان الجد يراقب بُستان بارتياح، سعيدًا بأن حفيدته بدأت تتأقلم مع عائلة عمها، وتشاركهم في الأجواء العائلية.
الجد: “يلا يا بُستان، كملي غداكي عشان نتوكل على الله .”
جمال، بنبرة مرحة: “طبعا يا بوي، مش هقولك تبات عندي عشان أنا عارف إنك ما بتحبش تبات بره. بس بعد الغدا لازم نشرب القهوة في المكتب، عايز أتحدد معاك.”
بعد الانتهاء من الغداء، قال جمال بحماس: “يلا يا بنات، خدوا بنت عمكم وفرجوها على البيت والجنينة.”
بينما توجهت الفتيات للخروج، أخذ جمال والده إلى المكتب. وما إن أغلق الباب خلفهما حتى تغيرت ملامحه. نظر إلى والده بعينين دامعتين، وحبست الدموع صوته.
جمال: “أنا عايز أعرف جبت بُستان معاك ليه مصر؟ وليه كل الحب ده فجأة؟ ولا بتكفر عن ذنبك القديم؟ صحيح بُستان شبهها، لكن مش هي.”
احمر وجه الجد غضبًا، ولم يستطع الرد. خرج من المكتب وهو يبحث عن بُستان بعصبية لينصرفوا.
جمال، بصوت متهدج: “عمري ما هسمحك يا بوي.”
————————-
كانت بُستان تجلس مع بنات عمها ليلى ونور في غرفتهما المزينة بالصور والذكريات، والضحكات تعلو أحيانًا وتنخفض في لحظات الخجل المفاجئة.
ليلى، بنبرة فضولية: “إنتي مبسوطة في مصر؟”
بُستان، بابتسامة دافئة: “أوي، ومبسوطة أكتر إني شوفتكم وتعرفت عليكم.”
ترددت ليلى للحظة، ثم سألت وهي تحاول إخفاء توترها: “أخبار عمر إيه… قصدي، أخبار الناس هناك إيه؟”
رفعت بُستان حاجبيها بدهشة: “أشمعنى عمر تحديدًا؟”
تدخلت نور بابتسامة ماكرة: “آه، إنتي متعرفيش بقى… عمر ده—” لكن ليلى قفزت بسرعة لتسد فم نور بيدها، محاولات إيقافها.
نور، وهي تعض يد ليلى لتفلت نفسها: “أوعي! عمر ده عشق يا بنتي، خلاص بقى، بُستان دلوقتي مننا وعليا!”
انفجرت بُستان ونور ضاحكتين، بينما احمر وجه ليلى من الخجل.
بُستان، تضحك: “ملقتيش غير الأهبل ده؟”
ليلى، تدافع عنه بابتسامة خجولة: “ده قمر، كفاية إنه ضابط وبدلته تخطف القلب!”
بُستان، مازحة: “القرد في عين أمه غزال… بس على فكرة، عمر أقرب حد ليا بعد جدو. ازاي ما قاليش حاجة؟ ماشي، لما أشوفه هوريه.”
نور، تستعيد جديتها قليلًا: “مقولتيش ليه جيتي مصر أصلًا؟”
تغيرت ملامح بُستان للحظة، وترددت قبل أن تتحدث بصوت منخفض: “هقولكم على سر… بس محدش يعرفه غير جدو. أنا في سنة تالتة إعلام.”
————————
مر أسبوع أخيرًا، وانتهت بُستان من امتحاناتها. عادت هي وجدها إلى بلدهم في الصعيد، إلى قصر سليم العمري الكبير
كان الجد يجهز للقاء مهم. نادى على فؤاد، ابنه
الجد: “جهز حالك يا فؤاد، لازم نتحرك.”
فؤاد، مستغربًا: “على فين يا بوي؟”
الاب، بصوت جاد: “مفيش يا ولدي، محمد ابن عبد الجواد عنده حق النهارده مع عيلة مسلم، بسبب الخناج اللي حصل على ري الأرض. خلي الرجالة تجهز القعدة في المندرة الجبلية.”
نظر الجد نحو حفيده فريد، الذي كان يقف بجانبه: “ما تاجي معانا يا فريد؟”
فريد، بتعب: “معلش يا جدي، أصل تعبت النهارده في الأرض وهطلع ارتاح شوية.”
ثم التفت إلى والدته صباح، يسألها بفضول: “بقولك يا أمي، أومال فين عمر صحيح؟”
صباح،: “في الشغل يا ولدي، وهياجي بكرا متأخر.”
ارتاح فريد قليلًا لهذا الخبر، فكان لديه سبب للبقاء. لم يكن يريد الذهاب مع جده، لأنه عزم على معرفة سبب سفر بُستان إلى القاهرة.
———
بعد قليل، بُستان بعد ان انهت يومها الطويل و قالت بنبرة ودية: “تصبحوا على خير، هطلع أنام.”
اتجهت إلى غرفتها، وبمجرد أن جلست على السرير، لاحظت أن هاتفها يضيء. كان هناك مكالمات فائتة من ليلى. عاودت الاتصال بها.
بُستان: “ألو يا ليلى، معلش كنت تحت مع العيلة.”
ليلى، بحماس: “بقولك إيه، كلميني فيديو، عايزة أشوفك!”
ابتسمت بُستان وحولت المكالمة إلى فيديو. ظهرت ليلى على الشاشة بملامحها المليئة بالاشتياق.
ليلى: “احكيلي بقى، أخبارك إيه؟ وحشتيني أوي. صحيح يا بوسي، هو عمر فين؟ بقاله يومين مختفي.”
بُستان، تضحك: “قولي كده بقى، مش عايزة تطمني عليا ولا حاجة! عمتًا يا ستي، هو عنده مأمورية وهيجي بكرا، كله تمام متقلقيش.”
ضحكت ليلى، ثم قالت بفضول: “قوليلي بجد، سافرتوا ليه بسرعة بعد ما خلصتي امتحاناتك؟ كنا عايزين نخرج سوا.”
بُستان، : “كنت مرهقة أوي، والله. وكمان جدو عنده مصالح كتير هنا في البلد. يلا، هانت، كلها سنة وأخلص. كان مفروض أخلص السنة اللي فاتت، بس الحمد لله.”
ليلى، باندهاش: “ليه؟ حصل إيه؟”
بُستان، بتردد: “أبيه فريد ميعرفش إني كنت مكملة تعليمي، وعطلني كتير. لولا جدو، كان ممكن أضيع. لو عرف، هيتجنن وممكن يبهدلني.”
ليلى، بتعجب: “هو لسه في الكلام ده؟ ده قديم أوي يا بُستان.”
بُستان، بحسرة: “أبيه فريد كده، طبعه صعب، وكل حاجة بحساب.”
لكن فجأة، كانت هناك حركة خلف الباب. كان فريد يقف هناك، يسمع كل كلمة، وعيناه تفيض بالغضب والشر.
قبل أن تدرك بُستان ما يحدث، اندفع فريد وفتح الباب بقوة، ودخل الغرفة مغلقًا الباب خلفه بعنف. صرخت بُستان، وسقط هاتفها من يدها.
ياترى هيحصل ايه لبستان وياترى ايه سبب كره جمال لابوه
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بستان حياتي)