رواية بستان حياتي الفصل الثالث 3 بقلم سلوى عوض
رواية بستان حياتي الجزء الثالث
رواية بستان حياتي البارت الثالث
رواية بستان حياتي الحلقة الثالثة
قبل أن تدرك بُستان ما يحدث، اندفع فريد بقوة وفتح الباب، مصطدمًا به لدرجة جعلت ضوضاءه تملأ أرجاء المكان. دخله مغلقًا إياه وراءه، لتصطدم قبضته بمقبض الباب بقوة كأنها تعبير عن غضبه المكبوت. ص\رخت بُستان بفزع، وسقط هاتفها من يدها
تقدم فريد بخطوات ثقيلة، ووجهه محمر من شدة الغض\ب، وعيناه تومضان بنظرات لا ترحم.
فريد: “بقى كده؟ بتستغفلوني انتي وجدك؟” صوته كان حادًا، ينبعث منه ته***ديد جعل القشعريرة تسري في جسد بُستان. “على العموم، جدك مش هنا عشان ينجدك من إيدي.”
خلع حز***امه بسرعة، ورفعه عاليًا قبل أن يهوي به على جسدها. لم يكن الأل***م مجرد وخزات، بل موجات شديدة أفقدت بُستان توازنها، وصر**ختت محاولة صد الضر**بات أو حتى حماية نفسها.
فريد: “أقسم بالله لو صوتك طلع ما هرحمك!” صوته كان كفحيح الأفاعي، ورك**لها بقس****وة بقدم…ه، لتطير وتسقط بقوة، واصطدم رأس****ها بحافة الدولاب الخشبي. شعرت بدوار شديد، والألم تسرب لداخل عقلها كالس**”م.
بُستان: ص****رخت آخر مرة قبل أن يبدأ الظلام يحيط بها تدريجيًا.
توقف فريد لبرهة، متأملًا المشهد، ثم توجه نحو الباب. وقبل أن يخرج، أدار رأسه وابتسامة مقيتة تعلو وجهه، وقال بتهكم: “وكمان عملالي فيها قاضي الغرام يا ست بستان.”
هنا، أُغمي على بُستان، جسمها منهار كدمية مهترئة، غارقة في هدوء قاتل. أما فريد، فاتجه إلى غرفته بخطوات بطيئة، غير مكترث، ثم ارتمى على سريره وكأنه لم يترك خرفه سوى خراب
———————–
في وقت متأخر من الليل، بعد أن ينهي الجد وفؤاد مجلسهم، يتجهوا الي المنزل . لكن عند دخولهما، يلاحظان غياب أي شخص في المنزل، وكأن الظلام ابتلع كل شيء. يسير الجد نحو غرفته بتعب واضح، بينما يلتفت فؤاد إليه.
فؤاد: “محتاج حاجة يا بوي؟”
الجد: “لا يا ولدي، الله يرضى جلبك. أنا هطلع أنعس، تصبح على خير.”
فؤاد: “وانت من أهل الخير وناسه يا بوي.”
———————–
في صباح الباكر، يستيقظ الجد بعد أن أدى فرضه، ويتجه نحو غرفة المعيشة، لكن شعورًا غريبًا يسيطر عليه، وكأن هناك قبضة قوية في قلبه. يختلج شعور القلق في صدره، لكنه يحاول تجاهل ذلك.
الجد: “يا صباح.”
صباح: “صباح الخير يا عمي.”
الجد: “صباح النور يا بتي. أطلعي اندهي بستان ضروري.”
صباح: “بستان دلوك يا عمي، تلجأها في سابع نومه، الفجر لسه مأذن.”
الجد: يحتد صوته، وعلامات القلق تبدو واضحة عليه: “اسمعي الكلام وصحيها. جلبني وأكلني عليها.”
تذهب صباح، الأم، لتوقظ بستان، وعندما تدخل الغرفة، تجد بستان فاقدة الوعي، وعلى جسدها آثار تع…ذيب واضحة. تجمدت في مكانها، قلبها يخفق بشدة، قبل أن تخرج ص**رخة مدوية.
الأم: “بتاااااااي! مين عمل فيكي كده يا جلب أمك؟”
في تلك اللحظة، يستيقظ كل من في البيت على صوت ص…راخها. ينظر الجد من أسفل الدرج بقلق،
الجد: “في إيه يا صباح؟ بتصرخي ليه؟”
ثم يهرول نحو غرفة بستان، وعندما يدخل الغرفة وينظر إليها، يصاب بحسرة شديدة، مما يجعله يقع مغشيًا عليه.
في تلك اللحظة، يتجمع كل أفراد الأسرة حول غرفة بستان، وأجواء الفزع والقلق تسود المكان. تتصاعد الأحاديث والهمسات، والقلوب تخفق بشدة، بينما يتساءل الجميع عن مصير بستان وما حدث لها
———————–
يرجع عمر من الشغل، ولا يعلم ماذا حدث، فيقول لنفسه: “أنا هروح أرخم على البنت بستان.” ثم يذهب إلى المنزل، ليجد الجميع في حالة من الصدمة والحزن. عائلته كلها متجمعة، والجد مغشي عليه، وأمه تبكي وهي تحتضن بستان، تردد بلا وعي: “بتي، بتي، اسم الله عليك يا نضري!”
في تلك اللحظة، يلتقط عمر المشهد المروع، وتدور في ذهنه أفكار متضاربة، وتبدأ سيناريوهات عديدة تتخبط في عقله. ينظر إلى جده، الذي يرقد بلا حراك، مما يزيد من قلقه.
فؤاد: “كلم المستشفى بسرعة يا عمر، انت لسه هتتنح! أختك وجدك في خطر!”
هنا يستيقظ فريد ويخرج من غرفته، مستغربًا من الضجة.
فريد: “أمام الغرفة، مالكوا في إيه متجمعين كده ليه؟”
عمر: (بتهكم) “انت مش شايف حالة اختك وجدك؟”
فؤاد: “مالهم يعني؟”
عمر: “مالهم!! انت كنت فين ومين اللي عمل في أختك كده؟ وديني ما هسيبه!”
فريد: “بتحدي، أنا اللي عملت كده؟ بت جليلة الرباية!”
عمر: “والله لوريك، بس اطمن عليهم!”
ثم يمسك عمر الهاتف ليطلب الشرطة.
عمر: “عايز قوة ع البيت حالًا!”
فريد: “انت بتعمل إيه؟”
عمر: “دلوقتي هتعرف.”
فؤاد: “جولتلك اتصل بالمستشفى يا عمر!”
عمر: (مراوغًا) “هوديهم بعربية القسم عشان الشوشرة والبلد متتقلبش، وهتلاقيهم كلهم عندنا.”
بعد نصف ساعة، تصل قوة من القسم، ويذهب عمر ويأخذ الكلا***بشات من العسكري بغضب.
عمر: (يص***رخ) “فريد بيه، انت مقبوض عليك بتهمة الشروع في قت**ل أختك!”
فريد: (يص**رخ) “انت اتجننت!”
عمر: “خدوه!” ويضع الكلا****بشلت في يد أخيه، ثم يضيف: “والله لو حصل لها حاجة، محدش هيخلصك مني!”
هنا تصل الإسعاف ليأخذوا الجد وبستان.
—————-
في المستشفى
بعد الكشف على بستان، يخرج الدكتور محتدًا على عمر.
الدكتور: “حضرة الضابط، مين اللي عمل فيها كده؟ لازم نعمل محضر!”
عمر: (باكيًا) “ارجوك اسعف أختي وجدي، وهعمل اللي انت عاوزه!”
وهنا تأتي بقية العائلة ركضًا إلى المستشفى.
الأم: “في إيه يا عمر؟ أنا مش فاهمة حاجة.”
عمر: “أختي وجدي بيموتوا بسبب فريد بيه!”
الأم: “يامري عمي، وعيالي الرحمة من عندك يا رب!”
——————-
بعد عدة ساعات
ظلوا منتظرين في قلق ليخرج الدكتور من عند الجد.
الدكتور: “يا جماعة، انتوا كنتوا تعرفوا إن الحج قلبه تعبان؟”
فؤاد: “لا والله يا دكتور، هو كان بيندلى مصر كتير، محدش يعرف ليه غير بت أخويا بستان.”
الدكتور: “مخبيش عليكم يا جماعة، الحالة حرجة، خصوصًا سنه وتعبه. عاوزين أشاعات وتحاليل، هنعملها هنا وهو في العناية المركزة دلوقتي.”
عمر: “اعمل اللي تشوفه صح يا دكتور، المهم جدي يبقى بخير!”
————-
في نفس اللحظة
يخرج الدكتور الآخر من عند بستان.
الدكتور: “يا جماعة، الجروح صعبة، والمشكلة إن احنا على قد ما قدرنا نضمض الجروح، بس هنا في مشكلة، عندها ارتجاج في المخ بسبب الخبطة، وللأسف دخلت في غيبوبة مؤقتة. وبنسبة كبيرة، سبب الغيبوبة إنها رافضة الحياة اللي اتعرضت له.”
تتصدع العائلة من ما قاله الدكتور، ويظل الجميع ينظرون إليه بصدمة مع بكاء الأم.
…..
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تكرهو البنات، فهن المؤنثات الغاليات.”
وقال صلى الله عليه وسلم: “رفقًا بالقوارير.”
“حبوا بناتكم وإخواتكم يا جماعة.”
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بستان حياتي)