روايات

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الفصل السادس 6 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الفصل السادس 6 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الجزء السادس

رواية بركان عهد (شغف القاسم) البارت السادس

رواية بركان عهد (شغف القاسم)
رواية بركان عهد (شغف القاسم)

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الحلقة السادسة

سبحان الله وبحمده ✨️ سبحان الله العظيم
☆☆☆☆☆
هل تسآئل أحدكم كم من الصبر نحتاج لتخطي كل تلك العقبات ؟ هل جرعتين من الصبر كافية ؟
أم ربما ثلاث جرعات تكفى بالغرض ؟
لا أدري حقاً فرأسي فائض بالأفكار ولست قادر على تحديد الإجابة ، كم جملة ” كيف حالك ” قادرةً على ترميم جوانحي المنكسرة .
كم من إبتسامة تستطيع أن تعيدني لنقطة البداية بشغف جديد ، ظروف جديدة وأجواء لا أحسد عليها ؟
من أعظم إنجازاتي في هذه الحياة بأني ما زلتُ أتلفظ أنفاسي وأرجو أن لا تغدر بي أيضاً على ارصفة الخداع..
كم صرخة سأصرخ من أجل أن تصفح عني تلك الحياة التي رمتني فيها دروبها ؟
كم عبارات وإقتباسات سأكتب بعد ؟
لست بخير ولن أصبح..
☆☆☆☆☆
في تركيا وبالتحديد فى سيارة المراقبه القابع بها قاسم يجلس خلف الشاشات ينظر الي يزين وهو يزدرد أنفاسه قائلا:
— الحمدلله لو كان عرف هي راحت فين كان كل حاجه انتهت في لحظة.
أجابه يزين وهو يزفر أنفاسه كمن عاد من الموت وردت اليه روحه بسلامة صديقه واكمل حديثه :
— الحمد لله يا أخي ده أنا كنت هضرب نفسي بالنار لو معرفتش اوقع السيستم..
ثم ضرب جبهته ومعالم الصدمة تحتل وجهه وتابع
— بس هو كده عرفك هنعمل أيه في المصيبة دى.
حول “قاسم” نظره الي “يزين” بثقه — وأنت تعرف أنى بخاف هو عارف أنى وراه مكان ما يكون..
رفع “يزن” له حاجبيه الإثنين مضيقهم باندهاش يصحبة استفهام وختمها بقهقهه عاليه عندما تبادر لذهنه هيئة قاسم المطموسه التى تنساها فى زخم الاحداث، شاركه قاسم الضحكات
أفصح يزن بسخريه :
— مش حرام عليك يا “أبو إدريس مرجان ” هتتعب رجالة مارك وهما بيدوروا عليك من تركيا لجنوب السودان.
نطقها بلهجه هجين بين النوبى والسوداني..
ضحك “قاسم”
— لا مش كده بس يا حرام بقي بدور عليا وعلى “المرأة النارية ”
عقب يزين مادحا إياه
— الماكير اللى بيظبط لك وشك قبل كل عمليه ايده تتلف فى حرير.. ولا الجن الأزرق بيقدر يتعرف عليك..
بثقه أردف قاسم:
— شغلنا مينفعش نسيب فى حاجه للصدفه.. لازم كل حاجه تبقى مدروسه.. عشان كده لما لاقيتك خايف مستوعبتش خوفك لما بتقول كشفك ياقاسم.. ما هو لازم يكشفنى عشان اقتحمت قصره.. وهو عارف أنى بدور وراه.. لكن انه يكشف هويتى ده اللى مستحيل لان مأمن نفسى.. عيب على برنامج التنكر اللى الجهاز اخضعنا ليه عشان أى مهمه يوكلنا بيها منضطرش نستعين بطرف خارجى وارد انه يفشى سرنا ويكون جاسوس علينا.. لازم ثقتك تكون فى نفسك وإمكانياتك بالمقام الأول مساعدينك شى ثانوي للمساعده ليس إلا.. ديما هفكرك يا”يزن” مهارتك الفرديه تيجى فى المقدمه بعد كده مهارات فريقك.. لأن ده أساس دور قائد الفريق.. فاقد الشى لا يعطيه ياباشا ركز وبعد كده خلى عند ثقه فى مهاراتى..
استوعب يزن حديث قاسم وعادت ملامحه للجدية قائلا بتأكيد:
— ديما ياقاسم بتعلم منك على رغم عشرتى الطويله بيك بس ديما ذكائك بيبهرنى فى التفاصيل الصغيره اللى فعلا بتميزك عن كونك أصغر ظابط مخابرات وعندك كفاءه مش موجوده عند رتُب اكبر منك.. سرعة البديهه عندك عليا وعندك خطط بديله مش بتسيب حاجه للصدفه..
ثم استطرد يعاود مناقشة الموضوع الرئيسى
— المهم دالوقت إحنا اللي لازم نوصل لها قبل منهم وده صعب جدا حاليا.. لأن كل التحريات بتقول أنها ذكيه جدا ومش هتظهر غير في الوقت اللي هي عيزاه.. يعني ممكن تكون مستخبيه داخل القصر.. انا ما استبعدش عنها أي حاجه.. خطواتها ديما بتخلف التوقعات.. وعندها مقدره على التكيف تحت أى وضع..
حك “قاسم” جبهته مضيقا بين حاجبيه بغموض وشمل “يزن” بنظره مستنكره يهز راسه برفض للفكره:
— ما افتكرش ده يكون غرضها من الاختفاء.. لأنها المره دي هي اللي كانت حبه تبعد عنهم.. بدليل أنها ما خافتش على نفسها ولا على أبوها وعرضت نفسها للخطر علشان تبعد عنهم.. انا متأكد أنها خارج تركيا.. بس كل اللي شغلني حالياً إيه اللي بيحصل داخل القصر…
رفع “يزن” كتفة بلا مبالاه يخبره بما يتوقعه :
— ولا أي حاجه غير هرج ومرج ومش بعيد يكون قتل طقم الحراسة ومسؤول المراقبه في القصر .
زفر قاسم بضيق
— مش ده يابنى اللي انا اقصده.. أنا متوقع من مارك اكثر من كده.. هياجه على حراسته ده مفروغ منه. اللى شاغلني عاوز أعرف هيعمل أيه مع سالم.. مارك مش هيتقبل هزيمته بسهوله.. وسالم كان اخر كارت عشان يضمن زعامة المافيا بداله.. ومع هروب المرأه الناريه مكانته فى المافيا اتهزت.. ولازم هياخد رد فعل غير متوقع عشان يشغل زعماء المافيا عن سالم وبنته.. لحد ما يمسك الزعامه ويبدأ يفوق للبحث عن كارمن.. وهو ده اللى بفكر فيه ايه الخطوه الجايه اللى مارك هيعملها عشان أكون واخد حذرى منه أنا مش بحب المفاجأت فى شغلى..
قوس يزن فمه بغضب
— تربية الملاجئ ده دماغه غلبت الشياطين وحركاته ديما بتكون قاتله.. مبيخرجش من قصره الا عشان ينفذ عمليه تسمع سنه قدام من كم الدمار اللى بيحصل..
ظلوا هكذا يتشاورون ويتناقشون فى كل ما يجول بمخيلتهم وهم فى طريق العوده لمكان إقامتهم…
☆☆☆☆☆☆☆
في نفس الأثناء داخل قصر “مارك كابوني” كانت نيران الغضب تتطاير من عينيه وعقله سيجن عندما انقطع الاتصال واحتل السواد جميع خلفيات الشاشات دليلا على انقطاع الاتصال..
هدر بصوت عالي يسأل باستهجان :
— ماذا يحدث هنا بحق الجحيم كيف انقطع الإتصال.
أجابه الحارس بخوف وصوته يكاد يكون مسموع للجميع قائلا :
— للأسف سيدى تم اختراق وتعطيل سيستم الكاميرات الخاص بجناح القصر الذى يوجد بها العميل “سالم” منذ دقائق.
هرول هابطاً للأسفل لغرفة مراقبه اخرى موضوع بها أجهزة مراقبه احتياطية، ومن ورائه ذلك الحارس وبعضاً من زملائه، وكما توقع شاهد هروب قاسم متخفى..
وكعادته دوما “مارك كابوني” لا يستهين بمن يخطأ فعالمه يسير تحت راية القتل أسرع وسيله للقضاء على المخطئين حتى يكونوا عبره لغيرهم فلا يوجد فى قانونه اعطاء فرصه للتصحيح فالاباده الحل الامثل لمحدودى الفهم….
أخرج سلاحة من خلف ظهره قائلا ببرود :
— أنت تعلم قانوني ولذاك ليس لك مكان في عالمي فلتذهب للجحيم..
تحدث وكأن من أمامه لا يزن جناح بعوضه، أطلق رصاصه فى منتصف رأسة..
جبروته لم يكتفى فى إشباع رغبته بالانتقام، بسط يده وسحب ورقة من الأوراق الموضوعه علي المكتب الخاص بالحارس وكتب بدم الحارس رسالته ورفعها أمام الكاميرا وكان مضمونها
— أنت من دخلت حصني متطفل.. ستتحمل عواقب فعلتك.. سوف اجعلك تتمني الموت ولن أرأف بك واجعلك تنوله.. سأجعل تتحسر على كل من تحبهم بحياتك.. انتظرني واستعد فى القريب العاجل فساعة حزنك قد اقتربت..
وقف بضع ثوانى يتطلع الي الكاميرا بسخرية كمن يراه، ثم تبدل الهدوء إلي ضحك بسخرية وبدون مقدمات اخرج سلاحة مره أخرى واطلق الرصاصات علي الكاميرات المنتشرة في الغرفة.
بالفعل كان قاسم ويزن يشاهدونه عبر الحاسوب النقال..
حول يزن نظره الى قاسم قائلا :
— كده هو اتوتر على الآخر مبقاش عارف يعمل أيه وهيشك في كل اللي حواليه.. وبكده هيفقد سيطرته على الأمور..
شخص قاسم بنظره لنقطه وهميه و أكد على كلامه محاولا تصنع البرود
— عندك حق بس حاليا لازم نمشي من هنا.. فى حاجات لازم اعرفها من خالد هو الوحيد اللى يقدر يفهمنا الخطوة الجايه من مارك هتكون أيه…
هز يزين رأسه بالموافقة وأدار محرك السياره وفى غضون ثوانى اختفوا بسرعه البرق..
☆☆☆☆☆☆
بداخل القصر حرس “مارك” يبحثون عنهم فى الأرجاء لم يجدوا لهم أثر، عادوا الى مارك يخبروه بعدم الامساك بهم.
اقترب قائدهم ينحنى من مقعد مارك قائلا بارتجاف
— سيدي لم نجد لهم أثر في القصر وخارجه..
بغرور وغطرسه كان مارك يجلس ويتكئ برأسه على ظهر المقعد أجابه وهو مازال على وضعه:
— انت تعلم جيدا أن أرواحكم مقابل روحه.. فإن لم تأتي لي به سوف اقتنص روحك.. وأنت تعلم أكثر مني أن هويته ليست التي ظهر بها عبر التسجيلات.. فعليك أن تجد حقيقه هويته..
وتابع وهو يقبض على كفيه يضرب المكتب بحده
— انصرف ولا تعود إلا وهويته الحقيقه معك.. واترك لى لذة الاستمتاع بعزف مقطوعة فقده لأحبابه..
أجابه الحارس بجمله واحده
— امرك سيدي.
قالها وهو مطأطأ الرأس يخرج بخلفية ظهره كى يأمن غدره…
☆☆☆☆☆☆
عاد قاسم ويزن الى مكان إقامتهم وكان في انتظارهم يوسف الذي سأل بلهفه :
— عملته أيه وصلتوا لحاجه.
اجابه يزن بيأس :
— وصلنا لنقطة الصفر والعمليه كلها اتلغت على آخر لحظه..
قطع “قاسم” تساؤلات “يوسف” والقى تعليماته عليهم قائلا
— :يزن” اكتب تقرير باللى حصل وابعته بالصور والفديوهات..
واشار برأسه ل “يوسف” مسترسلا
— رتبلي خطه اسيب تذكار ل مارك قبل ما اسافر.
اجابه يوسف بدون تردد :
— في تسليم النهارده لأكبر صفقه سلاح مارك وبلاك دافعين فيها تقريباً كل فلوسهم.
ابتسم قاسم بتشفي وتوعد لهم طالبا من يوسف كل مايخص هذه العملية:
— عاوز اعرف عنها كل حاجه تخص التسليم حتي نوع الطيور اللي بطير في المكان.
اجابه يوسف ملفتاً انتباهه:
— اعتبره حصل.. بس أنت بتعرض نفسك للخطر ولازم ترجع للقياده الأول.
هز قاسم راسه بنفي من طلب يوسف له:
— لا دى حاجة شخصية…… لازم أنا اللي ارد عليه بنفسي علي رسالته ليا.
كان يزن يستمع إلى مناقشتهم وهو يكتب ويرسل التقرير وعندما انتهى منه وارسله اغلق الحاسوب ووضعه أمامه على المنضده ورفع قامته الى قاسم قائلا بحده:
— ده جنان يا قاسم اللي انت بتقوله.. ده أصلاً هو شاكك فيك ولو أتأكد من شكه خلاص مش هيسيبك إلا لما يصفيك.. واحنا جاين هنا علشان عمليه معينه وفشلت وعرفنا طرف الخيط المهم فين.. لازم نرجع في معادنا كمان أربع ساعات علي الطياره بتاعتنا.. دى أوامر القياده وأنا معايا تكليف منهم وقت الخطر انا اللي أديك أوامر بالأنسحاب.
نهض قاسم بغضب ووجهه يحتله العصبيه وتشنج عضلاته تبرز من تحت قميصه، اقترب منه يرفع سبابته في وجه معترضا لما القاه يزين عليه من أوامر مجبر أن ينفذها قائلا بحده مفرطه:
— وأنا برفض الأوامر ومش همشي إلا لما أعلم عليهم..
وحول نظره ليوسف واكمل حديثه :
— اديني كل المعلومات يايوسف.. واعرف لى خالد مختفى فين هو عنده كل المعلومات اللى تخص بنت سالم..
اجابه يوسف محاولا اقناعه بأن يتخلى عن فكره الانتقام وتحدث بصوت هادئ:
— أنا عارف ان إللي أنت عاوز تعمله عشان هو فلت منك المره دى كمان بس علي الأقل فكر المره دى فيها روحك ومش بس انت التهديد وصل لأهل بيتك..
كان الغضب يسيطر على عقل قاسم ويصم آذانه وهو يرفض الاصغاء لكليهما:
— يا يوسف هي كلمه واحده قولت عاوز كل المعلومات بسرعه معنديش وقت.
اغمض يزن عينيه وارخى جسده على ظهر الاريكه يعلم ان قاسم لن يتنازل عن ما يدور في راسه، نظر له يوسف بيأس هو الاخر، نعم هم اكثر اثنين يعلمون طباعه وإصراره على الفوز في جميع معاركه الوطنيه..
استسلم يوسف ودلف الى غرفته وتركهم في حرب النظرات الدائره بينهم وعاد بعد دقائق وفي يده ملف يوجد به المعلومات التي يريدها قاسم.
بسط قاسم يده والتقطه منه وجلس يتصفحه وعلامات وجهه تتبدل على حسب ما يقرأه.
قطع تركيزه صوت يوسف يعلمهم :
— أنا لازم اخلع من هنا عشان معادى كمان ساعه ولازم أكون في مكان التسليم.
اغلق قاسم الملف ووضعه أمامه على المنضده بإهمال وشبك أصابع يديه يطقطقهم بتحفيز وهو ينظر ل يوسف :
— أنت هتدخل وتحاول تأخر تسليم العمليه بحجه إنك بتتأكد أن صناديق الأسلحة تمام وده لمده خمس دقايق وأنا بعدها عارف هعمل ايه.
رد عليه يزن بسخريه وهو يهز قدمه اليسرى بعصبيه مردفا
— وأنا عاوز اعرف أنا كمان هعمل أيه في الخمس دقايق دول.
اجابه قاسم بهدوء لانه يعلم ان عصبيته وتوتره نابعين من خوفه عليه :
— بعد ما شحنة الأسلحة هتتسلم وتتخزن هتكون بركان نار عليهم..
احتلت الصدمه والفضول مصحوبا باندهاش وجه يوسف :
— ازى ده هيحصل.
ابتسم قاسم بهدوء وهو يضع القدم فوق الاخرى يتحدث ببساطه وأشار عليه :
— أنت هتاخد الفلوس من مارك وهتسلمها للطرف الثاني واثناء رجوعك تطلب من الحارس أنه يوقف العربيه علشان تكلم مارك كابوني وتعرف باقي التعليمات.. في الوقت ده هيعرف “يزن” مكان التخزين من مراقبه المكالمه وهيقولي وأنا هوصل للمكان وهزرع فيه المتفجرات وهدمر مخزن السلاح.
انتفض يزن واقفا يصيح بصوت عالي معترضا على خطه قاسم صادرا اوامره :
— بس ده جنان هتوصل وتدخل ازاى أنت كده بتنتحر وأنا مستحيل اسمح بده وللأسف مضطر انفذ الأوامر اللي معايا.
اغمض قاسم عينيه يستجمع شتات عقله واعصابه التي تكاد تنفلت منه هو يعلم خطوره الموقف ويعلم أن يزن عليه تنفيذ الأوامر التي اعطاها له قادته..
أردف بهدوء وهو يوجه حديثه الى يزن خاصه ولهم الاثنين عامه.
— آكيد يا “يزن” هيطلع يستلم الأسلحة بنفسه علشان دى ثفقه العمر ومحدش بيعرف مكان التخزين الا بعد الاستلام.. في الوقت ده قدمنا 5 دقايق هما دول اللي أنا هزرع فيهم المتفجرات..
وحول نظره ل يوسف واكمل
— وأنت بطريقتك يايوسف هتتحجج بأى حاجه و هتكلم حراسة مارك يبعدوا عن مكان التسليم علشان مارك ميشكش فيك وقت التنفيذ وتبعد عن نفسك وشاية رجالته.. وفى نفس الوقت انت هتكون فى المخزن بتأمن دخولى وبتلهى مارك أنه يركز فى الداخل والخارج.. لان هيكون همه أنه يخزن بسرعه ويتفادى كشف العمليه..
انبهر يوسف بتكنيك الخطه وصدق عليها قائلا :
— علي بركة الله رينا معنا
انصرفوا جميعهم إلى نقطه الاستلام وتسليم الأسلحة، صف “يزن” السياره على بُعد مناسب من تسليم الصفقه، كان رجال مارك يحملون صناديق الأسلحة ويضعونها في المخزن حتي انتهوا منهم جميعهم….
في نفس الأثناء هبط قاسم من السياره وقام بزرع المتفجرات في الجهه الخلفيه للمخزن دون أن يشعر به أحد.
وكان فى الجهه المعاكسه ينتظره “يزن” على أحر من الجمر حتى عاد له مره أخرى وجلس بجواره يشاهدون ما يحدث من تسليم الأسلحة..
بمجرد ان تمت عملية التخزين أغلق يوسف المخزن سريعا يرسم على ملامحه الفرحه..
اقترب منه مارك قائلا:
— اهنئك ياجو على هذه الصفقه التي كما يسموها العرب صفقه العمر أما الآن زاد رصيدك البنكي ملايين الدولارات..
ضربه على كتفه بفرحه عارمه لنجاح العمليه وتركه وغادر..
مرر يوسف يده بين خصولات شعره وهذه كانت إشاره متفق عليها بينهم..
عندما صعد يوسف ومارك الى سيارتهم وابتعدوا عن المكان بما يقرب الخمس دقائق سيرا بالسياره اغمض عينيه يناجي ربه ويرتل آيات الذكر الحكيم حتى يوفقهم الله في تنفيذ باقى العمليه..
ضغط قاسم على جهاز التحكم عن بعد وقام بتفجير المخزن الذى تحول لبركان وكأنه طاقه جهنم علي الارض..
تصاعد ضجيج عالي مصاحب للانفجار والنيران تكاد تصل الى ناطحات السحاب من شدتها، هبط مارك ويوسف من سيارتهم ووقفوا ينظروا الى كتله النار التي تحتل مخزن الاسلحه..
خرج مارك عن صمته وفقد التحكم في أعصابه ولم يعد يمتلك ذرة صبر، بهياج أخرج سلاحه من خلف ظهره واطلق رصاصاته في الهواء كعادتة عندما يغضب لا يجد سببل لتفريغ شحنة الغضب سوى هذه الفعله، ثم سار بخطوات ثقيله وخلفه يوسف وباقي سيارات الحراسه وانتشروا في المكان يمشطوه..
نظر لهم وصرخ بهياج :
— انتشروا في المكان حتى تأتوني بهذا المخنس الذي فعلها.. وإلا أنتم تعلمون العقاب أرواحكم ثمن روحه.
احتلت الصدمه وجه مارك عندما سقطت عينه على اللوحه الملقاه تحت اقدامه وكان المحتوى المكتوب عليها..
(تحيه من قاسم مارد المخابرات المصرية ل زعيم المافيا الأوروبية مارك كابوني أنا بنفذ مش بتكلم وأنا الحاضر الغائب)
كان يوسف يشاهد ما يحدث ولم يتفوه بكلمه حتى تملكت منه الفرحه لنجاح مخططهم ولكن عليه أن يتلبس وجه الشيطان كي لا ينكشف أمره..
اقترب من مارك قائلا
— هل انت بخير يا سيدي.
عاود يوسف السؤال عندما لم يستمع رده:
— ماذا حدث سيد مارك .
اجابه مارك بتيه وكأن سُلب منه عقله ورشده ولم يعي شيئا في الحياه سوى أنه يريد أن يرتوى من دماء مارد المخابرات المصريه..
صاح بفحيح
— چو لك أضعاف عمولتك حتى تأتيني بهذا المارد.. أنا اعلم أن لا أحد غيرك يستطيع الامساك به.
ارتسمت ملامح الجديه والموافقه على وجه يوسف، وقرر لسان عقله ان يواسيه في مصيبته قائلا
— أمرك سيدي سوف اخبرك بكل جديد من وقت لآخر.. ولكن الآن لابد أن يكون الخائن قريب منك ويعلم مكان تخزين الأسلحة والاكيد أنه من حرسك الشخصى سيدى.. لأن أنا وفريقي لا نعلم التفاصيل سوى من دقائق قبل عمليه التسليم..
لم يجيب عليه مارك سوى أنه أخرج خزنة رصاصات ثم وضعها في خزينة سلاحه.. تقدم بخطوات سريعه واطلق الرصاص على جميع عناصر الحراسه الخاصه به..
كانت الصدمه والخوف يتملكون من قاسم ويزن الذين لا يعلمون ما الحديث الذي دار بين يوسف ومارك خوفا من أن يتهور ويقتل يوسف، حتى وجدوه يصعد سيارته واشار إلى يوسف أن يجاوره حتى يغادروا المكان، هرول يوسف اليه مسرعا حتى لا يشك في أمره..
مر عليهم الوقت سريعا حتى وصلوا الى وجهتهم، عاد مارك الى قصره أما يوسف تركه لكي يستمر في البحث عن مارد المخابرات المصريه ويجلب له طاقم حراسه آخر غير الذي تم تصفيتهم هذا ما أوهم به يوسف مارك.
عاد الى شقته وجد قاسم ويزن ينتظرونه والقلق يتملكهم اقبل عليهم بغضب قائلا :
— هو أنت بتهزر ياقاسم طيب أنت زرعت الكاميرا في القصر قولت ماشى.. فجرت المخزن وافقتك.. بس مكنش في بينا الاتفاق علي إنك هتعرفة بنفسك..
أجابه قاسم بهدوء
— مش لازم اسيب له رد فعل يليق ب مارك كابوني زعيم المافيا الأوربية.. بس عارف لو كنتوا اتاخرتوا تانيه واحده ما كانش هيشوف الرساله وده كان هيزعلني قوي..
قالها وأخرج سيجاره يدخن تبغها باستمتاع ليس له مثيل من قبل .
قهقه يزين وشاركه يوسف قائلا:
— يا مفتري ده خسر كل فلوسه هيبقى شحات بعد كده مش هيبقى زعيم ولا زفت..
ظلوا يثرثرون حتي حان موعد رحلتهم هبطوا ثلاثتهم وركبوا سيارتهم وصلوا الى المطار متنكرين في زي خليجي أنهوا اجراءات السفر وصعدوا طيارتهم عوده الى ارض الوطن
☆☆☆☆☆☆☆
تحت سماء أرض الوطن العزيز وتحديدا داخل فيلا اللواء عوني
كانت تجلس ناهد في بهو الفيلا تحتسي قهوتها في موعدها المفضل، اقبلت عليها خديجه تبتسم لها بود جلست بجوارها وهتفت:
— فكرتي يا ماما عشان خاطرى سبيني وحياه بابا أحمد عندك وقاسم.
ابتسمت ناهد بيأس من الحاحها موافقه على طلبها هاتفه :
— أمرى إلى الله بس تروحي لوحدك ماشي وسيبي الولاد ده شرطي علشان اسيبك تروحي عيد الميلاد.
فرت الدموع من عيون خديجه قائله
— علشان خاطري يا ماما دي أول مره اخرج بيهم علشان خاطري.. ‘ليلي’ صاحبتى جايبه فوتوغرافيك من بره عشان يصور سيشن عيد الميلاد وأنا نفسي اعمل لاولادي معاه سيشن دي الفرصه الوحيده المتاحه حاليا أنتى عارفه تحكمات قاسم فى خروجى مع الولاد..
انتفضت ناهد واقفه وهي تهتف بصوت عالي
— أنا اللي عندي قولته ومش هتكلم تاني ومش مسموح ليكي تكسري كلمتي وتخرجي بأحفادي .. أنا هروح اشرف على تجهيزات الغدا..
تركت خديجه سوف تجن من حديثها، جففت دموعها وحدثت نفسها بصوت مسموع
— انا محدش يقدر يمنعني ولا يحرمني من ولادي انا هطلع البسهم واخدهم معايا وأنا كمان اللي هسوق وخليهم كلهم يخبطوا دماغهم في الحيطه..
وبالفعل تحكم بها شيطان عنادها، ودلعها اللاذع و صعدت الى غرفتها ابدلت ملابس أولادها واستغلت فرصه انشغال ناهد في ميتنج الجمعيه الخيريه وغادرت من الباب الخلفي للفيلا دون أن يشعر بها أحد..
ظلت تغني وتتحدث مع ابنائها كما لو يفهمون عليها ما تقول لهم، ظلت هكذا حتى وصلت إلى وجهتها كانت صديقتها تنتظرها هي واثنين من الناني الخاصه بالأطفال لكي تحملهم عنها ويذهبون معهم الى الفوتوغرافيك لكي يلتقط لهم بعض الصور.
أما خديجه أخرجت من حقيبتها عُلبه قطيفه من يراها يعلم أن ما بداخلها حُلي من الذهب أو الالماظ، اقتربت منها ليلى تحتضنها وتشكرها على هديتها السمينه.
ابتسمت لها خديجه قائله
— تتهني بيهم يا حبيبت قلبي واندمجوا معا في الحفل يستمتعون بفقراته..
☆☆☆☆☆☆
في مكان اخر في نفس التوقيت كانت “كارمن” تقود سيارتها وهي تتحدث في الهاتف مع “ريهام”، تضحك على غبائها بسبب خطائها في الطريق عندما دلفت من محور غير الذي كان يجب عليها أن تسلكه هاتفه :
— خلاص يا ريهام أنا في الطريق اعمل أيه سرحت يا ستي شويه ودخلت محور غلط.
وطبعا عشان ألف وارجع مشيت أكثر من ساعه و دلوقتي يا دوب همسك الطريق وارجع بس الطريق ضلمه قوي ليه مش عارفه.
اندفعت ريهام بصوت نبرته متلهفه:
— خلي بالك من نفسك و بسرعه قبل ما الجو يقلب.
أرادت كارمن أن تطمئنها حتى لا تقلق عليها:
— من عيوني يا قلبي حاضر حضري أكل حلو من إيديك علشان هموت من الجوع..
هدءت
من ورعها واغلقت الهاتف عندما وجدت ثلاثه عربيات دفع رباعي تتخطاها هي تعلم جيدا هوية السيارات في ماذا تستخدم، بل هى متأكده إنهم رجال عصابات..
أوقفت سيارتها جانبا وبالفعل قطعوا الطريق على السيارة واطلقوا النار عليها، وبدون مقدمات عصفت العاصفه الرمليه وحجبت الرؤيه بينها وبين السيارات، ظلام الليل الحالك وخفوت الاضاءه وهبوب الاتربه بفعل احتاك اطارات السيارات كلها عوامل نجحت فى شل حركتها فى اقل من ثانيه، لا تعى على ما يحدث الا انه شئ مرتب بدقه من أناس محترفين إجرام…..
☆☆☆☆☆☆☆

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بركان عهد (شغف القاسم))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى