روايات

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الفصل الثامن 8 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الفصل الثامن 8 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الجزء الثامن

رواية بركان عهد (شغف القاسم) البارت الثامن

رواية بركان عهد (شغف القاسم)
رواية بركان عهد (شغف القاسم)

رواية بركان عهد (شغف القاسم) الحلقة الثامنة

سبحان الله وبحمده ✨️ سبحان الله العظيم
☆☆☆☆
الحزن هو الثمن الذي ندفعه مقابل الحب… تلك الفرحة المؤقتة هي سبب كآبتي وحزني، والحزن يا قلبيّ ليسَ يزور سوى الطيبين.
وقد تُشرقُ الشَّمسُ من حُزننا غَاربة.
لا تنتظر أن يخلّصك أحد، لأن أحداً لن يأتي، وكأنّ دمي في تدفقهِ المحض داخل أوردتي، يؤلمني.
✨✨✨✨✨✨✨
تحت سماء القاهرة وفي أحدى المناطق الهادئه والظلام الذي يكسوا ليله، ونسمات الهواء المحملة ببعض حبات المطر الذي يدغدغ الوجوه كانت كارمن تقف تحت البناء الذي تسكن فيه مع ريهام تنتظرها والقلق ينهش فؤادها على الأطفال..
لم تستطع حملهم بمفردها أتصلت على ريهام بلهفه
— انزلي بسرعه انا تحت البيت.
أجابتها ريهام بقلق من نبرة صوتها وظلت تردد كلمه
— حاضر حاضر حاضر
أغلقت الهاتف ثم أخذت مفاتيح الشقه وهرولت إلى الأسفل فتحت باب السياره وانصدمت من هيئه كارمن المزريه ثم سقطت عينيها على الأطفال امسكت كفيها مالك فيكى أيه.. ومين الأطفال دول .
اجابتها كارمن بصوت مبحوح ويد مهزوز أثر ارتعاشها وهى تشير عليهم
— ارجوكي شليهم وطلعيهم لأني مش قادره اتلم على أعصابي ربنا لوحده هو اللي عالم أنا وصلت هنا أزاى….
اجابتها ريهام بطاعه ولم تعقب على ملابسها الملطخه بالدماء، حملت كل طفل في Carseat الخاص به وصعدت الي أعلي..
بأنفاس لاهثه بحثت كارمن بعينيها يمين يسار لتتأكد أن المكان آمن ومن ثم ذهبت خلفها بقدم تكاد
تحملها كانت تشعر أنها سوف تسقط مغشي عليها، هي ليست بضعيفة ولا لأول مره تضع في موقف مثل هذا بالعكس هذه أقل معاركها التي واجههاتها في حياتها ولاكن قلبها يحترق على موت خديجة و وصيتها لها.
دلفت خلف ريهام وجلست علي طرف الفراش تحتضن رأسها بين كفيها ينسدل شعرها على وجهها جلست أمامها على الأرض أمسكت كفيها التي ترتجف لا تعلم من البرد او من شئ تجهله هتفت باستفسار:
— مالك وأيه اللي حصل وأيه الدم اللي على هدومك أنتى كويسة.
ازدردت كارمن لعابها والدموع تنهمر من عينها بغزارة ومن بين أنين بكائها تطمئنها عليها
— أنا كويسة بس مش دي المشكلة
ثم استقامت واقفه بغضب تأخذ الغرفة ذهابا وإياباً تدب أقدامها أرضا متحدثه بغضب
— أنا ازاى معرفتش الحقها.. كان نفسي أنقذها علشان خاطر ولادها وجوزها اللي بتحبه بس أنا معرفتش.. حرقوها قبل ما أرجع لها حرقوها وهي فيها الروح.. يعني اتعذبت لحد ما ماتت.. أنا هاتتجنن ليه يعملوا فيها كده.. الكارثة لو مكنتش لحقت الولاد كانوا حصل ليهم زيها.. أنا مش قادره استوعب بس اللي حصل ده وراه “مافيا الشياطين الأهلية”..
ضيقت ريهام ما بين عينيها بتسأل: — مين المافيا اللي ذكرتيها دى.. وانتي عملتي فيهم أيه بعد ما قتلوها.
مازالت ترزع الأرض بخطواتها الغاصبة وهى تجيبها:
— قتلتهم طبعاً انتي عارفة ان بمشي بسلاحي وولعت فيهم زي ما عملوا فيها .. وقبل ما تسألينى كل ده حصل ازاي.. هاقولك انا قفلت معاكي وشفت عربيات دفع رباعي في اتجاه معاكس ليا ضربوا النار على عربيه كانت ماشييه نزلت اشوفها لقيتها بنت ومعها الولاد دي.. وطلبت مني احطهم في ملجأ عشان أبوهم ميعرفش مكانهم علشان اعدائه هيقتلهم علشان ينتقمون منه.
هدرت ريهام بإنفعال وعصبيه من تصرفها :
— أنا مش هاقولك أنتى نزلت ليه ولا ده حصل ازاي لأني عارفاكي كويس.. بس أنتي هتعملي اللي وصتك عليه ولا هتوديهم عند أبوهم ولا تسمعي كلامها وتدخليهم ملجا..
جلست كارمن تجيبها بحيره وهي تجفف دموعها وتهتف بضعف:
— مش عارفه ولا قادره افكر.. هتجنن لو أبوهم اخدهم انا متأكده انهم هيموتوا زي ما قالت.. ولو حطيتهم في ملجأ اكيد هيضيع مستقبلهم زيى.. وده أنا مستحيل اسمح بيه
قالت كلمتها الأخيرة وهي تبكي .
هتفت ريهام مواسيه لها
— طب اهدي وقومي خذي شاور دافي وبعدين نفكر هنعمل أيه
وقبل انا تجيب عليها كارمن استمعوا لبكاء الأطفال اردفت وهي تجفف دموعها
— دوول اكيد جعانين عاوزين يرضعوا هنعمل أيه دلوقتي .
حاولت ريهام تهدئتها من تلك الحاله التى أصابتها قائله
— أهدى انا هروح اكلمك دكتوره أطفال زمبلتي واللي تقول عليه هنزل اجيبه لهم .. اللبن والحفاضات والأدوية اللي ممكن يحتاجوها لحد ما تقررى
ثم ثركت وانصرفت تدبر شؤون الأطفال
اقتربت منهم كارمن تبكي على بكائهم ولا تدرى كيفية التعامل معهم، انحنت تحمل صبي منهم كان يخرج لسانه يلعق به شفتيه بنهم من الجوع الذى ينهشه، دنت منه تقبله رأسه بشفقه على حاله مرر فمه على صدرها يمرمغ شفتيه يريد أن يرضع، بدون وعي منها اقتربت من حقيبتها أخرجت منها وايبس ثم دثت يدها بملابسها أخرجت ثديها مسحت تعرقها وأرضعته وظلت تدندن له اغنيتها المفضلة التي كانت تغنيها لها الداده نازلي حتي غفي، ضحكت عندما وجدت الصبي الآخر يبكي وضعت الأول في الفراش وهي تحدث الثاني الذي صمت بمجرد ما استمع لصوتها كمن يعلن لها أنه يفهمها
— ياخلاثي على العسل يا ناس اللي هسيمع الكلام ويسكت علشان أخوه حبيبه مش يصحي أنت أكيد عاوز ترضع أنت كمان..
التقطته فى حضنها وسحبت من الوايبس منديل آخر وجففت مكان أخيه وأعادت نفس الكرا أرضعته بعاطفه جديده اول مره تكتشفها، اختنقت من حالة الضعف التى لم تعهدها بنفسها من قبل وظلت تبكي وهى تضمه تمسد على ظهره بحنو حتي غفي هو الآخر، وضعته في الفراش بجوار أخيه وشعرت بضربات قلبها تزداد في سرعتها، جلست أمامهم وهي تبتسم من بين دموعها وتحدثهم
— إحساس الامومة ده إحساس جميل.. لو هو اللي أنا حساه ده يبقي يابخت كل أم بولادها..
انحنت وقبلتهم وأخذت ملابسها من خزانة الغرفه ودلفت الى غرفه الحمام لكي تأخذ حماما دافئا لعله يهدئ من وتيره أعصابها..
بعد قليل خرجت وجدت ريهام تضع بعض الاكياس على المنضده هتفت:
— برافو عليكي جيتي بسرعه.
ابتسمت لها بحبور تخبرها
— لا يا حبيبتي أنا نازله تاني هاروح المول أجيب لهم هدوم بس قولت أطلعلك اللبن عشان صوت بكاهم وجع قلبي انتي نايمتهم ازاي.
انهمرت دموعها تخبرها بما حدث
— مش هتقدري تصدقي من غير ما أحس رضعتهم وراحوا في النوم على صدري
انهارت في البكاء مسترسله
— مش عارفة أنا عملت كده ازي.
قالتها بانهيار وهى تجلس على مقعد المنضدة تضع راحتيها على وجهها تبكى كما لم تبكى من قبل.. وقلبها يأن بشده من حزنه على تلك الأطفال.. والعاطقه التى غزت أوصالها محبة وشفقة عليهم من مصير مجهول…
اقتربت منها ريهام تضم رأسها في أحضانها تربت على ظهرها:
— طيب بتعيطي ليه دلوقت
أرادت أن تضحكها هتفت بمرح
— ده حتى أنتي آجمل أم في الدنيا.. يا بنتي ده الأمهات بيطلع عينها علشان تتعلم ازاي ترضع ولادها.. لاكن انتي شاطرة عرفتي لوحدك .
ضحكت كارمن بتهكم
— بتهزري وليه ما تقوليش أن هم اللي شاطرين.
ابتعدت عنها ريهام قائله باستعجال
— أنا هنزل عشان المول كلها ساعتين وهيقفل.
استقامت كارمن باندفاع تخبرها:
— طيب هاتي ليهم من كل حاجة اتنين شكل بعض ودرجات الازرق كلها.
صفقت ريهام بتعجب وهي ترفع حاجبها الأيمن لها
— وبتتشرطى كمان بس علشان خاطر عيونهم أنتى تؤمري و
عيوني ليكم..
ثم حملت حقيبتها وجمعت اشيائها هاتفه بدعابه:
— خلي بالك من نفسك ومن ولادك استمرت في الضحك عليها حتى غادرت.
استقامت كارمن هي الأخرى وأعدت لهم رضعه لآطعامهم، ودلفت غرفتهم أرضعتهم وهم نائمين وأبدلت لكلا منهم الحفاض تحت اندهاشها
تحدثت لهم باستغراب
— معقول كل ده وأنتم نايمن.. الدنيا انهدت حواليكم وانتم لسه نايمين.. يا ترى طلعين لمين ماما ولا بابا.. بس شكلم طالعين ل بابا علشان انتم مش شكل ماما نهائي..
أخذت تتأمل ملامحمهم الهادئه وطلتهم الملائكيه تنفست بعمق على اثر ما يختلج به صدرها من إحساس غريب يجذبها لتلك الأطفال، استعانت بالله أن يهديها للصواب وصعدت على الفراش تتسطح وسطهم تفرد زراعيها تأخذ كل واحد منهم علي زراع، لفت زراعيها تحاوطهم بحمايه داخل أحضانها وكأنها أما لهم، شعور بالطمانيه تغلغل يؤنس سريرتها جعلها غفت سابحه في نوم عميق كما لو أنها لم تنم منذ عام.
عادت ريهام من الخارج بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات ودلفت الي غرفه كارمن لتخبرها بعودتها وجدتها تتوسطهم وهم باحضانها، أخرجت هاتفها من حقيبتها والتقطت لهم بعض الصور التذكارية..
استفاقت كارمن على صوت فلاش الكاميرا فهى ذات نوم خفيف، أسبلت جفنيها تهز رأسها بتعجب
نظرت ريهام تتطلع ل كارمن بمحبه تحيبها
— اصل شكلك حلو زي الأمهات فعلا ومش أي أم دى اجمل من كل الأمهات.. حبيت اخدلك معاهم صور للذكرى عشان تفتكريهم..
ضحكت كارمن على حديثها
— بجد شكلي حلو انفع اكون ام..
جلست ريهام جوارها هاتفه برزانه
— خلينا في المهم بتفكري في أيه.
استفامت كارمن بهدوء تنسحب من بينهم :
— تعالي نتكلم بره علشان ما يصحوش .
زمت ريهام شفتيها معقبه
— آكيد دماغك فيها حاجة كبيرة.
أخذت كارمن ريهام من يدها وأغلقت الأنوار وغادروا الغرفة.
ذهبوا الي غرفة الليفنج جلست كارمن وسحبت وساده من على الأريكة وضعتها على قدميها تستند بزراعيها عليها قائله بنفى:
— استحاله أخليهم يتعذبوا ويتبهدلوا و يشوفوا اللي أنا شوفته…
اغمضت ريهام أحدى عينها وكانها تشاركها التفكير
— يبقي وصلتي لقرار سليم وهترجعهم لأبوهم….
هزت كارمن رأسها برفض
— لا طبعا ولا دي كمان.
احتلت ريهام الدهشة ملامحها وشحب وجهها وهي تكمل حديثها :
— ماهو مش معقول هتعملي اللي في بالي.
تجمعت الدموع فى محجرها وهي تؤكد على ظن ريهام :
— للأسف الشديد هو ده بالضبط اللي هعمله..
هدرت ريهام بنفي
— مستحيل اللي انتي هتعملية ده انتي مجنونة وغلط كبير.. اولا المافيا مش هتسيبك.. أنتى شوفتي بنفسك عملوا أيه في أمهم .. ثانياً هتربيهم ازي لوحدك .. ثالثا هتكتبيهم باسم مين لأنك لازم تغيري هويتهم علشان تقدروا تعيشوا في هدوء.. احنا منعرفش حتي اسم ابوهم .. رابعا : وما تنسيش انتي اصلا في ورطة كبير من المخابرات المصرية والمافيا وراكي.. أنا عارفة انك واخده على كل ده واتعرضتي لأكتر من كده بس لازم نفكر ..
تنفست بصعوبه وتابعت بحنق
— أنا هتجنن عشان ألاقي حل أخلي محدش يقدر يوصلك وانت معرضه إنك تتقتلي في أي وقت.. وكمان تنقلاتك الكتير من بلد ليلد مش معقول هتاخديهم معاكي…
هدرت كارمن بتوضيح
— أنا مش فارق معايا كل ده مفكرتش غير في مصلحة الأولاد هما اكيد لهم شهاده ميلادي ودى سهله من بطاقه أمهم اللي معايا نطلع ليهم شهادات الميلاد .
ريهام بمهدنه
— ماشي خلينى معاك للآخر بس دي مسئوليه وأنتى لازم تغيري أسمك وشكلك ولازم نلاقي حد يساعدنا..
اقتربت منها كارمن هاتفه بتأييد
— شوفي أنتي معاكي حق في كل اللي انتي بتقوليه وأنا معاكي في كل ده.. بس سيبي كل حاجه لوقتها لحد ما يحصل حاجه لاقدر الله واضطر أرجعهم لأبوهم .. ولحد الوقت ده لازم أحافظ عليهم.. ولو خايفه على نفسك انا بعفيكي من المسؤوليه دي.
اكفهر وجه ريهام من حديث كارمن وهدرت بضيق:
— عيب عليكي احنا مع بعض علي حلوه والمره.. احنا ملناش غير بعض وأنتى مش أجدع مني واكيد هنلاقي حل..
ثم تابعت بمرح
— ويالا عشان ننام قبل ولادك ما يصحوا اليوم كان صعب عليكي .
انفزعت كارمن ضاربه مقدمة رأسها بخفة وصاحت :
— أنا نسيت فلوسي في العربيه .
اجابتها ريهام بلا مباله وهي تهز اكتافها :
— عادى مفيش مشكلة نجيبهم بكره..
انحنت كارمن برأسها تبحث عن نعلها كى ترتديه وهى تخبرها :
— بكره مين دول 20مليون يامجنونه سحبتهم من 3 بنوك.. انسحلت لحد ما اخدتهم بعلاقتي بره وجوه…
انفزعت ريهام من قيمة المبلغ صارخه:
— انتي مجنونه هنعمل أيه بفلوس دى كلها وهنحطها فين .
اخبرتها كارمن بما تنوي
— هنسيبهم هنا خلاص مفيش سفر وتنطيط من بلد لبلد.. هفتح ليكي مستشفى كبيرة ونشتري فيلا ونبعد عن أي حاجه هنا ونعيش فى هدوء وأشوف أزلى هنطلع أوراق رسميه جديدة للأولاد عشان ما حدش يوصلهم .
هزت ريهام رأسها بطاعة :
— ماشي بس تعالي نجيب الفلوس .
اخبرتها كارمن تؤكد عليها
— هتخدي بكره الصبح 5 مليون تحطيهم في البنك في حسابك.. وأنا هدور في الإنترنت على مكان راقى وهادى نشترى فيه فيلا..
دفعتها للأمام
— ودلوقتي يالا علشان ننزل نجيب الفلوس
هبطوا أسفل البنايه لكي يجلبوا حقائب النقود حملوها بصعوبه ثم أخفوها تحت السرير بحذر يواروها من اى عيون متربصه بهم، وارتموا على الفراش من إرهاقهم بسبب ضخامة الحقائب، تطلعوا لبعظهم وظلوا يضحكون على ما فعلوه، قليلا وهدءت انفاسهم وبعد ما انتهوا ذهبت ريهام الي غرفتها لكي تعطى كارمن مساحه لتنعم بنوم هادئ..
ولاكن فى غرفة ريهام لم تنعم سوى بنصف ساعة نوم وأتى اتصال من المشفى أن تأتي على وجه السرعه لوجود حاله خطيرة، ارتدت ملابسها على عجاله ثم غادرت وهى فى طريقها أرسلت رساله ل كارمن على هاتفها مضمونها إنها غادرت بدون ان تزعجها لأمر طارئ بالمشفى..
✨✨✨✨✨
في نفس الأثناء كان الوضع في فيلا عوني يضج بالغضب الشديد من هول الأخبار التي سقطت علي رؤسهم..
كان احمد يجري اتصالات كثيره كلها تأكد من وقوع تلك المصيبه على رأسهم، سقط فاقد للوعي وناهد تصرخ وتصيح بصوت عالي تستنجد بالخدم لنقل أحمد الي المشفي..
أقبل عليهم عوني الذي كان بالخارج يجري فحوصات طبية له، جثي بجوار ابنه يهتف بأسمة ويصيح على ناهد يسألها بقلق
— ماله أحمد يا ناهد
أرادت أن لا تقلقخ وادعت الجهل أنها لا تعرف مع من كان يهاتف :
— ما اعرفش هو كان معاه مكالمه وقع اغمى عليه
وهربت من أمامة تستنجد بالحرس المسؤال عن حراسة الفيلا لكي يساعدوها في نقلوا إلى المشفى..
وبالفعل لم يمر القليل و تم نقله وصلوا المشفى كان عوني يواصل الاتصال على قاسم ولكن بدون جدوى لا يوجد منه رد، خرج طاقم طبي من قسم الطوارئ استقبلوا أحمد وأخذوه للفحص الطبي وبعد قليل أقبل عليهم طبيب يخبرهم بحالته :
— آسف يا عوني باشا أحمد بيه لازم يعمل عمليه في القلب حالا
واشار وهو يتحدث علي ريهام التي كانت تقبل عليهم وهي تهرول وأكمل حديثه
— الحمد لله الدكتوره ريهام وصلت فى الوقت المناسب.. هي أشهر دكتوره في مصر في عمليات القلب المفتوح..
انضمت ريهام اليهم توجه حديثها الى الطبيب رامي
— الحاله فين اجابها رامي الحاله طلعت في اسانسير الطوارئ لغرفة العمليات.
تركتهم ريهام وهم في زهول كبير وغادرت لكي تجري لأحمد العملية
صدح صوت رامي باحترام
— اتفضل يا باشا على الدور الثالث انتظرني عند غرفة العمليات
وتركهم وغادر يهرول خلف ريهام .
اغمض عوني مقلتيه مرتضي بأمر الله قائلا:
— لله الأمر من قبل ومن بعد
ثم وضع الهاتف في جيب سترته وأقترب من ناهد بقلق
— ابنك فين مش بيرد عليا ليه
ثم تابع بأمر
— لحد ما أوصله كلمي خديجة تسيب الولاد مع الناني وترجع علي هنا.
كانت ناهد تبكي بحرقة وقهر ولا تعرف كيف تخبره ما يحدث
اندفعت تقول
— أكيد حصل حاجه لخديجه واحفادى.
نظر لها عوني بتساؤل من كلماتها التي سقطت على مسامعة اطاحت بصبره :
— يعني أيه اللي بتقوليه ده أنتي اتجننتي.
خرج صوتها متلجلج وكلماتها تسبح في بحور الخوف والرعب من رده فعله لأنها السبب:
— صدقني يا عمي انت مسمحتش ليها تروح حفلة عيد الميلاد هى خرجت من ورايا..
امسكها عوني من زراعها يهزها بغضب :
— منك لله عارفة لوحصل حاجة لخديجة واحفادي هتشوفي غضبي .
ودفعها تسقط على المقعد خلفها وصعد الى الدور الثالث حيث يتم اجراء عملية أحمد وهي جففت دموعها وصعدت خلفه لا تعرف ما يدور داخلها .
مر الوقت ثقيل عليهم كان عوني يتلو آيات القران الحكيم ويناجي ربه أن يحفظ ابنه واحفاده.
اقبلت عليهم ريهام بعد ان انتهت من العمليه هرول عوني
— طمنيني يا بنتي ابني عامل ايه.
وقبل أن تجيب عليه ريهام وتخبره بحالة ابنه قاطعتهم
ناهد ببكائها :
— ارجوكي خليني ادخل اطمن عليه طيب هو كويس.
هزت ريهام رأسها تريد أن تهدي من روعها :
— اهدى يا فندم هو اتعرض لانفعال عصبي والبشمهندس أحمد عارف إن اي مجهود غلط على قلبه هيعرضوا لأزمه قلبيه.. وللأسف عمل عمليه صمام في القلب وهو دلوقتي تحت الملاحظه.
صدمت ناهد من ما سمعته تسالها: — بس هو عمره ما قالي ان قلبه بيوجعوا
وتابعت باستفهام
— انت تعرفيه منين.
وضعت ريهام يدها في جيب البلطو ترد عليها بعمليه:
— هو أكيد مرضيش يقلق حضرتك البشمهندس أحمد متابع معايا من سنه وهو ماشي على نظام علاجي معين.
سقط عوني على المقعد خلفهم والخوف على ابنه الوحيد يحرق قلبه وفؤاده
اقتربت منه ريهام تمارس واجبها الطبي وتخبره انه لابد ان يخضع لفحص طبي لكي تطمئن عليه قائله: — أتفضل يا فندم حضرتك لازم ترتاح انا خليهم يفتحوا لحضرتك اوضه .
هز عوني رأسه برفض يجيب عليها:
— لا أنا كويس مش هرتاح إلا لما اطمن على ابني.
حاولت ريهام أن تجاريه في رغبته قائله:
— اللي تحبه حضرتك بس على الأقل خليني أقيس لحضرتك الضغط
وأشارت إلى الممرضه التي تقف على كونتر الاستقبال :
— هاتلي جهاز للضغط حالا.
تطلع لها عوني برضا ولم يتفوه بكلمه وبسط لها ذراعه لكي تمارس عملها وحين انتهت هتفت قائله:
— زي ما توقعت يا فندم ضغط حضرتك عالي ولازم تاخد الأدوية دي دلوقتي
أخرجت من جيب البلطو قلم ونوت صغيره دونت عليها اسم الدواء التي تريده واعطته الى الممرضه لكي تجلبه، ثم اقتربت من ناهد خطوتين تسالها:
— حضرتك كويسه يا مدام.
رفضت ناهد ان تجيب عليها وسألتها لكي تطمئن على احمد:
— سيبك مني بس قوليلي الحقيقه احمد هيبقى كويس انا مقدرش اعيش من غيره.
امسكت ريهام كفيها لكي تحسها على الاطمئنان:
— صدقيني يا مدام هيبقى كويس أنا عارفه البشمهندس أحمد قوي وهيعدي الازمه دى على خير ….
قطع حديثها رنين هاتف ناهد اخرجته من حقيبتها تطلعت الى شاشته علمت هويه المتصل أجابت عليه بلهفه عليه:
— قاسم فين يا يزن.
استمعت الى صوته وهو يخبرها بحقيقه ما حدث بقلب يقطر دما
— للأسف يا ماما خديجه عملت حادثه وأنا جايب قاسم على المستشفى.
جلست ناهد باهمال على المقعد لم تحملها أقدامها والدموع تنهمر من عينيها تساله بقلق وهي تتطلع بخوف إلى عوني:
— طمني على خديجه والولاد هم كويسين يعني.
كان يزن يتطلع إلى قاسم الفاقد الوعى بسبب النزيف الحاد الذى تعرض له اثر الرصاصه التى اخترقت جسده، المهدئات ولكن أثر الصمت لعلمه بمدى خوفها عليه
ولكن أخبرها بحقيقه ما حدث للأسف خديجه :
— للأسف انفجرت بهم العربيه.
تلقت ناهد الخبر بصدمه على آثارها سقط الهاتف من يدها ولم تشعر بما يحدث حولها وفقدت الوعي.
اقترب منها عوني يهزها لكي تستفيق أخذ يصيح على الممرضات لكي يعاونوه في حملها قائلا :
— مالك يا بنتي فوقي يزن قالك ايه..
جثي بجوارها حتى أقبلت عليهم ريهام والممرضات وحملوها ودلفوا بها الى غرفه وخضعت إلى الفحص الطبي، أعطتها ريهام حقنه منومه بسبب تعرضها لصدمه عصبيه.
جلس بتعب يشعر ان قلبه سيخرج من بين ضلوعه، أسند ظهره على ظهر المقعد يحدث نفسه:
— يا ترى أيه إللى حصل يا ناهد كل اللي قولتيه خديجه والولاد وقاسم وفرت دمعه من عيونه..
ظل ساكنا يردد
— لله الأمر من قبل ومن بعد .
اقتربت منه ريهام بعد أن لاحظت أنه يقاوم الدوار الذي يهاجمه قائله:
— حضرتك محتاج ترتاح أنا هديك حقنه مهدئه .
اعتدل عوني في جلسته ينظر لها بصلابه يحاول أن يتقمسها كي لا يظهر ضعفه قائلا :
— لا يا بنتي أنا جبل مستحيل حاجه تهزينى اللي قدامك ده كان لواء وشاف كثير وقبلهم ابني قتلوه علشان ينتقموا مني.
جست ريهام تحت أقدامه وهي تبكي واطبقت على كفيه تعطيه القوه تتطلع الى عينيه والحزن يحتلهم :
— ربنا يديك الصحه يا فندم بس هم فعلا محتاجينك معاهم ولازم تحافظ على صحتك.
رتب عوني على كف يدها بحنان قائلا
— ان شاء الله .. تسلمي يا بنتي معلش لازم اعمل مكالمة..
واخرج الهاتف من جيب جاكيته وأجرى اتصالا على العقيد سلامه واخبره بما حدث ولثاني مره في حياته يبكي بعد وفاة ابنه، انهمرت دموعها كشلال نار..
اقتربت منه ريهام بقلق لكي تطمئن عليه امسكت الهاتف منه وساعدته على الجلوس مره اخرى قائله:
– انت كويس .
كان عوني لا يردد سوى جمله واحده
انا لله وانا اليه راجعون.
انا لله وانا اليه راجعون.
صدح صوت هاتف ريهام امسكته لكي تجيب عليه عبست في هاتفها وضعته على أذنها تستمع الى الطرف الاخر اغلقته واعادته الى جيبها وحاولت نظرها الى عونى قائله
— بعتذر منك يا سياده اللواء بس في حاله طوارئ مستعجله ولازم انزل.. بس هبعت لحضرتك الدكتور يطمن عليك
هز رأسه لها برفض ولم يخرج صوته، تركته وغادرت وهي في حيره من أمرها هل ترسل له طبيب كما يملي عليها ضميرها أم تنصت له وتلبي رغبته.
تلقى رساله من هاتفه استقام فزعا يهرول بتعب يصيح باسم ريهام
التفتت له واقترب منه بقلق من هيئته
— خير يا فندم حاسس بحاجة.
امسك ذراعها قائلا بهلع
— يا بنتي أنا كويس بس حفيدي جاي في حادثه.
اشارت له بكفيها الاثنين تطمأنه:
— يبقى حضرتك تهدى وتتفضل معايا علشان هو تقريبا وصل
تأبطت زراعه بحمايه وهبطوا إلى أسفل وجدوا طاقم التمريض يضع قاسم على ترولى المرضى يأخذونه على قسم الطوارئ
هرول يزن يحتضن عوني وهو يبكي بصوت يغلفه الوجع يصبح بصوت هز قلوب الواقفين :
— ااااااه يا جدي قاسم كان هيقتل نفسه كله راح في لحظة.
رتب عوني على ظهره لا يعلم هل يواسيه أم يواسي نفسه.
اقترب العقيد سلامه وحاول فصلهم معتذرا :
— آسف يا معالي اللواء مكانش قصدي بس كان لازم احميه من نفسه
هز عوني رأسه بوجع يطمئنه :
— أنا واثق فيك يا سلامه قدر الله وماشاء فعل تعال نطمن عليه الأول وبعدين تقولي اللي حصل حصل ازي.
كانت في نفس الأثناء ريهام تكشف على قاسم لتعرف حالته وحين انتهت أعطت الأوامر للطاقم الطبي معها بعمل اللازم لإجراء عمليه له في الحال واشارت الى الممرضه هاتفه بأمر
— اتصلي بدكتور التخدير يكون عندي في غرفه العمليات خلال دقائق.
وغادرت لكي تطمئن على عوني وقبل أن يسالها أخبرته :
— آسفه معنديش وقت بس هو نزف كثير بسبب الرصاصه ولازم يدخل العمليات بعد اذنك
على بعد خطوتين امسكها يزن والدموع في عينيه يخبرها بغضب :
— هولع في ام المستشفى دي وروحك قدام روحوه لو حصل له حاجه .
نظرت له ريهام بغضب ثم سحبت يدها بعنف ورفعت سبابتها في وجه قائله بحده
— لو سمحت ما اسمحش ليك تتكلم معايا بالطريقه دي.. ولو خايف على صاحبك روح اعمل حاجه تفيده صلي وادعيله بدل ما انت واقف تتفرج عليه..
ودفعته لكي تمر الى غرفه العمليات…
صاح يزن يزمجر كالاسد الجريح حزنا على صديقه يركل المقاعد بقدميه يحدث نفسه بغضب جامح:
— ليه يحصل كل ده .. عمل أيه أيه السبب عشان بيدافع عن بلده يكون الثمن حياته وحياه اسرته كلها اللي بيحصل لينا ده ظلم وربنا ما يرضاش بيه.
اقترب منه العقيد سلامه امسكه واجلسه على المقعد مسد على كتفه بخشونه مهدئات أياه
— أهدى يا يزن مش كده المفروض انكم أفضل ضباط في الجهاز .. يعني اللي بتعمله ده ما يعملوش ظابط صغير وكلنا عارفين اننا معرضين للمخاطر.. أي حد فينا ممكن يحصل له اللي حصل ل قاسم للاسف ده قدره واحنا ملناش دخل فيه.
استقام يزن بغضب يهدر بصوت عالي
— يعني أيه إحنا ضباط مخابرات يعني ملناش قلب.. يعني ممنوع نتجوز ما لناش حق نخلف ونبقى أبهات ونكون عيله .. عشان رضينا نفني حياتنا للوطن تبقى دي النتيجه.. انه خسر روحه مات وهو عايش..
ثم اكمل بتوهان
— أنا كلمتك من وراه واترجيتك طلبت منك كثير تبعدوا عن العمليه دي علشان اول مره اشوفه قلقان وخايف بس حضرتك رفضت .. ليه عشان هو اللي هيقدر ينفذ.. طبعا حياتنا رخيصه قدام الأوامر .
تلقى العقيد سلامه غضب يزن بحكمه قائلا
— مش هحسبك علي اللي فولته دلوقت .. بس انت لازم تهدى علشان تقدر تقف جنب قاسم.
نظر يزن ل عوني بصدمه وتجاهل كلام العقيد سلامه ولم يعطيه أهميه وذهب يحدث عوني قائلا باستفسار:
— جدي فين عمي أحمد وماما ناهد.
اجاب عليه عوني باستسلام:
— أحمد في العنايه المركزه جاتله أزمه قلبيه بعد اللي حصل .. وناهد في صدمه عصبيه من ساعتها .. ربنا يستر عليهم كلهم
وضع رأسه بين كفيه بقلة حيله ينتظر لطف الله بهم وينجى لهم الراقد بداخل غرفة العمليات الأمل الاخير لعبور عائلته هذه المحنه..
اقترب منهم سلامه قائلا :
— ارتاح يا فندم لحد ما اطمن عليهم شكلك تعبان وأنا هاطعمل كام تليفون وهاجيلك.
اقبلت عليهم ناهد بتعب تترنح بمشيتها، استقام يزن يستقبلها، غامت مقلتيها وهى تنظر لهم بحيره وعينيها تمشط المكان حتى وجدت باب الغرفه مدون عليه غرفه عمليات سألتهم بخوف وقلق ينهش فؤادها :
— أنتم قاعدين كده ليه..
سقطت عينيها على ملابس يزن الملطخه بالدماء بسطت يدها وامسكت قميص تسأله بهلع:
— يزين أيه الدم اللي على قميصك ده
تحدثت وهي تتلفت يميناً ويساراً تسأله برعب :
— فين قاسم ابني جراله أيه يا يزن
عمي فين قاسم
وقبل أن يجيب عليها أحد منهم
فُتح باب العمليات وخرجت ريهام، هرول الجميع عليها ماعاد ناهد التي ظلت مكانها تستمع لحديثه دا بخوف ليس له مثيل…
سألها يزن بلهفه:
— طمنيني قاسم عامل ايه دلوقت.
اجابته ريهام بعمليه :
— الحمد لله بس قلبه وقف أثناء العمليه بس الحمد لله بقى كويس واتنقل العنايه المركزه لان الرصاصه جت على بعد كام ملي من القلب.
بدون وعي منه اقترب يزن واطبق على رقبتها وسحبها على الحائط قائلا وهو يجز على اسنانه:
— انا قلتلك ايه هاااااا روحك قصاد روحوه انت ايه غبيه.
كانت ناهد في صدمه مما سمعته فاقت على صوت يزن اقتربت تصرخ عليهم لم تستطع على تخليصها من براثينه
هدر فيه عوني بغضب وصاح باسمه قائلا بأمر
— سيبها يا يزن عى عملت واجبها
لم يستمع له وتنادي فى خنقها
قبض على زارعه بقوه وسحبه بعيدا عنها وصفعه على وجهه صعفه مدويه، أم هي سقطت في الارض تحاول أن تستنشق الهواء تشعر أن روحها قد سلبت منها..
التف حولها الممرضات اعطوها كوبا من الماء وساعدوها على النهوض وقفت امامه هاتفه بانفاس متهدجه:
— شوف أنا مش عارفه أوصفك بأيه بس أحب أقولك أن مش غبيه ولا دكتوره فاشلة بس انت إيمانك ضعيف بس مش وقته عشان أنا مقدره الشخصيه الضعيفه اللي زيك لما بيحصل لهم اختبار من ربنا بيكون ده تصرفاتهم ……
وتركتهم وغادرت وهى تنظر له باشمئزاز..
اما يزن حول نظره الى عونى قائلا
— بعد أذنك يا جدي شويه وراجع
ذهب عونى خلفها وصاح باسمها قائلا:
— أنا آسف علي اللي يزين عمله.
اجابته ريهام بأحترام وهي تتالم من رقبتها :
— محصلش حاجه يا فندم أنا هرجع لحضرتك أول ما قاسم يمر عليه ست ساعات في العنايه المركزه هاجي أخد حضرتك علشان تدخل تطمن عليه
مرت عليهم الساعات كسنوات عجاف كل منهم في وادي غير الآخر..
اقبلت عليهم ريها بعد مرور تلك المده تطلب من عوني أن يذهب معها :
— اتفضل معايا يا فندم علشان تطمن على استاذ قاسم ثم نظرت ليزن ترفع له حاجبها بتحدي.
استقام يزن ينظر لها بغضب يبسط يده الى ناهد التي اغلقت المصحف واستقامت مع يزن بتعب :
— يالا يا ماما ناهد نروح ل قاسم
أسندها وصعدو إلى قاسم بالعنايه المركزه، شاهدوه من خلال الباب الزجاجى، كانت ناهد تتطلع الى ابنها وقلبها يتقطع حزنا عليه تحدثه بوجع وكأنه يستمع لها
— هتكمل حياتك ازي من غيرهم يا ابني .. يا وجع قلبي عليك يا حبيب أمك.. هتغفر لي ازاي اللي انا كنت السبب فيه .. لم تتوقف دموعها على حياة ابنها التي انهارت في لحظه واحده خسر زوجته وابنائه وصحته..
ظلت تبكي بحرقه لم تعرف كيف ستواجههم .
اراد يزن ان يخفف عنها ولو قليلا قائلا من بين دموعه :
— المهم هو يقوم بالسلامه ادعي له
استرسل بوعيد
والله يا قاسم ما هاسيب حقك .
انقضى 24 ساعه والجميع في حاله قلق يتنقلون بين غرفه قاسم وغرفه احمد، وما زالت ريهام تتابع حالتهم، اطمئنوا على أحمد وتم نقله الى غرفه عاديه..
تحدثت ريهام باحترام
— حمد الله علي سلامتك يا باشمهندس
رد عليها بتعب وصوته يكاد لا يسمع من شده تعبه
— الحمد لله
انحنى والده عوني يقبل مقدمه راسه يحمد ربه ان ابنه ما زال بخير وامسك يده يعاتبه :
— كده عاوز توجع قلبي عليك انت تعرف اني استحمل اي حاجه تحصل الا اني اخسرك انت اللي فاضلي من الدنيا مين اللي هيدفني يا احمد لما انت تنام النوم دى.
ابتلع أحمد لعابه بضعف :
— بعيد الشر عنك يا بابا انا كويس ما تقلقش عليا يا حبيبي.. المهم قاسم مهما كان قوي بس مش هيستحمل المره دي..
حاول أن ينهض منوعلى فراش المشفى
— انا لازم اكون جمبه.
تدخلت ريهام في الحديث قائله:
— عمو حضرتك بتعتبرني زي بنتك لازم تسمع كلامي .. حضرتك لسه تعبان وهو كويس انا كنت معاه في العمليه و أول ما يفوق أنا بنفسي هاجي اخذ حضرتك له
انضم عوني الى مؤيد حديثها :
— ارتاح انت عشان تقدر تقف جمبه.
ازدرد لعابه بألم انا لازم أقوم لأن ناهد زمانها تعبانه مش هتستحمل ده كله وبعدى عنها كمان وخوفها عليا هيتعبها اكتر .. لازم اخدها في حضني اطمنها و على الاقل اكون جمبها.. ارجوكم سيبونى براحتى مش هستحمل يحصلها حاجه.
حاولت ريهام أن تستجيب لمطلبه قائله
— هجيبها لحضرتك.. بس توعدني لو حسيت بأي تعب تبلغني على طول.
هز أحمد رأسه وهو يخرج كلماته بصعوبه :
— حاضر بس اكشفي على بابا شكله تعبان قوي وانا خايف عليه .
ربت عونى على كتفيه قائلا بدعم :
— انا كويس ما تشغلش بالك خليك في نفسك.
ابتسمت ريهام بهدوء تخبر احمد بعدم استجابه عوني لها
— يا عمو بترجاه مش راضي يسمع الكلام لازم اخطفه عشان يسمع كلامي.
ثم امسكت يده تلقي عليه الاوامر قائله :
— هتيجي معايا اطمئن عليك وهبعت ل حضرتك ممرضين يساعدوك عشان تخرج بس ما تنساش وعدك لي .
تحدث عوني بقله حيله من اصرارها:
— يا بنتي انتي ليه دماغك ناشفه.
تحدثت بهدوء قائله :
— لأن حضرتك مش واخذ بالك ان هم كلهم بيتسندوا عليك.. يبقى لازم تفضل جبل واقف عشان خاطرهم.. وحفيدك لازم لما يفوق تكون جمبه عشان يتخطى اللي حصل له.
اجابها عوني والحزن ينهش قلبه تجدد اليوم موت ابنه الذي كان يراه في ابنته خديجه ويحملها حزن حفيده يكمل حديث للأسف :
— اللي حصل له مفيش عقل يستحمله خسر مراته واولاده في وقت واحد.
فرت الدمعه من عيني ريهام تدعو لهم :
— ربنا يصبره ويرحمهم يا رب
كان يتحدثون وهم يسيرون حتى وصلوا الى غرفه الكشف وخضع الى الكشف الطبي وبعد ان اعطته الأدوية اللازمه لحالته اخبرته انه سوف ينام لساعات حتى يسري مفعول الدواء..
✨️✨️✨️✨️✨️
في نفس ذات الوقت استيقظت كارمن مفزوعه على بكاء الاطفال انحنت تحملهم الاثنين معا تنظر لهم بحيره قائله
— أنا حتى مش عارفه أساميكم أيه بس اللي أقدر اقوله لكم اني حبيتكم جدا ولازم تساعدوني علشان اقدر اربيكم.. لأن مش عارفه اتعامل معاكم بس هحاول أكون أم كويسه ليكم..
كانت تتحدث كما لو يتفهموا عليها ما تقول مالت تضعهم في الفراش، ثم اعتدلت تنظر لهم تخبرتهم كما لو يستمعون لحديثها :
— أنا هسيبكم خمس دقائق وهروح اعملكم الرضعه وارجع تاني بس تفضلوا ساكتين .
وغادرت الى الخارج تعد لهم رضعتهم وعادت لهم تلوح بالزجاجات هاتفه بمرح
— شوفه علشان المساوه في الظلم عدل أنا هرضعكم مع بعض عشان محدش يزعل مني.
جلست في منتصف السرير تثني ساقيها وهى تضعهم بمنتصف فخذيها، انحنت بجزعها العلوي وامسكت كل زجاجه بيد وارضعتهم وهي تتطلع لهم بغبطن
تحت ضحكاتها تتحدث معهم
— انا مبسوطه قوي أنا بقى عندي اولاد حلوين زيكم كده .. لا حلوين ايه ما شاء الله قمرات .. بتبصولي كده ليه عشان أنا حلوه زيكم صح.. طيب بتضحكوا يبقي صح..
همهمت وه تغمض عينيها بتفكير:
— تعالوا نفكر في أسماء بس تكون حلوه علشان اناديكم بيها .. بس ايه يا ترى ايه اللى يليق مع وسامة معاليكم..
قوست فمها تزوم كالاطفال تصيح فيهم بمزاح
— فكر معايا أنت وهو وما تبصليش كده وتضحكوا وعملين تلعبوا في رجليكم كمان .. شكلي هختار انا اساميكم من شكلكم مدام مش عارفين تردوا علي يالا أنا هفكر بدالكم..
ضمت صغير منهم تقبله بحفاوه
— اااااه انت شكلك بيفكرني بالبدر وسط الغيوم هسميك” بدر”.
ايه رايك بتضحك يبقي عجبك
ثم حولت نظرها الى الطفل الاخر وتحدثت معه :
— وأنت ليه زعلان ومبوز متزعلش وانت شكلك بريئ كده وأنت بتتفرج علينا
لمع أسم برأسها جعلها تصبخ
— آه لقيته يلقى اسمك “براء”
هللت بفرحه عارمه
— يبقى “بدر وبراء”..
الله عليكى يا بت يا كارمن.. بس أنا لازم أميزكم عن بعض عشان ما اغلطش ما انتم شكل بعض قوي..
استطرت بمحبه
— بس انا مبسوطه وجودكم معايا طبطب على وجع روحى..
تنهدت براحه وحاولت ان تجلسهم وتحاوطهم بالوسائد، أشعلت هاتفها على أغاني الأطفال وظلت تدندن لهم وتتمايل بحركات بهلوانيه لكي تضحكهم .
✨️✨️✨️✨️✨️✨️
عوده الى العنايه المركزه فى غرفة قاسم وهو يتذكر هيئه السياره والحادثه التي راحت على اثرها زوجته وابناءه ضحيه لها، بدأ بنزع الأجهزه المتصله به يحاول الاستقامه حتى سقط أرضا وأصدر جهاز القلب انذار، هرول اليه الطاقم الطبي وهو يحاول أن يستقيم بضعف سقط مره أخرى، انحنى عليه الطبيب يتفقده بهلع، ثم نظر الى ريهام بصدمة :
— للاسف القلب توقف..
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بركان عهد (شغف القاسم))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى