روايات

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل الثاني عشر 12 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الفصل الثاني عشر 12 بقلم أميرة مدحت

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الجزء الثاني عشر

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) البارت الثاني عشر

براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)
براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2)

رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2) الحلقة الثانية عشر

رمقه بنظرة عدائية صارمة لا تحمل إلا تهديدًا صريحاً بالفتك به دون إبداء ذرة ندمٍ واضحة إن تجرأ وفكر في تحديه باللفظ أو بالفعل، قدح الشر من عيني “طائف” وأنتفض ثائرًا على ما تفوه به عدوه وراح يقول بنبرة حادة وعالية إلا حد ما :
_أدفني براحتك بس على الأقل هكون خدت حق أُمي!!!..
قست نظرات “عز الدين” وتحولت لمحاته لمزيج من القوة والشراسة قائلاً بلهجة نارية وهو يتحرك نحوه :
_قصدك إيه بظبط؟؟!!..
تغلب نصف قلبه المليئ بالظلام على عقله حيث قال وقد قست تعبيراته بشدّة :
_أنا كان ليا نُقطة ضعف وإنت أخذتها مني بجبروتك، وإنت دلوقتي ليك نُقطة ضعف وتبقى مراتك، هعمل فيها زي ما عملت فـ أمي، هحرق قلبك زي ما حرقت قلبي!!..
حدجه “عز الدين” بنظرات نارية تعكس عنفًا على وشك الإندلاع، تدافعت دمائه المغلولة في أوردته لتعزز رغباته الشرسة في الفتك به، وفي لحظة واحدة بدون سابق إنذار أنقض عليه ليمسك به من تلابيبه، ثم طرحه أرضًا بعد أن سدد لكمة شرسة أصابت فكه، نهض “طائف” سريعًا وقبل أن يسدد له لكمة عنيفة كان يقبض على يده المتكورة بقوة وبيده الأخرى قبض على عنقه وهو يجعل جسد إبن عدوه يتراجع للخلف حتى أستند على الحائط، حدق في عينيه مباشرةً بنظراتٍ مظلمة، ثم جأر بحدة تحذيرية :
-أنا مقتلتهاش، والدتك ماتت فـ حادثة عربية، هي آه كانت معايا في التوقيت بس مش أنا إللي عملت كده.
صمت للحظة لجذب إنتباهه قبل أن يتابع :
_اليوم ده جتلي الشركة، كنت لسه خارج من عربيتي لما لقيتها واقفة قدامي، طلبت مني أبعد عنكم وفضلت تهدد وتتهمني بأن أنا سبب خراب بيتكوا، بعدها رجعت لورا كام خطوة وهي بتتكلم، محستش بإنها دخلت على طريق عام من كتر الغضب إللي كان فيها وقتها لسه رايح أحذرها لقيت في عربية خبطتها جامد لأنها كانت ماشية بسرعة كبيرة، وللأسف نزفت دم كتير ومحدش قدر يلحقها، فـ ماتت!!..
صرخ “طائف” بغضب وهو يبعد قبضة “عز الدين” عن عنقه :
_لأ إنت إللي زقتها جامد فالعربية خبطتها و….
قاطعه وهو يبتسم ببرود :
_أنا عارف إنك مش هتصدق!!!..
أمسك بهاتفه ثم عبث به عدة مرات ليضعه على أذنه، لحظات وكان يستمع إلى الرد، فهتف بلهجة خشنة وصيغة آمرة :
-أيوة يا إيهاب.. أسمعني كويس.. هات جهاز الآب توب بتاعي والتسجيل إللي قولتلك خليه عندك من يومين كده.. لأ خلي ياسمين متتحركش من مكانها.. يالا بسُرعة.
ختم كلمته الأخيرة ثم أغلق الهاتف واضعاً إياه بداخل جيب بنطاله، نظر له بإبتسامة باردة مرددًا :
_أنا كنت متوقع إنك تيجي عندي في يوم من الأيام، فجهزت التسجيل بتاع كاميرا المراقبة إللي عند مدخل الشركة.
أسند كلتا يديه على سطح المكتب وهو يقول بتهكم :
_أبقى شوف بقى مين إللي صح، أنا ولا إنت يا إبن رأفت!!..
**************
بعد ساعة، كان يجول بسيارته ولا يعلم إلى أين يتجه!!.. منذ أن رأى التسجيل ورأى الحقيقة في موت والدته وذلك المشهد المؤلم، لم ينطق من وقتها كلمة واحدة، بل كل ما فعله هو أنه غادر من المكتب مسرعاً لا يرى أمامه سوى الظلام، شعر بأن قلبه سيتوقف عن النبض من كثرة وشدة الضغوط النفسية والعصبية، وجد ذاته يترجل من السيارة حينما وصل إلى قصر والده، دخل القصر بخطوات متعجلة وهو يبحث بأبصاره عن والده ليجده جالساً بإريحية على الأريكة يحتسي مشروبًا بارداً، أقترب منه حتى وقف قبالته، رفع “رأفت” رأسه نحوه قائلاً بسخرية :
_طائف!!.. جاي ليه؟؟!!.. أتمنى كده تكون فهمت إنت مكانك فين؟!!..
نظر له بتبرم قائلاً :
_أنا جاي أبلغك حاجتين مهمين، أولهم أن أمي متقتلتش، هي ماتت فحادثة عربية وأنا شوفت بنفسي ده.
هب ناهضًا من مكانه ثائرًا قائلاً :
_إيه الكلام الفارغ ده!!.. وشوفت إيه؟؟!!..
قالها وهو يضع المشروب على الطاولة، أجابه “طائف” بضيق :
-عز الدين وراني تسجيل من تسجيلات الكاميرا المراقبة إللي عند مدخل شركته الرئيسية، و.. وآ.. أنا شوفت الحادثة بعيني.
صاح فيه بتهكم غاضب :
_آآآه وإنت أهبل صدقت الكلام ده!!.. وبعدين إنت تروحله ليه أصلاً؟؟!!..
نظر “طائف” له بجمود :
_مش ده المهم، الحاجة التانية هو إنك ياريت متقربش من روان!!..
كاد أن يتحدث ولكن تابع “طائف” بوجهٍ واجم :
-شوف بقى حضرتك، روان قالت فالتحقيق إن إللي عمل كده يبقى حرامي، محبتش تجيب أسمك فالموضوع لأنها مقدرة إللي عملته وعاوزة تبعد عن شرك، فـ متخفش ولا تقلق، وياريت ملكش دعوة بيها بقى ولا تقرب منها من أساسه!!..
أردف “رأفت” بقساوة :
_ملكش دعوة، أنا أعمل إللي أنا عايزه، في وقت إللي أنا أحدده.
جأر “طائف” بقوة :
_مش هتقدر تعملها حاجة طول ما أنا عايش وفيا نفس.
هدر بشر الذي أنطلق من عيناه المظلمة وبدون ذرة رحمةً قائلاً :
_ماتخلنيش أضطر فإللي ممكن أعمله فيك لو فكرت تخرج من تحت طوعي.
أشار بيده مندفعًا في غضبه وهو يقول :
_أنا مش خايف، وأظن إنت خلتني مبقاش خايف من أي حاجة حتى لو رايح أموت!!..
رمقه “رأفت” بغضب جامح گالأسود ليتابع الأخير بقوة لا يعلم من أين أتت :
_متقربش منها أبدًا لأنها الحاجة الوحيدة النضيفة إللي جوه حياتي.
قالها وهو يستدير راكضًا نحو الخارج، مسح على شعره بقوة وهو يستقل سيارته، أدار المحرك ثم ضغط على دواسة الوقود بقوة لتنطلق السيارة بسرعة كبيرة إلى المشفى.
*************
كانت حركة السيارة ثابتة وهادئة تماماً مما جعل جسدها يسكن ويستجيب لسُلطان النوم الذي تقاومه منذ فترة ليست بصغيرة على الإطلاق، شعر “عز الدين” بثقل يميل على كتفه، فإستدار للجانب ليجدها غافية، تقوس فمه لتظهر من خلفها إبتسامة ساحرة، دقيقتين وكان صف سيارته أمام مدخل القصر، أبعد رأسها بحذر ليسندها للجانب الآخر وعلى مسند المقعد، ثم ترجل عنها راكضًا للباب الآخر، فتحه ثم حملها على ذراعيه، سار نحو الداخل وهو يختلس النظر إليها، دقيقة وكان يضعها على الفراش برفق، أقترب من قدماها لينزع حذائها بحذر شديد، ثم سحب الغطاء ليدثرها جيدًا وهو يُقبل كفي يدها، تحرك بعدها نحو المرحاض وهو يتنهد بحرارة كبيرة.
بعد عشر دقائق كان يخرج كن المرحاض بعد أن أخذ حمامًا بارداً، كان أرتدى قميصًا قطنيًا وبنطالاً قطنياً من اللون الأسود، تحرك نحوها ليتمدد على الفراش بجوارها، أنحنى برأسه مُقبلاً إياها من جبينها وهو يمسح على شعرها بحنو، شعرت “ياسمين” به، ففتحت نصف عينيها وهي تقول بخفوت :
_عز!!..
أجابها بإبتسامة حانية :
_عيونه.
قالت بذات الخفوت :
_خدني فحضنك، خليني أنام فحضنك.
أقترب منها أكثر، بينما رفعت جسدها قليلاً ثم وضعت رأسها على صدره، حاوط خصرها بنعومة وهو يسند رأسه على الوسادة، ثلاثة دقائق مرت بسلام وبعدها شعر بإنتظام أنفاسها، ليقول وهو ينظر لها بعشقٍ جارف :
_آآآآآآآآه بتعلقيني بيكي أكتر يا بنت صابر!!..
**************
بعد مرور خمسة أيام، كانت السماء صافية لا يشوبها سوى قطع متفرقة من السحاب الأبيض والشمس تُميل نحو الغرب عندما كانت “روان” جالسة على الفراش شاردة، حيث تركها “طائف” بمفردها بعد أن أخبرها بأنه سيذهب لتبديل ملابسه وسيذهب لأمرًا آخر، أستمعت قرعات على باب غرفتها فأذنت بالدخول دون أن تلتفت برأسها، أنفتح الباب ثم تحرك نحو المقعد ليجلس عليه، قال بلهجة غريبة مليئة بالغموض :
-أزيك يا أستاذة روان.
التفتت برأسها مسرعاً لتجد رب عملها “عز الدين السيوفي” جالساً أمامها بثقة عالية، بلعت ريقها بخوف وهي تراه يرفع ساقه على أخرى، هتف بلهجة غامضة :
-حمدلله على السلامة أولاً.
أجابته بلتعثم :
-الله يسلمك يا مستر عز.
سألها بحدة :
-ثانياً أنا عايز أعرف إيه إللي حصل بظبط خلاكي تبقي فالمستشفى؟!!.. وإيه علاقتك بإبن عدوي طائف رأفت؟؟!!..
ردت عليه بصوتٍ هادئ حزين :
_أنا هقولك عشان تاخد بالك من نفسك يا مستر عز، أنا كنت راجعة لبيتي بس في حد خدرني وخطفني، لما فوقت لقيت نفسي مربوطة وعرفت من رأفت باشا إن أنا فـ قصره، طلب مني أجيب ملف الصفقة الأخيرة دي، بس أنا رفضت لأن دي خيانة، هددني أنه هيسيب الرجالة عليا لو موافقتش وأداني موهلة لتاني يوم، بس بعديها بساعة، أول ما طائف عرف وجودي فك الرباط وهربني، عشان كده تاني يوم لما وصلت الشركة وصلت متأخر.
صمتت للحظات لتسحب نفسًا عميقًا ثم أضافت :
_فاليوم ده بعد ما رجعت من الشركة دخل عليا واحد وضربني بالسكينة في بطني، محستش بأي حاجة غير وأنا هنا فالمستشفى وطائف جنبي، هو ده كل إللي حصل والله.
نظر إليها “عز الدين” نظرة طويلة ثم أخرى عينيه وقال بصوتٍ مليئ بالضيق :
_وليه مقولتليش من الأول؟؟!!..
ردت عليه بهدوء :
-لأني وعدته بعد ما طلب مني مقولكش، قالي أنا عرضت لنفسي فمشكلة وخطر كبير مع والدي عشانك، وكمان قالي أنه عمل كده عشان مش عاوز مشاكل ونفسه يبعد عنها!!..
عقد حاجبيه بقوة وهو يقول :
_معنى كده أنه متخانق مع أبوه دلوقتي!!.. وخصوصاً أنه زمانه وصله خبر إنقاذه ليكي من الموت!!..
**************
كان ينتظر أحدهم بداخل سيارته، كانت السيجارة بين أسنانه وهو يضم شفتيه عليها، سحب منها أنفاس النيكوتين ثم حرر شفتيه عنها ليتطاير الدخان من هذهِ المساحة المفتوحة بين شفتيه، أثناء ذلك أنفتح الباب الجانبي الآخر ليدخل أحد رجال والده، كان يريد أن يعرف كل شئ فعله والده أثناء فترة غيابه عن القصر، ليبدأ بتأليف قصة مؤثرة مع ذاك الشخص حينما قال :
_أنا جبتك بعيد عن عينين أبويا عشان عاوز أتكلم معاك في حاجة بيني وبينك.
_قول يا باشا أنا تحت أمرك.
هتف بضيق زائفة :
_طبعاً إنت عارف علاقتي مع والدي بقت مش كويسة إزاي، أنا عايز أأكدله إني أد أي مسئولية في كل حاجة، وإنت تقدر تساعدني بإنك تقولي هو بيعمل إيه أو الفترة دي عمل إيه فـ غيابي، وماتقلقش إنت ليك مكافأة كبيرة كل ما تساعدني إني أحسن علاقتي مع والدي، ده غير مكافأتك دلوقتي على إللي هتقوله من المعلومات لو قولت، أصل إنت متعرفش أنا مضايق أد إيه من إللي حصل بيني وبينه.
حقًا كان بارعًا في التمثيل وإرتداء قناع الضجر ممتزح بالحزن، بينما قال الرجل بحماس :
_بس كده!!.. إنت تؤمر!!..
أضاف ولكن بصوتٍ جاد :
_هو كل إللي بيركز عليه الفترة دي هي تجهيز شُحنة المخدرات إللي بينه وبين منصور، وإللي عمله فـ الـكام يوم دول فـ غيابك قتــــل عبـــاس إللي كان قاتل مأجور، قتله لما حس أنه ممكن يوديه في داهية.
أتسعت حدقتاه بصدمة عارمة مرددًا بذهولٍ :
_قـــتــــــــــل!!!!!..
**************

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براثن الذئاب (على ذمة ذئب 2))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى