رواية براءة ملوثة الفصل الأول 1 بقلم سارة علي
رواية براءة ملوثة الجزء الأول
رواية براءة ملوثة البارت الأول
رواية براءة ملوثة الحلقة الأولى
لساعه السادسه صباحا
رن جرس المنبه الخاص بها يوقظها من نومها العميق … فتحت عينيها بكسل وهي تستمع الى صوت والدتها التي تأمرها بالنهوض فورا حتى تتجهز من اجل الذهاب الى جامعتها … تأففت بضجر من هذا الروتين اليومي الممل … نهضت من مكانها بتعب ثم ذهبت باتجاه الحمام حيث غسلت وجهها هناك وفرشت أسنانها ثم شرعت بعدها بارتداء ملابسها …
سرحت شعرها الحريري الطويل وتركته منسدلا والذي كان يصل الى منتصف ظهرها ثم بدأت في وضع مكياج خفيف يبرز ملامحها الهادئة الجميله … تطلعت الى المرأة للتأكد من سلامة هيئتها حيث كانت ترتدي بنطلون جينز طويل وفوقه بلوزه زهرية يغطيها سترة ذات لون محلي جذاب ومن الأسفل ارتدت حذاء اسود ذو رقبه طويلة …
ابتسمت برضا على مظهرها ثم حملت حقيبتها وذهبت الى الخارج بعد أن رن السائق عليها مخبرا اياها إنه يقف امام منزلها منتظرا اياها أن تخرج …
خرجت من منزلها وإبتسامة مشرقه ترتسم على ثغرها ثم إقتربت من السياره وفتحت الباب ودخلت فيها لتلقي السلام على زميلاتها … كانتا فتاتين الأولى من نفس مرحلتها الجامعية اسمها روان فتاة لطيفه هادئة الملامح ترتدي جلباب طويل وحجاب … كانت روان بطبيعتها متدينه وملتزمه كثيرا وهذا يعود الى عائلتها التي ربتها على هذه الطريقة خصوصا والدها فهو معروف بتدينه … اما الفتاة الأخرى فكانت في مرحلتها الجامعيه الاولى انضمت اليهم منذ اسبوعين فقط … كانت رقيقة الملامح وبريئة جدا ترتدي تنورة سوداء طويلة وقميص ابيض وحجاب يجمع بين اللونين … كانت زينب تختلف عن ريام فهي ليست متدينه مثلها وحتى الحجاب الذي ترتديه كان حجاب عصري مثل الذي ترتديه اغلب الفتيات …
تطلعت سلمى الى زينب والتي كانت تقلب في أحد المراجع والوجوم بادي عليها وجل تركيزها منصب على ما بين يديها …
حدثتها بتساؤل :-
” زينب .. أراك متضايقة كثيرا .. ما بكِ يا فتاة …؟!”
أجابتها زينب وهي على وشك البكاء
” لدي امتحان اليوم … وانا لست جيده به نهائيا … يبدو إنني سأرسب يا سلمى …”
ابتسمت سلمى بسخرية من حديثها ثم حدثتها قائله ” عزيزتي … من الطبيعي جدا أن ترسبي في اول امتحان … جميعنا رسبنا في البدايه … لا اريد ان اصدمك اكثر لكن في الحقيقه طوال المرحله الاولى وانتِ سوف تعتادين على الرسوب والفشل …”
تمتمت زينب بصدمه :-
” ماذا …”
تدخلت روان في الحديث الدائر بينهما قائلة :-
” اصمتي انتِ يا سلمى … هذا الكلام غير صحيح يا زينب … في البداية فقط سوف تعانين لكن ما إن يمر شهر او اثنان سوف تعتادين وتتأقلمين مع كل هذا … انت فقط ذاكري جيدا وسوف تنجحين ان شاءالله …”
ابتسمت زينب براحه من حديث روان فيما تحدثت سلمى قائله :-
( حسنا روان معها حق بالتأكيد … لكن بكل الأحوال لن تنجحي في الامتحانات الاولى بسهوله ..”
بعد حوالي نصف ساعه وصلن الفتيات الثلاثه الى جامعتهن فيما تحدث السائق قائلا :-
” اليوم لن استطيع العودة إليكم مساءا … لدي معاملة مهمه في منطقه بعيدة من هنا ويجب ان أنهيها اليوم … لهذا سوف تعودون الى بيوتكن لوحدكن ….”
اومأت سلمى برأسها مجيبه اياه :-
” لا يهم … سوف نستأجر تاكسي ونعود سويا …”
اجابها السائق ؛-
“حسنا اذا …”
نزلن بعدها الفتيات من السياره وكل واحده منهن ذهبت في طريقها …
……………………………………………………………………
في المساء
أنهت سلمى اخر محاضره لها الساعه الثالثه فجدولها كان مزدحم ومتعب جدا وعندما خرجت لم تكن ترغب سوى بأن تعود الى فراشها وتنام لفتره طويله فجسدها كان يؤلمها وعقلها متعب كثيرا…
ذهبت باتجاه زينب وروان اللواتي كانتا جالستين ينتظرانها ….
اقتربت منهما وحدثتهما بتعب :-
“هل نذهب الان …؟!”
اجابتها روان بهدوء :-
“بالتأكيد ..”
نهضت زينب وهي تحمل حقيبتها متبعه اياهما وفِي اثناء سيرهم حدثتها سلمى قائلة :-
” أبشري … كيف كان امتحانك …؟!”
اجابتها زينب بسعاده :-
” رائع … لقد إستطعت حل جميع الاسئله بشكل صحيح …”
ابتسمت سلمى لها قائله :-
” الحمد لله … ”
وقفن الثلاثة على الرصيف يبحثن عن سيارة أجرة تقلهن الى بيوتهن … بعد فترة قصيرة وجدن ضالتهن في سيارة صغيرة يقودها رجل في منتصف الثلاثينات ..
ركبن معه الثلاثة وجلسن يتحدثن قليلا وسلمى من شده تعبها نامت في السيارة ولم تشعر باي شيء يدور حولها…
بعد حوالي ثلث ساعه استيقظت سلمى فجاة على صوت روان وهي تتحدث إلى السائق وتخبره أن الطريق الذي يسلكه خطأ وكان واضح التوتر عليها أما زينب فهي الأخرى كانت نظراتها تتسم بالرعب وكأنها شعرت بحدوث شيء خاطئ ومخيف ..
نظرت الى الطريق ووجدت انه بالفعل اتخذ طريق مختلف كما انه مقطوع وشبه خالي من السيارات صرخت به وأخبرته ان يعود الى الطريق الأصلي ..
حاولت ان توقفه لكنه لم يستمع اليها وعندما حاولن ان ينزلن من السياره تفاجئن انه أغلق جميع الأبواب !
بدئوا بالصراخ والبكاء وهن يتوعدونه ويهددونه لكنه لم يهتم وبدأ يدخل في طرق غريبة لم يروها في حياتهن من قبل ..
كانت طرق ضيقه ومتهالكة ثم خرج منها ليجدن انفسهم في طرق صحراويه واسعه حتى وصل الى بيت ضخم في منطقه مهجورة وهمن مستمرات في صراخهن وبكائهن ..
……………………………………………………………………
كن يشعرن بالخوف والهلع من جميع ما يحيط بهن وبالرغم من انهن يجهلن مصيرهم او ما ينوي فعله هذا السائق الحقير إلا انهم شعروا بأن نهايتهن أتت لا محالة فربما سوف يقتلهن ويدفنهن في هذا المكان المهجور او من الممكن ان يطلب فدية من أهاليهم مقابل تركهن او اي شيء اخر ….
توقف عقل سلمى عن التفكير ووصل خوفها وغضبها ذروته العظمى فصرخت به قائله :-
(” مالذي تنوي فعله أيها الحقير …؟! أنزلنا فورا ..!”
اكملت زينب ببكاء :-
” الى اين تأخذنا …؟! مالذي تريده منا..؟! ”
نظر إليهم بابتسامه ساخرة وهو غير مهتم بتريلاتهم وبكائهن ..
حتى اخرجت روان هاتفها وتحدثت اليه :
” سوف أتصل الان بأهلي وهم سوف يتصرفون معك”..”
وكأنه كان ينتظر تلك الحركة منهم فهب غاضبا وأخرج من خزانة سيارتة مسدسا وقربه منهن فصرخت رعبا من هذا المجرم الذي وضعه القدر في طريقهم ..
صرخ بهن بصوت مرعب :-
” اي حركة سخيفه سوف تصدر منكن سوف افرغ رصاص هذا المسدس في رؤوسكن الجميله وأرميكن هنا في هذه الصحراء لتصبحوا عشاء للذئاب ..”
ثم أكمل متحدثا :-
“والآن أعطوني هواتفكن فورا ..”
نظرت الى بعضهن بخوف واضطراب وهن غير قادرات على مجابهته فهو يوجه فوهة المسدس في اتجاههم وبأي حركة واحده سوف يفقدن ارواحن فاضطررن ان يعطوه هواتفهم ثم تحدثت زينب اليه بتوسل وبكاء :-
“ارجوك ، ماذا تريد منا ..؟!”
لكنه أسكتها بحركه واحده :-
“اصمتي ، لا اريد سماع صوت أيا منكن …”
ثم نزل من السيارة واغلق جميع الأبواب جيدا وذهب الى داخل المنزل ..!!
بقين داخل السيارة وحدهن وهن يكدن يموتن من القلق والخوف …!
تحدثت زينب ودموعها تتساقط بغزاره :-
( سلمى ، مالذي ينوي ان يفعله معنا ..؟!” انا خائفه جدا ..”
تطلعت سلمى اليها بشفقه فهي أصغر واحده بينهن كما انها بريئه ورقيقة جدا ، لم تعرف بماذا تجيبها فهي الاخرى تجهل مصيرها وما ينتظرها مع هذا المجرم …
تحدثت روان بصوت حاولت ان تجعله اكثر هدوءا ورزانه رغم القلق والخوف البادي عليها :-
” من الممكن أن يكون رئيس عصابة وسوف يطلب مبلغ من المال مقابل إطلاق سراحنا …”
حدثتها سلمى قائله بتوتر :-
” لا اعلم .، حقا لا اعلم اي شيء …”
تطلعت روان اليها بنظرات قلقة وأكملت :-
” اتمنى ان يكون الامر مجرد اختطاف وأن لا يكون شيء اخر قد لا تحمد عقباه …”
تطلعت زينب إليهن ببراءه وسألت :-
( مالذي تقولينه يا روان ..؟$ سوف يخطفوننا ويطلبون فديه ؟!! هل يوجد شيء ابشع من هذا ..؟!”
تطلع كلا من سلمى و روان الى بعضهما وشعورهكت كان يزداد خوفاا ورعبا ثم انفجرت سلمى بالبكاء على حالهن وشاركتها زينب التي لم تسكت من الأساس
تحدثت روان مقاطعة بكائهن :-
“لنحاول ان نجد طريقه نخرج فيها من هنا ..”
تطلعن اليها وبدأن بالفعل يبحثون عن طريقة ما ويحاولون ان يخرجوا من تلك السيارة اللعينه لكن بائت جميع محاولاتهن بالفشل وأيقن انه لا يوجد مجال للخروج ابدا فجلسن ينتظرن مصيرهن وقلوبهن ترتعب خوفا وعقولهم تأتيها الأفكار السوداء من كل مكان ..
………………………………………………………………….
بعد حوالي ربع ساعه تقدم السائق ومعه رجلين طويلين وضخمين جدا ..
فتح احدهما لهم الباب وأمرهن بالنزول من السيارة
فنزلن وهن يرتجفن رعبا منهم ثم قادوهن الى داخل المنزل وهن لا يعرفن على ماذا مقبلين لكنهن مجبورات ان يتبعونه خصوصا وإن السائق ما زال يحمل سلاحه في يده يهددهن إنه في حال أي حركة تصدر منهن سوف يقتلهن فورا …
دخلت الى المنزل الذي كان واسعا وأثاثه قديم بعض الشيء وخالي من الروح وكأنه لم يسكنه احد منذ فترة طويله ثم تقدمن اكثر فوجدن أمامهن ثلاث شبان شكلهم غريب غير متزنين أشبه بمدمني المخدرات ، ينظرون إليهن بنظرات غريبه فكانوا يأكلون اجسادهم بأعينهم ..
نظرن الى بعضهن بخوف ثم الى السائق والرجلين الاخرين حتى تقدم منهم السائق وما زال يحمل مسدسه بيده ونظر الى الشباب محدثا اياهم :-
“ما رأيكم في البضاعه الجديده …؟!”
تطلع احد الشبان الثلاثه إليهن ثم تكلم بأسلوب مقرف :-
” جميلات …. جميلات جدا … أجمل من المره السابقة بكثير ”
ثم تكلم شاب اخر وكان يبدو عليه السكر الشديد حيث كان غير متزن ويترنح طوال الوقت :-
” اريد السافرة يا صديقي … انا إخترتها اولا ..”
صرخت به سلمى قائلة :-
” مالذي تقوله أيها المعتوه ..؟! انت بالتأكيد مجنون ..! أخرجونا من هنا فورا ..”
اقترب منها ثالثهم وكان وجهه مخيف بشده ومليء بالندب ثم نظر اليها بقسوه قائلا :-
” اياك ان ترفعي صوتك وتتحدثي هكذا في وجودنا ايتها الجميله …”
ثم اقترب منها اكثر ووضع يده على وجنتها فأبعدتها عنها بقرف…
نظرت اليه بخوف وقرف فبادلها نظراتها تلك بنظرات تحدي ثم تطلع الى جسدها من الاعلى الى الأسفل بنظرات مقززة وتنهد قائلا :-
” انت جميلة … جميلة جدا …ولكن للاسف غير قابله للاستعمال سوى مره واحده ،.. هذه فرصتي الوحيدة ولن اضيعها …”
ثم استدار ناحية الشاب السكران محدثا إياه :-
” أسف عزيزي فأنا لن اترك هذا الجمال يضيع من يدي … هذه ستكون من نصيبي وانت اختر ما بين الاثنتين الأخريتين …”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة ملوثة)