رواية براءة روح الفصل العاشر 10 بقلم أسماء عبدالهادي
رواية براءة روح البارت العاشر
رواية براءة روح الجزء العاشر
رواية براءة روح الحلقة العاشرة
سمعته بيقول وهو بيضغط على دراعي أكتر ومع كل ضغطة بغمض عيني من الألم
_اوعي تكوني فاكرة إني هسيبك في الوضع ده كتير تبقي بتحلمي … يومين بالكتير وهترجعي للمكان اللي تستحقيه الزنزانة فاهمة .
قالها وبعدها زقني على الدولاب فوشي اتخبط جامد .
في اللحظة دي وكأنه حس بيا زي ما أونس كانت بتحس بيا بالظبط لقيته بيفتح باب الأوضة واول ما شافني واقفة قدام الدولاب وضهري ليهم ..جري وقرب مني بسرعة لقاني حاطة ايدي على وشي فقال بصوت كله خوف وحنية في نفس الوقت
_روح انتي كويسة .
مكنتش كويسة.. لا يا جاسر أنا مش كويسة … أنا خايفة .. أنا في قمة الرعب من الكائن اللي مش بيحس اللي واقف قدامك ده فضلت مخبية وشي مش عايزة ألمحه حتى، لما بشوفه بيعيد ليا تاني ذكريات جدتي اللي حاولت أنا أمحيها واطمسها بإيدي.
لقيته وقف قدامي كأنه بيحميني كأنه الدرع الواقي ليا وبيبص لزين بتحدي وقال بصوت كله غضب
_زين لو قربت منها تاني بأي شكل من الأشكال هتشوف جاسر تاني عمرك ما شفته قبل كدا .
زين بصله باستهزاء وايديه في جيبه ورافع حاجبه
_ ممم … معقول .. هتتخلى عن السذاجة اللي انت فيها واول ما تعادي هتعادي أخوك وصاحبك وحبيبك علشان دي!!
بصله جاسر بعتب
_زين انت عمرك ما كنت قاسي ولا ظالم كدا .
_ انا مش قاسي ولا عمري كنت ظالم يا جاسر… ابقى ظالم لما بحط كل واحد في مكانه الحقيقي !!… لما بخلي كل واحد يأخد عقابة اللي يستحقه !!…كدا أنا في نظرك ظالم!!
_واللي بتعمله في روح ده تسميه ايه!!
_عملت ايه ها!! قولي عملت ايه غير شغلي
_وتعديك على ضيفة في بيتك وفي حمايتك ..ده بردو من ضمن شغلك ولا حتى من مبدائك؟؟… زين انت طول عمرك معروف برجولتك وشهامتك ..ليه جاي على الغلبانة دي بالشكل ده.
زفر زين بغيظ وبصلي بحدة رغم اني مكنتش شايفاه لاني لسه حاطة ايدي على وشي
_انا متعدتش عليها أنا بوريها حدها علشان تعرف هيه مين وايه كويس.
أزاحه جاسر بعيدا محاولا اخراجه من الغرفة وقال بضيق من تصرفاته
_ماشي يا سيدي شكرا رسالتك وصلت .
زين زق ايده وبصله بضيق ومشي وساب الأوضة.
أما جاسر فقرب مني وقالي بصوت كله رقة
_ متزعليش حقك عليا… انا وعدتك انه مش هيتعرضلك وبردو اتعرضلك أنا أسف … متوقعتش انه ميعملش حساب لابوه ويتعرضلك وانتي في حمايته انا كنت في أوضتي بستعد للنوم فجأة حسيت اني لازم أجي أطمن عليكي الأول والحمد لله جيت في الوقت المناسب .
مكانش فيه مني أي استجابة فبدأ يقلق
_ روح بالله متقلقنيش عليكي انتي كويسة!! .. طب بتشتكي من حاجة… طب شيلي إيدك من على وشك ..روح .
بدأت أشيلها وبصتله والدموع مغرقة وشي
حسيته اتقهر اوي من منظري وحسيته انه كان هاين عليه يأخدني في حضنه ولولا انه حرام مكانش اتردد لحظة ..مش عارفة ليه حسيته زي أونس نسخة منها في طيبة قلبها وحنيتها ورقة مشاعرها .
لقيته بيمد ايده على التسريحة وبيأخد منديل وبيناولهولي بصوت كله حنان _علشان خاطري بطلي تعيطي …متوجعيش قلبي أكتر من كدا .
حقيقي فرحت قايمة الناس اللي بتعطف عليا زادوا واحد بقم أربعة يا ناس
“اونس والست الطيبة وعمي على وجاسر” أخدت منه المنديل وأنا ببصله ومستغربة الحنان اللي في عينيه ناحيتي .
سمعت الباب بيخبط فارتجفت لقيته بيقولي
_متخافيش أنا معاكي.
بصينا على الباب لقيت ست كبيرة يعني في عمر ماما لو كانت عايشة… ووشها سمح وبشوش لأقصى حد.
لقيت جاسر ابتسم وهو بيقول
_اتفضلي يا أمي .
قربت مني وهي بتقول
_أول ما عمك على قالي على روح مكدبتش خبر وجيت علشان اشوفها مقدرتش انتظر للصبح.
لكنها لاحظت إني بعيط فقالت بقلق
_مالك يابنتي .. جاسر روح بتعيط ليه.
جاسر اتوتر لكنه قال علشان يخفي حقيقة اللي ابنها عمله
_لا ولا حاجة يا حبيبتي.. دي بس متوترة وخايفة المكان هنا جديد عليها.
قربت مني واخدتني في حضنها
_يا حبيبتي متخافيش انتي هنا في بيتك ووسط عيلتك ..منورانا يا روح ..ده عمك فرحان بيكي جدا
” الحضن الرابع اللي احصل عليه في حياتي” الكاتبة راضية عني النهاردة وبتحاول تعوضني وصوها عليا ياجماعة الله يكرمكم
انا (🙈🙈 انا مش محتاجة توصية يابنتي هو انا عملت فيكي حاجة🤔😁)
جاسر ابتسم وبدأ يعرفني عليها
_روح دي ماما نادية مرات عمي على وأم زين .
بصتله باستغراب
_معقولة القلب الحنين ده أم زين ؟؟ .. انا فكرتها والدتك إنت ..أمه وأبوه زي البسلم أومال هو طالع كدا لمين .
بدأت طنط نادية تمسح ليا دموعي وقعدتني على طرف السرير وطلبت من جاسر يقرب الترابيزة اللي عليها الأكل من السرير..وبدأت تحاول أنها تأكلني .
جاسر لما لقى الوضع مستتب وان وجوده مبقالوش لازمة استأذن ورجع اوضته وعلى وشه بسمة مرتاحة .
فضلت أم زين معايا بتحاول تهديني وتأكلني لقيتني فجأة بترمي في حضنها تاني …ياااه مقلكوش قد ايه الحضن ده غالي أوي وعندي بالدنيا وما فيها لو خيروني بين فلوس الدنيا كلها وحضن الحنان ده مش هتردد لحظة وهختاره… نمت بين إيدها زي الطفل الصغير اللي ممكن ينام في لحظة وفي أي مكان .
فابتسمت ليا وباستني من خدي وعدلتني في السرير وغطتني وممشتش غير لما اتأكدت اني في سابع نومة
_______
أنا أونس
كنت هموت من الخوف والقلق على روح أضعاف ما كنت خايفة ومرعوبة عليها قبل ما ألاقيها… دلوقتي لقيتها وعرفت مكانها بس مش عارفة أوصلها يعني ايه الظابط يجي يأخدها من قدام باب البيت ولما أقوم ليها محامي..يقول انه ميعرفش عنها حاجة في ايه !!
ايه اللي مخبينه وعايزين من روح ايه دي بنت غلبانة لا بتنطق ولا بتتكلم ولا تقدر حتى تدافع عن نفسها .
لما مشيت امبارح من عند الظابط الغلس اللي اسمه زين قررت اني أسأل الظابط التاني اللي عرفت ان اسمه جاسر واللي قابلته اول مرة …لكني ملقتوش يومها ولا لقيت حد يعرف اي معلومة عن روح …قررت أجي تاني يوم وأحاول تاني… ما هو في حاجة غلط في الموضوع .. والموضوع كبير وممكن تكون حياة روح في خطر وأنا مش هقدر أقف اتفرج .
روحت تاني مركز الشرطة والمرة دي هقابل الظابط جاسر مش زين …نزلت من التاكسي جري علشان ادخل القسم مش قادرة انتظر هموت وأعرف روح خدوها فين
فخبطت في واحد واتضح انه ظابط فوقفت علشان اعتذرله
_أااا.. أنا بجد أسفة لحضرتك .
وقف وعدل وقفته وقال وهو متضايق
_حصل خير… بس خدي بالك المرة الجاية أكتر من كدا .
اعتذرلته تاني بكل أدب أنا فعلا مش قصدي أخبط فيه
_والله حقيقي أنا أسفة جدا…
رفعت وشي وهو كمان بصلي بعد ما هندم نفسه تاني وقدرنا نتعرف على بعض هو الظابط جاسر اللي بدور عليه
لقيته فتح عينه وقال وهو اكيد افتكرني
_ انتي .
مترددتش لحظة وقلت
_اه أنا … أنا أسفة اوي … ايوة والله أنا أعرف روح بس أعرفها من زمان أوي من أيام ما كانت صغيرة بس دلوقتي معرفش عنها حاجة… بالله عليه يا حضرة الظابط قولي هيه فين وخبيتوها ليه .. انا قومت ليها محامي وجيت علشان اشوفها حضرة الظابط التاني أنكر وجودها رغم إنه جه أخدها من بيتي .
جاسر اتفاجىء وقالي وهو متغاظ
_روح كانت طول الوقت عندك وإحنا بندور عليها .
هزيت دماغي وقلت بسرعة
_لا والله العظيم مكنتش أعرف مكانها… كانت لسه جايالي كنت اول مرة أشوفها من ١٢ سنة ..ويادوب سلمت عليها حضرة الظابط التاتي جه وقبض عليها ودلوقتي بينكر انه شافها من أصله…
لقيته بيكز على سنانه وساكت
اترجيته تاني
_ بالله عليك يا حضرة الظابط حضرتك باين عليك قلبك طيب بعكس الظابط التاني . روح بنت غلبانة ووحيدة وملهاش حد … لو كانت غلطت تتعاقب بموجب القانون بس متخفوهاش كده .
لقيته رد عليا بهدوء
_ تمام متقلقيش أنا هظبط الدنيا وأعرف هيه فين وهقولك .
بصيلته بفرحة وقلت
_الله يبارك في حضرتك يارب… طيب أنا هاجي على الظهر تاني أسأل حضرتك عملت ايه .. مناسب حضرتك ولا ايه ..هتكون موجود في الوقت ده
لقيته بيقولي
_لا خليها بكرة في نفس المعاد ده .
هزيتله دماغي وكلي حماس اني ألاقيها وأخرجها من اللي هيه فيه
_تمام بس بالله عليك خد الموضوع بجدية من فضلك .
لقيته زفر بضيق
_ماشي ..قلتلك هتصرف ..خلاص بقا.
اتنهدت أنا كمان بقلة حيلة وشكرته ومشيت
كنت زعلانة وحزينة اوي على اللي بيحصل لروح
____
أنا عندي أنا روح
فقمت من النوم معرفش الساعة كام نمت ولأول مرة أنام مرتاحة نوم عميق .. مش زي المرات التانية بيغمي عليا من التعب ومن قسوة الذكريات
قمت وأنا بتلفت حوليا أحنا بقينا أمتا الصبح ولا بالليل والسؤال الأهم أنا فين لحظات من الاستيعاب افتكرت كل اللي حصل امبارح وأخر حضن اللي كان مبثابة منوم مريح خلاني أنام قريرة العين …لقيتني ببتسم فجأة لما افتكرتها طنط نادية قد ايه هيه حنينة أوي .. ياااه لو كانت هيا أمي .. اتنهدت وقمت قعدت على السرير ورغم اني عارفة مصيري بس قررت استمتع باليومين اللي هقضيهم هنا وسط الناس الطيبة دي.
لقيت الباب بيخبط خبطة بسيطة وبعدين طلت منه ببسمتها اللي تشرح القلب
وأول ما شافتني صحيت ابتسمت وقربت مني
_نوم العافية على بدنك يا حبيبتي… أخبارك ايه دلوقتي.
قالتها وهي بتربت على ظهري بحنان ..هزيلتها دماغي وابتسمت
فقالتلي
_أنا كل شوية أجي أبص عليكي ألاقيكي في سابع نومة فأخرج بسرعة علشان معملكيش قلق… انتي أكيد جعانة انتي ماشاء الله نمتي يوم كامل وبقينا الساعة ٥ وده وقت الغدا … فيادوب تجهزي علشان تنزلي تتغدي معانا وتتعرفي على بقية العيلة .. عمك رؤوف مشتاق انه يشوفك وطنط فريدة كمان أم جاسر متشوقة انها تشوفك جدا …وعمتك أشجان
ساعدتني اني أقوم وودتني الحمام اللي جنب أوضتي لان أوضتي مكانش ليها حمام ملحق بيها زي بقيت الأوضة التانية بس قالتلي ان عمي على
قال أنه في اقرب وقت هيجيب حد علشان يوسع الأوضة ويدخل الحمام ويكون ملحق بيها علشان يكون فيه خصوصية أكتر ليا.
رجعت تاني أوضتي وطنط اختارتلي دريس أبيض مشجر بوردات صغيرة ورقيقة باللون الأسود وشكله تحفة بس مش عارفة هما ليه مصممين على الألوان الفاتحة الألوان النقية دي… انا مستاهلهاش ياجماعة أنا على رأي زين مجرمة متستحقش الا العقاب والسجن .
كان فيه في الأوضة برافان طلبت مني طنط اني اروح أغير هدومي عنده وهيه قعدت منتظراني وبتظبط ليا كريمات الشعر علشان تساعدني إني أسرح شعري وألبس حجابي
ولما انتهينا من كل حاجة بصت ليا وقالتي وهي بتكبر وتبارك
_اللهم بارك ايه الطعامة دي … ربنا يحفظك يابنتي.
رفعت وشي وبصيت لنفسي في المراية يمكن لأول مرة من فترة طويلة معملتهاش… مكانش عندي رفاهية الوقت ولا الظروف كانت تسمح اني أقف أبص على نفسي في المراية ..بس الأكيد اني أعرف شكلي كان إيه .. لكن دلوقتي لقيت نفسي وكأن ببص لحد تاني غيري معقولة الفستان النظيف اللي لبسته ولفة الجحاب البسيطة الراقية دي غيرتني بالشكل ده غمضت عيني وقلت
_يااااه قد ايه الهدوم بتغير شكل الإنسان وبتعطيله قيمة لدرجة إنها تقدر تخفي وراها سواد القلوب والنفوس …جدتي كانت طول عمرها ست شيك جدا ومهتمة بلبسها وشكلها لأقصى حد… لكن هل حد كان يعرف خبث باطنها !! … كانت عبارة عن شيطان متجسد في إنسان حلو المظهر… حتى أنا مظهري يوحي بالبراءة وأنا في الحقيقة أبعد ما يكون عن البراءة بمكان .
لقيت طنط بتقولي وهيه مفكرة إني متضايقة من الحبوب اللي في وشي او حتى الندبة اللي فوق عيني ولا السواد اللي تحت عيني من التعب والشقا اللي شفته في حياتي
_متشليش هم انتي مع الأكل والنوم الكويس… وشك هيرجع لطبيعته وهيرجعله حيويته ونضارته من تاني … أنا عارفة ان ظروفك كانت صعبة يا روح معلش بابنتي .. الحمد لله انزاح كل ده… لكن انتي والله جميلة جدا وعنيكي فيها براءة مشفتهاش في حد قبل كدا.
بعدها سمعنا الباب بيخبط تاني فطنط نادية قامت علشان تشوف مين لقيت سيدتين في عمر طنط نادية تقريبا وتقريبا انا قدرت أخمن مين هما زي ما أعتقد انكم عرفتوهم
طنط نادية ضحكت وقالت بضحك
_ايه اللي جابكم أنا مش قلت هنجهز وننزل
لقيت واحدة منهم اتقدمت مني وقالت
_انتوا اتأخرتوا أوي وبصراحة أنا متشوقة أشوف روح وأطمن عليها
بدأت طنط نادية تعرفتي عليهم
اللي كانت بتتكلم من شوية دي شاورت عليها طنط نادية وقالت
_روح دي طنط فريدة أم جاسر .
ابتسمت لها وعرفت جاسر جايب الطيبة والجمال ده منين … نسيت أقولكم ان جاسر بصراحة أمور أوي بس أنا وقتها مكنتش فايقة اني أذكر ده لكن دلوقتي الوضع اختلف وبلاش تحرجوني فعلا العيلة كلها جميلة حتى زين رغم القسوة اللي بيرسمها على وشه الا إنه وسيم اوي هو كمان 🙈
طنط نادية شاورت بعدها على السيدة التانية اللي كانت واقفة والدموع في عنيها
_ودي عمتك أشجان يا روح
لقيتها بتقرب مني وبتأخدني في حضنها وتبكي
_بنت أخويا الغالية .. يا حبيبتي يا روح حمدا لله على السلامة .
أنا حقيقي هعيط .. لا لحظة مش هعيط أنا هيغمي عليا علطول… معقول .. معقول في كدا .. أنا بتعامل بالحنية والانسانية والعطف ده… ده كتير عليا في يوم واحد أكيد أنا بحلم .. اه حلم جميل ياريت مقومش منه أبدا .
لقيت طنط فريدة فربت مني وأخدتني في حضنها هيه كمان وقالت
_متعيطيش يا حبيبتي.. الحمد لله على كل حال.. واحنا ان شاء الله هنعوضك عن كل القساوة اللي عشتيها من جدتك .
نزلت معاهم على تحت وكان عمي رؤوف في انتظاري مع أخوه على وأول ما شافني جري ناحيتي وأخدني في حضنه وباس راسي
_ازيك يا روح يا بنتي… أنا عمك رؤوف .
ابتسمتله وأنا قلبي بيرقص وفرحان قد ايه انا عايشة حلم جميل ومتأكدة إنه للأسف مش هيدوم كتير.
الكل كان فرحان بيا ومبسوط لكن قدرت ألمح عيون مستغربة وجودي ومتضايفة من اهتمامهم بيا.
شاورت عليها عمتى أشجان وقالتلي
_روح ..دي يارا بنتي الكبيرة ..ودي يمني .
يارا شاورتلي من غير ما تقرب مني .. أما يمنى فجت وسلمت عليا وابتسمت في وشي وقد ايه كانت ملامحها جميلة وهادية وروحها كمان وباين عليها طيبة… لكن يارا كانت نظراتها ليا مش مريحاني لكني على كل حال ابتسمت ليها .
قعدنا على السفرة وعمي قعدني جنبه وده من الواضح انه ضايق يارا لأن اكتشفت ان المكان ده مكان زين بس هو مش موجود دلوقتي .
عمتو أشجان بدأت تسأل عليهم
_زين وجاسر لسه مجوش اتأخروا ليه النهاردة .
نادية
_زين قايلي انه هيتأخر وأكيد جاسر مشغول معاه ربنا يعينهم ويقويهم .
الكل بدأ يأكل وأنا بصيتلهم وأنا مستغربة … أنا مش بعرف أكل بالشوكة والسكينة رغم ان جدتي كانت حريصة انها متأكلش غير بيهم الا اني عمري ما استعملتهم .. معظم أكلي اما بالمعلقة وأكتر الأحيان بايدي .. اااه دي الحقيقة وأنا مش هخجل منها أنا كنت بأكل بإيدي .
لقيت عمي على قرب مني وقال
_روح كلي بالطريقة اللي تريحك واللي انتي متعودة عليها ..
وعلشان أنا متحرجش طلب من الشغالة انها تجيب معلقتين واحدة ليا وواحدة ليه .
بعدها حط الشوكة والسكينة على جنب وبدأ يأكل بالمعلقة بهدوء
أسماء عبدالهادي
هتستغربوا اني أقولكم وبالرغم اني مأكلتش حاجة من امبارح واني كنت قايمة ميتة من الجوع الا اني شبعت … كمية الحنان والعطف والنظرات المريحة اللي شفتها النهاردة كانت كفيلة انها تشبعني… الشبع النفسي تأثيره أقوى بكتير من شبع الجوع … متسيبوش أولادكم جعانين ياجماعة او تخلوهم جعانين حنية او عطف… شبعوهم أحضان وبوس وتمليس على الشعر…شبعوهم كلمة حلوة وابتسامة ونظرة رضا… صدقوني الاحتياج النفسي لما يتشبع تأثيره أفضل مليون مرة من انكم تشبعوهم تعليم او تربية …متصرفوش فلوسكم على المدارس الانترناشونال والدروس الخصوصية والنوادي الرياضية وبس … زي ما بتصرفروا فلوس اصرفروا مشاعر .. الطفل بيحتاج كلمة بحبك أكتر من حاجتة للأكل والشرب صدقوني أنا اللي جربت وعشت اللي محدش عاشه ولا داقه ف حياته
مقدرتش أحط أي أكل في بوءي رغم ان ريحة الأكل تشهي جدا لكني حقيقي يكفيني اني قاعدة وسطهم
لما طنط لقتني على وضعي بصت لعمي واللي شاورلها بعنيه فمسكت معلقتي وبدأت تأكلني بإيديها .
بصتلها باستغراب لقيتها بتبتسم وتهزلي دماغها علشان أفتح بوءي وأكل ..فتحت بوءي وبقيت بأكل زي الطفل الصغير اللي مامته بتأكله .
أسماء عبد الهادي
الموضوع ده ضايق يارا جدا وبدأت تبصلي بضيق وغيظ وهيه شايفة اهتمام عمي على وطنط نادية بيا
وطبعا انا كنت جديدة هنا ومعرفش انها غيرانة من اهتمام أهل حبيبها بيا أنا في حين انها هي اللي لازم تأخد النصيب الأكبر من الاهتمام .
مع بصاتها ليا اتحرجت ورفضت أكل تاني وهزيت دماغي اني خلاص الحمد لله اكتفيت .
طنط نادية
_ايه ياروح انتي ملحقتيش تأكلي يا حبيبتي.. طيب لو مش عايزاني ءأكلك.. يلا امسكي المعلقة وكلي انتي يلا
مكنتش عايزة أكل تاني لكن مع اصرارها رجعت أكل وبعدها بصيت ليارا بنظرة خاطفة لقيتها بصت في طبقها ومبصتليش تاني فبدأت أكل بهدوء فشوفت البسمة على وش عمي على لما لقاني بأكل بهدوء .
بعد الاكل يارا ويمنى طلعوا على أوضهم وعمو رؤوف قعد معانا شوية واستأذن علشان عنده شغل لازم يكمله ..وطنط فريدة استأذنت وراحت علشان تشوفه لو محتاج حاجة .
فضلت مع طنط نادية وعمتو أشجان وعمي ..بدأوا يحكوا معايا شوية في أحاديث عامة وبعدها طنط نادية قالتلي
_روح تعالي أعرفك ع الفيلا .
أخدتني لكل جزء في الفيلا تعرفي عليه وجت عند صورة كبيرة أخدة مساحة كبيرة من الحيطة وقالتلي
_ده جدو طاهر كبير العيلة …جد عمك علي ورؤوف عمتك أشجان .
بصيت عليه بلهفة وبصيت عليها بلهفة اني محتاجة أشوف صورة بابا بس مفهمتنيش .
وقالتي تعالي هفرجك ع الحديقة والجزء الخاص بيا وزرعاتي اللي بزرعهم بنفسي.
بدأت تشاورلي على كل زهرة وتعرفني اسمها وأنا كنت بتفرج باستمتاع عجيب بعدها شاورت على ترابيزة جنب أُصُص الزرع
_روح هروح أطلب من دادة زينب كوبايتين عصير وتطلع لعمك على القهوة في مكتبه زي ما هو متعود
قعدت زي ما طلبت وانتظرتها لقيته من بعيد جاي عليا ووقف قدامي وأنا أول ما شفته اترعبت ووقفت علطول وأنا منزلة وشي للأرض .
لقيته بيقول وهو بيأخد نفس وبيخرجه بغيظ
_اللهم طولك يا روح … انتي يابت انتي عبيطة ولا بتستعبطي… أنا مش قايلك امبارح متنسيش نفسك ومتعيشيش الدور … انتي مكانك مش هنا … اللي بتفكري فيه ده مجرد أوهام… انتي مكانك في السجن ومش هتأخدي أقل من ١٥ سنة سجن … ده قتل عمد …عارفة يعني ايه قتل.
بلعت ريقي وغمضت عيني بألم
_انت كمان مستكتر عليا أعيشلي يومين زي اي بني ادم عادي!! بشكل طبيعي … عارفة اني هتسجن وممكن مطلعتش من السجن تاني.. علشان كدا كان نفسي أعيش يومين… اتمتع بدفء العيلة ومعنى الأمان اللي حسيته هنا… من فضلك سيبني اتهنى بيهم متحرمنيش منهم زي ما انا عشت طول عمري محرومة من حاجات كتير.
لقيته بيزعقلي
_انتي فهمتي انا قلت ايه .
هزيت دماغي بسرعة من غير ما أبص
_ فاهمة فاهمة .. عايزني أعمل ايه دلوقتي.
زفر بغيظ
_ابعدي عن أمي تماما… أبويا أنا عارف إنه هيموت عليكي وبيحبك ولا كأنك بنته ومش هقدر أعمل حاجة في ده …لكن امي خط أحمر ..ابعدي عنها فاهمة!!! .
هزيت دماغي تاني
_فاهمة فاهمة.. طيب ما تقبض عليا دلوقتي وتريحني طالما عايزني أبعد عن الكل هنا يبقى ايه لازمتي هنا… مش مهم اليومين الحلوين اللي بحلم بيهم طول عمري مجتش عليهم هما كمان مبقتش فارقة ياريت تقبض عليا دلوقتي بدل ما اتعلق بحد فيهم وأتعب أكتر
رفعت راسي وعيوني ليه وهيه غرقانه دموع وبصتله بقهر
لقيته اتهز فجأة لكنه بسرعة رجع تاني لحدته ونظراته المخيفة بعدها سابني ومشي.
بصيت عليه وهو بيبعد فتنهدت بأسى
_ليه مأخدتنيش الزنزانة تاني دلوقتي بجد مش عايزة اقعد هنا .
هو معاه حق انا كنت فعلا بدأت أنسى نفسي .. بدأت أعيش حلم جميل بغوص فيه ومتأكدة اني هغرق في النهاية .
لقيت يارا بتجري عليه تستقبله وهو ابتسم في وشها وبعدها دخلوا جوا الفيلا.
_زين وحشتني اوي
_انتي أكتر يا يارا.. اخبارك ايه…اتغديتوا اكيد!
_اه لسة من شوية…زين
_نعم
_انت مش ملاحظ حاجة
_حاجة زي اية
_حاجة فيا
_مممم… لا في ايه؟
_يعني مش شايف وشي دبلان وزعلان .
_من ايه مين زعلك
_انت
_ هو انا اقدر
_اه قدرت وزعلانة منك ومخصماك كمان
_يا خبر كل ده ..ده انا وحش اوي على كدا
_فوق ما تتصور ..بقا كدا تسيبني زعلانة ومتجيش حتى تصالحني او تعتذر عن اللي عملته
_أصالحك واعتذر.. ليه أنا زعلتك في ايه
_معقولة مش عارف
_حقيقي لا .. ادخلي يا يارا في الموضوع علطول أنا دماغي فيها مليون حاجة .
_زين انت وعدتني هتخرجني امبارح وفضلت مستنياك طول اليوم وفي الأخر انت مجتش غير متأخر اوي وطبعا كان ماما استحالة توافق اننا نخرج
_أنا !!محصلش
يارا بصلته بغيظ وقالت بعصبية
_زين معقول نسيت وعدك ليا امبارح!!
اتكلم زين بهدوء
_ يارا لو تفتكري كلامي كويس.. انا قلتلك انتظريني لما ارجع من الشغل ونتكلم في موضوع الخروج ده مش نخرج في فرق يا يويو.
_يا سلام يعني ايه بقا
قالتها وهي بتهز في رجليها بضيق .
ابتسملها
_اوعدك اني اول ما ألاقي الوقت المناسب اخرجك انتي ويمنى
_لا أنا وانت وبس ولوحدينا .
ابتسم لها قبل ما يمشي
_زي ما تحبي … ها أطلع ارتاح بقا ولا ايه النظام!؟ .
ابتسملته بحب
_ اكيد اتفضل .
في اللحظة دي طنط نادية كانت جابت صينية العصير من الدادة وخارجة ليا واول ما شافت ابنها وشها انشرح
_حمدا لله على السلامة يا زين يا حبيبي … اطلب من دادة تحضرلك الأكل وأنيسة تطلعه ليك فوق!!
يارا ردت بسرعة
_لا أنا هطلعه يا طنط نونا …متشتليش هم
ابتسمتلها
_تمام يا يويو
فيارا سألتها
_طنط ليه حضرتك بنفسك شايلة الصينية! فين دادة زينب ؟
نادية ردت بتواضع كعادتها وزين عارف ده علشان كدا معلقش
_عادي يا يويو ايه المشكلة انا اللي روحت لها بنفسي وأخدت صينية العصير ..عايزة اقعد مع روح في الجاردن شوية
زين اول ما سمع اسمي اتعصب ودخل ٱيده خللها في شعره واستأذن وطلع اوضته قبل ما حد يلاحظ انه متعصب
_طيب أنا طالع عايزة حاجة يا ماما.
_لا يا حبيبي .. هبقى اطلعك كمان شوية عايزة اقعد معاك
يارا اتضايقت ان طنط نادية جاية تقعد معايا ومن اول ما شافتني وهيه مش طايقاني زي زين بالظبط …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)