روايات

رواية خطيئة ميريام الفصل الرابع 4 بقلم سارة علي

رواية خطيئة ميريام الفصل الرابع 4 بقلم سارة علي

رواية خطيئة ميريام الجزء الرابع

رواية خطيئة ميريام البارت الرابع

رواية خطيئة ميريام الحلقة الرابعة

كانت تجلس في شرفة غرفتها ترتشف قهوتها المرة بصمت …
تتأمل السماء بشرود قطعته دارين وهي تقترب منها مرددة بتأنيب :-
” قهوة مساءا يا ميريام ..!!”
التفت ميريام لها تبتسم بهدوء وهي تردد :-
” قهوة صباحا ومساءا وفي كل وقت …”
سحبت دارين الكرسي المقابل لها وجلست عليه تتسائل بإهتمام :-
” غدا سأذهب لمقابلته … هل يمكن أن يرفض عملي في شركته ..؟!”
شردت ميريام لوهلة في سؤالها قبل أن تجيب بثقة :-
” لن يرفض … أنت تمتلكين ميزات عديدة لا يمكنه تجاهلها ..”
تراجعت دارين الى الخلف قليلا تهمس بعينين لامعتين :-
” ينتظرني الكثير غدا …”
ابتسمت ميريام على حماسها والذي كانت تثق به كليا فدارين بطبيعتها تمتلك شخصية مختلفة تميل الى هذا النوع من المغامرات بل هي دائما ما كانت تعتبر الحياة مغامرة تخوضها رغما عن كل شيء ..
هتفت ميريام بجدية :-
” لا تبالغي في حماسك .. حسنا ..؟!”
التوى فم دارين بإبتسامة باردة وهي تجيب :-
” لا تخافي … لست متحمسة بالمعنى الحرفي ولكن فضولي يدفعني للدخول في تلك الشركة والتعرف على مالكيها وأولهم عمر بك …”
قالت ميريام بإهتمام :-
” أنا تحدثت مع سماح … هي سوف تساعدك أيضا .. سماح تمتلك مكانة مهمة في الشركة ولدى عمر تحديدا .. هو يثق بها تماما … ”
سألتها دارين بإهتمام :-
” وماذا عن بقية العائلة …؟! أخبريني عنهم …”
ردت ميريام بهدوء :-
” عمر لديه صبيين وفتاة … هو الإبن الوحيد لوالده ولديه أربع شقيقات … ”
كانت دارين منصتة إليها بينما إسترسلت ميريام :-
” عمر لديه سالم وأحمد والصغيرة حوراء … زوجته توفيت بعدما أنجبت إبنته حوراء … سالم متزوج من طبيبة ولديه طفل واحد وهو يمثل كل شيء في الشركة … هو المدير الفعلي لها بينما والده مدير بالإسم فقط …”
توقفت لوهلة ثم أكملت :-
” ولديك أحمد .. شاب مستهتر للغايه .. يعشق النساء … هو وسيم للغاية لذا يقتنص أي فتاة تعجبه بسهولة .. دونجوان بما تعنيه الكلمة …”
هزت دارين رأسها بتفهم ثم سألتها :-
” وحوراء..؟!”
ظهر العبوس على ملامح ميريام وهي تجيب :-
” طالبة جامعية … جميلة جدا ومغرورة جدا … ومدللة أيضا كونها يتيمة الأم منذ لحظة ولادتها …”
أضافت وعينيها تلمعان ببريق مخيف :-
” حوراء بالذات تهمني كثيرا … حاولي أن تقتربي منها قدر المستطاع .. ”
تنهدت دارين مرددة :-
” سأفعل …ولكنني أخمن إنها ليست فريسة سهلة …”
ارتشفت ميريام القليل من قهوتها ثم قالت بجدية :-
” حوراء تعشق المظاهر كثيرا .. لا تصاحب سوى الأغنياء من نخبة المجتمع … يعني يمكنك لفت إنتباهها معتمدة على ثراءك وواجهتك الإجتماعية …”
ابتسمت دارين مرددة بثقة :-
” لا تقلقي … أنا أجيد التعامل مع أمثالها تماما … ”
ثم سألتها بإهتمام :-
” وبقية العائلة ..؟!”
ردت ميريام :-
” هناك ماجدة الشقيقة الكبرى … هي أكبر أخواتها حتى أكبر من عمر نفسه … ماجدة لديها فارس ومحمد وكلاهما عازبين …. لديهما شركتهما الخاصة وبالمناسبة زوجها يكون إبن عمها يعني أولادها ينتميان فعليا لنفس العائلة …”
تنهدت بصوت مسموع ثم أكملت :-
” وهناك مديحة وهي الثانية والتي تكبر عمر بدورها … لديها صبي وفتاة … صالح وسلمى …والثالثة رحاب وهذه تعيش في الخارج مع زوجها وإبنها الوحيد وأسمته عمر تيمنا بشقيقها …”
ارتسمت إبتسامة ساخرة فوق شفتيها وهي تنهي حديثها :-
” وأخيرا منى … وهذه عزباء لم تتزوج وتعيش مع العائلة …”
” عائلتهم كبيرة …”
تمتمت بها دارين بجدية لتقول ميريام :-
” نعم كبيرة جدا ولن تستطيعي دخول هكذا عائلة بسهولة ..”
هتفت دارين بصوت جاد :-
” يمكننا القول إن أحمد هو من يناسب مخططاتنا … ”
هتفت ميريام بهدوء يميل للبرود :-
” لا تتسرعي في الحكم عليه … ربما هو الآخر يحمل في طياته الكثير … فهو على ما يبدو إبن والده قولا وفعلا …”
تمتمت دارين أخيرا :-
” على العموم المشوار طويل وغدا ستكون بدايته …”
…………………………………………..
جلس فارس بجانب جدته يستمع الى حديثها بصمت قطعه دخول حوراء التي تنحنحت تهتف بحرج :-
” مرحبا فارس …”
رفع فارس بصره نحوها للحظة ثم عاد يخفضه مجددا وهو يتمتم ببرود :-
” أهلا …”
رمقت الجدة حوراء بنظرات مشجعة لتحمحم حوراء قبل أن تهمس على مضض :-
” أنا أريد الإعتذار منك يا فارس على ما فعلته … تصرفاتي لم تكن لائقة … آسفة …لا تغضب مني من فضلك ..”
رمقها فارس بنظراته فشعرت بقلبها يخفق بقوة عندما منحها إبتسامة مصطنعة وهو يخبرها :-
” لا بأس يا حوراء … أنت شقيقتي الصغرى التي لا يمكنني أن أغضب منها أبدا …”
بالكاد سيطرت على ملامحها وهو يتعمد نطق كلمة شقيقتي لترسم على شفتيها إبتسامة جافة لم تصل الى عينيها وهي تردد :-
” شكرا يا فارس ..”
ثم أشارت الى جدتها وهي تزيح خصلة من شعرها خلف أذنها :-
” سأصعد الى غرفتي .. لدي مذاكرة كثيرة يجب أن أنتهي منها …”
هتفت الجدة وهي تبتسم لها :-
” حسنا حبيبتي … ”
غادرت حوراء لينظر فارس لجدته مرددا :-
” لهذا السبب طلبتِ رؤيتي بشكل ضروري الليلة …”
ابتسمت الجدة بحنو مرددة :-
” لقد تحدثت معها فارس وجعلتها تدرك مدى خطأها …”
أضافت وهي تربت فوق ذراعه :-
” حوراء ما زالت صغيرة ولا تعي ما تفعله …”
تمتم فارس بملل :-
” المهم أن تتوقف عن تصرفاتها الغير مقبولة …”
قالت الجدة بسرعة :-
” إطمئن من هذه الناحية .. لقد تحدثت معها بنفسي بشأن هذا الموضوع … ”
نهض من مكانه مرددا :-
” حسنا يا جدتي .. اسمحي لي بالذهاب إذا … ”
نهضت الجدة من مكانها تخبره بجدية :-
” ستأتي يوم الجمعة مع عائلتك وتقضي اليوم بأكمله هنا …”
هز رأسه وهو يبتسم بلطف قبل أن يقبلها من وجنتيها ويغادر بعدما وعدها بقدومه يوم الجمعة مع العائلة …
خرج من القصر ومنه الى كراج السيارات عندما وجدها منحنية فوق ركبتيها قرب الباب الداخلية للمطبخ والمخصصة لدخول ومغادرة الخدم تضع وعائا مملوئا بالحليب أمام مجموعة من قطط الشوارع …
توقف للحظات يتأملها دون وعي وفستانها الزهري البسيط جدا يغطي جسدها بإحتشام واضح بينما خصلاتها العسلية الناعمة تغطي جانب وجهها المنخفض بدوره ناحية القطط …
إستطاع أن يلاحظ إبتسامتها الدافئة وهي تربت فوق القطط بكفها الرقيق وتحدثهم بصوت هامس جعله لا يفهم ما تتفوه به على مسامعهم …
بدا المنظر لطيفا جدا بالنسبة له مما جعله يقف مكانه مدهوشا للحظات وهو يلاحظ ما تفعله حتى وجدها تعتدل في وقفتها أخيرا وهي تنفض تنورة فستانها بكفيها قبل أن تلتفت الى الاتجاه الآخر بنية العودة الى المطبخ لتتجمد من وجوده أمامه وعلى ما يبدو كان يتابع ما تفعله ..
كتمت شهقة كادت أن تصدر منها وهي تهتف بتوتر :-
” فارس بك …”
لم يستطع منع نفسه من التقدم نحوها وعيناه تتأملان ملامح وجهها المضطربة كليا بإستمتاع غريب قبل أن يسألها :-
” ماذا تفعلين يا شهد ..؟!”
ردت بعدما بللت شفتيها بلسانها بحركة عفوية بحتة :-
” أطعمهم …”
ألقى نظرة عابرة على القطط ثم تمتم بإقتضاب :-
” جيد … ”
تحرك قليلا شاعرا بإن وقوفه معها في منتصف الكراج تصرفا غير لائقا لكنه لم يستطع منع نفسه من إخبارها وهو يلتفت بوجهه نحوها من جديد :-
” حاولي أن تبتعدي عن قطط الشوارع يا شهد لإنها مؤذية وتحمل الأمراض أحيانا …”
نطقت بعفوية :-
” على العكس … هن لطيفات للغاية …”
رفع حاجبه لوهلة فقضمت شفتيها ليبتسم ببرود مرددا :-
” لم أقل العكس لكن هذا لا ينفي عدم نظافتهم …”
أكمل وهو يتقدم قليلا نحوها يخبرها بخفة :-
” بالمناسبة ، لماذا تتحدثين عنهم بصيغة المؤنث ..؟! قطط الشوارع تشمل الجنسين ، أليس كذلك ..؟!”
شعرت إنه يسخر منها وكأنها لا تعرف ذلك فردت بحنق :-
” أعلم بالطبع …”
ثم أكملت بعفوية :-
” لكنني معتادة على مناداتهن بصيغة الأنثى …”
تنهد بصمت ثم قال :-
” على العموم طالما تحبين القطط لهذه الدرجة فيمكنك شراء قطة منزلية نظيفة تعتنين بها بدلا من قطط الشوارع الضارة ..”
هتفت بجدية :-
” لكنني أحب رعاية قطط الشوارع لإنه لا أحد يعتني به أو يقدم لهم الطعام والشراب … ”
أضافت بعبوس :-
” مساكين جدا … ”
هز رأسه مرددا بإبتسامة مكتومة وهو يتأمل منظر وجهها الحزين على القطط :-
” كما تريدين يا شهد …”
ثم تحرك نحو سيارته تاركا إياها تتابعه بتمهل قبل أن تعود نحو القطط وتنحني قربها ..
تأملها للحظة وهو داخل سيارته ليبتسم مما يراه وإصرارها على ما تفعله قبل أن يستوعب ما يحدث معه فهو وقف يتحدث مع شهد بخصوص قطط الشوارع ..!!
شعر للحظة بالسخافة وتسائل عما دهاه ليجد نفسه يتحدث معها في موضوع سخيف كهذا ..
لو سمعه أحدهم يتحدث بهذا الإهتمام معها عن قطط الشوارع لسخر منه على الفور ..
نفض تلك الأفكار عن رأسه وشغل سيارته قبل أن يدير مقودها متجها خارج القصر ….
………………………………….
كانت حوراء تجلس فوق سريرها تحرك خصلات شعرها بملل عندما سمعت صوت طرقات على باب الغرفة فتمتمت وهي تعتدل في جلستها :-
” تفضل …”
دلفت جدتها الى الداخل لتبتسم حوراء وهي ترحب بها :-
” هذه أنت يا جدتي …”
تقدمت الجدة وجلست جانبها على السرير لتخبرها بجدية :-
” أنا فخورة جدا بك يا حوراء لإنك نفذتِ طلبي وإعتذرت من فارس ..”
تنحنت حوراء مرددة بخيبة :-
” وما الفائدة يا جدتي ..؟! هذا لن يغير من حقيقة كونه لن ينظر إلي مهما حدث …”
هتف جدتها بجدية :-
” يا حبيبتي عليك أن تفهمي إنه إذا كان فارس نصيبك ستتزوجينه لا محالة وإذا لم يكن نصيبك فلن تتزوجينه مهما فعلت ولو فعلت المستحيل لأجل ذلك …”
برمت حوراء شفتيها بعدم رضا لتخبرها جدتها وهي تربت على شعرها :-
” أنا لا أريدك أن تتصرفي بشكل يسيء لك يا حبيبتي ..انت ما زلت صغيرة وجميلة جدا وألف شاب يتمنى فتاة مثلك ..”
هتفت بقهر :-
” ولكنني لا أريد سوى شخص واحد فقط .. فارس يا جدتي ..”
هتفت الجدة وهي تقبض على كفها :-
” كما أخبرتك منذ قليل .. نصيبك ستنالينه لا محالة … واذا كان فارس هو نصيبك فستنالينه بإذن الله ولو بعد حين …”
هزت حوراء رأسها بتفهم لتضيف الجدة بإهتمام :-
” لا تفكري في هذا الموضوع الآن … فكري في دراستك ومستقبك .. أريد أن تنجحي هذه السنة وبتفوق …”
ابتسمت حوراء مرددة :-
” ان شاءالله يا جدتي …”
عانقتها الجدة بحنو قبل أن تنهض من مكانها وتودعها لتبقى حوراء لوحدها تفكر في كلام جدتها قبل أن تضع كفها فوق موضع قلبها وهي تهمس لنفسها :-
” لقد قالت جدتي إنني سأنال نصيبي مهما حدث وأنت نصيبي يا فارس … أنا متأكدة من هذا ..”
ثم تنهدت بإبتسامة حالمة لا تظهر على شفتيها إلا عندما تتحدث عنه ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطيئة ميريام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى