رواية بحر العشق المالح الفصل الثلاثون 30 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الجزء الثلاثون
رواية بحر العشق المالح البارت الثلاثون
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثلاثون
﷽
#الموجه_الثلاثون
#بحرالعشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تعجبت شهيره من رد فعل فاديه الهادئ بعد أن قال لها سالم عن تلك القضيه الذى صدر بها حُكم وأصبح على خُطى التنفيذ كذالك سالم تعجب من ذالك الهدوء، أقل شئ كانت بكت.
نظرت فاديه لوجهيهم وتبسمت بغصه قويه قائله:
مالكم مستغربين كده ليه إنى مش مصدومه…
كنت متأكده إن وفيق هيحاول يعمل حاجه يكسب بيها أنه يخضعنى له،صحيح متوقعتش إن انانيته توصل أنه يطلبنى فى بيت الطاعه بس كنت متوقعه منه يسمع لكلام مامته ويساوم على الطلاق انه يخرج من الجوازه باقل الخساير له، او بمعنى أصح بلا خساير ماديه، عشان كده من البدايه كنت عاوزه أرفع قضية طلاق،بس حضرتك يا بابا سمعت لـرأى المحامى،عالعموم فات الوقت،بس نفسى أعرف إزاى كسب قضية الطاعه بالسرعه دى غير إننا مجلناش أى إخطار بيها قبل كده.
شعر سالم بقلب فاديه المنفطر قائلاً:
معرفش أنا اتصلت عـ المحامى وقولت له عالاخطار اللى جالنا النهارده الصبح وهو قالى هيتحرى عن كل شئ بس لازم نستعد لتنفيذ الحكم ده،لأن عدم تنفيذه مش فى صالحك،وأنا جيت انا وماما فورًا لهنا عشان كده.
تبسمت فاديه ورغم تلك الغصه التى بقلبها لكن شعرت بالآمان فوالديها الأثنين أتيا كى يشعرها بالقوه والسند،ظنًا انها قد تنهار،لكن هى فجأتهم بتقبلها الامر بهدوء ظاهرى بينما بداخلها أمواج عاصفه تعصف بكل شئ تمنته بحياتها،ولم تعثر سوا على الخيبات المتتاليه التى ربما أعطتها رصانه ظاهريه تُظهر أنها أقوى من الإنحناء لتلك الامواج .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ……..
بـ ڤيلا زهران
ذُهلت صابرين من محاولة إعتداء فوزيه عليها بالضرب لولا ان منعها ذالك الخبيث عادل
لكن مازالت فوزيه تحاول الخلاص منه كى يتركها تضرب صابرين عل تلك النار التى تشعر بها تهدأ
لكن عاودت سب صابرين بألفاظ خادشه حتى انها قالت لها:
زى العاهرات بتلعبى على أوتار الرجال
فى الاول جوزك الاول اللى خونتيه وهربتى لحد عواد عشيــــــــ
قطعت فوزيه إسترسال باقى تهجمها على فوزيه حين إرتعبت من ذالك الصوت الذى قال بحزم:
إخرسى.
شعرت فوزيه بهلع من ذالك الصوت لاول مره ترى ذالك الشرر بعينيه لكن تهكمت قائله:
جوزى دلدول إبن عمه وصل لأ وهو اللى بيدافع عن الشيطانه المُستغله معدومة الضمير ، وكل ده بسبب غيرتها وقلبها الحقود.
مازال رد فعل صابرين هو الذهول من قول وافعال تلك التى يبدوا أنها فقدت عقلها.
فى تلك اللحظه فلتت فوزيه من يدي عادل او بمعنى أصح هو من تركها،
تهجمت على صابرين وخربشت وجها بأظافرها
كما أنها دفعتها لترتطم يدها بأحد أعمدة المكان
شعرت صابرين بوجع كبير بمعصم يدها لكن فاض بها قائله بإستهجان:
راحت فين فوزيه بنت السفير ملكة الإتكيت فى لحظه بقت وقحه وبيئه وظهرت حقيقتها بلسان زفر وخربشه زى الشوارعيه والفاظها سوقيه.
كادت فوزيه أن تتهجم على صابرين مره أخرى لكن
أمسكها عادل قائلاً بنبره تحثها على التحريض:
كفايه يا فوزيه،بلاش تنحدرى وتستلمى لأستفزاز
أنا واثق إن مصنعنا مفيش فى أى تجاوزات واللى حصل سوء فهم… زى اللى كان بيحصل مع عواد قبل ما يتجوز.
ردت فوزيه:
لأ مش سوء فهم ده إستغلال واحده حقيره أكيد ليها هدف عاوزه تقفل المصنع، طبعًا عاوزه ترد الجميل.
فهمت صابرين سبب ثورة فوزيه هى علمت ان هنالك قرار صدر من وزارة الصحه بوحود تجاوزات كبيره ومخالفات لمعايير الصحه وقد تؤدى الى غلق مصنع حندوق
لكن لم تتوقع ذالك الرد السافر والمنافى للعقل من فوزيه
التى أكملت تهجمها بشبه ردح:
طبعًا الغلط مش عليها ماهى صدقت نفسها إن ليها قيمه بعد ما قدرت إنها تخلى عواد يتجوزها، أكيد مثلت عليه البراءه، ماهى كانت هتلاقى مين يرضى بيها بعد الفضيحه اللى عملتها لما هربت يوم جوازها لعند عواد وكدبت أنه خطفها… ده غير غِلها وحقدها طبعًا منى أنا بنت السفير إنما هى بنت حتة موظف فى شركه الكهربا.
هنا لم تشعر صابرين بنفسها وهى تصفع فوزيه على وجهها قائله:
موظف الكهربا ده مهندس بشهاده أعلى من باباكِ السفير اللى خلف إتنين أقذر من بعض
إن كان عالمستثمر اللى غرضه الربح السريع ومش مهم أى تجاوزات او مخالفات،ولا وقحه زيك متجوزه وعينيها من إبن عم جوزها مفكره انى غبيه ومش فاهمه حركات إستقلالك بيا قدام عواد وإنك تظهرى دايمًا إنك الأفضل والاجدر بإسم زهران،
أنا إسم زهران ميفرقش معايا وبتباهى بإسم
سالم التهامي المهندس اللى ربى ولاده على الاخلاق اللى زيك ميعرفش قيمتها وفعلاً مع الوقت بتأكد إن جوازى من عواد كان غلطه محدش دفع تمنها غيرى.
إغتاظت فوزيه من رد صابرين وكادت تتحدث
لكن قطع حديثها صوت ماجد الذى اظهرت صابرين أمامه حقيقه كان يحاول تجاهلها، او بالأصح التغافل عنها،من اجل بناته، حقيقه مُره تجرعها لسنوات حين كان يرى نظرات الإعجاب من فوزيه لـ عواد حتى انه احيانًا كان يلهث خلفها ويستمع لوسوستها له حتى أنها اقنعته بشراكه بينه وبين عادل نكايه فى عواد أن يجد منافس أقوى منه فى السوق، لكن خسر حين علم من أحد عملاؤه بنوايا عادل الخبيثه أنه يستغل إسمه فى التفاوض مع بعض العملاء وأنه مُخادع ولديه تجاوزات كثيره يحاول السيطره عليها برشوة بعض موظفين الحكومه ولكن هذا لن يدوم طويلا وسيقع عادل بأى لحظه ووجود شراكه بينهم وقتها ستعرض ليس فقط إسم زهران للضرر والاهتزاز بالسوق بل قد يزج به وقتها أمام فوهة المدفع ويُصبح هو اكثر المضرورين من تلك الشراكه التى كانت بمباركة زوجته،والتى من الجيد أنه قام بفضها فى وقتها قبل أن يتورط أكثر.
كانت كلمة ماجد أقوى رد منه:
إنتِ طالق يا فوزيه.
صدمه ألجمت عقل فوزيه التى فاقت منها تشعر أنها مثل المذبوج بنصلٍ مسنون جعلها بشبه غيبوبه للحظات…قبل أن تصرُخ بهستيريا وتتوعد بالإنتقام.
بينما صابرين وقفت لدقيقه مصدومه هى الأخرى ثم خرجت
مُسرعه… صعدت الى سيارتها وقادتها مُغادره…
توقفت بعد قليل بالطريق تشعر بندم
عاتبت نفسها:
مكنش لازم تقولى إن فوزيه معجبه بعواد، ده اللى عصب ماجد وخلاه طلقها، حرام عليكِ، كده ممكن تاخد منه بناته وتحرمه منهم ذنبهم أيه الاطفال دول… شعرت صابرين بتآنيب الضمير، حقًا أصحاب الضمائر البريئه هم أكثر المظلومين.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسفل المياه وقف فادى يستمتع بتلك المياه الفاتره التى تسيل على جسده يبتسم بنشوه
وهو يتذكر أن غيداء آتت الى شقته الخاصه هذه المره كانت خطته ناجحه هذه المره
تذكر ذالك اليوم الذى طلب من غيداء فيه الزواج عرفيًا.
[فلاشــــــــــــ/باك]
نهضت غيداء بغضب قائله:
واضح إنى عشان بتساهل وبخرج معاك مفكر إنى ممكن أسمحلك بطلب مُنحط زى ده، بس معذور، أنا يمكن من غير انتباه منى عطيتك عنى فكره انى سهله، عن إذنك، وياريت بلاش تتصل بيا تانى.
غادرت غيداء الكافيه حتى أن فادى حاول ان يلحق بها لكن حين خرج من الكافيه كانت تصعد الى احد سيارات الاجره، فكر فى تتبع تلك السياره بدراجته الناريه والإعتذار منها لكن فجأه إهتز هاتفه برنين
نظر الى شاشة الهاتف زفر نفسه بغضب،وهو يرى إسم نهى على شاشة الهاتف هى الأن آخر من يريد الرد عليها،ضغط على ذر الإغلاق…وقف يلعن تلك الحماقه التى تحكمت به للحظه أضاع كل ما حاول الوصول اليه الفتره الماضيه.
بينما بسيارة الاجره كانت دموع غيداء تنساب بحسره تشعر بألم قوى فى قلبها،
بعد قليل وصلت الى الڤيلا،صعدت مباشرة الى غرفتها القت حقيبتها على طول يدها ثم ألقت بجسدها على الفراش تبكى بحُرقه لما حين ظنت أنها مثل باقى صديقاتها وجدت الحب التى كانت تريده،عاتبت نفسها قائله:
إنتِ اللى رخصتى نفسك خروج وسمحتى له يمسك إيدك….
كانت تبكى بحُرقه خائرة القلب تشعر أنها غرقت بدوامة يأس.
وصل فادى الى شقته دخل الى غرفة المعيشه ألقى هاتفه وسلسلة المفاتيح ثم جلس على الاريكه يشعر
بإنهاك،يجلد نفسه لما تسرع وقال هذا،
لكن بينما هو بدوامة عتاب وجلد الذات صدح رنين هاتفه،للحظه علم هوية من تتصل عليه جذب الهاتف ولم ينظر الى شاشة الهاتف ورد بتسرع وقال بعصبيه:
نهى مش ناقص سخافتك….
قاطعته قائله:
أنا مش نهى أنا منال.
حاول فادى الهدوء وأعتذر قائلاً:
متأسف يا منال، إزيك وإزي رينا.
ردت منال:
لأ مالوش لازمه الإعتذار، انا ورينا الحمد لله بخير، بس كنت عاوزه أقابلك عشان إنت عارف إنك من ضمن ورثة المرحوم مصطفى، وكل الورثه مضوا على التنازل لـ رينا إنى انا أبقى الوصيه عليها فى كل شآن يخصها ، بس إنت كنت مسافر وقتها والمحامى قال نقدر نمشى الورق لحد ما تجى إنت من السفر، بس فى بعض التعاملات بيبقى فيها تعنت شويه و….
قطع فادى حديث منال قائلاً:
أنا سبق وكنت طلبت من بابا وانا فى المانيا يبعتلى اوراق التنازل بس قالى مش ضرورى عالعموم خلينا نتقابل عشان أمضى ليكِ على أوراق التنازل.
ردت منال: أنا مش ڢى اسكندريه بس راجعه قريب هبقى أتصل عليك نحدد الميعاد، مره تانيه بعتذر يمكن إتصلت فى وقت غير مناسب، سلام.
أغلق فادى الهاتف وكاد يضعه على الطاوله، لكن وقع بصرهُ على تلك الصوره التى تضعها منال مخلفيه لهاتفها، صورة مصطفى وهو يحمل طفلته الصغيره، شعر بوهج فى قلبهُ أعمى عقله، وقال بذم لنفسه:
مالك يا فادى مضايق كده ليه اللى عملته هو الصح لازم تاخد خطوه بقى عشان تعرف تاخد القصاص
لـ مصطفى من الأتنين اللى إتسببوا فى موته وهما عاشوا حياتهم بسعاده، كمان زهقت وقرفت من كل شويه تتقمص غيداء وأجرى انا وراها أحايل وادادى
لحد ما ترضى تانى، انا ماليش فى الكلام الفارغ ده
ومس لازم يكون كل شوية اتنازل وأروح اصالحها لازم هى المره دى اللى تتنازل شويه،زهقت من قمص الطفوله اللى عايشالى فيه ده،لازم يكبر عقلها ومتاكد أنها مش هتستحمل تجاهلى ليها كتير وهى اللى هتيجى لحد عندى، ووقتها هترضخ لكل اللى أطلبه منها.
[عوده]
عاد فادى يشعر بزهو فتجاهلهُ لغيداء الفتره الماضيه آتى بنتيجه وها هى آتت بنفسها الى شقته التى أعطاها عنوانها فى أحدى الرسائل القديمه بينهم، لم يكن يتوقع أقل من ذالك،أن تتصل عليه لكن هى آتت الى شقته بقدمها.
بينما بالمطبخ وضعت غيداء ذالك الكيس الذى بيدها على رخامه بالمطبخ وجلست على أحد المقاعد تشعر بإرتعاش فى جسدها بالكامل،تود الفرار الآن كيف طاوعت عقلها وآتت لهنا،ماذا سيظن فادى بها الآن
تذكرت بالامس هى كانت بالبلده ذهبت ربما تغير المكان يُعطيها هدوء تحتاج اليه،لكن لم تجد ذالك
فى البلده
كادت غيداء تدخل الى غرفة أحلام زوجة أبيها.. لكن توقفت أمام الباب حين رات إمراه تجلس معها، لكن راتها أحلام وقالت:
تعالى يا غيداء.
دخلت غيداء الى الغرفه ورأت تلك المرأه الاخرى التى تجلس معها لا تنكر أنها بتلقائيه شعرت بعدم أُلفه حتى قبل ان تعرف من تكون تلك المرأه… حتى ان تلك المراه نظرت بإمتعاض قائله:
أكيد إنت غيداء بنت تحيه أخت عواد.
امائت لها غيداء.
بينما نظرت احلام لساميه قائله:
أزى فادى.
هز إسم فادى بدن غيداء لكن تفاجئت من فحوى الحديث أن تلك المراه هى إبنة عم أحلام إذن فادى اللتان تتحدثان عنه هو فادى التهامى،إرتعش قلبها حين سمعت قول أحلام لـ ساميه:
أمال حددتوا ميعاد خطوبة فادى ونهى ولا لسه.
ردت ساميه بإرتباك:قريب إن شاء الله على ما نهى تخلص إمتحانات آخر السنه هقوم أنا بقى زيارة المريض لازم تكون قصيره،اكيد اللى صابك عين حسد…وافقت أحلام ساميه ان ما اصابها هو الحسد.
بينما شعرت غيداء بخفقان قوى بقلبها، أيُعقل فادى سيتزوج من قريبته تلك، شعرت بـصدمه قويه،لم يفكر عقلها وتركت الغرفه دون حديث منها تتوارى بغرفتها تبكى وترثى قلبها،فادى نسيها بتلك السهوله
لكن فجأه لامها عقلها وجففت دموعها تُلقى الخطأ على نفسها وتلومها قائله:
إنتِ السبب يومها مفكرتيش وإتقمصتى ومشيتى ليه،لازم تواجهى فادى وأكيد هو بيحبنى زى ماقالى قبل كده،يمكن كلمة جواز عرفى كان إختبار منه ليكِ،يشوفك شارياه ولا لأ وأكيد اتأكد من رد فعلى إنى بيعاه،وبرر موقفك أنه عدم ثقه فيه،لازم تحاولى تستردى ثقته من تانى…حسمت امرها
بالغد ستذهب الى شقته
وها هى الآن بشقته،إستقباله لها به كثير من الأُلفه عكس ما كانت تتوقع ان يذمها ويسألها لما آتت
لكن هو تبسم لها برحابه.
إنتهى فادى من أخذ حمامه وخرج يرتدى منامه رجاليه لكن ترك أكثر من زر من الجزء العلوى مفتوح يظهر جزء كبير من صدره،ذهب الى المطبخ تبسم حين وجد غيداء تجلس،
لكن هنالك شعور إختلج بقلبه لا تفسير له،شعور دافئ به جزء من التألف للحظه تخيل انهما زوجين وأنها تنتظره بتلك البسمه التى على شفتاها تزيل عنه إرهاق يوم طويل من العمل،لكن نفض ذالك عن رأسه سريعًا فـبسمه غيداء باهته،لكن
قال:
كنت مفكر إنك على ما أخد دوش هطلع القاكى محضره لينا الغدا ونتغدا سوا،ولا الوقت اتاخر خلاص واكيد إتغديتى.
نهضت غيداء بإرتباك قائله:
إنت قولت لى أدخل الميس مقولتليش احضر غدا،وبصراحه،بصراحه.
تبسم فادى قائلاً:
بصراحه مش بتعرفى تحضرى أكل،طبعًا بنت عيلة زهران الوحيده إيديها ناعمه،عالعموم أنا كنت متعود على خدمة نفسى من وانا هنا فى مصر قبل ما اسافر فى الحيش محدش بيخدم حد إخدم نفسك بنفسك… أقعدى أنتِ وانا هحضر لينا غدا عالسريع كده، بس طبعًا تعرفى تمسكِ السكينه وتقطعى السلطه.
تبسمت غيداء وجلست تُقطع تلك الخضراوات مع تجاذب فادى لها بالحديث المرح الى ان وضع آخر طبق من الطعام على الطاوله قائلاً:
وأدى طبق المكرونه اللى بدون صلصه حسب رغبتك، معرفش إزاى هتكليها كده بدون اى إضافات هيبقى طعمها زى العجين.
تبسمت غيداء قائله: انا بحب المكرونه مسلوقه بس ماما كمان كده ويمكن ورثتها منها، هى بتسلق المكرونه وتزود شوية ملح بكمون عليها وتاكلها كده بدون أى إضافات.
نظر فادى لـ غيداء بإستغراب وهمس لنفسه:
مصطفى كمان كان بيحب ياكل المكرونه مسلوقه بس ماما كانت بتغصب عليه ياكلها بصلصه، بس كان بياكلها غصب عنه.
خجلت غيداء من نظرات فادى لها وإدعت النظر الى الطبق وبدات تتناول الطعام، فاق فادى من تلك الذكرى، وألتهى فى الطعام والحديث البسيط بمواضيع عديده بينهم، الى أن انتهوا من تناول الطعام، وفض تلك السفره الصغيره التى جمعتهم فقط بعيداً عن أى عيون غيرهم، بعد وقت نهضت غيداء قائله:
أنا اتأخرت المغرب قرب يآذن همشى أنا بقى.
فجأه شعر فادى بفراغ، لكن قال:
كنت مبسوط بالوقت القليل اللى قضيناها مع بعض وإنبسطت بزيارتك لشقتى المتواضعه.
خجلت غيداء حين قال ذالك فادى ولم تستطيع الرد للحظات ثم قالت:
لازم امشى بقينا المسا… سلام.
تبسم فادى بدهاء يتلاعب بها يعطيها الآمان من ناحيته أصبح بينه وبين هدفه خطوه واحده وغيداء هى من ستقطعها بالقريب العاجل… عليه بالصبر.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صعدت صابرين الى سيارتها ووضعت ذالك المظروف بالمقعد المجاور لها بالسياره،للحظه فكرت فى فتح المظروف ومعرفة نتبجة التحليل،لكن تراجعت بدون سبب وقامت بتشغيل السياره،وقادتها لا تعرف الى أى وجهه تذهب تشعر أنها مثل الشريده بالطُرقات،لكن تحكم القلب والشوق والتوق لوالديها بها وجدت نفسها أسفل العماره للحظات فكرت بالعدول والعوده لكن الى أين، اتعود للـ الفيلا لا هى لا تريد العوده لهناك
بظل تلك الدوامه براسها صدح رنين هاتفها… نظرت للشاشه، زفرت نفسها وهى ترى هوية المتصل،أنه عواد بتلك اللحظه حسمت أمرها،تركت الهاتف وذالك المظروف بمقعد السياره وترجلت منها صاعده الى شقة والدايها،بخُطى رتيبه تشعر بالحنين والشوق تتمنى أن تجد بينهم الراحه النفسيه التى أصبحت تبحث عنها…
توقفت أمام باب الشقه تُفكر هل تدخل أم تعود
لكن حسم الأمر هيثم الذى آتى من خلفها قائلاً:
صابرين واقفه كده ليه قدام باب الشقه مش معاكِ المفتاح ولا أيه.
إبتلعت صابرين تلك الغصه فى قلبها قائله:
يظهر ضاع أو يمكن نسيته.
تبسم هيثم ووضع المفتاح بمقبض الباب وفتحه ثم تجنب قائلاً:
إدخلى يلا مش بيقولوا الستات أولا عشان تعرفى إنى بفهم فى الذوق.
تبسمت صابرين ودخلت الى الشقه بلا مُجادله مع هيثم كما تفعل دائماً مما اثار تعجبه ودخل خلفها واغلق الباب، لكن سمع الاثنين صوت من غرفة المعيشه وتوجها إليها، تبسم هيثم قائلاً بإنشراح:
ماما، بابا إيه المفاجأه الحلوه دى.
نهضت شهيره وأستقبلتهم وضمتهم الاثنين، بينما ظل سالم جالسًا رغم نظرات الشوق بعينيه،
ترك هيثم شهيره وذهب للجلوس جوار والده مُبتسمًا،بينما ظلت صابرين واقفه تشعر بإشتياق لحضن سالم الذى تحتاجه الآن بشده لكن إنشغل سالم بالحديث المرح مع هيثم،بينما آتت فاديه قائله:
صابرين إتأخرتى ليه، يلا
أنا حضرت لقمه ناكلها مع بعض
بعد قليل جلسوا جميعًا على طاولة السفره…وضعت شهيره يدها على كتف صابرين قائله:
مش بتاكلى بيض ليه يا صابرين،أنا جايبه البيض ده معايا من البلد.
تبسم هيثم يقول بمناكفه:
ما هى مش بتستطعم غير البيض اللى بتسرقه من وراكِ يا ماما.
تبسموا جميعًا
بينما هى شعرت بغصه قويه
سخرت من طفله أقصى أمانيها أن تحصل على ببضة تلك الدجاجه التى تخشى الأقتراب منها… تود أن تمحى الفتره الماضيه من حياتها.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا زهران
لم يسمع عواد فقط لحديث ماجد الذى أعتذر منه على ما حدث من إنتهاك فوزيه لـ صابرين بالحديث، بل رأى شريط مُسجل بكل ذالك شعر بالغيظ الشديد من فوزيه، طلاقها فى نظر عواد كان أقل رد على خوضها فى حق صابرين وتلك الالفاظ المتدنيه التى نعتتها بها كذالك رأى تهجمها على صابرين بمحاولة الضرب،من الجيد انه لم يكُن موجود لرد ذالك صفعات لـ فوزيه،
ترك ذالك الخاسوب وأمسك هاتفه يتصل على صابرين لكن يعطى رنين ولا ترد،لأكثر من مره كرر الإتصال…نهض وحسم أمرهُ،يعلم أين تكون صابرين
هى باحد مكانين
أما عند صبريه،او فاديه…
أحتار الى ان يذهب
فكر بالاتصال على فاديه وسؤالها عن صابرين،لكن شعر بالحرج…
حسم أمره سيذهب أولاً الى شقة فاديه وإن لم يجدها هناك….
ماذا أسيذهب لها بشقة صبريه
فكر كثيرًا لكن تحكم قلبه لا داعى للكِبر الآن كل ما يهمه ان يعود بصابرين الى هنا أما عن كرامتها التى اهانتها تلك الوقحه فوزيه سيردها لها أضعاف.
……..
كانت صابرين تجلس جوار شهيره بداخلها تشعر بالعزله،لاحظ سالم التى لم تنزل عيناه من عليها منذ أن راها ولاحظ أيضاً تلك الخرابيش الظاهره بأحد وجنتيها،وكاد يسألها عن سببها،لكن بنفس اللحظه سمعوا جرس باب الشقه،نهض هيثم قائلاً:
هفتح أنا الباب.
بعد لحظات دخل هيثم ومن خلفه عواد الذى قال:مساء الخير.
إنتبهت صابرين الى صوت عواد التى تفاجئت به
بينما نهض سالم واقفًا بتحفز
كذالك صابرين وقفت…
فقال سالم:أيه السبب فى خربشة خدك دى يا صابرين.
نظرت صابرين لـ عواد ثم نظرت لوالداها قائله بكذب:
دى خربشة قطة غيداء نطت فى وشى.
تفاجئ عواد برد صابرين
بينما سالم شعر ان صابرين تكذب
تحدث عواد:انا كنت قريب من هنا وقولت أجى اخد صابرين عشان نرجع للڤيلا.
نظر سالم لـ صابرين التى تُخفض وجهها ود أن تقول له انها تريد البقاء،لكن إمتثلت صابرين قائله:
تمام.
نظر عواد لـ سالم ببسمة ظفر
وهو يرى صابرين سارت من أمامه وخلفها فاديه
توقف الاثنان خلف باب الشقه تتهامسن بينهن الى أن آتى عواد لمكانهن وفتح باب الشقه
فخرجت صابرين أمامه…وهو خلفها..أغلقت خلفهم فاديه الباب
ثم عادت الى غرفة المعيشه قائله:
نسيت اقول لصابرين إنى راجعه معاكم البلد بكره،شويه كده واتصل اقولها.
اماء لها سالم برأسه يشعر بالندم لما ترك صابرين تغادر مع عواد لما لم يجعلها تبقى حتى لو غصبًا منه لها،يشعر بغصه قويه فى قلبه تلك ليست صابرين الذى عهدها كانت تمزح وتمرح اليوم كانت شارده منعزله،صابرين آن الآوان أن يستردها قبل أن تنطفئ أكثر من ذالك لكن لابد من حل مشكلة فاديه اولاً.
توقفت صابرين أمام العماره قائله:
أمال فين عربيتك.
رد عواد قائلاً:
كنت جاى مع السواق وقولت له يمشى،هنرجع بعربيتك.
تعجب عواد من عدم مُجادلة صابرين وفتحت القفل الاليكترونى لسيارتها، ثم توجهت نحو باب المقود ودخلت الى السياره
فى نفس الوقت فتح عواد الباب الآخر ودخل الى السياره وقع بصره على هاتف صابرين الموضوع فوق ذالك المظروف، مسك الهاتف قائلاً:
بتصل عليكِ مش بتردى.
نظرت صابرين للهاتف الذى بيده قائله بسخريه:
الموبايل اهو فى ايدك كنت نسياه فى العربيه.
مدت صابرين يدها كى تأخذ المظروف …
لكن عواد جذبها من يدها عليه وقبلها بشوق.
تفاجئت صابرين بتلك القُبله، لكن سُرعان ما تركت المظروف يقع من يدها ودفعت عواد الذى ترك شفاها مُرغمًا قائله بإستهجان:. معندكش حيا مش ملاحظ إننا فى الشارع.
تبسم عواد قائلاً: إزاز العربيه مقفول.
بنفس اللحظه نظر عواد الى ذالك المظروف الذى وقع من يد صابرين، ورأى شعار أحد مراكز التحاليل الطبيه الشهيره
شعر بالقلق قائلاً:
لمين ظرف التحليل ده؟
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بحر العشق المالح)