رواية بانتظار العشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم زينب محروس
رواية بانتظار العشق البارت الرابع عشر
رواية بانتظار العشق الجزء الرابع عشر
رواية بانتظار العشق الحلقة الرابعة عشر
صدح رنين الهاتف، ليستيقظ هادي من أجل صلاة الفجر، لكنه فور ما فتح عينيه حتى أحس بتلك اليد الناعمة على وجنته بالإضافة إلى الثقل الذي يعتلي صدره، أزاحها بعيدًا عنه برفق و اعتدل جالسًا و هو يطالعها باستغراب هامسًا لنفسه: هي ايه اللى جابها هنا؟!
كاد أن يوقظها و لكنه تراجع عن ذلك و دثرها جيدًا و تركها تنام فى فراشه و ذهب إلى رضوى يوقظها من أجل صلاة الفجر.
_______________
قبل عدة ساعات.
أردف حسام بثبات: أجي معاكم فين؟؟
وائل بتكشيرة: مش عايز تاخد مراتك؟!
ابتسم حسام ساخرًا و قال: حسام المنشاوي محدش يقوله هيعمل ايه! أنا اللى بتحرك بمزاجي و عشان كدا أنا مش جاى معاكم، و زى ما اخدتوا مراتي من بيتي هتجبوها لحد عندي و دلوقت!
نظر له وائل بضيق قبل أن يُفتح باب إحدى السيارات و و يترجل منه سعد الدمنهوري الذي اقترب من حسام و قال: كنت عارف إنك هترفض تيجي، عشان كدا قررت اتنازل أنا المرة دى و اجيلك.
حسام بتهكم: و الله تتنازل و تيجي، تصمم و متجيش دي حاجة متخصنيش، انا عايز مراتي.
تحرك سعد إلى سيارته مرة آخرى و أخرج منها فاطمة و التى كانت مقيدة من معصميها، فتحرك حسام سريعًا إليها و أحل هو عقدة يديها و هو يسألها بقلق و لهفة: فاطمة حبيبتي أنتي كويسة؟
اماءت فاطمة برأسها و لم تتحرك، فاحتضنها حسام بحنان و هو يطمئنها، فهو استطاع أن يرى الخوف فى عينيها، ثم ابتعد عنها و قبل رأسها بحب ثم ابتسم لها قائلًا: انا معاكي متخافيش.
افتر ثغرها أن ابتسامة بسيطة، فأمسك حسام يدها كي يغادر لكنه سرعان ما تركها و نظر إلى سعد غاضبًا و بغتة صفعه بشدة و قال: الألم ده عشان الحبل اللى علم على إيدها ده.
فى هذه اللحظة أشهر الرجال أسلحتهم فى وجه حسام و هم على استعداد للثأر لسيدهم و لكن وائل نظر إليهم بغموض و قال: نزلوا اسلحتكم.
اصغوا لحديثه و أفسحو الطريق لحسان الذي مر من بينهم و هو يحتضن فاطمة تحت ذراعه.
انتظر سعد حتي غادرت سيارة حسام المكان ثم أردف بحقد و توعد: لو مخلتكش تيجي لحد رجلي و تسلملي فاطمة بنفسك مبقاش أنا سعد الدمنهوري.
تحرك إليه وائل قائلًا: احنا انهينا مكالمة الفيديو مع ألبيرتينو مساعد الزعيم، تحب نتحرك وراهم انا و الرجالة؟؟
رد عليه سعد بشرود: لولا مكالمة الفيديو اللى الزعيم طلبها عشان يتأكد إن فاطمة رجعت ل جوزها، كنت وريت ابن المنشاوي ده مكانته الحقيقة، و كنت هحرك قلبه على فاطمة.
وائل باقتراح: احنا فيها.
سعد بشر: حالياً منقدرش نعمل حاجة عشان الزعيم هيكون مركز معانا و مراقبنا من خلال رجالته فى مصر، فترة كدا و هرد الألم ده ألمين لابن المنشاوي، اصبر عليا.
فى منزل حسام و فاطمة، كانت جالسة على فراشها و هي تبكي فى صمت و تتذكر كيف تم اختطافها خرجت من المنزل، فى هذا الوقت دلف إليها حسام ببعض الطعام و عندما رأها تبكي وضع الطعام جانبًا و اقترب منها و جلس أمامها.
ازال دموعها برفق و أمسك يديها بحنان و سألها: ممكن اعرف بتعيطي ليه؟!
لم تجب عليه فاطمة و إنما سالت دموعها مجددًا، فقال حسام: طب حد منهم عملك حاجة؟؟؟
حركت رأسها برفض مما جعل حسام يقول: ممكن تبطلي عايط و تفهميني عشان اخفف عنك يا فاطمة!
نظرت له بتردد فابتسم لها حسام يحثها على الحديث، ف سحبت فاطمة يديها و باغتته باحتضانه، كنت تشدد من احتضانه و كأنها تبحث عن الأمان بين ضلوعه.
فى البداية تفاجأ حسام من فعلتها، لكنه لف ذراعيه حولها يضمها إليه، و مسح على رأسها و قال: أنا هنا جنبك يا فاطمة.
اجهشت فاطمة فى البكاء و قالت من بين شهقاتها بتقطع: أنا كنت خايفة اوي يا حسام، سيناريوهات كتير أو خطرت على بالي مش عارفة ايه اللى كان ممكن يحصلي لو انت مش انقذتني.
أنهت معانقته و أمسكت يده و قالت و هي تنظر فى عينيه: عارف يا حسام، سعد قالي إنك مش هتسأل فيا و لا هتهتم لغيابي، و دي كانت أكتر فكرة خوفتني يا حسام، انا عارفة إنك اتجوزتني مُجبر، بس عايزة اعرف هو أنا لو اتكرر معايا الموقف دا تاني مش هيفرق معاك فعلاً؟؟
ابتسم لها حسام بحنان و أردف بهيام: اولًا الموقف ده مش هيتكرر معاكي تاني عشان أنا جنبك و مش هسيبك و مش هسمح إن ده يحصلك أبدًا.
ثانيًا: أنا لما عرفتي إنك مخطوفة، حسيت إن روحي حد اخدها مني فقوليلي بقى هل فى حد مش بتفرق معاه روحه!!……… فاطمة انتى بالنسبة لي مش مجرد زواجة بالإجبار! أنتي اكتر من كدا، انتي حلم مفارقنيش لحظة من ست شهور، انا صورتك قدامي طول الوقت حتى و أنا نايم، مجرد شوفتك بس كانت حلم بعيد بالنسبالي، فأكيد بعد ما ربنا كرمني و رزقني بشوفتك كل يوم، فأنا مش هحرم نفسي من النعمة دى تاني ابدًا، انا يوم ما شوفتك واقفة مع نادر اتعصبت جدًا لمجرد إن ضحكت دي بطلع لغيري، اتعصبت لمجرد إن صوتك اللى يشبه لحن جميل ده بيسمعه غيري، اتعصبت عشان فاطمة بيقدر حد غيري يظهر ابتسامتها، و دي كانت أول مرة اجرب فيها إحساس الغيرة و الخوف من إنك متكونيش ليا و معايا…….. بس كل الكلام ده مش مهم دلوقت عشان عارف إن مشاعرى من طرف واحد، المهم حالياً و اللى عايزك تعرفيه هو إن اللى حصل مش هسمح بيه يتكرر تاني و لازم تعرفي إنك اهم حد فى حياتي و مش هسيبك تتأذي فى وجودي.
كانت فاطمة تستمع لحديثه بتفاجئ، و بالرغم من ساعدتها بما يقول و رغبتها فى الاعتراف هي الأخري إلا أنها لم تقدر على النطق بحرف واحد و كأنها قد ابتلعت الكلمات.
أحس حسام بشعورها بالاندهاش لذا قرر الانسحاب و تركها مع أفكارها، استوى على قدميه و قال: أنا هخرج و اسيبك ترتاحي، بس متخليش الأكل يبرد و كُلي قبل ما تنامي.
____________________________
بعدما انتهي هادي من صلاة الفجر، جلس و بجانبه رضوى و كل منهما يقرأ القرآن بصوت منخفض لا يسمعه الآخر، قبل أن ينتهي هادي من قراءته تفاجأ ب سالي التي جاءت و جلست بجانبه و هي تحمل سترته الجلدية التي كانت يرتديها وقت إنقاذها.
نظر هادي إلى رضوى التى انتبهت لها هي الأخري و قالت: شو يا اللى فيئك حبيبتي.
ابتسمت سالي و أشارت إلى هادي، فأكملت رضوى: عشان هادي مكنش جنبك؟؟
أماءت سالي برأسها، فقال هادي بحيرة: طب و الحل ايه دلوقت؟ مش هينفع اللزقة اللى أنا فيها دي!
رضوى بقلة حيلة: ما فينا نعمل شي يا أخي، استحمل اشوي، حتي نقدر انساعدها.
هادي بضيق: انا مش معترض على المساعدة يا رضوى، بس موضوع إني اقوم ألاقيها نايمة فى حضني ده مضايقني، مينفعش يكون فى بينا تلامس للدرجة دى.
رضوي باعتراض: بس يا أخي، هي مانا بوعيها، و متل ما قال الدكتور، هي شايفة انو أنت مصدر الأمان تبعها منشان هيك طول الوقت بدها تضل جنبك.
هادي بتذمر: مش عارف يا رضوى مش عارف.
قبل أن تُجيب رضوي، لاحظا الأخوين سالي التي أدمعت عينيها و نهضت من جانب هادي و اتجهت إلى الباب.
نظرت رضوى إلى هادي بتفاجئ، فهذا يعني أنها تفهم مقصدهما، فكلاهما اعتقدا أن ما حدث قد أثر أيضاً على حالتها العقلية لكن من الواضح أنها مازالت بعقلها الناضج، فها هي قد فهمت أنها غير مرغوب بها فى هذا البيت.
تحرك إليها هادي سريعًا و منعها من فتح الباب قائلًا: رايحة فين؟؟
نظرت له سالي بأعين دامعة و لم تجبه و فقالت رضوى: بعتذر حبيبتي، ما كنت بقصد إنك تروحي من هنا، نحنا بدنا ياكي تضلي معنا.
لم تتحدث سالي و إنما نظرت إلى هادي بحزن و عتاب، فاعتقدت رضوى أنها ترغب أن تسمع كلماتها من هادي، فلكزت أخيه برفق دون أن تراها سالي و قالت: و اخي هادي كمان هيك بدو يقول، مو هيك اخي؟؟
أدرك هادي ما ترمي إليه رضوى، فقال باسمًا: ايوه طبعًا انا مش عايزك تمشي من هنا و عايزك تفضلي معانا.
هنا ابتسمت سالي و أزالت دمعة قد فرت من عينها، ثم أحتضنت هادي مُتعلقتًا فى رقبته، نظر هادى إلى أخته ثم
اربت على ظهر سالي بتوتر قبل أن يُبعدها عنه قائلًا: تعالي يلا عشان تكملي نومك.
كان هادي يهم بأن يسير بجانبها محافظًا على المسافة بينهما، لكنها سبقته عندما تعلقت بذراعه، فكاد هو أن يبعدها عنه و لكنه لمح رضوى التى أشارت له بأن يتركها كي لا تحزن و تفكر مجددًا فى المغادرة.
عاد بها هادي إلى غرفة شقيقتها، دثر سالي جيدًا و أحضر كرسيًا خشبيًا و وضعه بجانب الفراش و بدأ يرتل القرآن حتى غفت سالي و بجانبها رضوى، حاول هادي كثيرًا أن يسحب منها يده و لكنه لم يستطع، فكأن قبضتها قد ماتت على راحة يده، استسلم هادي للأمر أراح ظهره على المسند الخاص بالمقعد الخشبي و ذهب فى سُباتٍ عميق.
______________
كان حسام ذاهبًا لشُرب الماء، لكنه تفاجئ بأن الأنوار مازلت مشتعلة فى غرفة فاطمة، راوده الشك أنها من الممكن أن تكون مازالت مستيقظة و تخاف أن تنام بسبب ما حدث.
اقترب من الباب بتردد و فتحها دون أن يطرقه حتى لايزعجها إن كانت نائمة، لكنه تفاجئ عندما وجدها جالسة على مثلما تركها قبل ساعات.
أغلق الباب و تحرك إليها و سألها بقلق: منمتيش ليه يا فاطمة؟
– أنا خايفة، حاولت انام لكن فى كل مرة كنت بشوف كوابيس بسبب الخطف.
– ليه مجاتيش قولتيلي؟؟
– أنا محبتش أزعجك.
أردف حسام بتردد: تحبي أنام جنبك؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بانتظار العشق)