رواية بالغرام قلبي تغنى الفصل الثاني 2 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بالغرام قلبي تغنى البارت الثاني
رواية بالغرام قلبي تغنى الجزء الثاني
رواية بالغرام قلبي تغنى الحلقة الثانية
بعد وقت عصرًا بشقة جدتها فتحت كوكي باب الشقه ودلفت تشعر بإرهاق، جلست على أحد مقاعد الردهة تتنفس بسأم، نظر لها وجيه الذى خرج من غرفته ضاحكًا يقول:
-شكلك عامل كده ليه زى اللى كان بيجري فى ماراثون، إنت لسه فى أول يوم فى الجامعه، بعد أسبوع هترجعي للشقه زحف
نظرت الى إستهزاؤه عليها بغضب قائله:
-ده إن كملت فى الكليه دى أساسًا أنا هحول لكلية إعلام أو تربيه إن شاله علوم
-مكنتش أعرف إنك إنهزاميه وهتغيري الجامعه من أول يوم كده
رفعت بصرها ونظرت نحو ذاك الصوت، الذى يخرج صاحبهُ من غرفة وجيه، نهضت واقفه بذهول وأشارت بإصبعها نحوه تقول بغضب تلقائي:
– أيه اللى جاب السخيف ده هنا.
ضحك وجيه ، كذالك راقيه التى جاءت تقول بنفي:
– عيب يا كوكي ، ده “حسين” جارنا وصاحب وجيه متربين سوا كمان كانوا زمايل فى الدراسة
تفوهت كوكي بإستهزاء قائله:
-طبعًا زمايل ما هما نفس السخافة
غصبً رغم إستهجان كوكى عليه لكن ضحك قائلًا بإستفزاز:
– أيه اللى آخرك كده، توهتِ فى الطريق زى ما توهت بين مدرجات الجامعه ودخلتي مدرج دفعة التخرج
نظرت له بسُحق صامته بينما سألت راقية:
– مش فاهمه تقصد إيه يا حسين، عالعموم نتكلم وإحنا بتغدا ألاكل عالسفرة يلا قبل ما يبرد وإنتِ يا كوكي الجو النهارده حر شوية، روحي إغسلِ إيديك ووشك هتفوقي وحصلينا عالسفرة
بعد دقيقتين إنضمت كوكي لطاولة الطعام، رمقت حسين بنظرة حُنق، تبسم حسين بإستفزاز، لم تُبالي وجلست تتناول الطعام وسط حديث لم تُشارك فيه كان بين وجيه وحسين وذكريات أيام الدراسة كانت تشعر بتلميحات حسين المُبطنه أنه كان مُناضلًا من أجل التقدُم دائمًا فى الدراسة ولم يستسلم من اليوم الأول دون سبب كما قالت هى قبل قليل
بعد قليل بغرفة المعيشه وضعت راقيه طبقً من الفاكهه على تلك الطاولة وجلست تتنهد ببعض الإرهاق، تبسم حسين لها قائلًا:
– إستريحي يا طنط أنا مش غريب وأى حاجه هعوزها هقوم أجيبها لنفسى هى أول مرة يعني
تبسمت له بود قائله:
-إنت صاحب بيت يا حبيبي
نظر له وجيه قائلًا:
-طب طالما كده وإنت صاحب بيت ما تقوم تعمل لينا كوبايتين شاي، أخاف أطلب من كوكي بصراحه عليها كوباية شاي مقولكش متتشربش لاء دى كفيله تكرهك فى كل أنواع الشاي.
ضحكت راقية بتوافق قائله:
-إنت عارف أختك كانت مدلعه كوكي وهى كانت متفرغه للدراسة دى أول مره تدخل المطبخ كان هنا من كام يوم.
تبسم حسين يشعر بخفقات غريبة عليه
بعد قليل بغرفة وجيه نظر الى حسين الذى كان يجلس جواره يشاهدان أحد البرمجيات الذى يعمل على تنفيذها قائلًا:
-صدعت ، ما تقوم تعمل لينا كوبايتين شاى،عشان أصحصح.
نظر له قائلًا:
-كنت الفلبنيه اللى طنط راقيه جيباها لخدمة سيادتك.
تبسم وجيه قائلًا بمزح:
– إعتبر نفسك كده ، الحق عليا بعملك برنامج يسهل عليك حفظ رسوماتك الهندسيه عالابتوب ويحفظها من الضياع
تنهد حسين بإستسلام قائلًا:
– يعنى اعملك شاي رشوة
أومأ وجيه مُبتسمً نهض حسين موافقًا يقول:
– ماشي، بس أرجع الاقيك خلصت انا راجع النهاردة الصبح من سفاجا عشان أنا المهندس المسؤول عن إنشاءات أوتيل هناك، رجعت على الجامعه كان عندي محاضرة، وهلكان ومحتاج آخد شاور وبعدها اترمي عالسرير
ضحك وجيه قائلًا:
– طب روح أعمل الشاي وإبقى تعالى إحكي لى مظلمتك، كمان قولى ليه كوكي مش طيقاك، أنا قولت هعرفك عليها عشان تاخد بالك منها فى الجامعة، بس واضح كده إنها مش هتكمل فى كلية الهندسة دى من أول يوم وراجعه مخنوقه وعاوزة تحول جامعه تانيه.
ضحك حسين قائلًا بثقة:
-لاء متخافش هتكمل هندسة
ضحك وجيه غامزًا:
-يعجبني ثقتك بنفسك بس بلاش مع كوكي، كوكي واضح إن معندهاش قابليه ليك، كمان مش من النوع اللى بيضغط على نفسه ويتحمل وتقول أجرب للآخر
تنهد حسين قائلًا بثقة:
-هتراهن، كوكي هتكمل دراسة الهندسة
ضحك وجيه قائلًا:
-أنا راجل عملي ماليش فى المُراهنات، بس بحذرك كوكي تبان دلوعة صحيح لكن فى لحظة قادرة تاخد قرار ومتفكرش فى نتايجه بعدين.
تبسم حسين قائلًا:
– هروح أعمل الشاي وأرجع تكون خلصت الابلكيشن.
اومأ وجيه له، ذهب حسين الى المطبخ، وقف خلف تلك الطاولة الرخاميه بنتظر غليان المياة، لكن نظر نحو باب المطبخ حسين سمع صوت كوكي التى دلفت الى المطبخ ظنًا ان جدتها هى من به وقالت بتسرع ودلال:
تيتا حبيبتي هتعمـ…
توقفت عن الحديث عن نظرت الى ذاك السمج الذى يبتسم لها بسماجة فى نظرها، لكن سريعًا لوهله شعرت بخجل وهي تتذكر انها بمنامه منزليه، حقًا محتشمة وفضفاضه، كذالك كانت تعصب وشاحً حول شعرها يُخفي خصلاته،لكن ليس بطريقة حجابً بل بطريقه كوميديه يبدوا انها عصبت رأسها بذاك الوشاح بسبب الإرهاق لم ينتبه الا لملامح وجهها الحانق، قائلًا بإستفزاز:
-أكيد الكام يوم اللى فاتوا عرفوكِ إن طنط راقيه متعودة تنزل تصلِ العشا فى المسجد وتتأخر شويه
تضايقت منه قائله:
-واضح إن لك صلة وثيقة بالبيت هنا بدليل واقف فى المطبخ كآنك صاحب مكان
تبسم قائلًا:
– أنا فعلًا متربي هنا، أنا وجيه زملاء وأصحاب من قبل ما ندخل المدرسه لحد ما خلصنا الثانوية العامة، هو إختار هندسه اليكترونيات وانا هندسة معماريه، بس فضلت صداقتنا زى ما هى
تهكمت قائله:
– طب ليه مشوفتكش هنا قبل كده
تبسم بإستفزاز قائلًا:
-عادي إنت عايشه مع مامتك وباباكِ فى السعوديه ومكنتيش بتنزلوا أجازات كتير، وطبعًا الاجازة بتبقى للفُسح وأنا مش بحب أضيع وقت ممكن أستغله فى شئ ينفع أكتر
نظرت له بغضب قائله بسوء فهم:
– قصدك إنى تافهه
تبسم قائلًا:
-مش قصدي بس كل واحد بيحب يقضي وقته حسب ما بيفضل، وأنا دراسة الهندسة علمتني أبقى شخص عملي
تهكمت قائله:
-الحمد لله إني أخدت قرار التحويل لجامعه تانيه مش بحب أبقى عمليه بحب التفاهه
ضحك بإستفزاز قائلًا:
-ومن قالك إن ماليش فى التفاهه، بس بعرف أفصل كويس بين وقت انى أكون قد المسؤلية اللى أنا موضوع فيها، لكن إنتِ بتحبِ الشئ السهل، ومش بتحبِِ الإبتكار عاوزه تبقي نمطية، إنت إستصعبتِ الدراسة فى كلية الهندسه من محاضرة واحدة حضرتي جزء منها بالغلط، بدل ما كان يبقى ده حافز ليكِ عاوزه تهربي لشئ سهل.
تضايقت من حديثه قائله:
– عادي جدًا كل شخص ببقى عارف إمكانياته ويوظف نفسه تبعها، وانا دراسة الهندسة مش حسب إمكانياتي ممكن أبتكر أكتر فى مجال تاني، زى التدريس مثلًا، أو دراسة الإعلام، الميديا هى لغة العصر
ربع يديه حول صدرهّ سائلًا:
– حتى التدريس أو دراسة الإعلام هيحتاجوا لمسؤولية، مش نوع الدراسه هو اللى هيسهل عليكِ الصعب، المسؤليه هي اللى صعبه عندك، قبل كده كنتِ بتذاكري عشان تبقى متفوقه مش فارق معاكِ تبقي مبدعه، شئ نمطي يعني، لكن فى فرق بين التفوق والإبداع والإتقان، ودول ناقصين عندك، كمان تحمُل المسؤولية يعني رأيي مش نوع الدراسه هو اللى هيفرق معاكِ، رأيي إنك من النوعيه اللى تخلص دراسة الجامعه وتتجوز وتشغل نفسها بأحدث صيحات الموضه وصبغات الشعر، ونميمة النسوان فى صالونات التجميل ،حتى مسؤوليه تحمُل بيت وزوج مش قدها
نظرت له بغيظ قائله:
– عالأقل لما أتجوز وانشغل بصيحات الموضه وصبغات الشعر هيبقى عندي ذوق راقي ، مش هبقى مُتنمرة زي حضرتك ، وهتعلم منها إزاي أعرف أتكلم بطريقة أفضلو، كمان إتيكيت
-بتحبِِ النمطيه معندكيش إبتكار فني
هكذا قال بإستفزاز، نظرت له بغيظ قائله:
-بس عندي ذوق و..
كادت تفلت عصبيتها عليه لكن دخول وجيه الى المطبخ ونظرته لنظرات عينيهم كانت كفيله بمعرفة أن نظرة عيني كوكي حاده على شفا الإنفجار وحين تتعصب تُخطئ، بينما حسين نظرته باردة ، يعلم أنه إستفزازي ويستطيع إستفزاز من أمامه بسهوله لطف بينهم قائلًا:
-كل ده بتعمل كوبايتين شاي، إنت لو بتشوي لحمة جمل كان زمانها إستوت.
بإستفزاز نظر حسين نحو كوكي بعد أن صب تلك المياه الساخنه بالأكواب قائلًا :
-لاء الشاي جاهز أهو، عملت لك معانا كوباية شاي بس من غير السكر معرفش بتحبِ كم معلقة سكر عن نفسي بشربه من سكر
زفرت نفسها وكادت تستهجن لكن وجيه حاول إخفاء بسمته قائلًا:
-بنت أختي هي السكر ومش محتاجه لسكر فى الشاي، ويلا تعالى خلصت الابلكيشن، مش بتقول مُرهق وعاوز تروح تنام
أومأ حسين بموافقة وهو يحمل تلك الصنية، ثم نظر الى كوكي بعناد قائلًا:
– فعلًا مُرهق جدًا ، عالعموم كوباية البشمهندسه على الرخامة ممكن توسعي من الطريق عشان أعدي
تنفست بقوه وكزت على أسنانها بغيظ، وتجنبت وهى تود سلخ وجهه بتلك الأكواب.
غادر حسين مع وجيه، ظلت كوكي بالمطبخ، وقع بصرها على كوكب الشاي، لوهلة فكرت بكسر الكوب ربما يُهدأ من غيظها، لكن تراجعت قائله:
– خسارة أكسر الكوبايه ميستاهلش، أنا أشربها انا كنت مصدعه وكنت محتارة هعمل كوبابة الشاي إزاي
جذبت الكوب وإرتشفت منه رشفه سرعان ما نفخت بفمها من قسوة السخونة قائله بإستهجان:
-غباوة السخيف خلتني نسيت ان الشاي لسه مولع ، بس للصراحه طعمه كويس مش زى اللى أنا بعملة ، أخد الكوبايه وأرجع أوضتي لحد ما يغور ، ده بيتصرف كآنه صاحب مكان تيتا قلبها طيب وبتفتح قلبها للأغبياء
بينما بغرفة وجيه وضع حسين الصنيه على الطاوله ثم جلس هو وجيه الذى سأله بإستخبار:
-قولي أيه حكايتك مع كوكي دي مش طيقاك ولا طايقه كلية الهندسة بعد ما كانت متحمسه ليها
ضحك حسين وسرد له ما حدث بالجامعة، ضحك وجيه هو الآخر قائلًا:
-لاء ده كتير بصراحه لو مكانها كنت خنقتك، بس أنا شايف إنك بتتقبل تهجمها عليك وبتضحك، إنت صديق عمري وأنا عندي ثقه فيك
وكزه حسين قائلًا:
-عيب عليك، أنا عمري ما أبص لبنت أختك بنظرة مش كويسه إنت عارف أخلاقي كويس كل الحكاية ، بحب أشوفها متعصبه كل ما تشوفني ، وبعدين فين الابلكيشن خلاص هنجت وقربت أفصل.
بعد مرور فترة وجيزة بمكتبة كلية الهندسه كانت كوكي تسير تبحث بين رفوف تلك المكتبه عن أحد الكُتب ،غير مُنتبة تُركز بالبحث عن مآربها، لكن حين وجدته كان بأحد الرفوف العاليه ولقصر قامتها حاولت ان تقف على أطراف أنامل قدميها، لكن لم تصل له، لكن تفاجئت بيد سحبت ذاك الكتاب، بسرعه نظرت له لكن تبدلت ملامحها حين نظرت الى تلك البسمة السخيفه فى نظرها، وقالت بتسرع:
-على فكره أنا اللى كنت هاخد الكتاب الأول
تبسم ببرود ومد يدهُ لها به قائلًا:
-وأنا جبته علشانك لانك مكنتيش هطوليه غير فى حاله واحدة، أعتقد مكنتش هتعجبك، وكمان ممكن كانت تتفهم غلط مع أنها كانت هتبقى مساعدة مني
شبه أخذت الكتاب بقوه من يده سائله بإستهزاء :
-وأيه هى الطريقه دى بقى وليه هتتفهم غلط؟
تبسم ببرود قائلًا:
-إني كنت أشيلك وأرفعك شويه لحد ما تطولى الكتاب
تبدلت نظرة الإستهزاء الى نظرة غيظ قائله:
-وقح ومعندكش أي ذوق، ولو مش إحنا فى الجامعه كان هيبقى ليا تصرف تانى
ضحك قائلًا بإستفزاز:
-وأيه هو التصرف التاني ده بدل ما تشكريني إنى قدمت لك خدمه، عالعموم العفو، بس شايف إنك كملتِ دراسة فى كلية الهندسه
فهمت تلميحه وقالت له بإستكبار:
– انا واحده متعودة طول عمري أكون من الآوائل، وأكيد ذكائي خسارة أخسرهُ وادرس فى كلية أقل من مستواه
قالت هذا وسارت من أمامه ذاهبه نحو موظف المكتبة، نظر نحوها وتبسم بقبول قائلًا:
-أحب أنا الواثقة من نفسها
*****
مرت فترة أخري بشقة جدتها بعد يوم مُرهق عادت ، سمعت صوت من ناحية غرفة المعيشه ، بتلقائيه ذهبت نحوها ، عبست ملامحها حين وقع بصرها على ذاك السخيف الذى كلما يراها يبتسم ويخفق قلبه، بينما هى تشعر بالسخافه منه، بالأخص حين ترا دلال جدتها له وشُكرها، تبسمت جدتها قائله:
– تعالي يا كوكي، جايه بدري النهارده
ردت كوكي: الدكتور لغى المحاضرة
نظر وجيه نحو حسين ثم نظر الى راقيه قائلًا:
– حسين فى شركة إنشاءات هندسيه من فترة كانوا بيتواصلوا معاه عشان يشتغل فيها وأخيرًا خد القرار وقدم على أجازة من التدريس فى الجامعة وهيسافر خلال أسبوع.
تبسمت كوكي بغمره قائله:
– والله بجد، ده أحسن خبر سمعته، يعنى خلاص هتسافر بعد أسبوع، بالتوفيق
إندهشت راقيه تضايقت بنفس الوقت من نبرة حديث كوكي كآنها تقول له “إذهب بلا عودة ”
كذالك وجيه شعر بالضيق منها لكن حول الدفه قائلًا:
– إبقي شوفلى عقد هناك فى أي شركة الكترونيات
نظر نحو كوكي شعر بغصه لهذه الدرجة تبغضهُ، لكن تبسم قائلًا:
دي فرصه كبيرة ليا ، كده كده التدريس فى أى وقت أقدر أرجع له ، لكن دى فرصه مش بياخدها غير المُميزين
تهكمت كوكي بإستهزاء ورسمت بسمه طفيفة على شفتيها
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بالغرام قلبي تغنى)