رواية باطن الأرض الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani
رواية باطن الأرض الجزء الثالث
رواية باطن الأرض البارت الثالث
رواية باطن الأرض الحلقة الثالثة
….. صمت الجميع تماما ليفزع آذانهم صوت بكاء أطفال يصدر من تلك الحجرة فزعوا الرجال وهرعوا الى خارج الحفرة مصرين على عدم النزول لها مجددا
ليصيح فيهم أحد كبار البلدة بعد كل ما وصلتم له تريدون ان تنسحبوا وتضيعوا هذه الفرصة عليكم وعلى كل أهالي القرية؟
ليرد عليه احد الرجال الذين كانوا بالحفرة: يا شيخ ألا تفهم ما نقول هُناك صوت بكاء أطفال بالأسفل أي أطفال هؤلاء الذين سيكونون في غُرفة على عمق عشرة أمتار أسفل سطح الأرض
ضحك الرجل الكبير بضحكات مُستفزة ثم قال: لماذا تسألوني انا اسألوا انفسكم أي اطفال هؤلاء الذين سيكونون بهذا العمق لماذا لا تصارحوني وتصارحوا أهالي القرية جميعاً أنكم قد وجدتم الكنز واخذتموه كله لكم وأكلتم حق اهل القرية فيه!
ليصيح فيه أحد الرجال الذين كانوا بالحفرة: التزم حدودك أيها العجوز كيف تتهمنا بالسرقة وكل شيء قد حدث أمام اعين اهل القرية؟
ليصيح العجوز في أهالي القرية: يا أهالي القرية هل سمعتم صوت بكاء أطفال بتلك الحفرة اجيبوني!
ينظر اهل القرية الى بعضهم البعض ثم قالوا: لا لم نسمع
ثم نظر العجوز ناحية الرجال مرة أخرى قائلا لهم: إذا لماذا تقولون أن ذلك قد حدث امام اعين اهل القرية
ليصيح أحدهم ولكنهم لم يكونوا معنا بالأسفل بالتأكيد لن يسمعوا
العجوز: لا تُبرروا كثيرا يبدو انكم قد اقتسمتم الكنز بينكم وانتهى الامر
جزّ أحد الرجال على اسنانه جزّا شديدا ثم انفجر قائلا: لا تستمعوا لذلك العجوز الخرف اقسم لكم أن كل ما قاله لا يقرب للحقيقة بصلة..
نظر جميع اهل القرية لبعضهم في حيرة رآها في اعينهم فأكمل: يبدوا ان الكنوز التي تأملون العثور عليها قد أعمت بصركم وبصيرتكم يا اهل قريتي حسناً.. حسناً..
سنواصل الحفر ولكنكم جميعاً مسئولين عما قد يحدث لنا أو لأي أحد ثم نظر لمن كانوا يحفرون معه قائلا: هيا بنا نكمل
حاول أحدهم مقاطعته ولكنه لم يمهله قائلاً: نموت ونحن اعزاء خيرا من ان تطاردنا تهمة لا يد لنا فيها كما انه ان كان هناك بالفعل أطفال بالأسفل فبالتأكيد لن نستطيع ان ندفنهم احياء تعالوا نثبت لهم صدقنا وبعدها لن نحفر شبرا واحد..
فقاطعه أحدهم: ولكن يستحيل ان يكون هؤلاء أطفال
ليرد عليه: وهل برأيك إذا كانوا ليسوا أطفال هل سيتركوننا بعد ان كشفنا سرهم هيا بنا لننهي هذا الامر..
لحظات وكان الرجال قد نزلوا بأعماق الحفرة وأهالي القرية مُصطفين خارجها ينتظرون ما ستؤول اليه الأمور..
بدأ الرجال بالكشف عن تلك الحفرة الغامضة اكثر واكثر ظلوا يحفرون ويحفرون ها هم قد كشفوا منها قدرا يسيرا ولكن للأسف لا انوار هنا المكان مُعتم بشدة
طلبوا من اهل القرية ان يمدوهم بلمبات للإضاءة وبالفعل كانت لحظات وجاءتهم اللمبات
قاموا بتسليطها لداخل الغرفة وكانت هُنا الكارثة..
كيف صار هذا وكيف يمكن ان يكون في ذلك جُزءا من المنطقية غرفة خاوية تماما لا يوجد بها أي شيء..
لا يوجد بها أي شيء سوى ثلاثة أطفال لا يتعدى عمرهم الشهور قابعون بمنتصف تلك الغرفة ملفوفون بأوشحة في غاية الغرابة لم ير مثلها احدا من قبل
كانت ملامحهم ملائكية الى اقصى درجة حينما تنظر إليهم فأنت تنظر الى النقاء نفسه..
حمل الرجال الأطفال الثلاثة وخرجوا بهم الى أهالي القرية صائحين فيهم: يا أهالي القرية هل ترون بأعينكم الان
أطفال على عمق عشر أمتار من سطح الأرض لم نكن نكذب ولم نسرق انصبتكم من الكنوز صدقتم العجوز الخرف وكذبتمونا اين هو الان
ظل أهالي القرية يتلفتون ولكن لم يجدوه
فصاح أحد الرجال الذين كان يحفرون: لا يهم على الأقل أثبتنا براءتنا ولن نكمل في حفر تلك الحفرة الملعونة احفروها بأنفسكم وها هم الأطفال قام بوضعهم على الأرض
ثُم انصرف ومعه بقية الرجال ليتركوا اهل القرية في ندم مرير على اتهامهم للرجال وحيرة شديدة بشأن امر الاطفال
حاولوا سريعا استدعاء عمدة القرية لينظر في أمرهم ولكنه كان في ذلك الاجتماع ولن يعود قبل يومين فقرروا ان يأخذ اخدهم الأطفال الى بيته لحين عودة العمدة
ولكن لم يقبل أحدهم بأخذ الأطفال الجميع كان في حالة رعب وهلع منهم وعند عجزهم عن التصرف في الامر قال قائلاً منهم: أعطوهم الى عم رضوان وأخبروه انهم ابناء أحد ضيوف القرية الأثرياء وأن الأطفال سيظلون معه لمدة يومين فقط وبعدها سيأتي أهلهم لأخذهم وسيعطونه نقودا في مقابل ذلك.ثم نأخذهم منه عند عودة العمدة ونجمع له مبلغا من المال نظير ذلك..
استحسن جميع اهل القرية ذلك الرأي وحتى لا يثيروا شكوك الرجل اتفقوا ان يذهب بالأطفال رجلين منهم فقط وقد حدث ذهب رجلين من أهالي القرية يحملون معهم الثلاث أطفال وصلوا الى كوخ عم رضوان الواقع بعيدا بحافة القرية
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باطن الأرض)