رواية باسم الحب الفصل العاشر 10 بقلم هدير ممدوح
رواية باسم الحب البارت العاشر
رواية باسم الحب الجزء العاشر
رواية باسم الحب الحلقة العاشرة
غابت الشمس وجثم الليل على الأرض..
تفاجئت نداء من مجيء منال في هذا الوقت، فهي كانت تأتي دائماً في النهار..والغريب كيف لم تلاحظ نيتها السيئة، وافعالها المريبة..
اخرجتها منال من شرودها تقول بوقاحة:
_إيه هقف كتير، وهو جوزك رجع ولا لا لسة..
دفعتها نداء للوراء و اغلقت بابها، وسحبت يدها ليقفوا بعيداً عن الشقة بقليل ، وقالت بهمس:
_مش هقدر ادخلك..
رفعت منال حاجبيها بصرامة وتسائلت:
_يعني إيه؟
هتفت نداء بامتعاض:
_زي ما سمعتي كده، جوزي راجع تعبان من الشغل ومحتاج مراته جمبه، ومش عاوزين حد يعطلنا، سلام انتي دلوقتي..
_سلام، انتِ متسربعة كده ليه!.. قالتها منال بتعجب من أمر نداء.
عقدت نداء ساعديها أمامها لتقول بتحدي:
_يعني بعد كده مش هينفع أدخل واحدة غريبة وجوزي موجود.
غمغمت منال بذهول:
_غريبة!..
أضافت نداء بتبرير:
_اصل كنت عند أمي ، وحاكتلي عن واحدة عندنا فالحارة صحبتها الشيطانة مطلقة، ولفت عليها لحد ما خدت جوزها منها، من وقتها قررت طول ما حبيبي هنا مش هدخل حد بينا.
حمحمت منال بتريث، واعتدلت في وقفتها تقول:
_ احم تمام، همشي انا يا صحبتي.
ردت نداء بحنق:
_سكة السلامة يا حبيتي..
وما ان توارت عن أنظارها، غمغمت قبل ان تدلف للداخل:
_حرباية بصحيح..
وصفعت الباب بقوة.
🌺صلي على محمد 🌺
دلفت نوال مع ابنتها والسيدة صباح وهم ينظرون إلى تلك الأنور المبهرجة التي ملئت هذا البهو الأنيق بإعجاب، وموسيقى خافتة ملئت المكان، رآهم محفوظ أولاً فاقترب من زوجته وقبض على يدها وسحبها بعيداً عن أعين الحاضرين، قائلاً بحدة وهو يؤشر على نوال:
_مين عزم دول هنا..
ابتسمت سميرة برضا والتي كانت تظن بأن تلك الفعلة ستشفي غليلها، فقالت بغل وهي تبعد يد زوجها عنها:
_انا اللي عزمتهم عشان اكسر فرحة بنتها..
رد محفوظ محتداً:
_ادعي تمر الحفلة دي على خير..
وتاركها مغادراً وهو يدك الأرض دكاً من شدة غضبه.
ببنما ابتسمت هي بمكر، ودنت منهم لتقول:
_نورتي بيتي يا سلفتي..
ردت صباح لها:
_قصدك بيتها يا حلوة.
حملقت بها سميرة واردفت:
_معلش بقا هنتأخر عليكي فالأكل، بس هيعجبك متقلقيش.
كظمت صباح غيظها، وردت بتهكم:
_ده لو الحفلة مرت على خير يا حلوة، مين عالم بتغيير الأحوال..
لم تبالي لها، بل نظرت لـ أبرار تقول بوقاخة:
_معلش يا أبرار كان مفروض يكون مكانك، بس نعمل إيه كل واحد لازم ياخد من قيمته.
ردت أبرار في برود قائلة:
_ايوة طبعاً، أصل الرخيض للرخيص.
اغتاظت منها سميرة وبدت كطنجرة مياه تغلي،واردفت صباح وهي تربت على كتف أبرار:
_واحنا بنتنا غالية أوي، وبكرة يجيلها راجل مش عمور..
كادت سميرة ان تنفجر بهم وترد، ولكن اوقفها دخول ابنها والعروس تحت تصفيق الحضور..
فغادرت من أمامهم غاضبة..
اتخذ العروسين مكانهم، ولوهلة شردت أبرار، وترقرق الدمع بقلتيها وهي تتخيل نفسها مكان تلك الفتاة..
رأت صباح إندماج سميرة مع امرأة، وهم جالسون على إحدى الطاولات وزوجها جالس بالمقابل لهم مع رجل، فمالت على أُذن نوال تقول:
_شكلها دي أم العروسة وابوها تعالي بقا عشان نعرفها قيمتها.
قالت نوال بهدوء:
_انا بقول بلاش مشاكل.
صاحت صباح قائلة:
_لا بقولك ايه دي هانتنا و عاملتنا معاملة الشحاتين، امشوا معايا كده..
وقبضت على أيديهم وساروا للأمام وما ان اقتربوا من الطاولة اطلقت صباح الزغاريد..
فهتفت سميرة بفزع :
_إيه الطريقة السويقية البيئة دي.
وقفت لها صباح بالمرصاد، وهتفت:
_بقا دي معاملة يا سميرة ياختي تقولي اقفوا استنوا الأكل، مكسوفة مننا برضه أكمن لبسنا ولمؤاخذة أسود ومش قد المقام..
واسترسلت وهي تلتقط أنفاسها:
_ بس العيب عليكم كنت خليته الشبكة بعد ما كمل سلفك على الأقل نص سنة، أو اتعملت على الضيق.
ر محفوظ بغضب:
_انتِ مين ياست؟..
قالت صباح بعدما علمت هويته:
_أخص عليك بتستعر مننا قدام نسايبك..
تسائل والد العريس بضيق:
_مين دول يا محفوظ؟!.
اردفت سميرة بحدة وهي تدفع نوال:
_دول شحاتين بيألفوا حكاوي علينا..
خرجت نوال عن صمتها لتقول محتدة وهي تدفع يدها:
_لا عندك..
وقالت وهي تتمعن النظر بهم:
_انا ابقا مرات أخوه يعني مرات عم عمرو، وليا فالبيت قد ما ليهم واكتر، بس ربنا على الظالم والمفتري، الأستاذ استنى لما أخوه ما مات وطردنا من البيت أنا وولادي..
معقول!.. قالتها والدة العروس بدهشة.
واستطردت نوال تقول:
_وهي جات تدعينا عشان خاطر تكسر قلب بنتي،مهو كان بيحبها وقرا الفاتحة عليها، بس نن عين أمه مش بيقدر يرفضلها طلب، ولم انطردنا من بيتنا وقف يتفرج..
تناولت صباح باقي الحديث تقول :
_يعني تحمدوا ربنا انكم عرفته حقيقة الناس دي وأصلهم قبل ما بنتكم تضيع..
احتد محفوظ، وصرخ بهم :
_أطلعوا برة بيتي، مش عاوز أشوف وشوشكم.
لاحظ الحاضرين الجدال بينهم، وعمرو أيضاً، فدنا منهم سريعاً، وتسائل:
_بابا في إيه؟..
ونظر لـ أبرار يقول:
_أبرار انتِ جيتي عشاني..
لوت صباح فمها تقول لـ محفوظ:
_محموق أوي ليه كده يا خويا هنطلع هو قصر عابدين يعني.
اعترض عمرو طريقهم:
_مرات عمي، أبرار خليكم محدش يمشي ده بيتكم برضه.
صاح محفوظ غاضباً:
_ولد أرجع مكانك يلا..
هتفت والدة العروس بامتعاض :
_لا مش ممكن إني أجوز بنتي من واحد شخصيته معدومة، وكمان واكلين حق يتامى…
رد زوجها بتريث:
_عندك حق ياحبيبتي، براحة كده الناس تمشي وناخد بنتنا من غير مشاكل ..
اردفت سميرة تقول بلين:
_ميرفت مش معقول هتصدقي كلام الناس دي..
رفعت ميرفت يدها بوجهها ،قائلة:
_ولا كلمة، خلاص كده كل واحد يروح لحاله.
ومروا هي وزوجها من أمامهم
و قهقهت صباح لتقول في سعادة:
_لو عوزتينا المرة الجاية اهو عارفة العنوان ابقي تعالي..
القت جملتها تلك وذهبت من أمامهم، ومعها نوال و أبرار…
قالت صباح مبتسمة :
_انبسطنا واللهِ ياولاد، مع إني عمري ما فرح لخراب فرحة حد، بس الولية دي بنت حلال و تستاهل، وانتِ يا نوال عجبتيني.
ونظرت لـ أبرار تقول:
_وانتِ يابت يا أبرار أوعي تزعلي على دكر البط ده.
قهقهت أبرار على قولها، وقالت مبتسمة:
_بالعكس أول مرة أحس إني مرتاحة كده.
ربتت نوال على ظهرها بحنو، و إشارت لسيارة أجرة وغادروا.
بعد رحيل الحضور من منزل محفوظ، دلف عمرو وابتسامة جميلة زينت ثغره ليقول ببهجة:
_شوفته بتحبني ازاي.
ردت سميرة بحنق:
_ياعم اتنيل دي الست اللي معاهم هي السبب.
كان محفوظ جالس معهم يهز قدمة بغضب بيّن، فوثب قائماً، وزجر في نظرة مخيفة وهو يهدر بوجهها:
‘ايه اللي عملتيه ده؟!..
انسحب عمرو غير مبالياً بهم، واستدارت سميرة برهبة تقول:
_مكنتش عارفة ان حاجة زي كده ممكن تحصل.
رفع سبابته بوجهها يقول بتحذير:
_لو حصلت و اتكررت تاني صدقيني لهطلقك فالسن ده، فاهمة.
ارتج جسدها بوضوح بعدما جأر بكلمته الأخيرة، وما ان توارى عنها، حتى ضيقت أعينها بشر هاتفة:
_ليكم يوم يا تربية الحواري.
༻لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ༻
“في الصباح”
توجهت فاطمة سريعاً إلى الورشة التي يعمل بها شقيقها، وقفت أمامها ونادت عليه.. فخرج الآخر يتسائل بتعجب:
_إيه يافاطمة في حاجة حاصلة!..
نفت فاطمة تقول:
_لا أنا بس كنت عاوزة منك حاجة، بس متقولش قدام أمي.
ضيق عز عينيه :
خير يافاطمة عاوزة إيه؟!
أضافت فاطمة بكذب:
_الدكاترة عملت ملازم ومراجعات، وكنت محتاجة فلوس عشان اشتري،و خفت اقول لماما.
ابتسم عز باطمئنان يقول:
_ياستي ده انا قلبي وقف، وانتِ بتتكلمي بالطريقة دي، المهم عاوزة كام يعني؟..
اردفت فاطمة بتوتر:
_ألف جنيه…
ضاقت ملامح عز ليهتف بعجل:
_ألف مرة واحدة.
ردت فاطمة بضيق:
_أعمل إيه يعني هو ذنبي.
_خلاص، خلاص استني دقيقتين، قالها عز وهو يذهب من أمامها.
دقائق قليلة وعاد عز، أعطاها المبلغ المطلوب قائلاً:
_ألف اهي ياستي استلفتها من زميلي عشان خاطرك.
اخذتها منه فاطمة وتمتمت بخفوت:
_شكراً..
وغادرت من أمامه.
“الرابعة عصراً”
جلست ملاذ أمام الأخصائي النفسي، ودقات قلبها تعلو وتهبط من أثر التوتر البادي عليها ، وبالخارج كانت تنتظرها أبرار.
صوت الطبيبة قاطع هذا السكون:
_أخبار حضرتك إيه أستاذة ملاذ..
ردت ملاذ بخفوت وهي ناكسة الرأس:
_بخير الحمدلله..
ابتسمت الطبيبة قائلة لتكسر حاجز التوتر بينهم:
_انتِ شخص غالي جداً على وداد بنت خالتي، كل ربع ساعة ترن توصي عليكي.
اجابت ملاذ بصوت خفيض:
_وداد صاحبة أبرار اختي.
هتفت الطبيبة بجدية:
_أسرار المريض عمرها ما هتطلع من هنا، إلا في بعض الحالات بنبقا مجبورين، وبنوصي المرافق بكام حاجة..
وزفرت الطبيبة بعمق تقول:
_استرخي يا ملاذ الموضوع مش محتاج كل التوتر ده مفيش حرف واحد هيطلع من هنا.
رفعت ملاذ رأسها تطلَّع إليها، و اومأت رأسها بخفوت..
فـ استأنفت الطبيبة حديثها:
_احكي كل حاجة، وحتى لو حاجات عدت عليها سنين،ومش قادرة تتخطيها،اتكلمي…
خفق قلبها بشدة وهي تتذكر ذكرى مريرة مرت على خُلدها، بـالأصل هي لم تنساها قط؛ وكان سبباً كبيراً لتعاني من وحدة واكتئاب..
اردفت ملاذ أخيراً ما ان هدأت ثورة تفكيرها لتقول بصوت خائف مرتجف، و أعين زائغة:
_عمي، عمي محفوظ كان بيتحرش بيا..
ضيقت الطبيبة أعينها، ومالت بجزعها للأمام وهي تصغي السمع..
ولكن هل حقاً يوجد أخ كهذا، يأكل لحم أخيه نيئاً؟!..
🌺أستغفر الله العظيم واتوب إليه 🌺
كان واقفاً ينظر بدهشة لهذه الجريمة الشنعاء الذي افتعلها منذُ قليل، رفع ثيابه، والتقط التيشرت الخاص به.. ونظر حوله والرعب دب ثنايا قلبه..
وقعت أنظاره مرة أخرى على تلك الفتاة التي لا حول لها ولا قوة، مجردة تماماً من ملابسها، ويوجد دماء أسفلها، اقترب منها يتلمس عنقها ليرى ان مازالت على قيد الحياة أم فراقتها..
ارتجف داخلياً وتصبب عرقاً وهو ينظر لما اقترفه مذهولاً وتمتم بخفوت:
_ماتت!..لازم أهرب.
و ماكاد ان يغادر تلك الغرفة المخصصة لتخزين الطعام.. حتى رآه يقف أمامه، وحدق بالفتاة بصدمة، فرفع يده ليلطمه على وجهه، واستدار برأسه للجهة الأخرى من شدة اللطمة فتحسس وجهه برفق وهو يشعر بنيران تلتهمه، فأخرج الرجل هاتفه وتعالي صوته بالمكان يقول:
_الو يا بهجت تعالى شوف المصيبة اللي ابنك حطنا فيها.
و أنهى المكالمة.. فقال الشاب بذعر:
_عمي محفوظ اسمعني.
قبض محفوظ على تلابيبه ودفعه ليتساقط بين صناديق ممتلئة بالخضار، وتقدم محفوظ من الجهة الأخرى والتقط غطاء كان يعلو قفص الطماطم وقام بستر جسد الفتاة.
ورمقه بنظرت مخيفة وجأر محتداً:
_عارف يا لا اللي هببته ده اسمه إيه، ده اغتصاب يا حيوان..
نكس نادر رأسه بخوف،فتابع محفوظ:
_لو حد حس هيتخرب بيتي يا زبالة، أنا المسئول عن كل البنات اللي هنا .
رفع نادر رأسه وهتف بعجل:
_محدش هيحس، ومحدش هيسأل عليها، هندبر أي ورق إنها طلعت من الدار اتبنتها إحدى العائلات، وندفنها.
دنا منه محفوظ ليلكمه في وجهه، فخرجت القليل من الدماء من أنفه، فاحتدت نظرة نادر ليقول:
_مش أنا وحدى الحيوان، لأن لو الحكاية اتعرفت، الكل هيعرف عن مدير دار الأيتام المتحرش.
_أخرس ياكلب.. صاح بها محفوظ وهي يلطمه على وجنته.
تعالى رنين هاتف محفوظ، ليلتقطه الآخر من جيب بنطاله، وأتاه صوت بهجت يقول:
_أنت مش موجود في مكتبك.
ورد بعجل:
_نادر خلي حد يدلك على المكان اللي بنخزن فيه الأكل، وتعالى..
وجلس محفوظ جانباً وهو يضع يديه بين راحتيه ينظر كل حين والآخر على جسد الفتاة الملقي بشفقة.
🌺استغفر الله العظيم واتوب إليه🌺
انتهت ملاذ من جلستها النفسية مع الطبيبة، وجعلتها أبرار تنتظر قليلاً فحين شراء الأدوية الذي كانت عبارة عن شريط واحد من الحبوب..
قامت بتخبئته بحقيبتها، وما إن رأتها ملاذ لتقف تقول:
_يلا بينا.
اجابت أبرار بهدوء:
_خليكي ثوانِ الصيدلي قال في بديله، و إني اجي اسأل الدكتورة الأول..
استمع لها الشاب الجالس بالخارج مسئول عن تنظيم العيادة، فقال:
_تطلع الحالة اللي جوة وادخلي اسألي الدكتورة.
بعد قليل خرجت فتاة، ليؤشر الشاب لـ أبرار بالدخول، فدخلت، واستقبلتها الطبيبة بإبتسامة، صافحتها أبرار بود قائلة:
_أنا أخت ملاذ..
أشارت الطبيبة بتفهم على الكرسي، وغمغمت بهدوء:
_اتفضلي..
جلست أبرار تقول بحرج:
_الحقيقة كدبت وقلت ان الدوا مفيش، عشان أدخل اسألك عن حالة ملاذ..
ردت الطبيبة بتفهم:
_احترم رغبتك بس مقدرش اطلع أي سر من اسخرار مرضاي حتى لو كنتي اختها دي رغبة أستاذة ملاذ، بس في حاجة لازم تعرفيها.
عقدت أبرار حاجبيها بتعجب..
واستطردت الطبيبة تقول:
_الإكتئاب عند ملاذ من الصغر، واطور الأيام دي بسبب آخر الأحداث معاها، عينك تبقا على اختك راقبي كل تصرفاتها كويس.
ردت أبرار تقول بدهشة:
_من وهي صغيرة ازاي..
قالت الطبيبة بعملية:
_في حاجات ناس كتير مش واخدة بالها منها، وأولهم صحة ولادهم النفسية والبيئة اللي عايشين فيها، سؤال..
محدش لاحظ على ملاذ علامات الخوف والذعر، انها بتبقى لوحدها كتير..
قاطعتها أبرار تقول:
_من زمان وهي بتحب تقعد فالضلمة وكل ما بدخل عليها الاقيها بتبكي، وتزعق وتطلب مني أخرج.. ويمكن ده بنا بينا حاجز أننا نبقا بعاد عن بعض.
اردفت الطبيبة بعملية:
_بالظبط كده ده اكتئاب، وكان لازم حد يقرب منها ويسمع ايه اللي وصلها لكده.
اومأت أبرار رأسها بتفهم، ووثبت قائمة وهي تبتسم قائلة:
_شكراً لحضرتك..
_العفو.
وغادرت الغرفة.
دنت منها ملاذ تتسائل بريب:
_اتأخرتي ليه جوة كنتِ بتحكي في إيه؟.
ردت أبرار وهي تمسك بيدها ويخطو للأمام:
_الحقيقه اني سألتها عن حالتك بس قالت دي أسرار مريض، وقالتلي عن كام كتاب تقريهم هينفعوكِ جداً بس.
“اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ”
فُتح الباب ودلف بهجت لتتسع عيناه بصدمة مما رأى، أغلق محفوظ الباب خلفه بحذر وهتف:
_تعالى شوف القرف اللي ابنك عامله.
دنا بهجت من ابنه الصامت، وتسائل:
_أنت اللي عملت كده؟..
قبض محفوظ على يد بهجت وقال بغضب وهو يؤشر على إحدى زوايا الغرفة:
_والكاميرا دي تشهد..
حدق نادر للكاميرا التي لم يلاحظ وجودها، واعتلى القلق ملامحه..
اردف بهجت بتأنِ:
_ابني هيطلع منها زي الشعرة من العجينة.
أجابه محفوظ بتهكم :
_ياراجل..
وتابع بغضب:
_ابنك لازم يتعاقب،وإلا كلنا هنروح في داهية.
انتفض نادر من مجلسه،واخرج هاتفه من جيبه وقال بغل:
_يبقا لسة مشوفتش الفيديو ده.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باسم الحب)