رواية باسم الحب الفصل السادس 6 بقلم هدير ممدوح
رواية باسم الحب البارت السادس
رواية باسم الحب الجزء السادس
رواية باسم الحب الحلقة السادسة
وقفا عز و أبرار خلف الحائط ينظرون إلى حارس العمارة الذي كان يقطن بها خالد، وجدوه يتحدث مع احدهم، فوقفا بعيداً ينتظرون مغادرته…
كادت أبرار ان تسقط أرضاً، بعدما ضغط عز على فستانها دون قصد، فامسك بها سريعاً، وقال بتهكم:
_ ياستي تعالي هنا، وانتِ مسخوطة كده طالعة شبه الكتكوت المبلول، في هدوم فاطمة
رفعت أبرار سبابتها بوجه قائلة:
_احترم نفسك ياصابع البرمبة انت، أنا مكنتش هقبل البس من لبس اختك الظروف هي اللي خلتني كده.
قال عز بتهكم:
_لا بس أختي أجمد منك شوية.
لكمته أبرار في كتفه قائلة:
_وبتقولها كده فوشي يا قليل الادب
رد عز مندهشاً:
_انتِ فهمتي إيه ياغبية، أجمد اقصد انها اتخن شوية، يا ام مخ اتخين.
اردفت أبرار بجدية:
_اسكت، اسكت الراجل مشي اهو، خلينا نروحله.
وهمت ان تخطو للأمام فقبض على يدها قائلة:
_اومال بيقولوا القصيرين اذكياء ليه، دول أهبل مننا بكتير.
حاولت أبرار كظم غيظها، وقالت بحنق:
_هتخليني اغلط فالساعة اللي جيت معاك فيها.
قال عز بجدية:
_اصبري بس هفهمك، هنقول لراجل إيه.
عقدت هي ساعديها، وتمتمت بخفوت:
_يلا اطربني.
زفر عز بضجر، وسرعان ما عاد لجديته قائلاً:
_اسمعي هتكلم على أساس إني صحبه وانك مراتي وجايين نقعد عنده كام بوم، حلو كده.
غمغمت أبرار بتريث:
_حلو.
بخطوات سريعة اقتربا عز وأبرار من ذاك الرجل، الذي كان يجلس أمام البناية،ألقى عز السلام أولاً:
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رد الرجل السلام متسائلاً:
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير يا بلدينا.
تسائل عز بنبرة تجلى بها التوتر، خوفاً من كشفه،وانقلاب الأمور ضده:
_انا ابقى صديق خالد، هو ساكن هنا، وبرن عليه مش بيرد، كنت عاوز اعرف هو فالشقة الكام.
تمتم الرجل بصوت خفيض:
_لا حول الله يارب.
نظر عز لأبرار، وبدل نظره للرجل وتسائل:
_خير، في حاجة؟!.
قال الحارس بشفقة:
_الأستاذ خالد لقوه مقتول في شقته.
صاحت أبرار بصدمة:
_خالد مات!.
نفى الرجل، وهو يهز رأسه قائلاً:
_لا، لا، ياست، كل اللي حصل واحد من سكان العمارة شافه وهو غرقان في دمه، وبلغ على طول.
تسائل عز في دهشة:
_غرقان في دمه ازاي يعني؟!.
قال الحارس بهدوء:
_في حد طعنه بسكينة والدنيا كانت مقلوبة.
نظر عز لـ أبرار الشاردة، تتسائل بين نفسها..
هل كذبت شقيقتها عليهم؟
اخرجها من شرودها سؤال عز:
وهو في مستشفى إيه دلوقتي؟.
رد الحارس في برود:
_مش عارف، بس سمعتهم بيقولوا مستشفى الـ***
هتف عز في لهفة:
_أيوة تمام عرفتها، متشكرين ياحج، يلا يا أبرار خلينا نمشي.
غمغم الرجل بصوتٍ خفيض:
_العفو يا سيدي.
🌺صلي على محمد 🌺
حاولت ان اكتب لك الكثير من الرسائل؛ ولكني مزقتها عند أول سطر، فكان عنوانها هل العودة طريقنا، ام الفراق ومن ثم الألم.
وتمددتُ فوق فراشي وتذكرت كم من مرة ارتميت باكية على وسادتي، وانا اتذكر لحظاتنا سوياً ولم أجد من يواسيني سوى الوسادة ودمع العين.
مازلت نوال وملاذ ومصطفى بشقة السيدة صباح خوفاً من عودة الشرطة بحثاً عنهم، ولقد تركتهم السيدة صباح وتوجهت لفتح بقالتها.
كانت نوال في ذاك الحين تنظر إلى ابنتها ملاذ، من خلف باب غرفة فاطمة أبنة السيدة صباح فكان مفتوحاً قليلاً، رأتها تمسك دفتراً وتدون شئ، ومن ثم مزقت الورقة بعنف وألقتها بسلة القمامة، وارتمت على فراشها تبكي واقعها المرير، لحظات من الألم مرت كان يتمزق معها نياط قلب نوال.
تعالى صوت طرقات على الباب، فارتجف قلبها، وتقدم منها مصطفى يقول:
_ماما الباب بيخبط، وطنط قالت محدش يفتح مهما حصل، نعمل إيه؟.
اجابت نوال حائرة وهي تمسح الدموع العالقة على وجنتيها:
_والله يابني ما انا عارفة اعمل إيه ، أمك تعبت أوي يا مصطفى.
أصبح الطارق يقرع الباب في عنف، فانتفض جسد نوال تقول:
_لا مش هينفع كده.
وتقدمت من الباب بخطوات سريعة، واطمئن قلبها وهي تستمع لكلمات الطارق، والتي لم تكن سوى فاطمة تقول بتذمر:
_مليون مرة قلت هتطلعوا نخلي المفتاح تحت السجادة عشان اجي وافتح على طول، مش اقف ساعة برة، أو أنزل ادور عليكم.
فتحت نوال الباب فوراً، وقد همت فاطمة بقول شي، ولكنها قالت ذاهلة عندما رأت نوال:
_هما أهلي نقلوا ولا إيه؟!.
اجابت نوال بابتسامة بشوشة:
لا يابنتي، احنا بس ضيوف عند الست صباح.
وتنحت جانباً، مسترسلة:
_ادخلي يا بنتي بيتك.
دلفت فاطمة للداخل، وهي متعجبة من الأمر وقالت وهي تتفحص المكان:
_وهي ماما سابت الضيوف ونزلت؟.
ردت نوال قائلة:
_هي راحت بس تشوف شغلها وزمانها راجعة.
هزت فاطمة رأسها بتفهم، واردفت:
_تمام هدخل اغير.
اسرعت نوال القول:
_خدي راحتك يابنتي بس معلش ملاذ بنتي نايمة جوة.
هتفت فاطمة بتعجب وضيق في آن واحد:
_نايمة! طيب تمام، عن اذنك.
مرت فاطمة من أمامها، وقد أحست نوال الضيق البادي على صوتها فقالت بتضرع:
_يارب ماليش غيرك انا وبناتي، عدي الأيام دي على خير يا كريم.
🤍لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم 🤍
دلفت فاطمة إلى غرفتها، ووقع بصرها على ملاذ المستلقية على فراشها، فرمقتها بضيق، وتقدمت تفتح ضلفتيّ خزانتها الخاصة بالملابس، أخرجت ما يناسبها وتوجهت إلى المرحاض الذي كان خارج الغرفة، وتحت أنظار نوال عادت مرة أخرى للداخل..
استمعت إلى صوت أنين مكتوب، وكان مصدره ملاذ، فتوجهت تنظر إليها بتمعن، ووضعت يدها على كتفها وقالت بصوت خفيض:
_انتِ كويسة بتبكي ليه؟.
اعتدلت ملاذ تبصر فاطمة، وازاحت دموعها، وقالت بصوت متحشرج:
_تحبي تسمعي نصيحة يمكن تفيدك.
هزت فاطمة رأسها دون ان تنبس ببنت شفة، ولكن بداخلها قد اشفقت عليها، وتسلل الفضول وهي تتسائل بينها وبين نفسها..
ياترى ما الذي حدث معها جعلها تتهاوى كلياً هكذا؟!
اخرجتها ملاذ من شرودها وهي تقول:
_سيبي كل امور حياتك تمشي زي ما ربنا عايز، و اوعك فيوم تزعلي على حاجة مش من نصيبك، لأنه ده خير كل الخير صدقيني.
واجهشت في بكاء مرير مرة أخرى، فقطبت فاطمة جبينها تقول في حيرة:
_إيه اللي خلاكي تقولي كده؟!.
ردت ملاذ تقول وسط عبراتها:
_لأنه اللي محدش يعرفه اني حبيته من يوم ما شوفته، واتمنيت ربنا يكون نصيبي، قلت يارب مش عاوزة إلا هو وكنت فاكرة في بعده هموت، ودلوقتي انا بتمنى لو ان ربنا ماستجابش.
طرق قلب فاطمة فزعاً، أهل من الممكن سيأتي يوماً وتندم على ما اقترفته نفسها؟!..
هل سيأتي اليوم الذي ستبكي فيه بحرقه؛ لأن كل هذا شر؟!
انفرج الباب عليهن فجأة ودلف عز وخلفه أبرار والباقية وصباح التي جائت تواً..
وتسائل عز فجأة تحت دهشتهم:
_هو سؤال ومحتاج اجابته، انتي ضربتي اللي اسمه خالد ده بالسكينة!.
احتلت الدهشة ملامح ملاذ، وحدقت به قائلة بصدمة:
_انت بتقول إيه؟ انت اتجننت!
༺༺༺لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ༻༻༻
دلفت سميرة إلى غرفة ابنها دون استئذان، فانتفض الآخر وهو جالس على فراشه، وهتف بعصبية:
_في اي يا أمي، هما عملوا الباب ليه؟.
اجابته سميرة بفظاظة:
_عشان ادخل منه يا قلب امك.
واقتربت تجلس بجانبه على طرف الفراش، واردفت بجدية:
_مالك منزلتش ليه، قاعد شايل طاجن ستك كده ليه.
غمغم عمرو بضيق:
_مفيش حاجة عاوز اقعد مع نفسي شوية.
ردت سميرة بحنق:
_انت أهبل يا واد، بقا كل ده علشان ست زفتة بتاعتك.
تمتم عمرو بحدة:
_ماما.
اشاحت سميرة بيدها، وقالت بفتور:
_انت خليت فيها ماما، بقا حتة بنت شبر ونص تقلب كيانك كله.
اردف عمرو قائلاً:
_آه ياستي، أبرار دي حب حياتي افهمي.
رفعت سميرة حاجبيها بنصر وابتسمت قائلة:
_والست إيه اللي يقهرها غير ست زيها.
ضيق عمرو عينيه بتسائل، وقال:
_يعني إيه؟!.
تحدثت سميرة قائلة بهدوء:
_زي مافهمت كده، اخطب وهي هترجعلك حافية على رجليها.
و شرد عمرو يفكر في الأمر.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺
حدقت أبرار في عز، وقالت بصرامة:
_عز الكلام براحة، انا أختي مش مجرمة عشان تتعامل كده.
رد عز بحدة:
_خليكِ انتي ساكتة.
ارتفع صوت أبرار وهي تقول بعصبية:
_يعني إيه أخليني ساكتة، انت بتستهبل.
قاطعهم صوت ملاذ الذي كان أشبه بالصراخ، قائلة:
_بس انتو الاتنين بقا، حد يفهمني ايه اللي حصل، وقتل إيه أنا مش فاهمة حاجة.
اقتربوا صباح ونوال في نفس الوقت من ملاذ، وهتفت صباح أولاً:
_بس يابنتي اقعدي كده و ارتاحي.
جلست ملاذ وهي تشعر بالوهن، وجلست نوال بجانبها تربت على ظهرها بحنان.
التفتت صباح لأبنها تعاتبه وقالت بغضب:
_في إيه طايح فالكل زي الطور ليه؟.
لوى عز فمه وقال بحنق:
_طيب يا ستي هسأل براحة اهو، أستاذة ملاذ حضرتك مخبية عننا حاجة تاني، يعني ممكن طعنتيه بسكينة قبل ما تمشي.
رمقته أبرار بأعين تتقد ناراً، قائلة بتهكم :
_صدق اللي قال رجالة كلهم صنف واحد، واللي فاضل دلوقتي أشباه رجال.
بوجهاً ينطق بالغضب صاح عز:
_بت انتي احترمي نفسك، لأما قسماً بالله…
وماكاد ان ينهي حديثه حتى صاحت والدته بامتعاض قائلة:
_بس، في إيه مالكم انتو الاتنين زي الزيت والمية جرالكم إيه، اخرسوا بقا وحد يشرح اللي حصل بالتفصيل.
اشاح عز وجهه للجهة الأخرى، فقالت أبرار بهدوء:
_انا هحكي..
وقصت لهم ما حدث بالتفصيل.
فصاحت ملاذ تقول بغصة باكية:
_كدب كله كدب أنا معملتش حاجة، انا زقيته وبس..
ونظرت لوالدتها تقول:
_انتي مصدقة بنتك يا ماما صح.
بكت نوال لبكاءها وقالت:
_أيوة ياضي عيوني.
تحدثت أبرار تقول بجدية:
_انا أختي مش مجرمة، ملاذ رحيمة القلب والروح، طول عمرها في حالها، ومع نفسها…
ورمقت عز واستطردت بحدة:
_ولا يمكن تأذي نملة حتى.
أحس عز بالندم، و استشعر منها الصدق، فقال بتريث:
_كلنا جمبك، والحقيقة هتضح لما نعرف إيه اللي حصل بعد ما مشيتي.
اردفت نوال حائرة:
_هنعمل إيه دلوقتي؟.
ردت أبرار بحماس:
_انا عندي خطة.
غمغمت صباح بخفوت:
_قولي يابنتي.
سردت أبرار خطتها، فوقعت أبصارهم جميعا على مصطفى الذي كان يقف جانباً، واستمع لكل شيء، فقال بهدوء:
_ماشي هعمل اللي عاوزينه.
قال عز مبتسماً:
_حلو أوى بلاش نضيع وقت خلينا نروح يلا…
أمسكت أبرار بيد مصطفى وخرج عز خلفهم، تحت أنظار البقية.
هتفت نوال بخرج:
_معلش ياست صباح اتعطل شغلك انتي وعز بسببنا.
ردت صباح بود:
_ياختي اوعك تقولي كده،الجيران لبعضيها وعيالك زي عيالي.
قالت ملاذ بصوت خفيض:
_ماما خلينا نمشي.
استمعت إليها نوال فهتفت بعجل:
_تمشوا إيه مش هيحصل غير لما تتغدوا معانا.
خرجت فاطمة عن صمتها تقول بلهفة:
_لا خليكم، أنا لسة عاوزة اتعرف على البنات أنا معنديش صحاب.
استقامت نوال قائمة ومعها ملاذ واجابت بهدوء:
_الله يكرم أصلكم، بس صدقيني محدش ليه نفس للأكل، ربنا يجزيكم كل خير يارب.
غمغمت صباح بتريث:
طيب ياستي خليكم قعدين طيب.
ردت نوال بإرهاق:
_معلش بقا مرة تانية، عن اذنكم.
مالت فاطمة على أُذن والدتها تقول ما ان توارت نوال وابنتها عن الأنظار:
_ماما تعالي بسرعة احكيلي اللي حاصل، إيه حكاية البنت دي..
🌺 لا إله إلا الله 🌺
في منزل نداء ابنة السيدة صباح..
استمعت إلى صوت طرقات على بابها، فاقتربت من الباب لتفتحه، فوجدت أمامها فتاة بنفس عمرها، رحبت بها نداء ببهجة، وقالت وهي تعانقها:
_منال حبيبتي، وحشتيني اتفضلي تعالي.
دلفت المدعوة منال للداخل وقالت وهي تنزع حجابها:
_عاملة إيه، والعيال عاملين إيه؟
ردت نداء بضيق من تصرفها:
_سيد جوة رجع من الشغل بدري غطي شعرك ليطلع.
جلست منال على الأريكة، وقالت بلا مبالاة:
_ياستي، فيها إيه ما يشوف شعري هو انا قرعة.
جلست نداء بالمقابل لها وقالت محتدة:
_هو يقربلك وانا معرفش، دي انتِ صحبتي انا.
لوت الأخرى فمها تقول بحنق:
_بس يانداء أنا جاية وانا مش طايقة نفسي.
قالت نداء بجدية:
_خير في حاجة معاكي.
هتفت منال تقول:
_اهو كلام الناس اللي مش بيخلص من يوم ما طلقت وانا شاربة المر في كاسات.
ربتت نداء على يدها و اردفت:
متزعليش ش كلام الناس لا بيقدم ولا بيأخر.
_بت يا نداء اعمليلي فنجان قهوة، راسي هتنفجر، وسكتي العيال دي… ولم يكد ان ينهي حديثه حتى رأى منال فالتف للجهة الأخرى يقول:
_لا مؤاخذة مكنتش عارف ان عندنا ضيوف.
غمغمت نداء بتريث:
_ادخل أنت جوة وانا هعمل القهوة.
استقامت منال واقفة، وتحدثت:
_روحي انتي شوفي العيال يا نداء وانا هعمل القهوة لسيد.
ابتسمت نداء تقول :
_تسلم ايدك واللهِ يا منال أحياناً بنشغل مع العيال و بنسى اعمل.
توجهت منال إلى المطبخ واردفت وهي تمر من أمامها:
_ولا يهمك ياحبيبتي.
بعد دقائق معدودة، كانت تسكب منال القهوة بفنجانها، ودلفت نداء تقول:
_معلش يامنال نسيت اقولك تشربي إيه.
ردت منال تقول بنظرات ذات معنى:
_وهو أنا غريبة ده بيتي برضه.
احست نداء بمكر في حديثها، فقالت بتريث:
_انا بقول ان مشاكلك كلها هتتحل لو اتجوزتي، حتى لو جالك واحد مع عيال وافقي.
غمغمت منال بضيق اخفته:
_وماله، اروح اودي القهوة ولا هتخديها انتِ.
ردت نداء بلهفة:
_لا طبعاً هدخلها انا لجوزي…
🌺 لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم 🌺
عادوا عز و أبرار ومعهم مصطفى، إلى تلك العمارة مرة أخرى، وقفا جانباً كي لا يراهم الرجل، وقال عز:
_يلا يا بطل أعمل زي ما اتفقنا بالظبط.
وتناولت أبرار أطراف الحديث تقول:
_واحنا هنفضل واقفين هنا متقلقش من حاجة، وأنت طفل مش هيشك فيك، اتفقنا.
هز مصطفى رأسه وغمغم :
_اتفقنا..
وذهب إلى الجهة الأخرى، وقف أمام الرجل وقال:
_عمو..
رد الحارس بدهشة قائلاً:
_ايوة يابني انت تايه ولا إيه.
بملامح دلت بأن الصغير على وشك البكاء، وبصوت ضعيف قال مصطفى:
_أختي الكبيرة يوم الخميس كانت هنا، جينا انا وهي، انا وقفت على جمب وهي طلعت فوق فالعمارة دي و منزلتش تاني.
قطب الرجل جبينه بتعجب، وأردف بستغراب:
_ازاي يعني يابني؟!.
قال مصطفى:
_بابا قالب الدنيا عليها، وانا خايف أقوله انها جات هنا؛ لأنها قالتلي يا يوسف اوعي تقول لحد إني جيت هنا، دلوقتي انت شوفتها لما طلعت.
شرد الرجل وبدا عليه التفكير، ثم قال:
_يوم الخميس، دخلوا بنتين أغراب، وحدة نزلت باكية، والتانية نزلت وكان باين عليها الفرحة، دي نزلت من هنا، والتانية طلعت بعدها على طول.
أردف الصغير بحماس:
_طيب في كاميرات هنا يا عمو.
قال الرجل بأسف:
_لا يابني بس السوبر ماركت اللي هناك دي مركبة كاميرات وهيظهر اللي دخل واللي نزل، انا مش هقدر اسيب العمارة كنت جيت معاك، بس انت روح وقوله، وهو هيشوفلك اختك نزلت ولا لأ.
صاحت إمرأة من خلفهم:
_فتحي تعالى طلع معايا الحاجة دي.
ذهب إليها الحارس سريعاً، ورد بلهفة:
_أمرك ياست هانم.
وتوجه مصطفى إلى أبرار وعز يقول:
_قالي ان في بنتين، وحدة نزلت معيطة والتانية جات بعدها ونزلت فرحانة..
وتابع حديثه وهو يؤشر على السوبر ماركت الذي يقبع مقابل العمارة على الجهة الأخرى تماماً، واردف:
_أروح عند عمو اللي هناك واخليه يشغلي الكاميرات.
خطرت فكرة على ذهن عز فقال مقترحاً:
_حتى لو شوفنا، مش هنعرف نثبت حاجة، بس في طريقة هتكشف كل ده.
تساءلت أبرار في دهشة:
_هي إيه؟!
_نروح المستشفى..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باسم الحب)