روايات

رواية باسم الحب الفصل السابع 7 بقلم هدير ممدوح

موقع كتابك في سطور

رواية باسم الحب الفصل السابع 7 بقلم هدير ممدوح

رواية باسم الحب البارت السابع

رواية باسم الحب الجزء السابع

باسم الحب
باسم الحب

رواية باسم الحب الحلقة السابعة

جثم الليل على الأرض منذُ وقت..
صوت طرقات عالية حادة على باب شقة نوال، اثارت الرعب فالقلوب، كانت بجانبها ملاذ، الذي انتفض جسدها.. وقالت نوال بهلع:
_استر يارب، أبرار وعز قالوا هيتأخروا، اومال مين ده.
ازداد القرع على الباب، فتقدمت نوال منه لتفتحه، وشخصت أبصارها فجأة، وهي ترى الشرطة أمامها، ومن خلفهم جائت السيدة صباح التي صاحت قائلة:
_مين، عاوزين مين؟
رد الضابط بحدة:
_مالكيش دعوة ياست، وانت يابني روح فتش الشقة ده بسرعة.
دفع العسكري نوال وولج للداخل، وجد ملاذ جالسة تحتضن نفسها بخوف، وجسدها يرتجف، فصاح عالياً:
_موجودة يباشا.
هتفت نوال في هلع ورجاء:
_لا يابني أبوس ايدك بنتي معملتش حاجة.
قال الضابط غير مبالياً بها:
_تبقى هي دي ملاذ، هاتها يابني..
ركضت نوال لابنتها تعانقها، وتعلقت بها ملاذ كأنها طوق نجاتها، دلف الضابط ومن معه، وخلفهم صباح، وقال بتريث:
_ابعدي ياست عنها ولو بنتك معملتش حاجة هترجعلك متقلقيش.
تعلقت بها ملاذ أكثر وتعالت شهقاتها،فقال الضابط محتداً:
_متخلنيش استخدم معاكم العنف، ابعدي يلا.
اقتربت منها صباح وقالت بشفقة:
_ابعدي يانوال عن البنت ليها رب كريم.
وتمسكت بها صباح تفصلهم عن بعض، وتمتمت بخفوت:
_سامحيني ياختي ابعدك أنا أحسن ما يبعدوكي هما عنها..
تركت نوال ابنتها، فأمسكت ملاذ بيدها،
ومقلتيها تذرف الدموع قائلة برجاء:
_يا ماما خليكي معايا..
بكت نوال قائلة:
_يابني خدوني أنا بدالها.
رد الضابط بضيق:
_مينفعش الكلام ده ياستي..
وبدل بصره لـ ملاذ يقول:
_وانتِ امشي معانا من غير شوشرة احسنلك.
صاحت صباح محتدة:
_ما براحة يا خويا في ايه البنت حامل، وخايفة..
_خليكي في حالك انتِ ياست.
اقتربت منه نوال وامسكت بكفه وما كادت ان تقبله، حتى قال الضابط بشفقة:
_لا حول الله يارب، ابعدي يا أمي مينفعش كده.
بنبرة تثير الشفقة فالقلوب قالت نوال:
_ابوس ايدك يابني، اتعاملوا معاها كويس لوجه الله، واللهِ بنتي ما عملت حاجة يا ناس.
رأف الضابط لحالها وقال بخفوت:
_هنتعامل بما يرضي الله يا أمي، بس خلينا نشوف شغلنا..
ووجه حديثه للعسكري، واستطرد:
_يلا يابني.
فقبض العسكري على عضدها بحذر، وقال بصوتً أجش:
_أمشي معانا يلا..
سارت معهم ملاذ بهدوء، ناكسة الرأس، خائفة القلب، تخشى الحياة ومن بها، وغدرها.
هبطا للأسفل، وصعدت بالسيارة تحت أنظار النسوة التي اجتمعت أسفل الحارة ما ان علمت بالأمر، ظلوا محدقين بها حتى توارت السيارة عنهم..
وهدرت صباح بهم :
_جرا أيه يا نسوان، سوء فهم البنت جه اسمها فمحضر بالغلط، يلا كل واحد يروح لحاله.
غادرت النسوة وهم ينظرون إليها بغيظ مكظوم، رفعت صباح رأسها للأعلى لتجد فاطمة تشاهد ما حدث، فرفعت صوتها تقول:
_نزلي يابت عبايتين سود وشنطتي من عندك، يلا اخلصي.
غمغمت فاطمة بهدوء:
_حاضر يا ماما.
ربتت صباح على ظهر نوال تساندها في محنتها، وقالت بجدية:
_امسحي دموعك دي ياحبيبتي، وخلينا نلحق البنت المنهارة .
اخرجتها كلمات صباح من شرودها، فكانت تشعر بنياط قلبها تتمزق على ابنتها، فلذة كبدها.
🌺صلي على محمد 🌺
في المستشفى المتواجد بها خالد..
وقفا عز وأبرار ومصطفى بالقرب من الغرفة المتواجد بها، تحدث عز قائلاً:
_هتعملي زي ما اتفقنا، أهم حاجة تسجلي، وانا هقفلك برة أنا ومصطفى، أول ما نحس بحد جاي هنبلغك…
واسترسل بمرح:
_يلا انطلقي يا غزالة.
حدجته أبرار بغضب، وقالت:
_لولا ان مش وقته،كنت هوريك هعمل إيه.
وغادرت من أمامه قبل ان يرد عليها.
بخطواتً حذرة دلفت أبرار إلى الحجرة، رأته مستلقي على الفراش جزعه العلوى عاري، والتف على خصره الشاش الطبي، ولا توجد أي خدوش على رأسه، فألقت السباب عليه وتقدمت منه حتى وقفت بجانبه..
وعندما شعر خالد بأحد معه بالغرفة، فتح مقلتيه بفزع، فوجهت أبرار نصل صغير على رقبته، فكانت تواري سكينٌ حاد بين طيات كمها، فقال الآخر بخوف:
_انتي هتعملي ايه، ابعدي عني.
ردت ملاذ بحدة:
_اخرس، صوتك ميطلعش، لأنه حركة كده أو كده همشي السكينة الصغننة دي على رقبتك.
غمغم خالد بـ ارتياع:
_انتي إيه اللي جابك عاوزة إيه؟.
اجابت أبرار بامتعاض:
_ليه قلت ان ملاذ هي اللي طعنتك،وانا وانت عارفين كويس ان مش هي ،وفي بنت تانية طلعت بعدها هي اللي عملت كده..
عقد حاجبيبه بدهشة وقال بعجل:
_مقولتش ،أنا أصلاً لسة فايق من شوية،و أكيد هما قربوا يجوا ياخدوا إفادتي.
تحدثت أبرار بلهفة:
_حلو، يعني أختي معملتش حاجة؟
صمت خالد لثوانِ يفكر بشيء ومن ثم قال:
_لا هي اللي عملت فيا كده،بس..
ردت أبرار بحدة:
_بس ايه انطق..
التعمت عينيه بنظرة ماكرة، وقال:
_خمسين ألف واختك هتبعد عن الموضوع خالص.
تركت أبرار الهاتف جانباً، والنصل، وقبضت على عنقه بيدها، قائلة بوجهاً مكفهر:
_لا أنا ممكن حالاً اخنقك واخلص منك، من غير ما حد يحس.
ذعر خالد من فعلتها، وكاد ان يختنق، فأبعد يدها بقوة، قائلاً وهو يسعل بشدة وقد أحمر وجهه وعنفه:
_تمام هقول، هقول..
_اخلص..
قالتها ملاذ بحدة، وهي تعود لأخذ السكين مرة أخرى..
تنفس خالد بعمق وراحة، وقال بلهفة:
_مش ملاذ اللي عملت كده، دي رجاء هي اللي ضربتني بالسكينة…
استمعت أبرار لصوت طرقات على الباب،فالتفت للخلف وعلمت إنه عز؛ فقد اتفقت معه على إنه سيقف بالقرب من الغرفة و ان أتى شخص سيدق الباب.
اخذت أبرار هاتفها، وقالت في برود:
_نتقابل مرة تانية يا عسل..
وخرجت سريعاً من الباب بعدما نظرت على يمينها، ورأت عز يؤشر لها..
فتوجهت إليهم سريعاً، و قال عز بلهفة:
_ها عملتي إيه..
ردت أبرار قائلة:
_خلينا نطلع من هنا الأول وبعدين اقولك،يلا.
هز عز رأسه بنعم وغادرا، ومعهم مصطفى.
🌺لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم 🌺
جالسة فاطمة في شقتهم، بعدما رحلت والدتها مع السيدة نوال، جلست على الأريكة تنتظر اي خبر عن الأمر، كان بيدها هاتفها تعبث به، حتى فوجئت برسالة من رقم مجهول على تطبيق الواتساب، قامت بفتح الرسالة لتقرأ مضمونها…
“كيف حالك فاطمة معك الشيخ جاد، لقد حصلت على الرقم من صديقك مروان، ارسلي لي الصورة ليتم الأمر سريعاً”
سبت مروان بداخلها، و ضغطت على شاشتها وقد نوت على حظره..
ولكن بإسم الحب يصبح المستحيل ممكن،والقلب وما يهوى كم يقولون.
فانتظرت لثوانِ تفكر بالأمر..
ان لم ترسل الصورة ستنتهي قصتها قبل البداية، وسيصبح “إسلام” ذكرى حزينة بحياتها، وربما لم تنساه للأبد، وسيكون عائق في مستقبلها.
كان هذا تفكيرها، وبعد صمت دام لدقائق، استقبلت رسالة أخرى من المدعو “جاد”
“لا تقلقي الأمر عندي محلول، انتظري يومان وستري بنفسك تأثيرك على هذا الشاب، هذا وعداً مني”
ابتهج قلبها وهي تقرأ كلماته، أحقاً سيبدأ بالتفكير بها مثلما تفعل هي، هل سيحبها وربما أكثر منها؟!.
عند هذه النقطة، وقد تحرك اصبعها ينقش حروفاً هشة من العدم، كان مضمون رسالتها..
“بجد يعني يومين وهيحبني..
واخذت تكتب بتردد وقلق:
_أنا الحقيقة خايفة ابعت الصورة.
فأتى الرد سريعاً منه..
” لازم صورة ليه وليكي، وفي خطوات تانية عشان يعجب بيكي هنعملها لقدام، بس خلينا فالخطوة دي، الصورة دي يدوب زي طرف الخيط، ومتقلقيش أنا عندي هنا كم صور هائل مش بتطلع من التليفون، ولو مش عاوزة تكملي انتِ حرة”.
دون تردد أو وعي ارسلت فاطمة صورة لها مقترنة بجملتها هذه..
“اتمنى أشوف صدق حضرتك على أرض الواقع..
رد الأخر مؤكداً:
_هو يوم، يوم واحد بس وهتشوفي العجب.
ضمت فاطمة الهاتف لصدرها بعد أخر رسالة قرأتها ورددت :
_يارب،يارب بقا.
༺༻استغفر الله العظيم واتوب إليه ༺༻
كانت نوال في سيارة الأجرة وبجانبها نوال التي جفت أعينها من كثرة البكاء، والصمت سيد الموقف، فتعالى صوت رنين هاتف السيدة صباح، فاستقبلت المكالمة سريعاً تقول:
_أنت فين ياعز البوليس قبض على ملاذ.
صاح عز بتعجب قائلا:
وده حصل ازاي!؟.
واستكمل يقول بلهفة:
_متقلقيش احنا خلاص هنجيلكم على هناك.
غمغمت صباح بهدوء:
_ماشي يابني خير ان شاءالله.
” في مركز الشرطة”
خطت ملاذ أولى خطواتها للداخل؛ فكانت تسير معهم كالمتغيبة، ارهقتها الحياة فاصبحت كالجسد بلا روح، لاشي يمكنه ان يرمم شتات قلبها سوى الموت..
خذلتها قدميها، وشعرت بأن روحها تنسحب رويداً رويداً، ولم تشعر بنفسها سوى وهي تتهاوى أرضاً…
صرخ الضابط قائلاً:
_شوف دكتور يابني بسرعة.
وهبط لمستواها، وحملها على ذراعيه، ودلف إلى مكتبه.
أنزل جسدها الضعيف على أريكة صغيرة منزوية داخل المكتب، وعاد يأخذ كوباً من الماء كان أعلى طاولة مكتبه، نثر القليل على وجهها، ولكن دون جدوى؛ لم تستيقظ..
أمسك رسغها، ونظر لساعته ليحسب عدد نبضات قلبها فوجدها أقل من ال٦٠ علم حينها انها تعاني من إنخفاض في ضعط الدم..
هم بأن ان يرفع قدمها لتصبح في مستوى رأسها ويتحسن وضعها قليلاً؛ ولكنه وقف حائراً وهو ينظر لثيابها يخشى ان يظهر جسدها عاري..
فعاد لمكتبه، يبحث في إدراجه عن رائحة نفاذة، ووجد بالفعل عطراً..
فقام بنثر القليل لتستنشقه..
انتظر لثوانِ، وراءها ترفرف بأهدابها، دنا منها يقول بصدق:
_انتِ كويسة يامدام، نطلب دكتور نوديكي المستشفى.
وقبل ان تهم بالرد، دلف عسكري للداخل وصاح قائلاً:
_إسماعيل بيه في اتنين ستات جم من شوية تبع المتهمة وعاملين شوشرة.
جأر إسماعيل بحدة:
_خليك معاهم برة لحد ما نشوف الموضوع إيه.
خرج العسكري،فبدل الضابط نظره لـ ملاذ، وجدها اعتدلت في جلستها، فجاء بكأس الماء وقال بنبرة لينة:
_اتفضلي اشربي..
نظرت ملاذ إلى يده،فتناولت منه الكأس ترتشف منه بيداً مرتجفة، من ثم أخذ منها الكأس بعدما انتهت.
وسحب مقعد وجلس يقول بهدوء:
_صدقيني لو حكيتي كل اللي حصل معاكي بالتفصيل هساعدك.
نظرت له ملاذ بأعين دامعة،وردت بِخفوت :
_هقول كل اللي حصل اليوم ده.
هز الضابط رأسه بتريث، دون ان ينبس ببنت شفة.
“في الخارج”
أتى عز وأبرار ومعهم مصطفى، وجدوا صباح تتجادل مع العسكري ونوال في إنهيار تام.
ركضت أبرار لوالدتها تتسائل في خوف:
_ماما إيه اللي حصل؟.
وقال مصطفى وهو يجهش في البكاء:
_بلاش عياط ياماما،ملاذ دلوقتي هتتطلع.
صاحت صباح بحدة:
_عاوزين نشوف بنتنا ياجدع في إيه؟.
رد العسكري بملل:
_من الصبح بقول ممنوع ياست.
صاح عز عالياً:
_خلي كلامك معايا انا، بقولك معايا دليل من المرحوم نفسه ان البنت اللي جوة بريئة، وانه هو واطي.
هتف العسكري بغضب:
_أنت جاي تهزر يا جدع ولا إيه، يلا كلكم برة.
وعلى صوتهم خرج الضابط إسماعيل وهدر بحدة:
_إيه الدوشة اللي هنا دي.
تقدمت أبرار منه سريعاً وقالت بلهفة وهي تؤشر على هاتفها:
_ عندي تسجيل هيحال القضية كلها، أدينا فرصة واسمعه، صدقني أختي بريئة.
بدل الضابط نظره بينها وبين نوال وقال بتريث:
_تعالي، ووالدة البنت تيجي، الباقي خليه مكانه، ومن غير ما اسمع صوت.
دلفت نوال خلف ابنتها سريعاً، وظل مصطفى مع صباح وعز التي تمتمت بحزن:
_يموت الأب وتكتر البلايا، ربنا يعين ويساعد.
“سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ”
“في الداخل ”
سارعت نوال في عناق ابنتها، وجلست تمسد على ظهرها..
جلس الضابط خلف طاولة مكتبه، وقال بجدية:
_هاتي التسجيل اللي معاكي.
ناولته الهاتف ليستمع لمقطع الصوت الذي دار بينها وبين خالد في المستشفى وما ان فرغ منه، صاحت نوال تقول:
_سمعت اهو يابني، بنتي بريئة هي طليقة الزفت ده اه، وراحت الشقة مش هننكر، بس مش هي اللي ضربته لأ، أبوس ايدك يابني خلينا نمشي بنتي مش حمل انها تبات هنا.
صمت الضابط لثوانِ وبدا عليه التفكير،واجاب بتريث ورأفةً بحالهم:
_تمام هتاخدي بنتك دلوقتي وتمشي، وبكرة الصبح تعدي عليا من غير مشاكل ولا شوشرة تيجي بنفسك لحد هنا في كام ورقة هتمضي عليها، والباقي علينا.
ابتهج فؤاد نوال وازاحت دموعها، وقالت بدعاء:
_الله يكرمك يابني ويجعلك في كل خطوة سلامة، وينصرك على كل عدو .
نقل الضابط التسجيل إلى هاتفه، وأعطى أبرار هاتفها، أخذته أبرار وخرجت خلفهم، توجهت صباح إليهم سريعاً ما إن رأتهم يحرجون، وتسائلت بحدية:
_عملتوا إيه طمنوني.
غمغمت نوال بخفوت:
_عدت على خير ياحبيبتي، الحمدلله.
ركض مصطفى إلى ملاذ يعانقها، ولم تبادله هي، ولم تتفاعل معهم كنت شاردة الفكر..
صاحت صباح مرة أخرى:
_عز وقف تاكسي يابني خلينا نمشي البنت ياحبة عيني وشها أصفر، كأنها رايحة من الدنيا..
وعند ذكر الرحيل، طرق ذهن ملاذ بتلك الفكرة، ووسوس لها شيطانها بأن هذا هو الحل لتتخلص من مشقة الحياة، فأصبحت تلك الكلمة تتردد بذهنها “الانتحار”
هذا ما نوت فعله بعدما تعود لمنزلها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باسم الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى