روايات

رواية باسم الحب الفصل الثاني 2 بقلم هدير ممدوح

موقع كتابك في سطور

رواية باسم الحب الفصل الثاني 2 بقلم هدير ممدوح

رواية باسم الحب البارت الثاني

رواية باسم الحب الجزء الثاني

باسم الحب
باسم الحب

رواية باسم الحب الحلقة الثانية

يأتي الحب على غفلة دون موعد وكذلك الحزن، فـ تغلق جميع الأبواب في وجهك وتصبح العتمة من حولك هي مكانك الوحيد و الأوحد.
احتل الذعر ملامحهم والخوف دب ثنايا القلب، صاحت أبرار في قلق:
_إجهاض.. ازاي بس يا ماما، ملاذ اضعف من أنها تعمل كده، ده ابنها.
هتفت نوال قائلة:
_بقا اسيبكم ساعة أرجع الاقي كل واحدة واقعة في مصيبة، ليه كده بس يا بنتي.
تث مصطفى بامتعاض:
_احنا هنفضل واقفين خلينا ندور عليها.
أيدته نوال قائلة:
_خليكم هنا وانا هروح أدور عليها، مش هبقا شايلة همكم كلكم.
استدارات نوال لتخرج، وما كادت ان تخطو أولى خطواتها حتى وجدت ابنتها ملاذ قادمة..
فاقتربت منها سريعاً تضمها وقالت:
_يابنتي حرام عليكي أنا اعصابي تعبت..
وابتعدت عنها واستطردت تسألها باهتمام:
_كنتي فين؟
ظلت ملاذ مكانها ساكنة بملامح شاحبة تحاكي شحوب الأموات.
فتقدمت منهم أبرار قائلة بقلق:
_مالك يا ملاذ وشك مصفر ليه انتي تعبانة.
وكزتها والدتها في كتفها قائلة:
_مالك يابنتي إيه اللي حصل معاكي.
ارتجفت ملاذ أثر لمس والدتها وقالت في وجل والدموع تتساقط على وجنتيها :
_انا معملتش حاجة، مكنش قصدي ياماما، صدقيني.
وارتمت على صدرها تبكي بنشيج.
فتعجبت من أمرها وقالت بتريث وهي تربت على ظهرها:
_هو في أي بس يابنتي؟..
و إيه اللي حصل؟!
ابتعدت ملاذ عنها وقالت وهي تزيح دمعها:
_أنا عاوزة أقعد لوحدي.
وسارت من أمامها، دون ان تنبس ببنت شفة.
فقالت نوال بقلة حيلة والدموع تتلألأ بعنيها:
_هو في إيه بس ياولاد أنا خلاص هتجنن حرام عليكم اللي بتعملوه فيا ده.
فقال مصطفى فور مغادرتها:
_خلاص يا ماما هدي أعصابك.
وتابعت أبرار :
_دلوقتي تروق وتهدى، ونبقا نفهم منها إيه اللي…
قاطعتها نوال قائلة بحدة:
_ادخلوا يلا مش عاوزة اسمع صوت حد فيكم.
فتبادلوا الأنظار، ودلفوا على مضض.
••••••••••••••••••••
على صعيد آخر
جالسة بـ كافتريا الجامعة، تضيئ شاشة هاتفها بصورة شاب تنظر له بحالمية…
جاءت من خلفها إحدى الفتيات وضعت يدها على كتفها فألتفتت لها، وأبتسمت الأخرى قائلة:
ممكن أحكي معاكي شوية يا فاطمة .
أبتسمت فاطمة قائلة بهدوء:
_اه تفضلي.
جلست الفتاة ورواغتها بسؤالها قائلة:
_بتحبيه صح
غمغت الأخرى قائلة:
_مين؟!
تقصدي إيه يا سارة؟!
استرسلت سارة قائلة:
متقلقيش أوي كده، احنا بنات زي بعض وانتِ باين عليكي أوي الحقيقة، وانا ياستي قصدي على دكتور إسلام.
ابتسمت فاطمة بأستيحاء وشقت البسمة وجهها، سرعان ما أختفت وتبدلت ملامحها للخوف والخذلان.
فتابعت سارة النظر إليها بإبتسامة، قائلة:
_عارفة شعورك كويس، حب من طرف واحد شعور مؤلم الصراحة وخاصةً كلنا عارفين أن دكتور إسلام معجب بدكتورة ميار، يعني مستحيل يفكر فيكي.
ألتمعت الدموع داخل مقلتيها وظلت حبيسة بداخلها تأبى الخروج فهي تعلم كل العلم ان ما تتمناه صعب المنال.
“بس أنا عندي الحل ”
نطقت بها سارة بحماس.
فنظرت لها فاطمة بتمعن دون ان تتفوه بحرف.
واستطردت سارة:
_مروة زميلتنا أكيد عارفة إنها متجوزة من مروان وكل الدفعة على علم بكده، بس اللي محدش يعرفه انها كانت بتحبه جداً وهو مش معبرها لحد ما راحت لشيخ.
“شيخ”نطقتها فاطمة باستغراب
فأردفت سارة مكملة:
ايوة هو اللي خلص كل الحكاية أنه عملت جلب واتجوزته، واهو شايفة الهنا اللي هي فيه وقد إيه هي فرحانة، أنتي كمان موضوعك هيتحل على أيد الشيخ ده بس الحقيقة انه هياخد مبلغ، بس يستاهل.
ردت فاطمة بعدم رضا:
_لا، لا مش هروح مش عاوزة الكلام ده.
استقامت سارة من مكانها قائلة:
_براحتك ياحبيبتي، بس ابقي فكري ومتنسيش فأي لحظة هتلاقيه طار من أيدك وأنتي هتفضلي تندبي حظك، عن أذنك.
ألقت سارة كلامها المسموم وغادرت المكان، بينما ضاق صدر فاطمة من حديثها لتلتقط حقيبتها وتغادر الجامعة.
•••••••••••••••••••••••••••
بمقابل العمارة التي تقطن بها السيدة نوال، دلف عز للعمارة التي يقطن بها، صعد للأعلى وطرق على الباب عدة مرات، فأتت والدته على الفور، فُتح الباب ودلف عز قائلاً بمرح:
_مساء الخير ياصبوحة، ها العشا جاهز.
ردت صباح قائلة وهي تشمر جلبابها:
_عملتلك فراخ بلدي محشية من اللي قلبك يحبها، اه ما أنت شقيان.
ارتمى عز على أقرب أريكة ورد بتعب بادي على ملامحه:
_تسلم ايدك ياست الكل.
تحدثت صباح وهي تدلف للداخل:
_هدخل اسخن، رن على البت فاطمة، أنا عارفة كلية إيه اللي تقعد للعشا دي.
صاح عز عالياً:
_تلاقي المواصلات أخرتها، زمانها على وصول.
وما كاد ان ينهي جملته حتى استمع لصوت طرقات على باب الشقة، فاستقام واقفاً وهو يقول:
_اهو جبنا سيرة القط جه ينط.
فتح الباب على مصرعيه، لتظهر شقيقته من خلفه كانت سمراء البشرة، بأعين زيتونية مائلة للخضار، أنف نحيف مدبب وشفاه متناسقة مع ملامحها، متوسطة الطول، ترتدي دريس من اللون الكافية بمنتصفه حزام من لون أخر وحجاب من نفس اللون.
دلفت للداخل و أغلق عز الباب خلفها قائلاً بجدية:
_إيه مالك داخلة علينا مبوذة ليه كده؟!
ألقت فاطمة حقيبتها باهمال على الأريكة ومالت لتنزع حذائها وقالت بضيق وكلمات زميلتها سارة تتردد بأذنها:
_مفيش، شوية إرهاق من المحاضرات والمواصلات بس.
خرجت صباح وهي تحمل بيدها الأطباق قائلة بحدة:
_مليون مرة اقولك لمي حاجتك دي، دايماً مهملة محدش في اخواتك تعبني غيرك.
تأففت فاطمة بضيق وهي تحمل حقيبتها:
_أوف، حاضر هلم حاجتي، داخلة أغير وبعدين هخرج.
قال عز بملل:
_حوار كل يوم ده انا هقعد اتعشى، وبعدين انزل أشوف لقمة عيشي.
•••••••••••••••••••••••••••
في إحدى الأماكن الراقية وفي ذاك المنزل الذي يظهر ثراء مالكيه.
كانت تجلس تلك السيدة بالصالون وهي تحتسي من فنجان القهوة بتلذذ، وبجانبها رجل من نفس عمرها، ويجلس شاب بالمقابل لهم، قالت هي بسعادة:
_عمري ما حسيت بطعم الراحة غير دلوقتي، عاشوا سنين طويلة في عزنا كفياهم بقا.
هتف الشاب بحنق:
_قصدك في عز ابوهم يا سميرة هانم..
وبدل نظره لوالده واسترسل:
_ أنا مش عارف ازاي يابابا وافقت تعمل كده.
كاد الرجل ان ينطق بشئ فقاطعته زوجته قائلة بندفاع:
_وانت بتتحامى ليهم ليه دلوقتي، ما انت كنت واقف بتتفرج..
ثم تابعت بسخرية:
_وقلت لحبيبة القلب أبرار روحي انتِ دلوقتي وانا هشوف الموضوع ده.
رد عمر بعجل:
_انا قلت كده لأني مكنتش فاهم إيه اللي بيحصل.
تحدث والده بحدة:
_اسمع ياولد عمك محمد خلاص مات ونوال وعيالها اصبرنا عليهم كتير، قولنا البنات هيتجوزوا والولد هيتربى وسطنا، بس اهو البنت الكبيرة حطت راسنا فالطين ورجعالنا حامل.
قاطعه عمر بحدة:
_هي كانت ماشية فالحرام يعني، دي اضحك عليها وحالها يصعب على أي حد.
هتف محفوظ “والده”:
_البيت بيتنا وهما مالهمش حاجة عندنا، ومش عاوز حد يجيب سيرة فالموضوع ده، ويلا اطلع اوضتك.
قال عمر بغضب:
_وانا و أبرار إيه حكايتنا هتقف على كده.
ردت والدته بحدة قائلة:
_أبرار دي بنت قليلة أدب لسانها أطول منها ولا تصح تكون زوجة ولا أم ولا سيدة مجتمع راقية حتى.
قال عمر ساخراً:
_قليلة أدب عشان كانت بترد على كلامك اللي زي السم.
هتف والده محتداً:
_اخرس ياولد، أنت ازاي تكلم والدتك بالطريقة دي، يلا من غير كتر كلام أطلع على اوضتك فوراً.
وثب عمر قائماً، واندفع للأعلى بعدما حدجهم بشمئزاز.
مر باقي اليوم دون أي أحداث أخرى..
🌺اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺
وفي الصباح الباكر..
كانت تتململ أبرار في فراشها بسبب شعورها بحرارة الجو، فنظرت بجانبها لم تجد شقيقتها، فاستقامت واقفة، والتقطت الحجاب الذي كان يعلو المنضدة الصغيرة بالغرفة ووضعته بعشوائية على خصلاتها وتوجهت ناحية الشرفة المتصلة بغرفتهم، وقالت بضيق:
_يعني جو حر، و كمان ناموس.. كويس ان في بلكونة أهي أحسن من بلاش.
فتحت ضلفتي الشرفة ووقفت مغمضة العينين تستنشق نسائم الهواء المنعشة..
وفي نفس اللحظة فتح عز ضلفتيّ نافذته ليقع نظره عليها، فتبسم بهدوء وهو يرمقها بوجهاً مبتسم وقال متغزلاً:
_ياصباح الجمال والدلال، ده أنا صبوحة دعيالي بقا.
تعجبت أبرار من هذا الصوت الذي اخترق مسامعها، ففتحت مقلتيها.. لتجد أمامها عز يغمز لها بأعينه.. ويطل بملابس داخلية بيضاء.. فحدجته بضيق قائلة:
_دي أي الأشكال اللي واحد بيتصبح بيها دي.
واغلقت الشرفة بعنف في وجهه، وعادت للداخل..
وما ان اغلقتها حتى ابتسمت قائلة:
_وده إيه ده كمان…
استمعت لرنين هاتفها فاقتربت منه تلتقطه من أعلى المنضدة، رأت اسم عمر مدون على شاشته فاستقبلت المكالمة بملامح مقتضبة قائلة:
_أهلاً يا أستاذ عمر، يلا فاكر..
قاطعها عمر قائلاً :
_أبرار أنا لازم اقابلك ودلوقتي حالاً.
ردت أبرار بحنق:
_وده ليه ان شاء الله.
هدر عمر بقوة:
_اخلصي يا أبرار هستناكِ في كافيه *** متتأخريش.
زفرت أبرار بضيق قائلة:
_تمام جاية.
و أنهت المكالمة..
أبدلت أبرار ملابسها، وخرجت من الغرفة، ووقفت أمام الباب لتجد جميع الأنوار منطفئة ، تعجبت من الأمر، فـ صاحت بصوت عال:
_ماما يا ماما، انتِ فين؟!.. هو النور قاطع فالصالة بس يعني.
عادت الأضواء كما كانت، فنظرت على يمينها لتجد ولدتها واقفة بجانب المقبس.. وتقدمت نوال منها قائلة:
_يابنتي وقفتي قلبي حرام عليكي، ليه كده؟!
لوت أبرار فمها بغيظ قائلة:
_انا اللي اتخضيت، ده إيه الظلام اللي احنا عايشين فيه ده.
بررت نوال قائلة:
_انا مش عارفة مين…
وقاطعت حديثهم وهي تنظر حولها، ليقع نظرها على جسد ملاذ النائمة أعلى الأريكة.
قالت أبرار بخفوت
_سكتي ليه؟
أشارت والدتها على جسد ملاذ، فتفهمت الأخرى الأمر.
قالت نوال بحنو:
_ياحبيبتي يابنتي، ربنا ينتقم من اللي كسرك.. روحي يا أبرار هاتي غطا خفيف لاختك هي بتحب تتغطى في الصيف يابنتي.
غمغمت أبرار بخفوت:
_حاضر.
ولجت أبرار داخل الحجرة وسرعان ما عادت وهي تحمل بيدها الغطاء، أخذته منها والدتها وتقدمت من ملاذ ببطء، دنت منها ولثمت جبهتها، ودثرتها جيداً.
واستدارت للعودة لتجد خلفها أبرار فتنبهت لزيها وقالت بخفوت:
_انتِ رايحة فين كده؟!.
اذدردت أبرار لعابها وقالت بكذب:
_بصراحة، نازلة اقابل البت وداد، وبالله عليكي يا ماما ما تقولي لأ، انا مخنوقة.
عقدت نوال ساعديها أمامها وقالت بتردد:
_ماشي روحي، بس ساعة زمن وتكوني هنا.
عانقتها أبرار بحماس و أردفت :
_انتِ أحسن مامي فالكون.
ابعدتها والدتها، ورمقتها بحدة:
_بت اختك نايمة..
وابتسمت مسترسلة حديثها
:_يلا يا مجنونة من هنا..
هتفت أبرار وهي تمر من أمامها:
_هدخل الحمام الأول..
صاحت والدتها مستنكرة:
_هي البلكونة مفتوحة.. في دبان كتير داخل علينا.
ردت أبرار من داخل المرحاض:
_يمكن اتفتحت من الهوا.
لم تتفوه نوال بشيء و دلفت لداخل الغرفة توجهت إلى الشرفة، لتجد صباح أمامها فقالت مبتسمة:
_صباح الخير..
ردت صباح قائلة:
_ياصباح الفل ياحبيبتي، الواد عز قالي في ناس جداد، مكنتش أعرف أنه انتِ جيران الهنا يا عنيا.
كادت نوال ان ترد حتى قالت أبرار من خلفها:
_ماما انا ماشية.. عاوزة حاجة اجيبها وانا راجعة..
ردت نوال بخفوت:
_لا يابنتي…
صاحت صباح قائلة:
_الناس تقول صباح الخير، السلام عليكم.. إيه ياختي ده.
تنبهت أبرار لوجودها فرمقتها قائلة بضيق:
_صباح الخير ياطنط.
هتفت صباح بعصبية:
_شوفي البت برضه مصممة تعصبني، ياختي بلاش طنط دي، خليكي بنت بلد كده.
غادرت أبرار ولم تبالي
فقالت نوال بتريث :
_حقك عليا ياحبيبتي هبقا افهمها.
اردفت صباح قائلة:
_ولا حق ولا باطل ياست نوال، أصل طنط دي تتقال للناس الفرافير مش لـ صباح..
وضحكت نوال على حديثها، واخذوا يتبادلون أطراف الحديث قليلاً.
༺لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم༻
“في إحدى المطاعم البسيطة”
جالسة أبرار مقابل عمر..
وتحدثت بضيق:
_لأول مرة اكدب على أمي، وأوعك تكون جايبني هنا لحاجة تافهة يا ابن عمي.
قال عمر مستنكراً:
_علاقتنا بقت حاجة تافهة.
صاحت أبرار بحدة:
_ آه تافهة ، قولي ازاي عاوزني أثق في شريك حياة زيك.. كنت واقف تتفرج علينا وعيلتك بيطردونا من البيت اللي أبويا ليه فيه قد ما ليكم..
واستطردت قائلة:
_ بس الحق على بابا عشان وثق في عمي، و أول ما شتركوا في بيت راح كتبه بأسمه وبابا كان مأمن ان ده أخوه للأسف.
هتف عمر محتداً:
_الزمي حدودك.
تابعت أبرار قائلة بسخرية:
_الحقيقة بضايق صح..معلش.
قال عمر بامتعاض:
_اهدي كده وخلينا نتكلم زي الناس العاقلة.
اردفت أبرار بتريث:
_تمام، بس تقدر تقولي عملت ايه كلمتهم، حاولت تحارب علشان علاقتنا تستمر..
واسترسلت بسخرية :
_بس اكيد بابا وماما عقبوك كالعادة وطلعت اوضتك اتحبست فيها، عشان أنت نوتي.
وثب عمر من على مقعده وقبض على يدها قائلاً بغضب:
_لمي لسانك يا أبرار احسنلك.
ابعدت أبرار يده عنها بعنف، وهي تنظر حولها ورأت ان جميع من بالمطعم ينظر لهم.. فصاحت بوجهه قائلة:
_بحذرك أوعى ايدك دي تتمد.. ومن النهاردة اعتبر ان مفيش بينا قراية فاتحة، خلينا غرب واعداء كمان.. وحقنا هيرجع يا ابن عمي.
وغادرت المكان تاركة إياه يستشيط غضباً.
**********
صوت إنذار سيارات الشرطة تعالت بالحارة وهي تدلف…وتزامن معها صوت ضربات قلب ملاذ التي طرقت بداخلها كالطبول.. و أصبح وجهها يتصبب عرقاً.. فانتفضت من على فراشها، واستقامت واقفة وهي تفتح الشرفة ونظرت للأسفل لتجد سيارة الشرطة تقف قريباً من العمارة التي تقطن بها مع عائلتها.. خرجت سريعاً من غرفتها.. لتجد شقيقها جالس بالصالة..
فقال الصغير بتعجب:
_مالك يا ملاذ.. انتِ خايفة ليه كده.
خرجت والدتها من المطبخ لترى ابنتها بهذه الحالة..
فاقتربت منها قائلة بفزع من مظهرها:
_في إيه يا ملاذ مالك.. بتتنفسي ليه بسرعة كده.
صاحت ملاذ قائلة بغير وعي:
_جم يا خدوني.. بس انا معملتش مكنش قصدي اقتله .
عانقتها والدتها لتبث بداخلها الأمان وهي تقول:
_تلاقيه كابوس يابنتي مفيش حاجة.
دفعتها ملاذ عنها وقالت بحدة:
_لا كان حقيقة..
وتابعت ببكاء:
_بس مكنتش عاوزة اقتله، وهما عاوزين يحبسوني.. أنا لازم أهرب بسرعة.
لاتعلم نوال ماذا أصاب أبنتها؛ ولكنها تيقنت ان البارحة عندما خرجت قد حدث معها شيء.
و اخترق أُذنها الإنذار مرة أخرى.. فعادت تقول كمن إصابه الجنون:
_انا لازم أهرب.. واسرعت خطواتها للأمام.
فوقف امامها مصطفى قائلاً:
_رايحة قين ياملاذ.
دفعته ملاذ بعنف من أمامها فسقط الصغير متأوهاً.. وركضت هي خارج الشقة.
دنت منه والدته، تعاونه على الوقوف، وقالت بعجل:
_معلش يا بني أنت عارف حالة اختك.. خليك هنا اروح اشوفها و ارجعلك.
وسحبت حجابها الذي كان على الأريكة وركضت خلفها.
ركضت ملاذ إلى الأمام بثيابها البيتية و تركت خصلاتها متحررة دون حجاب ولن تلتفت للخلف.. وخلفها والدتها تنادي عليها ولكن دون جدوى.. وقفت نوال تلقط انفاسها، والدموع تتسابق على وجنتيها..
وفي تلك اللحظة عادت أبرار وهي ترى هذا المشهد فتوجهت لوالدتها قائلة بقلق:
_في إيه يا ماما؟!
قالت نوال وهي تؤشر على ملاذ:
_الحقي اختك!.
رأت أبرار شقيقتها، فتركت والدتها راكضة إلى ملاذ التي ابتعدت عنهم.
توقفت ملاذ أمام البقالة الخاصة بـ السيدة صباح.. وهي تشعر بدوران يهاجمها، وسحابة سوداء تدور حولها.. فأغلقت أعينها وسقطت أرضاً.
استقامت صباح بفزع، وهي ترى ملاذ مفترشة الأرض بإغماء، فقالت:
_استر يارب..
ودنت منها وجلست أرضًا لتصبح في مستواها،وتلقت رأسها على قدمها،و أزاحت خصلات شعرها قائلة
_اصحي يابنتي مالك.
وصلت أبرار إليهم ودنت منها قائلة وهي تهزها:
_ملاذ، ملاذ قومي.
هتفت صباح بريبة:
_تقربلك؟.
_أختي..
قالتها أبرار بوجل على شقيقتها.
وطلت عليهم والدتها وهي تشهق باكية:
_إيه اللي جرالك يابنتي.
صاحت صباح بهم:
_بطلي نواح منك ليها، ايدكم معايا نقعدها جوة بدل قعدتنا في نص الطريق كده، البنت كويسة هي بس اُغمى عليها.
هزت نوال رأسها بنعم .. وتعاونوا على حملها،
حتى اصبحت جالسة على مقعد البقالة، ورأسها يميل على خصر والدتها.
اخرجت أبرار عطرها من الحقيبة المعلقة على كتفها وقامت بنثره على يدها ووضعتها أمام شقيقتها لتستنشقه.. وسرعان ما فتحت ملاذ مقلتيها، نظرت أولاً حولها وهي تقول:
_إيه اللي حصل..
مرت أخر ذكرى على رأسها فـ نتفضت قائلة:
_هما راحو فين، مشيوا ولا هيرجعوا ياخدوني.
قالت صباح بتعجب من أمرها:
_هما مين دول يابنتي!؟.
ردت ملاذ في عجل:
_الشرطة انا سمعت صوت العربية.
قالت صباح بريبة من أمرها:
_مشيوا هما كل أسبوع كده بيعملوا دورية عشان في لبش في المنطقه.
ضمت نوال رأسه ابنتها بكفيها ونظرت إليها بتمعن قائلة:
_ملاذ فوقي يابنتي، إيه اللي عملتيه في نفسك ده، طلعتي تجري من البيت زي المجانين بشعرك وبالبجامة، ليه؟، وعشان إيه؟!.
وضعت ملاذ يدها على شعرها تتحسسه.
واسترسلت نوال قائلة:
_خافي على اللي فبطنك يابنتي دي روح وانتِ مسئولة عنها.. ومن بكرة هاخدك تتابعي عند دكتور، ونطمن على صحة الجنين
ضيقت صباح أعينها وهي تحملق ببطنها قائلة:
_هي حامل.
هزت أبرار رأسها بنعم وهي تنظر لها..
فاستقامت ملاذ واقفة، وأخذت الدموع تتسابق على وجنتيها وقالت في خفوت:
_أنا أسفة يا ماما..
وخطت للأمام وأبرار خلفها واردفت نوال :
_متشكرين ياست صباح.
ردت صباح قائلة:
_لا العفو ياحبيبتي الجيران لبعضيها..
واستطردت بعدما ابتعدوا عنها قليلاً:
_اقطع ايدي ان ماكان الناس دول وراهم قصة، يالهوي تكون البنت قاتلة قتيل وجاية تستخبى هنا، أنا لازم أعرف إيه الحكاية.
༺لا تجعل القراءة تلهيك عن الصلاه ༻
دلفت ملاذ و والدتها تحاوطها بيدها، وأبرار خلفهم.
دنا منهم مصطفى ما ان رآهم، وقال بقلق:
_حصل إيه يا ماما ملاذ كويسة.
ردت نوال قائلة:
_نقعد الأول بس يابني..
جلسا بجانب بعضهم.
واستطردت نوال وهي تنظر لـ ملاذ:
_انتِ كنتِ فين امبارح لما خرجتي؟.
استقامت ملاذ، وكادت ان تخطو للأمام فقبضت نوال على يدها قائلة:
_مش هسمحلك تهربي زي كل مرة،فهميني إيه الحالة اللي كنتي فيها دي؟.
جلست ملاذ مرة أخرى،وغمغمت بخفوت:
_هحكي..
**صلي على محمد**
وقفت صباح أمام ورشة نجلها.. فخرج هو قائلاً وعلامات التعجب بادية على وجهه:
في إيه يا أمي، جاية لحد هنا ليه؟.
ردت صباح قائلة:
_حقك ما انت متعرفش اللي حصل..
أردف عز متعجباً:
_وإيه اللي حصل!؟..
قصت صباح عليه ما حدث مع عائلة أبرار..
فصاح هو قائلاً:
_وانا اللي افتكرت ان حصلت مصيبة معانا.
هتفت صباح قائلة:
_وده كل اللي همك يا ولا.
صمت عز لثوانِ ومن ثم قال:
_اللي النهاردة بفلوس بكرة يبقا ببلاش، وبكرة مش بعيد ياست الكل.
ضيقت صباح أعينها بشك قائلة:
_عندك حق يا ولا، بس برضه مش هسكت غير لما اعرف وراهم إيه.
اردف عز بضيق:
_طالما كده بقا، هروح اشوف شغلي أنا.
غمغمت صباح قائلة بخفوت:
_روح يا ضنايا.
“في الجامعة ”
خفق قلب فاطمة بحزن، والدموع تتسابق على وجنتيها.. مع إعلان المعيد الذي أحبته بخطبته من زميلة له.. وبعد تهنئته من قبل الطلاب.. غادر القاعة، فأزاحت فاطمة دمعها كي لا يلاحظ أحد وخرجت سريعاً،وخلفها سارة..
نادت سارة وهي تلحقها قائلة:
_ فاطمة، استني يا فاطمة..
التفتت فاطمة للوراء ودنت منها قائلة:
_نعم..
ردت سارة تبث سمها:
لسة في وقت مجرد خطوبة، فكري كويس فاللي قولتلك عليه.
اجابت فاطمة بحدة:
_انا مستحيل اعمل اللي قولتيه ده، جلب إيه.. ده اسمه سحر.
هتفت سارة بلا مبالاة:
_خلاص انتِ حرة، انا قدمتلك نصيحة، المهم الندم والحزن ما ياكلش في قلبك فـ الاخر، سلام ياقطة.
فرت دمعة من جانب مقلتي فاطمة.. وفكرت قليلاً في الأمر، وقعت عنيها على ذلك المعيد وخطيبته وهم يسيرون أمامها متشابكون الأيدي، ورددت قائلة:
_كل شيئ مباح فالحب والحرب، ولو لزم الأمر هعمل المستحيل عشان حبي ينتصر.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باسم الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى