روايات

رواية باسم الحب الفصل الثالث 3 بقلم هدير ممدوح

موقع كتابك في سطور

رواية باسم الحب الفصل الثالث 3 بقلم هدير ممدوح

رواية باسم الحب البارت الثالث

رواية باسم الحب الجزء الثالث

باسم الحب
باسم الحب

رواية باسم الحب الحلقة الثالثة

هدرت نوال قائلة بقسوة:
_يابنتي احكي، أنا خلاص هتجنن من عمايلكم السودة.
زفرت ملاذ بقوة وقالت على مهل:
_بعد ما انتِ وابرار طلعتي، جالي مكالمة من خالد..
صاحت والدتها بعنف:
_خالد، خالد تاني يا ملاذ قولنا مليون مرة بلاش تردي عليه يابنتي.
هتفت أبرار بحنق :
_استني ياماما بس خليها تكمل.
أطرقت ملاذ رأسها في حزن وتابعت:
_قالي انه عاوز يقابلني ضروري في حاجة لازم يقولها، ووعدني بعدها انه يطلع من حياتي، وقالي كمان اني لو مجتش، هيجي هو وهيعملي مشاكل..
وظهر في عينيها شرارة انتقام وهي تقول:
_كنت عاوزة انتقم منه اصرخ في وشه أعمل اي حاجة، أنا حياتي ادمرت بسببه.
ازداد نحيب نوال قائلة:
_اهو اللي خايفة منه حصل، وياترى قالك إيه؟..
عادت ملاذ بذكراتها إلى الوراء.
“بخطوات بطيئة حذرة دلفت ملاذ تلك الشقة بعدما فتح لها شاب في أواخر العشرون من عمره..
قال خالد بصوتٍ اجش:
_فاكرة شقتنا، وليالينا فيها..
ووضع كفه على كتفها يتحسسه.
فابعدته بعنف ورمقته بحدة قائلة:
_اوعك تفكر تلمسني، صدقني هيبقا اخر يوم في عمرك.
قهقه خالد وقال بفظاظة:
_إيه بس ياحبيبتي، ده انتِ حتى وحشاني موت.
وكاد ان يضمها، فدفعته.. وتلقى صفعة على وجنته.. فوضع يده مكانها ونظر إليها شزراً، وقبض على رسغها قائلاً:
_الليلة لسة في أولها ياحلوة، وهنشوف مين اللي هيكسر ايد التاني.
صوت صفعة أخرى تلقاها خالد من يدها الأخرى.. ونفضت يدها منه وصاحت قائلة بصراخ:
_بكرهك وبكره اليوم اللي شوفتك فيه، والساعة اللي وافقت عليك فيها..
وقبضت على تلابيب قميصه قائلة بعصبية مفرطة:
_سامع أنا بكرهك.
فقبض على يديها بعنف، وقال:
_ايدك لو اتمدت عليا هقطعها، انتِ فاهمة يابت.
اجابت ملاذ وهي تحاول التملص من بين يده:
_البنت دي هتخليك تندم على اليوم اللي أذيتها فيه، فاهم.
طلت بسمة ساخرة على شفتيه وقال بتهكم:
_هنشوف ياقمر.
وترك يدها وجلس على الأريكة، اخرج علبة سجائر من جيب بنطاله القطني وقام بإشعالها، ونفث دخانها قائلاً:
_تعالي يا ملاذ اقعدي و ارتاحي خلينا نحكي.
اصابت ملاذ نوبة غضب، وتقدمت منه سريعاً، والتقطت السكين الذي كان يعلو الطاولة، وهتفت بأعين تطلق شراراً وهي تدنو منه:
_مش هخليك عايش.. النهاردة هسمع خبر موتك..
وضع خالد سيجاره على الطاولة، وما كادت ان تهجم عليه حتى امسك يدها، و أردف:
_انتِ خلاص عقلك هب منك..
وقبض على يدها بأحكام واخذ منها السكين وألقاه بعشوائية، وهو يقول:
_وانا اللي قلت ارجعك، بدل ما انتِ عايشة لا طايلة سما ولا أرض.
وسحبها من يدها وهو يقول:
_يلا اطلعي برة وشك ده مش عاوز ألمحه.
دفعت يده عنها بعنف، وعلى حين غفلة قامت بدفعه بكامل قواها، واختل توازنه فسقط مصطدماً رأسه في يد الأريكة الخشبية، فصرخ متأوهاً وهو يغمض جفنيه.
فحملقت هي فيه بدهشة، ودب الرعب في ثنايا قلبها.. وفتحت باب الشقة وغادرت سريعاً. ”
وما ان انتهت ملاذ من قص ما حدث لهم، حتى سارعت نوال قائلة بتساؤل:
_يعني عايش ولا ميت؟!.
هتفت ابرار قائلة بتهكم:
_أكيد عايش يماما، مش هيموت من زقة يعني.
تنهدت ملاذ بإنهاك واجابت في حزن بدا على ملامحها:
_انا مش عارفة حاجة هو وقع وكان مغمض عينه، وانا سبته وجريت على طول، خفت أعمل إيه يعني.
تحدثت نوال بتريث قائلة:
_خلاص يابنتي ادخلي اوضتك ارتاخي شوية و متفكريش في حاجة.
هزت ملاذ رأسها إيجاباً، واستقامت واقفة، ودلفت أمامهم لداخل غرفتها.
اردفت أبرار قائلة بجدية:
_ماما انا ممكن أروح واسأل عنه هناك، عشان نعرف إيه اللي حصله.
صاحت نوال قائلة:
_اوعك، أوعك تعملي كده لو جراله حاجة هيسألوا انتي جايه ليه وهندخل في سين وجيم.
غمغمت أبرار بضيق:
_تمام، ماشي.
༺༻༺༺༺༻༻༻
في وقت غروب الشمس، توقفت سيارة أمام العمارة التي تقطن بها نوال وأولادها، ترجلت من السيارة، وعدلت ثيابها من أثر الجلوس، والتي كانت مكونة من جيبة سوداء يعلوها بليزر نسائي أبيض اللون..
دنت خطوتان للأمام وقالت للسائق الذي مازال داخل السيارة:
_خليك انت هنا يا عبد الصمد، عشر دقايق بالكتير و هنزل.
قال عبد الصمد بتريث:
_تحت أمرك يا هانم.
تركته وولجت إلى مدخل العمارة صعدت للأعلى ووقفت تحديداً أمام شقة نوال،دقت على الباب عدة مرات..
حتى استمعت لصوت نوال تصيح من الداخل:
_جاية، جاية اهو ياللي بتخبط.
فُتح الباب وتحدثت نوال بتعجب:
_سميرة، انتِ هنا بتعملي إيه.
قالت سميرة مبتسمة:
_قولي اتفضلي طيب الأول.
تنحت نوال جانباً وتمتمت بخفوت:
_اتفضلي، ادخلي.
دلفت الأخرى فور نطقها بذلك.. ودار بصرها وهي تتفحص المسكن، واستدارت قائلة لـ نوال:
_بس تصدقي العيشة هنا لايقة عليكي اكتر، شبه المتسولين اللي بيلفوا بولادهم في الشوارع .
هتفت نوال بتحذير:
_سميرة احترمي نفسك انتِ جاية هنا ضيفة.
خرجت أبرار من الغرفة على صوتهم، وقالت وهي تتقدم منها:
_يا أهلاً يا أهلاً مرات عمي عندنا، اللي بتشمت في طوب الأرض، تصدقي الشقة نورت.
وفجأة ودون سابق إنذار انقطعت الكهرباء، فقالت أبرار بسخرية، وهي تشعل ضوء هاتفها الذي كانت تحمله بيدها:
_لا بجد نورتي.
رمقتها سميرة شزراً، وجائت نوال بهاتفها كي ينير المكان أكثر وقالت ببرود:
_خطوة عزيزة يا سميرة نورتي، نبقا نشوفك مرة تانية.
هتفت سميرة بامتعاض:
_كنت لسة هقولك ربي بنتك، بس واضح هي طالعة قليلة أدب لمين.
تقدمت أبرار منها، وقالت:
_جيتي وشمتي فينا، اتفضلي يلا بقا برة من غير مطرود، مش يمكن النور يجي لما تمشي.. ولا تحبي اخدك من ايدك أوصلك للباب.
حاولت سميرة كظم غيظها، واردفت بتهديد:
_صدقيني بكرة أنا اللي هاجي اطلعك من الشقة دي، زي ما قدرت اطلعك من بيتي.
استطردت أبرار بحدة:
_هما كانوا بيقولوا إيه، آه.. الزن على الودان أمر من السحر، وانتِ شيطانة، أكيد فضلتي توسوسي في جوزك ودلوعة ماما لحد ما وافقوا.
حدقت بها سميرة بغضب قائلة:
_بنت قليلة أدب ناقصة رباية..
القت كلماتها تلك وغادرت صافعة الباب خلفها بعنف؛ وما ان خرجت حتى عادت الكهرباء…
فقالت أبرار ببهجة:
_الحمدلله غيمة سودا، واهي غارت.
ابتسمت نوال على تصرفات ابنتها التي لأول مرة تنحاز بصفها وقالت:
_لا عجبتيني المرة دي.
اجابت أبرار وهي تلاعب حاجبيها:
_تربيتك يا معلمة.
عادت ملامح نوال للجدية قائلة:
_طاب يلا ادخلي ساعديني في المطبخ.
༺سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ༻
“في الأسفل”
خرجت سميرة وهي تُتمتم بكلمات غير مفهومة من شدة غيظها، ولاحظت عودة الكهرباء فغمغمت بخفوت:
_حظ، مجرد حظ.
خرجت من باب العمارة، فوجدت أمرأة تمر من أمامها وتتحدث بتأفف قائلة:
_انا عارفة عربيات مين دي اللي بتقف في نص الشارع، ده على أساس من وسعه.
نادت سميرة قائلة بعدما خطرت ببالها إحدى الأفكار :
_لو سمحتي.
عادت المرأة تنظر لها، تتفحصها وردت بفظاظة:
_أيوة ياست، محتاجة حاجة.
اردفت سميرة مبتسمة:
_ممكن أعرف اسم حضرتك الأول.
لوت المرأة فمها بغيظ قائلة:
_يادي النيلة فينا احنا من التعارف والكلام ده..
وعقدت ساعديها واسترسلت بحنق:
_ام محمد ياستي، ها اخلصي.
استطاعت سميرة ان تخبئ ضيقتها، وقالت بهدوء:
_تعرفي سكان جم هنا جداد.
ضيقت المرأة مقلتيها بريب، وتسائلت:
_تقصدي البت اللي اتخانقت مع صباح الصبح، أمها اسمها نوال.
قالت سميرة بعجل:
_آه هي.
ردت ام محمد قائلة:
_انتِ واقفة قدام باب العمارة اللي هما فيه ، اطلعي انتِ وشوفي فالدور الكام.
و ماكادت ان تخطو حتى اوقفتها سميرة قائلة:
_ لا انا أصلاً لسة نازلة من عندهم.
قالت المرأة حائرة:
_اومال عاوزة إيه.
هتفت سميرة بأعين ملتمعة بالشر:
_أنا ابقا مرات عمهم، وجيت اديهم قرشين ينفعهم، بس أمهم بتكرهني ومش طيقاني طردتني، و قالتلي انتِ جاية تدينا حسنة..
واسترسلت تتابع:
_والبنات دي صعبانة عليا خصوصاً ملاذ، بعد ما عمها طردهم من البيت عشان الفضيحة.
تمتمت ام محمد بتعجب:
_فضيحة!.. فضيحة اي دي ياختي.
تراقص قلبها فرحاً وها قد وصلت لمبتغاها و اجابتها قائلة:
_ربنا يستر على ولايانا ياحبيبتي، البنت غلطت مع واحد وحامل منه دلوقتي.
ضربت السيدة فوق صدرها كردة فعل قائلة:
_يلهوي، يادي الفضايح يا ولاد..
واستطردت بضيق:
_وانتي دلوقتي عاوزة إيه.
ظهر على ملامحها الحيرة، وقالت بتوتر:
_كنت عايزة اشوف حد ابن حلال يجبلهم شوية خضار من غير ما يعرفوا..
وصمتت وهي تخرج فئة من المئتان كانت داخل حقيببتها المعلقة على كتفها، وقالت: خدي هاتي بيهم خضار وقولي فاعل خير، و أوعك ياحبيبتي تجيبي سيرة لحد عن اللي قلته.
نظرت أم محمد للمال الذي بيدها وقالت بحنق:
_متين ماهي حسنة بحق وحقيق، بس انا فهماكي كويس، ما احنا عايشين في بيوت وعارفين مكر السلايف، هاتي يا ولية 300 كمان وبكرة سيرتها تبقا على كل اللسان.
ابتسمت سميرة بمكر قائلة:
_برافو..
و تسائلت بتهكم:
صحيح قولتيلي اسمك كان إيه قبل ما يجي محمد؟ .
_بدرية ياحبيبتي، اسمي بدرية.
اعطتها سميرة المبلغ الذي طلبته، غافلين عن تلك الأعين التي تراقبهم كالصقر..
فكانت صباح تنظر من الأعلى وشاهدت ما حدث، بالطبع لم تسطع سماع حديثهم ولكنها علمت ان هناك أمراً جاد يجب ما عرفته.
غادرت سميرة بسيارتها الفارهة، تحت أنظار بدرية الواقفة، فصاحت صباح من الأعلى تنادى:
_بدرية، بت يا بدرية.
نظرت بدرية للأعلى قائلة:
_مش هتصدقي ياست صباح اللي عرفته.
تسائلت صباح، ولم تبالي لقولها:
مين الست اللي كنتي واقفة معاها دي.
اذدردت الاخرى لُعابها قائلة:
_طيب انزلي وانا اقولك.
_ماشي، خليكِ مكانك…
هبطت صباح للأسفل وتوجهت للمدعوة “بدرية” على الفور..
توقفوا أمام بعضهم مباشرة..
فسحبتها بدرية من يدها للداخل قليلاً وتحدثت:
_شوفتي ياختي اللي حاصل، طلعت البنت اللي فوق دي حامل من الحرام وعمها طردهم من البيت عشان الفضيحة.
شهقت صباح قائلة:
_ربنا يستر على ولايانا، تصدقي كنت حاسة ان في وراهم حاجة برضه.
اجابت بدرية على قولها، قائلة:
_ايوة ياختي، وانا بقول يمشوا من هنا، لازم أهل الحارة كلهم يعرفوا.
ضيقت صباح أعينها بريب قائلة:
_انتِ مين قالك ياختي الكلام ده، ومين صحيح الست اللي كانت واقفة معاكي دي.
ردت بدرية بتردد:
_بصراحة كده دي مرات عمهم، وجات ياعيني تساعدهم بقرشين، ونبهتني اني مقولش انها اللي قالت.
قبضت صباح على يدها بعنف وصاحت محتدة:
_انتي عبيطة يابت ولا إيه، وهي لو كويسة تفضح البنت قدام الناس، لا الحكاية مش كده..
وتركت يدها واسترسلت بتحذير:
_أوعك تقولي لحد تاني من قبل ما نتأكد، ولو طلع صحيح احنا مش هنخوض في أعراض الناس هنقولها من سكات تمشي من هنا، فاهمة.
لوت بدرية فمها قائلة:
_طيب، سلام دلوقتي عشان اتأخرت على البيت.
تمتمت صباح بخفوت:
_سكة السلامة ياحبيبتي..
وما ان توارت بدرية عن أنظارها،تحدثت صباح مع نفسها قائلة:
_اروح الأول أعمل لقمة للعيال وبعدين ابقا اشوف الموضوع ده.
༺༺༺༺༻༻༻༻
“في منزل صباح”
جلس عز وفاطمة وهي معهم حول مائدة الطعام يتناولون مما رزقهم الله…
حمد عز ربه قائلاً:
_الحمدلله أنا شبعت تسلم ايدك ياست الكل.
قالت صباح وهي ترمق فاطمة بحدة:
_بالهنا ياللي دايماً مراضيني، مش زي ناس حتى الشكر مش بيطلع من عندهم كأنه عيبه.
تأففت فاطمة بضيق، ووثبت قائمة وهي تقول:
_أوف، أنا ماشية من وشك خالص.
هم ان يستقيم عز وهو يقول بغيظ من تصرف شقيقته الفظ:
_لا أنتي كده عاوزة رباية من أول وجديد.
صاحت صباح قائلة:
_اقعد يا واد سيبها، انا هبقا اشوف مالها، عاوزة اقولك حاجة.
جلس عز مرة أخرى قائلاً بتأدب:
_تحت أمرك ياست الكل.
مدت صباح يدها تمسد على كفه بابتسامة، قائلة:
_الأمر لله وحده يابني.
قصت صباح عليه ما علمت من بدرية، ورؤية زوجة عمهم…
فقال عز فور انتهائها:
_طالما عطتها فلوس تبقا ست كدابة، مش بعيد تكون جاية تشمت فيهم.
أيدته صباح الرأي قائلة:
_وانا شايفة كده برضه، وبقول الصباح رباح وبكرة هتكلم معاهم.
اردف عز بهدوء قائلاً:
_تمام ابقي قوليلي لو حصل جديد.
༺༺༺༺༻༻༻༻
“في غرفة فاطمة ”
كانت تتحدث في هاتفها مع زميلتها سارة.
قالت فاطمة بحذر وهدوء:
_انتِ واثقة فالشيخ ده، يعني هيقدر يحل المشكلة دي في سهولة.
اجابت سارة ببهجة قائلة:
_كنت واثقة إنك هتكلميني، و مفيش اي قلق ده ثقة، بس هيحتاج شوية مصاريف بصراحة.
ردت فاطمة بتردد:
_تمام، محلولة ان شاء الله هنروح بكرة.
اردفت سارة تقول:
_لا سبيني اظبط الدنيا وناخد ميعاد معاه، و هبلغك .
غمغمت فاطمة بتريث:
_تمام، سلام.
تبسمت سارة بسعادة،وقالت وهي تنهي المكالمة:
_سلام يا روحي..
كانت تجلس سارة في ذاك الحين داخل حجرتها بمنزلها المتواضع…
هاتفت شخصاً اخر وانتظرت حتى أتاها الرد من الجهة الأخرى،وقالت بحماس ما ان استجاب لمكالمتها:
_مروان مش هتصدق اللي حصل.
قال الأخر بصوتً أجش:
_خير..
ردت بنبرة حماسية:
_الفار وقع فالمصيدة.
انفرجت أسارير المدعو مروان وهو يتسائل بتردد:
_بتتكلمي جد.
_جد الجد ياسيدي.
استطرد مروان قائلة:
_خلصانة، عاوزين نطلع بمصلحة حلوة من وراها.
قالت سارة بجدية:
_ظبط بس أنت كل حاجة وسيب الباقي عليا، اتفقنا.
قال مروان بتأكيد:
_اتفقنا.
༺༺༺༺༻༻༻༻
في وقت الظهيرة..
تجهزت نوال و الفتاتان، ووقفت فالصالون تقول:
_مصطفى خد بالك من نفسك على ما نرجع ياحبيبي.
اجاب مصطفى قائلاً:
_متقلقيش يا ماما عليا، أنا راجل.
خرجت أبرار من غرفتها بثياب خاصة بالخروج، احاطت كتفه وتمتمت قائلة:
_جدع يا صاصا.
أزاح مصطفى يدها بتذمر، قائلاً:
_وهو في راجل أسمه صاصا يا باردة.
تذكرت نوال حديث صباح وغمغمت مازحة:
_صاصا دي تتقال للناس الفرافير.
وارتفعت صوت ضحكاتها هي و أبرار، قاطعهم خروج ملاذ، فاستطردت نوال قائلة:
_وشك صفر اهو، وانتي مكنتيش عاوزة تروحي لدكتورة تتابعك.
ردت ملاذ بلا مبالاة:
_مبقاش يهمني، عشت او مت مش فارقة.
تحدثت نوال بجدية:
_انتِ يا ملاذ بتقولي كده، وحدي الله يابنتي.
جلست ملاذ على الأريكة بهدوء تام، ولم تنبس ببنت شفة؛ ولكن بداخلها كانت تدعو الله ان يطمئن قلبها، وتهدأ نفسها، وتمر هذه الفترة مرور الكرام.
رمقتها والدتها بشفقة غلى حالها،وبدلت نظرها لـ ابرار قائلة:
_أنا عاوزة ارجع للخياطة يابنتي،نعمل مشروع ناكل منه عيش هفصل اطقم سرير ومفارش وابيعهم.
قالت أبرار بهدوء:
_فكرة حلوة يا مامي،أبدئي انتِ وانا هشجعك.
استرسلت نوال بجدية:
_عشان كده هعدي على الست صباح تشوفلنا مكنة نص عمر، ناخدها بسعر حنين على قدنا، يعني هتيجوا معايا ونطلع من هناك، ولا تستنوا هنا.
احتل الضيق ملامح أبرار قائلة:
_ماشي، نعدي عليها، ونطلع من هناك بالمرة.
عادت نوال تنظر إلى ملاذ وغمغت بخفوت:
_يلا يابنتي..
༺༺༺༺༻༻༻༻
استمعت صباح إلى طرقات خافتة معتدلة على بابها، فاستقامت واقفة وهي تقول:
_خير يارب، أول مرة حد يخبط علينا باحترام كده.
وتوجهت إلى الباب لتفتحه، وما ان رأت الطارق، قالت بترحيب:
_يا أهلاً، يا أهلاً، تصدقي ياست نوال أول مرة حد يدخل حارتنا نضيف كده.
قالت نوال بلطف:
_ده من ذوقك ياست صباح..
ابتسمت صباح قائلة وهي ترمق الفتيات:
_نورتوا يا بنات..
لم تسترعى انتباه ملاذ؛ حيثُ إنها كانت شاردة، فردت أبرار قائلة:
_بنورك، تسلمي..
همت صباح ان تقول شيء، فقاطعتها نوال قائلة:
كنت جاية اطلب منك حاجة، من على الباب كده.
هتفت صباح قائلة، وهي تجذب على يدها تسحبها للداخل:
_لا باب إيه ادخلوا يا بنات كمان انا عاوزاكم في موضوع مهم.
اشارت نوال لأبنتيها ان يدخلا، وجلسا جميعاً بالصالون..
واردفت نوال بقلق:
_خير ياست صباح.
تحدثت صباح بتردد:
_بصي يا حبيبتي، انا كنت هجيلك اتأكد من الموضوع، عشان انا الحقيقة مش مصدقة، وماشاء الله باين على بناتك الأدب والأخلاق.
استطاعت صباح بحديثها، جذب انتباه الفتيات الذين حملقوا بها في انتظار، ماذا ستقول لهم؟!.
وغمغمت نوال وقد دب الرعب ثنايا قلبها وتعالت دقاته:
_في إيه ياست صباح انتي قلقتينا.
هتفت صباح قائلة:
_في كلام وصلني ان بنتك الكبيرة، حامل من الحرام..
ألجمت الصدمة ألسنتهم، وصاحت أبرار محتدة:
_انتي بتقولي إيه؟..
ومين الحيوان اللي قالك كده؟.
ردت صباح بامتعاض من ثورتها المفاجأة:
_اقعدي كده يا بنتي، واستهدي بالله، وانا مقولتش حاجة، دي الست اللي طلعت من عندكم امبارح هي اللي قالت لـ بدرية كده.
اردفت نوال بنزق:
_دي أكيد مرات محفوظ، قولي ياست صباح قالت إيه بالظبط.
جلست أبرار مكانها، وقصت صباح عليهم ما علمت به، ورؤيتها لـ سميرة وهي تعطي لبدرية المال، لنشر ما قالته، وختمت حديثها قائلة:
_اهو ده اللي حصل ياحبيبتي، وانا يشهد عليا ربنا وقفتها عند حدها وقلت اوعي تقولي لحد ولا كلمة لحد ما اتأكد انا..
ورمقت صباح ملاذ بطرف أعينها،وغمغت بهدوء:
_ آه إلا عرض الولايا.
جأرت أبرار قائلة بصوتاً عال، ووثبت قائمة:
_ورحمة ابويا ما هسيبها، وهروح دلوقتي اخنقها وأريح العالم من شرها.
جذبت نوال يد ابنتها وشدت عليها لتجلس مكانها، وقالت بحدة:
_اوعي صوتك يعلى كده مرة تانية، اتنيلي مكامك يلا.
جلست أبرار بصمت وملامح صارمة.
فعادت نوال لنبرتها اللينة تقول:
_كتر خيرك ياست صباح، وبما ان الموضوع وصلك فأنا هحكيلك على كل حاجة..
زفرت بعمق واستطردت مبتسمة وهي تنظر إلى ملاذ:
_بنتي ملاذ مفيش أجمل منها ولا في، في طيبة قلبها، بس الحمدلله يارب راضيين..
و أبدلت نظرها إلى صباح قائلة:
_انا بنتي كانت متجوزة على سنة الله ورسوله، يعني الطفل مش أبن حرام ولا حاجة..
ضيقت صباح أعينها بريب وهي تتسائل:
_جوزها اتوفى ولا طلقها…
خرجت ملاذ من صمتها قائلة بخفوت:
_طلاق غيابي.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باسم الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى