رواية انفصال روح الفصل الأول 1 بقلم آية طه
رواية انفصال روح الجزء الأول
رواية انفصال روح البارت الأول
رواية انفصال روح الحلقة الأولى
في ظهر اليوم في مبنى الجامعة، تقف شابة في العشرينات من عمرها مع صديقاتها.
فريدة: “إيه، مش هتحضروا المحاضرة الجاية ولا إيه؟”
سوزان: “لا، كفاية كده، يلا نروح الكافتيريا نأكل حاجة، أنا جعانة قوي.”
ريهام (ضاحكة): “يا خراب بيتك يا سوزي، على طول همك على بطنك كده! 😂 أنا إيه الورطة اللي أنا فيها دي؟ واحدة كل همها بطنها، والتانية كل همها خطيبها، وأنا أقعد بينكم وأغني ‘ظلموه’ 😂😂.”
يضحكون جميعًا، لكن سرعان ما يتحول هذا الضحك إلى صدمة وخوف. فقدت فريدة الوعي، فاجتمع حولها الطلبة والطالبات، ونُقلت إلى عيادة الجامعة. بعد فترة بدأت فريدة تستعيد وعيها.
تفتح فريدة عيونها بصعوبة، والرؤية غير واضحة، وترى صديقاتها سوزان وريهام والدكتورة.
الدكتورة: “وبعدين معاكي يا فريدة؟ مفيش مرضى غيرك ولا إيه؟ دي تالت مرة يغمى عليكي فيها الأسبوع ده. عملتي التحاليل اللي طلبتها منك؟”
فريدة (بتعب): “الصراحة لا… ما كانش عندي وقت وكسلت.”
سوزان (بسخرية): “طبعًا، أصله الهانم من كتر المشاغل اللي عندها نسيت! أصلها بتشتغل وكيلة وزارة… وبعدين بعصبية: انتي عايزة تشليني؟! ما عندكيش وقت إيه وبتاع إيه! ارحميني يرحمك ربنا، إحنا هنطلع من هنا على المستشفى نعمل التحاليل، وابقى اعترضي يا ست فريدة، وأنا هوريكي هعمل فيكي إيه.”
ريهام: “أيوة كده يا سوزي، وريها العين الحمرا، علشان هي مش هتسمع الكلام غير كده.”
لدكتورة(وهي تحاول كتم الضحك): “ربنا يكون في عونك يا فريدة. أنا هروح أكتبلك التحاليل تاني.”
تمسك فريدة بيد الدكتورة وتقول: “انتي رايحة فين؟ مش تسيبيني معاهم، أنا خايفة ياكلوني.”
تضحك الدكتورة وصديقات فريدة. ذهبت الدكتورة لمكتبها لتكتب التحاليل وتوصي فريدة بمتابعة مع دكتور معين.
تأخذ سوزان الورقة من الدكتورة، بينما تساعد سوزان فريدة على النهوض من السرير، وفي هذه اللحظة يدخل أمجد، خطيب فريدة، ويبدو على وجهه القلق.
أمجد، بنفس متقطع بعد الركض بسرعة عندما سمع خبر مرض فريدة: “فريدة حبيبتي، انتي كويسة؟ إيه اللي حصل؟ الدكتورة قالت إيه؟”
سوزان: “اهدى شوية يا كازانوفا، وابلع ريقك كده. ما هو لو كنت مهتم مكنتش وصلت للحالة دي. بس أقول إيه، صاحبتي غبية ومش بتسمع مني. على العموم، إحنا رايحين المستشفى علشان هتعمل شوية تحاليل اللي كانت مطلوبة منها من فترة، وطبعًا أنت ولا تعرف ولا مهتم أصلاً. هتيجي معانا ولا هتتحجج بحاجة ضرورية زي كل مرة ما تكون محتاجالك وانت مش موجود؟”
أمجد (بعصبية): “إنتي تاني يا سوزان؟ مش هتبطلي بقى اللي بتعمليه دا؟ وبعدين مالك إنتِ يا ستي؟ اهتم بيها ولا لأ، إنتي بتدخلي بينا ليه؟ بقولك إيه، إذا كنت بسكت علشان خاطر فريدة، مش تختبري صبري أكتر من كده، إنتي فاهمة؟”
سوزان: “إيه، هتعمل إيه يعني يا أستاذ أمجد؟”
فريدة: “بس بقى، مش معقول كده. كل شوية تتخانقوا مع بعض. هتفهموا إمتى إنكم مهمين في حياتي؟ أنتو الاتنين، مقدرش أستغنى عنكم. مش هتلاقوا طريقة بقى تعرفوا تتعاملوا باحترام مع بعض؟ والله حاسة إنكم سبب تعبي.”
سوزان: “لا ألف سلامة عليكي يا أختي، وأنا هريحكم مني خالص. هطلع أستناكم برا قدام باب الجامعة أوقف تاكسي علشان نروح المستشفى.”
تتركهم سوزان وتخرج من العيادة، وتلحقها داليا، بينما يتوجه أمجد لمساندة فريدة وينظر في عينيها.
أمجد: “انتي كويسة يا فري؟ حاسة بإيه دلوقتي؟”
فريدة: “أنا بخير يا حبيبي، مش تقلق عليا. هما شوية إرهاق بس علشان المذاكرة. انت عارف الامتحانات قربت.”
أمجد: “وانتي لازم تضغطي على نفسك كده وتهملي في صحتك؟ مش معقول.”
فريدة: “خلاص بقى، أنا بقيت أحسن. ومعايا سوزان وداليا ورايحين المستشفى، وانت جاي معانا، مش كده؟”
أمجد: “حبيبتي، انتي عارفة لو أقدر مش هتأخر عليكي، بس انتي عارفة إني يدوب استأذنت من شغلي نص ساعة بالعافية. بس أوعدك بعد الشغل هعدي عليكي في البيت وأطمن عليكي، ماشي؟”
فريدة (بحزن): “تمام، ماشي. وأنا هستناك.”
يساندها أمجد خارج الجامعة ليجد سوزان وداليا وقد أوقفوا سيارة أجرة لفريدة، ويساعدها في ركوبها. تتحرك السيارة إلى المستشفى، وبعد التحاليل والفحوصات، يعودون إلى منزل فريدة.
تفتح لهم سيدة في أواخر الثلاثينات، متوسطة الطول، بعيون بنية وشعر أسود، ترتدي عباءة منزلية.
سحر: “إيه يا بنات اللي أخركم كده؟ أنا برن عليكم من بدري، مش بتردوا ليه؟ مالك يا فريدة؟ لونك مخطوف كده ليه؟”
داليا: “مفيش يا طنط، فريدة تعبت شوية في الكلية وروحنا المستشفى نعمل شوية تحاليل وفحوصات كده.”
سحر بخوف شديد، وتمسك بوجه فريدة بين يديها: “مالك يا حبيبتي؟ فيكي إيه؟ إيه اللي حصل؟ انتي كويسة؟ إيه اللي تعبك يا قلب أمك؟ احكيلي بس فيكي إيه؟”
فريدة: “اهدي يا ماما، مش كده، محصلش حاجة، شوية إرهاق بس من ضغط المذاكرة وكده.”
سحر: “وإنتي إزاي تروحي المستشفى من غير ما أعرف؟ مش كان واجب عليكم تتصلوا بيا وتعرفوني.”
فريد: “يا ماما، ما رضيناش نقلقك والله. وهي بسيطة وخلاص عدت وبقيت تمام زي الفل أهو قدامك.”
سحر: “يا سلام! على أساس كده مش قلقت، صح؟ تعالي اقعدي هنا واحكيلي كل حاجة بالتفصيل، والدكتور قال إيه.”
فريدة: “لا والنبي مش قادرة، سبيني أدخل أنام، ولما أصحى نبقى نتكلم.”
تقبل رأسها وتجري على غرفتها.
سحر: “شوفوا البت ضحكت عليا إزاي بكلمتين.”
يستأذن سوزان وريهام للمغادرة، وبعد فترة، تم تجهيز الطعام، ورجع قاسم، والد فريدة، إلى المنزل. تدخل سحر غرفة فريدة لإيقاظها، ويجتمعون على طاولة الطعام.
سحر: “بقولك يا قاسم، صحيح البت فريدة تعبت النهارده في الكلية وراحت المستشفى تعمل تحاليل وفحوصات كده و…”
يقاطعها قاسم بغضب شديد: “ولسه فاكرة تقوليلي يا هانم؟ ولا إيه، أنا طرطور في البيت دا علشان أكون آخر من يعلم!”
سحر: “والله أبداً يا خويا ولا أقصد، أنا أصلاً زيك تمام معرفش غير من شوية لما رجعت من برة، راحت وعملت كل حاجة مع صاحباتها ولا قالتلي والله.”
ينظر قاسم لفريدة بغضب: “صحيح الكلام دا؟ وليه تعملي كده؟ خلاص، عدمتينا مش محتاجينا؟ كبرتي علينا يا هانم ولا إيه؟”
فريدة، وهي تنظر لوالدتها بلوم: “مكنش ينفع تأجلي الكلام دا لبعد الغدا كده؟ سدتي نفسنا كلنا عن الأكل. إنتِ بصراحة يا ماما في اختيار الأوقات ملكيش مثيل.”
ثم تنظر لوالدها وتمسك يده لتشعره بالاطمئنان: “اهدى يا بابا والله أنا كويسة ومفيش حاجة، هو بس إرهاق وتعب من ضغط المذاكرة والامتحانات، وانت عارف يعني، بس كده والله. وبعدين أنا قدامك أهو كويسة، وعال العال كمان.”
ينظر قاسم لها بنظرة حنونة: “يا بنتي، ارحمينا وما تلعبيش بأعصابنا. انتي مش عارفة انتي بالنسبة لنا إيه؟ انتي الأمل اللي رد فينا تاني بعد فترة كبيرة من القهر والعذاب. إحنا مالناش غيرك، يا بنتي فاهمة؟”
ويرجع لصمود الأب مرة أخرى: “واعملي حسابك، بكرة على رجلينا نروح نشوف نتايج التحاليل ونكشف ونتطمن عليكي.”
فريدة: “أيوة يا بابا، بس أ…”
قاسم: “مفيش بس، والموضوع ده منتهي وغير قابل للنقاش. يلا نكمل أكلنا.”
في صباح اليوم التالي، كانت فريدة مع والديها، ومعهم نتائج التحاليل، وينتظرون دورهم في المستشفى.
تدخل فريدة ووالداها عند الدكتور حازم.
دكتور حازم بحذر شديد وهو ينظر لأوراق التحاليل والأشعة: “لا، إحنا تمام أوي. هي بس شوية فيتامينات وتبقى كويسة. إنت اللي شكلك مش عاجبني يا أستاذ.” وينظر إلى الأب.
قاسم باستغراب: “أنا؟ لا، أنا كويس، مفيش حاجة، المهم طمّنّي بس على فريدة بنتي.”
حازم: “لا، معلش. ممكن تتفضل معايا على السرير نعمل كشف مبدئي كده، مش هاخد وقت. اتفضل معايا بعد إذنك، متقلقش على الآنسة فريدة، هي كويسة تمام.”
ينهض الدكتور حازم من على مكتبه ويذهب إلى قاسم، يمسك بذراعه ويجلسه على سرير الكشف، ويشد عليه ستارة الكشف.
حازم بصوت منخفض: “بص يا أستاذ، أنا شاكك في حاجة كده عند بنت حضرتك، بس هنحتاج تحاليل زيادة وأشعة عشان نتأكد.”
قاسم بخوف: “حاجة؟ حاجة زي إيه يعني يا دكتور؟”
حازم: “بصراحة، أنا شاكك في سرطان على النخاع.”
قاسم يقاطعه بخوف زائد: “إيييه… سسس… سرطان!”
حازم: “اهدى حضرتك ووطّي صوتك لو سمحت. أنا عايز حضرتك تطمّن خالص. النوع ده علاجه بقى بسيط. هو عيّنة من النخاع من أقارب المريض من الدرجة الأولى، وكام جلسة كيماوي وتبقى تمام إن شاء الله. علشان كده، هكتب لك انت والمدام على تحاليل تعملوها مع فريدة، وياريت لو عندها إخوات يعملوها كمان. متقلقش حضرتك، عيّنة النخاع دي مش بتأثر على المتبرع نهائيًا. بس أهم حاجة العامل النفسي للمريض.”
قاسم: “إخوات إيه بس؟ دي الحيلة اللي جت بعد شوق وعذاب، بس حاضر يا دكتور. هنعمل كل اللي إنت عايزه والمطلوب، بس هي تهف وتقوم بالسلامة.”
حازم: “يلا يا عم، اتفضل. إنت تمام، مفيش حاجة، ممكن يكون بتتعب نفسك في الشغل زيادة.”
فريدة: “والنبي قوله يا دكتور، ده مش بيستريح خالص، حتى يوم الإجازة بينزل برضه وما بيرتاحش.”
حازم: “على العموم، أنا كتبت لكم نظام غذائي تمشوا عليه كلكم، وكمان الأم والأب يعملوا شوية تحاليل نطمن عليهم مع الآنسة فريدة، علشان تتطمنوا على بعض، صح ولا إيه؟”
فريدة بفرحة: “خير ما هتعمل يا دكتور، بجد شكرًا أوي! وأشوف مين يعترض، أنا كمان مش هعمل التحاليل!”
قاسم: “لا يا حبيبتي، كلنا هنعملها، ونبقى عال العال كمان… يلا بينا.”
يستأذن قاسم من الدكتور ويخرج مع فريده وسحر إلى المعمل لأخذ عينات التحاليل المطلوبة، ثم يعودون إلى المنزل. تدخل فريده غرفتها لترتاح، ويدخل قاسم وسحر إلى غرفتهما.
سحر: مالك يا قاسم؟ من ساعة ما كنا عند الدكتور وأنت شكلك مش مريحني… هو أنت كويس يا خويا؟
قاسم بحزن: اقعدي يا سحر، عايز أقولك على حاجة مهمة، بس إوعي صوتك يعلى علشان البنت ما تسمعش.
سحر بخوف: يالهووي! حاجة إيه دي؟ ومالك قلبت كده ليه؟ أنا مش فاهمة حاجة واتوترت! قولي في إيه بسرعة.
يحكي لها قاسم ما قاله له الطبيب، فتسقط سحر أرضًا تبكي بشدة، وتضرب خديها بكفيها بحزن وهي تندب حظها وحظ ابنتها.
قاسم: اهدئي يا سحر، إيه اللي انتي بتعمليه ده؟ هو ده اللي اتفقنا عليه؟ مش قولتلك تمسكي أعصابك أكتر من كده علشان البنت؟ أنا عارف اللي بقوله صعب، وحاسس بيكي والله، بس نعمل إيه؟ ده قضاء الله وقدره. هنـعمل اللي علينا وندعي ربنا يكمل شفاها على خير، والدكتور طمَّنّا وقال إن العلاج إن شاء الله سهل.
سحر والدموع تسيل من عينيها بحزن شديد، وصوتها يملؤه الألم ونظراتها تعكس عدم تصديق ما تسمعه: ليه يا قاسم… ليه… يعمل فيا كده ليه؟ طب هو أنا وحشة؟ طب أنا عملت حاجة تضايقه؟ طب يعاقبني أنا… ليه؟
قاسم باستغراب: مين اللي بتقولي عليه؟
سحر: ربنا كان بياخد مني عيالي وهما صغيرين، مش بلحق لا أشوفهم ولا أفرح بيهم. إنما فريده غير… فريده شوفتها وفرحت بيها وربيتها وكبرت قدام عينيَّ لحد ما بقت عروسة، ييجي ياخدها مني دلوقتي ليه؟ والله أموت وراها، مش هقدر أتحمل المرة دي… ليه بيعمل فيا كده؟
قاسم وهو يحتضنها بين ذراعيه: اهدئي يا حبيبتي ووحدي بالله. إيه، هنكفر يا سحر؟ لا اعتراض على قضاء الله وقدره… اهدئي يا روحي. أنا عارف إن الصدمة كبيرة، بس اهدئي.
وجلس يردد الدعاء: “ربي إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه” مرارًا وتكرارًا حتى هدأت سحر أخيرًا.
في اليوم التالي، يذهبون جميعًا إلى الدكتور لرؤية نتائج تحاليل فريده.
حازم: اتفضلوا اقعدوا… ها يا آنسة فريده، بقيتي أحسن على العلاج؟
فريده: أنا لسه بادية فيه يعني، بس حاسة إن وجع جسمي خف شوية، بس بينيمني يا دكتور. ده طبيعي؟
حازم: لا، ده من الإرهاق. على العموم، هبص على التحاليل وأشوف.
ينظر حازم بتمعن إلى تحاليل فريده، ويقلب في الأوراق تحت نظرات قاسم وسحر المليئة بالرعب والخوف. وأخيرًا، يرفع حازم وجهه من الأوراق ويوجه كلامه لقاسم.
حازم: التحاليل دي ناقصة، مش دي كل التحاليل اللي طلبتها.
قاسم: فعلاً، هما قالوا في تحاليل تانية هتطلع بكرا أو بعد أيام بسيطة يعني، بس إحنا مقدرناش نصبر الصراحة وقلنا نيجي نشوف التحاليل دي، وبعدين لما التانية تطلع نيجي تاني نطمن.
حازم: لا طبعًا، التحاليل كلها تطلع في يوم واحد. اتفضل معايا يا أستاذ نروح المعمل، ده شغل استهبال أنا عارفه. خليكي هنا يا مدام سحر مع فريده، إحنا هنروح المعمل ونرجع.
ويخرجون مسرعين من الغرفة، ولكن…
حازم يمسك بذراع قاسم الذي كان متجهًا إلى المعمل.
حازم: استنى يا أستاذ قاسم، رايح على فين كده؟
قاسم باستغراب: على المعمل يا دكتور.
حازم: أنا مش رايح المعمل. تحاليل الأنسة فريده كلها كاملة، التحاليل اللي ناقصة بتاعت حضرتك ومدام سحر.
قاسم بحيرة: أمال انت قولت إيه جوا؟ أنا مش فاهم حاجة.
حازم: أنا احتجت بس إني أتكلم معاك على انفراد بدون ما الأنسة فريده تشك في حاجة. أنا للأسف مضطر أقولك إن تحاليل الأنسة فريده كلها إيجابية، ولازم تبدأ علاج في أسرع وقت. وكمان حضرتك ومدام سحر لازم تعملوا التحاليل علشان العينات. ولازم الأنسة فريده تعرف بالموضوع، لأننا هنضطر ناخد عينات منها باستمرار، ولازم كمان تقعد في غرفة عزل، لأن مناعتها ضعيفة جدًا.
يفقد قاسم اتزانه، فيمسكه الطبيب ويسنده إلى أقرب كرسي للجلوس عليه.
يضع قاسم وجهه بين يديه ويساند كوعيه على ركبتيه، ويبكي بحزن.
قاسم: لا اعتراض على قضاء الله… “ربي إني لا أسألك رد القضاء، ولكني أسألك اللطف فيه.”
يدنو إليه الطبيب ويربت على كتفيه في محاولة منه لتهدئته.
حازم: ونعم بالله يا أستاذ قاسم، بس أنا عايزك أقوى من كده. أنا عارف إن الموضوع صعب، لكن لازم نبقى أقوى علشان الأنسة فريدة. ما تنساش العامل النفسي مهم قد إيه.
قاسم: الحمد لله على كل شيء… طيب يا دكتور، إحنا هنعمل إيه دلوقتي؟
حازم: أنا هفتح أوضة معقمة للأنسة فريدة، ونبدأ ناخد عينة من النخاع ونحللها، وإن شاء الله تبان نتائجكم، ونعطيها دواء يقلل من انتشار المرض.
قاسم: تمام يا دكتور، اللي أنت شايفه صح اعمله.
حازم: تمام يا أستاذ قاسم، أنا هطلع أشوف تجهيزات الغرفة، وتقدر حضرتك ترجع لمدام سحر وفريدة تمهد لهم الموضوع.
يتركه حازم ويتوجه بالفعل لتجهيزات الغرفة والأدوية والفريق الطبي. يعود قاسم إلى غرفة الكشف ويصارح فريدة بمرضها، فتسقط من هول ما سمعته في صدمة وذهول تحت أعين أبيها وأمها الباكية
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انفصال روح)