رواية انت ادماني الفصل العشرون 20 بقلم سارة محمد
رواية انت ادماني الجزء العشرون
رواية انت ادماني البارت العشرون
رواية انت ادماني الحلقة العشرون
شعرت بدوار مؤلم يهادمها ، تخدرت أطراف جسدها حتى شعرت أنها ثُلجت ! أستندت على الحائط بجانبها مغمضة العينان و قد تمكن منها الأرهاق ، دنت “حلا” منها و هي تقول بتوجس :
– مالك يا توليب ؟
بينما أقترب “قُصي” هو الأخر قائلاً برهبة :
– انتِ كويسة ..؟
لم تسمعهم من الأصل بل كانت مُركزة على شئ واحد فقط .. والدتها :
– هي فين ؟! فين مـامـا !!
قالت أخر كلماتها بصراخ و هي تزمجر بهم ليصيح “قُصي” وقد تفاقم غصبه :
– ماما أيه أنتِ اتجننتي !!
أخذت “توليب” تصرخ و هي تضرب الأرض بقدميها و شعور الألم في معدتها يسوء كلما أزدادت ضرباتها ، و برغم من ذلك فهي لم تبالي بذلك الطفل الموجود بأحشائها ، كل ما تريده الأن .. أن تعانق والدتها ..
حاولت “حلا” تهدئتها خوفاً على الطفل الذي ليس ذنبه أيّ من هذا ، و لكنها و كأنها لم تكن تعى ما تفعله ، أشتياقها الجارف لوالدتها أعمى عيناها متناسية كل شئ حولها ، أقترب “قُصي” منها بغضب و هو قد فهم شئ واحد ، أن تلك الوقفة أمامه تبكي و تنتحب هي اخته الغير شقيقة .. أخته من والدته ،والتي كانت والدته لطالمها تبحث عنها ، دنى منها ليمسك كتفيها و هو يحاول أن يهدئها و قد ألمه قلبه لحالتها تلك ، ولكن لم يزيدها هذا سوى بكاء .. لم يجد بداً سوى من أن يقرب رأسها لصدره الصلب و هو يمسد على خصلاتها ، تشبثت “توليب” بقميصه بإشتياق فـ هي و لأول مرة تشعر أن لديها سند بتلك الحياة ، و هي لطالما تمنت أن يكُن لها أخ .. تسللت رائحته عطره لأنفاسها لتغمض عيناها بإسترخاء .. فـ هي ترى بذلك العناق دفئ كـ دفئ أحضان “رعد” ..!!
وذلك الشعور يخبرها أنه من رائحة والدتها ليجعلها ذلك تتمسك به أكثر و قد هدأ بكائها سوى من تلك الشهقات التي تصطحبها أنتفاضات جسدها اثر البكاء ..
بينما “حلا” واقفة مذهولة تماماً فـ هي إلى الأن لم تفهم شئ ، لم تفهم سوى أن لو رأى “رعد” هذا المنظر أقسم سيقلب حياة “توليب” إلى جحيم ليس أخر ، أنتفض جسدها من مجرد مخليتها لما سيحدث ، و لكن أشفقت على “توليب” من حالتها تلك لتقف تطالعهم بحنان ..
• • • •
و بعد إكثر من ساعتين ..
و على الجانب الأخر ..
كان يجلس “رعد” في غرفة الإجتماعات يعقد أجتماع هام للغاية و هو يجلس كالعادة بملامحه الجامدة و عيناه المحاوطة به برود تام ، كان يتحدث بالإنجليزية بطلاقة و أمامه سيدة فائقة الجمال بخصلات شقراء و بشرة شديدة البياض و جسدها الممتلئ برشاقة بارزاً من تلك الملابس التي لا تستر شئ و التي كان عبارة عن فستانٍ باللون الأحمر الناري فاضح يصل إلى منتصف فخذها الممتلئ الأبيض ، بسنما ظهرها عاري تماما و تضع كم من مستحضرات التجميل و أحمر شفاه قاني .. كانت تنظر إلى “رعد” بإعحاب شديد من جماله الشرقي و عيناه الجامدة و بنيته القوية و سماره الجذاب هذا ، كانت تتفحصه من أعلاه إلى أسفله بدقة شديدة و لم تستطيع إخفاء الأعجاب من على صفحات وجهها بينما هو لا يعيرها أهتمام و كان يتحدث للشخصين الجالسين بجوارها ، قاطعهم رنين هاتف “رعد” لينظر للأسم الذي توسط شاشة هلتفه بجمود و برود أزداد أكثر على بروده ، تركهم بدون أستئذان حتى ليبتعد قليلاً و هو يرُد على هاتفاً مجيباً بجفاء :
– عايزة أيه ..
أبتلعت “توليب” المسكينة غصة في حلقها من ذلك الجفاء الذي يُحدثها به ، و لكن لم تستطع السيطرة على نبرتها و هي تهتف بإسمه بنبرة و كأنها تستنجد به :
– رعد ..
ذلك الألم الذي أستوطن قلبه جعله يتمنى لو يذهب لها الأن و يحتضنها بكل ما أوتى من قوة ، و لكنه يعلم أن تلك فخ مجدداً ليقول ببرود شديد :
– توليب عندي أجتماع دلوقتي مش فاضي سلام …
و أغلق الهاتف ببساطة تاركاً الأخرى تبكي بشدة و هي تُقرب ركبتيها من صدرها دافنه رأسها فيها ..
أنهى “رعد” الأجتماع و لكن أستوقفه تلك السيدة التي أخذت تقترب منه و هي تقول باللغة الإنجليزية :
– عزيزي .. هل أنت متزوج ؟
رفع “رعد” حاجبيه ليبتسم نصف أبتسامة ساخرة و هو يقول بتحدي مشدداً على حروفها :
– نعم .. و أعشق زوجتي !!
أقتربت السيدة بمياعة وخبث أفعى و هي تقول :
– زوجتك محظوظة حقاً ..
قالت جملتها و كادت أن تضع يداها على صدره ليقبض على رسغيها قبل أن يلمس صدره قائلاً بأمر حاد :
– اخرجي ..!!
صُدمت من كلمته فـ هي لم تتعرض لأهانة كتلك مسبقاً .. و دائماً ما كانت تجذب الرجال نحوها .. هتفت بعدم تصديق :
– ماذا ؟!!!!
صاخ بحدة و هو يجأر بها جعلها ترتعب مرتدة خطوتين إلى الوراء :
– قُلت أخـرجـي .!!!!
أبتعدت متفادية بطشه لتخرج سريعاً و هي تحدق بهبغضب فقد هان أنوثتها و هي لن تتقبل هذا ..
أغمض “رعد” عيناه و هو يجلس على سطح المكتب مانعاً نفسه من الذهاب إلى معشوقته ، فـ هو لن يغفر لها ما فعلته ذلك الصباح .. أبداً
أخرج لُفافة تبغ ثم أخذ ينفثها و هو يقف أمام شباك مكتبه المحاوط بالزجاج بأناقة و الذي يجعلك ترى المدينة بأكملها بمنظر خلاب ..
شعر بإحتراق قلبه و هو يحثه على الذهاب لها ، و لكن ليس هو من يتخلى عن كرامته لأمرة .. ليس “رعد البناوي” .. أبداً
حاول أن يُشغل نفسه بالأعمال المتراكمة ليبدأ بالعمل ..
تعدت الساعة الرابعة فجراً فـ هو كان قاصداً أن يتأخر هذا الوقت حتى عندنا يذهب يجدها قد نامت …
بالفعل أخذ مفتاح سيارته و حلته السوداء على ذراعيه و قميصه الأبيض الضيق و تاركاً أول زرين مفتوحين ، أستقل سيارته ليذهب صوب منزلها ..
• • • •
فتح باب القصر ليدلف و قد وجد أن الأنوار جميعها مغلقة و الظلام الحالك يحاوط القصر بأكمله ، تيقن أنها نامت حتى كاد أن يصعد لغرفته و لكنه تسمر مكانه عندما سمع تآوهات خافته و شهقات تقطع نياط القلب ، أقترب من زر الضوء ليضغط عليه و لكنه لم يعمل ، تأكد بعدها أن التيار الكهربي قد فُصل ، قذف “رعد” بالمفاتيح و بـ حلة بذلته ليهرول ناحية “توليب” و هو يعلم أنها ترهب الظلام و خاصةً إذا كان بقصر كبير كهذا ليشعل مصباح هاتفه سريعاً ليجدها منزوية بركنٍ ما دافنة رأسها بركبتيها و تصدر منها شهقات متتالية و أنتفاضة جسد خائف ، انحنى لمستواها ليمسد على ظهرها ليجدها تنتفض بفزع ، و لكنها أطمئن عندما داعبت رائحته أنفها فـ لا ترى سوى ذلك المصباح الخارج من هاتفه و الذي يكاد يعمى عيناها ، لم تجد نفسها سوى و هي تنقض على عنقه متشبثة به حتى أرتفعت قدماها عن الأرض و هي تقول بخوف حقيقي :
– رعد أنا خايفة ..
مسد على ظهرها بحنو قائلاً :
– متخافيش .. أنا هنا ..
أطمئنت قليلاً لتقول ببكاء معنفة إياه و هي مازالت تدفن رأسها بعنقه :
– أنت غبي .. عشان أنا كلمتك و كنت خايفة و أنت مسمعتنيش حتى .. أبعد يارعد ..
قالت “توليب” بغضب و هي تحاول أن تقتلع نفسها من أحضانه و لكنه شدد على ظهرها حتى باتت محاولتها تفشل دائماً ، تنهدت و قد غص صدرها ببكاء عندما تذكرت ما حدث بالمشفى ، رجع التيار الكهربي ، لم تتحمل “توليب” لتجهش بالبكاء ليبعدها “رعد” بقلق و هو يكوب وجهها قائلاً :
– مالك ؟ لسة خايفة ؟ النور جيه خلاص ..
نفت برأسها وسط بكائها لتهتف :
– لاء .. رعد أنا عايزة ماما .. وديني عندها …
قطب “رعد” حاجبيه بغرابة ، حاول مداراة ما قالته بعقله و لكن لم يصل سوى لعلامات أستفهام متعددة ..
“رعد” : ماما أزاي يعني مش فاهم ..؟
زمت شفتيها بحزن و هي تقُص عليه كل ما حدث ليعتلى وجهه دهشة عارمة ، فـ هذا اللعين الذي جلست معه قبلاً وحدهما ، أستشاط غصباً ليقبض على ذراعيها بعنف :
– يعني طلع أخوكي ؟ طبعاً حضنك و قرب منك مش كدة ؟!!
صُدمتمن حديث لتصرخ به بحدة :
– أنت مجنون !!! دة أخويا ..!!
هزها من ذراعيها و هو يجأر بها و قد برزت عروقه بشدة :
– مـتصرخيييش
أزداد صراخها من ذلك الألم الذي أحتل ذراعيها و لكن لم تجد سوى صفعة تهوى على وجنتها جعلت وجهها يلتف للجهة الأخرى .. كان عيناه حمراواتان بشكل غير طبيعي ، و قد شعر بالندم قليلاً عندما صفعها ، أخذ يتنفس شهيقاً و زفيراً يخرج شحنات الغضب بداخله ليجدها تضرب صدره بقسوة و هي تصرخ قائلة بعينان لم تكُن أقل حماراً من عيناه الجمراوتان :
– أبعد أقسم بالله ما هقعد هنا …!!
ثم ركضت تصعد الدرج ناحية غرفتها و هي تسابق الرياح ، أخذت تدفع باب الغرفة بقدميها كالثور الهائج و هي تحزم أمتعتها ، أرتدت ما قابلها ولفت حجابها بعشوائية ثم أخذت حقيبتها كبيرة الحجم و خطت نحو الباب حتى كادت أن تعبره و كن أصطدمت بصدره و تلك العينان الجامدتان ، أهتاج صدرها غضباً لتبتعد عنه و من ثم كادت أن تمر بجانبه لتنزل على الدرج ليقبض على خصرها معيدها لمحلها لتصرخ به “توليب” :
– ابعد ايدك القذرة متلمسنيييش !!
حاول التحكم بأعصابه ليزيل يده و هو يقول بهدوء شديد :
– أنتِ فاكرة نفسك رايحة فين ها ؟
صرخت بجنون هيستيري :
– ملكش دعوة أنا بكرهك ..
جن جنونه من تلك الكلمة ليديرها ناحية الدرج ممسكاً بذراعيها و أنفاسه الغاضبة تضرب وجهها ليسطرد و هو يصرخ بها :
– أنتِ مش هتتحركي من هنا .. و أنا مطلبتش منك تحبيني ..
لم يحالفها الحظ .. فالدرج كان ورائها ببعض إنشات صغيرة و صراخها جعلها كالعادة ترتد من صراخه بوجهها ليترك ذراعيها بحدة غافلاً تماماً عما سيحدث ….!!!!
و في بضع ثواني ، كانت “توليب” تسقط من أعلى الدرج وسط صرخاتها .. و تسمر “رعد” المثير للشفقة …..!!!!!!
لم يصدق “رعد” ما حدث ليهرول و هو يقفز من اعلى الدرج عندما رأى “توليب” غارقة في دمائها ، قرفص على ركبتيه جانبها و هو يضرب وجنتيها برفق قائلاً بفزع مريع :
– توليب .. توليب قومي … توليب ايه الدم دة …!!
هتف و هو يحدق برعب بالدماء الساقطة من قدميها ، حملها سريعاً ليركض بها ناحية سيارته ، فتح له الحارس بابها سريعاً بفزع هو الأخر ليدخلها “رعد” بالأريكة الخلفية ، أستقل هو محله ، ليهرول بالسيارة يسابق الريح و هو لا يرى سوى ذكرياتهما معاً ، شريط ذكرياتهما يدور أمام أعينه …
وصل للمشفى في مدة زمنية قصيرة ليستقل منها صارخاً بالأطباء و طاقم الممرضين ليأتوا بإصطحاب تروللي ليأخذها “رعد” تاركاً أبواب السيارة مفتوحة كما هي ، وضعها على التروللي و مقلتيه تكاد تذرف دمعاً و هو يرى الدماء الغزيرة على ملابسها و و على يده ايضاً ، دلفت “توليب” لغرفة العناية الفائقة …
أمسك “رعد” بتلابيب الطبيب المسؤل عن حالتها و هو يجأر به بـ نبرة هزت جدران المشفة :
– أقسم بالله .. أقسم بالله لو حصلها حاجة هطربق المستشفى دي على دماغكوا و هخليكوا شحاتين فـــاهـم ..!!!!!
اومأ الطبيب سريعاً ف هو يخشى “رعد البناوي ” بشدة ، هو كالليث لا يرحم ..
جلس “رعد” على الأرضية الباردة و أجواء المشفى تبعث الأختناق بصدره ، سند رأسه على الحائط وراءه مغمض العينان لتفر دمعة هاربة على وجنتيه ، مسحها بعنف و هو يغرز أظافره بخصلاته بشدة و قد برزت عروق جبهته و عنقه ، سمِع “رعد” “حلا” و هي تقول مهرولة إليه :
– رعد ايه اللي حصل ، توليب مالها …!!
لم يتحرك مقدار إنشات .. ماذا سيقول ؟ أيقول أن هو السبب فيما حدث .. أيقول أن حياته تحولت إلى جحيم ؟ أيقول أنه من دون قصد قام بدفعها من على الدرج !!
لم يستطيع “رعد” التحمل لينتفض ناهضاً و هو يصرخ بشدة كالليث الغاضب راكلاً الحائط بقدميه عدة ركلات و هو ينفث غضبه به …
أنتفضت “حلا” شاهقة بفزع من ذلك الغصب الجحيمي الذي حلّ عليه فجأة .. تيقنت أن شئ سئ حدث لـ”توليب” ..و لكن توقف الزمن بها للحظة و توسعت عيناها بشدة و هي تضع يداها الأثنتان على فمها و قد تعالت دقات قلبها و هي تقول بصدمة :
– الـجنين ….!!!!
هدأت ثورة “رعد” و هو ينظر لها بعدم فهم و هو يتمنى أن ما يفكر به وهم .. مجرد وهم ….
أردف “رعد” بإهتياج و هو يقترب من “حلا” و عيناه تنذر بشئ سئ سيحدث :
– جنين أيه يا حلا …
أخذت شهقات “حلا” تتعالى و هي تبكي بشدة جعلت “رعد” يقبض على ذراعيها و هو يهزها بعنف جحيمي :
– جنين أيه رديييي …!!!
صرخت به “حلا” ببكاء :
– كانت حامل يا رعد .. توليب كانت حامل ……
دفعها “رعد” بعنف و قد ثلجت أطرافه ، تذكر أن بالفعل كانت”توليب” مُرهقة بشدة الأيام الماضية حتى أنه بدأ بالشك صراحةً ، شعر بإنقطاع أحباله الصوتية و هو لا يتخيل أنه هو من الممكن أن … يقتله ..!!!
لم يتحمل “رعد” ليسقط أرضاً بإهتياج و هو لا يستطيع السيطرة على أنفاسه ، شعر أنه يختنق فعلياً و هذا أسوأ شئ ، هي بالداخل لا يعلم كيف حالتها .. لايعلم سوى أن طفله سيموت لا محال ..!!!
عند تلك النقطة صرخ “رعد” بشدة لتتجمع الممرضات حولهما من ذلك الصراخ و البكاء ، حدقوا به بحزن لتصرخ “حلا” بهم بعنف :
– أنتوا بتتفرجوا على أيه !! كل واحد على شغله .. يــلا ..!!!
أرتدوا بخوف ليذهبوا لعملهم لتقترب منه “حلا” ببكاء و هي تجلس بجواره ، ربتت على ظهره بحنو برئ قائلة :
– إن شاء الله هتبقى كويسة ..
زمجر “رعد” بعنف مغمض العينان لتمسد “حلا” على خصلاته و هي تقرب رأسه من صدرها ليبكي “رعد” بشهقات متتالية كالطفل و “حلا” تشفق على حالته و هي تمسح على خصلاته ..
طال هذا الوضع لمدة ليست بهينة ليخرج الطبيب و هو يمسح حبات العرق من كم التوتر و الخوف المحتلين صدره لينتفض “رعد” و “حلا” مهرولين ناحيته ، أردف “رعد” بقلق شديد :
– محصلهاش حاجة مش كدة ؟
نظر له الطبيب بأسف لينكس رأسه قائلاً :
– المدام كويسة .. بس .. الجنين نزل يا رعد باشا .. البقاء لله …!!!
شهقت “حلا” بحزن شديد و هي تطالع “رعد” بأسف ..
كانت كلماته بمثابة طعنات متتالية تنغرز بصدره .. حاول تغاضى الموضوع برغم قبضة قلبه تلك و هو يقول :
– طب طب هي فاقت ؟
نفى الطبيب برأسه قائلاً :
– لسة مفاقتش .. دة غير الرضوض و الخدوش اللي في جسمها .. هي نزفت شوية بس أحنا قدرنا نوقف النزيف ، بس أنا أسف أني بقولك .. المدام في شروخ في مخها جامدة ، مش هنقدر تحدد غير لما تفوق .. هي ساعتين كدة و هتفوق ….
أزاحه “رعد” من طريقه و قد تفاقم غضبه و قلقه معاً ، دلف لغرفة العناية ثم دلفت “حلا” وراءه وسط أعتراضات شديدة من الطبيب و لكن بالأخير خضع للأمر ثم ذهب هو بطريقه …
أُعتصر قلب “رعد” و هو يرى جسدها المرهق الملئ بالكدمات مفترش على الفراش رضعف لم يعهده ، جلس “رعد” على الفراش و هو يطالع جفنيها المغلقتان ، أنسحبت “حلا” بيطئ عندما شعرت أنه يريد أن يبقى معها بمفردهما ..
عندما سمع “رعد” أنغلاق الباب أنخرط في بكاء و هو يدفن رأسه بصدرها ، أخذ يبكي و هو متشبث بخصرها كالطفل الخائف من فقدان أمه ، رفع رأسه و هو يتابع تململها بتأوه ضعيف ، أبتعد “رعد” و هو يمسح على خصلاتها برفق لتفتح “توليب” مقلتيها بإرهاق تطالعه بغرابة متمتمة بإرهاق شديد :
– أنتَ مين ؟!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انت ادماني)