روايات

رواية انت ادماني الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة محمد

موقع كتابك في سطور

رواية انت ادماني الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الجزء السابع عشر

رواية انت ادماني البارت السابع عشر

انت ادماني
انت ادماني

رواية انت ادماني الحلقة السابعة عشر

الفصل السابع عشر
شعرت “حلا” لوهلة أنه يمزح .. أهو متزوج حقاً ؟ و كأن “رعد” قرأ أفكارها ليقول بنبرة أجشة :
– ايوة متجوز يا حلا ..
“حلا” بحيرة :
– طب .. و أنت ليه عايزني اروحلها ؟ وليه سايبها أصلاً وجاي روما ؟ وهي أزاي تسيب جوزها القمر دة يسافر ؟
“رعد” وقد تعالت ضحكاته ليجيب :
– حلا أسمعي بغض النظر عن أنك عاكستيني دلوقتي أنا لما سبت توليب عشان كان عندي شغل مهم .. المهم يا ستي انا خايف أسيبها لوحدها دة غير انها قاعدة لوحدها فـ عشان كدة عايزك تسافريلها بس طبعاً لو مش عايزة خلاص ..
لاحت أبتسامة عابثة على وجه “حلا” لتردف :
– أسمها جميل .. انا موافقة أصلك صعبت عليا بصراحة .. بس بشرط …
ارتفع حاجبه ليقول بوهن :
-كمان هتتشرطي ؟ قولي يا ستي ..
أعتدلت في جلستها لتشير بيدها أن يقترب قليلاً ثم أخذت تدور برأسها تبحث إن كان أحد يسمعها أم لا برُغم عدم وجود أحد في الغرفة سواهما :
– عايزاك تجيبلي عربية حلوة كدة ويكون لونها ابيض وعايزة كمان دبدوب كبييرر اويي اطول مني كدة .. ممم و أيه كمان ؟ م تفكر معايا بدل م أنت مُسبهل كدة ..!!
و بالفعل كما قالت “حلا” فقد كان جاحظ العينان من مطالبها ليقول بإزدراء :
– آآه يا ضلالية !!
“رعد” و هو يكمل بسخرية :
– و بعدين دة أنا لو جبت أصغر دبدوب في محل الدباديب هيبقى أطول منك طبعاً
أنفرجت شفتيها لتزمها بعدم رضا و كادت أن تنهض من جواره و لكنه أمسك بيدها و هو يضحك :
– طب خلاص خلاص خليكي .. هجيبلك اللي أنت عايزاه يا ستي ..
“حلا” بعدم أستيعاب :
– قول والله !
أومأ برأسه لترتمى بأحضانه و هي تقول و قد تهللت أساريرها :
– أنت أحلى أبن عم في الدنيا ربنا يخليلك عيالك ..
برُغم تلك السيرة التي أسودت عيناه منها ولكن مسح على ظهرها و هو يقول بمزاح :
– أيه يابت شغل الشحاتة ده ؟ ، يلا أوعي عشان أعملك إجراءات السفر ..
أبتعدت و هي تقول بشك :
– طب والحاجات ؟
“رعد” بخبث لم يظهر على ملامحه :
– يا ستي متخافيش هيكونوا في القصر اللي توليب فيه ..
أومأت بعدم أطمئنان لتنهض و هي تحزم أمتعتها بحماس لملاقاة “توليب”
• • • •
تسير بخيلاء و شموخ معتاد متجهة لمكتبها الذي أفتقدته حقاً ، تعالت صيحات الفرح لرجوعها و أخيراً و كلما تحركت خطوة تجد من يبارك زواجها و رجوعها للمشفى أيضاً لتستقبلهم بإبتسامة صادقة ، أنتهت التهاني لتذهب لمكتبها و هي تلتقط مئزرها الأبيض مرتدية إياه لتذهب لعملها و هي تلج لأحد الغرف بعدما سمعت بكاء شخصٍ ما يصدح من المجاورة لها.. ولجت للغرفة لتجد فتى لم يتعدى الخمسة والعشرون من عمره يطيح بكل شئ حوله بطريقة ذكرتها بـ “رعد” ، قذفت بأفكارها بعيداً عندما وجدت والدته تترجاه و هي تنتحب مستنجدة بـ “توليب” التي كانت متسمرة بمكانها عندما نظرت لتلك المرأة .. لم تشعر لِمَ شعرت بدفئ غريب عندما نظرت لها ، أقتربت والدة الطفل حتى كادت أن تقبل يد “توليب” لتنتفض مبعدة يداها وهي تنحنى لتبقى على مستوى السيدة تلك لتمسكها من ذراعيها حتى تنهض و هي تقول :
– أهدي يا ماما هعملك اللي أنت عايزاه والله ..
نظرت لها السيدة بعينان مغرورقتان بالدموع مما جعل “توليب” قلبها يُعتصر ألماً لسبب مجهول ..
السيدة بمرارة و هي تقول من بين شهقاتها :
– أبوس ايدك يابنتي الحقيه ..
اومأت لتنظر لذلك الشاب الذي ينتفض جسده بهياج و شعره أشعث و عيناه تحترق من شدة الغضب بينما وجهه الذي يشابه تماماً وجه والدته أصبح متشنجاً بطريقة مرعبة ، أستأذنت “توليب” من السيدة لتبقى معه بمفردهم قليلاً .. أومأت السيدة بأنصياع لتخرج من الغرفة بقدميها الرخويتان ..
نظرت “توليب” للشاب لتستطرد بنبرة يتخللها حنو :
– أسمك أيه ؟
الشاب بزمجرة و قد إزداد غضبة :
– ملكيش دعوة بيا فاهمة ! أنا مش عيان عشان تجيبوني هنا .
أومأت بتفهم لتقول تحاول أن تطمئنه :
– مين قال أنك عيان ؟ أنت بس جاي تغير جو هنا مش أكتر .. حياتك هتمشي عادي جداً
– يعني اقدر أخُد المخدرات عادي ؟
– أهي دي الحاجة الوحيدة اللي مينفعش تعملها هنا .. ممكن تعتبرني زي أختك وتقعد تدردش معايا 5 دقايق ؟
أقتضب وجهه ولوى فمه بإستنكار و هو يجلس :
– ندردش ؟ أنتِ هتصاحبيني ؟ أنا مش بدردش مع حد يا دكتورة فاهمة ؟ أنا عايز أخرج هنا ..
لوت فمها و هي تعبس بعدم رضا وهي تقول بنبرة ذات مغزى :
– يخسارة .. كنت هقولك سري الوحيد …..
أرتفع حاجبه و هو يقول بفضول :
– سر ؟ سر أيه ؟
شعرت ببوادر أمل لتتمتم بهمس :
– انا كنت زيك كدة على فكرة من أسبوع .. كنت بردو مدمنة مخدرات كدة زيك بس عشان كنت لسة في الأول قدرت أخف الحمدلله .. و ندمت أوي أني عملت كدة عشان شخص ميستاهلش أعيط عليه حتى
كانت نبرتها يتخللها يتخللها الحزن و هي تتذكر الكابوس التي عانته منذ أيام قليلة ..
أشفق الشاب عليها ليسطرد بتساؤل :
– طب هو أيه اللي خلاكي تدمني ؟
عبست بمزاح و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها :
– مش هقولك غير لما تقولي أسمك ..
الشاب بتردد قليل :
– قُصي ..
أبتسمت “توليب” و هي تهسهس بحنو :
– أسمك حلو يا قُصي ..
– أنتِ أسمك أيه بقى ؟
– توليب ..
– ممم أسمك أنتِ كمان حلو .. مش هتقولي أيه اللي خلاكي تدمني ؟
نفت برأسها بعبث و قد شعرت بدفئ غريب و هي جالسة معه :
– مش هقولك حاجة غير لما تقولي أنت أيه اللي خلاك مدمن ؟
إزدرد ريقه و هو يقص عليها من وضعه في هذا الطريق فقد كان أحد أصدقائه الذي يغار منه بشدة ليبدأ ذلك الشاب بوضع “الكوكايين” بقهوته دون أن يشعر “قُصى” .. لتبدأ حالته بالتطور حتى أصبح مدمن ..
زمت “توليب” شفتيها لتردف :
– و أنت عاجبك حالك ؟
نفى “قُصي” برأسه بشرود ليتمتم :
– لاء ..
أومأت بسعادة لتمسك بدواءه الموضوع على الكومود و هي تسأله بفضول :
– هي مامتك أسمها أيه ؟
تعجب قليلاً من سؤالها ليردد :
– أمل .. أشمعنا يعني ؟!
حركت رأسها و كتفيها معاً بشئ من الإعتيادية ليصدح رنين هاتفها ، أخرجته من جيب مئزرها و هي تنهض …
“توليب” : مين معايا ؟
– توليب هانم أنا رئيس حرس قصر رعد باشا الحقيقة في لبش بيحصل في القصر !
“توليب” بقلق : في أيه عندك ؟
– في حاجات كدة غريبة بتدخل القصر دباديب و مش عارف ايه .. المهم يا هانم في واحد جه القصر ساب عربية و مشي .. وقال أن اللي باعته رعد باشا ..
أنتفضت معتقدة أن “رعد” سيرجع للقصر ، و لكن تقلصت ملامحها عند سمعها “بالدباديب” لتقول بحدة :
– أنا جاية حالاً
في قصر “رعد البناوي”
ساد الهرج و المرج في القصر و أشياء تخرج و أخرى تدلف ، بينما الحراس في حيرة أمرهم فـ هم لن يفعلوا شيئ سوى عند وصول “توليب”
بعد دقائق ليست طويلة وصلت توليب و التي بدورها طالعت القصر بدهشة ، سقط قلبها أرضاً من مجرد التخيل أن “رعد” من الممكن أن يكون .. أتى !
سارت بحدة عكس جسدها المرتجف لتقول لرجل كان يحمل بعض الهدايا لتردف بحدة :
– أيه اللي بيحصل هنا عايزة أفهم ! و أزاي تدخلوا هنا !
انكس الرجل رأسه و هو يقول بأدب :
– رعد باشا اللي باعتنا يا فندم ..
أرتفع الأدرينالين بدمها لتضرب بقدمها بالأرض و هي تصرخ به بقوة جعلت الهدوء يعُم القصر فجأة :
– رعــد ! رعد مين دة اللي يتحكم في حياتي ها ؟ أزاي يسمح لنفسه أنه يدخل حاجات تبعه في مكان أنا عايشة فيه هو أتجنن ! خدوا كل حاجة دخلت القصر دة و أطلعوا برا .. هعد لحد عشرة و أقسم بالله لو لقيت حد لسة واقف هعرفه شغله .. بــراا !!!!
نظروا لها حراس القصر وهؤلاء الرجال بدهشة من القوة التي أعترتها فجأة ، زاغت أنظار “توليب” بأرهاق .. فـ هي قد أستنفذت طاقتها في الصراخ ، شعرت بحرارة تنبعث من ظهرها ، وجدت أعين الحراس بالأرض و هي تشعر بشئ سئ سيحدث ، تيقنت “توليب” عندما داعبت ذلك العطر اللعين الذي ينثره “رعد” ، أغمضت عيناها و أرتجف جسدها بالمعنى الحرفي ، أرتعبت من أن تلتفت ورائها و لكن لم تجد مفر .. تحرك جسدها قليلاً بعد حالة التيبس التي كانت تعتريه .. أصبحت واقفة أمامه الأن بينما رأسها تقريباً تصل إلى منكبيه ، رُغم طولها و لكن طول قامته ذاك تعدى الحدود ، أرتجفت شفتيها و هي تنظر لملامحه تلك و التي حقاً .. إشتاقت لها ، و هي تلعن ذلك الإشتياق !
رفعت أنفها بشموخ رُغم قلبها الذي يدق الطبول بالداخل ، و التي شعرت حقاً أن قلبها أستعادته و أخيراً ، بعده لم يكُن بعيد فـ هو لم يتجاوز السبعة أيام حتى .. ولكنها كانت أكثر سبعة أيام مشقة وتعب بحياتها !! علمت بعدها أن ستبذل طاقتها .. أو ربما سـ تحيى من جديد ..!!
أشار بعيناه السوداويتين للرجال لكي يكملوا ما يفعلوا ، أنصاعوا لحديثه و راحوا يكملون ما يفعلوه و لكن .. بهدوء تـام ..
ألتفت رعد إلى “حلا” المثُلة وراءه تطالعهم بدهشة و التي و الأن فقط رأتها “توليب” ، فهي لم تلاحظ أبداً وجدود أحد .. سواهما .. بمفردهما
“رعد” بـ نبرة آمرة سخرت منها “توليب” :
– حلا أطلعي اوضتك خلي حد من الخدامين يوريهالك .
أومأت “حلا” لتذهب و هي تفر من أمامهما ، بينما لاحت شبح أبتسامة على ثغر “توليب” و التي لم تكُن سوى إبتسامة ساخرة .. لاذعة
نظر لها”رعد” بجمود و هو يطالع جسدها الذي نُحِف قليلاً بينما وجهها المتيم به لازال يحتفظ بإشراقته ، الشئ الوحيد الذي تغير تلك النظرة ، نظرة قوية لم يعتادها منها – بالفترة الأخيرة – ، قبض على رسغها و هو يسوقها خلفه كالشاه ، أنتفضت “توليب” الصورة التي رُسمت في مخيلتها أنها مجرد شاه و هو سائقها ، نزعت يداها بحدة صارخة في وجهه :
– أنت أيه مبتحسش ؟! معندكش دم ! يا أخي أرحمني و سيبني في حالي بقى ، و بعدين أيه اللي جابك ، أزاي طايق تبُص في وش واحدة عاملة فيها الست الشريفة ؟!
ارتجفت نبرتها بجملتها الأخيرة ، أستشاط ” رعد” ليقبض على منكبيها بيديه القاسيتين ونبرته مازالت مُغلفة بالجمود كوجهه تماماً :
– أتعدلي و لمي لسانك عشان معدلكيش أنا بطريقتي ، تعالي نطلع الأوضة ونتكلم مش هينفع نفضل واقفين برا كدة الحرس بيتفرجوا علينا .
تلوت بين يداه نازعة يداه عن كتفيها حتى كادت أن تصرخ به لـ يبتر صراخها و هي يجأر بدوره بها حتى برزت عروقة :
– مـتـصـرخيش !!!!
أرتدت خطوتين للوراء لتزدرد ريقها ، لكنها رفعت رأسها بكبرياء تطالعه من أعلى لأسفل نظرات جعلته يتمنى لو يقتلع مقلتيها تلك ، تركته “توليب” لتصعد لغرفتها تضرب بقدميها الأرض بعنف كالأطفال ..
تغيرت ملامح “رعد” كلياً عندما ذهبت و هو يستمع لضربات قدميها بالأرض ، أستند على الشجرة التي تجاوره و هو يضع يده على جبينه يردد بحنو بالغ عكس ذلك الشخص الذي كان هُنا منذ ثانية :
– وحشتيني .. وحشتيني أوي
– رعد أنت كويس ؟
ألتفت “رعد” إلى “حلا” التي ترمقه بنظرات قلقة ، طمئنها بإماءة بسيطة من رأسه لتطالعة بغرابة وتساؤل :
– هو أنت ليه جيت معايا ؟ أنت مش قلت هتجبلي هدايا وتشبرقني عشان أراقب مراتك و أطمنك ؟
نفى برأسه و مازالت نظراته تغدق حنو :
– جيت عشان وحشتني .. حاسس كأني كننت ميت و لما شوفتها .. صحيت .
بينما “توليب” تستشاط غضباً تدور هنا و هناك ، أطاحت مزهرية كانت موضوعة على منضدة بغرفتها لتتحول إلى شظايا .. كروحها تماماً ، أردفت و هي تنزع حجابها لتفرك رأسها بغضب :
– أكيد البت اللي معاه دي من البنات الزبالة اللي بيعرفهم .. تمام .. ماشي يا رعد أقسم بالله هندمك على كل عياط عيطّو بسببك .
دلفت للمرحاض تحمل منامية خفيفة ولكنها تأكدت قبلاً من غلق الباب بالمفتاح ، فهي لن تطمئن و هي بجواره .. كاذبة .
ازاحت أفكارها قليلاً لتدلف للمرحاض و هي تملئ حوض الإستحمام بالماء الدافئ ، وضعت به سائل الإستحمام لتتصاعد الفقاعات تغطي الماء تماماً ، نزعت ملابسها بالكامل وفكت رابطة خصلاتها الغجرية لتنسدل على ظهرها .. جلست بحوض الأستحمام مرخية رأسها لتتغلغل الماء بجسدها تجعلها تشعر براحة كبيرة ، ظلت هكذا اكثر من نصف ساعة لم تتحدث مطلقاً ، فقط ساندة رأسها على الحوض خلفها و عيناها مغمضة بإسترخاء ، و لكن شعرت بأحد يقتحم المرحاض لتتوسع عيناها و ذلك الستار يحجب عنها الرؤية لتصرخ بتساؤل :
– مـيـن !!
أُزيحت الستار ليظهر “رعد” الذي أبتسم بسُخرية و هو يجلس على طرف الحوض ينظر لجسدها المغطى بـ “الرغاوي” ليقترب بوجهه من وجهها المرتعد و هو يمسك بإحدى خصلاتها :
– تفاكري مين يستجرأ يدخل أوضة مراتي و حمامها كمان غيري !
صفعت يده لتصرخ وقد خرجت من ذلك الإسترخاء الذي لم تنعم به كثيراً :
– أنت دخلت هنا أزاي ! أبعد عني بدل أقسم بالله أصرخ ..
أُظلمت نظراته ليقترب وقد بدت نبرته أكثر حدة :
– توليب أنا من ساعة ما جيت و أنتِ بتصرخي وبتعلي صوتك .. ولسانك طول بس انا سايبك عشان مقدر حالتك .. بس من دلوقتي لو صوتك علي عليا هتكرهيني يا توليب .. بلاش أزعلك مني ..
إرتعد قلبها داخلها و لكنها لم تظهر ذلك على وجها بتاتاً .. بل جمدت ملامحها أكثر و هي تقول بسُخرية مريرة :
– أنا بكرهك يا رعد أصلاً ، أنت عملت كل حاجة خليتني أكرهك بيها .. تفتكر هتعمل أيه أكتر من اللي عملتوا .. لو،سمحت يا رعد أبعد عن حياتي وسيبني أعيش حياتي بقا .. أنت أصلاً طلقتني ازاي تعتبرني مراتك و داخل الحمام عادي كدة !
“رعد” بجدية :
– أنا رديتك يا توليب ، و أعتبري الكلام اللي أتقال اليوم دة أنه محصلش ..
زاغت أبصارها و هي تضع يدها على جبينها تفركه ، و لكنها نظرت له بعدها بنظرات قاتمة :
– اه أنسى .. زي كدة مـ قولتلي انسى اللي حصل ما بينا قبل مـ تطلقني يا رعد ..
ثم أكملت وقد أرتجفت نبراتها :
– انا مش هنسى اللي حصل أبداً يا رعد ، بس أنا نسيتك أنت أصلاً
أبتسم بمرارة و هو مغمض عيناه ، فتح عيناه التي أصبحت كتلة أحتراق ستشعل كل من حولها ، أقترب و هو يضع يده خلف عنقها بينما يداه الأخرى وضعها بالماء ليقبض على خصرها العاري ، شهقت توليب بحدة و هي تتلوى بالماء تحاول إبعاده و لكنه كان مركزاً بأبصاره على شفتيها فقط .. حبات الكرز تلك التي حقاً أشتاقها .. أطبق بشفتيه على شفتيها برقة شديدة لأول مرة تستشعرها بين جوارحه ، حاولت إبعاده بوهن ولكنه كان كالجبل لن ينزاح .. أستسلمت تماماً بين يداه و هي تحازط عنقها بيداها العاريتين ، أبتعد “رعد” بعد دقائق و على ملامحه أنتصار معهود .. فهو لن يخسر أبداً ! رآها مغمضة العينان و كأنها بعالم أخر ليتشبع غروره من تأثيره عليها ، أقترب بثغره ليهمس بأذنها بهمس كفحيح الأفعى :
– أنا مبخسرش يا توليب .. دة كان إثبات صغير أن منسيتينش .. و لا هتعرفي يا حبيبتي ..
أبتعد عندما شعر بأنتفاضها كمن لدغتها عقرب ، نظرت له لتجده يغمز بإنتشاء قائلاً : خلصي الشاور على طول والبسي عشان في كلام كتير عايز أقولهولك برا .. و بعدين متلعبيش معايا تاني يا توليب .. صدقيني أنت مش أد لعبي !!
ثم خرج تاركاً إياها محطمة فعلياً ، تلعن غباءها و ذاك القلب الذي تمنت أن تقتلعه من جسدها ، خرجت من حوض الإستحمام بعينان مملوءتان بالدموع ، عضت على شفتيها تكتم شهقاتها خوفاً أن يسمعها ، فهي لن تسمح بظهورها ضعيفة أمامه .. أبداً
أرتدت مئزر الأستحمام لتربط رباطه بإحكام ثم تركت خصلاتها المبللة منسدلة خلفها ، خرجت تبحث عنه لتجده جالس عاري الصدر بإعتيادية بينما ينفث دخان لُفافة تبغ بنية بيداه ، نظر لها ببرود ليردف بنبرة مماثلة لنظراته :
– مين اللي قعدتي معاه النهاردة يا توليب ؟
لم تفهم مقصده لتنظر له بتساؤل ، أطفئ سيجارته لينهض و هو يستطرد واضعاً يداه في جيب بنطاله :
– النهاردة في المستشفى .. مين اللي كنتي قاعدة معاه لوحدكم ؟
أرتفع حاجبيها لتردف بدهشة :
– أنت بتراقبني ؟!
أطاح بالكرسي الذي امامه بقدمه لتجفل توليب و هي ترتد للوراء
بينما زمجر “رعد” :
– متجاوبيش ع السؤال بسؤال فاهمة !
قلبت عيناها لتشتعل نظراته أكثر ، تحاشت نظراته لتذهب لخزانتها تبحث عن شئ ما وهي تتجاهله تماماً ..
خطى “رعد” خطوات انشقت الأرض على أثرها و هو يغلق ظلفة الخزانة قبل أن تفتحها ، ظهرها مقابل لصدره الذي يتهدج صعوداً و هبوطاً ليلفها له وهو يضغط على خصرها المغطى بمئز الإستحمام ، أقترب بجسدها من جسدها حتى لم يعد يفصلهما شئ ، قربها أكثر لصدره و هي تشهق ضاربة إياه على صدره و هي تتألم مجدداً من خصرها الذي يعتصره بين يداه ، وضعت يداها على يداه القابضة على خصرها تحاول إزاحتهما و هي تتلوى بألم ، أزدادت ملامحه قساوة و هو يقترب بوجهه قائلاً بهمس يتغلغله القسوة :
– قدامك دقيقة .. دقيقة يا توليب تكوني جاوبتي على سؤالي ..
أزدردت ريقها من نبرته القاسية لتتقلص ملامحها عندما شدد يداه على خصرها ، لتتآوه وهي تقول سريعاً بنبرة على وشك البكاء :
– آه خلاص هقول .. ده مريض عندي بيتعالح من المخدرات و قعدت معاه عشان أشوف أيه الي خلاه يتعاطى المخدرات .. سيبني بقى ..!
لم يتركها بل أشتعلت ملامحه و هو يزمجر ضاغطاً على أسنانه :
– لـيـه قاعدين لوحدكوا في أوضة وبابها مقفول ! و لا أنتِ محجبة على الفاضي ؟!
مجدداً يحطمها .. مجدداً يشُك بها ، و مجدداً يجعلها تلعن ذلك اليوم الذي أحبته به ، أغمضت عيناها لتسقط عبراتها الساخنة على وجنتيها تحرقهما ..
خفف رعد من قبضته على خصرها ليقترب و هو يضع جبينه على جبينها قائلاً بصوت أجش :
– ليه العياط ؟
شهقت ببكاء و قد أنهدمت جميع حصونها لتكُن بمظهر قوي أمامه ، تلك الطاقة التي أستنفذتها لتكُن قوية أمامه ذهبت إدراج الرياح ، وضعت كفيها على وجهها تجهش ببكاء عميق يمزق نياط القلوب ، تهشمت و هو السبب ، أبتعد “رعد” بصدمة من ذلك البكاء القوي ليردف :
– توليب أهدي .. مكانش قصدي
أبعدت كفيها بعيناها الحمراويتين لتبدأ بضربه على صدره لكمات ألمته ولكنه لم يعبئ ، تركها تخرج كل ما بها من آلام بتلك الضربات .. ظلت تضربه على صدره وسط بكائها بحرقة و هو مستسلم تماماً ، تركته وهي تشدد على خصلاتها تصرخ بحدة جعل كل من في القصر يشفق عليها ، أولهما “حلا” التي ركضت لغرفتهما و هي تفتح الباب لترى “توليب” جالسة على الأرضية الصلبة بمئزر الأستحمام وعيناها دموية من شدة البكاء بينما جسدها ينتفض بحدة كمن ضربته صاعقة كهربية ، ومازالت تنخرط ببكاء شديد و نشيج بكائها جعل مقلتي “حلا” تلتمع بالدموع ، أغلقت “حلا” الباب خلفها و هي ترى “رعد” ممسك بجبينه وعيناه تماثل إحمرار مقلتى “توليب”
ذهبت “حلا” لتجلس بجانب “توليب” و هي تحاوط كتفيها تقربها من أحضانها ، وهذا زاد “توليب” بكاء أكثر لتتشبث بملابس “حلا” و هي تصرخ برجاء :
– طلعيه برا مش عايزاه أنا بـكـرهـه طلعيه ..
أغمض “رعد” عيناه و هو يشعر بقبضة تعتصر قلبه الدامي ، خطى نحو باب الغرفة ليخرج بعينان مشتعلتين .. وقلبٍ يبكي
شدد على الخادمين أن لا يدخلا غرفتها أبداً و لا يجعلوا أحد يدلف سوى “حلا” .. بينما خرج هو يسابق الريح يستقل سيارته

ليضرب المقود بعنف عدة مرات ، دس المفتاح بالسيارة ليركض بها تاركاً وراءه غبار لأحتكاك الإطارات بالأرضية الصلبة ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انت ادماني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى