روايات

رواية انت ادماني الفصل الرابع 4 بقلم سارة محمد

موقع كتابك في سطور

رواية انت ادماني الفصل الرابع 4 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الجزء الرابع

رواية انت ادماني البارت الرابع

انت ادماني
انت ادماني

رواية انت ادماني الحلقة الرابعة

هو حتـى لم يستوعب أنهـا و أخيراً وافقت ! ، لم يستوعب للأن أن و أخيراً سيخرج صديقه من ذلك المستنقع القذر المقحم بداخله ، كان قد فقد الأمل تماماً ، ولكن يحمد الله أنها وافقت ..
***
أخـذ يتقدم بخطوات واهنة ، خطوات شخص يإس من الحيـاة ، خطوات شخص أبتلعـه الظلام و لم يترك أنش واحد منه ، خطوات لم يكُن بـإرادته أن يمشيهـا ، يحركه القدر مثلمـا يشاء ، أمـا روحه ؟ فهي ذهبت لخالقهـا عندمـا أكتشف خيـانة حبيبته ، عندمـا مـاتت إنتحـاراً لم يذرف دمعة واحده عليهـا ، بعدمـا ذاق مرارة فقدان أبويه و الدموع خلصت داخل مقلتيه ، أصبح كالآلة يتغذى على السموم تلك ، لم يبتسم أو يضحك على موتهَـا ، لا يعلم أيحزن عليهـا حقاً بعد كل ما فعلته له ؟ ، تنهد تنهيدة داخلهـا أحزان لو وُزِعت على العـالم بأكمله ستفيض وتكفي لعـالم آخر !
رن هاتفه ليتطلع إليه بملل ، ألتقطه بوهن ليرد عليه مغمغم بخشونة :
– عايـز أيه يا جـاسر ؟
هتف “جـاسر” سريعاً بنبرة غير مُتزنة :
– رعـد تعالى ع الكافيه الي جنب بيتك ، متتأخرش موضوع مهم جداً
ثم أغلق الخط ، نظر ” رعد ” للهاتف بتعجب ، لم يبالي بالأمر كثيراً ليتهض مرتدياً ملابس عصرية مكونة من بنطال جينز وتيشرت قطني بنصف كم لتبرز عضلاته بوضوح ثم أخذ مفاتيح سيارته وهاتفه ليذهب .
***
خطى “رعد” خطوات نحو مقعد “جاسر” ليجلس في الكرسي المواجه لكرسيه
قطب “رعد” حاجبيه بتعجب ليقول بتساؤل :
– عايز يا زفت وجايبني على ملا وشي كده !
أبتسم ” جاسر ” ببرود ثلجي مغمغم :
– وحشتني يا دودة وعايزين نشرب قهوة مع بعض
أطلقت مقلتى ” رعد” التي كالصقر شرارات عالية ليهتف بتحذير جاد :
– جـاسر ! قولتلك مية مرة متناديش زفت دودة أسمي رعد فـاهم ؟
حمحم “جـاسر ” ليرد موافقاً :
– خلاص متزعلش ، أخبارك ؟
أجاب بإقتضاب حانق :
– كويس .
نهض ” جـاسر ” قائلاً :
– طب أنا رايح الحمام وهاجي على طول تكون شوفت هتطلبلنا ايه ..
رد ” رعـد ” ساخراً :
– م أنت عارف مش بطلب غير قهوة .
تشدق “جـاسر” مستكراً :
– مش ناوي تغير ؟
نفى “رعـد” برأسه ليتركه “جـاسر” مغمغماً على حال صديقه
ذهب “جـاسر” للنادل و هو يهمس في أذنه شئ ما ، بدى على وجه النادل الأعتراض قائلاً بتوجس :
– أيوة يا جـاسر بيه بس مينفعش يعني .. غلط نحط منوم لحد يا جـاسر بيه ..!
رد “جـاسر” سريعاً ليطمأنه :
– متقلقش محدش هيعرف حاجه المنوم معايا هنحطه ف القهوة ومحدش هياخد باله ..
أومأ النادل بعدم أطمئنان ليأخذ المنوم منه سريعاً ثم يضعه في قهوة “رعـد” ..
رجع “جـاسر ” لـ “رعـد” الذي بدى على وجهه ملل كبير ، جلس بتوتر لم يستطيع إخفاءه ، طالعه “رعـد” بشك من سبب توتره ، سأله مستفهماً والشك يغلف نبرته :
– مالك يا جـاسر مش على بعضك ليه ؟
أفاق “جـاسر” من شروده قائلاً بعد أن لم يسمعه :
– ها ؟ قولت حاجه يا رعـد ؟
رفع حاحبيه من شروده المفاجئ ، لم يبدي للموضوع أهمية ليصمت تماماً ، الله أعلم ما وراء هذا الصمت !
جاء النادل معه قهوة “رعـد” و عصير “جـاسر” ليلتقطه جاسر سريعاً يبل به ريقه الذي جف من كم التوتر وسط نظرات “رعـد” التي تراقبه كالصقر ، أخذ “رعـد” قهوته يرتشفها بتلذذ ، أنهاها ليشعر بعد دقائق بثقل رأسه ، صداع مفاجئ أحتل رأسه ليضع يده على رأسه و هو يشعر أن الظلام يبتلعه ، بعد أن تأكد “جـاسر” أنه غفى جعل بعض من حراسه يحملونه
لينقلونه للسيارة ، أشرق وجه “جـاسر” و هو
يشاهد خطته تنجح تماماً مثلما خطت هو
لها ..
★★★
كعـادتها تعمل في المشفى تجول بين غرفة لغرفة لتطمئن على حالة المرضى ، رن هاتفها لتلتقطه مجيبة برسمية :
– أيوة يا أستـاذ جـاسر كله تمـام ؟
أجاب بخشونة لاحظت الحماس بها :
– أيوة كله تمـام و شويه وهنوصل عندك ..
أغلقت الهاتف لتذهب لإحدى الغرف الفارغة تجهزها لذلك من المفترض أن تعالجه ، ظنت أنها ستعالجه من المواد المسممة تلك و لكن لم تكنi تعلم أنها ستعالج قلبه أولاً !
★★★
تـأكد “جـاسر” من عدم وجود من يراقبهم من الصحافى فـ أذا علموا أن رعد البناوي مدمن مخدرات ستحدث مشكلة كبيره حتماً !
بعد دقائق ليست طويلة مكث “رعـد” في غرفة راقيه مليئة بالأجهزة يحاوطها الزجاج من كل مكان ، نائم بعمق لا يشعر بما حوله ، لا يشعر حتى أهو على قيد الحيـاة أم ذهب لخـالقه ، لا يعلم ما سيحدث معه فور إفـاقته ، دخلت الغرفة بعد ان طلوبها للمجئ عندما علمت أن ذلك المريض المجهول جاء و أخيراً ، أقتربت للفراش بخطوات بطيئة ..
فُرغت شفتيهـا بصدمة ، كـأن دلو ماء بـارد سقط على رأسهـا ، هو بنفسه ، بتلك الملامح القاسيه ، بسماره المميز ، عينه مغلقتان بسلام ، يبدو كالملاك يعاكس تماماً عندما يكون مستيقظ ، أشاحات بنظراتها عنه ، لم يبدو لها كمدمنڜ البتة ، فهي تعلم إذا كان الواقف أمامها مدمن حقاً أم لا و لكن لم تستطيع تفسيره ، أخرجها من شرودها عِندما لمحت يديه تتحرك بضعف ، إستعدت لمواجهته لترتب الكلام في رأسها لتقوله له ، أنفرج جفنيه عن بعضهما ، ظهرت عيناه المظلمة بنظرة رأتها من قبل ، جالت عيناه في الغرفة ، عقد حاجبيه بعد أن علم أنها غرفة للمرضى ، و أخيراً انتبه لتلك الواقفة بجانبه ، لم يتبين لها أن تذكرها ، نطق أخيراً بنبرة مليئة بالدهشة :
– أنا فين و أنتِ مين ؟
علمت أنه لم يتذكرها لتنظفت حلقها مجاوبة عليه برسمية :
– أنت في مستشفى أبو صاحب حضرتك الأستاذ جاسر ..
لم يكُن غبي فقد فهم سريعاً ، تلك المشفى متخصصة في علاج الإدمان .. علم سبب وجوده هنا ، خرجت نيران مشتعلة من حدقتيه القاسية لينهض من الفراش بحدة يشتم جاسر بألفاظ بذيئة قائلاً بصراخ في تلك المسكينة :
– دفعولك كـام ؟! و أزاي وافقتي تعالجي حد غصباً عنه هـا ازاي !
كان صراخه لم يكُن على هيئة سؤال مطلقاً ، بل كان صراخ نابع من قلبه .. كأنه وجد الفرصة الممكنة ليصرخ يما يجيش في صدره
أبتلعت غصة تكونت في حلقها بعد إهانته لها :
– هما عايزين مصلحتك .. مينفعش حباية تتحكم في حياتك كلها ، و أنا بقوم بشغلي مش أكتر ..
صرخ مجدداً و هو يلوح بيديه تخرج منه زفرات غضب :
– هو أنتِ هتخافي على مصلحتي اكتر مني ، مش عايز أتعالج مبتفهموش ! ، و جاسر الزفت ليا كلام معاه أطلعي ، برا .. بـرا !
لا للأن و لا ، نفذ صبرها كأي شخص ، أشتعلت نظراتها لم يأمرها أحد من قبل ، لم يصرخ عليها أحد من قبل ، قالت بحدة :
– بقولك أيه يا أستاذ أنت مريض وبعالجه زي أي مريض وياريت تتفضل عشان نبداً نعالجك و نخلص من الموضوع ده بقى ..
أمسك برأسه يجول في الغرفة ، وجهه أصبح أحمر بشكل مخيف كأنه يختنق ، أقترب منها ممسك بكتفيها :
– بقولك أيه هدفعلك الي أنتِ عايزاه بس هاتيلي الحباية ، أو حقنة أي حاجة ، أو بصي هديكي فلوس تروحي عند حد بيبيع الحاجات دي دلوقتي أنا ممكن أموت لو مخدتهومش ..
صُعقت من جرأتها في إمساكه له و صُعقت مما يطلبه منها ! نفضت يديها عن فكفيه لترفع يدها هاوية به على وجهه ، صفعة .. صفعة ربما وقف الوقت منها ، صفعة كانت بمثابة رصاصة تخترق قلبه ، لم يتجرأ أحد على صفعه طوال حياته ، لم يتحرك وجهه للحهة الأخرى بل ظل واقفاً شامخاً ، حدقتيه كأنها أُشيلت ووضع مكانها جمرتان في أخر درجة أشتعالهما
دقت نواقيس الخطر في رأسها بعد أن رأت نظراته ، نظفت حلقها بتوتر لتقول بصوت قوي عكس ما بداخلها :
– أزاي تمسكني بالطريقة دي ! و أزاي أصلاً تتجرأ و تطلب مني طلب زي ده أزاي ؟! أنا فعلاً الغلطانه اني وافقت أعالج واحد زيك ، هقول لأستاذ جاسر يشوف دكتورة تانية مش ناقصة قرف !
ثم خرجت ببساطة كأنها لم تفعل شئ ! كأنها لم ترفع يدها عليه للتو ! ضرب المائدة التي أمامه بقدمه بغضب شديد ، سيجعلها تدفع ثمن تلك الصفعة ، سيكون الثمن غالياً ، أغلى شئ في حياتها !
★★★
– صدقني يا أستاذ جاسر مش هقدر .. مش هقدر أفضل مع ده ، أنت متعرفش عمل فيا أيه ، أسمعني يا أستاذ جاسر في دكاترة أشطر مني تقدر تطلب مساعدتهم لكن أنا أسفه مش هقدر ..
قالت توليب بحزم فبعد ما حصل الأن لن تعالج هذا الغبي أبداً
تنهد جاسر بحزن شديد يعلم أنه سيتصرف هكذا ، و أنها ستتراجع عن علاجه و لكن بم يكُن يعلم أن هذا سيحدث بتلك السرعة ولكنه أخذ أحتياطه :
– كنت عارف أنك هتقولي كده ، بس بالسرعة دي هتستسلمي ! ، على العموم أنا كنت عامل حسابي أنك هتقولي كده ، عشان كده مضيتك على عقد بيقول أنك مينفعش ترجعي في كلامك غير لما تعالجي رعد البناوي ..
تتوالى الصدمات على رأسها ، كيف يخدعها هكذا ! كيف يجعلها أضحوكة و هي وثقت به وستعالج صديقه ؟ تلعثم صوتها والرجفة واضحه في نبرتها :
– ازاي وليه !
أجاب بجمود وداخله يشفق عليها :
– عرفت من سمر صحبتك بالصدفة أن الملفات اللي بتجبها بتمضيها من غير م تشوفيها حتى ، طلبت منها تحط العقد ده ، و لو قررتي متعالجيهوش هتدفعي 50000 عشان نقطع العقد و أظن مش معاكي المبلغ ده ..
نظرت له نظرة جعلته يخجل من نفسه ، أشاح بنظرة عن عيناها ، لم تنطق بحرف لتتركه وذهبت ، حقاً يخجل من نفسه لما فعله ، أحقر شئ فعله للأن ، و لكن كل شئ لصديقه يهون ..
و الغاية تبرر الوسيلة !
★★★
أمسك برأسه يحاول السيطرة على ذلك الصداع الذي أحتل رأسه ، توجه للباب يركله بقدمه صارخاً :
– أفتحوا البـاب ، أفتحوا الزفت ده !
أخذ يضرب بكف يديه يحاول فتحه و لكن كان أعند منه لم يفتح مطلقاً ، برزت عروقه يطالب بفتح هذا الباب و لكن لم يسمعه أحد ، ربما سمع الحميع و لكن لا يتجرؤون و يدخلون صرخ يشتم الباب و أذنيه تخرج منها النيران
★★★
– ازاي تعملي فيـا كده ازاي !
صاحت توليب ممسكة بسمر غاضبة
أجابت سمر بندم وعيناها تفيضان بالدموع :
– و الله يا توليب يا حبيبتي مكنتش أقصد هو أستاذ جـاسر قالي أنك هتكسبي فلوس كتير ورا الحوار ده وكان مفهمني أن الشرط الجزائي مش بالمبلغ ده والله يا توليب
لم تزيدها كلماتها سوى غضب كادت أن تكيح بالغرفة بأكملها :
– مسـألتنيش ليه ده بيهددني يا سمر بيهددني حرام عليكي على اللي عملتيه فيا ده .
أخذت تبكي سمر بندم حقيقي وسط صـراخ توليب عليها ، تركتها توليب لتذهب لغرفة “رعـد”
دلفت للغرفة لتتوسع حدقتيها صادمة مما تراه فقد رأت الغرفة لم تكُن مثلما تركتها بل كانت فوضوية كل شئ على الأرض و هو جالس واضع يديه على رأسيه عيناه حمرواتان ، فور أن ظر لها أشعلت عيناه بغضب أكثر قائلاً : أنتِ تاني ! أنا قولت انتِ عندك كرامة وهتخليني أمشي و مش هتعالجيني طلعتي مبتحسيش !
أغمضت عيناها من إهانته المتكررة ، يكفي ما هي به : تحب تاخد القلم الي خدته من شوية تاني !؟
أشتعلت عيناه ليتحدث جازاً على أسنانه :
– أقسم بالله جربي ترفعي إيدك عليا تاني وبلاش أقولك هعمل ايه !
تحدثت بهدوء و من داخلها تنكسر أشلاء :
– مضطرة أعالجك للأسف و أنت مضطر تتعايش مع الموضوع ..
أجاب صارخاً يرفه إصبعه في وجهها :
– لاء مش هتعالج و لو أنت عنيدة أنا أعند منك !
لم تبالي لحديثه لتقول بهدوء :
– دلوقتي هتقطع القرف اللي بتاخده ده و هتفضل هنا لوحدك هندخلك الأكل هتتعب شوية في أول الأيام بس أن شاء الله هتتعالج بسرعة ..
كادت تذهب بعد إنهاء كلامها ليمسك بيديها ، نفضت يديها عن كفيه بعنف و نظراتها مشتعلة
قال بنبرة راجية :
– لو سمحتي هاتي المخدرات أنا من غيرهم هموت !
نظرت له بهدوء قائلة :
– أنت بيهم هتموت ! ، سلام ..
خرجت تاركية إياه يشتعل غضباً

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انت ادماني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى