روايات

رواية انت ادماني الفصل الخامس 5 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الفصل الخامس 5 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الجزء الخامس

رواية انت ادماني البارت الخامس

انت ادماني
انت ادماني

رواية انت ادماني الحلقة الخامسة

– أتفضل يا أستاذ رمزي فلوسك ..
هتفت “توليب” تمد يداها لرمزي بالإيجار
حمحم “رمزي” ثم أخذ منها الفلوس ، ظهر على وجهه توتر و حيرة
عقدت “توليب” حاجبيها لتسأله مستفسرة :
– خير يا أستاذ رمزي في حاجه ؟
أبتلع ريقه بتوتر ليغمغم متلعثماً :
– بصراحة يا أنسة توليب كنت عايز أعترفلك بحاجة مهمة ..؟
– خير ؟
– من يومين جالي واحد أسمه جاسر وقالي أزود الايجار عليكي عشان لما متعرفيش تدفهي تطلعي من الشقة وتضطري تعملي اللي قالك عليه ..
كثير عليها .. كثير ! فعل كل شئ يجعلها تمتقه ، ليتها لم توافق على أن تعالج صديقه الذي حتى الأن لم تعرف أسمه .. ليتها لم تقابله أساساً
لم تنطق بحرف بل أغلقت الباب في وجه رمزي بشرود لما فعله بها ، دلفت لغرفتها لتمسك بمزهرية ما وقذفتها بالحائط تفرغ غضبها بها ، سقطت المزهرية لتتحول إلى شظايا زجاج ، هدئت النيران بداخلها إلى حداً ما لتستلقى على فراشها تفكر فيما ستفعل
★★★
في اليوم التالي ، رأسه مازالت تتخبط لما فعل “جاسر” هذا معه ، لم يره منذ مجيئه لهنا ، لا يود أن يراه أصلاً ، أقسم أن رآه الأن سيفصل رأسه عن جسده و لا لوم عليه ! هز قدمه بحركة معتادة تنب عن توتره ، عيناه كأنها جمر يقسم أنه إذا لم يأخذ المخدرات الأن سيقع جثة هامدة ، كيف يسمح لفتاة أن تسجنه هكذا ! بالطبع لن يسمح بهذا ، أخذ يعتصر رأسه يفكر في حل لذلك المأزق الذي وقع به ، طُرق الباب طرقات خافتة لينهض هو سريعاً ، فُتح الباب ليرى من كان يفكر به قبل دقيقة ، أشتعلت النيران داخل عيناه و أقسم أن سمح لتلك النيران ستحرق الأخضر و اليابس !
شعر “جاسر” أنه حقاً يحترق من تلك النيران تنهد بعمق ليغمغم محاولاً توضيح ما فعله :
– رعد أسمعني أنا ..
قاطعه “رعد” ممسك بتلابيبه غارزاً بأظافره في رقبته :
– أنت ايـه هـا ! أنت زبالة ومطمرش فيك صُحبتنا !
أبتلع “جاسر” الإهانه ليتمتم بنبرة حزينة :
– لاء يا صاحبي أنا عشان أبن ناس وبيطمر فيا العيش و الملح جبتك هنا ، كان ممكن أسيبك تأذي نفسك لحد م هتوصل لنقطة الندم على اللي عملته ف نفسك بس الندم ساعتها مش هيبقى نافع ، صدقني هتتأقلم بس أنت يا رعد مش هتخرج من هنا غير و أنت إنسان طبيعي من غير مخدرات و زفت ..!
تركه “رعد” بغضب ليصرخ بعند :
– و أنا قولتلك مش عايز أتعالج أن شالله أموت من اللي أنا فيه ده أنت مالك !
تنهد جاسر و هو يربت على كتفيه لينفض “رعد” يده :
– العِند ده مش هينفعك بحاجة يا صاحبي ، أنا خارج هقولهم يجيبولك أكل ، سلام
خرج “جاسر” من الغرفة ليضرب “رعد” يديه ف الحائط غاضباً
طُرق الباب مجدداً لتدلف” توليب ” حاملة في يديها طعام تفوح رائحته الذكية ، تأفف بغضب من تلك مجدداً ليجلس على الفراش الأبيض ضامم كفيه بعضهما واضعهما على فخذيه يهز قدميه غاضباً
لم تبالي ” توليب ” لتمد يديها بـ ” صينية ” الطعام قائلة برسمية :
– أتفضل عشان تاكل ..
نظر للطعام بغضب ليقذف الصينية من يدها رامياً بها للأرض ليتناثر الطعام على الأرض !
شهقت مصدومة من فعلته لتنظر له و هي تشعر أن الذي أمامها غير طبيعي !
رفعت أصبعها بغضب لم يراه منها من قبل وعيناها نيران مشتعلة :
– أسمع يا أستاذ أنت أنا للأسف مجبورة أفضل معاك لحد م تتعالج و مش عايزين نبدأها قرف أنت هتسمع كل الكلام الي بقوله وهتنفذه بالحرف لحد م تتعالج فاهم !
تجرأت في الحديث معه لأول مرة ، هي حتى لا تعلم من أين تلك القوة و لكن كل ما تعلمه الأن أن ينتظرها أيام مليئة بالصراخ والمشاجرات ، نهض هو بغضب ليتضح فرق الطول بينهما ، هتف بصراخ و هو يمسكها من ذراعها بحدة :
– أنتِ يا بتاعة أنتِ ازاي ترفعي صوتك عليا و صباعك ده هقطعهولك لو أترفع ف وشي مرة تانيه فاهمه !
شهقت عندما قبض على ذراعها ليس من الألم بل من تفكيرها حول رجل غريب يقبض على ذراعها بتلك الطريقه ، لم يقترب منها أحد على وجه الأرض فهي دائماً ما تضع حدود و لكن هو تخطى تلك الحدود و وصل لدرجة خطيرة تخيفها هي !
لم تنطق بحرف بل ظلت تحاول إقتلاع ذراعها من قبضته الغليظة ليتركها أخيراً دافعاً ” توليب ” للخلف !
نظرت له مثل القطة الشرسة ، أخذت أظافرها مجراها على يداه تخربشه بحدة و هي تصرخ عليه ، تآوه هو بألم حقيقي و هو يهتف بصدمة :
– يا بنت المجنونة !
نظر ليديه ليجد أظافرها تاركة أثر على ذراعه الأسمر ، نظرت له بتحدي قائلة بنبرة ممتلئة بالشماتة :
– أحـسـن ! عشان تحرّم تمسكني من دراعي و تزعقلي تاني ، و لا أنت فاكر لما تمسكني من دراعي بالطريقه دي هسكتلك و هعيط ؟! تبقى بتحلم أنا كمان عندي إيد و بعرف أستعملها كويس و متتعداش حدودك معايا تاني !
ثم خرجت تاركة إياه يسبها غاضباً ..
★★★
– لسة زعلانة مني يا توليب ؟
هتفت “سمر” بندم لتوليب الواقفة أمامها
أشفقت ” توليب ” على صديقتها لتقول مسامحة إياها :
– خلاص يا سمر مش زعلانة منك ..
صفقت “سمر” بمرح لتقبل وجنتاها بطفولة
قهقهت ” توليب ” على صديقتها المقربة
هتفت “سمر” متذكرة :
– اه صحيح المدير عايزك ..
تأففت فهي تمقت ذلك المدير و إبنه هذا المتعجرف المستغل ، أومأت لسمر لتذهب له ..
★★★
– يعني ايه يعيش عندي في البيت مينفعش طبعاً حضرتك بتهزر !
صرخت ” توليب ” ضاربة يديها على المكتب
هتف مدير المشفى مجد قائلاً بهدوء :
– أهدي بس يا دكتور توليب هو مينفعش يفضل هنا ..
– يعني أيه مش هينفع يفضل هنا أنا عالجت ناس كتير كانوا جوا المستشفى عادي !
– أيوة أنا عارف بس المره دي غير عشان هو بيتعالج غصب عنه و طبعاً هيحاول يهرب أنتِ متعرفيش رعد مش هيستسلم بسهولة لكن لو عندك ف البيت مش هؤعرف يهرب ..
ظهرت الحيرة على وجهها لتهتف متحيرة :
– أيوة بس أنا قاعدة في البيت لوحدى مش هينفع يقعد معايا ..
يعلم أن ما تقوله صحيح مئة بالمئة ، أخذ يفكر لتخطر على باله فكرة لا يعلم أن كانت ستوافق عليها ” توليب ” أم لا ..
– مافيش غير .. غير أنكوا تتجوزوا !
كادت عيناها أن تطلع من مكانها لتنهض صارخة :
– نـعـم !
بالطبع توقع ردة فعلها تلك ، يعلم أنها كنقبلة و ستنفجر في أي لحظة إذا كانت لم تنفجر من الأساس !
★★★
– هو أنت عبيط ولا أهبل ولا بتستعبط ولا بتستهبل ؟
غمغم “رعـد” بتساؤل جادي فـ هو إلى الأن لم يستوعب قط ما يقوله هذا الأبله الواقف أمامه
نتحنح جاسر قائلاً بخشونة :
– زي م سمعت يا رعد هتتجوز الأنسة توليب
تعالت ضحكات “رعد” الرجولية الجذابة ، ضحكات لم تكُن مرحة أبداً ، بل كانت ضحكات مخيفة تشعرك أن القادم سئ .. و للغاية
أكمل “جاسر” حديثه غير مبالياً بضحكاته المخيفه التي أخافته قليلاً :
– أسمعني بس يا رعد ده جواز ع الورق كل اللي هي هتعمله هتعالجك عشان أنت عارف أنك لو فضلت هنا هتهرب او حتى هترشي حد يجبلك القرف الي بتشربه عشان كده لازم تتجوزوا مدة قصيرة وهتطلقوا ..
هتف “رعد” بصراخ غاضب :
– بس يا جـاسر متعصبنيش !
– هتتجوزها يا رعد أو صدقني هتندم ..
تراقصت الشياطين أمام عيناه لينطق والغضب يأكله :
– أنت بتهددني يا جاسر !
– مش بهددك يا رعد كل اللي عايز اقولهولك أنك لو متجوزتهاش البنت دي مستقبلها هيتدمر و هيبقى بسببك !
عقد حاجبيه بعدم فهم ليسأله مضيق عيناه :
– ازاي يعني مستقبلها هيتدمر ؟
شرح له ببساطة و هو يُعنى ما يقوله حقاً :
– بمعنى أن البنت دي هتتسجن لأن أنا خليتها توقع على شرط جزائي بيقول أنها هتدفع مبلغ كبير مش معاها لو تراجعت أنها تعالجك .. هي هتوافق تتجوزك عشان متتسجنش ابويا هيقنعها ، لو أتسجنت ذنبها هيبقى في رقبتك يا صاحبي !
حرفياً دارت به رأسه ، أُجبر على العلاج و سيجبر على الزواج ، لا .. لن يجبره أحد على شئ ، لتدخل السجن ما ذنبه ؟ هو لا يريد أن يتزوج بالأصل ، هو لم يمضيها على ذلك الشرط الجزائي هي من كانت غبية ومضت عليه
نطق بما يجول في خلده :
– مليش دعوة تتسجن معنديش مشكلة ، أنا محدش يجبرني على حاجة يا جاسر فاهمني !
صُدم “جاسر” من أنانية صديقه ، لم يتخيل أن سيوافق على سجنها ببساطة هكذا !
ظهرت لمحة خيبة أمل في عينيه رآها “رعد” ليقول بأسف :
– يا خسارة يا صاحبي مكنتش أتوقع أنك أناني كده يا خسارة ..
ثم ذهب صافعاً الباب خلفه تاركاً “رعـد” تتآكله الحيرة
★★★
جلست “توليب” على الكرسي بوهن قائلة بصدمة :
– يعني أيـه ! يعني أتجوز واحد مبحبوش أو .. أو أتسجن !
أومأ ” مجد” مدير المشفى رأسه بأسف لتضع رأسها بين كفيها تفكر في حل لذلك المأزق ، هي من أدخلت نفسها بذلك المأزق ليتها لم توافق يومها ، ليتها فعلت أشياء كثيرة ، لا وقت للندم الأن ، فكرت بعمق لترفع رأسها قائلة بتحدي :
– متعودتش مكملش حاجة للأخر .. هتجوزه ..!
#الفصل_٦
الفصل السادس
يقف “رعد” بشموخ يحدق في ” توليب ”
بنظرات تشبه نظرات الصقر ، اما ” توليب ”
تقف ضامة ذرايعها امام صدرها بشرود في
الفراغ ، هتف “رعد” بخشونة :
– أنا للأسف مضطر اتجوزك .. مش عشان
سواد عيونك لمصلحتي أنا و أنتِ لو الصحافة
عرفت هتبقى مشكلة ف هتعالج عندك في
البيت ..
لم تستمع له مطلقـاً كل ما يشغل عقلها هو
شخص واحد فقط ، شخص إذا كان على
قيد الحياة كان لم يسمح لهذا ان يحدث أبداً
و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يحصل عليه
للأسف ، ليته كان بجانبها الأن ، تعجب “رعد”
من صمتها المفاجئ ليطقطق بأصابعه أمام
عيناها ، خرجت من شرودها تنظر له
بتساؤل :
– ها ؟ بتقول ايه ؟
تنهد بعمق ليشرد لحظة ثم نظر لها مجدداً
و لكن تلك المرة بخبث مقرباً وجهه من
وجهها يتلاعب بأعصابها :
– بقولك هنتجـوز !
أبعدت وجهها بإشمئزاز لتتركه مغادرة الغرفة
بأكملها ، ظهرت لمعة تسلية في عيناه ليقول
بنبرة ماكرة ورائها الكثير :
– شكلنا هنتسلى اوي !
خطى “رعد” نحو الكومود الموجود بجانب
ذلك الفراش ليخرج مسحوق المخدرات ينظر
له بتلذذ ليفرغ ما بداخله على الكومود
يشتّمه بإستمتاع و هو يتذكر كيف أحضره ..
Flashback ~
يعتصر رأسه يفكر كيف سيحضره بدون أن
يعلم أحد ، طُرق الباب لتدلف ممرضة ما
تلوك ” لبانة ” في فمها شعرها أصفر مصبوغ
تطالع “رعد” بإعجاب ، نظر لها “رعد” و قد
وجد كيف و من ستحضر تلك المخدرات ،
أقترب من تلك الممرضة و عيناه حمراوتين
يقول و هو يلهث :
– أسمعي يا بت أنتِ هديكي عنوان تروحي
هناك تسألي على واحد تحبيلي منه حاجه
معينة ..
أدخل يداه بـ جيب بنطاله ليخرج رزمة من
المال يمد يديه بها ، أخذت الممرضة المال
بعينان جائعة تلمع من الجشع ، سارت لمعة
أنتصار في عيناه ليقول بتحذير :
– لو حد عرف اني بعتك تجيبي اللي عايزه
مش هخليكي تعيشي اليوم اللي بعده ، ده
نص المبلغ و لما تجيبي اللي متفقين عليه
هديكي الباقي ..
اومأت قائلة بخفوت :
– متقلقش يا بيه أنا مش هقول حاجه لحد ..
و كل ما تعوز الحاجات دي قولي بس ..
End of flashback ~
انتهى “رعد” مما كان يفعله ليمسح الكومود
حتى لا يترك أثر للمسحوق أبداً ، سارت
المخدرات في جسده بالبكئ كالسم الذي
ينتشر في خلايا جسده ، جلس على الفراش
وهو يشعر بدقات قلبه تعود لطبعيتها ، دلفت
” توليب ” تنظر له بجمود و هي تنطق بنبرة
باردة :
– أمتى ؟
عقد حاجبيه بتساؤل :
– هو ايه اللي امتى ؟
– الجواز .. جوازنا أمتى ؟
ظهرت شبه أبتسامة جذابة على ثغره لينهض
مقترباً منها و هي تبتعد تحدق بالأرض :
– ممم دلوقتي مثلاً ..!
حدقت به بذهول غير مستوعبة ما قيل لها :
– أفنـدم ؟! هو ايـه اللي دلوقتي ؟
قهقه بمرح رافعاً رأسه لأعلى من شدة
الضحك و هي تحدق به ببلاهة :
– اهدي بس يا بنتي ، هروح أنا و أنت للمأذون
و نتجوز .. شوفتي بسيطة ازاي ؟
تلك المرة هي من قهقهت لتقول بسخرية :
– أنت عبيط ؟
أحتدت عيناه ليرفع أصبعه أمام وجهها :
– أحترمي نفسك لما تكلميني يا أموره !
تنحنحت تتراجعع للوراء لتقول معتذرة :
– أسفه هي طلعت كده معايا ، بس أنت بتهزر
صح ؟
ظهر على وجهه معالم الجدية ليمسك
بذراعيها متجاهلاً صراخها و أعتراضها ليقابل
في وجهه “جاسر” ينظر لهم بغرابة ليتجاهله
قائلاً بجدية ماداً يداه :
– مفاتيح عربيتك ..
تسائل “جاسر” و هو يعطيه المفاتيح :
– رايحين فين ؟!
لم يبالي له “رعد” ليأخذ المفاتيح و يذهب
وسط تذمرات ” توليب ” ، ذهب “رعد”
لسيارة “جاسر” ، فتح الباب الذي يجاور باب
السائق ليدخل ” توليب ” ليجلس هو بكرسي
السائق منطلقاً بالسيارة يضغط على مكابحها
ضربت “توليب” يديها على باب السيارة
قائلة :
– وقـف الزفتـة دي !
لم يرد “رعد” عليها بل إزدادت سرعة السيارة
صرخت به بتهور :
– وقفهـا أنت مبتفهمـش !
اصدرت السيارة صريراً عالياً ناتح عن ضغطه
على المكابح فجأة ، نظر لها يعينان حمراواتان
تجعله مثل مصاص الدماء الذي شرب دماء
للتو ، أبتلعت ريقها تلعن ما قالته الأن ..
لم تفعل شئ سوى أنها أرجعت ظهرها للوراء
حتى أصبح ملاصق لباب السيارة ، نظرته
وحدها كفيلة لجعل قلبها يتحرك من محله
من شدة الخوف ، لم ينطق بكلمة ليدير
المقود بخدة يكاد ينفجر من غيظه ، اما هي
فكورت يداها تضعها عند فمها بتوتر
أخرج هاتفه وهو يوزع أنظاره على الطريق
وعلى الهاتف ، وضع الهاتف على أذنه ليقول
بخشونة :
– عمار .. عايز اغلى دبلتين عندك في المحل
، متكترش يا عمار هحكيلك بعدين ، سلام
ثم أغلق الخط لتنظر له وهي تشعر بجدية
موقفهما
مرت اللحظات سريعاً ليصلوا لقصر فخماً لم
تراه بحياتها إلا في بعض الصور و على
التلفاز ، و لكن القصر لم يكُن كأي قصر ،
كان يغلفه السواد من كل ناحيه ، منظره
مخيف لحدٍ كبير ، برغم الحديقه الواسعة
المحيطة به ولكن السواد هو بطل المكان
هي تعشق اللون الاسود
و لكن ليس لتلك الدرجة ابداً ، كيف السواد
يغلف حياته لتلك الدرجة !
ألتفت لها لتحل الدهشة معالم وجهه ، لم
يري لمعان الجشع في عيناها ، لم يرى طمع
و لو بنسبة صغيرة ، لم يبالي للأمر
كان قد
أوشك على أن يمسك بيديها ولكن أبعدت
يديها سريعاً بحدة لتصيح به في سخط :
– أنت جايبني هنا ليه !
شعر بإهانه بسيطة لما فعله ليتغاضي قائلاً :
– هنتجوز !
أبتسمت بسخرية لتقول بتحدي :
– بتحلم !
– بجد ؟ طيب هنشوف !
نطق بتحدي وعناد ليحاوط يديها بعنف
جاذبها ورائه وسط صياحها ..
قالت بعنف تحاول أن تنفض يديها عن يداه
– سيبني أنت اتجننت !
لم ينطق بحرف ليدلف للقصر بعد أن تعدى
تلك الحديقة الكبيرة ليخرج المفتاح من
جيب بنطاله ، أدخل المفتاح في الباب
ليدلف صافعاً الباب لذلك الحائط المسكين
المجاور له ، دهشه ثانية تحيط بها ، كانت
متوقعة أن يكون من الداخل أسود ولكن
أن تتوقع شئ في خيالك له فرق كبير من
أن تراه بعيناك ، المنظر جعل قلبها ينقبض
بشدة ، يا الله حتى قلبها خائفاً
لم تنتبه حتى للمأذون وشابان جالسان بجواره على
سفرة حديثة الطراز ، ترك “رعد” يداه
ليقبض على خصرها لترتعش كل خلية في
جسدها على هذا الأقتراب الغير مألوف
تغاضى عن رعشتها بين يداه ليقول بجمود :
– لا يا مأذون أحنا جاهزين ..
كادت أن تصيح رافضة قبل أن يعتصر
خصرها بين يداه لتقبض على فمها تكتم
شهقة موجعة كادت أن تصدر من فمها
أومأ المأذون ينظر لهما بشك ليقول :
– ماشي يا بني تعالوا يلا عشان نبدأ
تخشبت في مكانها كأن احد أحضر مسمار
و دق به على قدميها ، لم يترك خصرها بل
شدد عليه ليتجهوا للمأذون ، جلسوا على
الكاولة وهي تطالع الفراغ بشرود
بدأ المأذون في المراسم التي أنتهت بعد
دقائق قليلة
أغلق المأذون الدفتر ليقول بوجه بشوش :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما
في الخير
ما أن سمعت تلك الجملة حتى تخبط عقلها
، لم تكُن تريد أن تبقى ملك لأحد آخر غيره ،
ذلك الذي عشقته سنوات عديدة ، ذلك الذي
تمحور في حياتها حتى أصبح يملكها ، لم
تستوعب للأن أن أسمها أصبح مرتبط بأسم
شخص غيره ، أن الخاتم الذي سيحاوط
أصبعها سيلبسها شخص أخر غيره ، تجمعت
تلك الأفكار في رأسها لتشعر كأن أحد يمسك
مطرقة يضرب بها رأسها بأقوى ما لديه
نهضت ممسكة برأسها والصداع يحلته ، نظر
نظر “رعد” لها بقلق لينهض قائلاً :
– توليب ؟ أنتِ كويسة ؟
لم يجيبه سوى الصمت ، خرج المأذون و
الشاهدان من القصر توصلهما الخادمة ،
نظرت له بعينان زائغة قائلة :
– أنا تعبانة ، م .. مش قادرة أتحرك ..
وضع يده حول خصرها والأخر عند ركبتيها
ليحملها بين يداه كالأطفال ، لم تكن في
وعيها حتى أنها لم تشعر أنه حملها ، نظر
لها بشفقة قليلة ليصعد بها لغرفته ، الغرفة
أيضاً سوداء ! ولكنها فخمة إلى حدِ كبير
فراش أسود كبير يتوسطها و لوحات كثيرة
تزين الغرفة ، وضع “رعد” ” توليب” على
الفراش ليجدها قد ذهبت في سبات عميق
، قام بتغطيتها برفق حتى لا تستيقظ ثم
خرج من الغرفة ، علِم أنه سيعاني الأيام
المقبلة كثيراً ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انت ادماني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى