روايات

رواية انت ادماني الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الجزء الحادي والعشرون

رواية انت ادماني البارت الحادي والعشرون

انت ادماني
انت ادماني

رواية انت ادماني الحلقة الحادية والعشرون

أنقبض قلبه برعب .. حاوط كفيها قائلاً بخفوت :
– توليب .. أنا رعد .. جوزك .!!
نفضت يداها بعنف و هي تصيح به :
– جوزي أيه انتَ مجنون ؟ أنا مش متجوزة أصلاً !! فين بابا ؟ يا بـابـا .. بابا تعالى شيل البني آدم دة .. بــابـا !!!!
أنتفض “رعد” و هو يشعر كمن سكب عليه دلو من الماء البارد ، غرز “رعد” يداه بخصلاته و هو ينادي على الطبيب بعنف شديد جعل “توليب” تنتفض .. من المستحيل أن يكون هذا .. زوجها !!!
نفت برأسها من مجرد التخيل و هي تتذكر “ماجد” لتدمع عيناها بإشتياق جارف ، نظرت إلى الطبيب الذي جاء برهبة يتفحصها بأيدي مرتعشة و هو يقول :
– مدام توليب ؟ قوليلي فاكرة رعد باشا يبقى مين ..
صرخت بوجهه قائلة :
– مدام أيه أنت كمان أنا مش متجوزة .. و بعدين مين الأخ دة ؟ و فين بابا ؟ و أنا بعمل أيه هناا !!!
نهضت بألم شديد أحتل أحشائها لتصرخ ممسكة برأسها و هي تشعر بوجع كالجحيم ، أقترب منها “رعد” بقلق و هو ممسك بكتفيها :
– اهدي .. متفكريش في أي حاجة دلوقتي ..
نفضت يداها عنه لترتد مبتعدة و هي تشعر بكهرباء تسير بجسدها من لمسته ، صرخت بوجهه بعنف :
– أبعد عني متلمسنيش !!
نظر لها بألم .. هو حقاً يكره ذلك الشعور الذي يمزق قلبه ، لم يشعر بذلك الشعور سوى بجوارها ، لم يكُن يتخيل يوماً أنه سيقتل طفله الذي لم يأتي للدنيا حتى .. بيديه !!
فقد السيطرة على أعصابه و هو يُطيح بالمزهرية الموضوع على الكومود بغضب شديد بمقلتىّ مشتعلتان .. جعل “توليب” ترتد للوراء بإنكماش و هي تضع يداها على أذنها برهبة ..
أرتفع صدر “رعد” علواً و هبوطاً وسط أنظار الطبيب الذي أنسحب متسللاً حتى لا يقع بين براثنه ..
شعر “رعد” بخوفها ليغمض عيناها و هو يسب نفسه .. هي للتو فقدت ذاكرتها و .. طفلها !!
أقترب منها “رعد” ببطئ هادئ ليجدها أندفعت للخلف و كأنها تقرف لمسته ، أبتلع غصة بحلقة بألم ليواصل أقترابه و هو يقول محاولاً طمأنتها :
– توليب أسمعي .. أنتِ فقدتي الذاكرة تمام ؟ في حاجات كتيرة متعرفيهاش .. بس اللي لازم تعرفيه أن أنا جوزك ..
قال بهدوء و هو يرى تحول ملامحها للفزع والحدة معاً ضرب الأرض بقدميها قائلة و هي تشعر بداخلها يحترق :
– مستحيل !! أنت أكيد كداب .. مستحيل أكون أتجوزتك فاهم .. مستحيل أكون حبيتك !!
قالت أخر كلمة بضعف فهى لم تعشق سوى شخصٍ واحدٍ فقط !!!
“رعد” متفهماً ما تعانيه :
– طب ممكن نمشي دلوقتي نروح بيتنا ؟ صدقيني هشرحلك كل حاجة …
صرخت “توليب” بإهتياج :
– بقولك مش هروح في حتة أنت مبتفهمش !!
لم يدوم هدوءه طويلاً ليضرب الحائط بجانبه
بعنف مستطرداً :
– بطلي تخرجيني عن شعوري .. أنا لحد دلوقتي متفهم اللي أنتِ عايشاه ، بس أعدلي لسانك يا توليب !!
إزدردت ريقها و هي تناظره بإحتقار شديد جعله يريد قتلها الأن ، رفعت رأسها بكبرياء و لكن حاوطها هالة من الشعور بالحزن فجأة عندما تلمست معدتها بألم ، نظرت له بتساؤل :
– هو .. هو أيه اللي حصل ؟ و أنا جيت هنا ليه ؟
شعر بإختناق يجثى على صدره ليفك أزرار قميص الممتلئ بالدماء لتشهق “توليب” و هي لم تلاحظ تلك الدماء أبداً
هتفت بخوفٍ و هي تشعر بإرتجافة جسدها :
– أيه الدم دة ؟ أيه اللي حصلي !!!
نظر له بألم و هو يشعر أن الأكسجين أنعدم من رئتيه ، غرز أسنانه بشفتيه بألم و هو يقول :
– مافيش حاجة حصلت .. ممكن نمشي ؟
أومأت برهبة لتتحرك قليلاً و هي تشعر بتسمر قدميها بالأرض من شدة الألم ، أقترب منها “رعد” ليضع يده عن ركبتيها والأخرى بخصرها إياها برفق شديد لتشهق “توليب” من مباغتته لها تلك ، أشتعلت وجنتيها بحمرة مُحببة وهي تردف :
– نزلني هعرف أمشي ..
لم يعايرها “رعد” أهتمام لتتنهد “توليب” بخجل و هي تشعر بجميع من بالمشفى مسلطاً أنظاره عليهما ، أقتحم عطره القوي الرجولي أنفها لتشتمه و هي تشعر بإرتخاء أطرافها ، رمقها “رعد” خفيةٌ بجمود ليطالع “حلا” فاغرة الفم و هي تسأل نفسها أسامحته “توليب” بتلك البساطة ..
أجابها “رعد” و كأنه سمعها :
– توليب فقدت الذاكرة يا حلا !!
توسعت أعين “حلا” و هي تطالع “توليب” مشفقة عليها لتقطب “توليب” حاجبيها مشيحة بعيناها بعيداً بحنق ، أكمل “رعد” سيره ، و سط تحديق “توليب” به و هي تدرس ملامحه بدقة ..بدئاً بشعره المصفف بعنايه مروراً ببشرته السمراء الجذابة كبشرتها وعيناه البندقية ذات الأهداب الكثيفة و انفه الحاد المرفوع بعنجهية وشفتيه القاسية تلك و ذقنه الكثيفة و قد زادته وسامة ، توقف “رعد” فجأة عندما شعر بتحديقها به الذي أستمر طويلاً ليقول بخبث :
– هتفضلي مبحلقة فيا كدة كتير ؟ عارف أني حلو ع فكرة ..
توسعت عيناها لتتنحنح بحرج ليبتسم “رعد” نصف أبتسامة و الممرضات تطالعه بإعجاب من وسامته الصارخة ، لا تعلم لِمَ شعرت “توليب” بالأختناق لتلك النظرات المصوبة نحوه ، أنكمشت “توليب” على نفسها داخل ذراعيه القاسيتان و هي تشعر بإرهاق لا يُحتمل ، وصل “رعد” للسيارة تتبعه “حلا” لتساعدع في أسناد “توليب” ممسكة بخصرها جاعلة ذراع “توليب” يلتف حول عنقها ، لتدخلها السيارة برفق ، كانت “توليب” مستكينة تماماً و هي تشعر أنها فقدت شئ .. شئ يجعل قلبها يعتصر ألماً .. و أزداد ذلك الشعور عندما شعرت بذراع “حلا” تلتف حول رأسها جاذبة إياها نحو صدرها ، أسندت “توليب” رأسها عليه بإستكانه و نظرات “رعد” مصوبة بإتجاهها بالمرآة الخلفية ، تنهد و هو ينطلق بالسيارة عائدين للمنزل ..
• • • •
– يعني الدكتورة دي .. بنتي ؟ بجد يا قُصي !!!
قالت والدة “قُصى” السيدة “إلهام” ليومئ “قُصي” قائلاً :
– أيوة يا أمي بنتك .. لقتيها أخيراً ..
أتسعت إبتسامة إلهام بحنو أمومي فـ شعرت بقلبها يتراقص فرحاً عندما شاهدت “توليب” لأول مرة و كأنها كانت تشعر ، أطلقت آه مشتاقة لتقول لـ “قُصي” برجاء :
– طب عشان خاطري يابني وديني عندها ، عايزة أملي عيني منها ..
نظر لها “قُصي بحزن قائلاً :
– مش هينفع أخرج يا أمي .. أنا مدمن لسة متعالجتش ، بس هعرفلك عنوانها و تروحي ..
• • • •
وصلا إلى القصر ليترجل “رعد” من السيارة و هو يفتح باب السيارة من الوراء حاملاً “توليب” بذراعيه السمراوتان و هو يلج لداخل القصر ، دلفت معهم “حلا” التي سألت “توليب” بحنو :
– توليب حبيبتي عايزاني أعملك أي حاجة ؟
نفت “توليب” برأسها بعد أن أنزلها “رعد” شاكرة إياها ليؤكد “رعد” على “حلا” قائلاً بجفاء :
– أطلعي أنتِ يا حلا أرتاحي ..
أومأت “حلا” و هي تتجه نحو الدرج صاعدة لغرفتها ، بينما نظرت “توليب” للدرج ليرتجف جسدها بشدة و هي تشعر بقبضة تعتصر فؤادها ، مر على ذهنها ذكريات مجهولة فقد سمعت “رعد” يصرخ بشدة و سمعت أيضاً أرتطام ما على الأرض ، وضعت “توليب” يداها على أذنيها من تلك الأصوات التي تسمعها لتترنح حتى كادت أن تسقط لتجد ذراع قوية تُسندها و هو يقربها إلى صدره ..
كادت “توليب” أن تبكي من كم الحيرة التي تشعر بها ، و لكن ما جعلها تطمئن قليلاً عندما أخذ “رعد” رأسها و هو يدفنها بصدره محاوطاً خصرها بذراعيه ، تنهد بألم و هو يعلم ما تعانيه الأن .. و هو السبب
قطب حاحبيه من ذلك القصر المطلى بسوادٍ حالك و قد شعر بإختناق منه ، زوايا ذلك القصر بأكمله تذكره بعصبيته المفرطة .. مروراً بذلك الدرج .. أغمض عيناه بشحوب و هو يتمنى الأن أن يدفن وجهه بصدرها الدافئ كالمعتاد ويبكي .. يخرج كل ألامه على هيئة بكاء داخل صدرها ، و لكن و بأي عين سيقترب منها الأن !! أنكمشت ملامحه بضيق شديد عندما سمع تآوهتها المصطحبة بشهقات بكاء متتالية ، أخذ يهدهدها و هو يمسح على ظهرها علواً و هبوطاً بالم …
هي حتى لا تعرف لمَ تبكي .. و لكن ذلك الدرج كان كمن لطمها بقسوة لتستفيق ، شعرت بجفاف حلقها و هي تبكي بأحضانه و ذلك الدفئ المنبعث منه ، و لكنه كان دفئ مختلط ببرود مميت .. أبتعدت عنه بأرهاق بعيناها الحمراوتان و هي تبلل شفتيها بإنهاك ، فك “رعد” حجابها ببساطة و هو يُلقى نظرة مشتاقة على خصلاتها الغجرية الفحمية تلك ، أخذ يفرك فروة رأسها برقة لترتخي “توليب” مغمضة العينان ، حملها “رعد” ليتجه نحو غرفتها بالأعلى ، و ياليته لم يفعل .. عندما صعدوا و أنزلها “رعد” على قدميها أشتد البرود بها فقد عادت “توليب” لحالها مجددهاً و هي ترى بذهنها “رعد” يقبض على خصرها بعنف و هو يحاصرها بينه و بين الحائط خلفه ، رأت الضربات التي أخذت تسددها له ، كما رأته و هو يقبلها قبلات متتالية على عنقها ، رأته و هو يعنفها لسبب لم تعرفه ، دلفت للمرحاض لتحدق بالمغطس و هي ترى أمامها “رعد” قابضاً على خصرها تحت الماء و يقبلها ، و لكن سمعت كلماته المتداخله و تلك البسمة الخبيثة التي أرتسمت على ثغره تناقض تماماً العشق الذي كان مرسوم على وجهه منذ دقائق ، خرجت من المرحاض بتشتت و “رعد” يطالعها بحيرة ، نظرت للأرضية أمامها لترى نفسها جالسة و “رعد” يدفن رأسه بصدرها بجسده القوى المتشنجاً بقسوة و شهقات متتالية تنبعث من ثغره بينما هي تمسد على خصلاته كأمه تماماً ، و لكن رأته أيضاً و هو يحاول أغتصابها يجلب ساقيها نحوه و قد أرتسمت على ثغره أبتسامة خبيثة لم تكُن تتوقع أنها ستصدر منه ، أرتدت عند تلك النقطة لتضع يداها على أذنها و قد تداخلت تلك الذكريات بعقلها و هي لا تعلم أهو شرير أم طيب ؟ قاسي أم حنون ؟ ضعيف أم قوي ؟ يُحبها أم يكرهُها !!
صرخت بعنفوان و هي تسقط على الأرضية و هي تلعن تلك الغرفة ، أخذت شهقاتها تتعالى و “رعد” يحدق بها بألم ممزوج ببرود ، أهتاج صدر المسكينة بعنف و هي تضرب الأرض بكفيها شاهقة ببكاء مفرط ..
أقتحمت “حلا” الغرفة بقلق و هي تهرول ناحيتها تحاول أن تهدهدها ولكن لا فائدة ، لم تكُن ترى أو تسمع شيئاً سوى أصوات و مشاهد ذكريات مؤلمة تتجسد أمامها ، ربتت “حلا” على ظهرها و هي تطالع “رعد” الواقف أمامها بحدة ، تحاشى “رعد” نظراتها مغمض العينان و بكاءها يتردد بأذنه ، شعر بإختناق يحتل رئتيه ليخرج من الغرفة و هو يفك أزرار قميصه الدامي متجهاً ناحية “غرفة ممارسة الرياضة ، دلف للغرفة ليقذف بسترته على الأرضية و هو يرتدي كفوف الملاكمة حتى بقى عاري الصدر مبدياً تلك العضلات القوية القاسية ، وقف أمام كيس الملاكمة أمامه الذي يرتفع عن الأرض ببعض سنتيمترات ، أستعد بوقفته ليلكم الكيس بحدة لكمات متتالية و هو يصرخ بعنف ، أخذ يسدد له اللكمات يخرج شحناته الغاضبة منفثاً عن ذلك الأختناق ، ظل على هذا الوضع ما يقارب الساعتين حتى أُنهك جسده ، و لكن كلما تذكر بكاء “توليب” الذي فطر قلبه و أنه من قتل أبنه كان يتهيئ جسدة بقوة أكثر من السابق و هو يضربه مجدداً ، خارت قواه بعد وقت ليس بالهين لتفر دمعة من عيناه .. سمع رنين هاتفه ليمسك بزجاحة مياه باردة و هو يسكبها على جسده و قلبه المحترق الذي لن يُطفئ شعلته و يهدئ نيرانه المندلعة سواها .. سوى قربها ..!!!
أمسك بالهاتف ليرى “جاسر” ليشعر أنه بحاحته الأن .. ولكن نبرة صوته خالفت تماماً ما يشعر به فليس “رعد” الذي يظهر إحتياجه لأحد :
– عايز أيه يا جاسر !!
قطب “جاسر” حاجبيه بضيق من نبرته ليقول بمزاح :
– مش تقول صباح الخير طيب ؟ ماشي يا عم مقبولة منك .. المهم سمر كانت عايزة تيجي تشوف توليب ..
أشتعلت مقلتي “رعد” فوق أشتعالهمها ليقول بنبرة تُشعل الرعب في القلوب :
– أمها مدام رعد البناوي يا جاسر !!
أومأ “جاسر” بإبتسامة قائلاً بعبث :
– خلاص يا سيدي مدام رعد البناوي .. يعني نيجي ولا أيه ؟!
فكر “رعد” بالموضوع قليلاً فـ هو يرى أن ربما وجود “سمر” بجانب “توليب” سيحسن من نفسيتها قليلاً ، أردف “رعد” بهدوء موافقاً :
– تمام تعالوا .. بس قول لـ سمر أن توليب فقدت الذاكرة عشان متقولهاش حاجة او تضغط عليها .
توسعت أعين “جاسر” بشدة و هو يقول :
– أيــه !! فقدت الذاكرة !! أيه اللي حصل يا رعد عملتلها أيه ؟!!!
أغلق “رعد” الهاتف بوجهه ثم رماه بعنف ، ولج خارج غرفة التدريبات ليدلف لغرفته بعد أن أغتسل لينعش جسده ، خرج من الغرفة ليتسلل خفية و هو يفتح باب غرفة “توليب” ، وجد الغرفة خالية من سواها ، كانت متكورة كالجنين على فراشها و بدلت ملابسها لملابس أكثر أريحية ، جسدها ينتفض بين الفينة و الأخرى من شدة بكائها ، لم يتحمل “رعد” ذلك المنظر ليلج لغرفتها مغلقاً الباب خلفه ، لم تتحرك “توليب” إنش واحداً فقد أخترق عطره أنفها لتمتلئ عيناها بالعبرات و قد عادت الذكريات تداهمها مجدداً ، أستلقى “رعد” خلف “توليب” و شهقاتها لازالت كما هي ، وضع “رعد” ذراعه على خصرها ليقربها منه جاعلاً ظهرها مقابل صدره الصلب العارٍ ، شهقت “توليب” بفزع ليطمأنها متمتماً بهمس بجانب أذنيها :
– متخافيش .. مش هعملك حاجة ..
أستكانت “توليب” قليلاً و لكن جسدها مازال ينتفض ، شدد “رعد” قبضته برفق على خصر “توليب” بذراعه القوي و هو يشتم رائحة خصلاتها التي أشتاقها حقاً ورائحة نعومة جسدها ، نظر لما ترتديه ليجدها ترتدى شورت قصير باللون الأسود تعلوه كنزة من نفس اللون تصل لمنتصف خصرها المنحوت ..
حاول جاهداً التحكم بقلبه الذي يصرخ طالباً إياها ، هي ليست في حالة تسمح له بالتقرب منها ، هو أصلاً كيف سيقترب منها و هو قاتل طفلها ، كيف سينظر بعيناها ؟
أغمض عيناه ليتنهد و أنفاسه الحارة تحرق عنقها من الخلف ، دفن رأسه بين خصلاتها ليشعر بإرتخاء جسده ليغفو بعدما سمع وتيرة أنفاسها المنتظمة ليعلم أنها غفت ..
• • • •
في الصباح ، فتحت “توليب” عيناها بنعاس لتجد “سمر” أمامها تطالعها بقلق و قد لفحها برودة الغرفة ، لم يراودها هذا الشعور البارحة ، فـ هو كان حِصنٍ منيع لأي شعور بالخوف والبرودة يراودها ، لم تشعر جواره سوى .. بالدفئ .. و هي تكره ذلك الشعور ..
أعتدلت “توليب” بجسدها و هي تحملق بـ “سمر” بإشتياق فهي الوحيدة التي تعلمها الأن .. أحتضنتها “سمر” بألم على صديقته و هي تربت على ظهرها لتجهش “توليب” ببكاء حاد بشفتين مرتجفتين .. اخذت “سمر” تطمأنها أنها بجوارها و لكن هذا لم يكن كافي .. فـ “توليب” برأسها عدة ألغاز لن تستطيع حلها ، و لكن برقت عيناها بوميض أمل و هي تسأل “سمر” برجاء :
– سمر عشان خاطري أنا حاسة أني تايهه ، مين دة ؟ أتجوزته أمتى و ليه ؟ بعمل أيه هنا ؟ و هو كويس ولا وحش ؟ قوليلي أي حاجة يا سمر أنتِ أكيد عارفة …
نفت “سمر” برأسها بأسف و هي تقول :
– أنا أسفة يا توليب بس والله مش هعرف أقولك أي حاجة ، الدكتور مانع أننا نضغط عليكي و نفكرك بحاجات عشان متتعبيش ..
زمت “توليب” شفتيها :
– يعني أيه هتعب ! مش هتعب يا ستي متخافوش عليا أنا أصلاً تعبانة .. تعبانة أوي يا سمر ..
ثم أخذت تبكي عند أخر جملة ..
• • • •
– مَوِت أبنك !!!!!
قال “جاسر” بصدمة شديدة لتشتعل عيناه و هو يصرخ به بعنف رامقاً إياه بحقارة :
– أنت ازاي ها !! موت طفل ملهوش ذنب في كل دة و في الأخر تفقد ذاكرتها ؟ أنت أيه خلاص مبقاش عندك قلب ! مبتحسش !!
تنهد “رعد” بقلبٍ متمزقٍ و هو يعلم أن كل كلمة يتفوه بها “جاسر” لديه حق بها ..
ولكن توقفت نبضاته بل توقف به الحياة بأكملها عندما أستطرد “جاسر” بغضب :
– مش كفاية كنت أنت السبب أنها أدمت المخدرات !!!!!
توسعت عيناه بشدة وبلمح البصر كان يقبض على ملابس “جاسر” و هو يجأر به كالأسد :
– أنت بتقول أيــه أنت مجنون !!!
قطب “جاسر” حاجبيه و هو يحاول نزع قبضته :
– أنت مكنتش تعرف ..
أرتفع الأدرينالين بعروقه ليلكم جاسر بوجهه بقبضته الفولاذية و هو يسبه بعنف ليرتد “جاسر” للوراء بغضب ليسدد له لكمة هو الأخر ، نشب بينهما صراع و سط صراخ “جاسر” قائلاً :
– سيبها في حالها بقا !!
تفاقم غضب “رعد” ليطرحه أرضاً و هو يجلس أعلاه مسدداً له بعض اللكمات الكوية التي كادت أن تودي بفك “جاسر” ، لم يستطيع “جاسر” أن يُبدل الأدوار ويعتليه بسبب قوة بنية “رعد” فقد كان جسده أقوى منه بالطبع ..
بينما في الأعلى سمعت “سمر” صوت الصراخ هذا لتنتفص متمتمه بـ • أستر يارب • لتنهض معها “توليب” مرتدية إسدالها الفضفاض ثم قامت بلف ححابها بعشوائية لتنزل من على الدرج جوار “سمر” التي شهقت بعنف و هي ترى “رعد” يعتلى “جاسر” ويضربه بعنف و هو يقول :
– كــداب !!!
هرولت “سمر نحوهما لتضرب “رعد” على صدره لتبعده عن “جاسر” الذي بدى و كأنه سيغشى عليه من قوة اللكمات بوجهه المكدوم ..
نهض “رعد” و هو يسُب “جاسر” بألفاظ نابية ، نظر إلى “توليب” الواقفة بتسمُر متوسعة العينان تضع يداها على فمها و هي تكتم شهقاتها ، رُغم أنها لم تتعرف على من كان يلكمه “رعد” إلا و أنها للتو شاهدت أمامها خروج الوحش من داخله ، أندفع “رعد” نحو “توليب” الواقفة على الدرج ليقبض على ذراعيها و هو يهُزها بعنف قائلاً بجنون :
– أنتٓ فعلاً أدمنتي بسببي !!!!
نظرت له “توليب” بعدم فهم ليتركها “رعد” و هو يعتصر عقله ، جحظت عيناه و هو يتخيل إن كان هذا صحيحاً !! شعر بتمزق قلبه داخل قفصه الصدري ليمسح الدماء بجانب شفتيه و هو ينظر لـ “جاسر” ليذهب نحوه و هو يمد كفه نحوه ، نظر “جاسر” بوهن لكفه الممدود له لمسك به و “رعد” يساعده على الوقوف ، قربه “رعد” منه قائلاً بغل :
– مش عايز أعرفك تاني !!
• • • •
كانت “توليب” جالسة بغرفتها و جسدها بأكمله يرتجف ، أخذت تفكر أسيخرج هذا الذئب الموجود بداخله ؟ أسيخرجه وسيضعها هي تلك المرة بين براثنه ؟ .. أنتفضت و هي تتذكر كل ما شاهدته من ذكريات داخل غرفتها ، نهضت و هي تسير بقدميّ مرتحفة نحو غرفته التي رأته يتجه نحوها قبلاً ، فتحت باب الغرفة لتعصفها برودة حعلت جسدها ينكمش ، نظرت لفراشه الخالي منه ، كان واسع للغاية لترى أمامها ذكرى أخرى مؤلمة تُضاف لقاموس تألمها ، رأتهما عندما كانا مستلقيان على الفراش عاريان و ملاءة بسيطة تغطيهما لتراه يقول لها أن تأخذ عِقار مانع الحمل ، شهقت “توليب” عند تلك النقطة من تلك الذكرى القاسية .. و هنا خرج “رعد” من المرحاض بمنشفة تحاوط خصره والأخرى ممسك بها يجفف خصلاته ، دُهش قليلاً عندما رآها ليستطرد بتساؤل :
– أيه اللي جايبك !!
أبتلعت غصة بحلقها فـ هي الأن تيقنت أنه لا يحبها .. أنه سينتهز الفرصة ليلتهمها كما يلتهم الليث غزالته .. و عند تلك النقطة فقط .. قررت أنها .. ستهرب من هُنا !!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انت ادماني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى