روايات

رواية انت ادماني الفصل الثالث 3 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الفصل الثالث 3 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الجزء الثالث

رواية انت ادماني البارت الثالث

انت ادماني
انت ادماني

رواية انت ادماني الحلقة الثالثة

في يوم جديد ، ربما يكون حزين أو مبهج الله أعلم ، طرقات قوية عنيفة على باب منزل توليب ، قطبت توليب حاجبيها من ذلك الوقح الذي يطرق الباب بتلك الطريقة ، فمن الاساس من سيزورها ؟ نهضت مُبعدة تلك الافكار لتمسك بحجابها تغطي رأسها به لتذهب للباب ، أمسكت بمقبض الباب لتفتح الباب ، رأت مالك الشقة الجالسة فيها ، رجل بدين بطنه يتدلى أمامه أسلوبه وقح إلى حد كبير و لكن مع ذلك لا تستطيع الأبتعاد عن تلك الشقة
صدح صوتها بتعجب حاد :
– في ايه يا أستاذ رمزي حد يخبط على حد كدة !
لم يعتذر المدعو حمدي و لم يبرر حتى بل أرتفع صوته على صوتها قائلاً بحدة :
– بقولك أيه يا أنسة أنتِ بقالك يومين متأخرة عن ميعاد الإيجار و أنا ورايا مشاغل ..
تأففت بإشمئزاز فما سيحدث لو تأخرت يومان هي نست بالأساس ، قالت بهدوء متذمرة :
– معلش يا أستاذ رمزي هدخل أجيب إيجار الشقة بتاع حضرتك ..
لم تنتظر رده بل أغلقت الباب في وجهه سريعاً فهي لن تسمح له بدخول البيت و هي بمفردها
جائت باللإيجار لتفتح الباب مجدداً رأته ينظر لها بغيظ ، لم تبالي بنظراته لتمد يدها بالإيجار ، أبتسم بخبث قائلاً بتوعد :
– هو أنا مقولتلكيش ؟ الإيجار زاد ألفين جنيه !
توسعت عيناها فكيف يزيد مبلغ كهاذا بالأساس الإيجار ثلاثة ألاف جنيه و زيادة ألفين جنيه أخرين سيكون المبلغ خمسة ألاف جنيه ! ، لم يفعل بحياته ذلك ! هي تسكن بتلك الشقة ما يقارب الثلاث سنوات و لم يرفع الإيجار سوى مبلغ بسيط ! هتفت بصدمة رافعة أحد حاجبيها :
– أنت بتهزر ولا ايه يا أستاذ رمزي ! يعني ايه الايجار يبقى 5٠٠٠ جنيه ! أنت عمرك ما عملتها !
ظهر الإرتباك على وجه رمزي ليقول بتلعثم متوجس :
– ما هو عشان يعني مكنتش بغلي الإيجار كل سنة فـ قلت اغليه على طول ..
هتفت بتوجس خفيف :
– ايوة بس أنا لسة مقبضتش ولسة بدري ع القبض و مش معايا المبلغ ده !
قال رمزي بمكر غير مبالي :
– مش مشكلتي يا أنسة كل المستأجرين دفعوا متتعبنيش أنا عايز إيجاري
تأففت بغضب لترد برجاء خفيف :
– قولت لحضرتك هدفعهم بس استنى عليا شوية لو سمحت ..
صاح وهو يشير بيديه الغليظتان :
– يا آنسة عندي التزامات اديني فلوسي عشان امشي بقا ، بصي اخرك معايا يومين ولو مدتينيش فلوسي في واحد عايز الشقة دي و ملك كمان
توسعت حدقتيها بدهشة ف هي لم تأجر تلك الشقة البارحة .. بل قضت بها سنوات عديدة و لها ذكريات غالية على قلبها
أجابت بتوجس :
– لاء والله خلاص أنا هدفعهملك بس اصبر عليا يومين
لم يرد عليه بل نظر إليها بنزق ليتحرك متوجهاً لبيته
وضعت رأسها بين كفيها بضياع ، غرزت أظافرها في كفيها لتضعها على فمها في حركة اعتادتها عند توترها وحزنها ، لم تجد حل آخر ستطلب سُلفة من عملها
***
– أنتوا ايه مبتفهموش ! قولتلكم مش عايز أتعالج أنا حابب نفسي كده أنتوا مالكوا نفسي و أنا حُر فيها !
هتف رعد بتلك الجملهه حيث اعتراه غضب شديد عندما أخبره جاسر أنه سيعالجه حتى إذا حاول معه بالإكراه !
تنهد جاسر تنهيدة عميقة ، بعدما صار ذلك الشئ المُريع و هو دخل في حالة إكتئاب شديدة ، ثم من بعدها تعرف على أصدقاء سيئين للغاية هم من جعلوه يُدمن ، و لكن هو لن يتركه هكذا ، لن يتركه يصارح الموت ، لن يتركه عالق بين الأرض و السماء ، أبداً لن يفعل !
***
وسط همومها التي تحلق فوق رأسها سمعت رنين هاتفها ، تنهدت بخفوت لتأخذه بضيق ، وجدت رقم عريب غير مسجل ، عقدت حاحبيها بغرابة ، ضغطت على زر الإجابة و لم تنطق ..
هتف الطارق سريعاً :
– الو ؟
صوته مألوف لها و لكن لا تتذكره فهي ذاكرتها ضعيفه ، و لكن بعض الأشياء لم و لن تُمحى من حياتها حتى لو مضى عليها مائة عام !
انتشلها ذلك الصوت مجدداً من أفكارها و هو يقول بخشونة :
– أنسة توليب ؟ أنا جاسر افتكرتيني ؟
ضربت كفيها بجبهتها عندما تذكرته ، ردت بتلعثم آسفاً :
– أيوة أفتكرت حضرتك ، خير في حاجه ؟
حمحم بتوتر ليرد بتهذيب :
– أسف ع الإزعاح و أسف على اللي حصل بينا آخر مره .. بس كنت عايز أقابل حضرتك ..
رفعت حاحبيها بغرابة لترد مستفسرة :
– ولا يهمك بس نتقابل بمناسبة اي ؟
أجمع كلماته ليرد بصوت راجي حزين بعض الشئ :
– لو سمحتي يا أنسة توليب بس أنا حياة صاحبي في خطر صدقيني أنا عايز ألحقه قبل م يموت ولا يحصله حاجه .. لو سمحتي ؟
تنهدت بإشفاق على حاله لترد موافقه :
– طيب خلاص العنوان فين ؟
***
في أحد الكافيهات الراقية تجلس توليب أمام جاسر و حواسها بأكملها ترتكز معه و مع حديثه
بدأ جاسر حديثه يستطرد حكاية رعد منذ صغره للأن :
– بصي يا أنسة توليب الي عايزك تعالجيه أسمه رعد .. رعد من و هو صغير كان ناجح جداً و كل اللي حواليه بيشكروا فيه و ف ذكائه كان ذكي و طيب جداً و حنين بطريقه متتخيلهاش ، طول عمره بيحب يساعد اللي حواليه من غير مقابل ، أنا و هو من و أحنا صغيرين صحاب و متربيين مع بعض ، لحد ما بقى عنده 21 سنة ، حب بنت أسمها لميس .. حبها لدرجة انه مكنش شايف غيرها ، كانت كل حياته ، كان بيتنفسها ، بِعد عني و عن الشلة بتاعتنا .. بس أحنا سيبناه براحته ، بس الحقيقه أنا مكنتش مرتاح للي أسمها اسيل دي ، بس قولت ان يمكن مجرد أحساس مش اكتر ، حبوا بعض أكتر من 8 سنين لحد م وصلتلوا مسدج برقم غريب ، فتح المسدج شاف اسيل نايمه ف حضن ياسر ! ياسر ده صاحبنا من زمان معانا في الشلة يعني بس كان دايماً بيغير من رعد ! ، المسدج كان مكتوب تحتها ” اللي بتحبها خدتها منك .. م هو مش معقول كل حاجه حلوه تبقى ليك .. ده حتى ظلم ، تعالي على العنوان ده عشان تشوفها بعينك .. ! ”
~ Flashback ~
توسعت حدقتي عمر ، لم و لن يصدق ، بالتأكيد تلك الصورة مفبركة ، لن تفعل هذا به هو يعلم لن تفعلها ، ذهب رعد للعنوان بسرعة تسابق الرياح ! ، نزل من سيارته الفخمة ليصعد تلك العمارة و هو يشعر بإنقباضة كبيرة في قلبه ، تنهد يحاول أستجماع كلماته ، لم يطرق على الباب بل ركله بقدميه ليفتح الباب سريعاً كأنه يساعده ليرى ما تفعله تلك الأفعى !
وجد غرفتين دخل الأولى ليجدهما ، وجدهما بوضع أقل ما يقال عنه مُخِل ! شهقت الدعوة أسيل عندما رأته ، رأت عينان لم تراهم بحياتها ، عينان ماتت الحياة بهما ، تلك اللمعة التي كانت دائماً تراه في عيناه أُطفأت ! عيناه أصبحت حمراء بشكل مُفزع ، لم تمنع شهقتها العالية من الخروج ، بينما ياسر ذلك القذر يبتسم بخبث لعين ، كأنه يرى أفضل أفلامه ، أقترب رعد من ياسر بخطوات بطيئة ، كـ بطئ نبضات قلبه كأنه سيذهب لخالقه الأن ! ، أمسك رعد ياسر من خصلاته ليلكمه بعنف شديد ، أخذ يضربه بعنف و ياسر يسدد له بعض الضربات الضعيفه بالطبع فـ رعد قوي البنية ، اخذت أسيل تصرخ برعب فهي تشعر أن دورها جاء ، ترك رعد ياسر بعد فقدانه الوعى من كثرة الضربات ، تحرك نحو أسيل التي تطالعه بخوف شديد ، رفع يده ليهوى بها على وجنتها يطبع أصابعة عليها ، وضعت يديها على مكان ضربته بألم ، لأول مرة يضربها ، لأول مره يرفع يده عليها ، لم يكتفي بل أمسكها من كتفيها يصرخ بها بألم لم يظهر في نبرته :
– لـيـه عملتي فيا كده ردي عليا لييهه خونتيني !
نزعت نفسها من تحت براثنه بصعوبة لتصرخ به بوقاحة :
– أنا عُمري ما حبيتك ، اتقربت منك بس عشان فلوسك ، بس أنت صدقت نفسك !
تتوالى الصدمات ، لم تهتز خصلة منه ، تركها في تلك الشقة يحاول أن يستجمع نفسه بصعوبة
End of the flashback
ضمت توليب قبضة يدها لتضعها امام فمها بخزن ، كيف تحمل كل هذا خيانة حبيبته مع صديقه ، بالتأكيد تدمر !
سألت بصوت مهزوز تكاد تبكي :
– طب .. طب و البنت دي أسيل فين دلوقتي ؟
أجاب بقسوة أحتلت ملامحه :
– ماتت !
شهقت بعنف ماتت قبل أن تتوب عما فعلته فهي زانية !
سألت مجدداً و هي غير مستوعبة :
– ماتت ازاي ؟
أحاب جاسر و هو يسترجع تلك الذكريات المؤلمة :
– كانت حامل من الزفت ياسر ، لما قالها تسقطه و أتهمها أن الطفل ده مش منه .. أنتحرت !
لم تشهق تلك المرة بل أنسابت دموعها واضعة يدها على فمها ، رق قلب حاسر عندما شاهد دموعها ، أهي بريئة لدرجة أن تبكي على قصة ليس لها علاقة بها !
تحدث يحاول أن يخفف عنها :
– أهدي بس ربنا يرحمها ويغفرلها ..
أومأت مؤكدة بدعاء من قلبها :
– يارب ..
قال جاسر بتوجس خوفاً أن لا توافق :
– طب وافقتي أنك تعالجيه ولا لاء ؟
أومأت بتأكيد :
– وافقت .. وهعمل أي حاجه عشان يخف ..
***
عادت توليب لمنزلها تفكر كيف ستتصرف معه ، تريد علاجه و لكن كيف ستفعلها ؟ أستلقت على فراشها لتنام بعمق ولكن بالطبع لم تنسى معانقة تلك الصورة !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انت ادماني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى