روايات

رواية انت ادماني الفصل التاسع 9 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الفصل التاسع 9 بقلم سارة محمد

رواية انت ادماني الجزء التاسع

رواية انت ادماني البارت التاسع

انت ادماني
انت ادماني

رواية انت ادماني الحلقة التاسعة

نائمة على الفراش تختلس نظرات خفية لترى ما يحدث بالضبط .. نعم
فكانت ” توليب ” تفتح عين وتغلق الأخرى
تراقب بالعين المفتوحة ما يحدث أمامها
فكان هذا آل “رعد” يتحدث مع ذلك الطبيب
ذو الشعر الأبيض مما أعطاه الوقار والرزانة
الندم على وجه “رعد” ظاهر للعنان وعيناه
تفيضان بحزن غائر ، لم تكُن تعتقد ” توليب ”
أنه سيقلق عليها لتلك الدرجة ..
أغلقت ” توليب ” عيناها مسرعة عِندما
لاحظت أن “رعد” سيلتف برأسه وهذا ما
حدث فكان يُلقى نظرة عليها ليطمأن
دلف الطبيب للخارج تاركاً “رعد” يحدق
بتوليب واضعاً يده على رقبته من الخلف
ليحنيها للأسفل ويميلها لليسار ولليمين
لتنتج ترقعة خفيفة ناتجة عن الإرهاق الذي
أخذ يتآكل جسده ..
أشفقت ” توليب ” على حاله لتقرر أن تنهي
تلك المسرحية المملة وتفيق ، انفرجا
جفنيها لتحكهما بنعاس مصطنع وتطالع
“رعد” الذي أنتفض قلقاً حينما فتحت
مقلتيها بغرابة زائفة :
– أيه اللي حصل ؟
جف حلقه لا يعلم بما سيجيبها .. هل يقول
لها أن هو من دفعها من منكبيها لتسقط
غائبة عن الوعي ، أستطرد ريقه ليتمتم بنبرةٍ
مرتعشة :
– صدقيني أنا أسف مكنتش أقصد ..
عقدت حاجبيها بأشفاق حقيقي عليه ..
تلك الدفعة كانت مؤلمة لها بالفعل و لكن لم
تفقدها الوعي هي فقط أصطنعت هذا كي
ترجعه عن فكرة الذهاب تلك ..
حاوطت يداه الخشِنة بيداها الرقيقتان
قائلة برقة :
– ولا يهمك أنا مقدرة حالتك ..
أكملت حديثها وعيناها تشعان تصميم و
إرادة على جعله يتعالج و بإرادته :
– عارف لو الموضوع ده أتطزر ممكن تقتلني
من غير قصد ..ساعتها هتندم فعلاً أنك
لسة في الأول ، لو أستمريت على موضوع
شرب المخدرات ده ممكن تقتلني من غير
قصد بردو .. وساعتها هتندم أنك متعالجتش
صدقني ليه قدامك فرصة تقدر تستغلها
حاول تساعدني عشان أعرف أساعدك يا
رعد ..
تحزلت نظراته من الندم للجفاء والبرود
الثلجي ليترك يدها تاركاً إياها تنظر للفراغ
حيث كان يجلس ..!
اوغرورقت عيناها بالدموع و لأول مرة تتأثر
بشخص هكذا ، هو يمثل عليهما جميعاً و على
نفسه أولاً ، تعلم أن من داخله يريد و الأن
أن يتخلص من هذا الإدمان ولكنه يصارع
الأن في حروب بين نفسه ..
***
كان يسير “رعد” هُنا وهُناك ، يحك فروته
والحيرة على وجهه تبلغ ذروتها ، الظلام
يحاوكها عدا ضوء بسيط يأتي من بعيد .. كان
نور بسيط و في نفس الوقت يرهق عيناه ،
لا يعلم كيف التناقد هذا ولكن كل ما يعلمه
أنه يريد أن يذهب لهذا الضوء ، سار
بخطوات حائرة يقدم خطوة ويأخر الثانية ،
أخذ قراره النهائي بالذهاب لذلك الضوء عله
ينقذه مما هو به ، سار الكثير والكثير حتى
أُرهقت قدمه .. وقف قليلاً يلهث محاولاً
ألتقاط أنفاسه بإنتظام ليجد ذلك الضوء هو
من يقترب منه ، علت الصدمة وجه وجف
حلقه عِندما رأى ذلك الضوء الذي كان منذ
ثواني ” بسيط” بالنسبة له أصبح نار مشتعلة
ضائت المكان حقاً ولكن سيصبح المكان رماد
بعد قليل .. توهجت النار داخل عيناه
الجاحظة أثر صدمته ، أقتربت النار المتوقدة
منه أكثر و أكثر حتى أصبحت تبعده ببضع
إنشات .. تعالت النيران أكثر كأنها على أهب
الإستعداد لتبتلعه بصدر رحب ..!
كادت أن تبتلعه النيران المشتعلة لولا يد
أمسكته من الوراء جذبته بعنف ، برغم شدة
اليد على قميص إلا أنه شعر أن تلك اليد
ليست يد رجل أبداً .. بل يد رقيقه للغاية ..!
أنتفض “رعد” من ثباتهِ واضعاً يده على
عنقه من الخلف بإرهاق ، شعر أنه كمن تلقى
صفعة أرجعته لوعيه ، علِم بل تيقن أن تلك
اليد هي يداها .. لم يرى وجهها ولكن هو
يعلم أنها الوحيده في حياته التي تريد أنقاذه
..
أنتفض ناهضاً عند تلك الفكرة ليتجه صوب
غرفتها يختصر الطريق بخطوات طويلة ،
طرق على باب غرفتها ثم دلف ليجدها ترتب
خصلاتها الغجرية ” كيرلي ” والتي بدت به
رائعة الجمال ، أستند على بمنكبيه على
الحائط الذي يجاوره ينظر لها نظرات عميقة
لا تستطيع هي تفسيرها ..
بينما كانت هي تراقبه عبر المرآة الضخمة
الجالسة أمامها ، عقدت حاجبيها متعجبة
من نظراته العميقة ذات التعبير الغائر ..
قطع ذلك الصمت الذي بدأ يتغلغلهم بخطواته
المتجهة نحو الفراش الأسود ليجلس عليه
واضعاً قدم على أخرى بغطرسة قائلاً يعبر
عن أعجابه الحقيقي بخصلاتها الغجرية :
– شعرك حلو ..!
أرتفع احد حاجبيها من صراحته الزائدة
لتقول بغرور مصطنع واضعة قدما على أخرى
مثلما يفعل :
– عارفة !
علت بسمة جذابه وجهه لتتحول تدريجياً
لضحكات عالية قضت على قلب المسكينة
والتي ظهرت شبه إبتسامة على وجهها من
تحديقها في ضحكاته هكذا ..
أنتهى “رعد” من ضحكاته العالية ليسعل
بعدها أثر تلك الضحكات ، أنتفض قلبها من
صوت سعاله الذي يضاد ضحكاته قبل ثواني
سألت ووجهها يحتله القلق وعيناها تحكي
الكثير :
– أنت كويس ؟
أجاب بإيجاز قائلاً :
– كويس تمام محصلش حاجه ..
تعجبت من تغير مزاجه لتتغاضى عن الأمر
قائلة برسمية أيضاً :
– كنت جاي ليه ؟ عايز حاجه ؟
هز رأسه إيجابياً ليقول وعيناه تشعان
إصراراً :
– جاي أقولك أني موافق أتعالج ..!
” عايزة زغروطة يا بنات 😂💃 ”
***
كان جالس يحتسي قهوته المُرة والتي
أصبحت كمزاجه السئ بالضبط ..
رن هاتفه ليظهر أسم ” سمر ” يملأ الشاشه
لينظر إليه متململاً ليأخذه متأففاً ليرد قائلاً :
– عايزة ايه يا سمر ؟
عقدت حاجبيه بغرابة لتقول بتشدق :
– مالك يا جاسر بتتكلم معايا كده ليه ؟
شعر بتأنيب الضمير فما ذنبها هي بكل هذا
ليقول بإعتزار :
– معلش يا سمر متواخذنيش مكنتش أقصد
مشاكل في الشغل بس ، كنتِ عايزة حاجة ؟
أطلقت تنهيدة حارة لتقول بأبتسامة مرحة :
– أنا بس كنت عايزة اقولك ننزل نخرج
شوية نروح نقعد في cafe ولا حاجة بس
واضح انك مش في المود ..
وضع يده على مقدمة رأسه التي حتماً
ستنفجر الأن من كم الافكار التي تحاوطه
هتف بنبرة لا يوجد بها ذرة من الحماس :
– لاء عادي موافق ماشي ، ابعتيلي العنوان
في message ..
أغلق معها وأنتهت مكالمتهم على أنها سترسل
العنوان ..
بعد دقائق سمِع نغمة الرسالة لتعلن أنها
وصلت ..
نعم فـ قد توطدت العلاقة بينهما كثيراً حيث
يخرجا معاً في أماكن عديدة .. هو يراها
كصديقة وهي تراه كحبيب وليس صديق..!
” تعديل يا بنات سمر مش مححبة هي
مسلمة بس مش محجبة ”
***
أنفرج فمها وتوسعت عيناها لتكور يدها
واضعة إياها على فمها ، لم تستوعب بعد
ما تفوه به الأن ..!
هتفت بعدم أستيعاب وجميع حواسها تأهبت
لما سيقوله :
– قول والله ..!
ظهرت نصف أبتسامة على فاه ليقول
بتأكيد :
– والله ..
نهضت ” توليب ” لتصفق ثم قفزت من شدة
السعادة ..
علت ضحكات “رعد” لينهض ممسك بمنكبيها
قائلاً :
– اهدي يا مجنونة يخربيتك ..!
صاحت بفرح قائلة :
– اهدى ايه ! ده خبر تاريخي لازم يتسجل !
عقدت حاجبيها من الفكرة التي جائت
بخلدها لتهتف بتوجس :
– يعني مافيش تراجع أبداً ؟
نفى برأسه سلباً لينتزع تلك الأفكار منها عنوة
قائلاً :
– أنا مباخدش قرار وبرجع فيه متخافيش ..
برقت عيناها لتقول محاوطة يداه بيداها :
– هتقابل حاجات صعبة .. هتتعصب
و هتضرب وهتكسّر .. مش سهل الموضوع ..
أومأ إيجاباً ليقول بإرادة قوية :
– مش مهم كل ده ، أهم حاجة أني أتعالج ..
أكمل قائلاً بتحذير و هو يشير بإصبعه :
– بس أبقي بعيدة عني تماماً طول الفترة
دي .. أنا ببقى مش فـ وعي و ممكن أذيكي
من غير قصد ..
تمتمت بلا مبالة و هي تهز منكبيها :
– عادي مش مهم ..
قال بنبرة شبه حادة :
– لاء طبعاً مافيش حاجة أسمها مش مهم
حاولي على أد م تقدري لما تشوفيني تعبان
أو حسيتي أني ممكن أذيكي نتيجة أني عايز
المخدرات أبعدي .. أقفلي على نفسك الباب
وسيبيني برا أهم حاجة إياكي تظهري
تظهري قدامي ! ، لما أهدى أبقي أطلعي
، فاهمة ؟
أومأت تجاريه فقط لتقول مغيرة مجرى
الحديث : طب نبتدي بقى ناخد الأدوية ؟
نظر لها بشك ليومأ بادئاً أول مراحل العلاج ..
***
جالسان الأثنان في مطعم هادئ جالسة
واضعة يدها أسفل ذقنها تحدق به و هو
يتلاعب بالملعقة في الطبق أمامه و ذهنه
شارد تماماً ..
طرقت بإصبعيها أمام عيناه لينظر لها قائلاً :
– ها ؟ عايزة حاجة يا سمر ؟
أبتسمت بحزن و هي تعلم تحديداً ما يفكر
به ، لتقول بنبرة يشوبها الحزن :
– كنت بقولك همشي عشان أتأخرت ..
كاد أن يتكلم “جاسر” ليجدها بالفعل نهضت
ثم أخذت حقيبتها ولم تنتظر موافقته حتى
، تأفف بملل ليطلب الشيك ثم دفع الحساب
وذهب هو الأخر وجبال من الهموم على
عاتقيه ..
***
وتتوالى الأحداث وتتوالى الأيام معه ، كل
شئ على ما يرام ، العلاج بوادر نتائجه تظهر
ببطئ ، علمت ” توليب ” في تلك الفترة
مدى شجاعة ” رعد ” هو طوال تلك الفترة
يتحمل ويصبر ، بالطبع يوجد بعض
التشنجات و لكن هي تساعده على التحكم
بها ، هو تعود بعض الشئ على عدم وجود
المخدرات في جسده ..
في يوم ما .. كان اليوم يمشي طبيعي ، يأخذ
أدويته بشكل طبيعي ، نزل “رعد” المسبح
برشاقة بينما ” توليب ” جالسة تتفحص
هاتفها ..
سمعت ” توليب ” الهاتف لتأخذه واضعة إياه
على أذنه قائلة برسمية فهي لم تنسى ما
فعله بها هو و إبنه الأحمق :
– خير يا دكتور مجد في حاجة ؟
تنحنح مجد بإحراج من طريقة حديثها معه
ليتغاضى عن الأمر قائلاً برسمية موازيه
لرسميتها :
– كنت عايز أسألك مبتجيش ليه يا دكتورة ؟
تعالت ضحكتها الرقيقة لتقول بمكر ساخر :
– هو أنت متعرفش أني عروسة جديدة ولا
ايه ؟
تغاضى عن الإهانة الموجودة بنبرتها ليهتف :
– عرفت من جاسر .. بس مهما كان عدى
شهر و أكتر لازم ترجعي للشغل ..
هتفت بعناد ورأس يابس مصممه على رأيها :
– أنا تحت إيدي مريض يا دكتور ، لما أخلص
مراحل علاجه كلها أبقى أرجع .. معلش
مشغولة دلوقتي مضطرة أقفل مع السلامة
ثم أغلقت الهاتف وقذفت به على الفراش
بشدة
شعرت بملل لتتأفف ناهضة لتدلف خارج
الغرفة ..
***
كان يسبح بمرونة شديدة مغمض عيناه
مستمتعاً .. رأى ” توليب ” آتية من بعيد
من الواضح أنها مللة أو حانقة ..
وقفت ” توليب ” متربعة الأيدي تنظر له
بضيق
أرتفع حاجبيه يطالعها بدهشة ليقول :
– مالك يا مدام ؟
كأنه فك فتيل الشعلة لتنفجر في وجهه
قائلة :
– لا ولا حاجة .. خليك أنت كده عايش في
العسل و أنا قاعدة محروقة جوة ..!
ملئت الضحكة فاه ليقول بمزاح :
– طب ما تيجي تطفي نارك هنا ؟
تراجعت خطوتين للوراء وتوسعت عيناها
لتقول بفزع :
– مستحيل ..!
قطب حاجبيه بتساؤل قائلاً :
– أشمعنا يعني ؟
ظهر الإرتباك جلياً على وجهها لتقول
متلعثمة :
ل .. لاء هو انا بس مش بعرف اعوم ..
هز مكنبيه قائلاً بنبرة ماكرة :
– طب م تيجي اعلمك ..
هزت رأسها سلباً بخوف :
– لاء شكراً مش عايزة ..
– براحتك أنتِ الخسرانة ..
***
نائماً العرق يتصبب بشدة من جبينه ،
يضيق صدره شاعراً بأختناق غير طبيعي ،
جسده ليس ساخناً بل يحترق !
بينما كانت ” توليب ” تتجول في القصر
تبحث عن أي شئ تتسلى به .. عندما مرت
بجانب غرفة “رعد” سمعت تأوهات رجولية
لتقتحم الغرفة ووجدت ما كان يدور بعقلها
، وجدته يتصبب عرقاً لتتوسع عيناها لتهرع
له توجساً ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية انت ادماني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى