رواية امرأة مثالية الفصل الحادي عشر 11 بقلم سيدة
رواية امرأة مثالية الجزء الحادي عشر
رواية امرأة مثالية البارت الحادي عشر
رواية امرأة مثالية الحلقة الحادية عشر
ها قد بدأنا!
كان بيتنا يبعد ساعة عن بيت حماتي فركبت سيارة الأجرة متجهة إليه، طيلة ذلك الوقت و أنا أفكر في كل الاحتمالات التي قد تواجهني و بين الفينة و الأخرى أحاول أن أكف عن التفكير لكن دون جدوى حتى سمعت صوت السائق يرتفع بعدما لم يجد إجابة مني :_أيتها السيدة، لقد وصلنا…
_شكرا لك.
ترجلت من السيارة و اتجهت نحو البيت، لم يكن الباب مغلقا فدخلت بأريحية، الحديقة كانت مليئة بالأزهار، كما توقعت!، دخلت إلى الباب المؤدي إلى الصالة، إصلاحات! نعم واضح! كان كل شيء مدروسا من البداية، إحضارها إلى بيت والدته، حديثه معها، تدخلها في خصوصياتي، كل ذلك لم يكن من فراغ، مائدة الطعام عليها أشهى المأكولات ، الصالة مزينة ، كل شيء رائع! حقا رائع!
_ريم…
استدرت نحوه عندما خرج من المطبخ، وضعت حقيبتي جانبا ثم قلت :_أنت حقا نذ.ل، كيف تتصرف معي هكذا؟…
_مهلا، مهلا، ماذا تقصدين؟
_أين هي؟ أين هي؟
_من؟ لا يوجد غيرنا في البيت…
_تريد أن تكذب علي بهذه الكلمات…
تركته في مكانه و كدت أصعد الدرج لأبحث عنها حتى قال :_أنا من أرسلت الرسالة..
عدت أدراجي إليه و أنا أقول :_أي رسالة؟
_دعينا نتحدث…
أخذني إلى الحديقة و جلسنا، ليقول :_أنا من قمت بكل هذه المسرحية حتى أستدعيك إلى هنا.
_و تريدني أن أصدق؟
_و لما أكذب عليك؟ سميرة في شقتها الجديدة مع محمود و أنا و إياك وحدنا هنا و كل ما رأيته هنا لأجلك…
_و لماذا؟
_أردت أن نتحدث و نستمع لبعضنا البعض، ما رأيك؟
وجدتني أجيب مباغتة :_لماذا طلقت سميرة رغم أنها تبدو #امرأة_مثالية كما تحب؟
_#امرأة_مثالية ؟ لا يوجد إنسان مثالي، فقط هناك البعض نرى جانبه الجيد دون السيء فنظن ذلك، كنت قد اتفقت مع سميرة أننا لن نتحدث عن خلافاتنا القديمة لكنها قد سمحت لي أن أخبرك أنت، ببساطة عندما تزوجنا، هي كانت تحب الطبخ جدا، النظافة و غير ذلك، أعود من عملي فأجدها هكذا تخيلي أنها حتى بعد ولادة محمود لم ترتاح بل ظلت تهتم بهذا كثيرا و إن كان هذا أمر جيد لكنني كنت أشعر بالنقص فهي لم تكن تفهمني إطلاقا كما كنت أريد، كانت تظن أن هذا أهم شيء، لم يكن هذا السبب الوحيد بل أيضا كان لديها الكثير من الصديقات ، تتحدث معهن كثيرا و تسمع لمشاكلهن بدل الحديث معي حتى أنني لم أعد أجد الراحة في بيتي ثم بدأت المشاكل بيننا تزداد يوما بعد يوم على أتفه الأمور حتى حصل الطلاق، لكنني أيضا مخطئ فقد طلقتها دون أن أتحدث معها آخر مرة، دون أن أشرح لها ما يزعجني و ما أريد تغييره و عندما أحببتك و تزوجتك كنت قد قررت أن لا أكرر نفس الأخطاء لكن يبدو أنني فعلت نفس الشيء لكن على الأقل قررت التحدث معك حتى نحاول أن نفهم بعضنا البعض، لطالما شعرت أنك تفهميني كما حاولت أن أفهمك، كان هذا في الأول قبل أن أرى جانب الغيرة فيك الذي لم ألاحظه يوما و إن كان هذا أمر طبيعي لكنك تجاوزت حدك كثيرا، هل تعلمين؟ لم أحزن و لم أغضب لأنني خسرت عقدا مهما للعمل بقدْر ما حزنت و غضبت لأنك كذبت علي و اته.مت شخصا بريئا بما فعلت، نعم نظرت إلي و كذبت علي و أنا صدقتك، نعم صدقتك لأنني قلت في نفسي أن زوجتي لا تكذب، ريم لا تفعل هذا لكنك خذلتني هل عرفت سبب تصرفاتي معك الآن؟
نعم أنا مخطئ أيضا و أعترف و قمت بالكثير من التصرفات الخاطئة نوعا ما و قد عدلت عنها و تبت و الحمد لله ثم إنني لم أهتم بمشاعرك، لم أستطع فهمك و ظننتك تبالغين، كنت أتحدث معها بعفوية و نسيت أن الأمر لا يجب أن يحصل و نسيت أن أهتم لك بشأن ذلك لذا أعتذر يا ريم، سامحيني….
أكمل حديثه و ظل ينظر لي، لا أدري ما الذي كنت سأقوله بعد ذلك، لقد أدهشني، لم يترك لي ما أقوله لكنني تحدثت :
_أمين، أنا كنت وحيدة والداي، مدللتهما و حتى بعد رحيل أبي لم يتغير شيء، أمي لم تجبرني على شيء، لم أكن أنانية يوما لكن لم أكن لأسمح لأي كان أن يجعلني بلا قيمة أو أن يتدخل في خصوصياتي، تصرفت بتهور و عشوائية لكنني لم أقصد ذلك، لا أعرف كيف فعلت هذا؟، لم تهتم لمشاعري فتصرفت بغب.اء، أخبرتني أنك لا تغضب فقررت أن أثبت لك العكس لكن بطريقة خاطئة كانت نتائجها وخيمة ، أعتذر لأنني خذلتك …
_حسنا اذا، دعينا ننسى كل هذا و نمضي قدما، لا أريدك أن تبكي مرة أخرى لكن أريد أن يبقى الحنان و الحب طبعك فبلا قلبك الحنون هذا لا أعلم كيف سأعيش؟
_لا تبالغ…
ضحك على كلماتي و قبل جبيني ثم قال :_لا تقلقي لن أقول هذه الكلمات من جديد و لن أقلل مما تقولينه مرة أخرى…
ضحكت من أعماق قلبي لينهض من مكانه و يقول :_لنتناول الطعام..
_هل أنت من حضر كل هذا؟
_حاولت لكن لم أنجح في ذلك …
ابتسمت فقال :_نعم نسيت، بشأن دراستك لقد قمت بالإجراءات الضرورية حتى لا تظني أنني نسيت.
ابتسمت و جلسنا إلى مائدة الطعام، كان اليوم غريبا فعلا لكن غريب بشكل جميل!
كانت خطوتي القادمة الذهاب إلى سميرة،استغفرت الله و اعتذرت لها لكن ذلك الاعتذار لم يكن معبرا كما يجب و لم أعلم إن كانت سامحتني فعلا أم لا، استقبلتني باستغراب و بعد الأحاديث المتعارف عليها قلت :_أنا آسفة…
_لما؟
_لأنني ظل.متك و لأنني أسأت بك الظن مرات عدة..
_لا بأس، أنا آسفة أيضا لأنني تصرفت بوقا.حة نوعا ما….
ابتسمت و استأذنت لأذهب حتى قالت :_ريم، أريد أن أستأذنك هل يمكن أن يظل محمود عندكم أحيانا لأنه يحب ذلك؟ و إن كنت ستتضايقين سأشرح له الأمر.
_ما الذي تقولينه؟ ذلك بيت والده و محمود مثل ابني و هو أخ ليان ، بالتأكيد أهلا به في أي وقت…
استنشقت الهواء العليل و أنا أخرج، الحمد لله، الحمد لله حمدا كثيرا ، الحمد لله!
****
سنوات مرت، جلست في الشرفة أكمل عملي على الحاسوب، و أنا مستمتعة بضجيج ليان و محمود في الصالة، فجأة لم أعد أسمع شيئا، نهضت من مكاني بتثاقل و أنا أنادي عليهما :_محمود، ليان،أين أنتما؟
وصلت إلى الباب لأتفاجأ بأمين يحمل ليان بين ذراعيه و يلاعبها و بجانبه محمود، قلت متفاجئة:
_أمين؟ أليس من المفترض أن تعود من سفرك بعد أسبوع؟ ..
_نعم لكن شعرت أنك قد تلدين باكرا فبناتي لا يحبن الانتظار…
ضحكت و قلت :_خيرا فعلت….
إنهم يقولون أنه لكل بداية نهاية و أنا أقول لكل نهاية بداية قد تكون أجمل و أفضل تنسينا ألم ما عشناه!
تمت بحمد الله
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية امرأة مثالية)