رواية الوسادة العجيبة الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani
رواية الوسادة العجيبة البارت الرابع
رواية الوسادة العجيبة الجزء الرابع
رواية الوسادة العجيبة الحلقة الرابعة
….. رحب الشيخ موحا وأمه ثم أخذت المرأة الإناء ودهنت ساقي خضرة بالمرهم فانتشرت في الدار رائحة فواحة ليس هناك أطيب منها وفجأة شهقت البنت وسقطت على الأرض فحملوها إلى فراشها ورشّوا وجهها بالماء وبعد قليل فتحت عينيها وقالت : لما كنت نائمة رأيت في الحلم حشرة صغيرة تخرج من ساقي ثم تذهب إلى دار جارتنا حليمة
قال أبوها : هل تستطيعين التحرك فمدت ساقيها ببطئ وزغردت أم موحا أما الشيخ فقفز من الفرح ثم وقفت خضرة واستندت على الحائط وبدأت تصيحوهي لا تصدق نفسها
سمع الجيران الزغاريد والصياح فجروا إلى دار النجار ولما رأوا البنت واقفة بدأوا يكبّرون وهنئوها على سلامتها ثم تساءلوا: لماذا لم تحضر مفيدة وبعد قليل سمعوا أنها صارت كسيحة لا تقدر أن تتحرك فقال موحا لقد نالت جزاءها وسبحان الله الذي أخذ حق تلك المسكينة
في المساء خرج محمد للبحث عن إمرأته وأخبرها بما جرى فجاءت والدنيا لا تسعها من الفرح وحضنت إبنتها وبكت وبكى معها الحضور ثم جفّفت أم موحا دموعها وطلبت يد خضرة لابنها وتصالح الشيخ مع إمرأته نعيمة واتفقا على الرجوع لبعضهما
ثم قام محمد وحلق لحيته وتعطر فبان أكثر شبابا ثم نزل السوق وفتح دكانه وأخذ موحا معه وشرع يعلمه العمل
وبعد أسبوعين تزوج من خضرة وسكن في دار أبيها وأتقن الولد النجارة وبدأ الدكان يكسب وكثر حرفاءه وتحسن حال موحا الذي كان فقيرا وأعطى نفقة لأمّه التي أثثت دارها
ونسي موحا الوسادة ولم يعد ينام عليها ومرت الأيام وصارت خضرة تخرج إلى الأسواق وتتفرج على البضائع وتشتري ما يعجبها من الأقمشة والعطور وكانت مفيدة تنظر إلها من النّافذة وهي مقهورة من سعادتها فالآن صارت هي الكسيحة
ولم تفهم كيف حصل ذلك فلقد كانت واقفة فجأة سقطت على الأرض ولم تعد تتحرك إشتد بها الحقد ولم تعد تحتمل رؤيتها أحد الليالي جاءتها الساحرة في الليل
وحكت لها كل ما صار فقالت لها أن ذلك السحر قوي ولا تعرف كيف شفيت تلك البنت منه وإذا أرادت أن تستعيد عافيتها فعليها أن تتحايل لكشف سر خضرة
كانت الجارة تعلم أن موحا هو من أحضر ذلك الدواء الغريب ولذلك أرسلت بائعا متجولا ليجمع كل الأخبار عنه ،فذهب الرجل وظل يطوف في الحي الذي يسكن فيه ويبيع ويشتري ويسمع ما يقوله الجيران وفي آخراليوم رجع المفيدة.
وأخبرها بأن أم موحا فقيرة ولا تملك شيئا باستثناء قدر وحصيرة ووسادة قديمة ينام عليها إبنها وكانت لأبيه ولجده من قبله فقالت مفيدة في نفسها :لقد عرفت السر ثم طلبت من البائع أن يذهب لدار الشيخ محمد وتأتيها بتلك الوسادة .
إنتظر البائع موحا حتى خرج إلى العمل ثم دق البا فخرجت له خضرة وقال لحسن التطواني لها لو عندك أشياء قديمة فسأريحك منها وأعطيك ثمنا جيدا فتذكرت تلك الوسادة القديمة التي يخفيها زوجها في الخزانة فذهبت إلى غرفتها، وجاءته بها
ثم نظرت في بضاعته واختارت ثوبا مطرزا بالعدس فقصاح: هذا كثير
أجابته إذن لا أبيع لكنه أخذ الوسادة من يدها وقال بضيق :أنا موافق ثم رجع إلى مفيدة وهوو يأمل أن تعطيه ثمن الثوب الذي خسره
ولما رأت الوسادة أخذتها ثم رمت له صرة من الدراهم فانصرف وهو يتعجب من غبائها فكل هذا المال لأجل وسادة مهترأة حتى كلبه لا يرضى أن ينام عليها
قلبت مفيدة الوسادة ثم هزتها فلم يحدث شيئ فغضبت وشرعت تضربها على الحائط وتقول أريد منك أن تشفيني كما فعلت مع خضرة وفي الأخير أحست بالتعب ثم وضعت عليها رأسها ونامت ورأت في حلمها أنها واقفة في غابة موحشة
فقالت مدهش لقد أصبحت أمشي على قدمي ثم أخذت تدور في الغابة إلى أن وصلت إلى باب ولما أطلت رأت دارها ولما حاولت الدخول لم تستطع وأدركت أنها حبيسة في تلك الغابة فبدأت تصرخ وتلطم وجهها lehcen Tetouani
في الصباح جاءت أحد قريباتها وفي يدهن طبق الطعام لكن لم تجد أي أثر لها فتعجبت ودارت على كل الجيران لعل أحدا رآها مضت عدة أيام ومفيدة غائبة
وذات يوم جاءت أختها إلى موحا وطلبت إصلاح أحد النوافذ، ولما دخل الى غرفة النوم رأى وسادته على فراشها فرجع إلى خضرة وسألها هل أعطيتها لأحد ؟
فحكت له قصة البائع المتجول فصاح الآن أعرف أين تلك المرأة اللعينة إنها حبيسة في أرض الأحلا م ولن تعود إلى هنا أبدا فلقد وقعت في شر أعمالها وعاقبتها الوسادة على لؤمها وكل واحد يكافئه الله على ما فعلت يداه والحمد لله دائما وأبدا
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الوسادة العجيبة)