رواية الممسوس الفصل الرابع 4 بقلم علاء جمال
رواية الممسوس البارت الرابع
رواية الممسوس الجزء الرابع
رواية الممسوس الحلقة الرابعة
استغربت ازاي هروح عند اهلها وهما تحت الأرض. قالت ملكش دعوه دي حاجه انا اعرف اعملها..
المهم طلبت منها اقعد معاكم شوية لاني خوفت يحصلي حاجة هناك قولت اشبع منكم قبل ما اروح وعشان كده سهرت معاكم اليوم ده علي غير عادتي. وبعد ما خلصت سهرتي معاكم. دخلت الاوضة ولقيتها مستنياني جوا. قولتلها انا جاهز يلا نروح.
قالت طيب نام بقي عادي لأنك مش هتقدر تستحمل الرحلة دي وانت صاحي لازم تكون نايم.
وفعلاً دخلت مددت جسمي على السرير وهي ثوانى ولقيت نفسي بروح في النوم .. وبعدها صحيت لقيت نفسي في مكان غريب أوي شبه الحوش كده بالظبط واسع أوي ومبني بطريقة غريبة مش زي البيت بتاعتنا كده. المهم دخلتني جو واتعرفت على أهلها وكانوا مش حابني خالص. لكن عشان بنتهم مقدروش يرفضوا علاقتنا دي ووافقوا إننا نكون مع بعض.
وهناك شوفت النعيم بجد كنت عايش ملك وماريا بتعملي كل حاجة حلوة ممكن تتعمل. محستش بالوقت وأنا هناك وكنت مبسوط واتعودت علي العيشة هناك. بس جيت في يوم طلبت منها اجي اشوفهكم عشان وحشتوني. وهي كانت رافضة في البداية لكن لما صممت وافقت.
بس قبل ما ترجعني، شوفت الجحيم علي ايديها اتعذبت ليل ونهار .
ولما سالتها انتي بتعملي كده ليه؟
قالت عشان تعرف إنك ملكي لو فكرت تتجوز او تخطب تكون عارف إن ده هيكون مصيرك.
إنما لو فضلت معايا هتعيش في النعيم اللي شوفته معايا في الأول ومش هتخرج منه أبدا ولا هتحب إنك تخرج منه.. أنا وأنت متجوزين دلوقتي وهنفضل متجوزين طول العمر ومش هينفع تتجوز عليا.
عرفتها إني خلاص اتعقدت من الجواز ومن البشر كلهم وبقيت حابب العيشة معاها. وحتى لو اهلي حاولوا يجوزوني محدش هيرضى يجوزني بنته بعد ما كل البلد بقت عارفة حكايتي وعارفين إني مخاوي. الناس كلها بتخاف مني دلوقتي وبيخافوا من سيرتي حتى.
اقتنعت بكلامي وقررت ترجعني من تاني. وزي ما روحت زي ما جيت نمت هناك صحيت لقيت نفسي هنا..
مكنتش قادرة اصدق ولا استوعب اللي بيقوله ده. ازاي يعني بني آدم يروح تحت الأرض ويشوف الناس اللي عايشة هناك دي. ويرجع عادي كده من غير ما يتجنن. لا وكمان بيحكي الموضوع عادي خالص وكأنه كان مسافر اسكندريه مثلاً.
كلنا كنا مستغربين ولو في حد جه حكي لينا القصة دى مكناش هنصدق أصلا لكن منصدقش ازاي واحنا عايشين القصة لحظة بلحظة وبنعاني منها في كل يوم..
حاول ابويا يشوف قسيس او شيخ عشان يطلع موسى من اللي هو فيه لكنه رفض نهائي يشوف اي حد او يروح عند اي حد. مشكله موسي الأكبر هي أنه كان حابب اللي بيحصل معاه كان حابب الحنية دي وحابب حياته معاها. وكان حابب القوة اللي ادتهاله حتى الفلوس كان دايما بيبقي معاه فلوس كتير علي الرغم إنه بطل شغل من زمان أوي دي كانت مشكلته الأكبر وده كان الحاجز اللي واقف بينه وبينه إنه يخف من اللي هو فيه..
رجع يعيش حياته طبيعي وكأنه مفيش حصلت. لو حد غيره كان دور في مليون طريق عشان يلاقي حل للي بيحصل معاه ولكنه مكنش بيعمل كده.
بدأت الناس تترعب منه ومحدش كان بيحب يتكلم معاه او يتعامل معاه خالص . حتى إحنا كمان محدش بقي بيتعامل معانا زي الأول. بعد أقل من شهر اختفى موسى مرة تانية. والبيت كله رجع لحالة الحزن من تاني.
دورنا كتير علي الرغم إننا عارفين إننا مستحيل نلاقيه.
بس كنا بنعمل اللي علينا.
المرادي المدة زادت أوي عن المرة اللي فاتت. اختفي اربع شهور بحالهم. وبعدها رجع ظهر مرة تانية وبنفس الطريقة.
وبدانا نتعود علي الموضوع ده يختفي موسى لمدة شهرين تلاتة وأوقات ستة كمان وبعدين يرجع يظهر مرة تاني، ويحاول يطمنا إنه مبسوط كده ومش ندمان علي العيشة اللي هو عايشها دي. لكن محدش كان مدمر من حياته دي غيرنا إحنا.
حتي عمره ما كان بيعرفنا قبل ما يختفي ولما كنا بنطلب منه يبلغنا كان يرفض ويقول هي مبتحبش كده مبتحبش علاقتنا تبقى معروفة اوي قدام الكل . بس إزاي ده وهي
البلد كلها بقت عارفة حكايته وعارفة كل اللي بيحصل معاه ولما بيختفي كنت تسمع الناس وهي بتقول ده راح عن الجنية اللي هو مخاويها.
في مرة من المرات اختفي موسي زي عادته. وكنا بنطمن بعض إنه شوية و هيظهر تاني يعني.
عدي شهر والتاني والتالت. ولسه مظهرش ابويا كان بيطمنا ويقول متخافوش ماهو آخر مرة اختفي ست شهور وبعدين رجع ظهر من تاني.
وعيشنا كلنا علي الامل ده. كلنا مستنين الست شهور يخلصوا عشان يرجع لكن مرت الست شهور ومرت السنة ومظهرش. بدأ الأمل يختفي من بيتنا خالص. سنة ورا سنة لحد ما بقاش في حد فينا عنده أي أمل إنه يظهر من تاني.
أمي ماتت بحسرتها عليه. وابويا حصلها بعد فترة صغيرة.
مبقاش فاضل غيري انا وجرجس أخويا. لكنه سابنى وسافر خالص برا البلد. وده بعد ما اتفضح في البلد كلها إنه شاذ وكل الناس عرفت المصيبة دي . مكنش بيخرج من البيت خالص ومكنش بيقدر يواجه الناس .وعشان كده ماصدق اول ما امي وابويا ماتوا راح ساب البلد كلها وهاجر ومبقاش في أي تواصل بيني وبينه خالص. كبرت أنا لوحدي مفيش حد بيتقدملي ومين هيتقدم لواحدة في حياتها كل البلاوي دي. عشت وحدي كتير أوي.
تريزة اختي عايشة مع جوزها واولادها هي كانت متجوزة واحد اخرس وخلفت تلات ولاد وكلهم اتولدوا خرس. لكنها ربتهم وكبرتهم وبقوا رجالة بس المصيبة إنها لما جت تجوز اكبر واحد فيهم مات قبل فرحه باسبوع واحد.. مش عارفه احنا عملنا ايه وحش عشان يحصلنا كل ده. مش عارفه اذا كان كل اللي احنا فيه ده كان سببه إن الجنية دي دخلت حياتنا ولا في سبب تاني. احنا كده نسلنا هيتقطع للابد من علي ضهر الدنيا. أخويا الكبير اختفي والصغير طلع شاذ وعمره ما هيتجوز ولا يخلف وانا كمان متجوزتش ولا هتجوز لاني خلاص عديت الخمسين سنة. واختي كمان شكل محدش من ولادها هيتجوز.
دورت كتير علي عيلة يكون عندها نص حظنا من النحس ده لكن ملقتش. إحنا بجد اكتر عيلة منحوسة في الدنيا. أنا كبرت وعجزت وانا لسه بسأل نفسي هو موسي راح فين هل مات؟ هل الجنية اللي معاه موتته؟ ولا هو حب العيشة معاها
ومبقاش قادر يسيبها ويرجع يعيش معانا. ولا هو محبوس هناك ومش قادر يهرب ؟ عدي 25 سنة على اخرة مرة اختفي فيها ولحد النهاردة مظهرش ولا قادرة اطفي نار قلبي والاقي إجابة على أسئلتي دي .
كل يوم بدخل اوضته الصبح وانا بمني نفسي إني هلاقيه نايم على سريره ولكن ده مبيحصلش.
تمت*
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الممسوس)