رواية الملك النمر الفصل السادس 6 بقلم بيتر نيدفيد
رواية الملك النمر الجزء السادس
رواية الملك النمر البارت السادس
رواية الملك النمر الحلقة السادسة
(6)
“زئير مرعب ”
بتراقب صوفيا المكان من حواليها وبتحاول تركز وتكشف مصدر الصوت جاي من اي أتجاه ، وبعد لحظات بتنتبه لكائن بيتسحب ومستخبى بين النباتات ، بتحاول تتمالك نفسها من شدة الخوف وايديها اللي فيها السيف بترتعش وبتحس انها مش قادره تشيله من حالة الارتخاء اللى اصابت اعصابها ..
بيراقبها الأسد من بعيد وعلى استعداد للهجوم في اي لحظة ، ولسوء الحظ بتبدأ السما تمطر بقطرات بسيطة وده معناه أن الأمطار هتشتد ،
بترمي صوفيا الخشبه المشتعله من ايديها لانها كانت على وشك الانطفاء وبتولع غصن اطول من النار اللي على وشك تنطفئ مع زيادة كمية الامطار المنهمرة على المكان ،
بتستخبى تحت الشجره عشان تحافظ على الشعلة اللي في ايديها ، وبتحط الشعله في جراب الوسط وبتمسك السيف ببوقها لحين ماتتسلق الشجرة ،
ومع تسلقها بدأت تحس بلهب النار على جسمها لحد ماطلعت فوق أقرب جزع للشجرة ، كانت النار مسكت في هدومها وحرقت جزء من منطقة الوسط عندها ، قطعت بسرعة غصن ضعيف عليه اوراق شجر وطفت بيه النار اللي مسكت فيها ..
وفضلت تتنقل بين جزوع الشجر بخفة ولياقة ، وبهدوء لحد ماقعدت على جزع فوق تجويف الشجرة اللي نايم فيه ابنها ، وقتها النار اللي قدام التجويف كانت بتتصفى وشبه منطفئة ، وأبتدا الاسد يتحرك بأتجاه الشجرة لما النار انطفئت ،
وأستمر بالاقتراب بخطوات حذرة ولما هيئته وضحت اكتر اكتشفت صوفيا انها لبؤة مش أسد !
قربت اللبؤة لحد الشجرة وفضلت تشم فى المكان ، وبعدها اتجهت لتجويف الشجرة المغطى اللي نايم فيه هيرماس ، اول ما أبتدت اللبوة تحرك الاعشاب والاوراق ، وجهت صوفيا سن السيف لاسفل باتجاه اللبؤة ونطت من خوفها على ابنها بقوة ونزلت على اللبؤة وغرست السيف في راسها في مشهد لا يصدق ،
أطلقت اللبؤة صوت نئيم بيدل على الألم وفضلت صوفيا فوقيها وماسكه مقبض السيف بايديها الاتنين وهو مغروس في راس اللبؤة ، وفي خلال لحظات سقطت على الأرض قتيله ، ووقعت على جانبها ووقعت صوفيا من فوقيها ، ونامت اللبؤة ، على رجل من رجلين صوفيا ..
نامت صوفيا على جنبها بالمثل من اثر سقوط اللبؤة ، وفضلت هاديه من غير حركة بتحاول تلتقط انفاسها ، وبعد دقايق من عدم الحركة ، قاومت صوفيا وزن اللبؤة لحد ماقدرت تسحب رجليها من تحتها ..
شدت سيفها من رأس اللبؤة القتيلة ومسحته فى اوراق الشجر من أثر الدم ،
وقعدت تحت الشجرة لحد ما المطر يهدا ، ولكنها شعرت بالألم نتيجة الحرق وبكت بصوت مكتوم عشان أبنها مايصحاش ،
وبعد ما انقطعت الأمطار ، قامت صوفيا وولعت نار من جديد بصعوبة ، وبصت على منظر اللبؤة الميتة وانها لازم تبعدها عن المكان قبل إبنها مايصحى ويشوفها
وفكرت لدقايق في الطريقة ألأمثل للتخلص من جثة اللبؤة ، وإفتكرت إن إبنها كان عايز ياكل لحم غزلان وخطر على بالها فكرة إنها تحضر اللبؤة للشوي ،
وبالفعل فصلت رأسها عن جسمها وقطعت رجليها وديلها ، وفتحت بطنها وفرغتها ونضفتها من جوه ، وسلخت جلدها عن لحمها ، والقت بالراس والرجول في مكان بعيد عن شجرتهم ، وجمعت بعض النباتات والاعشاب اللي تنفع كتوابل ، وحاولت تتبل لحم اللبؤة من الداخل والخارج ، بعد الخلط بين الزعتر واليارو والنعناع والمريمية وبعض الاعشاب ..
ثم جمعت حطب وصنعت شواية بدائية وأتعذبت لفترة لحد ماقدرت تشعل النار فيها بسبب تأثر الخشب من الأمطار وبعد مرور ساعة ونص تقريبا كانت قدرت بصعوبة ترفع اللبؤة فوق النار على مرحلتين ، وفضلت قدامها تشوي لحمها بتحريكها على الجانبين لحين الأنتهاء من عملية الشوي اللي استمرت لمدة طويلة حوالي 5 ساعات ..
ومع شروق الشمس ، كانت نعست صوفيا غصب عنها من شدة الإنهاك والتعب ، وبعد وقت قليل من النوم بتصحى على ايد بتلمس وشها ، وبتنتفض وبتمسك سيفها ولكنها بتنتبه أنه هيرماس إبنها ، وكان بيبصلها بنظرات استغراب من منظرها وقالها :
– ايه اللي على هدومك وعلى ايدك ووشك ده انتي مجروحه ؟
= ده مش دمي انا ، ده دم الغزالة اللي اصطدتها عشانك زي ماوعدتك
بيبص هيرماس حواليه وبتقف عينه على جسم حيوان مشوي ومرفوع على شواية بدائية ، وبيبتسم بسعادة وبيقول لامه :-
– ازاي مسكتيها دي سريعة اوي
= احنا اسرع منها ياهيرماس ، أيه رأيك تاكل منها دلوقت ؟
بيهز هيرماس راسه بفرح علامة الموافقة ، وقامت صوفيا وفرشت الأرض باوراق من الشجر وإتجهت ناحية اللبؤة وقطعت من لحمها قطع كبيرة وحطتها قدام هيرماس عشان ياكل وفرشت لنفسها مكان جنب منه وحطت قطع من اللحم ومسكت قطعه منهم عشان تاكل ولكن تذكرت شكل اللبؤة فأترددت للحظات
لحد ماعينها جت على هيرماس وهو بياكل فبتبتسم وبتبدأ تاكل معاه ….
***********
“في قصر نيبرو ”
خرجت الملكة “لوفي” من جناحها مع جارياتها وكانت بتتحرك بسرعة وغضب بإتجاه جناح الحارق
ولما بتوصل بتقف على الباب للحظات ، بانتظار أذن الدخول ومن بعدها بتدخل للملك وبتنتظر خروج سيلمار والحارس من الجناح عشان تنفرد بالملك ، وبعد دقايق كان المكان خالي بين لوفي والحارق اللي سألها وقالها :-
– جايه ليه ؟
= انت اصدرت قرار بطردي انا وابنك من القصر
– هبعتكم لقصر تاني يناسبكم ، ومتأمن فيه كافة احتياجاتكم
= قصر أيه ؟
– القصر الملكي القديم
= وده عشان هتتجوز المشعوذة
– دي مصالح سياسية ، ثم انتي مالك ؟ مين ممكن يسأل في قرارات الملك ؟
= أنا يهمني مستقبل “هواش” ابنك ، هتفرط فيه بسهولة كده ؟
– أبني مش هينقصه حاجة ، وأخرجي حالاً وتفذي الأمر
= هخرج يامولاي الحارق ، وخليك فاكر أنك ظلمتني وظلمت إبنك
بيرفع الملك ايده باشارة معناها الأنصراف ، وبتفضل واقفه “لوفي” لثواني مصدومة من ردة فعل الملك وبعد لحظات بتنحني بأبتسامة صفرا وبتخرج من جناح الملك لتتفيذ الأمر
وفي اثناء طريقها بتقابل هيرون واول مابيشوفها بينحني قدامها وبيقولها :-
– مولاتي الملكة سيدة المدينة
= أكيد عرفت قرار الملك بطردي انا وأبنه من القصر
– عرفت يامولاتي ، لكن ده امر ملكي لا يمكن هنقدر نعترض عليه
= معناها إنك راضي ومش هتساعدني
– هساعدكم بكل تاكيد وهشرف بنفسي على الخدمة في القصر القديم وعلى تلبية كافة احتياجاتكم
= هتخدمني وهتخدم ماجدوليا ؟
– انا اتصدمت لما عرفت انها هتتجوز الملك
= مش انت اللي جبتهاله بايدك ، انت الي جبت الحية بنا ياهيرون
– ثقي يامولاتي اني ماكنتش اعرف ان الموضوع هيوصل للجواز
= بعد ماوصل للجواز هتقدر تصلح ده ؟ ولو خلفت من الملك أمير هتقدر تحمي حق ابني كوريث للعرش
– لا يمكن هسمح بحد ياخد حق الأمير هواش وانا هدعمه لحد مايجلس على عرشه
= وماجدوليا ؟ هتقدر عليها ؟ واضح انها سحرت الملك وسيطرت عليه
– ماجدوليا ليها مطامع واضحة من اول يوم وأكيد هظهرها قدام الملك اجلاً ام عاجلاً ، انتي بس يامولاتي محتاجة شوية صبر وماتقلقيش كل حاجة هتكون زي مانتي عايزة في النهاية
= وأنا هثق فيك ياهيرون وتأكد ان اي شخص هيخدمني بأخلاص لا يمكن هنساه
بيبتسم هيرون وبينحني قدام لوفي ومن بعدها بتمشي من قدامه وبتتحرك بأتجاه جناحها لتجهيز اغراضهم استعداداً للرحيل عن القصر ..
********
” في الغابة ”
صنعت صوفيا سلاح القوس و 50 سهم وجراب من الامكانيات المتاحة حواليها في الغابة ورفعت ابنها هيرماس على ضهرها وبيكون السيف في جرابه وماسكه القوس بايديها والسهام في جراب مخصص في الجهة التانية من وسطها ، ومشيت بخطوات واثقة وقوية ، لأن احساسها بانها مسؤولة عن حماية هيرماس بيمدها بالشجاعة والتحدي لاي ظروف محيطة ولا أتمام اي مهمة مهما كانت صعبة ، وبتتسحب صوفيا بخطوات هادية بين الأشجار والنباتات لمحاولة صيد غزالة ، ولكن خسرت اكتر من 10 سهام من غير ماتصطاد وجميع محاولاتها كانت بتنتهي بالفشل برغم انها اتدربت من قبل على حمل القوس وصيد الأهداف بيه ، ولكن لقلة تركيزها وضعف قوتها بسبب الالم وقلة النوم ماكنتش قادره تصوب بدقة على اهدافها ..
نفخت بنفاذ صبر وبتشعر باليأس ولكن لما بتسمع صوت هيرماس وأنه منتظر صيد غزالة بتستجمع قواها وبتمسك القوس بقوة وبتسحب السهم للخلف وبتركز على غزالة بتاكل وسط الحشائش ، وأخدت نفس عميق وكتمته وفجأة سقطت الغزالة قتيله قدامها
فرحت للحظات ولكنها إنتبهت إن مش هي اللي أطلقت السهم من القوس ..
وسمعت صوت خطوات جايه من وراها ، حطت ايديها على سيفها وبدأت تلتفت بحذر ..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الملك النمر)