رواية المشوه الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم الشيماء محمد
رواية المشوه البارت التاسع والثلاثون
رواية المشوه الجزء التاسع والثلاثون
رواية المشوه الحلقة التاسعة والثلاثون
اخر الليل تليفونه رن وبصله وشاف اسمها قدامه وفضل مركز مع الاسم مش عارف يرد ولا يتجاهله والاختيارين اصعب من بعض ..
واخيرا قرر يرد :: الو خير !
سمع صوتها اللي مفتقده على الرغم من كل اللي بيحصل : تعال البيت
ادهم سكت كتير وبعدها رد بهمس : اجي ليه يا ليلى هاه ! انتي استغنيتي خلاص وبقى عندك بدايل كتير قوي
ليلى بسرعة ولهفة : لا يمكن ابدا اقدر في يوم استغنى عنك ! ادهم ارجوك حاول تفهمني ! ما تحكمش علي الامور بالشكل ده وما تظلمنيش كده
أدهم جاوبها بهدوءه المعتاد : انا ما بظلمكيش يا ليلى ، انا ببساطة محطوط في وضع انا مش عارف أتعامل معاه ، كل الطرق متقفلة في وشي وأي اختيار هختاره في طرف مجروح فواقف مكاني مش عارف اتحرك
ليلى بحزن : طيب تعال خلينا نحط ايدينا في ايدين بعض ونختار مع بعض ونخطي مع بعض يا أدهم
ادهم ابتسم بحزن وتهكم : دلوقتي يا ليلى بتقولي نحط ايدينا في ايدين بعض ! طيب ازاي واذا كان كل اللي احنا فيه بسبب اختياراتك وبسبب انك ما اخدتيش رأيي قبل ما تخطي خطوات مهمة في حياتنا بالمنظر ده .. اللي انا فيه دلوقتي ده نتيجة خطواتك انتي اللي محسبتيش حسابي فيها فازاي دلوقتي بتطلبي مني احط ايدي في ايدك ونختار مع بعض ! للاسف اللي بتطلبيه مني صعب قوي .. تصبحي علي خير يا ليلى
ليلى بلهفة : استنى
ادهم جمد للحظة : نعم !
ليلى : انت ناوي علي ايه وأقول للعيال ايه لما يسألوني عنك !
ادهم استغرب سؤالها جدا للدرجة دي هيا متنازلة عنه بسهولة وكل اللي هاممها هتقول للعيال ايه ! للدرجة دي مالوش قيمة خلاص ! طيب ازاي وليه ومن امتي ! مبقاش عارف يرد عليها !
وهيا منتظرة رده وهيا قلقها مموتها وخايفة يقولها انه عايز يبعد او يخرج من حياتها فاضطرت تلعب بكرت العيال وهيا معندهاش فكرة ان الكرت ده هيخسرها لانه حاليا كان محتاجها تلعب بكرت حبهم مش ضرورياتهم
اختيارك كان غلط يا ليلى تاني !!
ليلى بقلق : أدهم انت لسه علي الخط !
أدهم : ايوه موجود .. ما تقوليش للعيال حاجة يا ليلى .. لاني لسه مش ناوي علي حاجة بس الظاهر انك واخدة قرار نيابة عني ومنتظراني بس اعلنه انا ! فياريت تعرفيني قرارك انتي ايه !
ليلى بعدم فهم : قرار ايه اللي انا وخداه يا أدهم مش فهماك !
ادهم : انتي بتتصلي بيا ليه يا ليلى !
ليلى : يعني ايه بتصل ليه ! جوزي وبطمن عليه هو فين !
ادهم بتهكم : بتتطمني عليه ! انتي النهار كله ما كلمتنيش زي عوايدك ! اتأخرت اكتر من ساعتين حتي ما سألتيش اتأخرت ليه ! سيبت البيت ونزلت في حالتي دي وما اتصلتيش برضه بيا ودلوقتي بتكلميني زي ما يكون سد خانة مش اكتر وقبل ما اتكلم او اقول حاجة او اخد اي قرار بتقوليلي العيال هتقوليلهم ايه ! زي ما يكون بتجيبي من الاخر فأنا بوفر عليكي وبقولك قوليلي انتي عايزه ايه وانا هنفذلك طلبك !
ليلى مش مصدقة تفكيره هيا بس محبتش تضغط عليه وطول النهار الموبيل في ايدها بتتخانق مع نفسها تكلمه ودلوقتي هو بيلومها ! مكنتش مصدقه تفكيره ده : ادهم ايه اللي بتقوله ده ! انا بس حبيت اديك مساحة تلملم فيا افكارك وما اضغطش عليك ! مش واخدة اي قرارات
ادهم بتهكم : مساحة !! ومن امتي بقى احنا بنحتاج مساحة من بعض ! مش بقولك يا ليلى انك غيرتي كل قواعد اللعبة ! تصبحي علي خير يا ليلى !
قفل قبل ما يديها فرصة ترد او تتكلم وهيا حست ان كل كلمة بتنطقها وكل تصرف بتعمله بيبعدها عن حبيبها اكتر واكتر وحست بالعجز ! عجز حتي في التفكير !
اما هو فقفل وفضل باصص للسقف مش عارف يفكر او ياخد قرار ومش عارف يتصرف ازاي !
كل واحد جامد في مكانه حاسس ان كل خطوة بيخطيها غلط وبتجيب نتيجة عكس اللي بيتمناها ..
بعد فترة هو مش عارف قد ايه رنت في دماغه جملة مامته قالتها وافتكرها وهيا بتفكره عن ليلى في بداية علاقتهم وازاي عمرها ما استسلمت وفضلت متمسكة بيه وحاربت علشانه قد ايه ووقفت في وش ابوها قد ايه ! وافتكر كل مشكلة قابلتهم وازاي مهما كانت صعبة الا انهم ديما بيتخطوها ! لازم المرة دي كمان يتخطوا المشكلة دي ! لازم يدافع عن بيته وحبه ومراته ورفيقة دربه ..
قام وخلال دقايق كان في عربيته وفي دقايق تانية كان قدام أوضته في بيت ابوه متردد يدخل عندها بس دخل واخد نفس طويل ودخل السرير جنبها بدون تفكير وحط ايده علي وسطها براحة بيحاول يقربها منه او يشدها عليه بس هيا يدوب كانت بتروح في النوم وحست بلمسة علي وسطها والنوم بيغلبها بس مع محاولة شدته عقلها فاق مرة واحدة فاتنفضت وشهقت مخضوضة وهو اتفاجيء بخضتها منه واتكلم بسرعة : ده انا يا ليلى متخافيش ! انا ادهم
فضلت تنهج شوية وبعدها نطقت : اسفة بس اتفاجئت ويدوب كنت بروح في النوم ولما اتأخرت استبعدت انك هتيجي
ادهم باصصلها مش عارف ينطق ومش عارف يعمل معاها ايه ؟ كل ما بيحاول يقرب في الف حاجة بتبعده !
ليلى لاحظت نظرته وبصتله : ادهم مالك ! بجد اتفاجئت غصب عني اسفة
ادهم هز دماغه : عارف … اتفاجئتي
ليلى بتوهان : طيب مالك ؟ نظراتك دي معناها ايه !
ادهم ابتسم بوجع : انتي عارفة بقالنا كام سنه متجوزين يا ليلى !
ليلى : ايوه عارفه اكتر من تسع سنين .. مش فاهمة ده ايه علاقته بنظراتك دي ليا !
ادهم بوجع : انتي عارفة كام مرة رجعت فيهم متأخر او كنت مسافر مثلا ورجعت في السنين الكتير دي !
ليلى بعدم فهم : انت عايز توصل لايه !
ادهم : ان الاف المرات ارجع من سفر او ارجع اخر الليل الا ان عمرك ما اتفاجئتي بيا لما اقرب منك ! وعمرك ما بتقومي من النوم مخضوضة علشان انا جنبك او دخلت عليكي فجأة ! ودلوقتي بمجرد لمسة مني بتتفاجيء ! بمجرد همسة جسمك كله بيتصلب ! ليه كل ده يا ليلى ! فهميني بجد ليه ! شكلي اتغير للدرجة دي !
ليلى بصت بعيد ومش عارفة تواجهه وهو لف وشها له من تاني : جاوبيني يا ليلى ! هسألك تاني انتي عايزة توصلي لايه !
ليلى هزت دماغها رافضة : مش عايزة اوصل لحاجة بس انا مش عارفة اوصلك يا ادهم انت بعيد عني قوي !
ادهم قرب بجسمه منها وشدها عليه : انا اهو بين ايديكي يا ليلى وما اتغيرتش فانتي اللي بعيدة
قرب منها وبدأ يلمسها بشفايفه بس جواه احساس بيتجاهله انها بتحارب علشان تحاول تظهر طبيعية معاه ! في خناقة جواها صوتها اعلي من اي صمت وللاسف هو حاسسها وفاهمها وعارف انها بتجاهد قصاده وفجأه قرر يتجاهل احساسيه ومشاعره ويوقف حربه هو كمان اللي جواه اللي بتطلب منه يوقف ويبعد ويديها مساحة لحد ما تتعود عليه بشكله الجديد ! وقدر فعل يوقف الحرب دي ويخرس اي مشاعر جواه وتحول معاها لمجرد راجل مش اكتر في حضنه واحدة جميلة وكل همه متعته اللحظية فقط ! حاولت تعترض واستغربت ازاي ادهم بيعاملها كده وليه ومن امتي هو مجرد راجل شهواني ده غرضه ! مدت ايدها حطتها علي شفايفه تمنعه : ادهم مش كده
ادهم بصلها بنظرة باردة وشد ايدها بعدها بعيد عنه وبصلها : للأسف معنديش غير كده
ورجع للي كان بيعمله بتجاهل تام لمشاعرها وصدمتها فيه ورفضها اللي بدأ ياخد شكل واضح الا انه خرسه بعنفه وثبتها تماما بايديه وبنظراته الغريبة وبكلامه الاغرب
ثبت ايديها فوق راسها ومسكهم بإيد واحدة وبصلها : اهدي واثبتي وما تقاوميش علشان مالهاش فايدة مقاومتك دي بالعكس ممكن تأذيكي …
ثبتت ليلى تماما وكانت زي الجثة وده برضه ما وقفوش بل بالعكس ده خلاه عنيف اكتر معاها وهيا دموعها نازلة بصمت لحد ما هو اخيرا خلص مهمته وقام بعيد عنها وهو داخل الحمام سمعها بتمتم ووقف : دي اول مرة تلمسني بالشكل ده ! ليه كده !
ادهم بصلها حرك حواجبه وملامح وشه بطريقة تعجب : يمكن اكون اتغيرت فعلا ! يمكن اكون بعاقبك مثلا ! او يمكن يا ليلى اكون اكتفيت من تدليلك !
خطي خطويتين ودخل ناحية الحمام بس وقف وبصلها وكمل : او يمكن اكون بعاملك بطريقة تليق لرفضك ليا مرة بعد مرة وإحساسك اني راجل غريب عنك مش جوزك وحبيبك ! انا يا ليلى بطبق افكارك عني مش اكتر ! انتي شيفاني غريب ! انا هكون غريب فعلا وزي ما تجاهلتيني في كل خططك وقرارتك انا كمان هتجاهلك وهعمل اللي في مزاجي واللي يعجب مزاجي فقط بغض النظر ان كان يناسبك او لا ! قومي اجهزي علشان عايز اروح مدرسة العيال معاهم
ليلى بصدمة وتعب : انا تعبانة وعايزة ارتاح النهاردة
ادهم : وانا مش باخد رأيك يا ليلى .. قدامك نص ساعة تجهزي فيها !
دخل الحمام ورزع الباب وراه ووقف تحت الدش يستغبي كل كلامه وكل قرارته وكل تصرفاته ! ايه اللي عمله ده ! جاي مقرر انه يتمسك بها ويحارب علشانها يقوم يحط الف خطوة وخطوة بينهم ! ليه الغباء ده ومن امتي هو بيتصرف كده ومع مين ! مراته وحبيبته وشريكة حياته !
ليلى عندها حالة ذهول مش قادرة تستوعب ان ده ادهم جوزها حبيبها بس رجعت تلوم نفسها هو من ساعة ما رجع وهو بيحاول يقرب منها وهيا بغباءها بتحط حواجز بينهم بس عمرها ابدا ما تخيلت انه ممكن يعاملها بالاسلوب ده ! ادهم عمره ما كان عنيف كده او عاملها بالجفاء ده حتي في اسوأ فتراتهم مكنش كده برضه ! مكنش بالجمود ده وانعدام المشاعر بالشكل ده ! ادهم ده جديد فعلا عليها ! واكتشفت ان معندهاش ادني فكرة ازاي تتعامل معاه !!
ادهم جهز وخرج كانت لسه مكانها مصدومة وهو بصلها وقاوم انه ياخدها في حضنه ويطبطب عليها وطلع بره بسرعة علشان ما يضعفش بس قبل ما يقفل : انجزي واجهزي هسبقك وانتي حصليني
نزل كانوا العيال بيفطروا وهو قعد معاهم وسط هليلة ترحيب منهم وفرح انه صاحي بدري وشاركهم فطارهم وفرحوا اكتر لما قالهم انه رايح معاهم المدرسة ..
الباب خبط وشوقية راحت تفتح ورجعت
ادهم : مين علي الصبح كده !
شوقية بابتسامة : ده حمى حضرتك
ادهم استغرب وبص وراه واتفاجيء بحماه عم محمود وكمان حماته وقام رحب بيهم جدا وفرح وطبعا الاول وقفوا جامدين عنيهم علي وشه ومستغربين شكله
ادهم بضحك : ايه يا عمي مش عاجبك ! ارجعه زي الاول ! دي سهلة علي فكرة
عم محود ضحك وقرب منه ضمه : اوعى يا ابني اوعى ده انت ما شاء الله عليك !
حماته اتدخلت : هتفضلوا تبصوا لبعض كتير اريح انا شوية ولا ايه !
ادهم ضحك وقرب منها سلم عليها لانها اكتر حد كان بيرتاحله وياما هيا وقفت جنبه كتير يمكن هيا السبب بعد ربنا انه اتجوز ليلى وكمل معاها .. كانت ديما هيا السبب .
وبعد ترحيب طويل
عم محمود : امال مراتك فين ! ولا لسه بتدلعها وتخليها نايمة براحتها
ادهم ابتسم : المفروض يا عمي انها كانت هتجهز وتنزل والله ما اعرف اتأخرت ليه !
زياد وقف بحماس : انا هطلع انادي عليها واصحي دادو ونانا
قبل ما ادهم يرد كانت شوقية دخلت : الباص وصل يا عيال !
زياد بصلها : خليه يمشي يا شوشو احنا اجازة النهاردة
ادهم بصله باستغراب : مين قال انكم اجازة !
آية : علشان جدو وتيته هنا يا بابا
ادهم : ماشي يا قلبي بس ده برضه مش سبب انكم تاخدوا اجازه .. يالا علي الباص انتو الاتنين ولما ترجعوا جدوا وتيتة هيكونوا موجودين يالا
وسط اعتراضاتهم الا انهم سمعوا كلام ابوهم وادهم استأذن يشوف مراته اتأخرت ليه !
دخل اوضة نومه كانت فاضية بس صوتها في الحمام فراح ناحيته .. خبطة خفيفة وفتح الباب كانت قدام المراية وفوطة حواليها واثار الاستحمام لسه عليها وده نوعا ما مغري له بس بعد الل قاله واللي عمله صعب حاليا يقرب منها كمان حماه وحماته تحت فنفض الافكار دي عن دماغه واتكلم بجدية نوعا ما : ابوكي وامك تحت !
ليلى بصتله باستغراب : بجد !
ادهم بتريقة : اكيد مش هألف يعني حاجة زي دي !
ليلى بصت قدامها وكملت تنشيف شعرها وقالت بعدم اهتمام : هلبس وانزل
توقعته يمشي بس سند علي الباب وفضل مراقبها وهيا اتضايقت من نظراته فخرجت بره لأوضه اللبس وبدأت تخرج هدوم لها وهو برضه مراقبها ومطبق ايديه علي صدره
ليلى بعصبية : وبعدين هتفضل واقف كده كتير !
ادهم : انا اقف في المكان اللي يعجبني والوقت اللي يعجبني ! ولا سيادتك معترضة
مردتش عليه وكملت تقليب في هدومها
ادهم بتريقة : للدرجة دي مش عاجبك اي هدوم عندك تلبسيها !
ليلى بصتله بنظرات نارية : لا وانت الصادق عايزة حاجة تداري اللي سيادتك عملته في رقبتي ده مش هنزلهم انا بالمنظر ده
ادهم ضحك وده ضيقها اكتر وقرب منها وحاول يلمس رقبتها بس زقت ايده بعيد فشدها بعنف وثبتها علي صدره من ظهرها بقت هيا قصاد المرايه وهو وراها مثبتها وعنيه علي عنيها في المراية واتكلم بهدوء : جوزك وعمل علامة في رقبتك ايه المشكلة ! وبعدين محدش هيسألك عليها ولا حد هيتكلم
ليلى حاولت تزقه بس هو حيطة مش بيتحرك حتي من مكانه فقالت بعصبية : ايوه محدش هيتكلم ادبا منهم ومراعاة لمشاعري لكن ان حاجة زي كده تكون ظاهرة فدي وقاحة وقلة ادب ! وده انا مش هقبله
ادهم سابها ورد بهدوء : أول مرك اعرف ان قرب الراجل من مراته وقاحة وقلة ادب !!
ليلى بصتله : انا مقولتش كده متحورش كلامي انا اقصد
قاطعها بخروجه : قصدك انا فاهمو كويس وما تقلقيش يا ليلى مش ده الاسلوب اللي هتبعه معاكي ومش انا اللي هفرض نفسي علي واحدة هيا مش عايزاني لا عمري عملتها ولا هعملها دلوقتي .. فارتاحي واي ايشارب هيداري رقبتك يا ستي
قبل ما ترد كان هو خرج وهيا قعدت مكانها وحست انها مجهدة .. مجرد الكلام معاه والتحاور كده مجهد .. انت ليه بقيت بالصعوبة دي يا ادهم ! انا كل حرف بنطقه بتقلبه ضدي وكل تصرف بتفهمه ضدي !
وهيا هتلبس شمت برفانه في الفوطه اللي عليها لما كتفها علي صدره واستغبت نفسها لاقصي درجة .. ما انتي كنتي في حضنه وانتي اللي بعدتيه عنك ! ماهو كان بين ايديكي وانتي بتبعديه ! غبية انتي ! عاملة زي مراهقة غبية بتشتاق للمسة من حبيبها وبتشم برفانه واثاره ! غبية انتي ! ماهو كله ملكك انتي ! رجعيه لحضنك وبطلي غباءك ده ! ده جوزك وحبيبك .. رجعيه يا ليلى …
نزلت واستقبلت ابوها وامها اللي كانوا واحشينها جدا والكل اتجمع علي الفطار مع بعض في قعدة عائلية بسيطة
احمد برخامة : غريبة يا ليلى وسط الحر والجو ده تحطي ايشارب علي رقبتك يعني!
ليلى اتفاجئت بسؤاله ووشها احمر وبصت لجوزها اللي مش مهتم اصلا او ده اللي مبينه
احمد ضحك : اممممم وشك احمر وبتبصي لجوزك
سهر خبطته : بطل رخامة
احمد بهزار : سوري .. ده شيء في دمي
سهر : طيب اسكت بقى
احمد سكت لحظات وبص لأدهم : مش عارف ليه ما تخيلتكش يا ادهم من النوع ده
ادهم بياكل وبدون ما يرفع وشه : اي نوع !
حنان اتدخلت : احمد سيب اخوك ومراته في حالهم
احمد بص لامه : وانا عملت ايه ! وبعدين بتكلم عادي ومحدش بينا غريب دول ابو ليلى و والدتها يعني مفيش حد غريب .. وعلي العموم طالما مضايقكم اسكت
ادهم بصله وسأله بهدوء : لا اتكلم !! اي نوع تقصد ؟
احمد ابتسم بخبث : النوع الشقي .. مش اي حد عنده الجرأة انه يعمل علامة في رقبة مراته وخصوصا لو مش في بيت لوحده .. شكلك هادي كده مالكش في الجو ده والشقاوة دي
ادهم ابتسم ورجع لوري في كرسيه : ما اعرفش يا احمد انت واخد الفكرة دي عني منين اني حد هادي وكيوت ؟
احمد : انا مقولتش كيوت
ادهم اتعدل : بلاش كيوت .. حد محترم حلو كده اللفظ ده !
احمد هز دماغه وادهم كمل كلامه بلهجة غريبة عن الكل وبطريقة اول مرة يتكلم بيها
ادهم بجدية : اللي ما تعرفوش عني يا احمد اني عشت حياتي كمسخ .. عارف يعني ايه مسخ ( ابوه حاول يعترض بس ادهم شاور بايده منعه يتكلم وهو كمل كلامه ) كنت مشوه والناس كانت بتفترض اني وحش وانا طبقت الصورة دي وكنت بالفعل وحش يا احمد وفي شغلي كانت كل مهماتي هيا الخاصة بالقتل فقط .. بيبعتوني في المهمات اللي عايزين يصفوا فيها حد لاني ما بسبش حد يطلع من تحت ايدي عايش .. بقتل بدون تفاهم وبقتل قتل بارد عديم الرحمة وبدون حتي ما ارمش القتل بالنسبالي يا احمد بنفس سهولة تقطيعك لاكلك قدامك بالشوكه والسكينة فأنا معنديش ادني فكرة انت جبت منين صورة الحمل الوديع دي اللي انت رسمهالي .. فخلي بالك واحترس علشان تحت الصورة دي في اسد وللاسف الاسد ده مسعور
رجع في كرسيه وسكت وسط حالة من الصمت غريبة وكأن الكل بيحاول يستوعب اللي هو قاله .. حماه افتكر لما العصابة كانت في بلدهم ولما حاولوا يغتصبوا بنته وهو اتدخل وافتكر ازاي قتل الكل ومهما اتكاتروا عليه الا انه كان فعلا آلة للقتل وبس وبالرغم من ضربه واصاباته الا انه فعلا كان اسد مسعور محدش قادر عليه ومهديش غير بعد ما خلص عليهم كلهم ساعتها بس سمح لنفسه يغمى عليه ..
حسين بص لادهم كتير ومش عارف ينطق وحاسس بالخنقة لان ابنه فعلا كان حمل وديع وهو كان بيحطم فيه واحدة واحدة
حسين بزعل : انا كنت السبب انا اللي
قاطعه ادهم : كفاية لوم في نفسك انا مش بلومك انا بس بوضح لاحمد علشان تكون الصورة كاملة قدامه مش اكتر .. انا الماضي بالنسبالي انتهي بكل ما فيه واحنا عايشين النهاردة فخلينا في النهاردة .. ودلوقتي هضطر اسيبكم لاني ورايا مشوار مهم .. عمي طبعا البيت بيتك مش محتاج اوصيك
عم محمود : اكيد يا ابني .. حمدالله علي سلامتك مرة تانية
ادهم انسحب ومراته قامت وراه بسرعة وقفته وبصلها : انت رايح المدرسة ولا هتأجلها لبكرة !
ادهم : هروح
ليلى : اجي معاك !
ادهم : خليكي مع ابوكي وامك انا هروح عادي يعني
ليلى بقلق : هتعمل ايه وليه عايز تروح اصلا !
ادهم باستغراب : انا حر يا ليلى ! انتي غريبة قوي علي فكرة بعد اذنك
سابها وراح المدرسة لعياله وطبعا استقبال المدرسة له كان الرائع واستغرب هو الاستقبال ده بس انتهي الاستغراب بعد ما عرف ان ابوه يعتبر من الممولين الاوائل للمدرسة وبيشارك بتبرعات ضخمة وحس بخنقة زيادة عن اللزوم .. هو في مكان مش مكانه والمدرسة دي مش قادر يتقبلها لعياله .. الاعتبارات والطبقية فيها عالية جدا وحس ان عياله هيخسروا فيها مش هيتعلموا وخصوصا بعد ماشاف زمايلهم في المدرسة وطريقة لعبهم .. محسش انهم اطفال وفيهم براءة الاطفال لا دي عيال كل واحد بيتفاخر باللي بيمتلكه وبمدي غنى ابوه .. مدرسة تشبه كتير جدا المدرسة اللي هو كان فيها وهو صغير .. كل واحد قيمته بتحدد بمستوي غنى ابوه ومدى املاكه ..
قام مشي ولقي نفسه قدام مدرسة العيال القديمة واستغرب هو جاي هنا ليه ! وفي توقيت خروج العيال ليه ! عياله مش هنا واقف ليه ! وعرف واقف ليه اول ما لمحها خارجة من البوابة ورايحة ناحية عربيتها فخرج بسرعة يقابلها قبل ما تتحرك ..
نادى عليها واستغربت صوته او ما صدقتش انها سامعة صوته والتفت بسرعة وابتسمت ابتسامة طويلة عريضة اول ما لمحته قدامها : ادهم ازيك ! ايه المفاجأه الجميلة دي
ابتسم ادهم : داليا ازيك ! اخبارك ايه !
سلموا علي بعض وبعد شوية
ادهم : اكيد مستغربة وجودي هنا ؟
داليا : لا طبعا .. ده انا بالعكس كنت زعلانة انك ما سألتش حتي ليلى كمان ما اتصلتش بيا وقولت خلاص بقى مش هفرض نفسي عليهم هنا اتنقلوا حياة تانية و انا مش من حقي
قاطعها ادهم : بس بس ايه ده كله ! اولا ليلى ما اتلصتش لاني مقولتلهاش اصلا اني قابلتك !
داليا ابتسمت جواها طالما خبى عن مراته يبقى في حاجة جواه ! او طمنت نفسها بالتفكير ده !
داليا : وثانيا !
ادهم : ثانيا بقى يا ستي انتي مش فارضة نفسك ابدا وما ينفعش تقولي كده مفهوم !
داليا بهزار : علم وينفذ .. في ثالثا بقى ولا نكتفي بهذا القدر ؟
ادهم بابتسامه : لا في لسه مش هنكتفي !!
داليا : طيب قول ثالثا
ادهم : هقول بس هنفضل واقفين في الشمس دي ؟ صراحة الجو حر اوفر يعني
داليا ابتسمت : طيب ايه ! شوف يناسبك ايه !
ادهم : عربيتي ولا عربيتك !
داليا : براحتك يعني !
ادهم : طيب تعالي عربيتي مش هأخرك
داليا كان نفسها تقوله يأخرها براحته وعلي مزاجه بس طبعا مقدرتش تقول حاجة زي كده فهزت دماغها وسكتت
ركبت جنبه بهدوء وهو استقر مكانه وبصلها : عندك مكان معين تحبي نروحه ولا ايه !
داليا : اللي يناسبك يا ادهم عادي يعني
اخدها ادهم علي كافية قريب وشيك وبسيط وقعدوا واستقروا
ادهم : تشربي ايه ولا اكيد جعانة !
داليا استغربت وبصتله : طيب مش تفهمني الاول !
ادهم : حاضر هفهمك !
قبل ما يتكلم قاطعهم الجرسون فأدهم بصلها باستفسار والجرسون عطاهم المنيو
ادهم : ادينا دقيقة
انسحب الجرسون وادهم بصلها : شوفي هتطلبي ايه !
داليا بذهول : احنا هنتغدي مع بعض يعني !
ادهم ببساطة : لو عندك مانع نطلب عصير او اي حاجة واقولك عايز ايه علي السريع
داليا تراجعت لان دي فرصتها : لا طبعا عادي نطلب اصلا انا واقعة من الجوع
قلبت وطلبت وهو كمان طلب والجرسون انسحب تاني يجيب طلباتهم
ادهم : شوفي بقى يا ستي
داليا قلدته وحطت ايديها زيه علي التربيزه وبنفس اسلوبه : قول يا سيدي
ادهم ابتسم وكمل : عايز ارجع العيال مدرستهم !
داليا استغربت : ترجعهم ! ازاي !
ادهم : ازاي دي عندك انتي مش عندي انا
داليا : ادهم الامتحانات بتاعت نص السنة عدت وهما ورقهم خلاص اتسحب اصلا هما اتنقلوا بالعافية لان اتنقلوا قبل الامتحانات بالعافية فعلشان ترجعهم تاني صعب وبعدين هترجعهم ازاي اصلا ! طيب هيمتحنوا ازاي ! أصلا تفاصيل كتيرة صعب تتخطاها
ادهم هز دماغه : ماليش فيه كل ده ! خطوة نقلهم كانت غلط وعايز اصلحها
داليا : السنه الجديدة بقى ان شاء الله
ادهم رفض : لا مش عايز اسيبهم هناك ! مش عايز يا داليا
داليا : ادهم الموضوع صعب جدا ان مكنش مستحيل وبعدين اداره المدرسة لا يمكن تقبل ولو قبلوا صعب عيالك يلموا كل اللي فاتهم
ادهم : مفيش حاجة مستحيلة يا داليا وحته انهم يلموا اللي فاتهم فدي هتكون مسؤليتك انتي هخطفك انا يوميا بعد المدرسة تفضلي معاهم وتلميلهم اللي فات
داليا ضحكت وتخيلت نفسها فعلا ادهم بيخطفها بس مش علشان العيال .. فكرة ظريفة يا داليا ..ياه لو اتخطف منه !
ادهم : وصلتي لفين !
داليا بصتله : تخيلتك بتخطفني
ضحكوا الاتنين والاكل وصل واتغدوا مع بعض
ادهم : هاه قولتي ايه !
داليا : هو انا اللي اقول يا ادهم ! ان كان عليا مكنتش هوافق اصلا العيال يبعدوا لكن رجوعهم ده يرجع للاداره فتعاملك معاهم انا مش عارفة انت متوقع مني انا ايه !
ادهم بصلها كتير وسكت وبعد شوية : انا اقدر يا داليا ارجع العيال مدرستهم عن طريق معارفي
داليا قربت علي التربيزه باهتمام : وانا عارفة حاجة زي دي وده يحطنا قدام سؤال مهم جدا
ادهم بترقب : اللي هو !
داليا : انت جاي ليا انا ليه ! انت تعرف ترجع عيالك بدوني فليه بقى !
ادهم اتنهد وبصلها كتير : تذاكريلهم الي فاتهم
داليا باصرار : ده مش سبب كفاية كان ممكن ليلى تكلمني
ادهم : ليلى ما تعرفش اصلا اني بفكر انقلهم ..
داليا باهتمام : يعني ايه ! وهتنقلهم بدون ما تعرف ! انت ناوي علي ايه يا ادهم !
ادهم رجع لوري في كرسيه بتعب : اووووف والله ما عارف يا داليا .. بتسأليني جيتلك ليه اقولك يمكن لاني محتاج لحد اتكلم معاه ! يمكن لاني متلخبط ومش عارف افكر ! في الف يمكن قدامي اختاري ما بينهم اي يمكن وحطيها قدامك سبب
داليا باهتمام هو لامسو : ادهم انت مش محتاج لسبب علشان تتكلم معايا
ادهم ابتسم : يبقى لو اخدت الخطوة دي هتقفي انتي جنب العيال !
داليا هزت دماغها موافقة : خلينا بقى نتكلم في المهم
ادهم : وايه هو المهم !
داليا : انت طبعا يا ادهم
ادهم بصلها باهتمام وابتسامتها بتشجعه اكتر واكتر انه يتكلم معاها ويفضفض
أدهم : انا !
داليا : أيوه انت .. انت محتاج تفضفض وانا هسمعك .. ليلى عاملة معاك ايه وليه بعدت عنك بالشكل ده ومن امتي هيا مش بتسمعك !!
اسئلة كتيرة هو نفسه يسألهم لمراته قاطع تفكيره موبيله اللي بيرن بإزعاج طلعه وبصله وكانت هيا اللي بيفكر فيها ..
داليا باهتمام : هترد !
ادهم بصلها وبص للفون وقفل الصوت وابتسم : لا مش هرد
رجع الموبيل جيبه وكمل كلامه مع داليا وساب مراته ترن وترن وترن …
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المشوه)