رواية المخادعة والمغرور الفصل السابع 7 بقلم منى عبد العزيز ومروة حمدي
رواية المخادعة والمغرور البارت السابع
رواية المخادعة والمغرور الجزء السابع
رواية المخادعة والمغرور الحلقة السابعة
يجلس على الفراش ينظر حوله بتيه لا يعلم لما هو هنا من الاساس تنهد بحنين رافض الاعتراف بما يجوش بصدره من لهفه واشتياق، دون وعي منه مرر يده على الوسادة يرفعها لانفه مغمض العينين ودقات قديمة عادت تضرب جنبات يساره من جديد، احتضن الوسادة ولازالت عيناه مغمضة يضمها ويعتصرها بين يديه ساحبا اكبر قدر من الهواء المشبع برائحتها.
لقد ابقت والدته الغرفه على حالها كانت تثق بعودة ملوك من جديد تركتها كما هى لم تسمح لخااددمه بدخولها قط؛ لتكن هي اول دروس اعادة تأهيلها وكسر تلك الشوكه التي تحدثت بها امامها رافعه العين ، ههه لا تعلم بأن أول المعاقبين وحيدها وان تلك الغرفه لم تكن الأ مصدر لحنينه واشتياقة عذابه ولهيب قلبه لا تسمح له بالنسيان ولم تعد لديه القدرة على التناسي.
وقف من مجلسه ولا يزال يحاوط الوسادة بذراعه يمرر بناظريه على كل انش منها كان يثق بعودتها، قد تركت كل اغراضها لم تأخذ سوي ملابسها واوراقها، فتح الخزانه لاول مره، بعدما مر خاطر ما بعقله، باحثا عن ضالته وهو الفيصل من سيعطى لقلبه الأمل للتصبر او…
هز رأسه نافيا لا مجال لأو ابدا، نعم هى ستعود مهما طال الوقت ستعود.
لم يبحث كثيرا بعدما ابصره، البوم صغير يجمع صورهم معًا، طالما كانت تحتفظ به ،بداخله اللحظات التي جمعتهم سويًا وكأنها تستأثرها لنفسها سارقة إياها من الزمن ، هي لاتعلم بعلمه بحملها له بكل مكان.
امسك به رافعا أمام ناظريه وسؤال جديد طرق على قلبه يتسأل…
لم تركته؟
ضيق بين حاجبيه يتساءل مرة أخرى:هل حقًا زهدته؟!
تملكه الكبر من جديد ناظر امامه يسترجع تلك النظرات خاصتها وبتمنى مبطن بطيات كلماته، خرج صوته مهتز مرتعش :
هترجع أكيد هترجع.
رن هاتفه باسم جيداء يجيب وبصوت متحشرج من تلك المشاعر حاول تملك حاله محمحم مجلي اياه
ـ الو ايوا ياجيداء.
من الجهة الأخرى:ـ حازم انت اتاخرت ليه؟ فينك؟ انت نسيت الأجتماع!
ـ اجتماع ايه.
ـ نعم الأجتماع مع شركة — ولا ايه.
اجتذب خصلات شعره بيده يلتف بمكانه نصف التفافة:أخ نسيت خالص.
ونطق بما اعتاد عليه لسانه دايما: بصى خلى ملوك.
ـ ملوك ايه.
يعض على شفتاه بتهرب: جيداء اتصرفي على ما اوصل..
أغلقت معه تلتف لذلك الجالس بابتسامه رقيقة تحولات إلى أخرى مغوية ونظراته تلتهمها، تسير باتجاهه بدلال جعل لعابه يسيل لتنشق ابتسامه صغيرة أعلى زاوية فمها هامسه لنفسها: هتصرف يا حازم.
وعلى الجانب الاخر أغلق معها يطلق زفير عال، أعاد وضع الألبوم إلى مكانه مغلقا عليه باب الخزانه جيدا كأنه الكنز يغشى عليه السرقه، وضع الوسادة كما كانت بحرص شديد اعتدل بعدها يلقى نظره اخيرة على المكان قبل خروجه، ليتوقف بعدما التقت نظراته بنظرات والدته المتسائلة بريبه وشك واضح بسؤالها.
_انت بتعمل ايه هنا يا حازم؟
انزل ناظريه لاسفل لا يتهرب من الإجابة لانه ببساطه لا يعرفها او يحاول التغاضي عنها.
لتقترب هى منه بخطوات ثابته واثقه حتى وقفت امامه: فى ايه؟ مالك؟ حالك مش عجبنى وحتى بباك بيقول الشغل مشاكله كترت وعملاء كتير انسحبوا فى فترة قصيرة…
بصدق حقيقى: مش عارف؟
_يعنى ايه؟ اتصرف شوف حل هات ناس تشتغل..صمتت وعادت نظراتها للشك مرة أخرى متابعه…مش تيجى هنا فى اوضه الزفته.
_ملوك.
كانت نبرته هادئه ولكن حاده اوقفتها عن المتابعه باندهاش، ليرفع نظره لخاصتها : وانت هنا كنت بدور.
بريبه: على ايه؟
_حل؟
_يبقى متتعبش نفسك وتدور كتير، هترجع!
_كانت عملتها من الاول، انت عارفه عدى وقت اد ايه؟
_لما فلوسها تخلص؟
_يمر من جانبها معلقا بسخريه: وهى كانت مشيت بفلوس.
_استنى وكلمني زى ما بكلمك وفهمنى.
_عندى شغل.
_يبقى تركز فيه وتنسى ايه حاجه تانية لأنى مش هسمح بحاجه اصلا وتانى دخلة لملوك البيت ده هتكون خدامه خدامه وبس سامعنى.
لم يجب راحلا من امامها تاركا إياها تتنفس بعنف وكره السنين يتفاقم بداخلها، لطالما كانت ملوك منفسها تصب جام غضبها كرهها حقدها من والدتها، تلك التى ملكت قلب من عشقت وتمنت صديقتها القديمه وعدوتها الخفية.
توجهت بنظرها لاطار الصورة الموضوعة على الفراش تنظر لتلك العينين تلك الإبتسامه كم تشبه ملوك والدتها ولكنها تحت التراب وما بقلبها من نار لم تخمده الأيام ، رفعت الصورة وبكل قوتها ألقت بها على الأرض تضغط عليها بكعب حذائها العالى تكمل تهشيم زجاجه ونظراتها مصلطه للأمام.
هترجعى، لازم ترجعى انا لسه مشفتش غليلى من امك.
متناسية ان عادتها فارقت دنيانا الخادعة تحمل ابنتها وزر لم تقترفه، فكيف تعلم بعشقها وهى التى لم تبح به قبلا!!!
بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدى
اصطف بسيارته بحيرة، لا يعلم لما أتى إلى هنا من الاساس نظر إلى تلك البناية وضحكه صغيرة ساخره من حاله خرجت منه عنوة، ألم يهزء هو بهذا المكان وبساطته فلما أتى اذا؟
ضيق عينيه يستطيع ملامح تلك التى خرجت من البنايه راكضه وقد لفت انتباهه هيئتها الباكية، هز رأسه بخيبه عقب صعود الاخرى للسياره أمامه ورحيلها…
متمتا: مش هى.
شيئا ما جعل قلبه ينبض بقوة مؤلمه جعلته يرفع نظره للبنايه من جديد، لم يشعر بحاله وهو يخرج من سيارته يسير بدون وعى نحو البوابه الحديديه هاتفا بصوت ضعيف: ملوك.
افاقته نغمة رنين هاتفه التى أخذت فى الارتفاع لينظر حوله بصدمه.
_انا بعمل ايه؟
يجيب على الهاتف بسرعه .
_الو
_اااانت فين؟ كل ده تأخير الرجل هيمشى انا ماسكه فيه بالعافية.
هز رأسه عدة مرات متتالية: انا جى جى.
توجه إلى سيارته مهرولا تلك الخطوات الفاصلة وقبل دلوفه انتصب بوقفته يلقى نظره سريعا صاعدا بها متوجها إلى عمله.
بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدى
بالأعلى وعقب خروج سارة التى لم استجب لأى نداء من نداءات اخيها وطلبه منها التوقف، هم بالتحرك خلفها خطى خطوتين تجاه خارج الغرفة يقف مكانه تنهد بحيرة بعدمت استوقفته شهقاتها ليلتفتت ناظرا لها وقلبه يخفق من هيئتها ابتلع رمقه وسحب انفاسه وبصوت حاول يجليه مرات متتاليه.
ـ ملوك انا.
بصوت مهتز خرج من بين حناياها بصعوبة متزكرة نظرات وحديث شقيقته لتصرخ به
ـ اخرج بره.
يرق قلبه لحالها دنا اكثر منها وانحن بجزعه يربت على كتفها العاري لينتفضا معًا هو من ملامسة جسدها وهي من برودة يده ولمسه لها ليكمل حديثه.
ـ ملوك انا آسف وساره انا هعرف ازاي اكلمها واخليها تعتزر على الكلام اللي قالته وازاي تشك فيا وتتكلم بالإسلوب دا.
فتحت عينها بدهشة وهبت واقفه تبعده عنها وتصرخ به
اطلع بره مش عايزة اشوفك ولا اسمع صوتك، كل اللي همك شكلك ومكانتك قدام اختك وانا فين شكلي ومكنتي قدام الناس كلها اخرج بره كلكم زى بعض ميهمكمش غير نفسكم وانا ولا فارقة مع حد فيكم انت وهو وعمي وخالي كلكم زى بعض ميهمكمش غير نفسكم انا بكرهكم بكرهكم اخرج بره.
ـ ملوك اهدي انتِ.
ـ بره مش عايزة اسمع صوتك اخرج بره.
قالتها ورمت حالها على الفراش تبك نظر لها بشفقه حاول الأقتراب منها ينتفض على صوتها وصرخاتها ليخرج مغلق باب الغرفة خلفه مع سماعة صوت بكاها يغمض عينه ، يقف يضع جبهته على باب الغرفة يتنفس بقوة يبتعد قليلا يجوب المنزل يضرب بيده على مكتبها مرات متتاليه ملقيا حاله على الكرسي بضيق محدثًا نفسه.
ـ مفكرتش صح يا جلال لاول مره في حياتك متحسبهاش صح، قرارك الاهوج هيدمرك انت قبل منها كنت فاكر انك بتأدبها على اللي عملته لكن انت اللي اتبهدلت ويكفي كلام اختك الصغيرة ونظرتها ليك واكيد سارة بس البدايه.
بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدى
ترجلت من سيارتها بعد وقت من جلوسها تبك دلفت بخطوات بطيئه للمطعم تجفف دموعها متجهه الي غرفة الإدارة، تقف بحيرة وهي تستمع لحديث شقيها، وضحكاته وهو ينظر لها يحدثها.
ـ سارة كنتي فين تعالي اسمعي عم اسماعيل بيقول ايه.
دنت بخطوات بطيئه تومئ براسها لشقيقها وتحاول رسم ابتسامه مجاملة للعم اسماعيل.
بصوت ضعيف حاولت الحديث واخباره برغبتها بالمكوث بالمنزل اليوم: جمال انا مش هقدر اكون معاك انهاردة فى المطعم، عندى صداع ومحتاجه ارتاح شويه.
همت بالرحيل يمسكها جمال من يده يعيدها بلهفة وفرحه: استنى بس ده ال عند عم اسماعيل يضيع اى صداع …اكمل موجه حديثه له
ـ عم اسماعيل عيد اللي قولته من شوية.
قص عليهم كل ما حدث وما كان هو شاهدا عليه.
ـ جلال بيه اتجوز الست ملوك امبارح وكنت شاهد على الجواز انا وحسين رئيس الأمن وابراهيم البودى جارد، وانا جاي ليكم وعشمي كبير فيكم، متكسفونيش انا طول عمري شغال عندكم ولحم كتافي من خيرك وجلال بيه من وهو طفل صغير وانا معه وعارف قد ايه تعب في حياته بعد وفاة والدكم، والتعب والحرمان اللي عاشه عشان يوقف الشركة على رجليها ويكبرها، البيه محتاج يعيش حياته ويرتاح ويكون عيله وبحكم سني وخبرتي ان الست ملوك تستاهل انها تكون الست دى، فياريت حضرتكم تقنعوه يديها ويدي نفسه فرصة.
قام من مجلسه يودعهم بود راحلا لمعاودة اشغاله
**بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدى
بعد خروج عم اسماعيل ترمي حالها على الأريكة وصوت شهقاتها التي دوت بالمكان، انتفض على اثرها اخاها
_فى ايه يا سارة.
سارة: ظلمتها ظلمتها جمال اعمل ايه.
ينظر لها بعدم فهم من حديثها وبنظرة شك
ـ هى مين؟ من وقت ما دخلتي وانتي مش عجباني، وكنتي فين اصلا؟ اختفتي فجأة ورجعتي بالشكل دا!
ـ سارة ببكاء روت لكل ما حدث من لحظة تركها للمطعم حتى لحظتهم تلك.
جمال بحدة: معقولة يا سارة اللي عملتيه دا أنا معاكي الوضع صعب لكن ميدكيش الحق انك تهنيها وتشككي فيها بالطريقة المهينه دى، مفكرتيش لثانيه وسألتي جلال في الاول! وحاجه تانية ليه اتهمتيها هي واكتفتي بعتاب جلال مع ان جلال اللي يخصك دا اخوكي؟!
سارة: افهمني ياجمال انا انصدمت باللي شفته حالة ابيه جلال ولبسه وفي بيتها، مفكرتش قلت دى خطه منها وقعته وجبته على بيتها لكن مجاش في بالي انهم يبقوا متجوزين.
جمال: قومي معايا لازم تروحي تعتزري ليها ولجلال، واعملي حسابك على اللي هتسمعيه منه لان بصراحه هيكون عنده حق.
ـ لاء مش هروح لاي مكان ابيه جلال غلطان بالي عمله وهوملوش حق يزعل، هو يقبل اللي حصل لملوك بسببه يحصل معايا! طب مفكرش في كلام الناس وشكله قدمنا ومكانته؟! ولا شكل ملوك اللي مفروض يعتزر هو مش انا.
ـ اديكِ قلتي بنفسك جلال اللي غلطان مش ملوك وانتِ غلطي في ملوك مش في جلال، ومن حقها عليكِ مدام عرفتي الحقيقة تعتزري منها وحالًا، واظن هي تستاهل دا اللي عملته معانا مش قليل، يكفي الوقت عدا نص الليل والمطعم شغال وفي حجز لشهر قدام غير انها ما أخدتش مليم وبنفس الوقت دى بقت مرات اخونا اللي ياما ضحي عشانا مهما اختلفنا معه بس حقة مننكرهوش.
ـ سارة بتوتر: انا جرحتها بكلامي وخايفة ترفض تقبلني وبصراحة أكبر خايفة من أبيه جلال اكتر.
ـ تعالي بس متخفيش ملوك طيبه هتسمحك بالنسبة لجلال نستغل وجود ملوك وربنا يستر.
أومت برأسها ووقفت تخطوا مع شقيقها واتجهوا لسيارته وصعدوا متوجهين لمنزل ملوك بعد قليل ترجلوا من السيارة.
اللهم نصرًا لأهل غزة يتعجب منه اهل السموات والارض
وبمجرد خروجه اخرج هاتفه.
_ايوه يا جلال يبنى.
_….
_اه قولتلهم.
_…..
_ايوه يابنى متقلقش عرفوا انها مراتك.
_…..
_ايوه سارة جات وسمعت هى صحيح شكلها كان مش مظبوط بس بعد ماسمعت زى مايكون لونها اتخطف ومردتش ألفت نظر جمال واسالها، بس هو حصل ايه؟
_….
_زى ما تحي يا بنى، حاضر مع السلامه.
أغلق معه يصعد للسيارة متذكرا ماتفهم جلال له منذ قليل.
_الو: عم اسماعيل.
_ايوه يابنى، اجيلك.
_لا، انا عايزك تروح لاخواتى جمال وسارة وتعرفهم انى اتجوزت ملوك.
_هما لسه ميعرفوش!!
_عم اسماعيل اعمل ال قولتلك عليه والأهم من ده كله متعرفهمش انى انا ال بعتك مفهوم.
_مفهوم يابنى.
عاد من شروده مبتعده بها عائدا إلى منزله بعدما أخبره بالذهاب وعدم حاجته له اليوم متحدثا لنفسه وكان الاخر يسمعه: انا عملت زى ما قولت بس ده ميمنعش انى انصحهم لأجل خاطرك وخاطرهم ، ربنا يهديك يا جلال يابنى، ملوك جاتلك فرصة من الدنيا مضيعهاش
بقلم منى عبدالعزيز ومروة حمدى
بخطوات بطيئة توجه نحو باب غرفة النوم يسترق السمع ليجدها كفت عن البكاء بالحقيقة لا يستمع الى صوتها من الأساس ليخمن خلودها الى النوم فقلد كان اليوم متعب بحق والخاتمة كانت درامية بشكل كارثى وعلى استذكاره ما حدث، دق قلبه مرة اخرى متذكرا تلك الهيئة الكارثية له كرجل ، لم يتخيلها هكذا! اين كانت تخفى تلك الملامح الانثوية والتضاريس الملهكة؟!
_هى كانت مخبية ده كله ازاى؟
هز راسه يفيق حاله بعدما اخذت افكاره بالانحراف متمتا بهمس: انا ايه ال بيحصلى.
وضع يده على المقبض مستعدا للدخول : يارب تكون لبست.
على صوت رنات هاتفه ليعود ادراجه الى المكتب يحادثة ، ليطلق تنهيدة عالية براحه بعد اغلاقه الهاتف. ووقف من جلسته محدث نفسه.
ـ اخواتك وبعت ليهم عم اسماعيل وحلتها، هتعمل ايه في باقي الناس اللي شافتك النهاردة وأكيد الخبراتنشر او هيتنشر باي صورة هتعمل ايه وشكلك قدام موظفين شركاتك وهبتك قدمهم وفي الوسط كله، ضرب سطح المكتب عدة مرات بيده مفكرتش ياجلال مفكرتش.
صمت لثوانى متابعا…انى عمرى ماكنت كده هى ال استفزتنى هى ال خلتنى اتصرف من غير ما احسبها هي ايوه هي السبب مش انا هى ال اتحدتنى.
خطى بعصبية تجاه باب غرفة النوم الماكثة بها ملوك مكورا يده يجز على انيابه بضيق وضع يده على المقبض بقوة وفتح الباب، وقف مكانه متسمراً كانت ملوك متكورة على حالها تكتم صوت شهقاتها وبكائها بالوساده تنهد بحيرة حاول الحديث ليصمت مرة أخري مع شهقاتها القوية ظل دقائق مكانه يحس حاله على الخروج لائما نفسه .
كيف حملها هىى نتيجه خطأه هو؟! ما الذنب الذى اقترفته بحقه؟ هى تصرفت بنفس الطريقة التى اتبعها هو ببداياته حتى يثبت قدمه بعالم الاعمال، هو من اخطأ وهى من ستعانى والأدهى كان يرغب بمعقاقبتها ايضا!!
ساقته قدماه وخطى تجاه التخت سحب نفس عميق وجلس بالقرب منها، زفر انفاسه وبصوت جاهد في خروجه هادئ.
ـ ملوك اي كلام هقولة دلوقتي مش هيكون ليه معني، بس انا بعتزرلك على كلام سارة، ومتخفيش من اي شئ انا بعت عم اسماعيل فهمها هي وجمال وعرفهم بجوزنا، ملوك ياريت تفهمي اني مقصدتش ان كل دا يحصل ولا عمري فكرت اني استغل بنت انا نفسي معرفش عملت معاكي ليه كدا، ليه صممت على الجواز مع ان في مليون طريقة كنت نهيت الموضوع ولغيت العقد، ملوك صدقني انا سكت وقت سارة ما اتكلمت مش خوف على شكلي قدمها ولا قصدت معني الكلام اللي فهمتيه لما مشيت، انا كنت مشغول بفكرة لو حد تاني شفنا مع بعض بالشكل دا، وضعنا هيكون ايه وخصوصًا انتي.
صدقني انا مستغرب نفسي ومستغرب تفكيري ومستغرب اني قاعد كدا بكلمك وبعتزر عن خطأ عملته، وانا طول عمري معتزرتش لاي شخص مهما كان درجة قربته، ممكن بحكم شغلى واني عشت بشكل عملي.
ابتعد بناظره عنها شاردا بالفراغ متابعا… تعرفي من عشرين سنه عمري ما اتاخرت يوم على شغلي حتى وانا تعبان ؟ تعرفى انى اصلا محتار ليه النهاردة مرحتش ولغيت كل مواعيدي؟
حاولت في البدايه و اتحججت واقول هخرج ازاي والناس الموجوده دى هتقول ايه عليا؟! بس مع الوقت لقيت اني خايف اسيبك وحدك، حسيت، بانك مسئولة مني مقدرتش امشي وبنفس الوقت ثقتك وكلامك واسلوبك في اقناع العملاء بالحملة خلاني واقف مبهور بيكِ وعدى الوقت من غير ما اشعر، ابتسم وهو يعاود النظر لها…
طيب مخطرش على بالك عم اسماعيل عرف عنوان بيتك ازاي؟!
اعتدلت بجلستها ونظرت له بعد ان خفت شهقاتها وبكائها من حديثه لها، تستجديه بنظرتها يكمل…
نظر جلال داخل عينيها يتأمل لونها بعيدا عن تلك النظارات السميكه التى تخفي جمالها…
فكرة اليوم اللي جتي تعرضي عليا الحملة الأعلانية وانا رفضت..
هزت رأسها بالايجاب.
بعد ما خرجتي من المكتب راجعت كلامك معايا …
دون وعى منه اعاد تلك الخصلة الاصقة على وجنتها خلف أذنها متابعا…
وقتها افكارك بهرتني ومش بس كده.
نظرت له باعين عطشة للمزيد من تلك الكلمات التى حرمت على أذنها، تلك النبرة الدافئة بصوته البعيده عن الاستهزاء التمنر التقليل تلك النبرة التى افتقدتها منذ ان فقدت والديها ليكمل هو بابتسامه صغيرة جعلت حمرة من الخجل الفطرى تزحف لوجنتيها تطرق رأسها لاسفل بحرج ليرفع ذقنها بأنامله وعيناه تأسر خاصتها ام هى من أسرته حقا لا يعلم ولكن تلك اللحظه كانت ساحرة لكليهما بما حملته بين طياتها من سكينه لروحهما المجهده.
وقتهاطريقتك ولبسك التزامك بشرح افكارك بدون ابتذال او اغواء ودا حصل كتير من شخصيات تانيه حاولت تستدرجنى توقعنى فى شباكها…
بغريزة الانثىى الحمائية على ما يخصها احتدت نظراتها تساله بصمت: من تلك؟
فهم عليها وقد راقه ما رأه منها من حميه غيرة انثوية طبيعية ليكمل دون ان يهديها اجابه على سؤالها بابتسامه صغيرة موحيه جعلت اعينها تخفض من جديد بخجل ..
ده خلانى اتراجع وافكر اتعاقد معاكي بس اسلوبي وكلامي معاكي وبنفس الوقت كبر نفسي منعوني اعترف بدا قدام حد …
نزلت من الشركة علشان اجتماع غداء لاقيتك بتركبى تاكس بصراحه لحد دلوقت مش فاهم ازاى بس انا روحت وراكي وقلت احاول اتكلم معاكي في اي مكان بعيد عن الشركة واعتزر عن اسلوبي الفظ معاكي، ومشينا وراءالتاكسي ، لحد ما وصلنا لهنا، بس غيرت رأي اني اطلع لان الوقت كان اتأخر.
يبتسم لها ويكمل حديثه صدقني لو قلتلك انا مش عارف ليه قلت الكلام دا ولا اعتزرت ازاي وانا كنت داخل ليك عشان احملك كل اللي حصل.
اقترب بوجه من جبهتها يطبع قبله رقيقه أعلاها اغمضت على اثرها عينيها تزامنا مع همسه الدافئ
“حقك عليا”
تراخى جسدها لتمسك بياقه قميصه كطوق نجاه تدفن رأسها فى تجويف رقبته لتحاوطها ذراعه بتلقائيه يتمسك بها ومع تلك الدمعه الساقطه على صدره مرر يده على طول.ظهرها بحنية يهدئها بصمت.
أطلقت تنهيده طويلة لفحت انفاسها رقبته ليغمض عينيه يطوقها بكلتا ذراعيه يشتد فى ضمها له مع كل كلمه تخرج منها وذاك القرب عندما استقرت برأسها أعلى يساره بدأت وكأنها تخاطب قلبه لتصيبه سهام كلماتها بالأعماق.
_انا طول عمرى وحيدة، الدنيا بتخبط فيا، عشت كتير من وانا ست سنين من بعد وفاة بابا الرجل الوحيد ال لحد دلوقت معرفتش الأمان يعنى ايه الا معاه ومن بعده أمى ال ماتت ومن وانا عندى عشر سنين من بعدها محستش بالأمان غير دلوقت.
رفعت رأسها تنظر له وأثر شهقاتها لا يزال بصوتها المهتز المرتعش من البكاء وبصدق : شكرا يا جلال.
يهم بالحديث لتضع اصبعها على فاهه تمنعه من الكلام.
_شكرا على كل ال حصل انهاردة بداية من وجود العملاء ولو كنت نجحت انهاردة فى الاتفاقيات فده كله بسببك انتى وعلى الرغم من خوفى وتوترى وجودك جنبى طمئنى وادانى ثقه وحسيت انى مش لوحدى.
انا كنت كل ما ارفع عينى واشوفك كنت بشوف اهتمامك وخوفك …وبابتسامه صغيرة تابعت…وابتسامتك ال مقدرتش تخبيها مع كل عقد بتفق عليه.
تنهدت ولا تزال تنظر لعمق عينيه: خلتنى اخرج افضل ما عندى وتانى مرة لما دافعت عنى قدام سارة، كمان كان فيك تدافع عن نفسك او تسكت سارة بأي طريقة لكن انت محولتش تكسر اختك ولا تهنها قدامي وحتى لما خرجت محولتش تجري وراها وتبرأ نفسك، فضلت جنبي، انا لو كنت اتعصبت عليك فده مش علشان كلامك ال انت قولته، انا كنت زعلانه من نفسى، باستغراب نظر لها يسألها بحيرة: ليه؟
بابتسامه : ، بعد ده كله ومهمكش نفسك وبتسألنى فى ايه؟جلال قد ايه انت عظيم! أشكرك ياجلال.
طريقة نطقها باسمه بذاك الضعف الانثوى المحبب لقلب الرجل مع ابتسامتها هيئتها خارت أمامها قواه ليميل بوجهه نحو غايته التى جعلت دقات قلبه تتعالى منذ بداية حديثها وسؤال عقله الملح: كيف يكون مذاقها؟
رجفه اصابت قلبها لتتمسك به بوهن إطار اخر تماسكه ليتمادى وهى الساكنه بين يديه لن يشعرا بنفسهما وهو يكاد يتم زواجه منها حتى صدح صوت جرس الباب عاليا لتشهق بخضه تفيق على حالها لتشتد بضمها لع تخفى حالها بجسده ويدها على عيناه وبهمس خجل: غمض عينيك..
يضحك بعلو صوته يقبلها أعلى رأسها يعيد وضع المنشفة: هشوف مين الرزل ال جاى فى الوقت ده، خليكى زى ما انتى
يفتح باب المنزل ويقف بجمود بعدما تبين هوية الزائر، كان يتوقع تلك الزيارة ولكن ليس بتلك السرعه….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المخادعة والمغرور)