رواية المتيم الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سعيد
رواية المتيم الجزء الخامس
رواية المتيم البارت الخامس
رواية المتيم الحلقة الخامسة
اعتذر منكِ كثيرا “حوائي” فعندما تتحدثين لا تستمع اذناي لكي ، لان جميع حواسي تكون مرتكزة على شفتيك
تلك التفاحة المحرمة ، التي تأخذ لباب عقلى ، تضعفني الى اقصى حد
هل يسيطر احدا على احد فقط بعيناه عيناه و شفتاه و حمرت وجنتاه
انتِ تحتليني حبيبتي وكم اعشق احتلالك هذا
_______سلمي سعيد________
فتحت بيان جفنيها بتكاسل ، لتجحظ عيناها شاهقة بقوة كاتمة شهقتها ،وهي ترى وجه ادم مقابل لوجهها
بسكون العالم نائم بالقرب منها بقلب مجنون و عقل يتخدر ما ان يكون بقربها
اخذت أعين بيان المذعورة تنظر له وهي تكتم ثغرها ،وقد أخذ صدرها يعلو ويهبط ،كادت تصاب بذبحة صدرية من فزعها
تدارجت الامر وهي تعتدل جالسه على الاريكة وهي مازالت تنظر لذلك الرجل ،هكذا نائم بسكون وهدوء وكأنه ليس بخاطف مجنون يلقب خاطفته ب”حواء”
اخذت عيناها تتفرس وجهه ، وهي تشعر بتلك البعثرة والرجفه يسرون بجسدها مرة اخري ولكن عصف برأسها فجاة صورة هشام وكانها تذكرته توا
لتشهق مرة اخري وهي تحرك راسها برفض قاطع كل هذا الجنون ، يبدوا ان هذا المجنون قد بهت عليها جنونه
استقامت واقفه وهي تدور حول نفسها تفكر في طريقة للهرب ، فها هو ذلك المجنون نائم ، وهذا وقتها الوحيد للفرار منه
قبضت على اطراف فستان زفافها وعلى اطراف اناملها سارت باتجاه باب الغرفة لتهرب ، وضعت يدها على مقبض الباب بهدوء شديد و اغلقت عيناها بقوة..
لتحاول فتح الباب بهدوء ولكن لا يُفتح ،لتفتح عيناها وصدرها يعلوا ويهبط بخوف يشوبه الغضب والاصرار
حاولت مرارا وتكرارا ولكن لا يفتح الباب لتبداء في الضرب عليه بقوة جعلت ادم ينتفض من مكانه بلهفة يبحث بعيناه عن “حواء”
التفت بيان مستندا بظهرها على الباب وقد اخذت عيناها تنهمر بالدموع ، لتجد ادم استيقظ واقفا امامها بلهفة ينظر له لتصرخ به بكل ما تحمل من قوة وهي تسير باتجاهه بخطوات غاضبة قائلا :
ـ خرجني من هنا يا مجنون مشيني ، كفايه جنان لحد كده انا عايزة امشي ، ميهمنيش تموت نفسك ولا تعيش ،انا عايزة امشي
انهت حديثها وهي تضربه بقبضتي يدها صدر ادم بعنف ، وقد تملكها الغضب العارم وكأنها عبدة في احد السجون
قبض ادم على سعديها قائلا بمهوادا :
ـ حاضر حاضر هعملك كل اللي انت عايزاه بس اهدي ، متخوفنيش عليكي
توقفت بيان وهي تنظر له بترقب قائلا بهدوء مريب :
ـ اخوفك عليا
لتنفض يداه عنها وهي تهدر به قائلا :
ـ وانت مين اصلا عشان تخاف عليا ، اقولك انا انت مين انت واحد مجنون شاف بنت حلوة وقرر انه يخطفها من فراحها ، من غير ما يفكر في اي حاجة ، منغير ما يفكر فيها او في اهلها او اي حاجة غير جنانك بانها تبقي ليك
انهت حديثها وانفاسها اللاهثة تعلوا اكثر بغضب وقد قتم لون وجهها ، بينما ادم ظل واقفا بقلب ينزف الما وهو يرا تلك الدموع التي لم تتوقف عن الانهمار وذلك الحديث الذي ضرب قلبه بشكل اليم للغايه
الحقيقة ان جمالها اخاذ ، سالباً للانفاس ولكن ، كيف يشرح لها انه راء في حياته نساء لا يقال عنهم جميلات او تصفهم بعض مقايس الجمال حتي ، ولكن ايجود حديث بعد حديث القلب ، ذلك الغجري المتمرد باوصالنا ، هو من قرر ان يخطفها ما ان ضربت عيناها قلبه بالضربه القاضيه جعلته اسيرا لها
الم يقولوا ان العبودية قد انتهت ، لماذا اذا بحق الله تسعبد هي قلبه دون هوادا او رحمة بقلبه
جزبه من شروده بها حديثها وهي تنظر بداخل عيناه و بما تحمل من قوة و اصرار تحدثت :
ـ انا لا هخرج من هنا بمزاجك او غصب عنك ، وخليني اقولك على حاجة اخيرا مهمة اوي يا مجنون انت…انا بكرهك اوي
انهت حديثها بتلك الدقيقة الذي كان يطرق بها الباب ، لينظر كُل منهما الي باب الغرفة بقلوب فازعة هالعة
ليصدح صوت سيرين من خارج الغرفة قائلا :
ـ افتح يا ادم انا عايزاك ضروري ، بدر عايزك في المكتب بتاعه في موضوع مهم
التفتت بيان لادم ناظرة له بتردد قبل ان تهم بالصراخ ولكن قد فهم ادم سريعا ليقبض على زراعها جاعلا ظهرها مقابل لظهره ،واضعا يده الاخرى على ثغرها بقوة ، ليخرج صوته هو قائلا بصوت اجش :
ـ روحي انت يا سيرين انا جي وراكي حالا
ترددت سيرين قليلا قبل ان تذهب والقلق ينهش قلبها
بينما ظل ادم قابض على بيان التي تتحرك في احضانه بعنف شديد تحاول الفرار من حصاره ونزع يده الموضوعة على ثغرها ولكن لا يوجد اي تغير
ليتحدث ادم وهو يصر على اسنانه بجوار ازنها وقد توقد قلبه بغضب والم فجاة يعصفون به :
ـ مالك ايه اللي حصلك ، انتِ كنتي اهدا من كدا الصبح ، ايه اللي جرالك
انهي حديثه وهو يحررها من بين يديه لتبتعد عنه خطوتين ملتفه له قائلا بغضب عارم :
ـ في ان اليوم مش بيخلص واهلي مجوش ،وانا مش بصحي من الكابوس دا ابداً ،انت مين ها مين انت عشان تخطفني من فرحي ومن حياتي ، انت مين عشان تخليني ابقي خايفة كده.
كان يستمع لها ولا يستعب الحديث كثيرا ، هل تنتظر هادئة هكذا لانها تنتظر عائلتها ، هل تنتظر من ياخذها منه..
لا محالا انها مجنونه ، من هذا الذي سيأخذها منه ومن سيسمح لهم بالاساس
تقدم خطوة باتجاها لتعود هي للخلف خطوتين مشيرا له بسبابتها قائلا :
ـ اياك تقرب مني انت فاهم
حرك راسه برفض قائلا :
ـ مستحيل انتِ عمرك ما هتبعدي عني
انهي حديثه وهو يقطع المسافه بينهما اخذها بين اضلعه في عناق محموم كاد يهشم عظامها وقد سيطر الهزيان والخوف على قلبه ليتحدث بهزيان وهو يزيد من احتضانها :
ـ انا مصدقت لقيتك يا “حواء” ، انتِ ليه مش قادرة تفهمي ليه مش شايفة حبي المجنون بيكي في عنيا ، ليه مش شايفة ان لو حتي موت مش هيقدر حد يخدك مني
كان يهزي بينما بيان تغلق جفونها بعنف والم من احتضانه لها
كان يحتضنها بقلب ملهوف حتي الذوبان لا يعلم ذلك الالم الذي بين اضعله الم عشقه ام لم دموع عيناها الذي تتقاطر على قلبه مثل الجمر، لا يتحمل اي منهما
ولكن لا لن يجعلها تبتعد عنه انشاً واحدا ليبتعد عنها على مضض راكضا لغرفة الملابس ،تاركا بيان غير متزنه لتتحرك سريعا جالسه على الاريكة وهي تلتقط انفاسها وذلك النابض هناك بين اضعلها ينتفض بعواصف ذلك العناق الذي ترك اثر ليس بهين
خرج ادم من غرفة الملابس وبيده عبوة مغلقه جيدا ، انحني امام بيان الذي فتحت عيناها تنظر له ببهوت و قد خارت قواها لا تقدر على النطق بأي شئ
لتجده ينظر لها بوجه قاتم متوحش للغايه قائلا باصرار وقسوة تسمعها لمرتها الاولي بحياتها :
ـ انا مش هبعد عيني عنك دقيقة ولا انتِ هتبعدي عني
انهي حديثه وهو يخرج من تلك العبوة ، اسوارا جلديه سميكة تشبه الساعة ، وسريعا وقبل ان تستوعب بيان ما هذا كان ادم قد اغلقه على قدمها ، لتنتفض بيان بجلستها قائلا بزهول :
ـ ايه دا ،ايه البتاع دا شيله بسرعة.
حرك راسه رافضا قائلا باصرار وقوة وهو ينتصب واقفا بجزعه :
ـ دلوقتي اقدر اطمن ، اللي في رجلك دا GBS ، اي حركه بتتحركيها او هتتحركيها هعرف بيها ، كل عشرة متر بتعبديهم عني بيتبعتلي رساله على الفون ، اي محاوله انك تشيلي الجهاز من رجلك من غير الباسورد بتاعة ، هتتكهربي
_ اتكهرب
نطقتها بيان بذهول و تنظر له باعين جاحظه ، ليذداد زهولها وهي تراه يخرج هاتفه امامها ضاغطا على بعض الازرار ، لتسمع صوت قفل قوي يصدر من الجهاز مصدرا صوت صفير صغير ، وهي تؤا ضوء اخضر صغير يتوهج من ذلك السوار
وبينما هي مذهوله مما حدث توا ، مسح ادم على وجهه وهو يدور حول نفسه قائلا بغضب مكتوم :
ـ انا مش فاهم مالك ، الصبح مكنتيش كده كنتي هادية و كنت بحاول افهمك انا عملت كده ليه ، ولما كنت حاضنك..!!
نظر لها قائلا بتسأول :
ـ انتِ حسيتي بايه لما حضنتك ،وساعتيني ليه لما جرحت رقبتي
سؤال مفاجي جعلها اخفضت بصرها سريعا متهربة من الاجابة وهي تفرك يداها بعنف و صوت انفاسها يعلوا ، بينما غضبها من نفسها يتفاقم بداخلها
كان ينتظر اجابتها على احر من حمر ، وقدماه اخذت بالارتجاف..لتتحدث هي اخيرا بصوت خافت هاتفه:
ـ محستش بحاجة ، انا بس كنت خايفة زي ما انا خايفة دلوقتي ، و ساعدتك زي ما كنت هساعد اي حد مكانك
انهت حديثها ولم تشعر بذلك الذي تهشمت جميع اماله بانها رائت ولو جزء صغير مما يشعر به اتجاهها ، ابتلع غصه مريرة للغاية في صمت
ابتسم بألم قائلا بهدوء:
ـ كويس كده انا فهمت ، عن ازنك انا هخرج شوية وارجعلك تاني ، الاكل اهو كلي حاجة لحد ما ارجع ، و متحوليش تفتحي الباب او الڤارندا لان مفيش حاجة هتفتح معاكي غير بالكارت الحراري دا
رفعت بصرها تنظر له و لذلك الكارت بيده ، ليشيح هو عيناه بعيدا عنها مردفا:
ـ متحاوليش تعملي اي مجهود ملهوش لذمة لانك مش هتستفادي بحاجة
انهي حديثة وسار في طريقه لباب الغرفة وهي تتبعه بنظراتها الصامته وعيناها التي تلتمع بالدمع ، لتجده توقف قليلا وهو يقبض على مقبض الباب كانت تنتظر ان يلتفت لها ويقول شئ اخر ولكن وجدته فتح الباب وخرج فجاة غالبا الباب بعنف جعلها تنتفض مكانها
صمت موحش خيم على الغرفة الشاسعة تلك جعلتها تحتضن نفسها بزراعيها تشعر بانها حائرة تأئهة ، فتاة ذات ثامنه عشر ربيعاً تجلس بمفردها مع مشاعر تولدت فجاة من عناق من مجنون يقول انها له منذ الازل
ان ينفرد الشخص بنفسه و مشاعره هذا اكثر شئ مخيف قد يحدث
بهدوء ظلت هي جالسه وعيناها الملتمعة بالدموع تجوب المكان بتيه ، وهي تشعر بانها تريد ولدتها ان تكون هنا الان تحتضنها وان تسلبها من تلك المتاهة الذي هي بها
هل تعتمد كلمة قلبها الذي يحاكيها ان تستسلم لحديث وافعال ومشاعر ذلك المجنون
ام تعتمد الواقع الذي يحثها على ان تناضل امامه حتي تجدها عائلتها وتخرج من حقل جنونه هذا
_______ سلمي سعيد ________
“ادم”
يسير بلقب عاشق مهموم من يومه الاول ، حاملا اعبغء العالم فوقه ساحقه بقوة ، عيناه لا ترا اين يسير بل تحتفظ بعيناها التي كانت تنظر له ،جميع حواسه منفصله عن العالم ، لدرجة انه لم يستمع لذلك الرجل الاشقر الذي يسير خلفه يناديه بلكنه ايطاليه
وصعب الشاب يده على ذراع ادم يوقفه ،ليلتفت له ادم باستغراب ليجد الشاب يتحدث له بمزاح قائلا بالانجليزية :
ـ ماذا يا رجل الي اين انت ذاهب
نظر له ادم قليلا قبل ان يستجمع رابط جئشه متحدث بفتور:
ـ مرحبا ” جوناثان”
تحدث جوناثان قائلا باستغراب :
ـ ماذا بك يا رجل ما تلك الجروح بيدك ورقبتك ، انا الحقك منذ خمس دقائق مناديا عليك وانت لا تبالي ، ماذا بك يا رجل
ابتسم اليه ادم مردفاً:
ـ لا شئ جوناثان فقط حادث صغيرى لا تبالي ، اخبرني كيف حالك هل اتيت وحدك ام ماذا
جوناثان : لا لقد اتينا انا ولينا مع بعض الاصدقاء منذ اول اليوم وانا ابحث عنك ولكن لم اجدك ، لدي مشكلة كبيرة واريد مساعدتك بها يا صديقي ، حتي لقد اتيت اللي هنا حتي تساعدني بها
اردف ادمزبرحابه صدر:
ـ بالطبع يا صديقي اي شئ استطيع ان اساعدك به
اردف جوناثان بحماس:
ــ حسنا ، لقد قررت ان اتقدم بالزواج من مغن واريد المساعدة منك ، اعلم ان لديك افكار براقه بطرق التقديم للزواج واريدك ان تساعدني بان افعل هذا ، فـ مغن سوف تاتي نهاية هذا الاسبوع لان ظهر لها عملاً فجاة لذلك يجب ان تجد لي فكرة مناسبة قبل نهاية هذا الاسبوع يا رجل
ابتسم له ادم مردفا :
ـ احقاً يا رجل واخيرا قد اتخذت ذلك القرار ، بالتاكيد سوف اساعدك فانا كنت قد فقد الامل من ان تتقدم لتلك المراة لا اعلم كيف تحملتك لمدة سبع سنوات دون ان تتقدم لخطبتها ، حقا تلك المراة تستحق التقدير على قوة صبرها
جوناثان: انت محق يا رجل ،اعلم انني ترددت كثيرا ولكني كما تعلم ، لا احب تلك الروابط الرسمية تجعلني اخاف ولكن مغن تختلف كثيرا عن الاخريات لذلك لقد اتخذت قراري ، فأين ساجد امراة مثلها تعلمني عن ظهر قلب بين ليله وضحاها
اردف ادم مشجعن اياه:
ـ انه الصواب يا صديقي ، حسناً اتفقنا نهاية هذا الاسبوع سوف تتقدم لها بطريقة لم يسبق ان فعلها احد
اوماء له جوناثان قائلا :
ـ اتفقنا ،ولكن لم تخبرني لما كنت تسير حزينا هكذا ، هل هناك شئ ما
نكر ادم براسه قائلا بابتسامة مرحة:
ـ لا لا يوجد شئ يا رجل فقط كان يوماً شاقاً فقط
اوماء له جوناثان وانهوا الحديث بعدما اتفقوا على بعض الاشياء ، ثم ذهب كلً منهم في طريقه
طرق ادم على باب المكتب ودلف للداخل ليجد سيرين و بدر جالسين امام المكتب يتحدثون ، نظروا اليه لينهض بدر قائلا بغضب :
ـ انت كنت فين يا ادم
اوقف حديثه يد ادم التي رفعها امام وجهه ، قائلا بهدوء:
ـ استني يا بدر قبل اي كلمه ، شيرين و خالتي جاين عشان الكلام يبقي قصاد الكل
جلس عفى الاريكة منحني قليلا للامام ينظر ارضاً ، بينما كانت سيرين جالسه صامته وبدر يقف واضعاً يداه بجيب بنطاله
بعد عدة دقائق طرق الباب تلاه دلوف شيرين اخت ادم الصغرا وخلفها ، خالتها فاتن التي تضع اربون غريب الشكل فوق راسها وترتدي بلوزة يملأىها الورود والجيبه السوداء ، تبدو وكأنها احد موظفي الشؤون
تحدث فاتن ما ان رائت ادم امامها جالسا منحني مثل المهموم :
ـ واد يا ادم انت فين من الصبح، اتعدل لا يجيلك اتب
تنهد ادم قائلا :
ـ اقعدي يا خالتي بالله عليكي اتب ايه اللي هيجيلي اقعدي ، وانتِ يا شيرين تعالي اقعدي جنبي
اوماءت شيرين سريعا وهي تجلس لجواره بينما جلست فاتن مقابل سيرين ، وبدر على مقعده خلف مكتبه
تحدث ادم بعد عدة دقائق من الصمت الذي جعل شيرين وفاتن ينظرون اللي بعضهم باستغراب شديد وقلق خاصتاً وهم يروا تلك الجروح بيد وعنق ادم:
ـ انا مش عايز حد يقاطعني في اي كلمة هقولها لو سمحتوا
نهض واقفا بمنتصف الغرفة رافعاً راسه بكبرياء و ثقة قائلا :
ـ امبارح انا كنت في فرح انا وبدر ،وهناك قابلت البنت اللي بقالي سنين بدور عليها ، والبنت دي كانت العروسة وانا خطفتها من الفرح وجبتها معايا هنا ، وقبل ما اي حد فيكم يحكم عليا بائي شكل لازم تعرفوا ان الموضوع دا اهم عندي من حياتي
نهض بدر منتصباً قائلا بتسأول:
ـ يا جماعة احب اعرفكم بالبنت اللي ادم بيه خطفها ، او انتوا اصلا عرفنها لأن البلد كلها ومورهاش غير سيرة العروسة المخطوفة
شهقت شيرين وهي تنظر لادم مردفه :
ـ انت اللي خطفت بيان الجندي يا ادم
لتردف فاتن بتسأول وهي تلوي شفتتها جانباً :
ـ بت مين اللي خطفوها يا ادم ، وهو انت محتاج حاجة عشان تخطف بنات الناس وتطلب فلوس
لتنظر لها سيرين قائلا :
ـ فلوس ايه يا فاتن ، بيقولك بيحبها
نظر لهم ادم جميعاً مردفا بجدية :
ـ يا جماعة افهموا ، غصبن عني عملت كده مكنش ينفع اخليها تتجوز حد تاني
هدر بدري به بغضب قائلا :
ـ انت مجنون يا ادم ايه البرود اللي ببتكلم بيه دا ،انت عارف دي بنت مين ، كلها كام ساعة و رأفت التركي وابنه وسليم الجندي هيعرفوا مكانها ، وساعتها شاق اعمرك كله هيضيع وانت عارف يعني ايه فضيحة زي انك خاطف واحدة تنتشر في سوق السياحة يا ادم يعني كل حاجة هتروح ، شاق عمرك وعمري
ليردف ادم قائلا بنفس الهدوء والجمود:
ـ انت مسمعتش انا قولت ايه من شوية يا بدر ،ميهمنيش اي حاجة غيرها ، عشان كده قفل الاوتيل او اي حاجة تانيه ماتهمنيش
نهضت سيرين مقتربة منه قائلا بهدوء :
ـ ادم ، انت مش فاهم قصدنا احنا خايفين عليك الناس دي مش بتهزر
نظر لها آدم مردفاً :
ـ وانا كمان مش بهزر ، وانا اقدر اقف قدام الناس دي ازا كمان مش قليل
اومأت له وهي تقول بتأكيد:
ـ انت صح وانت كمان مش قليل ،بس احنا شغلنا سياحة يا ادم و كل الناس اللي بتنزل عندنا في الاوتيل ناس تقيله ومهمة لو حد شم خبر،على حاجة زي دي هندخل في مشكلة كبيرة اوي
قطع حديثهم شيرين التي تحدثت بخفوت قائلا :
ـ سيبك من كل دا يا ادم ، دي صغيره اوي عليك
نظر آدم لها قاطباً حاجبيه باستغراب قائلا :
ـ صغيرة عليا ازاي يعني
أضافت شيرين قائلا :
ـ كل المواقع بتقول انها لسه تامة ال١٨ سنة من اسبوعين ، يعني صغيرة اوي عليك ، و بعدين تلاقيها مرعوبة دلوقتي فاكرة انك هتعمل فيها حاجة
حرك آدم راسه برفض قائلا بهدوء:
ـ ولا خايفة ولا حاجة ، بالعكس دي هادية خالص
لتتدخل فاتن قائلا بتأكيد وغرور رافعه راسها :
ـ طبعاً هتبقي هادية ، وهو في واحدة تشوفك يا عين خالتك و متبقاش هادية ، واصلا هي كانت تطول ان انت تخطفها ، وانت حلو كده وطول بعرض بشورت وفانلة وكاب دا انت ولا احمد السقا في زمانه ، ربنا يكتبهالى والاقي اللي يخطفنى بدل ما انا كمكمت كده مكاني
لم تستطع شيرين او سيرين أن يكتمون ضحكاتهم على حديث فاتن بينما كان آدم عقله مشوش للغاية والذهول هو سيد عقله الان ، هل تلك الجميلة الفاتنة صغيرة لهذا الحد حسناً هي قصيرة وذات ملامح طفولية ولكن لم يكن يتوقع أنها صغيرة لذلك الحد
بداء صوت كل من في الغرفة يعلو ، ليحدث ضجة كبيرة ولا احد يستمع للاخر بينما ادم قد تركهم راكضاً للخارج فجاة
ليصمت الجميع ناظرين لذلك الباب الذي ظل مفتوحاً ، لتتحدث سيرين متنهدة بقوة:
ـ هو ليه مش فاهم احنا بنقول ايه
لتجيبها شيرين بهدوء قائلا :
ـ مش يمكن بيحبها بجد ، واللي بيحب مش بيشوف قدامه غير اللي بيحبه ، ولا ايه رايك يا بدر
نظر باتجاه بدر كل من سيرين وشيرين ، لينظر لشيرين ببعض الصمت لا يعلم ماذا يقول ليتحدث اخيرا قائلا بارتباك :
ـ معرفش ، بس الموضوع دا مش هيعدي على خير ابدا
________ سلمي سعيد _______
لم اندم بحياتي ابدا ولكنني نادما للغايه وانا اعلم ان هناك ثمانية عشر عاماً لم اكن معك بهم ، لم اكن بالقرب منك ، اراقب كل حركة تقومين بها..ولم تشاهدكي عيناي وانتِ تكبرين يوماً بعد يوم ، اشعر بندم تلك الأيام التي لم تكوني بها جواري تنهش قلبي دون هوادة
_________سلمي سعيد______
نهضت من جلستها تبحث عن شئ ما تهرب به من هنا ، حسناً قال لها الا تحاول ولكن من هو لتكن كلمته حكماً عليها
ذهبت باتجاه الباب تحاول فتحه بكل ما تحمل من قوة ولكن لا يوجد اي تغير ، ضربت الباب بقوة عائدة للخلف بيأس وغضب طفولي ، نظرت الي يسارها صدفة لتجد لوحة في حجم الاثنين متر تقريبا بمنتصف الحائط ، لجسد رجل يشبه جسد ذلك الادم مرتدي ملابس سوداء بينما مشوه بالوان كثيرة ، مالت براسها مستغربة قليلا وهي تنظر لتلك اللوحة ، اقتربت منها قليلا لتتأملها بوضوح
وضعت يدها على وجه اللوحة لتعود خطوتين للخلف بخوف وهي تجد اللوحة تتحرك جانبا ظاهرا غرفة خلفه
بيريبة تقدمت بيان دالفه للغرفة ، لتفتح عيناها بانبهار واضح وهي تجد حمام السباحة الكبير هذا غير مصدقة انها بغرفة بها حمام سباحة كبير هكذا ، انعكاس على حمام السباحة جعلها تنظر للاعلى بذهول اشد وهي تجد ذلك السقف الزجاجي الذي يعكس نجوم السماء بالماء في منظر خلاب للغاية أسر قلبها
كانت تنظر للمكان وقد وقعت في عشقه من جماله كانت مأخوذة وهي تقترب من حمام السباحة تتامل النجوم به ، ولم تشعر،بذلك الذي يقف خلفها
بقلب ينبض بجنون يتمني لو يحتضنها من الخلف ينحي شعرها قليلا مقبلا عنقها بشدة شاعرا بجسدها الغض الصغير بين اضلعه ، وبالفعل اقترب منها قاصدا فعل ذلك
كانت شاردة للغاية بالنجوم المنعكسة لتشعر فجاة بيد توضع على خصرها لتنتفض ملتفه بهلع وهي تصرخ فاقدة توازنها ساقطة بحمام السباحة ومعها ادم الذي سقط معها بسبب التفاتها له وتمسكها بقميصه
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتيم)