رواية المتاهة القاتلة الفصل السادس 6 بقلم حليمة عدادي
رواية المتاهة القاتلة الجزء السادس
رواية المتاهة القاتلة البارت السادس
رواية المتاهة القاتلة الحلقة السادسة
لم يفهم شيئًا مما تراه عيناه، جسم إنسان برأس حيوان ما هذا؟
هل هذا حلم أم حقيقة! أم من شدة التعب أصبح يتخيل أشياءً مستحيلة!
قطع شروده حين سحبه ذلك الشيء الذي وراءه، ومعه آخرون سحبوا البقية.
تحدث “جان” برعب، لم يعد يفهم شيئًا:
رام، إيه اللي بيحصل، اللي بشوفه دا حقيقي، دا إنسان برأس حيوان؟!
نظر إليه “رام” وهو لازال تحت تأثير الصدمة ثم تحدث:
أنا مش فاهم حاجة، هو دا حقيقة ولا حلم، المهم دلوقتِ هنهرب ازاي من المصيبة دي؟
التفت إلى الفتيات “إليف، ونايا” الدموع تغطي وجهيهما، أما “دينيز” فيبدو أنها ما زالت تحت تأثير الصدمة تنظر أمامها فقط، أما “ماريا” فلم تكن حالتها بأقل منها، جسدٌ بلا روح.
تحدث “جان” بنفاد صبر:
رام، خلينا نعمل حاجة، هيخدونا لفين.
ثم تحدث بصوتٍ عالٍ:
هتاخدونا لفين؟ احنا معملناش حاجة.
توقفوا واتجه إليه أحدهم، كان في الأمام، أمسك بـ”جان” من عنقه ورفعه لأعلى، لم تعد قدماه تلمسان الأرض، اختنق “جان” بين يديه.. شعر “رام” بالخوف على صديقه، لا يعلم من أين أتته الشجاعة، التفت إلى الشخص الذي خلفه وضربه بقوةٍ حتى سقط أرضًا، وركض ناحية الشخص الذي يمسك بـ”جان”، أخرج السكين من تحت ملابسه بسرعةٍ وطعنه، ارتخت يده من على رقبة “جان”، تركه وسقط الاثنان أرضًا.
حين سقط ذلك الشخص الغريب على الأرض، ركض ناحيته الذين كانوا معه، وتركوا الفتيات، استغل “رام” الفرصة حين انشغلوا بالشخص المصاب ويبدو عليهم الحزن، وركض وهو ممسكٍ بيد “إليف، ونايا”، وركض خلفه “جان” والفتيات.
صرخ “رام” حين سمع أصواتًا غريبة، والمكان كثرت فيه الأصوات:
اجروا بسرعة، المكان مش آمن، في حاجة غلط!
لم يكمل كلامه، صرخوا حين وقع “رام” والفتيات بداخل حفرة، لم ينتبهوا للفخ الذي نُصب لهم، وقف “جان، ودينيز” في آخر لحظة، قبل أن يسقطا نظر داخل الحفرة بخوفٍ من أن يكون قد أصاب أصدقاءهما مكروه، تنهد براحةٍ حين رآهم بخير.
فتحدث “جان” قائلًا:
رام، انتوا بخير متخافوش، ماريا، ساعديني، دينيز، تعالي.
اقتربت منه “ماريا” وهي ما زالت تحت تأثير الصدمة، أمسكوا يد “رام” وسحبوه، بعد مدة من المعاناة استطاعوا إخراجهم من الحفرة، جلسوا وهم يلهثون من التعب.. نظرت “ماريا” إلى أختيها واتخذت قرارًا حاسمًا، هي الآن بين أحضان الموت، هي من خرجت إلى هذا الطريق من دون أن تعرف وجهتها، هي السبب فيما يحدث لهما.
خوفها هو ما أوصلها إلى هنا، لو كانت تغلبت على خوفها، لم يكن ليحدث لهن هذا، الخوف كان سببًا فيما حدث لها، والآن سوف تتغلب على هذا الخوف كي تُخرج أختيها من قلب الخطر، نظرت إليهما.. ثم تحدثت بقوةٍ كأن الحياة قد عادت إليها من جديد:
أنا اللي خرجت للطريق دا علشان أهرب من الخوف اللي كنت فيه، بس مكنتش أعرف إني ههرب من خوف لخوف أكبر منه، ودلوقتِ أنا أخدت قرار.
نظروا إليها باستغرابٍ من حديثها القوي، وهم يتساءلون بينهم عن مقصدها، تحدث “رام” بتعبٍ ظاهرٍ على وجهه:
وإيه هو قرارك يا ماريا؟ احنا في متاهة، منعرفش هنخرج منها ازاي.
“ماريا”:
متيأسش يا رام، قراري هو إننا ندور على مكان آمن نبقى فيه لمدة علشان نستريح، وبعد كدا نفكر كويس هنعمل إيه، مش هنمشي وسط الغابة دي من غير تفكير، وكمان أنا اللي هحمي اخواتي، حتى لو كان الثمن حياتي، مش هسمح للخوف إنه يدخل قلبي، لو اليأس اتملك مننا مش هنقدر نخرج من هنا.
“جان”:
كلام ماريا صح، لازم نرتاح الأول علشان نقدر نفكر كويس، احنا بنمشي من غير هدف، أو مكان معين، وحالة دينيز مش كويسة، التعب باين عليها.
“رام”:
ارتاحوا شوية وبعدها نفكر، وكل واحد مننا يفكر في حل مناسب.
جميعهم رحبوا بالفكرة، وجلسوا يفكرون في حل، فجأة اهتزت أغصان الأشجار بقوةٍ وصدرت أصواتٌ مرعبة قادمة مثل العاصفة، شعروا بالخطر يقترب منهم.
تحدث “جان” بقلق:
رام، الصوت دا جاي منين؟ مش قادر أحدد مكانهم، هنهرب منين؟
“رام”:
الأصوات جاية من كل مكان كأنها عاصفة، اقعدوا على الأرض علشان نعرف الصوت…
لم يكمل كلامه وبدأت السهام تتطاير كالمطر فوق رؤوسهم، ومجموعة من الأشخاص لكل منهم رأس حيوان كالذين رأوهم من قبل أحاطوا بهم، كلما حاولوا التحرك زاد عدد السهام نحوهم.
تحدثت “ماريا” وهي تتفحص المكان:
حاصرونا في النص، هنخرج من هنا ازاي؟!
اقتربوا منهم.. رمى أحدهم شيئًا كان في يده، امتلأ المكان بالدخان فلم يعد أحدهم يرى الآخر، أحسوا بالاختناق وبدؤوا في السعال، كأن الهواء انقطع من حولهم حتى سقطوا أرضًا دون حراك.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتاهة القاتلة)