روايات

رواية المتاهة القاتلة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم حليمة عدادي

موقع كتابك في سطور

رواية المتاهة القاتلة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم حليمة عدادي

رواية المتاهة القاتلة الجزء الرابع والعشرون

رواية المتاهة القاتلة البارت الرابع والعشرون

المتاهة القاتلة
المتاهة القاتلة

رواية المتاهة القاتلة الحلقة الرابعة والعشرون

كانوا يحلمون ويخططون أحلامًا مع أحبتهم، لكن سعادتهم لم تدم.. ذهبت كل أحلامهم كالسراب وحل مكانها الرعب عندما زاد اهتزاز السفينة، كانوا ينتظرون “رام” الذي ذهب إلى قبطان السفينة لمعرفة السبب، تبخر أملهم وأصبحوا يخشون أن يحدث كما حدث في السابق وتبدأ متاهة جديدة في حياتهم، وقف كل واحدٍ منهم شاردًا يفكر في أمرٍ ما، الحزن خيَّم على المكان، مرت الدقائق عليهم كأنها أعوام، كانوا ينتظرون على أحر من الجمر، وعندما رأوا “رام” ركضوا إليه بلهفة، تحدثوا بصوتٍ واحد:
إيه اللي بيحصل يا رام؟ السفينة عطلت ولا إيه؟ اتكلم
أجابهم بابتسامة والفرحة تملأ عينيه:
فاضل شوية ونوصل لميناء إسطنبول، والاهتزاز دا بسبب قوة الرياح.
قفزوا بفرحةٍ وظهر السرور على ملامحهم، حلت البهجة في المكان، كل واحد منهم بقي يقول حلمه بكل حماس، كانت كلمات “رام” كالبلسم الذي شفى قلوبهم من الألم، كشمسٍ أشرقت بالأمل من جديد، ما أجمل الفرح!
تنهيدة حارة خرجت من صدره، استند بذراعيه إلى سور السفينة ينظر إلى السماء الصافية مع بزوغ الفجر، أخذ نفسًا عميقًا محملًا برائحة نسمات الهواء البارد، شرد يفكر في كل ما حدث لهم، ضميره يؤنبه لأنه كان السبب في كل الذي عاشه أصدقاؤه، بل هم إخوته، وفي الوقت نفسه سعيد لأن هذه المغامرة المجنونة التي خاضها كانت السبب في لقائه مع تلك الجميلة التي أسرت عقله، أخذ نفسًا وانتصب واقفًا، عقد يديه أمام صدره.. يفكر هل يا ترى ما زال ذلك البيت الصغير الذي استأجره موجودًا، فهو الآن أصبح مسؤولًا عن عائلة، وكذلك زواج صديقه، ظهر شبح ابتسامة على ثغره، فكر كيف يصارحها بحبه، هو لا يريد الانتظار أكثر، يريدها أن تكون معه لبقية حياته، أفاق من شروده على يدٍ توضع على كتفه، استدار.. وجدها تنظر إليه، تحدثت قائلة:
رام، أنت كويس؟ بتفكر بإيه؟ لسه الجرح بيوجعك؟
نظر إليها فوجد معالم وجهها حزينة، ورأى الخوف والقلق ظاهرين عليها، ابتسم وتحدث قائلًا:
متخافيش أنا كويس، نسيت موضوع الجرح، أنتِ كويسة؟
نظرت إليه وتنهدت بتعب أنهك روحها، تلألأت الدموع في عينيها وتحدثت قائلة:
هربت من الخطر اللي هنا، ورحت لخطر تاني، ودلوقتِ رجعت لنفس المكان، يا ترى إيه الخطر اللي هنتعرض له دلوقتِ.
يؤلمه قلبه كلما رأى حزنها، فدموعها تخنقه، تحدث قائلًا:
مش هتروحي لأي مكان من دلوقتِ، أنتِ هتفضلي معايا، مش هسمح للخطر إنه يقرب منك تاني.
تنهدت بتعب، ومسحت دموعها بأناملها وتحدثت:
أنت ذنبك إيه علشان تستحملني أنا وأخواتي، أنا مش عايزة إننا نكون عبء على حد.
نظر إليها مطولًا، تحدث بشرود:
أنتِ شبه القمر، حالك بيتغير كل ثانية، أوقات بتكوني منورة وسعيدة، وأوقات في حاجة بتكون نقصاكِ بتخليكِ باهتة شوية، لكن في كل الأحوال أنتِ قمر بتنوري سما غيرك وأنتِ مطفية.
أكمل كلامه وهو ينظر إلى عينيها:
عمري ما عرفت إيه هو الحب، أنا عشت بعيد عن الحب والحنان، مكنتش بصدق الحب، ولما شوفتك صدفة أسرتِ قلبي، وقتها صدقت نبض قلبي لما سمعت دقاته وحسيت إنه هيطلع من صدري، كنت خايف الحجر يؤذي رجليكِ، كنت بخاف التعب يكسر قلبك، في كل خطر تتعرضي ليه كنت بحس إن قلبي بيطلع من مكانه، كنت بخاف إني أفقدك، كل اللي بتمناه سعادتك، ابتسامتك هي اللي بتزرع الأمل جوايا من جديد.
احمرت وجنتاها بخجلٍ وتحدثت:
كل الحب دا ليّ؟ أنا كنت طمعانة بالقليل.
أيوه ليكِ أنتِ، أول نبضة لقلبي.
صفق بيديه وتحدث بصوت عالٍ:
تعالوا هنا بسرعة.
اجتمع الكل حوله ينظرون نحوه بتساؤل، نظر إليهم بابتسامة، نزع خيطًا من ملابسه ثم عقده على شكل دائرة، وجثا على ركبتيه أمامها والسعادة تطل من عينيه، تحدث بحب:
سيدتي الجميلة، تقبلي تكوني صديقتي وأختي، تقبلي تكوني لقلبي بيت ومأوى وسند.
نزلت دمعة من مقلتيها، وابتسامة تزين ثغرها، مسحت دموعها بيدٍ مرتعشة، وكست حمرة الخجل وجنتيها، أجابته بصوتٍ تُبعث منه السعادة قائلة:
أقبل.
مدت يدها له، وضع ذلك الخيط في إصبعها وقبّل يدها، وتحدث قائلًا:
دا مجرد خيط لبدايتنا، كأنه رباط بينا، نوصل بس بالسلامة وأنا هجيبلك أحلى خاتم يليق بيكِ.
تعالت التهاني بفرحة، لقد مر زمن طويل والحزن ينهش قلوبهم، حان وقت الفرح، حان وقت الراحة، وقفوا يشاهدون طلوع الشمس بنورها الساطع، تهللت أساريرهم حين رأوا موطنهم، نعم موطنهم، رأوا وصولهم إلى الميناء، يا لها من سعادة! فقد اشتاقوا لسماع أصوات الطيور وهي تغرد بصوتها العذب، وكأنها تعزف ألحانًا.
وقفت السفينة بهدوء، لم ينتظروا ونزلوا ركضًا، يشعرون بالحرية، وقفت “ماريا” تنظر إلى السفينة تارة، وإلى أصدقائها تارة أخرى، هنا بدأت الحكاية، نعم.. هنا عاشت الألم، لكن فازت بأصدقاء وحبٍ جميل، تحركت باتجاه “رام” عندما رأته يتشاجر مع صاحب السفينة، اقتربت منهما لكي تعرف ما يحدث، تحدث صاحب السفينة بصوتٍ غاضب:
أنا عايز شغل أو فلوس، مش عايز أتشرد معاك.
حاول “رام” أن يسيطر على غضبه وقال:
قلتلك معنديش شغل، أنا هدورلك على شغل بس استنى شوية.
رفض الرجل وظل مصرًا على رأيه، كان يصرخ بغضبٍ وبصوتٍ عالٍ ويدفع “رام” بيديه، وقفت “ماريا” بينهما وتحدثت قائلة:
أنا عندي حل يرضي الطرفين.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتاهة القاتلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى