رواية المتاهة القاتلة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم حليمة عدادي
رواية المتاهة القاتلة الجزء الحادي والعشرون
رواية المتاهة القاتلة البارت الحادي والعشرون
رواية المتاهة القاتلة الحلقة الحادية والعشرون
دق قلبه بهلعٍ كالعاصفة، وشحب لون وجهه وكاد يسقط، لولا أن “جان” كان قريبًا منه فأمسك به، وقف ينتظر أن يكمل ذلك الحارس كلامه؛ كي يطمئن قلبه الذي كاد يخرج من مكانه.
أكمل الحارس كلامه:
سيدي، البنت المصابة حرارتها مرتفعة، ومش عارف أعمل إيه، والأعشاب مجابتش معاها نتيجة.
زفر “جون” بمللٍ من حديثه، ولم يهتم أبدًا، ثم نظر إليه بلا مبالاة وقال:
احنا عملنا اللي علينا، لو ماتت ارموها في البحر ملهاش لازمة.
عندما سمع “رام” حديثهم أحس بالراحة قليلًا، عندما علم أنها ما زالت على قيد الحياة، لكن ما أغضبه كيف له ألا يكترث لحالها، هو لن يسمح أن يحدث لها مكروه حتى لو كلفه ذلك حياته، ترك ما بيده وركض نحوهم، وما إن اقترب منه حتى حاول السيطرة على غضبه وتحدث:
إنت ليه مش مهتم بحالة البنت، دي هتموت.. أنا هروحلها.
نظر إليه “جون” بسخرية وتحدث ضاحكًا:
موضوع البنت انتهى، روح شوف شغلك مفيش وقت ليها.
كوّر “رام” يده بغضب وبرزت عروقه، اقترب منه بعينين حمراوين وتحدث قائلًا:
أنا هروحلها وصاحبي هيكمل بقية الشغل، أنا مش هتأخر.
فكر “جون” قليلًا، وضع يده على شعره وهو ينظر نحو “رام” بتفحص، حاول “رام” معه عدة مرات.. لكن “جون” كان مصرًا على بقائه، طفح كيل “رام” ولم يعد يتحمل أكثر من هذا، نظر إلى الرجال من حوله وأدرك أنه لا يستطيع أن يتجاوزهم، أو أن يفر منهم، رأى بندقيةً على الأرض لكنها قريبة من “جون”، فكر قليلًا.. ثم انحنى إلى الأرض والتقط حجرًا، نظروا إليه باستغراب، فأمسك “رام” بالحجر وقذفه باتجاه أحد القوارب، نظر إليه “جون” بغضبٍ وتحدث قائلًا:
أنت اتجننت! أنت بتعمل إيه؟ قولي رميت الحجر ليه.
ابتسم “رام” بخبث، فقط وصل إلى ما يريد، نظر إلى “جون” وتحدث سريعًا:
في حد ورا القوارب كان هيرمي عليك نار، وأنا رميته بالحجر علشان تاخذ بالك.
أحس “جون” بالغضب، وأمر رجاله بالقبض على هذا الشخص الغريب الذي يريد قتله، تحرك رجاله سريعًا في المكان، هنا استغل “رام” انشغالهم وتحرك سريعًا، حمل البندقية ووقف خلف “جون” الذي كان يصرخ برجاله، وضع “رام” البندقية على رأسه، حاول “جون” أن يستدير، لكن كلمات “رام” أوقفته حين قال:
لو اتحركت خطوة واحدة الرصاصة هتكون في رأسك، يلا وديني لمكانها.
عندما أدرك جون أنه قد وقع في فخ “رام”، غضب غضبًا شديدًا، لكنه خاف أن يفعلها “رام”، فيبدو أنه جادٌ في كلامه، تحرك و”رام” يتبعه ورجاله خلفه، ترك “جان” ما بيده ولحق بهم وهو يضحك على صديقه، حتى وصلوا أمام مجموعة أكواخ من الخشب، دخل “جون” وهو يغلي.. أصبح وجهه أحمر من شدة الغضب، دخل إلى الداخل و”رام” ما زال يمسك بالبندقية ومصوبها نحو رأسه، نظر إلى صديقه ففهم “جان” ما يريده “رام”، اقترب منه وأمسك منه البندقية، تحرك “رام” وتحدث قائلًا:
لو حاول إنه يعمل أي حركة فرغها في راسه.
نظر “رام” إلى”ماريا”، كانت نائمة على الأرض لونها شاحب، ظهر على محياها علامات الحزن والألم التي احتلت ملامحه، نزلت دمعة من مقلتيه، غزا قلبه شعور بالقهر وهو يرى كيف أصبحت تلك الوردة المتفتحة شاحبة، وضع يده على رأسها، وجد أن حرارتها مرتفعة، نظر إلى جون وتحدث قائلًا:
قول لرجالتك يجيبوا ميه وقطعة قماش.
زفر “جون” بغضب، فهو يرى أن هذا ضياع للوقت، لا يهم إن ماتت، لكن هو مجبر على تنفيذ طلباته وإلا فإن هذا العاشق سوف يقتله، نظر إلى رجاله وأمرهم أن يحضروا ما طلبه، بعد عدة دقائق جلبوا له ما طلب، شرع في وضع الكمادات على رأسها وطلب منه أن يحضروا لها شوربة ساخنة، هنا لم يتحمل “جون” أكثر وصرخ بصوتٍ عالٍ قائلًا:
اوعى تفكر إنك تتأمر علينا، مفيش شوربة وقول لدا يبعد عني.
لم يكترث “رام” لكلامه وطلب من “جان” أن يكون متيقظًا، خرج يبحث عن أي شيءٍ ساخن، اشتم رائحة طعام تنبعث من أحد الأكواخ، ركض إليهم ودخل دون أن يفكر، صُدم عندما وجد “نايا” تطبخ و”دينيز” تجلس على الأرض تبكي وهي ممسكةً بقدمها، تهللت أساريرهما عند رؤيته، ركضتا نحوه وهما تبكيان بكاءً يقطع القلب، أحس بالحزن الشديد لما وصلوا له، احتضنهما ثم ابتعد عنهما ومسح دموعهما، وأخبرهما بما يريده، من حسن حظه فقد كانتا تعدان الطعام ويوجد حساء، حمل إناءً خشبيًا يوجد بداخله الحساء، وهما حملتا الماء، طلب منهما أن تذهبا معه، ركضتا خلفه بخوفٍ شديدٍ من تلك المرأة، “دينيز” كانت تعرج بسبب جرح قدمها والألم احتل ملامحها.
وعندما دخلوا عند “ماريا” ساعدوها على الجلوس، فتحت “ماريا” عينيها بصعوبةٍ بالغة، حاولت إخراج الكلمات من حلقها، تحدثت بهمسٍ قائلة:
رام، رام.
أحس بالسعادة حين نادته كأنها عزفت على أوتار قلبه، ساعدها لكي تأكل، شربت القليل ثم أعادها إلى مكانها.
أما عن “جان”، فقد أحس بالقلق عندما رأى صغيرته وهي تعرج، لكن ما أوقع قلبه حين رأى دموعها، “دينيز” مسحت دموعها بظهر يدها، لا تريد لأحدٍ منهم أن يراها لكيلا يشعروا بالحزن أكثر، لكن قد فات الأوان فـ”جان” قد رأى دموع صغيرته، نسي أمر “جون” وأصبح كل تركيزه معها، لم يشعر بنفسه حتى استدار “جون” وسحب منه البندقية بقوة، هنا انتبه “جان”، لكن كان الأوان قد فات.
رفع رجال “جون” أسلحتهم حين أمرهم سيدهم بذلك، دفع “جان” إلى الوراء وتحدث بغضب:
كنتوا فاكرين إن الموضوع هيطول يا عاشق.
استدار “رام” سريعًا واحتل الغضب وجهه، حين رأى “جان” يقف بجانب “دينيز” وينظر نحوه بأسفٍ وحزن، فهو يدرك أنه أخطأ حين فقد تركيزه، لكن ماذا يفعل بقلبه اللعين الذي لا يتحمل رؤية طفلته حزينة.
تنهد “رام”.. فهو يعلم أنه قد زاد الطين بلة، وأن هذا الرجل لا يملك قلبًا، ولن يرحمهم وهم على شفا حرفة من الخطر، تحدث بهدوء:
عايز إيه؟ أنا طلبت منك بهدوء وأنت رفضت وخلص الموضوع.
رفع “جون” سلاحه وهو غاضب، والشرر يتطاير من عينيه، كان يوزع نظره بينهم، فاقترب من “رام” حتى أصبحا في مواجهة بعضهما وتحدث قائلًا:
أبدأ بمين يا ترى؟
ثم وضع يده على طرف فمه كأنه يفكر: أبدأ بالصغيرة، أو حبيبة القلب دا، احنا هنتسلى.
اقترب منه “رام” أكثر وأمسك بفوهة البندقية، وضعها على صدره وقال:
أنا أهو قدامك، اوعى تقرب منهم.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتاهة القاتلة)