رواية المتاهة القاتلة الفصل الحادي عشر 11 بقلم حليمة عدادي
رواية المتاهة القاتلة الجزء الحادي عشر
رواية المتاهة القاتلة البارت الحادي عشر
رواية المتاهة القاتلة الحلقة الحادية عشر
بعد يومين من السير، أنهك التعب والجوع والعطش أجسادهم، أصبحوا يتناولون أي شيءٍ من العُشب أو الأشجار البرية، فقد تمزقت أحذيتهم، وأصبح حالهم يُرثى له.. فقدوا الأمل في الخروج من هذه المتاهة، وجلسوا لكي يأخذوا قسطًا من الراحة فلم تعد لهم طاقة للسير.
نظرت “ماريا” إلى أختها في ألم، فقد كانت تتألم من قدميها بعدما تمزق حذاؤها بالكامل، خلعت “ماريا” حذاءها من قدميها واستبدلته بحذاءِ أختها، رفضت “نايا” رفضًا تامًا، فهي تعلم كم ضحت “ماريا” من أجلهما، وكم تألمت من أجل إسعادهما، لقد عاشت لأجلهما، كانت هي الأم والسند، ولكن “ماريا” أصرت أن تأخذ أختها حذاءها، نظر إليهما “رام”.. ثم اقترب منهما وتحدث قائلًا:
لا ماريا مينفعش، طب خدي البسي جزمتي.
نظرت إليه مطولًا.. ثم رفضت، أختاها مسؤولتان منها، وهي من يجب عليها حمايتهما، ولكن تحت إصرار “رام” أخذت حذاءه وهو أخذ قطاعة حذائها، يعلم أنه لن يحميه من الحجر، ولكن لا يهم.
جاءت “ماريا” كي تتحدث… أوقفها “رام” بإشارةٍ من يده، ثم ابتعد عنهما قليلًا، وجلس وأسند ظهره إلى الشجرة، نظر إلى السماء بشرود.. وضع يدَه على قلبِه الذي كان يخفق عشقًا لتلك الفتاة، التي كان لقاؤها مصادفة، وأصبح لعنةً أصابت قلبه، أقسم إن دقات قلبه أصبحت مسموعة.
أفاق من شروده على يدٍ وُضعت على كتفه.. التفت فوجد “جان” ينظر إليه متسائلًا عن حالته هذه، فهو يعرفه جيدًا عند حزنه أو فرحته.
تنهد وكأنه يحمل على قلبه حجرًا، ثم تحدث وعيناه تلمعان قائلًا:
أنا مش خايف من المتاهة، أكيد هنلاقي مخرج.
“جان” متعجبًا!:
طب أنت خايف من إيه؟
“رام”:
خايف من حب مكنتش عامل حسابه، متاهة عينيها مالهاش مخرج.
ابتسم “جان” حين علم ما يجول في بال صديقه، فهو يرى نظراته إليها ولمعة عينيه عند النظر إليها، نظر إليها “رام” يتأملها بحبٍ وتحدث قائلًا:
خشيت النظر إليها، فيعاقبني الله بالبعد عنها، لولا مخافتي الله لمكثت أمام عينيها أبدَ الدهر.
ابتسم “جان” بفرحة من أجل صديقه، وتحدث يخبره ألا ييأس مهما ضاقت فستُفرج، وهو يريدها حلالًا له، يعلم صدقه وحبه الواضح وضوح الشمس، هو أكثر من يفرح لفرحه، جلس “جان” بجانبه يبادله الحديث، وطلب منه البقاء هنا ليأخذوا قسطًا من الراحة ويأكلوا القليل من التوت، فهو أصبح غذاءهم الأساسي.
وقف “رام”، تحركا باتجاه الفتيات، نظرت إليهما “دينيز” وتحدثت بغضب:
كنتوا بتتكلموا في إيه بعيد عننا؟ إيه بتفكروا تهربوا وتسيبونا هنا، صح، اعترفوا؟
ضحك “جان” من تصرف صغيرته، فهو يعلم أنها تغضب حين يفعلان أي شيء من دونها، وما زالت تفعل الشيء نفسه.
تنهد “رام” وتحدث قائلًا:
دينيز، أنتوا مسؤولين مني، وأنا مش هسيبكم مهما حصل، أنا هفضل معاكم لحد ما أخرجكم من هنا.
وبعد ما نخرج من هنا، هتسيبنا مش كدا؟
هز “رام” رأسه برفض:
مش هسيبكم، احنا هنعيش مع بعض في بيتنا الصغير، بإذن الله هنخرج من هنا.
لمعت عينا “دينيز” بفرحة كأنها طفلة، وهي تسأله هل يمكن لهم أخذ “ماريا” وأختيها معهم، فهي اعتادت عليهن وأصبحن جزءًا من حياتها.
ماريا، أنتِ معندكيش مانع صح، هتيجي معانا؟
نظرت إليهم “ماريا” وإلى الحب الذي بينهم، وكم هم سعداء كأنهم إخوة، خوفهم على بعضهم، حبهم لبعضهم، على الرغم من أنهم ليس لهم عائلة صنعوا عائلة جميلة.
ابتسمت “ماريا” وتحدثت قائلة:
يعني عادي أكون معاكم أنا وأخواتي، بس مش عايزة أتقل عليكم، أنا هعرف أتصرف.
نظر إليها “رام”.. كيف لها أن تقول إنها ثقل عليه وهو مستعد لفعل أي شيء من أجلها، رفضت “ماريا”، ولكن أختيها أصرتا على الذهاب معه، نعم هي أحبته، ولكن أصبحت تخشى الفراق، تتألم كلما فكرت فيه، نظرت إلى فرحة أختيها، وكيف تبادلوا جميعهم الحب خلال هذه الفترة القصيرة، هي أيضًا اعتادتهم ولن تقدر على فراقهم، ابتسمت وتحدثت قائلة:
احنا معاكم، انتوا بقيتوا أخواتنا.
بعد مدةٍ من الحديث بينهم حتى حل الليل، جلسوا تحت ضوء القمر الساطع يتأملون جمال السماء، الصمت كان سيد المكان، فجأة قفزوا بفزعٍ على صوت صرخة قوية، تفحصوا المكان بالقرب منهم ولكن لا يرون شيئًا، بعدها تعالى صوت ضحكات من كل ناحية، تحدث “جان” بفزع:
رام، إيه دا؟ الضحك جاي من كل مكان، دا إنس ولا جن؟!
تحدثت “إليف” ببكاء:
أنا خايفة، مين اللي بيضحك؟
أكملت إليف كلامها، فجأة نزل حبل من فوق الشجرة والتف حول عنقها وسحبها إلى أعلى بقوة.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتاهة القاتلة)