روايات

رواية قانون آيتن الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الجزء الثالث والعشرون

رواية قانون آيتن البارت الثالث والعشرون

رواية قانون آيتن الحلقة الثالثة والعشرون

أمسكها من كتفيها ، ورفعها لتقف ، ورفع رأسها إليه قائلاً بحزم:
-حصل ايه يا ايتن احكيلي..
أغلقت عينيها وهاجمتها الذكريات بقسوة .. ذكريات كانت تخفيها في زاوية مقيدة بذاكرتها تحاول أن تنساها ولا تنساها ، ذكريات مؤلمة تدمر لحظاتها
-من 5 سنين كده..ظهر شاب في حياتي كان جارنا ومعجب بيا واتقدملي اتخطبنا وكان وقتها صاحب العمارة بيضايقنا كتير و بيتلكك عشان مفيش معانا راجل لدرجة أنه قدم بلاغ فينا بالكدب لحد ما مهاب دافع عننا وخلاه يندم أنه عمل كده..مهاب كان قبل ما اكتشف حقيقيه كان راجل بجد..وكانت علاقاته العامة قوية وله معارف كتير عشان كده دافع عني بسهولة.. و قولتله انا مش عايزاك تجرحني زي بابا قالي انا عمري ما اعمل حاجة تضايقك واللى فات من عمرك ده خلاص راح..طبعا حبيته وكنت مبسوطة جدا معاه..زي ما يكون ربنا بعتلي الراجل اللي هيعوضني..هيعوضني عن قسوة ابويا..بس كان في حاجة غريبة كانت واحدة جارتي قالتهالي مرة..ان مهاب كان من عيلة مش كبيرة اوي وكان بيشتغل في شركة مكان عادي ومرتبه ميسمحش انه يمتلك كل ده..عربية غالية جدا واراضي وكان عنده شقتين باسمه..ده غير فلوسه اللي في البنك..بصراحة شكيت شوية بس لما سألته قالي ان ده ورث أبوه من جده وكان مقسم لكل واحد فيهم وهو عايش..وهو حط فلوسه في مشاريع لحد ما كبرت..طبعا انا صدقت وخلاص عادي..مهاب كان بيتعامل معايا بكل احترام جدا..لحد ما قرر

 

يعملي مفاجأة بمناسبة اني دخلت الكلية وكنت جايبة مجموع حلو في الثانوي بس هو أجل لحد ما نتخطب واقدم في الكلية، يومها جابلي هدية وقالي أنه في عزومة مع صحابه و مراتاتهم عند المزرعة بتاعة حد منهم وأنهم عايزين يتعرفوا عليا..وطبعا استأذن ماما و وافقت لأن مرات صاحبه دي اتصلت بيها تعزمني تاني وكلمت ماما وقالتلها أنها عايزة تتعرف عليا وعدى عليا بعد المغرب و روحت معاه، الغريب أن مش كلهم معاهم زوجاتهم زي ما قالي، ما عدا واحد بس منهم اللي مراته كلمتني وحتى مكنتش قاعدة معانا طول الوقت… بعدها كان في واحد من صحابه دول قالي أن شكلي حلو وبمعنى أدق عاكسني بس بطريقة غير مباشرة طبعا من غير ما مهاب يكون قاعد…
فلاش باك..
ذهبت إليه قائلة بصدمة :
– مهاب .. صاحبك اللي قاعد هناك ده عاكسني
قهقه قائلا بضحكة و برود :
– تلاقيكي بيتهيألك بس أو ميقصدكيش
ليردف قائلا ببرود :
– وبعدين حتى لو قاصد .. ما طبيعي أي راجل يعجب ببنت حلوة
رمقته بكل ذهول ليتراجع بعدها بضحكة مزيفة قائلا :
– بهزر طبعا…هو بجد عاكسك ؟

 

– أيوة يا مهاب … يلا نمشي..وبعدين فين الستات اللي موجودة زي ما قولتلي … مفيش غير صاحبة العزومة و دي مقعدتش معايا كتير
– في ايه يا آيتن … انتي بتغيري جو .. هو انتي قفل كده ليه ؟
– أنا برضو اللي قفل ولا انت اللي غريب النهاردة أوي.. انا مش مصدقة…انت ازاي بتكلمني كده بكل برود و كمان انا مش مرتاحة وانا قاعدة لوحدي كده ومعظمهم رجالة في المكان…
– خلاص يا ايتن هي اتحسبت علينا عزومة…هنقعد نتغدا يا حبيبتي و نمشي… و مش هخرجك تاني مع صحابي
بعد قليل تقدمت منها زوجة صديقه قائلة بابتسامة :
– ايه رأيك تيجي تساعديني في تجهيز السفرة؟
نظرت إلى مهاب ليطلب منها أن يمضي اليوم بسلام حتى يذهبوا.. فأومأت برأسها وهي تدخل معها المطبخ تساعدها في تجهيز طاولة الطعام بالخارج…وأثناء دخولها مطبخ الڤيلا مرة أخرى…وجدت مهاب بالغرفة التي بجانب المطبخ، وهو يرتدي بنطالاً فقط ، لكنها كانت المرة الأولى التي رآته فيها هكذا، ثم أغمضت عينيها وقالت له:
– انت لابس كده ازاي؟
رد قائلا:

 

– هو انتي مكسوفة ليه؟
كانت عيناها مرتعبة في ذلك الوقت بخوف, لدرجة أنها كادت أن تخرج, ولكنه كان الاسرع منها فهو سحبها بشدة نحوه قائلا بنبرة شيطانية:
-انا ما صدقت الفرصة جاتلي وأخيرا بقينا لوحدنا..بقالي 6 شهور طالع عيني دلع و مسؤلية وعامل نفسي راجل بجد عشانك..انتي الوحيدة اللي الحوار طول كدا معاها..
لقد صدمت وأخبرته بصوت عال بصراخ:
-انت ماسكني كده ليه…سيبني
– هقولك على السر اللي محدش يعرفه و سبب ان عندي الفلوس دي كلها انه..
لم تستطع ايتن استكمال الحديث وهي تبكي بعنف وألم .. جلست على الأرض ترتجف .. فانحنى حمزة بجانبها وأمسك رأسها ودفنها في صدره وهو يهمس بهدوء في أذنيها:
-اهدي يا حبيبتي.. ومتخافيش ابدا
اكملت بصوت منقطع..متحشرج وهي تعود إلى الماضي مرة أخرى، ومهاب يكتم فمها من محاولاتها للصراخ قائلا بنبرة حادة:
– متخافيش انا مش هلمسك زي ما انتي فاكرة … صاحبي اللي عاكسك هو اللي حابب يكون معاكي.. اظن انتي كده فهمتي انا بشتغل ايه !
ليدفعها نحو الغرفة وهو يغلقها خلفهم لتدفع الباب وتحاول فتحه وتصرخ بعنف وقوة وتضربه بكل ما تطوله يدها ولكن لا فائدة …

 

قال بنفاذ صبر بنبرة متعصبة:
– انتي الوحيدة اللي صبرت عليها عشان مكنتيش بتوافقي نخرج لوحدنا خالص ولا حتي اوصلك بعربيتي..
صاحت بنبرة متألمة بتوسل :
– سيبني امشي وانا مش هقول لحد على السر ده..
قهقه بضحكة عالية :
– هو دخول الحمام زي خروجه..بقولك دي فرصة عمري اللي بقالي 6 شهور مستنيها..انا صبرت عليكي عشان حبيت وجودي معاكي
رمقته باشمئزاز قائلة بانهيار :
– بس انا حبيت مهاب الراجل اللي بجد مش انت.. انت واحد تاني قدامي …اسوء واحد اتكسف حتى اقول عنك راجل
وجدته يشد شعرها بقوة ومن ثم صفعها على وجهها قائلا:
– الاتنين واحد بس اللي قدامك ده مهاب الحقيقي التاني كان لابس قناع يتداري فيه..وبعدين خلينا نتفاهم كدا عشان تتبسطي..
صرخت قائلة:
-تفاهم ايه انا اتصدمت فيك..

 

-انتي لو بنت زكية واقفة فعلا فى ضهر خطيبها اللي هيبقى جوزها احنا ممكن نوصل لدرجة من الغنى مانقدرش نتخيله
اقترب نحوها يمسك ذراعها بقوة آلمتها قائلا بحقد :
– خليكي كده هتفضلي غبية، ياريتني كنت بنت كنت عارف كويس انا هعمل ايه
بصقت على وجهه بكره :
– ما أنت كده فعلا … أنت بالنسبة لي مبقتش راجل خلاص
لم تمضى لحظة واحدة حتى و شعرت بسخونة وجنتيها اثر صفعته لتقع ارضاً تنظر نحوه بخوف، ليصرخ بها قائلا:
– انتي هتتبسطي وهخليكي مش محتاجة اي حاجة.
..ولو مسمعتيش اللي بقوله هخليكي تشوفي ايام سودة في عمرك..فوافقي بمزاجك احسن ما اخليكي تندمي..
كور يده بشدة وتحولت عيناه إلى كتلة من السواد .. سواد جعله أشد قسوة مما كان عليه .. بينما هي هتفت من الألم وهي تتنفس بصعوبة:
– حرام عليك يا مهاب …سيبني…انا مش كده …انا مش كده صدقني
وجدته يضرب رأسها بالحائط ويصرخ بشكل مرعب قائلا:
– انتي اللي جبتيه لنفسك
صفعها بكل قوته وبلا رحمة.. لم تكن تعرف حتى كيف أن تصرخ أكثر من هذا .. فنبرة صوتها أصبحت ضعيفة مع كل صفعة قوية منه , وجدته يخبرها أن هذه “قرصة اذن بسيطة” من أجل التأديب .. بحق الله … من منهم يستحق التأديب !
ظل أن يفعل هذا طوال اليوم ويضربها بشدة .. ويسمعها كلمات بشعة مرعبة .. لم تستطع تحمل الألم .. كانت ستموت بين يديه حرفياً

 

انتهاء الفلاش باك..
صرخت ايتن وهي تخبأ وجهها في تيشرت حمزة..همست بقهر:
-انت عارف لو كان حصل كنت هتدمر طول عمري..وانا كان اهون عليا اموت ولا يعمل كدا..لحد ما لقيته بيهددني بأمي..طبعا اترعبت.. بعدها البنت اللي قال إنها مرات صاحبه دي … صعبت عليها وهي كانت ضحية قبلي بس ملقيتش حد ينقذها .. كانت مبسوطة من تصميمي وان انا مستحملة كل اللي عملوا فيا … وقتها هي اتكلمت معايا لما هو طلب منها تعقلني..وتعرفني حصلها ايه … وأنه الموضوع كأنه اعتداء حصل معاها … ساعتها هي قالتلي اعملي نفسك انك موافقة وانا هتصرف …. طلب منها تساعدني اغير هدومي…وبعدها كان المفروض صاحبه ده مستني يعمل كده ومهاب كان مشي وسابني….اللي فهمته أنه بيمشي في اللحظة دي و بيستنى في عربيته…. استنت هي مكاني في الاوضة … وخرجتني من باب جانبي من المزرعة وقالتلي اهرب على طول، وانا بهرب سمعت صوت الراجل ده بيتخانق معاها … بعدها صوت تكسير زجاج …وعرفت أن هي خبطته بحاجة وصرخت قالتلي ملكيش دعوة اهربي بسرعة قبل ما مهاب يرجع يكتشف اللي عملناه … وتقريبا الراجل اللي كان معاها ده كان اغمى عليه أو معرفش حصله ايه..ركبت تاكسي ورجعت البيت..اخدت امي وحكيتلها كل حاجة..وقعدنا عند دنيا صاحبتي..وعمها كان شغال في الجامعة..راح اداني ملفي عشان احول تجارة انجلش جامعة إسكندرية..وسألته ينفع يحطلي زي نسخة كدا في جامعة الفيوم..عشان يبان ان انا لسة في الجامعة..طبعا مكنش ينفع بس هو حاول وعمل كدا..وبعدين جينا اسكندرية واخدنا شقة هنا..واتعرفت علي خديجة في اخر سنة ليا في الجامعة..بس من يومها وانا اتغيرت تماما..بقيت قوية اووووي..الضعف والطبية بتاعة زمان اتمسحوا نهائي..مبقتش بصاحب أي حد ولا بثق في حد بسهولة..وطبعا الحب ده كان اخر حاجة ممكن أفكر فيها.. وبعدها اشتغلت في فندق هاني..كان وقتها هو وخديجة لسه متخطبوش رسمي بس كان مكلم باباها في الموضوع وهي كانت لسه متخرجة وعايزة تشتغل الاول..وبدأت اطلع كل طاقتي في الشغل لحد ما نجحت و وصلت للي انا فيه
تأوه من الألم عليها وهو يرى عينيها اللتين أصبحتا لون الدم ، والدموع الساخنة تنهمر على خديها .. فحاصر كتفيها بيديه محاولا تهدئتها:

 

-اهدي يا ايتن..كل ده عدى خلاص مفيش خطر تاني
همست ايتن برعب:
-المشكلة ان انا خايفة يعملي حاجة..خصوصا انه ظهر من قريب وهددني
تذكر ما كانت تعيشه من قبل بخوف ورعب .. رأى حالتها تزداد سوءا .. ارتجف جسدها أكثر فأكثر .. زاد صوت بكائها وأصبحت تبكي وتصرخ .. لم يجد مفر إلا لاحتوائها بين ذراعيه ، يمشط شعرها بيده بحنان ، ويهمس بهدوء:
-خلاص والله كل حاجة هتبقي تمام..بس اهدي بقي..محدش هيجي جمبك طول ما انا موجود ومعاكي..علي جثتي لو حد اذاكي
لتجيب هي بصعوبة وسط شهقاتها:
-ده..ده…كان…
عانقها أكثر فأغمض عينيه بغضب لأنها تعرضت لهذه الصدمة في الماضي، مهددًا بداخله بأسوأ عقاب لهذا الشخص.
ليهمس بهدوء:
-انسي..انسي يا ايتن..عايزك تمحي كل ده من ذاكرتك..صعب انا عارف بس حاولي تنسي عشان ترتاحي
بقيا فترة علي هذا الوضع لتهدأ هي من نوبة بكائها تلك..مرت فترة من الصمت ليقطعها هو بنبرة هادئة
قائلا بابتسامة :
-جعانة؟ اجيبلك حاجة تاكليها

 

نظرت نحوه لحظات قبل ان تردف:
-لا..خليك جنبي و بس..انا عايزة انام..ومش عايزة ابقى لوحدي
ربت علي شعرها بنبرة حانية:
-انتي مش لوحدك .. انا جنبك وهفضل..خليكي متأكدة من ده
همست بقلق:
-يعني مش هتسيبني خالص
همس في اذنها :
-لا مش هسيبك..و بعدين انا متعودتش عليكي كده..انا متعود علي ايتن القوية..القوية اوي..انا مش عاوزك تتعبي بمجرد التفكير في اي حاجة وحشة..مش عايزك تضعفي او تخافي من حد وانا معاكي..فاهمة؟؟؟
بينما هي تفكر في الأمر حقًا.
الى متى سوف تخاف؟ الى متى ترى وجه ذلك الخسيس في كل الرجال .. الى متى ؟؟!
أغمضت عينيها بروح منهكة .. لأول مرة شعرت بالأمان .. الأمان الذي سلب منها .. أخيرًا وجدت سلامها وهدأت روحها .. شعرت بالاطمئنان بين ذراعيه .. وعدها بأنه لن يسمح بحدوث أي شيء سيئ لها .. وحمزة رجل لا يخلف بوعده .. كلاهما أغمض أعينهما وهما يعانقان بعضهما البعض كروح واحدة.
_____________________

 

مرت ساعتان..غفوت ايتن في حضنه..بينما هو لم يستطع النوم..رن منبه هاتفه بموعد صلاة الفجر كعادته..ولكن هذا اليوم قلقت ايتن وشعرت به يتحرك من جانبها..عادت للوعي لتنظر قليلا إليه..فوجدته يدلف الى الحمام توضأ وخرج بعد خمس دقائق..
وجدها نهضت من علي السرير..وعيناها تنظر إليه
حمزة بحرج:
-اسف لو المنبه صحاكي..كملي نوم طيب
هزت رأسها بنفي:
-لا ابدا..ده عشان انا منمتش كويس بس
ثم زمت شفتيها بضيق عندما وجدته خارج من الغرفة:
-انت رايح فين؟ مش هتنام تاني ؟
حمزة بابتسامة :
-لا يا حبيبي..هصلي الفجر و ارجعلك
-انت بتصلي الفجر في ميعاده ماشاء الله ؟؟
قهقه بدهشة من نبرتها :
-اكيد الحمد لله..انا متعود على كده
ايتن بارتباك:
-اصل..كنت فاكراك يعني مبتصليش في نفس الميعاد
هز رأسه بتفهم:

 

-لا الحمد لله بصليه في ميعاده
ارتسمت علي شفتيها ابتسامة جميلة، دلفت بسرعة إلى غرفة الملابس واخذت منشفة..ثم دلفت إلى غرفتهم لتناوله المنشفة يجفف بها..بينما حمزة كان سعيدا لاهتمامها به
صلى السنة ثم الفجر..وجلس يسبح قليلا كعادته..ثم قرأ ما تيسر من القرآن من سورة “يس” التى تعود ان يقرأها دائما بعد صلاة الفجر بالتحديد..وفي أثناء قراءته وهو جالس علي الأرض
جاءت ايتن وهي ترتدي إسدال أزرق..وحجابه الأزرق الذي زادها جمالا..ابتسم فور رؤيتها بهذا المنظر..ثم تابع قراءة السورة..بينما هي تكومت في حضنه..وهو مازال يقرأ السورة..كما لو كانت قطة تجلس بجانبه في هدوء وسكينة مستمتعة بدفئ من بجانبها
اخذها تجلس بجانبه ويمسح على حجابها..وهو يقرأ وعيناه في المصحف..وكأنه محتضنا ابنته ذات الثلاث سنوات جاءت لتجلس في حضن ابيها
ليستكمل آخر آيات في السورة بصوته المريح الهاديء
“أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ* إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ* فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”
اغلق المصحف وانهي بصدق الله العظيم..ثم قبل رأس ايتن وهي مغمضة عيناها مبتسمة في حضنه
هتفت ايتن باستغراب:
-انا بجد مبسوطة انك ماشاء الله بتقرأ القرآن بالتجويد..
حمزة بتبرير:
-القرآن عشان في مدرستي كانوا بيهتموا بالقرآن شوية..مع انها لغات بس بصراحة مأهملوش النقطة دي
ثم أردف بابتسامة:

 

-تاني نقطة بصلي في مواعيدي ازاي..هقولك حاجة..انا حاطط دايما في دماغي ان ربنا مش بيبارك في حاجة بتأخرني عن الصلاة وان احنا اصلا مش كاملين وحياتنا فيها حاجات غلط طبعا..فالصلاة بالتزام دي الباب المتوارب مع ربنا دايما وهي اساس البركة في حياتنا..ماما كانت دايما معوداني ان حتى لو اتأخرت وجت صلاة علي صلاة اني منامش في يوم الا لما اصلي كل اللي عليا..لحد ما اتعودت اصلي كل فرض في وقته
– أنا كمان بصلي كل الفروض لكن دائما عندي مشكلة..مبعرفش انتظم في المواعيد وصلاة الفجر يوم اجازتي بس لما ماما بتصحيني معاها
أشار علي قلبها، قائلا باتزان:
-عارفة لو علقتي قلبك بيها..هتبقي انتي اللي مستنية الاذان يأذن..وهتحسي ان هي مكان الراحة الوحيد في حياتك..في جملة بابا قالهالي زمان لما كنت صغير وبتهرب من اني اصلي معاه..الجملة دي معلقة معايا جدا..قالي لما بيجي وقت آذان الصلاة “ربنا بيتهيأ لملاقتنا” فتخيلي كده ان ربنا بيبقي مستنيكي..
ايتن بشرود:
-ماما دايما تقولي تخيلي اول ما الاذان يأذن ان الشيطان بيتحدي ربنا تقوم ولا لا
كشر حمزة وهو يقاطعها:
-فطبعا مش هتخذلي ربنا..اكيد هتقومي
بعد صمت دام لدقائق
سألها بفضول:
-صحيح ايه اكتر حاجة ممكن تخوفك او نقطة ضعفك في الحياة؟!

 

ردت بدون تفكير:
-ان امي تمشي في يوم..انا عارفة ان الموت أمر لابد منه..بس بدعي ربنا يخلي اليوم ده متأخر اوي..او يبقى يومي قبلها
-بعد الشر عليكي وعليها..انتي من النوع اللي بيبقى عارف نهاية الرواية او علي الأقل ملامحها وبتبقي واثقة ان النهاية محتومة لكن برضو بتبقي خايفة منها
هزت رأسها بنفي:
-انا مش خايفة من النهاية..انا عارفة اني مش هقدر اعيش وهي بعيدة..مش خوف من حاجة قد خوفي اني ارجع البيت في يوم وملاقيش نفسها فيه
-ربنا يطول في عمرها
ثم اردف حمزة بإعجاب :
-بس قوليلي بقي ايه القمر ده
ردت ايتن بخجل:
-بجد شكلي حلو بالطرحة؟
غمز لها قائلا :
-هو فيه احلي من كده؟
ايتن بتلقائية:
-انت
شعرت بالخجل من تسرعها، ثم نهضت وهي تتهرب منه:
-اه صحيح.. انا هقوم اصلي الفجر وهتعود على الميعاد ده معاك..
-تمام يا حبيبتي
_________________

 

بعد مرور عدة أيام …
في صباح يوم جديد وبالتحديد .. الساعة السادسة صباحاً
استيقظت آيتن على رنين هاتفها .. رفعت خصلات شعرها بينما كانت كفها الأخرى على فمها تتثاءب..جاءها ذلك الصوت الرجولي على الطرف الآخر:
-ايه يا ايتن..انتي لسة نايمة؟
ردت بنعاس:
– اجازة بقى وكده .. اومال انت نزلت بدري امتى؟
حمزة بنبرة قاطعة:
-طيب يلا قومي وفوقي كده وغيري هدومك..عشان هاخدك نخرج بره
زمت شفتيها بضيق، قائلة بتوسل:
-حرام عليك..حد يخرج الساعة 6 الصبح..خلينا بالليل عشان خاطري
قاطعها بخشونة، غير مهتم لتوسلها:
-قومي بلاش كسل..نص ساعة وهعدي عليكي
ايتن بتذمر:
-لا..مش قادرة عايزة اناام بجد
ابتسم بمكر وهو يقول:
– طيب عموما قدامك ساعة بالظبط… هعدي عليكي ولو ملقتكيش جاهزة…هتصرف انا..
قاطعته بسرعة وهي تعتدل بالجلوس:
-خلاص..انا صحيت اهو
أمرها بحذر قبل ان يغلق المكالمة :

 

-تمام..والبسي حاجة طويلة شوية
زفرت بضيق ، لأنها لم تكن معتادة على شخص ما يتحكم بها هكذا.
ثم قامت وأخذت حماماً منعشاً .. اختارت أن تلبس بنطال جينز وبلوزة بيضاء طويلة..أخيرًا ، رسمت عينيها بالماسكرا ووضعت أحمر شفاه.
خرجت بعد أن انتهت ووجدته يناديها وكان ينتظرها في أسفل المبنى..لتجده متكئًا على سيارته ، اقتربت منه ، تهمس بهدوء:
-صباح الفل
وضعت يداها حول خصرها، قائلة بنعاس:
-يا صباح القلق
جلست بالمقعد الأمامي في سيارته وبدأ بالتحرك، سألته بفضول:
-ها هتوديني فين؟
رمقها عبر المرآة يبتسم ابتسامة ماكرة وكأنه يخفي شيئا ما عنها، قائلا بحدة:
– اولا مينفعش تسألي احنا رايحين فين..هتعرفي لما نوصل..
عقدت حاجبيها معلنة عدم رضاها على كلامه شابكة ذراعيها حول صدرها، قائلة بمشاكسة بصوت خافت:
– هتلر والله
رمقها بحدة:
-سمعتك على فكرة
هتفت بقوة:
-ما تسمع..هو انا هخاف منك؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قانون آيتن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى