رواية الماسة المكسورة الفصل الخامس 5 بقلم ليلة عادل
رواية الماسة المكسورة الجزء الخامس
رواية الماسة المكسورة البارت الخامس
رواية الماسة المكسورة الحلقة الخامسة
[عنوان حلقة .. فرصة للحياه ]
_ الاسكندريه
_ المقهى ١ص
_ نشاهد حور متسطحة على الأرض في سبات عميق داخل المطبخ، لكنها بدات ان تفتح عينيها بستغراب ، يبدو أنها استمعت لأصوات فتح الباب، فتحت عينيها، وهى تحركها بتوتر، نهضت حتى جلست، وأخذت تتصنت على هذا الصوت، تأكدت أن هناك شخص ما يقوم بفتح الباب، تملك القلق والخوف منها، نهضت مسرعة وأمسكت إحدى السكاكين بوضع الهجوم، وتوجهت إلى الباب فور فتحه، حاولت الهجوم على ذلك الرجل، لكنها تجمدت مكانها ووقعت السكينة من بين يديها واتسعت عيناها، حين شاهدت ذلك الرجل المتوقف أمامها وهو يبتسم بشماته وثقة.
إسماعيل بابتسامة باردة وبوتيرة استهزاء : كنتي فاكرة نفسك هتقدري تهربي مني أكتر من كدة ؟؟ كان غيرك أشطر .
رمقته حور بعين تملأها الدموع بجسد يهتز من الخوف وقالت بصوت محشرج وتلعثم .
حور بتلعثم شديد : اااا سس اسمممماعيل .
اقترب منها ومد يده ووضعها ع كتفها ……
وهنا نشاهد يد ماهر وهي تهز حور من كتفها وهي مستغرقة في نومها وتخترف بلسانها، لقد كان كابوساً مرعبا لها .
حور وهى تخرج أصوات غريبة بخترفة : اممم اممم اسماعيل.
ماهر وهو يحاول إيقاظها : دينا، دينا .
فتحت حور عينيها برعب وجسدها ينتفض و بأنفاس مكتومه تنظر باتساع عينيها له برعب دون التحدث .
ماهر بلطف : معلش يا بنتي أنتي كنتي مكبسه .
نهضت حور وجلست وهى تحاول أن تستوعب وتتمالك أعصابها، جلب لها ماهر كوب من الماء .
ماهر وهو يعطي لها الكوب : اشربي يلا .
حور وهي تاخذ الكوب منه بتساؤل : هي الساعة كام .
ماهر : ١٠ .
حور بصدمه : ١٠ !!! يــــا نمت كل دة ( بتبرير) أنا آسفة، لأني ماصحتش في الميعاد، لأني نضفت امبارح القهوة كلها والحمامات والمطبخ زى ما طلبت مني، مخلصتش إلا وش الفجر، ونمت محستش بنفسي إلا دلوقت .
ماهر بحنان : ولا يهمك يلا قومى جبتلك فطار معايا .
حور : حاضر .
رحل ماهر من أمامها نظرت لأثاره بألم ع حالها… عادت بشعرها للخلف وهي تقول بغل: ربنا ياخدك يا اسماعيل حتى أحلامي مش سيبها .
(( بعد دقائق ))
_ نشاهد ماهر يجلس ع إحدى الطاولات وأمامه سندوتشات من الفول والطعميه وبطاطس
بعد قليل جاءت حور معها كوب من الشاي وجلست ع المقعد المقابل له .
حور : عملتك كوبايه شاي عشان تبلع بيها.
ماهر بحنان : تسلم ايدك. يلا كلي بسم الله.
حور : بسم الله الرحمن الرحيم وأخذت السندوتش وبدأت بتناوله .
ماهر وهو ينظر من حوله بنبهار مما صنعته : بس ايه تسلم ايديكي خليتي القهوة ألسطااا .
تبسمت له دون تحدث كان يبدو أنها تريد أن تقول شيء .
تحمت حور بإحراج : احم عم ماهر ممكن آخد تليفونك أصلي عايزة أكلم أمي .
ماهر : طبعاً .. أخرج هاتفه من جيبه .
أخرجت حور عبوة الدواء التي كان مدون عليها رقم مصطفى، وقامت بالاتصال به وأخذت تتصنع أنها تتحدث مع والدتها …
مع تقاطع الصورة بين حور ومصطفى، الذى يتحدث من المستشفى .
مصطفى بخضة : الو عم ماهر في حاجة .
حور تبتسم و تحاول التمثيل بإتقان : الو مين معايا …أنتي مها ، عاملة ايه يابت، وأمك. عاملة ايه ؟؟
نظر مصطفى بستغراب أبعد هاتفه من على أذنه ونظر له لكي يتأكد من الاسم ثم عاد و وضعه على أذنه مرة أخرى وبتساؤل
مصطفى : مين معايا ؟ .
حور. : يا بت أنا أختك دينا، بكلمك من تليفون الراجل اللي باشتغل عنده، لحد ما أشتري تليفون، مالك مش مركزة ليه .
بدأ مصطفى يستوعب أنها حور، وأنها تقوم بفعل هذا الشيء من أجل تنفيذ خطتهما .
مصطفى بتفهم و بابتسامة لطيفة : حور آسف .
حور وهى محافظة ع ثباتها بقوة : أمك فين .
(وفجأة تحولت ملامحها إلى فزع ) … ايه ؟؟؟ يالهوى .. امتى !! لا أنا جاية النهارده … لا هاجي … ازاي متتتصليش ؟؟ مش مديكى تليفون ابرار … ماشي اقفلي اقفلي .. أغلقت الهاتف .
تبسم مصطفى عليها وهو يقول بصوت منخفض : حقيقي كدابه .
**********************
_ عند حور في المقهي
_ مسحت حور اسم مصطفى مسرعة، وكتبت رقم غريب … و أثناء ذلك قال ماهر .
ماهر بتساؤل بخضه : دينا مالها أمك .
حور بتوتر وتصنع الحزن : تعبانة، لازم أسافرلها، مش فاهمة حاجة من مها، الله يخليك يا عم ماهر، ممكن تديني يوميتي، وتسلفني فوقها عشرين جنيه، هبعتهملك والله لما أوصل، عشان بس المواصلات .
ماهر بحنان : ٢٠ جنيه يا بنتي ! أنا هديكى ٢٠٠ جيني، وتجيبي لأمك الدوا .
حور : إن شالله يخليك يا عم ماهر، ويباركلك، أنا همشى ع الظهر يكون مؤمن رجع .
ماهر : ماشي هترجعي تاني؟ .
حور بحزن مصحوب بحيرة : مش عارفة، مابقتش عارفة الدنيا مخبية ليا إيه !!! ، مين عارف يمكن نتقابل تاني، شكراً يا عمي إنك وقفت جنبي .
ماهر بحنان : أنتي زي بنتي يا دينا ، بس ياريت تعملي حسابك وانتي جاية تجيبي معاكي أوراقك الشخصية .
حور : حاضر يا عم ماهر
💓____💞بقلمي ليلة عادل 💞____💓
_ مدينه بورسعيد
_فى أحد الأقسام
سيارة اسماعيل ٩ص
_ نشاهد اسماعيل يهبط من السيارة مهرولا متجهاً نحو باب القسم….. فور دخوله من الباب الرئيسي تقابل مع الظابط حمدي .
اسماعيل بلهفة وهو يتحرك بخطوات سريعة وبنبرة رجولية حاده : هي فين يا حمدي انطق ؟
أجابه حمدي مسرعا : جوه يا باشا قاعدة في اوضه الظابط وحرجت على اي حد يدخل عليها .
اسماعيل بتنبيه : أوعى يكون حد مسها .
حمدي : لا يا باشا محدش مسها .
تحرك مسرعاً حتى وصل لأحد الغرف .
فتح اسماعيل الباب.. دخل بعض الخطوات وعلى وجهه نظرات سعادة .
لكنها تحولت فور أن رأى تلك الفتاه التي تجلس على الأريكه وهي تبكي بشدة ورعب .
دقق النظر فى ملامحها وجز على اسنانه بغل وغضب يعصف بداخله خرج للخارج في صمت.
نظر حمدي باستغراب ثم ذهب خلف اسماعيل
حمدي : إيه يا باشا اللي حصل .
توقف اسماعيل فجأة استدار له ودفعه على الحائط ووضع يديه على رقبته باختناق بعين غامت بالسواد بنظرات مستوحشة شرسة.
اسماعيل بنبرة مرعبه : أنت بتلعب يا حمدي جايبني من القاهره لبورسعيد عشان واحدة شبهها !! افهم من ده ايه إنك بتلعب، وإنك مش عارف شكلها، يعني أنت طول المدة دي ممكن تكون شفتها أو وصلت لحاجة وأنت مش متأكد .
حمدي بتوتر : يا باشا أنا أي واحدة بشوف إن فيها ملامح منها بوقفها، والبنت دي شبهها بشكل كبير توقعت إنها هي بس مغير شكلها بالمكياج .
اسماعيل : ليه ما سألتهاش اسمك ايه ؟
حمدي : سألتها طبعاً بس افتكرتها بتكذب، لأن مكنش معها أي إثبات شخصية، توقعت أنها بتحور في الكلام .
اسماعيل بشدة : توقعت !! أنت بتلعب يا حمدي ولو فضلت تلعب كده رقبتك هتكون الثمن ..
رفع يده من على رقبته بنظرة مرعبة ..
وتحرك إلى الخارج… نظر حمدي إلى آثاره بتوتر وهو يأخد أنفاسه بخوف .
ثم نادى بصوت عالي قائلا : فؤاد .
رد عليه صوت من بعيد : ايه يا باشا .
حمدي : مشي البت… (تحدث مع نفسة)معرفش هتفضل في القرف ده لحد امتى ؟؟ .
بقلمي ليلةعادل 。◕‿◕。🌹♥️
_ في إحدى العيادات ١٢م
_ نشاهد الطبيب يجلس ع مقعد مكتبه، وهو يقرأ أحد التحاليل، وكان يبدو ع ملامح وجهه الأسف، رفع عينيه من على الأوراق ونظر أمامه ….
وهنا نشاهد سليم يجلس على المقعد الأمامي للمكتب، و هو ينظر له بلهفة و قلق كأن ينتظر منه خبر مفرح يتشوق لسماعه.
رفع الطبيب عينيه من على الأوراق باعتذار : للأسف يا سليم بيه الوضع زي ما هو .
سليم بضيق هو يتحدث من بين أسنانه : ٥ سنين وأنت بتقولي نفس الجملة، ( بشغف شديد) أنا عايز أخلف يا دكتور .
الطبيب : احنا بنحاول نعمل كل اللي في ايدينا، احنا مش مقصرين، وأنا فهمتك حالتك مش صعبة ، وإن شاءالله العلاج هيجيب نتيجة، أدينا بنسعى .
سليم بوجع و يأس : شكلي بجري ورا سراب .
الطبيب : اتعشم في ربنا وإن شاء الله خير .
سليم وهو يهز رأسه بنعم وبحزن : إن شاء الله، عن إذنك .
خرج سليم من الغرفة وكان يبدو عليه الحزن الشديد وعينيه تترقرق بها الدموع .
____💞بقلمي ليلة عادل 💞_____
_ جامعة المستقبل ١٢م
_ مظهر عام للجامعة من الداخل مع حركة الطلبة…
ثم نقترب من مبنى كلية الحقوق .
_ كلية الحقوق
_ أحد المدرجات
_ نشاهد الطلبة يجلسون في المحاضرة وهم يستمعون إلى المحاضر بتركيز شديد .. مع المحاضر
الذي كان يبدو أنه فى أواخر العشرينات… وأثناء الشرح ..
كانت عيناه تقع على إحدى الطالبات التى تجلس على أول مدرج ..
فتاة جميلة ذات شعر بني داكن الطويل وعيون سوداء واسعة بوجه طفولي شديد البياض به نمش شديد الذى يزيد جملها جمالاً …
ترتدي ملابس محتشمة….. كانت تكتب كل ما يقوله المحاضر .. وهو ينظر لها باهتمام وحب وكانت هي تركز بما تقوم به .
كانت تجلس بجوارها إحدى صديقاتها التي كانت منتبهة لنظرات المحاضر…. همست لها بمزاح : سلوى دكتور طارق مشلش عينه من عليكي، الحب بهدله حتى وهو هنا مش قادر يتخطى أنه خطيبك .
سلوى بضيق مبطن : هشش ركزي بدل مخليه يطردك .
و أثناء ذلك رن هاتفها نظرت بطرف عينيها بضيق وأغلقت الهاتف … ولم يظهر اسم المتصل ..رن مرة أخرى.. أغلقت هاتفها بالكامل بزهق ووضعته في حقيبتها….( يبدو أنه شخص غير مرغوب به)
وبعد وقت انتهت المحاضرة اقترب طارق من البيدج الذى تجلس بيه سلوى وتوقف أمامها باهتمام
طارق : سلوى أنا هعمل مكالمة مع دكتور شحاته وأطلعلك اوكيه .
هزت سلوى رأسها بايجاب وقالت : ماشي هستناك في الممر .
خرجت سلوي مع صديقتها للخارج .
فور خروجهما من الباب….. توقفت بصدمة وهي تركز النظر على شاب الذي يقف و يستند على الحائط المقابل لها، يبدو أنه في انتظارها ..
كان شاب طويل القامة قوي البنيه.. أبيض بعينين بنية وشعر خفيف ويرتدى ملابس سوداء فور أن رآها عدل من وقفته ونظر لها بابتسامة مشرقة شغوفة…..
ابتلعت سلوى ريقها بضيق وأكملت سيرها دون اهتمام توقف أمامها لكي يعيق تحركها قائلا برجاء .
الشاب : سلوى خلينا نتكلم ؟
رفعت سلوي عينيها له بشدة ممزوجة بنزعاج : قولتلك متطلعش في طريقي تاني ؟ بعدين أنت ازاي دخلت هنا ؟
( صمتت قليلا وتبسمت بسخرية وهى تنظر له من أعلى لأسفل )
آه أنا بسأل مين ؟ أنتم بتدخلو أي مكان في اى وقت .
الشاب بحزن : أنتي ليه واخداني بذنبه ؟
ارتسمت على شفتى سلوى ابتسامة ساخرة و تحدثت بضجر ممزوج باستخفاف :
سلوى : روح امسح ايدك، الدم لسه قصاد عيني شايفاه بينقط منها …
( نظر ت داخل عينيه بحدة ) احنا انتهينا ماتحولش تفرض نفسك عليا تاني… ولا ناوي تعمل زيه ! وتسجني عشان أكون ملكك ؟؟.
الشاب : لو كنت عايز أعملها كنت عملتها من زمان وأنتي عارفة أني قادر على ده…. بعدين هو بيحبها وأنتم ظالمينه في حاجات كتير .
سلوى بتهكم : حبكم ده احنا مبنفهمش فيه .
اقترب منهما طارف وعلى وجهه علامات الاستغراب .
طارق : سلوى مين ده ؟
الشاب بنبرة ونظرة رجولية تعكس هيبته : وأنت مالك؟ أنت اللى مين اصلا (نظر لها بضيق وحده ) مين ده ؟ وبيسألك بصفة ايه ؟
سلوى بشدة نتحدث من بين أسنانها : وأنت مالك .
الشاب بضجر : يعني ايه مالى ؟
سلوى بحده شديدة : مالك يعني مالك، واتفضل أمشى قولتك احنا خلصنا، طول ما أنت ماشى وراه الملك بتاعك صديق العمر، وبتسمع كلامه، عمرنا ماهنكون سوا .. وبعد إللى عملته بقي شبه مستحيل ان يجمعنا مكان .
وجهت نظراتها لطارق بإبتسامة حب وقالت وهي تشير بيدها .
سلوى : طارق ده صديق قديم (نظرت للشاب ) وده دكتور طارق تقدر تقول خطيبي طلب ايدي و وافقت، خطوبتنا في اجازه نص السنة، ها ناوي تجيب اسماعيل وتنورنا ولا ؟ وكمان صحبكم الثالث ده اسمه ايه مش فاكرة ، أصلي عارفكم بتحبو الواجب أوي !!!!
نظر لها الشاب من أعلى لأسفل بحزن و قال : هتخسري كتير باللي بتعمليه دة .
سلوى بخذلان : مش أكتر من خسارتك لأنضف حاجة كانت في حياتك، أنت وصاحبك .
رمقها الشاب بنظرة موجعة تعصف به و بعينين امتلأت بالدموع….. ثم تركها وغادر في صمت
فور ابتعاده هبطت دموعها بوجع .
طارق بشدة : ممكن بقى تفهميني مين دة ؟
سلوى : صديق قديم هبقى أحكيلك… أنا لازم أمشى يا طارق متأخرة و عندي شغل .
طارق : مش قبل ما تحكيلي مين ده؟
سلوى بضيق : بعدين يا طارق من فضلك.
نظر لها طارق من اعلى لاسفل وهو يحلل تلك النظرات فهو تأكد اذا حاول الضغط عليها أكثر ربما تحدث مشكلة….
حاول تدارك الموقف مسرعا وقال بنبره هادئة لطيفة : هنتقابل زي ما اتفقنا ؟
سلوى : آه باي .
تحركت مسرعة نحو الباب دون أن تنتظر سماع رده .. نظر لها طارق بحزن مبطن و قال بنبرة متحشرجة
طارق : باي .
♥️_______🌹بقلمي ليلةعادل🌹_______♥️
_ الاسكندرية
_ منزل مصطفي ٤م
_ نشاهد مصطفى يجلس على الأريكه وتشاركه والدته نبيلة وأخته عائشة الجلوس عليها، وكان يجلس محمد، وايهاب الشقيق الأوسط لمصطفى، الذى يبلغ من العمر ٢٩ عاماً، ويعمل مهندس برمجة في إحدى شركات الاتصالات، وتجلس أيضاً شقيقة نبيلة، صباح و زوجها جمال، يتحدثون حول موضوع حور، كان يبدو ع ملامح ايهاب ومحمد بالتحديد الانزعاج وعدم تقبلهم الوضع .
ايهاب برفض : أنا مش موافق يا مصطفى، احنا نعرفها منين، أنا وأنت بنسيب أمك وأختك كتير لوحدهم مش خايف عليهم .
مصطفى بهدوء وتوضيح : مش هتقعد في الشقة معانا، هتقعد في الشقة اللي فوق كإنها جارة بعدين أنا واثق فيها، ياسيدي اعتبرها واحدة سألت ع شقة فاضيه وجت سكنت فيها .
محمد بعقلانية : إيهاب عنده حق، وأنا كلمتك في الموضوع ده، بس واضح إنك مصمم ، مصطفى هي هتبقى فعلاً بعيدة عنكم، بس أوعى تنسى أنها هتبقى في وشكم أنتم ، لو حصل مصيبة بسببها، أول واحد هيتسأل عنها أنت .
قاطعتهم نبيلة بنوع من الحدة والعقلانية .
نبيلة : بقولكم إيه، أنا أخذت القرار مش عايزة كلام كتير، خصوصا قصاد مفيد فاهمين… وجهت نظراتها لجمال وقالت … جمال البنت هتجي كمان ساعة كلمت مفيد .
جمال : آه هياخد 120 ألف ، بعد ما فضلت أتكلم معه أنها أخت الجماعة وجاية من بره بعد ما جوزها مات و٣٠٠ إيجار …
( وجه نظرته لمصطفى) مصطفى الشقة هتكون باسمك لأني قولتله أنت اللى دافع وهي هاتقعد فيها يعني لأن أمك عندها شباب وميصحش وأنا كذلك .
صباح بتساؤل : ودي هتجيب فلوس منين .
نبيله بتوضيح : لابسة سلسلة وحلق غاليين، خاتمها لوحده بملايين يشترو العمارة باللي فيها .
جمال بتوضيح : أنا هساعدها بس عشان خاطرك يا نبيلة .
نبيلة بطيبة : ربنا يباركلك ويخليلك ولادك .
مصطفى : أنا هنزل أجيبها
نهض مصطفى وتوجه إلى الباب وخرج .
محمد وهو ينظر لأثاره بعدم رضا : والله هيوقع نفسه في مصايب بسبب جدعنته دي .
عائشه ردت عليه بضيق : بالعكس هياخد ثواب لأنه ستر واحدة من الشارع، أنا هقف في البلكونه شوية .
نهضت وتوجهت الى الشرفة .
ايهاب بمزاح ويوجه نظراته لمحمد : إنت لبست يا معلم .
محمد : حسيت ( ينهض) أنا هروح أصالحها وأقف معها بعد إذنك يا طنط ويا عمى .
جمال وهو يهز رأسه بإيجاب : اتفضل يا حبيبي .
*************************
_ في الشرفة .
_ نشاهد عائشة تقف وهي تنظر الى الشارع، كان يبدو على ملامح وجهها الضيق والانزعاج دخل عليها محمد وهو ينظر لها بابتسامه لطيفة.
محمد بلطف و بابتسامة : شوشو .
اقترب منها بتوجس فهو أدرك أنها انزعجت من حديثه بالخارج… فهو يعلم أنها تتعاطف مع كل إمرأة تعاني من العنف الزوجي .
توقف بجانبها بتساؤل مصحوب بمزاح لطيف : هنام ع بلوك .
عائشه بحدة في حديثها : تعرف أنت طلعت مستفز وحريقة .
محمد تصنع عدم الفهم : ليه يعني .
عائشة بغضب وعدم رضا : يعني احنا بنحاول نهدي ايهاب تيجي أنت تسخنه .
محمد حاول تدارك الموقف وتحدث معها بهدوء وعقلانيه : تسخين ايه اللي بتتكلمي عنه ؟ أنا بقول الصح، مين دي علشان تأمنو ليها وتساعدوها و تدخلوها بيتكم، لازم تفهمي إني خايف عليكم .
عائشة باستفزاز : واحدة محتاجة مساعدة نسيبها تنام في الشارع، الشارع اللي مابيرحمش حد، يابني كانت بتنام في الشارع، وبعدها في قهوة بلدى، ايه يا عم، ده أنت حتى عندك اخوات بنات، اعتبرها زي نسمة و داليا ؟؟
محمد بعقلانية شديدة تنهد بلطف : يا حبيبتي،
ايه يضمن لكم إنها صادقة، مش يمكن تكون حرامية والا قاتلة، خصوصا الخاتم اللي في ايديها مش خاتم واحدة جوزها شغال في أمن دولة، حقيقي أنا مستغربكم ، الموضوع بجد في لغز… أنا مش مرتاح للبنت دي .
عائشة بطيبة وصدق : البنت واضح عليها الصدق أنت اللي خايف بزياده، وحتى ياريتك احتفظت بيه لنفسك ، لااا أنت سخنت إيهاب .
محمد بهدوء : عائشة لازم تستوعبي إنك متعاطفة، وكلكم للأسف متعاطفين معاها علشان هي مرت بأللي مامتكم مرت بيه، حتى طنط كذلك، بتشوف نفسها فيها، و هو ده اللي مخليكم لاغيين عقولكم وأنا لازم أفوقكم وأرشدكم للصح .
دخل ايهاب الشرفة على إثر علو صوتهما .
إيهاب بتساؤل : مالكم في ايه ؟
محمد : بتكلم معاها في موضوع البنت اللي اسمها حور زعلانة من كلامي بره معاكم .
ايهاب : عائشة محمد صح، احنا مش ناقصين مشاكل، عموما ماما ومصطفى، مادام صممو على حاجة مافيش تراجع، إللي نقدر نعمله إننا نفضل مركزين معاها جامد، و نشوف أخرتها ايه (بتنبيه) و أنتي بطلي طيبة شوية .
💓💞بقلمي ليلة عادل 💞💓
_ القاهرة .
_ قصر الراوي ٥ م .
_ مكتب سليم .
_ نشاهد سليم يجلس على المقعد الخلفي لمكتبه ، و واضح على ملامحه الشرود والحزن وعينيه تملأها الدموع، بعد دقائق، يطرق شخص ما على الباب، يمسح دموعه بسرعة و يأذن سليم له بالدخول، يفتح الباب و تدخل والدته فايزة ، تتحرك نحوه وعينيها مسلطة عليه، جلست على المقعد الأمامي للمكتب وكان يراقبها سليم بعينيه بتركيز .
فايزة بتساؤل : مجتش تتغدى معانا ليه ؟؟
سليم بتوضيح : عندي شغل مهم لازم أخلصه عشان مسافر .
فايزة : تطرق باصبع يدها ع الطاولة وهى تهز رأسها بايجاب .. امممم …
ثم نظرت إلى البرواز الموضوع على المكتب من الخلف فلا نرى الصوره التي به.. و قالت .
فايزة : هي مراتك مش ناوية ترجع من السفر .
سليم ببرود : براحتها .
فايزة بنرفزة : أنت ما زهقتش من بنت الفلاح دي .
سليم بغضب مبطن لكن بنبرة هادئه: أعتقد اتكلمنا في الموضوع ده كتير، و قلت مش عايز حد يفتحه تاني، لأن بقى دمه تقيل أوي .
فايزة باستغراب : كنت فاكرة إنك هتقضي معاها يوم أو اتنين، كم شهر وتزهق منها، لكن بقالك ١٠ سنين معاها، وعاديت الكل عشانها حتى أهلك، مش عارفة عاجبك فيها ايه الفلاحة دي ، ولحد امتى هتفضل كدة مهووس بيها .
ارتسمت ع وجه سليم ابتسامة بسيطة لكنها مستفزة .
سليم بهدوء قاتل : فايزة هانم رستم أغا…، ممكن من فضلك تسبيني لوحدي .
رمقته فايزة من أعلى لأسفل بضيق، فهي لا تعرف ماذا تفعل معه، فابرغم مرور عشر أعوام، على ذلك الزواج، لم يتغير عشقه لزوجته، فهي لم تكون نزوة بل كان عشق حقيقي، برغم رفض الجميع لها، الذي يبدو بسبب فرق الطبقة الاجتماعية .
نهضت فايزة وهي تقول بعدم رضا و بخنافه في أنفها وتتحدث بأرستقراطية و غرور : ماشي يا سليم، بس لازم تفهم إن عمري ما هرتاح غير لما تطلق البنت دي، و تتجوز واحدة بنت ناس و من مستوانا، مستوى عائلة الراوي و رستم أغا .
رمقها سليم بصمت بتلك الابتسامة المستفزة دون التفوه بكلمة واحدة .
خرجت فايزة و يبدو على ملامحها الغضب..توجهت إلى الحديقة حيث تجلس صافيناز .
**************************
_ الحديقة
_ اقتربت فايزة حيث صافيناز وكان يبدو ع ملامح وجهها الضيق الشديد والغضب، لاحظت صافيناز غضب والدتها .
صافيناز بتساؤل وهي تعقد حاجبيها : مالك يا مامي ؟
فايزة و هي تجلس على الأريكة بضيق: أول ما جبت سيرة بنت الفلاح ملامحه و أسلوبه اتغير .
صافيناز بغضب : طبعاً ما دي ماسة، اللي لو حد فكر يقرب لها والا يمسها بكلمة واحدة، انتي عارفه ممكن يعمل فيه ايه، والا ناسية اللي حصل زمان .
(Flash back قبل كم سنة)
_ قصر الراوي
_ نشاهد سليم خارج من غرفة نومه، و كأن الشياطين تتراقص أمام عينيه، لكن ننتبه أن ملامح وجهه أصغر قليلا، يبدو أنه في منتصف العشرينات .
توجه إلى المكتب في الطابق السفلي، فتح الباب بقوة …
كانت تجلس فايزة وصافيناز على المقاعد الأمامية للمكتب ومعهم بعض الأوراق وفور فتح سليم الباب انتفضت فايزة و صافيناز بفزع .
سليم بغضب : ممكن أعرف إيه اللي عملتوه مع ماسة ده .
نهضت فايزة و صافيناز .
فايزة وهى تقلب شفتيها بتهكم: هي لحقت تسخنك .
سليم بغضب بتساع عينه وهو يدقق نظره في ملامح والدته:
سليم : أنا حذرتكم مليون مرة إن ماسة خط أحمر .
صافيناز بتعجب و بأرستقراطيه في حديثها : الجربوعة بنت الفلاح خط أحمر ؟؟؟ مش كفاية إننا قبلنا إنك تتجوزها .
وجهه سليم نظراته لصافيناز بقوة و باتساع عينيه و بنظرات مرعبة تعكس قوة شحصيته .
سليم : صافيناز إنتي تسكتي خالص، هششششش .
فايزة بغضب : إيه يا سليم بتزعق لينا علشان خاطر واحدة زي دي .
وجه سليم نظراته لفايزة، بضيق واستفزاز مصحوب بنبرة استهزاء :
سليم بعصبية :واحدة زي دي !! إللي إنتي بتتكلمي عنها دي، إسمها ماسه هانم سليم الراوي، غصب عنكم، واحترامها من احترامي، واللي يفكر مجرد التفكير أنه يزعلها، يبقى زعلني أنا، وأنتم أدرى بزعلي … كفاية بقى، أنتم مش هتطلعو بقى من زمن المماليك والباشاوات إللي عايشين فيه ده !!!! وتبطلو تتعاملو على إنكم فوق في السما، وإن غيركم في سابع أرض، فوقو بقى، احنا 2006 مابقاش فيه بهاوات ولا زمن العائلة المالكة .
فايزة بتكبر وخنافة في أنفها وتتحدث بأرستقراطيه : لكن هي دي الحقيقة، فعلاً إحنا في 2006، وقلعنا الطرابيش من الخمسينات وعصرنا انتهى من زماان !!!! ، بس احنا هنفضل عرقنا ممدود للملوك، لآل عثمان، البنت دي عمرها ما هتكون مننا أو فينا، أوعى تنسى احنا مين و هي مين .
سليم بهدوء قاتل وهو يدقق نظره داخل عينيها : تمام و أنا مش هقعد في مكان مراتي بتتهان فيه أو بيتبصلها بصة التكبر الفارغة دي .
تركهم و خرج
(( Back ))
تنهدت فايزة بعد تذكرها ما حدث في الماضي، فهي تعلم أنها الخاسرة ، عندما يتعلق الأمر بزوجته ، لكنها أدركت الموقف ونظرت لصافيناز بعقلانية شديدة .
فايزة بهدوء عقلانية: المرة دي لازم نهدى والحرب لازم تبقى باردة، لأن زمان سليم مشي من القصر و ساب الشركات، ووقتها خسرنا كتير، ملايين ، المواجهة مع سليم، خسارة كبيرة لينا إحنا ماينفعش نعادي سليم أبداً .
صافيناز بتكبر وغل : مظبوط، احنا لازم نفكر كويس نعمل ايه، حتى لو فات عشر سنين مستحيل ماسة بنت مجاهد الجنايني، و سعدية الخدامة ، تبقى مننا مهما حصل .
💓_______🌹بقلمي ليلة عادل🌹_______💓
_ الاسكندرية
_ منزل مصطفي ٥م
_ نشاهد حور تجلس على أحد المقاعد، وكان يجلس معها باقي أفراد عائلة مصطفى، يتحدثون معها، وكان يبدو على وجه حور الارتباك الشديد والتوتر، حيث كانت تهز أحد قدميها وتقضم في أظافرها من حين لآخر .
صباح : احنا هناخد السلسلة والحلق بتوعك ونبيعهم دول يجبولهم كتير، والدهب دلوقت في السما وإن شاء الله يكملو المبلغ، ولو منفعش،جمال يكلم مفيد يستنى شوية وندخلك جمعيه بعد ما نشوفلك شغلانة .
حور : تمام أنا الخاتم بتاعي يجيب فلوس أكتر ، بس مصطفي قالي مينفعش .
قاطعها ايهاب بتساؤل وخبث: مين جابلك الخاتم ده ؟؟ .
ابتعلت حور رايقها بتوتر مصحوب بتوضيح : دة خاتم جوازي .
محمد بمكر : شكله فخم .
تحاول حور المحافظة ع هدوءها : آه معمول ليا مخصوص .
رمقها محمد بتدقيق وأكمل حديثه بخبث فهو يحاول أن يستدرجها في الحديث لكي يوقع بها فهو مازال يشك بها ويشعر أن خلفها الكثير من المصائب .
محمد بنوع من الخبث والشك : اممم واضح إن ظابط أمن الدولة بياخد ملايين عشان يعملك خاتم بالحجم ده .
تبتلع حور ريقها وتعود بشعرها خلف أذنيها برتباك .
حور : احم يعني هو أصلا غني بعيد عن شغله، أهله عندهم أرضي وعقارات .
إيهاب بتساؤل : متأكدة إن اسمك حور .
نظرت حور له وهى تهز رأسها بتأكيد بابتسامة رقيقة : أكيد متأكدة .
محمد : انتي منين .
وجهت حور نظراتها له بتوتر : من القاهره
ايهاب منين من القاهره ؟
كادت أن تتحدث حور لكن قاطعت الحديث عائشه يتهكم .
عائشة بضيق : هو في إيه يا جماعة ؟ مالكم بالراحة ع البت شوية أنتم بتستجوبوها كدة ليه ؟
حور بعقلانية مصحوبة بلطف وتوضيح : سبيهم يا عائشة، أنا مقدرة خوفكم، وتحفظهم، بس صدقوني، أنا أقل من إنكم تخافو مني، أنا رفضت كتير إن الدكتور مصطفى يساعدني، وهربت أكتر من مرة، لكن القدر كان بيجمعنا بشكل غريب، هو اللي أصر يساعدني، أعتقد لو أنا ناوية ع شر، مكنتش هربت، وكنت استخدمت اساليب تانيه عشان يساعدني، وعشان أوصل لهدفي، اللي معرفش ممكن يكون ايه ….
(وضعت قدم ع قدم مع تحول ملحوظ في ملامح وجهها الخائف دائماً لنوع من التكبر والثقة )
حور : يعني بصراحة مش عارفة ايه إللي ممكن آخده منكم أو أسرقه .
ايهاب رد عليها : مش لازم سرقة ، ممكن وراكي مصيبة وتدخلينا في مشاكل إحنا ملناش علاقة بيها .
حور بتوضيح : أعتقد اني وضحت، و قولت كل حاجة، انا ممكن أمشي عادى، لو خايفين، انا مش حابة أزعجكم أو أكون سبب في مشكلة بينكم .
أثناء ذلك كان يرقبها محمد بعينه بتركيز شديد وعينيه مسلطه عليها .
نبيلة بإحراج خفيف : ما تأخذهمش يابنتي .
تنظر لمحمد وأيهاب بعينيها لكي تسكتهم وقالت بشدة
نبيلة : ما خلاص يا ولاد .
حور بلطف : أنا مش متضايقة يا هانم .
جمال نظر لها : أنا هساعدك، بس ده عشان خاطر مصطفى و نبيلة ، أتمنى متخلناش نندم .
حور بلطف : كونو واثقين إني، مش هسمح اني أكون سبب في مشكلة، او أي حاجه تحصل لكم بسببي، إذا كان من بعيد أو من قريب .
مصطفى بابتسامة لطيفة وجه نظرته لحور : أنا واثق فيكي، بس إيهاب ومحمد، وكلهم من حقهم يسألو و يخافو متزعليش .
حور بتفهم : بالعكس سؤالهم وخوفهم ده مطمني أكتر، ردود أفعالهم طبيعية، وفي محلها، مهما حصل أنا وحدة ماتعرفوهاش والحذر مطلوب .
مصطفى بعقلانية وهو ينظر للجميع : طيب دلوقتي حور هتظهر كابنت خالتنا، اللي كانت في السعودية، وطبعا لازم تلبس نقاب عشان شكلها اتعرف في المنطقة حتى اسمك كمان هيتغير …
ده كمان هيساعدك أكتر في الاختفاء من جوزك .
نبيلة بابتسامة: نسميها … ليندا وهى قمر كدة ماشاءالله شبه الأجانب .
صباح : يمكن حور عايزة اسم تاني .
حور : مش فارق أي حاجة وبعدين لذيذ ليندا .
جمال : خلاص صباح خدي منها الحاجة و بعيها وبالليل هنقابل مفيد .
صباح : إن شاء الله .
نبيلة : تحبي تنزلي معانا .
حور بابتسامة : لا مش مستاهلة .
مصطفى : لا انتي هتنزلي وهاتروحي وتشتري لبس وتباتي عند خالتو وتيجي بكرة كإنك رجعتي من السفر .
حور : زي ما تحب .
مصطفى: ماما البسي وامشي من الشارع اللي وراه و الأفضل بلاش ماتمشوش مع بعض عشان ما نلفتش الإنتباه .
حور : أنا ممكن أسبقهم على الشارع واستنى .
مصطفى : تمام أفضل .
(( وبعد وقت ))
_ نشاهد حور و وصباح ونبيلة وهم في محل الصاغة يقومون ببيع الحلق والسلسال بمبلغ ١٣٠ ألف جنيه، ثم توجهوا للمول و اشترت حور بعض الملابس الخاصة بالمحجبات المنتقبة التي تشبه إلى حد كبير الملابس الخليجية ، لكي ينفذوا خطتهم على أكمل وجه، ثم ذهابهم الى بيت صباح لكي تمكث حور هذه الليلة هناك .
_ القاهرة
_ منزل اسماعيل ٧م
_ نستمع الى طرق الباب.. تذهب الخادمة لتفتحه ، فتحت الباب، وهنا يظهر سليم وهو يبتسم تلك الابتسامة المميزة التي تميزه .
سليم بتساؤل : اسماعيل باشا هنا ؟
الخادمة : أيوة أقوله مين .
تقدم أمامها بعض الخطوات وهو ينظر من حوله و هو يقول بثقته المعتادة .
سليم : قولي له صاحبك الأنتيم، وهو هيعرفني على طول .
اقتربت منه الخادمة بتساؤل : تشرب حاجة .
التفت لها سليم، هو ينظر باستغراب و بابتسامة خفيفة .
سليم وهو يعقد حاجبية : أنتي شكلك لسه شغالة من قريب .
الخادمة باحترام : أيوة يا فندم .
سليم بهدوء : قهوة مظبوطة .
الخادمة وهي تشاور بايدها باحترام ع الأريكة :
اتفضل ارتاح هنا، وأنا هبلغ اسماعيل باشا .
نظر سليم محل مشاورتها بابتسامة و جلس وهو ينظر لها .
الخادمة : ثواني و هبلغ الباشا .
سليم بإيجاب : اوكيه .
وبالفعل توجهت الخادمة إلى الغرفة .
كان سليم ينظر من حوله على تلك الصور التى تحاوط جميع أركان الراسبشن بأكمله بابتسامة
بعد ثواني… جاء اسماعيل مسرعاً .
إسماعيل بلهفة : سليم بيه.
سليم بهدوء هو يضع قدم ع قدم بغطرسة وغرور : سألت عليك في المكتب قالولي إنك أجازة، خير ؟ ايه لسه موصلش لأي حاجة ؟؟؟
إسماعيل بضيق هو يهز رأسه بنفي : لا ماطلعتش هي، وحدة بتشبهها .
رمقه سليم بنظرة أسف على حالته وضم شفتيه وسحب قدمه من ع قدمه الآخر ، وهو يهز رأسه بنفي بعد ثوانى نهض و وقف أمامه مباشرة .
سليم بحزن ببرود : زعلان عليك أوي يا اسماعيل،( بعقلانية ) أعتقد كل مالوقت بيمر ده مش في مصلحتك، كمان بيوترك أكتر، والمتوتر دائماً أفكاره مشتته، غير ثابتة ، وغير صحيحة، نتيجتها دائماً غلط، ومش في صالحك، يعني، مش هتوصل لأي شيء، حاول تهدى، عشان توصل للحل الصحيح، وتعرف مكانها .
إسماعيل بتوضيح مصحوب بحزن : أنا بعمل كل اللي أقدر أعمله .
سليم بعقلانية وهدوء : لو فعلاً بتعمل كل اللي تقدر تعمله، ماتقعدش في البيت كدة، لازم تنزل تقلب الدنيا ، (بنبرة بها نوع من الاستهزاء) كإن اللي ضاعت دي قطة ، المفروض تلف عليها، كل شارع كل حارة، لحد متلاقيها، أنا لومنك أعمل كدة،
حتى لو وصلت أدخل كل بيت في مصر، أدخل وأفتش، والا أنت شكل عبير موحشتكش !!!
إسماعيل بحزن : كل اللي بعمله، بعمله عشان عبير .
قرب سليم وجهه منه بشدة بعين لا ترمش و بتسلط : اعمل تاني يا اسماعيل، اعمل تاني .
نظر له إسماعيل وابتلع ريقه بتوتر وقلق وهو يهز رأسه بإيجاب مصحوب بتوجس : هعمل أكيد .
سليم وهو يبعد وجهه : برافو أنا مسافر لمراتي يومين عايز أرجع أسمع أخبار حلوة وحقيقية .
إسماعيل وهو يهز رأسه بإيجاب مصحوب بتوتر .
تبسم له سليم نصف ابتسامة وخبطه ع كتفه وتوجه نحو الباب وأثناء سيره .
سليم بنبرة بها نوع من الاستهزاء : الإجازة مفيدة هتخليك تركز أكتر، أعتقد اختفاء عبير قضية مهمة زي قضايا الارهاب والتجسس اللي بتشتغل عليها
يا باشا .. بنبرة (استخفاف ) اعتبرها مصر…ولا هى مش زيها .
استدار سليم برأسه قبل أن يفتح الباب وقال بوتيرة بها نوع من التنبيه ، لكنها أعنف.. وبها الكثير من المعاني الخفية .
تبسم وقال : متنساش يا سومعه اعتبرها مصر، وهو يشاور ع رأسه بكفه (🫡 ) باااي
خرج وأغلق الباب خلفه .
رمقه اسماعيل بنظرات غيظ وضيق وكراهية شديدة وهو يجز ع أسنانه ويقبض بكفه .
________💕بقلمي ليلة عادل💞___&____
_ منزل صباح ١٠م
_ الشرفة
_ نشاهد حور تجلس على المقعد وهي تنظر إلى الشارع لكن بشرود ….
تفكر بكل تلك الأحداث التي حدثت لها في الأسابيع الماضية فحياتها تحولت فجأة من زوجة في بيت مستقر حتى لو كان سجن !! لفتاة مطاردة خائفة لاجئة في بلد غريبة عنها .
بعد دقائق اقترب منها مصطفى وجلس بجانبها بإبتسامة جذابة … فهو يفهم ماتشعر به جيدا .. فحاول التخفيف عنها لو قليلاً تحدث .
مصطفى بمزاح رقيق : مستعدة يا ليندا والا أقول سنوايت الهاربة ؟
نظرت له حور برأسها بإبتسامة رائعه ممزوجة بأنين : مستعدة .
مصطفى بتساؤل : خايفة ؟
حور بوجع :صدقني يا مصطفى أنا والخوف أصحاب من سنين .
نظر لها مصطفى بتركيز حاول تغيير تلك الأفكار السلبية بإيجابية : ليه متشفيش اللي بيحصل بعين تانية غير اللي أنتي شايفاها دي .
حور باختناق : ازاي يا مصطفى ازاي ؟
( تنهد بألم ممزوج بتعجب من أمرها)
الموضوع صعب عليا أوي …. إنك تعيش حياتك كلها هربان لاجئ صعبة، واللي مريت بيه صعب أوي….
أنا مستغربة منين جبت الشجاعة دي وازاي لسه واقفة على رجلي .
مصطفى بحكمة ودعم : جبتها من الظلم والمرار اللي عشتيه، استكفيتي إهانة عشان كدة صمدتي … بعدين يا حور أنتي ربنا بيحبك وحظك حلو جدا ،
ربنا وقفلك ولاد الحلال اللي يسعدوكي، مش مرة بل بالعكس أكتر من مرة ..
يوم الحادثة ربنا حطني في طريقك وخلاكي تختاريني أنا بالذات دونا عن كل العربيات اللي كانت واقفة لأن عالم إني قادر أساعدك …
وحطني تاني مرة صدفة برغم إني مابرحش المكان ده، عشان أفتح معاكي موضوع الشقة يمكن هربتي بس ده كان اختيارك أنتي !! تفكيرك أنتي ،
لأننا مختارين مش مسيرين …
وانتي اختارتي إنك تقعدى في الشارع تاني برغم إنك شبه عرفتي عنواني ولسه محتفظة برقمي ،
بس برضه اختارتي الهروب وعدم الرجوع ليا ..
بس ربنا ادكي فرصة تانية.. وقفلك الشيخ صالح و أبرار و ماهر عشان تقعدي في القهوة وتترحمي من بهدلة الشارع.. وثالث مرة حطني قصادك ، عشان أساعدك و أسهلك موضوع الشقة واللى افتكرناه هيخلص فى كم يوم خلص في يوم .. (باستغراب)
كل ده مش مخليكى تفكري بشكل إيجابي إن الدنيا
متساهلة معاكي أوي .. وبتفتحلك أبوابها لحياة جديدة.. واحدة تانية لو كان متوفرلهاش نص اللي اتوفرلك من أول أسبوع كانت اتدمرت .. صدقيني دى بداية لحياة جديدة ليكي، خطوات تقدري ترسميها بعيدة عن إسماعيل وشره .
حور بوجع بعين امتلأت بالدموع : أنا فاهمة ده وبحمد ربنا أنه عرفني عليك أنت وأهلك كل الحكاية إني بفكر ليه كدة ؟ ليه مكنتش وسط أهلي ؟ ليه جوزي ميكنش إنسان سوي ؟ ليه أهرب ؟ ليه أكدب ؟ ليه أعيش طول عمري خايفة لحسن يوصلي؟ ليه أعيش باسم غيري؟ ليه أعيش غريبة مطاردة ؟ ليه يا مصطفى ليه ؟
مصطفى بحكمة : أكيد ربنا ليه حكمة، يعني مثلا احنا لو أمي مكنتش اتعذبت من أبويا واتحدت جدي والمجتمع ، أنا واخواتى كان زمانا ضعنا ، أو مكناش هنكون في نفس المستوى التعليمي ، يمكن ربنا خلى ابويا كدة وأمي تتحداه وتثور لكرامتها ، عشان أنا واخواتي نبقى في المستوى الثقافي والتعليمي ده .
حور بتعجب وضجر برقه : مافي ناس عادية مش بيحصلهم نفس اللي مرينا بيه ، وعايشين عادي ومتعلمين كويس
مقبلوش في حياتهم الناس اللى تدفعهم أنهم يثبته أنهم قادرين .. هو الوحد مينفعش يتعلم من غير وجع لازم وجع وقهر عشان عظمه يقوه ؟
مصطفى بوجع : طبعاً الوجع والحزن وخذلانك في عشمك وطعن أقرب المقربين ليكي ،هو اللي بيعلمك محدش بيتعلم من غير ما يتوجع ويتعصر كبده .
حور بحسره : عندك حق مستحيل كنت هوصل للشخصية اللي أنا فيها حاليا والشجاعة دي لولا اللي حصلي.. أصلك لو شوفتني زمان كنت هتستغرب كنت عامية كإني حرفيا طالعة من فيلم كرتون .
مصطفى : المهم إنك تقفي على رجليكي واللي واجهتيه في حياتك ميهدكيش بالعكس يقويكي .
حور : أكيد لازم أبقى قوية عشان أعرف أواجه المجتمع اللي أول مرة أواجهه لوحدي.. ( بنظرات خجولة )هو أنت ينفع تبات هنا، أنا مكسوف من خالتك أوي .
مصطفى : ينفع طبعاً بس أنا لازم أستقبلكم هناك .
حور باحراج ممزوج برجاء : طب خليك أطول وقت ممكن من فضلك… حقيقي الموضوع صعب .
مصطفى تبسم لها بلطف : أنا جنبك متقلقيش، افرحي بكرة هيكون ليكي شقة هاتعيشى مستقلة بحريتك، بعيد عن تملك وافترا اسماعيل .
ابتسمت له ابتسامة جذابة…. أكمل مصطفى
مصطفى : انا هقوم بقى اعملنا كوبيتين شاي مادام هنسهر.
حور : تمام .
نهض مصطفى .. رفعت حور عينيها نحوه بامتنان .
حور : مصطفى .
نظرت له مبتسمة برقة .
حور : شكراً .. لو هفضل عمري كله أشكرك مش هوفيك ١٪ من حقك .
مصطفى بإبتسامة جاذبه : شكرى أخدته بنظرة السعادة اللي شايفها دي
تبسم لها وتركها
أخذت تنظر لآثاره بابتسامة جميلة .
بقلمي ليلةعادل (◕ᴗ◕✿)♥️🌹
_ القاهره
_ إحدى المستشفيات الحكومية ١٠ص
_ نشاهد ندى تتحرك فى أحد الأدوار، وهي ترتدي البدلة الطبية وتعلق سماعة حول عنقها، وأثناء مرورها أمام إحدى غرف المرضى، انتبهت لتواجد محمد وهو يكشف ع أحد المرضى، توقفت بانتظاره.. بعد إنتهاءه وخروجه خارج الغرفة شاهدها .
محمد بتساؤل : ندى في حاجة ؟
ندى : عايزة أتكلم معاك شوية .
محمد : لو بخصوص مصطفى متتعبيش نفسك .
ندى باستعطاف : أنت هتعمل زيه، بعدين مش هينفع نقف نتكلم هنا تعال نتكلم في الكافتيريا .
نظر محمد لها بعينيه من أعلى لأسفل فهو يعلم جيداً ماتريده، وعلى يقين إذا لم يوافق على التحدث معها ربما تفتعل مشكلة ، فهي مندفعة وحادة الطبع ومتسرعة وعصبية جداً ، فاضطر للموافقة من أجل تجنب المشاكل .
محمد بايجاب وهو يشاور بايده : اتفضلي
وبالفعل توجها إلى كافيتريا المستشفى .
*************************
_ الكافتيريا
_ نشاهد ندى و محمد يجلسان مقابل بعضهما على إحدى الطاولات….
كانت تنظر ندى حولها باشتياق وشغف وحزن يبدو أنها تذكرت شيء جعلها تبدو هكذا .
ندى بوتيرة ترتجف حزينة وهي تنظر حولها قالت :
كنت ع طول بأقعد أنا ومصطفى هنا، على الترابيزة اللي ورا، أسمينا محفورة عليها، (وجهت نظراتها له) كنا نقعد نتكلم سوا بالساعات، ويذاكرلي و نفكر في أحلامنا، وحياتنا ، و فجأة كله راح، كله انهد مبقاش من حقي حتى أسلم عليه، بعد ماكان ليا كل الحق فيه، أنا عارفة إنك إنت كمان ضدي، وإنك مش هتستوعبني، بس أنا مكنتش أقصد كل اللي حصل ، أنا بحب وباغير وباموت من الغيرة، مكنتش أقصد كل اللي حصل والله .
محمد بهدوء مصحوب بعقلانية : ندى أنا مستوعبك جداً، ومقدر موقفك، بس صدقيني أنتي بتجري في ماتش محسوم نهايته، حبك وغيرتك هما السبب في طلاقك، برغم إن كلنا حذرناكي، لكن أنتي مكنتيش شايفة، الحب مش تملك ياندى، الحب حرية.. هدوء.. راحة، مش قلق مش مشاكل وانزعاج، لكن للأسف، أنتي حبك قلق، و مرض، يمرض كل اللي يقرب منه .
ندى بتساؤل مصحوب بنوع من الحدة : يعني أنت لو شفت عائشة قاعدة مع واحد بتضحك مش هتعمل مشكلة .
محمد : تفرق .
ندى بعصبية : يعني إيه تفرق، أنتم عندكم مشاعر واحنا لا، زى ما أنتم كارجالة بتغيرو احنا بنغير بردو .
محمد بنزعاج : بتتعصبي ليه دلوقت ممكن تديني فرصة أفهمك .
ندى بتهكم : لأنك بتتكلم زيهم .
محمد بستهجان : لأنك غلط يا ندى ، لازم تفهمي بقى هو دة سبب طلاقك من مصطفى، عصبيتك واندفاعك اللي من غير سبب، وغيرتك ع أقل شيء اهدي شوية .
ندى بضيق : ماشي غلطت ، يزعل مش يطلقني وينسى كل الحب ده .
محمد : ندى أنتم من وأنتم مرتبطين بينكم مشاكل كتير، وافتكرنا إن جوازكم ممكن يهديكي شوية ويعقلك، بس للأسف جنونك زاد .
ندى بحدة : أنا عارفة إنك أنت اللي بتسخنه عليا و بتغير مني .
محمد بتعجب وهو يرفع حاجبيه ويلوي شفتيه : أغير منك !!!! .
ندى بغضب : أيوة بتغير مني ، و اتأكد أول مانرجع مش هخليه يعرفك تاني …. نهضت وتركته .
ضحك محمد عليها وضرب كفا على كف .
فى أحد الأماكن الصحراوية ٦م
نشاهد سليم يجلس في سيارته من الخلف ويجلس بجانبه رجلا يبدو أنه في الخمسينات من عمره وهو يرتدى بدلة أنيقة ويدخن سيجار فاخر، ويبدو عليه الفخامة .
الرجل بتساؤل : يعني إسماعيل مش هيكون معانا المرة دي .
سليم بتوضيح : لا مراته هربت وبيدور عليها و دماغه مش فيه، حتى أنور إداله إجازة،
بس متقلقش بــإسماعيل أو من غيره كل حاجة جاهزة .
الرجل : يعني التسليم في الميعاد
سليم بنبرة بها نوع من الاستهزاء مصحوب بقوة : فيه ايه يا كموله، أنت مش واثق فيا، يعنى أظن اسماعيل ده مجرد ورقة مالهاش لازمة ، في غيرها كتير يتمنو بس يكونو من رجالة سليم الراوي،
(نظر سليم أمامه و تنهد وسند رأسه على مؤخرة الأريكة بملل)
سليم بزهق : يلا انزل يا كمال على عربيتك عشان أنت لسانك فلت منك أوي .
ابتلع كمال ريقه بتوتر : أنا مقصدش يا سليم .
وجه سليم نظرته له بابتسامته المعتادة : ولا يهمك بس خد بالك بعد كدة .
بقلمي ليلة عادل (•‿•)🌹
_في إحدى الفيلل المجهولة المكان ٧م
_ نشاهد مجموعة من الرجال أقوياء البنية يحاوطون المكان بشكل مكثف، وهم يحملون السلاح، البعض يقف والبعض يتجول، وبعض كلاب الحراسة التي تتحرك في الحديقة وهي حرة غير مقيدة…..
نقترب من مبنى الفيلا، ثم إلى الداخل تدريجياً …
_نشاهد فيلا مهندمة المظهر بشكل ملحوظ ..
ثم نستمع الى صراخ يأتي من الطابق العلوي، دخل أحد الرجال مرتديا بدلة ،والذي يبدو من مظهره أنه رئيس الحرس، أثناء سيره تهبط إحدى الخادمات الدرج من الأعلى، ويبدو ع ملامحها الانزعاج .
الرجل بتساؤل : مالها ؟؟
الخادمة بانزعاج : هي مبطلة صريخ يا شاكر .
شاكر : طب روحي أنتي يا نرجس وحضرلها الغدا .
ذهبت هي في الإتجاه الآخر، وصعد هو الدرج حيث الغرفة، وعند وصوله فتح الباب بالمفتاح فور فتحه نجد تلك الفتاة التي كان يمسك إسماعيل صورتها ؟؟؟
ياترى مين دي وهما فين ؟؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الماسة المكسورة)