روايات

رواية الليلة يا سمرة الفصل الأول 1 بقلم سهيلة عاشور

موقع كتابك في سطور

رواية الليلة يا سمرة الفصل الأول 1 بقلم سهيلة عاشور

رواية الليلة يا سمرة البارت الأول

رواية الليلة يا سمرة الجزء الأول

الليلة يا سمرة
الليلة يا سمرة

رواية الليلة يا سمرة الحلقة الأولى

_مش تِفتح يا اعمى….
هدرت بهذه الجمله بغضب عندما اصطدم بها ذلك الجدار كما اسمته في نفسها…. فرفع عينه من هاتفه ناظرا اليها عاقدا حاجبيه بتعجب قائلا
_افندم!….. انت بتكلميني انا؟
_لا بكلم خيالك… اكيد بكلمك انت… انت شايف حد غيرك قدامي
شدد من عقد حاجبيه بضيق قائلا: انت مجنونه يا بنتي انت ولا اي…. هو انا كلمتك ولا هو رمي بلاء
قذفت الاكياس التي كانت بيدها ارضا بغضب ونظرت اليه بتحدي رافعه سبابتها امام عينه قائله بنبره قويه وحاده
_لا يا شيخ انا اللي كنت ماشيه ماسكه الموبايل في ايدي ومش باصه قدامي صح؟…. وانا اللي قمت خابطه فيك… انت شكلك كده متخرش كده بلبس ولا مجنون بلبس مستشفى المجانين اللي انت لابسه دا
نظر نحوها بضيق وتعجب مما تفعله هذه ولكنه حاول السيطره على حاله قائلا: لبس مجانين!…. لولا انك بنت انا كنت اتصرفت تصرف تاني معاكي… اوعي من وشي
نظرت له بغرور ومن ثم تفوهت بثقه: وانا بقا مش عوزاك تعتبرني انا بمية راجل… وارجل من ارجل راجل فيكي يا حاره ووريني اخرك وهتعمل اي
_انت يا بت انت شكلك فاضيه وانا مش بقا مش فاضي… اوعي من وشي
عقدت ذراعيها امام صدرها قائله وهي تنظر داخل عينيه الرماديتين: خلاص يبقى تكفر عن ذنبك وتعتذر
زفر بنفاذ صبر وهو يقول: اعتذر اي يا بنتي وعلشان اي اصلا…. هو انا كنت كلمتك انا مكنتش اقصد… ثم اكمل بسخريه: انت بقا عاوزه تطلعي بمصلحه قرشين ولا حاجه قولي انا بطلع ذكاه كل شهر على فكره احتسبك منهم عادي
حقا قد ضغط على ذر الانذار لديها فإذا بوجهها يظهر عليه العبوث ووجنتيها تكسوهم الحُمره على الرغم من بشرتها الداكنه
_انت اتجننت!…. انت ازاي تتجرأ وتقلي كده…. انت مفكر اني هستنى منك او من غيرك فلوس انت متعرفش انا مين.. دا انا غِزلان الصاوي اسأل اي حد في الحاره دي عن غِزلان بنت صالح الصاوي….. ثم نظرت له من اعلاه لأسفله بتعجب: انا اول مره اشوفك هنا…. ومن ثم دون اي مقدمات هجمت عليه تمسكه من مقدمة ملابسه بقوه قائله بنبره غريبه وصوت سميك: انت مين ياض…. لاتكون حرامي او نصاب وجاي تسرق حد من الحاره
برزت عينيه امامه من هول الصدمه والمفاجأه التي احدثتها تلك الفتاه المجنونه… فأفاق من صدمته سريعا ونفض يدها الصغيره بعيدا عنه بقوه وصاح بها في غضب ولم يكن لديه اي ذره من الصبر
_انا هعرفك انا مين لما تباتي في السجن النهارده يا عربجيه يا تربية الحواري انت…. انا هوريكي
_لا يا شيخ… خفت يا واد اوي يا ما توريني كده يا سيد الرجاله هتعمل اي انا عاوزه اعرف
ضغط على شفتيه بغيط وهو يغمض عينيه يحاول تهدأت نفسه قبل ان يلفظ بحديث وافعال لا تليق برجل ان يفعلها مع فتاه مهما حدث…. ولكن قبل ان يتفوه بأي كلمه فإءا بأحدهم راكضا نحوهم قائلا بقلق
_في اي يا ادهم…. واقف مع غزلان لي وصوتكم عالي جايب اخر الحاره
نظر الاثنين له بتعجب قائلين في نفس الوقت
_انتَ تعرفه يا مسلم!
_انتَ تعرفها يا مسلم!
نظر لهم بضيق مما سببوه من فَضيحه حيث كان جميع اهل الحاره يقفون ويشاهدوا ما يحدث…. فأحنى ظهره يلتقط تلك الاكياس الخاصه بغِزلان ومن ثم قال بصوت مسموع للجميع
_يلا يا جماعه كل واحد على بيته… مش فيلم هندي هو…. يلا يا عم ممدوح يلا يا ام حسن مالك يختي واقفه مبسوطه اوي كده لي بتتفرجي على مسرح مصر….. ومن ثم نظر لهم وجدهم ينظرون لبعضهم البعض بغضب فأبتلع لعابه بصعوبه خوفا من القادم فهو يعرف جيدا طِباع هذان المعتوهان….. ولكنه جمع شتات حاله قائلا بهدوء
_ اي يا غِزلان.. دا ابن عمي ويادوب بقاله هنا شهر واحد على طول كده خناق استني عليه شويه
نظرت له بضيق وما كادت ان تتحدث إلا انه أشار لها ان تهدأ فزفرت بضيق وقام بمد يده لتأخذ منه الاكياس قائلا بنبره حنونه ملحوظه لها
_خدي حجاتك دي دلوقتي وروحي… وبالليل نبقى نتقابل عند فتحي وانا هفهمك كل حاجه ماشي
نظرت له بحيره ولكنها في النهايه اخذت اشيائها وهي تنظر له بإقتناع: حاضر يا مسلم.. علشان خاطرك بس
ابتسم لها وقال في مرح: متبقيش تقفلي موبايلك بقا.. بقلك عليكي يا روحي
ابتسمت وهي تهز رأسها بيأس قائله: عمرك ما هتتغير ابدا…. اشوفك عند فتحي باي
_باي يا قمر
قال هذه الجمله ومن ثم ادار رأسه نحو ادهم والذي كان عاقد ذراعيه امام صدره ورافع احدى حاجبيه في صدمه وهو يشاهد حديثهم الذي يظهر به الالفه… تنهد بضيق قائلا
_ هو انت يا مسلم مش سايب حد خالص…. حتى البت الشوارعيه دي كمان
رد عليه سريعا نافيا ما يظنه قائلا: لا لا…. غِزلان مش كده خالص… دي حكايه طويله اوي هبقى احكيهالك.. ما تيجي معايا المعرض نفطر سوا دا انا جعان اوي
نظر له بغيظ من تلك الاعصاب الهادئه والبارده التي يملكها هذا المسلم: يا بني انت مش شايف وشي تعبان ازاي انا بقالي يومين مطبق في المستشفى منمتش لحظه واحده… وكنت جاي ارتاح طلعتلي البتاعه دي كمان
قهقه عاليا بضخب وهو ينظر نحوه ومن ثم اقترب منه يربت على كتفه بمرح: معلش متزعلش هي غِزلان كده انا ياما خدت منها مش هتبقى اول مره
نزع يده بغيظ: تصدق انك بني ادم بارد…. انا مروح عاوز انام سلام
**********************************
في المساء في منزل ادهم
استيقظ بإرهاق وهو يحك عنقه بألم فقد نام فور دلوفه من باب المنزل على الاريكه بتعب… حيث انه كان لم ينم لمدة تزيد عن ثمانية واربعون ساعه فنام طيلة النهار وحتى منتصف الليل دون ان يشعر…. اعتدل جالسها وهو يفرد جسده ويحرك زراعه وعنقه في اكثر من اتجاه ومن ثم وقف متجها نحو غرفته كي يغير ملابسه ويتناول اي شيء فقد كان يتضور جوعا……ولكن عندما فتح خزانه الملابس خاصه قد انتابه الذهول مما رأه وظل يغلق ويفتح عينيه عدة مرات وهو يقنع نفسه انه فقط يتهيأ
_ انتِ تاني انتِ مين؟… بتعملي اي في بيتي؟… ودخلتي هنا ازاي اصلا!
_ بس اسكت لأحسن يسعمونا…. اكتم
_اكتم!…
تفوه بها بدهشه وهو ينظر نحو خزانه الملابس خاصته حيث عندما فتحها وجد تلك الفتاه تجلس في وضع القرفصاء وتلقف انفاسها بصعوبه وكأنها تهرب من شيء ما……. ولكن لم يكن لديه الطاقه ليتحمل حديثها الاذع هذا فهدر بها بغضب
_ قومي من هنا… يلا اطلعي بره انا مش ناقص بلاوي يلا شوفي انت جايه منين ارجعي تاني…
نظرت له واسودت عينيها رُعبا وكأنه يحكم عليها بالمو-ت قائله: لا…. لا بالله عليك استنى شويه
_استنى شوية اي انت مفكرانا في ملاهي!…. انا شاب عاذب وانت واحده لقيتك في بيتي بلبس النوم (يقصد المنامه التي كانت ترتديها)… ثم اكمل بسخريه: حضرتك متخيله لو حد شافنا ولا سمع صوتك هنا هيعملوا فينا اي!……. ثم هدر غاضبا: يلا بره
تمسكت في قطعه خشبيه من باب الخزانه بقوه وهي تهز رأسها يمينا ويسارا بهستيريه علامه على الرفض
_ لا مش همشي من هنا
نظر لها وبدأ الغضب يتسلل داخله بقوه قائلا: انت شكلك مجنو-نه يبت انت ولا اي…. ولا تكوني واحده من اياهم وعامله عمله وجايه ترمي بلاكي عليا…. قومي بنفسك انا مش عاوز المس واحده غريبه عني مش ناقص ذنبك
لم تتحرك من مكانها بل تشبثت به اكثر وظلت تهز رأسها رافضه بقوه مما اجبره على ان يجذبها من يدها بعن-ف يسير بها في اتجاه باب منزله بسرعه ولكن قبل ان يفتح الباب فإذا به يُدَقْ بقوه واصوات من خلفه تدل على وجود رجال في الخارج مما جعله يتعجب فعادتا ما يكون المبنى الذي يقنط به هادئ… فحول نظره تجاهها فإذا بعينيها الواسعتين تتسعان اكثر ويجلوا عليهم الرعب فترك يدها فإذا بها تقف وراء الباب وهي تنظر له برجاء… فحاول ان يُهدأ من روعه وقام بفتح الباب بهدوء فإذا بإثنان من الرجال يقفون امامه غاضبين واحد منهم من نفس سنه تقريبا والاخر يظهر عليه التقدم في العمر….. تحدث اليهم بعمليه سريعا
_خير في اي؟…… انتو مين وبتخبطوا كده لي؟!
تحدث الرجل الذي يظهر عليه السن وظهر في صوته الخشونه والمكر الذي لاحظهم خاصتنا بسهوله
_لامؤخذه يبني… انا بس كنت بدور على بنت اخويا وانت شقتك جمبها قلنا نخبط عليك يمكن تكون شفتها كده ولا كده…….. اكمل ممثلا الطيبه وهو يسعل بصوت مسموع: هي مش عيله يا بنتي دي عروسه وبعيد عنك جايبلنا العار والفضيحه في كل حته… واحنا كنا جايين ناخدها تعيش معانا علشان نسترها وسطينا من كلام الناس
ثبت نظراته على اعين الرجل وهو يتحدث… لا يعرف لما ولكنه لم يلتمس الصدق في حديثه ولكن ظل مستمعا له وهو يكمل….
_هي سمره كده وشعرها اسود وطويل وقصيره شويه… شفتها يا بني
اخذ نفسا عميق وهو ينظر لتلك الواقفه خلف الباب المفتوح ترتجف من شدة الرعب ومن ثم تفوه قائلا بهدوء….
_ لا يحج مشفتش حد… انا لسه ساكن جديد هنا وببات في شغلي ولسه جاي قدامك اهو بلبس الشغل
مد الرجل الكهل يده له بورقه بها رقم هاتفه وعنوانه قائلا
_على العموم يا بني هي ساكنه في الشقه اللي جمبك دي… اول ما تشوفها جات رن عليا دا الكارت بتاع المعرض بتاعي
امأ له في هدوء ومن ثم اغلق الباب ناظرا لها بتفحص لوجهها الشاحب والذي تنتشر حبات العرق عليه من فرط الخوف والتوتر قائلا بضيق وهو يرفع احد حاجبيه….
_انت اي حكايتك… ووقعتي عليا منين يا بنت……
لم يستطع اكمال حديثه حيث وقعت خاصتنا ارضا مغشيا عليها………..
**********************************

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الليلة يا سمرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى