روايات

رواية اللعبة الفصل الأول 1 بقلم مارينا عبود

رواية اللعبة الفصل الأول 1 بقلم مارينا عبود

رواية اللعبة الجزء الأول

رواية اللعبة البارت الأول

اللعبة
اللعبة

رواية اللعبة الحلقة الأولى

– إللي أنتِ بتفكري تعمليه غلط.
– وإيه الغلط في إني اعمل واجبي؟
– ده مش تأدية واجب، ده انتقام.
– مش هتفرق، في الحالتين الهدف واحد.
– الهدف مش واحد، أنتِ باللي بتعمليه ده بتعرضي حياتكِ لخطر كبير.
– متقلقيش يا روز، مفيش حد بيموت ناقص عُمر.
– أنتِ ليه عنيدة ودماغكِ ناشفة كده!
اتنهدِت وبصت لها بهدوء وبثقتها المُعتادة قالت:
– الظاهر كده أنكِ نسيتِ أنا ابقىَ بنت مين!
زفرت بضيق ووقفت قُدامها:
– لا يا ستي منستش، بس أنتِ برضوا متنسيش أنه العناد ده نفسُه إللي ضيع عمي إ وحرمنا مِنُه، وممكِن كمان يضيعكِ ويا عالم النهاية هتكون إيه !
ابتسمِت ورجعت بضهرها لوراء وهي بتبُص للفراغ:
– النهاية هتكون زي ما أنا مخططة، وأنا عندي يقين أنه ربنا هينصرني زي كُل مرة، لأنُه طول ما ربنا معايا أنا مش هخاف، ومش هتراجع عن قراري غير لما أوصل لهدفي إللي جيت القاهرة علشانُه.
ربعت روز إيديها قُدام صدرها، وقالت بيأس:
– طيب قوليلي ناوية تعملي إيه ؟
وقفِت وقالت بهدوء:
– أول حاجة لأزم اعملها أني أوصل لكمال توفيق، لأنه هو الشخص الوحيد إللي يقدر يوصلني للناس إللي وراه.
عقدت حواحبها وبصتلها من تحت لفوق:
– طيب ودي هتعمليها ازاي؟
رفعت كِتافها وابتسمت:
– ساهلة، هنلعب لعبة بسيطة، ولو لعبتِ نجحت، هقدر بسهولة اوصلُه.
– وإيه اللعبة دي؟
– بكره هقولكِ.
رفعت روز حواجبها وبصتلها بشك:
– أنا مش مطمنالكِ أبدًا
– مش مهم أنتِ تطمنيلي، المهم الهدف يطمنلي.
– أنتِ قصدكِ إيه ؟ وبعدين أنتِ بتتكلمي بالألغاز ليه؟
– سبيني بس النهاردة اتأكد من حاجة في دماغي، وبعدين هقولك كُل حاجة، ودلوقتِ مُمكِن كفاية أسئِلة ويلاه ننام علشان أنا حقيقي تعبانه.
– طيب نامي وارتاحي أنتِ، وأنا هروح اشوف ماما لو محتاجة حاجة.
– تمام، تصبحي على خير يا جميل.
قالتها بنعس فابتسمت روز وقفلت النور:
– وأنتِ بخير يا ست الحُسن.
قفلت الباب وسابتها ترتاح، كان جسمها فعلًا تعبان من السفر، لكن عقلها رافض يبطل تفكير، بصت لصورة والدها المحطوطة على الترابيزة ودموعها خانتها، غمضت عنيها وبصت للسقف وهي بتتمنى أنه خطتها تنجح، وأنها تقدر تنجح في القضية، ومع كل يوم عقلها يصورلها مشهد وفاة والدها، كانت النار جواها بتقيد أكتر، وبتقسم أن مش هيرتاح ليها بال ولا هتهدى غير لما تحقق العدالة.
– أفنان أنتِ مستنية حد ؟
– لا!
– اومال أحنا قاعدين بقالنا ساعتين في الكافية ده ليه؟
– اصبري ودلوقتِ تفهمي.
– طيب يا أفنان! اديني قعدت اهو لما نشوف اخرتها!
– ركزي معايا واعملي إللي هقولكِ عليه، أنا لما اقوم بعد شوية وأخد العصير معايا، أنتِ خدي حاجتكِ وأقفيَ في مكان بعيد عن هنا، ومتتحركيش غير لما ارن عليكِ.
– أنا مُش فاهمة حاجة! قوليلي أنتِ ناوية على إيه؟
– اعملي إللي قولتلكِ عليه، ولما نرجع البيت هفهمكِ كُل حاجة.
– حاضر يا ست هانم.
ابتسمت أفنان وحركت رأسها بعشوائية، ورجعت تبص ناحية بوابة الكافية، كانت مُنتظره وصولُه بفارغ الصبر؛ لأنُه الوحيد إللي هيساعدها تبدأ خطتها، ومن غير وجوده كُل خططها هتخرب! فضلت بتبُص على أمل أنُه ييجي،ابتسمت بإنتصار بِمُجرد ما شافتُه داخل من الباب ومركز في تليفونُه، أخدت العصير وقامت تحت نظرات الاستغراب من روز إللي وقفت تتابعها بصمت، مشيت ناحيتُه بخطوات ثابته وبحركة ذكية منها خبطت فيه ووقعت العصير على فستانها الوردي.
مسكها قبل ما تقع وبصلها بقلق:
– أنتِ كويسة يا انسة؟ أنا اسف ماخدتش بالي.
كانت ماسكه في قميصه، وهو ساندها بدراعُه علشان متقعش على وشها! بصت لرجلها إللي اتلوت وفستانها إللي اتبهدل بهدوء مريب، وبمجرد ما سمعت صوتُه رفعت عيونها البنية علشان تقابل عيونُه إللي بتبصلها بقلق، وده كان اللقاء الأول بينهم، في اللحظة دي عينيها كانت بتبصلُه بلمعة انتصار! وعنيه كانت بتتأمل ملامحها وبتحفرها جوه عقلُه.
– مش تحاسب يا أستاذ !
قالتها وهي بتبعد عنُه وبتحاول تنضف فستانها بضيق، اتنهد وبصلها باسف:
– أنا اسف يا انسة، أنا مقصدش، معرفشِ أنتِ ظهرتِ قُدامي ازاي اصلًا!
– ولا يهمك، حصل خير.
كانت بتتسند على رجلها إللي اتلوت أثر خبطتها فيه بس اتوجعت وهو لاحظ ده، اتنهد وقرب يسألها بقلق:
– أنتِ كويسة؟ تحبي اوديكِ للدكتور طيب؟
– لا مفيش داعي، أنا كويسة، حضرتك تقدر تتفضل وتكمل طريقكَ.
اتنهد وقال بقلق:
– أنتِ مش كويسة، تعالي طيب اقعدي على أي كرسي.
– لا، أنا هكلم صحبتي دلوقتِ وهي هتيجي تاخُدني.
– طيب لحد ما تكلميها وتيجي أنا هفضل واقف هنا ومش هسيبكِ.
ابتسمت بهدوء وكلمت روز إللي قامت بالفعل ووقفت تِتابع المشهد من بعيد وبتحاول تستوعب إللي بيحصل، طلبت منها تيجي تاخدها بسرعة وقفلت المُكالمة، بصت وراها ملقتوش، وكأنُه اختفى فجاة، استغربت! وفضلت بتبص عليه شمال ويمين لحد ما قاطعها صوت روز إللي جريت عليها وسندتها وهي بتقول بحده:
– ممكُن افهم إيه إللي بيحصل ؟
– تعالي نطلع وأنا هفهمكِ كُل حاجة.
– بس أنتِ..
قاطعتها بتوتر:
– مش وقتُه يا روز! يلاه بينا نمشي.
– طيب، يلاه بينا.
سندتها روز لحد ما وصلوآ العربية، كانت هتركب بس وقفت لما سمعت صوتُه بينادي عليها:
– يا انسة استني..
لفت وشها وبصتلُه باستغراب فابتسم ومدلها إيدُه بكوبابة عصير:
– اتفضلي، دي مكان إللي ادلقت عليكِ، أنتِ رفضتي أي مُساعده مني، فاعتبري دي اعتذار على إللي حصل.
– ابتسمت واخدتها مِنُه:
– شكرًا، وفرصة سعيدة.
– أنا اسعد، وأتمنى نتقابل تاني.
ابتسمِت وركبت العربية وهي مبسوطة، روز اتحركت بالعربية وهي فضلت بتبصلُه في المِرآية وهو واقف بيبص على عربيتها وهي بتبعد، بمجرد ما بعدت عربيتها سندت ضهرها لوراء براحة كبيرة أنُه خطتها نجحت ومشيت زي ما هي مخططة بالضبط،
– ممكِن افهم إيه إللي بيحصل ؟ ومين الشخص إللي شوفتُه معاكِ دلوقتِ؟ وإللي كان باين عليكِ إنكِ مُنتظراه! ومتحوليش تخبي عني حاجة لأني أنا شوفت كُل حاجة.
بصت لها أفنان بطرف عين وقالت بتوتر:
– أنا بقول انه الأفضل تعرفي القصة لما نوصل البيت.
ضحكت روز بسخرية:
– لا ياختي، أنا حابه اعرف القصة دلوقتِ!
أخدت نفس عميق وبصت لها بثقة:
– الشخص ده اسمُه مُراد، مراد كمال توفيق، وإللي حصل قُدامكِ ده جزء بسيط من اللعبة إللي أنا بلعبها علشان أقدر أوصل لأبوه.
– نعم ياختي؟ لا أنتِ أكيد اتجننتِ في دماغكِ!
قالتها روز بصدمة كبيرة! فابتسمت أفنان وبصت قُدامها بشرود، بعد وقت كانوا موجودين في البيت، أفنان قاعده على سريرها بلامُبالاة، وروز رايحة جاية قُدامها بعصبية كبيرة.
– بقىَ هي دي لعبتكِ الذكية يا ست هانم! أنتِ عاوزه تروحي للنار برجليكِ يا أفنان!!
– يا روز افهميني، أنا معنديش أي حل تاني غيرُه.
– طيب والشخص ده ذنبُه إيه علشان تدخليه في الحرب دي؟
– متقلقيش، هي مجرد لعبة بسيطة وهتنتهي بسرعة، وبعدين أنا يدوب هتعرف عليه ونبقا صُحاب لفترة بسيطة .
اتنهدت روز وقالت بهدوء:
– أفنان أنا بثق فيكِ وفي قراراتكِ، وواثقة أنكِ طول ما حطيتِ هدف في دماغكِ فأنتِ بتأكيد هتوصليلُه، وعارفة كمان أنكِ مجروحة ونفسكِ تجيبي حق أبوكِ، بس أنتِ لأزم تعرفي أني مش بس بعتبركِ بنت خالتي، بالعكس أنتِ صديقتي المُقربة وأقرب حد ليّا، وعلشان كده أنا خايفة عليكِ، اللعبة إللي أنتِ بدأتِ فيها والحرب إللي أنتِ قررتي تحاربي فيها مُش سهلة، أنا اوعدكِ أني هساعدكِ في كل خطوة هتخطيها، بس أنا قبلها هنصحكِ نصيحة مهمة..
أخدت نفس وكمِلت:
– لو حسيتِ لحظة أنكِ هتكوني سبب في أذية قلب حد اتراجعي فورًا عن لعبتكِ، لو حسيتِ أن قلبكِ بدأ يميل واللعبة بدأت تتقلب عليكِ وقفي بدون تردد، أحنا آه منعرفش إذا كان الشخص ده يشبه أبوه في شرُه ولا لا، بس إي كان هو إيه، افتكري بس هدفكِ وركزي عليه، وأتمنى انتقامكِ ده ميكونش سبب في وجعكِ أنت في النهاية.
– متخفيش، أنا عارفة أنا بعمل إيه.
– طيب تفتكري هو هيفكر فيكِ؟
– أنا مُتاكدة من ده، أنا سيبت ذكره مُميزة معاه النهاردة.
– طيب، هرجع وأقولكِ أهم حاجة تخلي بالكِ من نفسك يا أفنان، ومتفكريش تأذي حد ملوش ذنب.
هزت أفنان رأسها بتفهم وحضنت روز، هي صحيح بتكره أبوه وعيلتُه ولكن هي متعرفوش، متعرفش قلبُه زيـهم ولا مختلف، هي كُل هدفها أنها توصل لقاتل والدها، وتعرف سر القضية إللي كانت سبب في موتُه! كُل هدفها أنها تحقق العدالة، بس أكيد تحقيق العدالة مش هيكون على حساب شخص بريء ملوش ذنب، ولكن لو إكتشفت أن هو كمان جزء من لعبة أبوه فهي مش هتتردد لحظة أنها تدوس على قلبُه وتعاقبُه معاهم.
– رايحة فين يا أفنان؟
– مشوار مهم يا خالتو.
– طيب يا حبيبتي، متتأخريش علشان نتعشاء سوا.
– عيوني يا حنون.
نزلت من البيت وركبت عربيتها، مّر أسبوعين كاملين على أول لقاء بينهم، ولأنُه كُل لعبة محتاجة حريف شاطر، فهي كانت عارفة ودارسة لعبتها كويس وعارفة هي بتعمل إيه، بدأت ترتب خطواتها بمهارة، ولمدة خمس شهور فضلت بتدور وراه، وبذكائها قدرت تعرف كُل المعلومات عنُه، كُل الحاجات إللي بيحب يعملها، والأماكن إللي بيحب يروحها، والحاجات المُفضلة عندُه، ودلوقتِ جاء موعد اللقاء الثاني..حبكة جديدة من تخطيطها، بنوتة جميلة جاية من بره مصر، علشان تفتح الشركة الخاصة بيها، كانت واقفة قُدام عمارة كبيرة وبتتكلم مع البواب، كانت عارفة أنُه واقف على بُعد قريب منها، بيراقبها من بعيد، وهو مستغرب وجودها على بُعد قُريب من شركتُه، كان بيفكر يروح يكلمها ولا يفضل بيتابعها وهو ساكت، خلصت كلام مع البواب وفضلت بتبص حوليها بحيرة، وقفت مكانها لما سمعت صوتُه إللي بقىَ مُميز بالنسبالها
– بتدوري على حاجة يا انسة؟ لو محتاجة مُساعدة أنا ممكِن أساعدكِ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اللعبة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى