رواية اللحظة الفارقة الفصل السادس 6 بقلم اسماعيل موسى
رواية اللحظة الفارقة البارت السادس
رواية اللحظة الفارقة الجزء السادس
رواية اللحظة الفارقة الحلقة السادسة
علمت بعد ذلك من الممرضه النمامه ان ذلك الجرح الطويل الذى على ان اعتاد مظهره ان كنت راغب بالحياه ليس وحيد ، وان لدى عدت اضلع مكسوره ، هوى على الخبر بلا مفاجأه ، لقد تعرضت لضرب مبرح كافى لقتل بغل.
حكت لى عن الطبيب الالعوبان ذو الشعر المسدل والعيون المسبله ، كيف يغازلها عندما يكونا على انفراد ، لست غبيه ولا بلهاء اعلم بآنه يمازح كل فتيات قسم الجراحه.
قالت انها تحلم بحياه اخرى ، حياه تنسيها نوبات السهر ومظهر المرضى المدمي ، حب حقيقى ينسيها ما تعرضت له من قسوه وعذاب ، كانت لا تمل من الحديث وكنت مرغم على سماعها ، فقد استطعت بطريقه ما ان اتوصل لتوافق معها.
تحضر لي لفائف التبغ سرا وانا استمع لها ، كنت اتركها تثرثر واشعل لفافة التبغ بقرب الشرفه.
اتعلم بآن زوج اختي يضربها ؟ شخص فظ وزباله ، تضيء له اصابعه العشر شمع ، لكن ذلك ليس كافى ، الرجال يحتاجون لمن يوسعهم نكد وضربا..
وهل تستطيعين ضرب زوجك ؟ كان حديثها قد بداء يثير حنقى ،
لما لا ؟
لدينا جاره توسع زوجها ضربا وتجره بالشارع ، لست اؤلف حكايه ، لقد رأيت كل ذلك بعينى .
عندما يعتاد كلا الطرفين استخدام يده فأؤكد لك بان ذلك ليس زواج ، قلت لها ذلك وانا اسحب سحبه مديده من لفافة التبغ ،
يا اخي انت تتصور ان العالم مثالى ؟
نصف سيدات البلد يتعرضون للضرب من قبل ازواجهن دون سبب مقنع.
تركتها تخوض بحديث ممل ، وسرحت رغم عنى بالمستقبل ، كيف ستكون حياتك يا ادهم مع زوجتك ؟ هل ستتزوج اصلا ؟
كانت الساعه قد تعدت الواحده فجرا وشعرت بالنعاس ، هدي يمكنك ان تقومي بجوله علي المرضى .
انت تطردني يا ادهم اليس كذلك ؟ بعلمك لن احضر لك اي لفافة تبغ اخرى.
كانت جاده ولم ارغب بفقد مخبري السري ، ليس كذلك طبعا ، حديثك يشرح القلب يا هدي ، انا قلق من اجل عملك ،
لا تشغل بالك ، افيق ، ساحضر من اجلنا كوبى شاى.
كان نهار طيب ، ونسمه بارده تخللت شرفتي عندما دلفت صفيه نحوى،
كيف حالك ؟
بخير الحمد لله.
لم يحضر اى شرطي لشقتنا ، كنا ننتظر لكن لم يطرق اي شخص بابنا ، ماذا قلت بتحقيق النيابه ؟
لا شيء ، اخترعت قصه .
حمزه ووالدى يقدران لك ذلك ، بدأت اشعر باللين فى معاملتهم ، انهم يسألون عنك كثيرا ، ولا يتعرضون للحديث عن ما حدث ،
حتي ان والدي ينتظر شفائك.
حسنا ، ذلك امر جيد ، يمكننا انهاء تلك القصه بسرعه.
الا زلت تعتبرها قصه ؟سألت.
نعم.
ساقوم بتأدية دوري للنهايه .
اليس هناك احتمال ان تغير رأيك ؟
ماذا تقصدين ؟ صفيه.
اقصد الاسبوع ، المهله التي حددتها سابقا ، الم يخطر ببالك ان طلاقي بعد اسبوع ليس فأل جيد ؟
تلك ليست مشكلتي يا صفيه ، اجبت .
اسمع يا ادهم اعلم بأنك ضحيت من اجلي وتحملت الكثير ، لكني راغبه اكثر بعطفك .
ماذا تعنى ؟
اجعل زواجنا يستمر لشهر ثم طلقني ولن اطلب منك شيء اخر ، لن تري وجهي حتي بلوحات الرسم..
صمت للحظه ، شهر واحد ، يمكنني ان اقضيه خارج المنزل ، انا بارع في التشرد بالازقه.
ذلك اخر طلبك انفذه من اجلك ، تهللت اساريرها وكادت تقبل يدي ،
انت شخص طيب يا ادهم. قالت.
لا تمثل لي تلك الجمله الا الشر بعينه ، اخر شخص قال لي ذلك ،طعنني بظهري وحول حياتي لجحيم ، الخيانه شيء مؤلم جدا.
كنت قد بدأت استعيد عافيتي ، اتجول بطرقات المشفى واقضي وقت اطول بالحديقه ، وصفيه تحضر لي الطعام نتناوله اسفل شجره عجوز ، اسقطت الريح اخر اوراقها .
كانت صفيه قد رحلت للتو عندما اخبرتني هدي بأن هناك شخص حضر للمشفي ،سأل عنك وعن صفيه.
ما مواصفاته ؟
لا اعلم شاب انيق وجميل المظهر ردت وتركتني ورحلت .
انه هو بلا ادني شك ، ذلك السافل الذي اوقعني بتلك المحنه التي كادت ان تؤدي بحياتي ، قلت ذلك بنفسي وانا العنه.
عندما حضرت صفيه اليوم التالي كان مزاجي متعكر ، لم اتناول الطعام وامتنعت عن مبادلتها الحديث.
هل تحبينه ؟ سألتها .
من تقصد ردت وعلي وجهها ملامح استغراب.
ذلك الشاب الذي غرر بك ، قلت بلا شفقه ولا مراعاه لمشاعرها.
قبل ان تردي عليك ان تفهمي باني لن اقبل كذبك ، ثم ليس هناك شيء يدعوكي لاختلاق اكاذيب.
كان وجهها قد تميز من الغيظ ، تنهدت وصمتت لحظه ، نظرت لوجهي وجسدي الهزيل.
نعم كنت احبه ، ردت .
لا اعلم من اين انبثق الالم عندما سمعت كلامتها ،شعرت بآني قد تعرضت لطعنة السكين للتو.
كنت احبه يا ادهم لا انكر ذلك.
لكن الان اقسم لك بآني لا اكن له اي عاطفه ، وفري قسمك ، انا لا يعنيني ذلك الامر اجبت باقتضاب.
من قال بأن الماضي لا يحاسبنا ؟
الماضي قاضي متبلد الحس يطل برأسه الاصلع ويخرج لسانه لنا بسخريه ويقول لن تستطيعو الهرب مني يا ابناء العاهره.
طلبت منها ان تصحبني لغرفتي ، كان الوقت ظهر ولم ارغب بمحادثة اي شخص بعدها .
طلبت منها ان ترحل وان لا تأتي لزيارتي مره اخري بالمشفي ،
عندما استعيد عافيتي سأحضر لعقد قرانك.
مضي اليومين التاليين علي وانا اتجرع الوحده والآلم ، طلبت من طبيب المشفي ان يصرح لي بالخروج بعد ان وقعت علي اوراق تخلي مسئوليته من اي طاريء يصيبني.
بشقتي جلست بالشرفه افكر وانا ادخن لفافة تبغ ، عن تلك المغامره
التي حدثت فجأه.
ما الذي كان من الممكن ان يحدث لو لم اقدم انا علي تلك التضحيه الكبيره والمجنونه ؟
ثم لماذا ذلك الشخص يتابعني ويتابع صفيه ؟
ان اشتم رائحة تواطاء ما.
يجب ان تنجلي الحقيقه ، انا لم اخوض كل تلك الجولات لاتوقف عند المرحله الاخيره.
عندما صعدت الدرجات وطرقت باب شقتهم كنت اترنح ، وعندما فتح حمزه الباب استقبلني بوجه بشوش ، لم نتعاتب ، ساعدني علي الجلوس ، واخبر والده بحضوري .
لم يتأخر والدها وحضر وهو يرتدي سروال طويل ابيض ويعتمر طاقيه بنيه.
اهلا يا ادهم ، كانت نبرته مريحه علي غير المتوقع ، اشعلت لفافة تبغ وناولته واحده ، كان حمزه قد احضر الشاي وجلس معنا.. اسمع يا ادهم ، انا اقدر لك عدم الزج بأسم ابني بمحضر النيابه ، كان موقفا بطوليا لا انكر ذلك.
تستطيع ان تعتبرها واحده بواحده ، هل توافق علي ذلك ؟
نعم ، لا مشكله قلت بلا مبالاه ، ثم اردفت ، لقد حضرت لعقد القران كما وعدت.
تبسم والدها ، انت رجل بالفعل ولا اعلم حتي الان كيف اقترفت ذلك الامر المخزي ، مع ذلك صفيه ستتزوج شخص اخر ،
شخص وافق علي حمل عارنا بعد ان اخبرناه بكل شيء ،
ابن عمها رفض رفضا قاطعا ان يتزوج شخص اخر صفيه ، يعلم بانها اخطأت ، سامحها وتعد برعايتها وصونها ، كنت علي وشك الثوره ، لكني توقفت باللحظه الاخيره ، اليس ذلك ما تريده يا ادهم ؟ ان تحميها ولا تتعرض للقتل ، وقد حدث كل ذلك.
وهل صفيه موافقه ؟
يمكنني ان اخبرك انها طائره من السعاده..
رحلت من عندهم وانا اقضم اظافري ، انت شخص احمق يا ادهم ،
لقد كانت خدعه من البدايه ، فخ نصبته لك صفيه..
بجوار بنايتهم جلست بمقهي عتيق اشرب الشاي ، كنت قد اوشكت علي النهايه عندما لمحت صفيه تسير صحبة شخص ، كان وسيم وجميل المظهر ، لقد رأيته من قبل ، عندما اشارت هدي تجاهه وكان يقف بمحازاة المشفي ، دلفا كلاهما خلال البنايه ، انه ابن عمها اذن ،
كم كنت غبي وساذج يا ادهم.
…..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اللحظة الفارقة)