روايات

رواية القناع الخفي الفصل السادس عشر 16 بقلم آية محمد رفعت

رواية القناع الخفي الفصل السادس عشر 16 بقلم آية محمد رفعت

رواية القناع الخفي الجزء السادس عشر

رواية القناع الخفي البارت السادس عشر

القناع الخفي
القناع الخفي

رواية القناع الخفي الحلقة السادسة عشر

…….مجهولاٍ مؤلم ……
أغلقت عيناها بقوة وخوف ويدها تتحسس جسدها ظنة بأن الرصاص أخترق جسدها ،فتحت عيناها ببطئ وأستغراب لعدم شعورها بالألم فتصنمت محلها حينما رأته أمامها يحتضنها لتستقر الرصاصة بكتفيه…طافت عيناها بالزهول والصدمة بأنٍ واحد كيف له ذلك بعد ما أرتكبته من ذنبٍ فاضح ! ….
هرول إليه بزعر ليصرخ برعب :_زين ! …
رفع عيناه القاتمة من شدة الألم ليرى أن كانت على ما يرام ثم سمح لنفسه بالأنهيار ليهوى أرضاً غارقٍ بدمائه ……
صدح الصوت بالأسفل فركض أدهم وفهد والجميع للأعلى ليصعق حينما يرى رفيقه متمدد أرضٍ والدماء تنبعث من جسده كالسيل ،هرول إليه يحركه بلهفة وصراخ يخترق أضلاعه :_زين …زين ……
فتح عيناه بضعف ليحمله بجسده فردد بخفوت والظلام يطوفه :_ همس يا أدهم….
قال كلماته الأخيرة ليتغيب عن الواقع بسردامٍ مخيف للجميع ،لكمه فهد بقوة ثم أنتشل منه السلاح ببراعة ليشل حركاه أحمد بغضب …فولج رجال الشرطة بأمر زين بعد أن حضروا الحفل لتنفيذ مخططه ولكن تلك الخطوة لم تكن بالحسبان ،تم القبض عليه وعلى تلك المرأة اللعينة …
حمل أدهم وعبد الرحمن زين وأسرعوا جميعاً للمشفي بينما تراقبتهم هى بصمت وصدمة لتسقط أرضاً تبكى بقوة وأستغراب ..ضحى بحياته لأجلها !! رغم كل ما أرتكبته وفعلته له …
*********
عادت للمنزل بعد أن أخبر طلعت ضياء بأصطحابهم فصعدت لغرفتها والدمع يسرى بعيناها ،صورتها تأبى ترك مخيلاتها لا تقوى على تحمل ما رأته منذ دقائق معدودة …لا كيف له بذلك ؟! ، أمازال على علاقة بها ! ..
شعرت بأن قلبها يوشك على التوقف من كثرة آنينه فبكت بقوة وبداخلها تصفع ذاتها قائلة بأسى لما تفعل بى ذلك ! ، لما وهبتني من سرور عشقك ببحور لا حصى لها ثم ألقيت بى ببئر عميق …مظلم للغاية أستمع به لصيحات الآنين …
طال بكائها وأزداد معه الآلآم فقالت بهمسٍ أليم :_ليه كدا يا أدهم ؟ ، أنا حبيتك أوى ! …
لتغمص عيناها بقوة رافضة لذلك الألم المخيف …
*********
حملوه سريعاً للعمليات فأسرع عبد الرحمن للداخل ليجذبه طلعت بنبرة تشق الصدر :_دير بالك عليه
أكتفى بأشارة بسيطة ثم أسرع للداخل فجلس جوار من يجذبه برفق قائلاٍ بحكمة :_أتعشم فى ربك خير يا طلعت …
أستدار لفزاع بعينٍ توشك على فرار الدمع :_كيف يحصله إكده يوم فرحه ؟!
أسرع بالحديث بغضب :_هتعارض أمر ربك إياك ..
أغلق عيناه بقوة :_حاشة لله …
إبتسم فزاع قائلاٍ بهدوء :_زين قوى وهيجوم منها يا ولد عمي
أشار له بأمل :_يارب
على بعد ليس بكبير ..كان يستند بجسده على الحائط وعيناه على الغرفة برعب ينبض مع خفقان القلب ،رفع الفهد يديه على كتفيه قائلاٍ بنبرة ثقة :_متقلقش الأصابة سطحية …
أستدار له أدهم بوجهه يلتمس الصدق فأشار له قائلاٍ بتأكيد :_صدقني أنا شوفته بنفسي قبل ما يدخل العمليات ..
أقترب منهم أحمد قائلا بحزن :_المفروض أنه اليوم الا بيستناه ! ..
عمر بعتاب :_دا وقته يا أحمد ؟!
يوسف بدمع أوشك على الهبوط :_طب وعروسته الا مستانياه دى هيكون مصيرها أيه ؟! …
تألم قلبٍ كلاٍ منهم وهو يرى حلمٍ تتمناه كل فتاة يحطم بلا رحمة أمام عيناها ، كيف لها الأنتظار لدقائق لترى معشوقها أمامها ثم تفاجئ به بجسد معطم بالدماء !!! …
جاهد النمر للحديث قائلاٍ بثباتٍ زائف :_عمر خد أحمد وأطلع على البيوتي
تفهم الأمر فأشار له بهدوء ثم غادر بصمت ….
أقترب منه فهد قائلاٍ بألم :_تفتكر هتتحمل الصدمة ؟
رفع عيناه المحملة لعذاب يكفى لعالم بأكمله قائلاٍ بثبات فشل بالتخلى عنه :_ربنا يصبرها ..
قطع حديثهم ولوج حازم المسرع إليهم بزعر بادي على وجهه قائلاٍ بستغراب :_فى أيه يا أدهم ؟
وضع عيناه أرضاً بحزن ثم شرع بقص ما حدث على مسماعه ..
********
أخترقت ذكريات الماضي أضلاع قلبها لتجردها من العشق الطائف له ، لتعود فكرة الأنتقام على مسماعها …لاااا لن يفعل بها معشوقها ذلك لن يتعمد أنكسارها بيومٍ هكذا !! ..
هل ما فعله كان مجرد خدعة لينال منها بدافع الأنتقام ! ، هبط دمعها حينما مرأ أكثر من ساعتين وهى تجلس بأنتظاره حتى صارت أخر العروس ..يتأملها البعض بستغراب والأخر ببسمة متطفلة وهناك من يشعر بقلقها المريب ….
وضعت همس الهاتف من يدها بيأس من أجابته لتهوى دمعاتها على وجنتها لتزيح أثر التجميل كما أزالت غشوة القلب كما ظنت تلك البائسة ….للحظة أنقلب عشقها للعنة تحرق لحظات الهوس والجنون …
ولج من الخارج بنظراتٍ مضطربة وقلبٍ يصرخ ألمٍ لما سيخبرها به ، أقتربت منه سريعاً قائلة بدموع تغزو وجهها :_شوفت يا بابا زين عامل فيا أيه ؟
صمت ولم يستطيع التحدث لتكمل هى بصوتٍ متقطع من الدموع :_زين خدعني يا بابا خدعني ودمرني ..
سقطت دمعة هاربة من عيناه قائلاٍ بحزنٍ ونبرة محملة بالأنكسار :_زين مخدعكيش لوحدك يا همس زين خدعنا كلنا ..
تطلعت له بستغراب لدمعه الفياض فرفع يديه يجفف دمعها قائلاٍ بحزنٍ يضاهى أفواه :_زين بين الحياة والموت يا بنتي خدعنا لما وعدنا أن اليوم دا هيكون مميز لكن للأسف هو الا بيواجه الموت …
سقطت باقة الورد البيضاء من بين يديها لتختلط بالأرض كما أختلط قلبها بمشاعر مختلفة بين الصدمة والآلآم بين الزهول والحزن ….مشاعر مضطربة جعلته كالعروس المحنطة لا تقوى على الحركة أو التفكير …
أستدارت بجسدها والدمع يتحجر بعيناها لتخطو ببطئ للخارج ،دفشت الباب بلطف ثم خرجت بسكون وتماسك لترى أحمد يقف بصحبة شخصٍ ما أمام السيارة ،أسرع والدها خلفها ليرى إلى أين تتجه فتفاجئ بها تخطو بخطوات أشبه لزفاف الموت لتقف أمام أحمد ،رفعت عيناها ببطئ قائلة بتماسك يلتمس بها لأخر دقائق :_خدني له …
حزن أحمد وعمر للغاية على حالها البائس فأشار لها على الصعود وبالفعل فعلت ليلحق بها والدها ويصعد بالخلف ….
توجهت السيارة للمشفى لتزف عروسٍ محطم بقلب حرم من لقاء معشوقه ! …قلبٍ بنى أحلامٍ لهذا اليوم ليضعه على قايمة المفضلات وها هو يصبح من أسوئهم ليصبح تهديد لأنتزاع حياة معشوقها !!…
تطلع لها الجميع بالمشفى بتعجب فكيف لعروس الحضور للمشفى بذلك الوقت …
أسرعت بخطاها لتقف أمام غرفة العمليات بقلبٍ يصدح بأنحائه الخوف ،أقترب منهم والدها ليسرع بالحديث :_أيه الا حصل يا حاج طلعت ؟
رفع عيناها المتكورة بالدمع قائلاٍ بصوتٍ ثابت :_جريمة دفع حقها زين …
جلس لجوارهم بحزن :_طب هو عامل أيه دلوقتي ؟
أجابه فزاع بهدوء :_لسه مخرجش من العمليات ،ثم أسترسل حديثه ببعض العتاب :_ليه مخلتهاش تغير خلجاتها ؟
رفع عيناه بالدموع له :_ملحقتش والله يا حاج فزاع يدوب عرفت جيت تجري على هنا …
أشار له بحزن هو الأخر ثم تحلى بالصمت وعيناه تراقب الغرفة بأنتظار أخبار عنه ….
أقترب منها أدهم قائلاٍ بهدوء :_أهدي يا همس زين هيبقى كويس ..
تطلعت له بدمع كُبت بنجاح وصوتٍ يجاهد للخروج :_زين على طول بيختبرني وكل أختبار أصعب بكتير من الا قبله
تحولت نظراته لألم لما مرت به تلك الفتاة ولكن سرعان ما تنقلت نظراته لمن تقترب منهم بدموع جعلتها محطمهة للغاية لتنير وجهاً لاطالما تخفى خلف عادات الغرب ليتنحى الآن أمام ما فعله أخيها …
هرولت إليه قائلة بدموعٍ تكاد تملأ المشفى بأكمله :_ طمني يا أدهم
صمت قليلاٍ يعى ما يراه فقطع عنه الأجابة خروج عبد الرحمن من غرفة الجراحة لتسرع إليه راكضة قائلة بأرتباك وتوتر يلحقها :_زين ! ..
تطلع لها بغموض ثم تخل عن سكونه قائلاٍ بنبرة طمانينة :_الحمد لله الأصابة كانت سطحية شوية وهينقلوه غرفة عادية ..
طلعت بفرحة :_الحمد لله
فزاع بأبتسامة بسيطة :_ربنا يجومه بالسلامة …
فهد :_يارب يا جدي …
زفرت براحة وأزاحت دموعها تحت نظرات عبد الرحمن المتراقبة لها فجذبها بعيداً عنهم لغرفته الخاصة قائلاٍ بصوتٍ يحمل المكر والغموض :_شايفك حزينة على زين رغم كرهك الشديد له ..
رفعت عين الندم له قائلة بدموع :_زين فداني بروحه يا عبد الرحمن ..
قاطعها بغضب وسخرية :_وكان لازم يعمل كدا من زمان عشان تحسى أنك ليكِ أخ ؟! ..
وضعت عيناها أرضاً لتبكى بصمت فقالت بصوت متقطع :_كان غصب عني هى نجحت أنها تزرعلي أفكار مش كويسة عنه بس خلاص أنا فوقت ولازم أعترف بجريمتها عشان أخد حق خالد وممكن زين يسامحني لو عملت كدا ..
أخترقت دمعاتها قلبه بنجاح فأقترب منها بحنان :_هتقدري تعملي كدا ؟! ..
إبتسمت بسخرية مؤلمة :_هى قدرت على الأصعب من كدا ..
لم يحتمل رؤياها هكذا فمن يحتمل أن يرى والدته ترفع سلاح الموت عليه بدلاٍ من حمايته !! ،جذبها لأحضانه فشددت بقوة من أحتضانه قائلة ببكاء حارق :_مش عايزة فلوس ولا أملاك يا عبد الرحمن لو كنت أعرف أنهم هيحطموني كدا وأنا شايفة أمى عايزة تخلص مني مكنتش فكرت بالطريقة دي أبداً …
أخرجها من أحضانه ثم جذب مقعده الأسود المتحرك ليعاونها على الجلوس قائلاٍ وعيناه تتأملها :_الا حصل دا خير ليكِ يا صابرين ، نزولك من أمريكا لمصر بحد ذاته خير والا حصل دا علامة من ربنا عشان تفوقي وتشوفي زين بحقيقته ..زين الشهم الا عمره ما يفكر يأذي أخته الوحيدة ! …زين الا أتحدى والدته لأول مرة وأتالم مليون وهى سايبة البيت وميعرفش لحد الآن عنها حاجة كل دا عشانك أنتِ يا صابرين …
ثم قال بمكر :_وجايز عشان تقابلي الدكتور اللعين ..
تطلعت له قليلاٍ ثم أنفجرت ضاحكة لتقطعه دمعات متمردة على فرحة مؤقتة ، رفع أطراف أنامله الحنونة يزيح دمعاتها الحارقة المعبأة بالندم قائلاٍ بهدوء :_ أنتِ لازم تكوني سعيدة وندمك دا فى أنك تقربي لزين وأعتذري الأعتذار مش كبير على حد ..
أغلقت عيناها بسعادة على وجوده لجوارها فأزاحت تلك الدمعة الساقطة قائلة بأرتباك :_هيسامحني !
إبتسم بسخرية :_مكنش ضحى بحياته عشانك ! ..
رفع يديه عن وجهها حينما تعال طرق باب الغرفة ليسمح للطارق بالدخول فولج عمر قائلاٍ بهدوء :_زين أبتدى يفوق
هرول معه عبد الرحمن فلحقته سريعاً …
*********
بدأت تستعيد وعيها بألم يعتصرها لتجدها لجوارها …
رمقتها بضيق لتجاهد بالحديث :_شوفتى عملوا فيا أيه ؟
رمقتها راوية بضيق ثم قالت بسخرية :_عملوا أيه يعني هسيبوا البيبي يعفن فى بطنك مثلاٍ ما كان لازم تدخل جراحي!
سال الدمع من عيناها من شدة الألم قائلة بصراخٍ خافت :_ياستى لا يعفن ولا يحزنون أنا عايزة أطلق من الأنسان دا وبأسرع وقت
كبتت ضحكاتها بصعوبة على ما تتفوه به كل مرة …لمعت عيناها بالمكر حينما رأته يقف أمام الغرفة فقالت ببسمة خبث :_هتطلقي تروحى فين ببدر وحور ! …
رمقتها بنظرة نارية ثم صرخت بغضب :_هيموتوا من الجوع أنا عايزة أرجع أمريكا وأ. …
تخشبت الكلمات على لسانها حينما رأته يقف أمامها بنظراتٍ غضب توحى بأنها على حافة الهاوية ….نقلت نظرها لمن تجلس جوارها بوعيد ، أقترب منها ثم جذب المقعد لتسرع راوية بالخروج بعد أن غمزت لها بطرف عيناها …
خرج صوته ونظراته كافيلة بنقل تعبيرات وجهه :_عايزة تطلجي إياك
إبتلعت ريقها ببعض الرعب :_مين الا قال كدا ؟!
رمقها بنظرة مميتة فأسرعت بالحديث :_دا بعد عنك تخريف بنج …
سليم بمكر :_خلاص نتعود عليها عشان المرة الجاية
صرخت بغضب لا مثيل له :_هو لسه فيها مرة تانية لا أنا أقصد كل كلمة قولتلها من فضلك طلقني وحلال عليك العيال …
لم يتمكن من كبت ضحكاته ليقترب منها بنظراته الحاملة لعشق تلك الحمقاء فأنحني قليلاٍ يقبل رأسها قائلاٍ بنبرة حنين :_حمدلله علي سلامتك يا جلبي ..
محت بسمته آلمها فأبتسمت بهيام لقربه المطوف بحنين طال لأخر الأمد ،رفع عيناه الماكرة قائلاٍ بصوتٍ هامس :_لساكِ عايزة تطلقي ؟
تعالت ضحكاتها لتنغمس بين أحضانه بخجل وسعادة …
***********
صوتٍ ما أنتشاله من دوامة الظلام ففتح عيناه بضعف ليجدها أمامه بفستانها الأبيض الملكي ، وجهها شاحب قليلاٍ ولكن لم يقلل من جمالها المطبوع بنبض القلب …
أقترب منه النمر قائلاٍ بلهفة :_حمدلله على سلامتك
أكتفى ببسمة بسيطة وأشارة له توحى بعدم قدرته على الحديث …
أنتهى عبد الرحمن من فحصه ليشير لهم بسعادة :_الحمد لله بس أفضل نسيبه شوية يفوق أكتر ..
فزاع بتأييد :_الا تشوفه يا ولدي …
وأشار لهم جميعاً بالخروج لتبقى هى لجواره ….
جلست على المقعد المجاور له ثم تمسكت بيديه والدمع يزول من عيناها بعد أن رأته أمامها قائلة بصعوبة من بين دموعها :_أفتكرت أنك بتنتقم مني يا زين
تطلع لها بحزن وهو يعافر للحديث وبالنهاية أستطاع فقال بأسف :_وعدتك أنه هيكون أسعد يوم بحياتك ومعملتش بوعدي ! ..
أزاحت دمعها بغضب :_وعد أيه ؟! …
ثم أقتربت لتجلس مجاور له لتقول بدموعٍ غزيرة :_أنا قلبي كان هيقف من الخوف عليك ….خفت أخسرك ..خفت من الوحدة وغيابك ….خفت أعيش ألم الفراق تاني بس المرادي هيكون أصعب لأنى بعشقك يا زين …
إبتسم بفرحة بدت على وجهه فجاهد لرفع يديه وبالكاد فعل فوضعها على وجهها قائلاٍ بصوتٍ يحمل همسات الصدق والحنين :_زين مبقاش زين غير بحبك أنتِ يا همس ، أنا مخفتش من الموت لأخر ثانية خفت عليكِ أنتِ مكنتش شايف غيرك …
إبتسمت من وسط دمعاتها لتقبل يديه بأعين منغلقة من أثر الأوجاع ففتح ذراعيه قائلا بألم مصاحب لصوته :_تعالى ..
لم تتردد لثانية واحدة لتلتمس بحنان زين العاشق لتستكين داخل أحضانه فتستمع ذاك القلب النابض بداخل صدره فربما تهدأ قليلاٍ ….
ضغط على يديه بقوة فكتفيه الحاملة للأصابة تألمه بقوة حتى شعرت هى به فأبتعدت عنه على الفور بأبتسامة حب تنقلها له ، فرغم ألمه الا أنه حاول بأبسط الطرق منحها الأمان حتى تهدأ وتعود البسمة لوجهها …
تطلع لها ببسمة مجهدة ثم قال بمكر :_الفستان جميل عليكِ …
نجح فى زرع إبتسامة الخجل على وجهها لتتهرب مجدداً من النظر بالعينان ….رفع يديه على يدها التى تفرك على الأخرى بخجل فرفعت عيناها له بأهتمام ليقول بجدية وثبات :_هعوضك عن اليوم دا يا همس أخرج من هنا وهتشوفي الليلة الا هعملهالك
وضعت يدها الأخري تحتضن يديه بعشق :_مش عايزة حاجة من الدنيا غيرك يا زين ..
أكتفى ببسمة صغيرة لتبعد يدها بخجل حينما ولج عبد الرحمن ….
أقترب منه بأبتسامة هادئة :_أسف للمقاطعة بس دا معاد حقنة المسكن …
وشمر عن ساعديه فلم تحتمل رؤيته لتخرج سريعاً ، إبتسم زين قائلاٍ بأمتنان :_شكراً يا عبده
ألقى بالأبرة بالسلة ونظرات الغضب تلحقه قائلاٍ بضيق :_بتشكرني على أيه ؟ أني نجدتك من الموت ولا لأني أشتركت فى خطتك الفاشلة الا كانت هتوديك للمقابر ..
إبتسم على طريقته بالحديث ثم قال بهدوء :_دا مكنش فى مخططي يا عبد الرحمن كل الا كنت عايزه أن صابرين تشوف حقيقة أمها حتى لو كانت على علم بيها فلازم تخرج عن سكوتها دا ..
رفع يديه على يده قائلاٍ بأبتسامة صغيرة :_ونجحت يا زين ..
لم يفهم ما يقوله الا حينما أسترسل حديثه قائلاٍ بهدوء :_صابرين جاهزة تشهد وتقدم الأدلة أن والدتها هى الا عملت كدا
تطلع له بستغراب فنهض عن الفراش وفتح باب الغرفة لتدخل سريعاً وعيناها تبحث عنه بلهفة حتى وقعت عليه فأنهارت الدمعات لرؤيته هكذا لتسرع بالأقتراب منه تحت نظرات صدماته …
خرج صوتها الباكي :_ليه عملت كدا يا زين ؟
بقى قليلاٍ يتأمل دمعاتها بستغراب ثم رفع عيناه على عبد الرحمن ليجده يبتسم بمكر له …وضعت عيناها أرضاً بحزن :_أنا مستهلش كدا ..
هنا تخلت عنه الكلمات ليرمقها بضيق :_متقوليش كدا تانى فاهمة ..
رفعت عيناها له بدموع ثم ألقت بذاتها بداخل أحضان أخيها تبكى بلا توقف على ما أرتكبته من جرائم بشعة بحقه ، ربت على كتفيها بحنان فقالت بضيق مما أرتكبته :_رغم كل الا عملته حميتني من الموت وقدمت نفسك له ! ..أد أيه أنا كنت غبية ..
شدد من أحتضانها قائلاٍ بحنان :_لو طولت أحميكِ من الدنيا كلها مش هتردد ثانية واحدة …نفسي تفهمي أنك من لحمي ودمي ومستحيل أكرهك بسبب ورث والكلام الفارغ دا ! ..
تطلعت له بحزن ثم جذبت من حقيبتها الشيك الذي قدمه لها لتمزقه بعصبية :_فهمت يا زين ..
إبتسم بفرحة تكفى العالم بأكملها حتى عبد الرحمن المراقب لما يحدث إبتسم بسعادة لما يراه ،لمعت عيناها بوعد وهى بين أحضان أخيها العثور على والدته والتوسل لها للعودة مجدداً حتى وأن كان ثمن العودة رحليها ! …
*********
بالخارج ….
كان يجلس طلعت براحة بعد أن أستعاد زين وعيه ، نظراته لأحفاده الثلاث بعدما خرج عبد الرحمن ليطمئنهم تحمل الغموض والسكون الذي سيسبق العواصف الهامدة ما علمه منذ ساعاتٍ قليلة كافيل بهدم المعابد فوق رؤسهم ، أخرج فزاع هاتفه ليعلم أن هناك العديد من الأمور بحاجة لتدخل كبير الدهاشنة لذا كان عليه العودة مجدداً ليتبعه عمر والأطفال وتبقى الفهد الذي سيشهد على غضب طلعت المنياوى المؤجل لما به زين ! ….
ولج حازم للداخل ليطمئن عليه ومعه أدهم ليجدوه أستعاد وعيه كلياً ويجلس ببعض الراحة …
إبتسم زين قائلاٍ بهدوء :_مكنش له داعى أنك تفضل لحد الوقت دا يا حازم
رمقه بنظرة ضيق :_أنت ناسى أننا أصدقاء ولا أيه ؟
أحمد بمرح :_توقع أيه حاجة مدام خارج من البنح ولا أيه يا دكتور ؟
تعالت ضحكات عبد الرحمن ليقول بصعوبة :_أنا معاك فى الحتة دي …
رمقهم بنظرة ضيق ثم قال بسخرية:_أنا بقول تخدوا بعضكم وتطلعوا تهونا شوية .
أدهم بنظراتٍ غامضة :_وأنا بقول كدا برضو …
وزعوا نظراتهم بينهم ثم خرج كلا منهم بغضب فتعالت ضحكات حازم بعدم تصديق ….
تذكر زين ما كان يود قوله لحازم فقال بصوتٍ متعب قليلاٍ :_أنت تعرف عثمان منين يا حازم ؟
ضيق عيناه بأستغراب ثم قال بزهول :_أنت تعرفه ! ..
أكتفى ببسمة صغيرة ليقول بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_بينا شغل ، وصلني منه مكالمة قبل الفرح بساعات بيهددني فيها بشكل صريح ومن الواضح كدا أنه عارف بعلاقتي بيك بس الغريبة أنى مش عارف الا بينكم بالظبط ..
زفر حازم بغضب ثم قص على مسماعهم ليحل الغضب قسمات وجه النمر فقال بضيق :_لا الراجل دا محتاج الا يفوقه ويعرفه مقامه كويس ..
زين بغضب هو الأخر :_عندك حق يا أدهم عشان كدا هسحب كل العقود الا بينا أما الشركات الا لغت التوكيل لشركاتك يا حازم فأنا هعرف أزاي أتعامل معاهم كل لاعب وفى الأكبر منه وهما الا جنوا على نفسهم …
أسرع بالحديث :_ أنا مش عايز أورطكم معايا م…
قاطعه أدهم بغضب :_ورطة ! …هو الا هيكون فى الجحيم لما نجتمع أحنا التلاتة عليه ..
إبتسم زين بمكر :_عجبني تعبير الجحيم دا يا نمر
تطلع له بعين تشع بالشرار ثم تعالت الضحكات الرجولية بينهم على ما ينوى فعله ،ولج والد همس للداخل ليرى زين فستأذن أدهم بالرحيل للمنزل حتى يبدل ثيابه فأوصله حازم وعاد للقصر هو الأخر …
*********
هبطت من سيارة الأجرة تطلع للفيلا ببعض الخوف فهبط عبد الرحمن بأعين تحمل الغموض فخرج صوته الثابت :_خايفة ؟
أستدارت له برعب يتسرب من عيناها فتمسكت بذراعيه قائلة برجاء :_خليك معايا يا عبد الرحمن .
إبتسم بخفوت وهو يزيح خصلات شعره التمردة على عيناه بفعل الهواء العليل :_لازم تتقبلي عادتنا يا صابرين ..
رمقته بستغراب :_بس أنت جوزي !!
نبض قلبه بقوة وعشق يتمرد على حصونه فرفع يديه يزيح تلك الخصلة المتمردة على عيناها :_عشان كدا مش هقبل أن أيه حد يتكلم عليكِ بالسوء لازم الكل يعرف أنك مراتي ودا هيحصل لما تلبسي الأبيض ويتعملك أجمل فرح فى الدنيا ..
أغمضت عيناها بسعادة عارمة من لمساته ثم قالت بخجل وصوتٍ يجاهد للخروج :_أنت بتحبني يا عبد الرحمن ؟
تطلع لها بغموض ودهاء يكمن بعيناه ثم قال :_حبي ليكِ له شروط غالية مش هتقدري عليها ..
تطلعت له بزهول وأستغراب فأبتسم قائلاٍ بمكر :_ أولهم أنك تكوني ملكِ لوحدي محدش يشوف جمالك غيرى ودا شرط مش هتقدري عليه ..
علمت ما يريد قوله فأبتسمت بسعادة لتسرع بالحديث التلقائي :_يعني لو أتحجبت هتحبني ؟
إبتسم على تلك الفتاة ثم رفع يديه على وجهها قائلاٍ بجدية :_ودي كمان مش هقبلها لازم تلبسيه عن قناعة ، أنا لما شوفت خشوعك فى الصلاة أستغربت جداً أنك أزاي مش قادرة تحمى جمالك دا لزوجك بس بصراحة يكفى أنى أشوفك بعيوني وأنتِ عارفة دينك دي حاجة متوقعتهاش عشان كدا لما تحسى أنك حابة تحجبي العيون عن جمالك دا ساعتها هكون أسعد أنسان فى الدنيا كلها ..
وتركها تفكر بما يقوله وتوجه ليصعد للسيارة فتخشبت قدماه وهو يتذكر خوفها ليستدير بتفكير :_تيجى معايا ؟
أتسعت بسمتها لتركض إليه سريعاً فأكتفى ببسمة بسيطة ليجلس جوار السائق ليسرسل رسالة لأحمد يخبره بها أن يصعد للنوم معه لتقضى صابرين الليلة مع جيانا وغادة وياسمين بشقة العم إبراهيم …
**********
عاد أدهم للمنزل فتوجه للصعود لغرفته ليجدها تنتظره على الدرج وعلامات البكاء تستحوذ على وجهها …
أقترب منها قائلاٍ بستغراب :_ليه قاعدة كدا ؟
رفعت عيناها القاتمة له قائلة بلهجة مختلفة عنها :_ ليه طلبت تتجوزني يا أدهم ؟
ضيق عيناه الساحرة بتفحص ثم أكمل الدرج غير عابئاً بها فأسرعت خلفه قائلة بصوت مرتفع :_سألتك سؤال جاوبني عليه ..
وقف على أخر درجة المؤدية للشقة الخاصة به ليرفع يديه بضيق يعيد تلك الخصلات الكثيفة المتمردة على عيناه الخضراء ليقول بثبات يجاهد له :_جيانا أنا راجع أعصابي تعبانة من الا حصل ومش هقدر أدخل معاكِ فى نقاش أنا شايفه منهى من وجهة نظرك ..
صعدت لتقف أمام عيناه قائلة بصدمة وزهول :_يعني أنت عارف أنا عايزاك فى أيه ؟! ..
تطلع لها بسكون فتلك الحمقاء لم تعلم تفكيره بعد ..
أخرج مفاتيح المنزل ثم أوشك على الدخول لتلقى به أرضاً قائلة بضيق وغيرة بادية بنبرتها :_أنت لسه على علاقة بيها ليه ؟ ..
أطبق على معصمه بقوة ومازال يتحاشي النظر إليها حتى لا ترى غضب النمر الساحق فيخترق الخوف أضلاع قلبها لربما سيتحول عشقه لخوفٍ قاسي ! …
رمقته بنظرة محتقنة بالغضب :_ممكن ترد عليا …طب لما أنت بتحبها ولسه بتشوفها عايز تتجوزني ليه ؟! ….ولا أخدني وسيلة عشان تجدد الماصي وتع….
قطعت باقي كلماتها حينما ألتقت بتلك العينان القاتمة بمزيج من اللون الأحمر ولونٍ مجهول صعبت بالتعرف إليه ،ذراعيه المنغرسة على يدها بقوة جعلتها ترتجف برعب فخرج صوته الشبيه لزفاف موتها :_عيدى أسلوبك بالكلام دا تانى وأوعدك أنك مش هتلحقى تكمليه ولا هيهمني أي مخلوق ولا أنك مبقتيش مراتي …
وتركها لتوشك على السقوط فتراجعت للخلف وعيناها تتراقب نظراته برعب لتصعد الدرج وعيناها متعلقة به حتى كادت السقوط لتنفذ بحياتها حينما هرولت للأعلى ، أما هو فزفر بغضب وحمل المفاتيح الملقاة أرضاً ثم ولج للداخل ليجد أخيه يجلس بالداخل مع غادة ومكة فولج لغرفته غير عابئ بهم ..
غادة بستغراب :_أدهم ماله يا ضياء ؟
أجابها بحزن :_أكيد حزين على زين الا حصل مش سهل ..
مكة بتأكيد :_الله يكون فى عون عروسته ويقومه بالسلامة ..
********
بالأعلى …
نهض من الفراش بنوم ثم توجه للأعلى بضيق عندما أخبره عبد الرحمن بذلك ليجدها تحمل ثياب بيديها وتهبط للأسفل ،أقترب منها أحمد ببسمة مكر :_واضح أن عبد الرحمن قالك ؟
أكتفت ببسمة صغيرة فأقترب منها قائلاٍ بعشق :_هكون سعيد لو نمتي على سريري
ثم قال بمشاكسة :_بس بلاش تخلى الزفتة غادة تنام مكاني دي ممكن تنقلى عدوة البرود الا فى دمها ! ..
تعالت ضحكاتها فصعد الدرج ليكون أمامها :_تصبحي على أجمل أحلام بالكون كلها وأكون أنا فيها
وغمز بعيناه الكحيلة ثم أكمل الدرج للأعلى بنظرات تسلية لرؤية الخجل يسرى بأنحاء وجهها ….
**********
هبطت من السيارة ثم لحقت به للأعلى بخجل فصعد بها لشقة ريهام ،طرق الباب ليجدها بأستقباله هى والفتيات ما عدا جيانا التى تقاسي بغرفتها لما رأته من معشوقها …رأت قسوة بعيناه تراها لأول مرة لتربط بذهنها علاقة حبه بتلك الفتاة …
*******
بقصر حازم السيوفي …
ولج لغرفته ليقترب منها طابعاً قبلة على رأسها بعشق :_لسه صاحية ..
بدا الألم على وجهها فقالت بهدوء :_مستحيل أنام من غيرك ..
إبتسم بهوس عشقها :_عارف ..
رمقته بضيق وهى تقرب وجهها منه هامسة بغضب :_مغرور ..
تعالت ضحكاته الوسيمة :_عارف ..
كبتت غضبها لتسرى علامات الألم على وجهها فرفع يديه على موضع جنينها مثلما وضعت :_مالك يا حبيبتي ؟
أجابته سريعاً :_مفيش
رمقها بنظرة متفحصه :_مفيش أزاي أنتِ مش طبيعية !
إبتسمت بسخرية :_العادي لأى واحدة حامل ..
تطلع لها بنظرة ماكرة وهو يكرر حديثها :_العادي للحامل ! أوك هأخد شاور وهرجع نشوف الموضوع دا مع بعض ..
أكتفت ببسمة بسيطة وهى تجاهد الآلآم فولج لحمام الغرفة وهى برحلة معاناة أنتهت بصدمة كبيرة لتصرخ بآلم لا يطاق بأسمه المتردد بحروف من الآنين ..
جذب حازم المنشفة ثم وضعها على خصره ليخرج من الحمام سريعاً فصعق بشدة حينما رأى حوريته ملقاة أرضاً …غائبة عن الوعى ..تفترش الأرض بدمائها التى لا حصى لها لا يعلم أنها بداية لأنتقامٍ ما …لا يعلم بأن هناك عدو حقيقي لجواره ! …لا يعلم أنها من سيعاني لأجل ذلك الأنتقام بأبشع أحساس سيدمر قلبها رغم أن الحقيقة تجرى لصالحها ….لا يعلم أن هناك مجهولاٍ قاسي لن يقوى على محاربته بمفرده فكيف سيحارب وعدوه مجهول !!!!! …
عشقه الطواف سيدمره الأنتقام أمام عيناه وصوتها يسرى بجسده ليجعل النمر مطعون بخنجر نصله سيصل للعدو فكيف له بالقضاء على نمر جامح ؟! …
ستختار طريق الشوك والحصى وستترك درب الحب والأشواق لتجمع ما حصدته من لعبة دانئية لتنال عقاب عاشق محترف ليريها الآن قوانين العشق !…
رحلة سيغتنمها العقاب ليرحل المافيا لأركان الصعيد ولكن ماذا عن وجود الفهد !! ..
ما سبب أختفائه المفاجئ !! ..
….بداية لملحمة نارية فقط …
ب

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القناع الخفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى