رواية القناع الخفي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم آية محمد رفعت
رواية القناع الخفي الجزء الحادي والعشرون
رواية القناع الخفي البارت الحادي والعشرون
رواية القناع الخفي الحلقة الحادية والعشرون
…….ترنيمات من آنين …..
أغلقت عيناها فاقدة للوعى فبقي يلكمها بالضربات التى تخرج ما به من حقد ؛ فزفر بغضب حينما لم يجد منها سوى الهروب للظلام ،جذب المقعد المجاور له ثم جلس بضيق تاركاً عيناه تتأملها بوعيد ……
طافت عيناه تلك الحقيبة الملقاة أرضاً فأسرع إليها يفرغ محتوياتها بضيق وغضب حتى وجد الهاتف الخاص بها ففتحه ليرى صورها مع “زين” فكاد الجنون بالتسرب إليه حتى أنه حمل السكين الحاد لينهى عناءه مع تلك الفتاة ….
على الطرف الأخر كان بحاول بشتى الطرق الوصول لمكانها عن طريق الهاتف فسعد للغاية حينما فُتح ليسرع بتحديد مكانها ليعزم الرحيل لهناك سريعاً ولكن لم يتركه عمر وسليم بمفرده لحقوا به لذاك المكان المنعزل ولكن ربما هو بحاجة للسرعة …
*********
بالمندارة ..
ولج فهد للداخل بخطاه الثابت ليجلس جواره قائلاٍ وعيناه تشع بالشرار :_خلاص يا جدي أخدت بتار أبوى وعمي ..
أستدار فزاع لحفيده بثباتٍ مشيراً بوجهه :_إكده هرتاح يا ولدي ..
تطلع له فهد بصمت ثم قبل يديه وصعد للأعلى بسكون يترابص به فيجعله أشد خطورة من زي قبل …
**********
بالأسفل ..
جلست هنية لجوار الفتيات تتبادل معهم الحديث بصدر رحب على عكس من تجلس جوارهم هائمة بعالم أخر ..عالم لا يوجد به سوى من لفظ القلب بعشقه الفياض …عالم لا طالما رأته صعب المنال وها هو يصبح حقيقة مع كل دقة تتناغم بها الروح بهمسه …
أفاقت جيانا من شرودها على هزات صابرين الخافتة لها ظنٍ بأنها خجولة من الجلوس معهم ولكن تفاجئت بها تهرع للخارج بخطى سريع للغاية حتى أنها ظنت بأن تلك الفتاة قد جنت ! ..
أسرعت بالخطى حتى وجدته يقف بالخارج أمام الحدائق المطوفة لمنزل “فزاع الدهشان” يتحدث لرهف ، وقفت محلها تتأملهم بنظرات متخشبة تعيد تفكيرها بما حدث أخيراً لا لن تقبل أن تضعه فى خانة الشكوك مجدداً عليها الثقة أولاٍ والصمود ثانياً ، أقتربت منهم بخطاها المتزنة على عكس ما بقلبها لتستمع لحديثهم الحائل بينهم ..
رهف بغضب :_معرفش يا أدهم ليه طلب مني أسيب القاهرة وفجأة كدا ! ..
أجابها بعد وهلة من التفكير :_أكيد خايف عليكِ يا رهف ، الا حصل زرع عنده شكوك أن الكلب دا ممكن يأذيكِ ..
وضعت عيناها أرضاً بحزن :_بس أنا عايزة أكون جانبه يا أدهم ، ثم رفعت عيناها على المكان بتفحص :_مش حاسه بجمال المكان دا من غيره ..
وهوت دمعاتها بلا توقف فخرج النمر عن صمته قائلاٍ بهدوء :_متقلقيش يا رهف نهاية عثمان على أيدى وأوعدك بأنك هتنزلي مصر قريب ..
رُسمت السعادة على وجهها قائلة بفرحة :_طول عمرك شهم وجدع يا أدهم بجد مش عارفة أشكرك أزاي ؟!
أكتفى ببسمة صغيرة :_قولتلك قبل كدا مفيش شكر بين الأخوات …
إبتسمت بسعادة وكادت الرحيل لتجد تلك الفتاة تقف لجوارهم ولم ينتبه لها ، تطلعت لها رهف بتعجب ولكن سرعان ما أنقلبت لهدوء تذكرها ..إبتسم أدهم مشيراً لها بأن تقترب فأقتربت منهم …
رفع عيناه لها بنظراتٍ متفحصة باتت بالسعادة حينما لم يجد الشك يكمن بعيناها فخرج عن فترة صمته قائلاٍ بهدوء :_جيانا خطيبتي وبعد أيام بسيطة الزوجة المستقبلية ..
قالها بنبرة مرحة فأبتسمت رهف وهى تتبادل معها السلام قائلة بفرحة صادقة :_ألف مبرووك حبيبتي وربنا يتتم لك على ألف خير ..
بادلتها البسمة قائلة ببعض الخجل لحديثها :_الله يبارك فيكِ
رفعت يدها بطريقة مسرحية :_طب أستأذن أنا بقا عشان مكنش العزول …
وغادرت بأبتسامة مرحة بعد أن عمت الضحكات الوجوه ؛ فجلست جيانا تتراقبها بنظراتها حتى تخفت من أمامهم ..
جذب أدهم المقعد وجلس جوارها يتأملها بعيناه الساحرة بنظراتٍ لم تقوى على تحملها فأشاحت عيناه عنه قائلة ببعض الغضب :_شايفة حضرتك سعيد !
زادت بسمته قائلاٍ بمكر :_وأيه الا ممكن يضايقني وأنا شايف فى عيون حبيبتي ثقة كبيرة جداً ! ..
تراقبت كلماته بسعادة فجذب يدها إليه قائلاٍ بهمس :_مش عايز أكتر من كدا يا جيانا
سحبت يدها سريعاً بخجل فأستند بجسده على المقعد بخبث :_أوك بس بعد كدا مفيش مفر
تلون وجهها بشدة ؛ فنجحت من التهرب من نظراته ولكن كيف ستفعل أمام تلك الكلمات ! ، أقترب منهم عبد الرحمن فكان المنقذ لها لتسرع للداخل سريعاً أما هو فجلس أمام النمر الذي أسرع بالحديث :_مفيش أخبار ؟
زفر عبد الرحمن بحزن :_لا لسه بس سليم بيقول أنهم بيحاولوا يتعاقبوا الفون ربنا يستر بقا ..
تلونت عيناه بحمرة الغضب ليلكم الطاولة بقوة :_وجودي معاه كان هيفرق مش عارف أنا لحد أمته هقدر أتحمل تحكم جدك دا
أسرع عبد الرحمن بالحديث :_لا يا أدهم أوعى تعمل أيه تصرف بلاش عناد أبوس أيدك عايزين نرجع على خير ..
رمقه بنظرة نارية ثم جذب الهاتف وأبتعد عنه قليلاٍ ليرى ماذا فعل ؟ ..
********
بالجناح المخصص لفهد ..
شعر بأن النيران تنبعث من جسده بلا توقف فخلع عنه ثيابه وهوى أسفل المياه الباردة لعلها تكبت ما به ولكن كيف لها بالتسلل لقلبٍ يعانى وجعٍ يكفى عالم بأكمله !! ..
لا يعلم كم بقى أسفل المياه فجذب المنشفة حول خصره وخرج لينقى ما سيرتديه ، ولجت راوية للداخل تراقبه بنظراتٍ ساكنة حتى تمردت الكلمات فأقتربت منه قائلة بغضب يلحقها بالحديث :_أرتاحت !
أستدار بوجهه لها وعلامات الأستغراب تكسو ملامحه فأقتربت لتصبح أمامه مباشرة قائلة بسخرية :_يعني لما أخدت بتارك أرتحت أو عمي رجع ؟ مش شايفة فرق يعني ؟
زفر بغضب لعدم مقدرته على خوض نقاش مؤلم فجذب قميصه يرتديه بأهمال لتجذبه بقوة والدموع تغزو عيناها القوية :_رد عليا يا فهد أرتحت لما أقتل !
تطلع لعيناها بألم فرفع يديه يحاول أزاحتها عنها ولكن دفشته بعيداً عنها قائلة بعصبية:_رد علي سؤالي
بقى ساكناً أمامها حتى لا يفقد زمام أموره على من ملكت هذا القلب فخرج صوته الهادئ :_مش حابب نتكلم بالموضوع دا أقفليه أفضل ..
وتوجه للخزانة يكمل أرتداء الحلى السوداء أستعداداً للسفر للقاهرة ليتضم لزين ولكن سرعان ما تخلى عن هدوئه حينما جذبته قائلة بصراخ :_وأنا مش هسيبك غير لما تجاوبني ..أرتاحت بعد ما قتلت وبقيت مجرم ! ..خلاص قلبك أرتاح وحزنك على أبوك راح !
خرج عن هدوئه قائلاٍ بنبرة تشبه الموت بعدما جذبها بقوة لترى عيناه الممتلأة بحمرة الغضب :_عيدي الكلمة دي تاني وأنا هوريكِ المجرم دا ممكن يعمل أيه ؟
تخشبت نظراتها بعيناه والصدمة تخمن بوجهها فتركها بقوة كادت أن تسقطها أرضاً ثم جذب جاكيته وأغلق باب الغرفة بقوة كبيرة ليتوقف هذا الطوفان حينما يستمع لبكاء مكبوت فأستدار ليرى إبنته الصغيرة تقف جوار باب الغرفة بعدما أتت على صراخه ، تألم قلبه كثيراً فبقى يتأملها لوقتٍ طويل قطعته قدمته حينما أقترب منها لينحني لنفس مستواها قائلاٍ بأبتسامة تزين وجهه :_واقفة كدا ليه يا حبيبتي ؟
لم تجيبه وبقيت تتأمله بخوف خرج عنها قائلة بدموع :_أنت بتزعل ماما ليه ؟
أخفى ما به قائلاٍ بهدوء :_مين قال كدا أنتِ وأخوكِ وماما كل حياتي ومستحيل أزعل حد فيكم
ثم حملها بين يديه قائلاٍ بمكر :_طب أنا عمري زعلتك ؟
رفعت الصغيرة يدها على وجهها بتفكير :_لا
تعالت ضحكاته على تصرفها الطفولي قائلاٍ بلهجة صعيدية بعدما طبع قبلة على وجهها :_زين إكده روحى بجا ألعبي مع أخوكِ لحد ما أعاود وأجبلك معايا ألعاب كتيرة
رمقته قائلة بغضب :_هو أخويا بيلعب مع حد ؟! …
وضع مشاكسته أرضاً قائلاٍ بمكر :_خلاص ألعبي مع ولاد عمك سليم
زمجرت بوجهها الطفولي قائلة بغضب :_مش بحب ألعب معاهم أنا هروح ألعب مع أحمد ..
وتركته وهرولت سريعاً فأتلعها بنظراته قائلاٍ بسخرية :_مش خايف غير منك أنت وسى أحمد مهو مستحيل أناسب عمر الحيوان أنا وهو مش ركبين على بعض ..
وأشار بوجهه بسخرية وغادر بعدما تأهب بطالته الفتاكة وثباته المعهود ….
*********
صاح بغضب :_ يعني أيه ؟ دا جنان يا حازم وممكن تخسر أخوك للأبد ..
أجابه بحزن ونبرة محطمه :_دا الا لازم يحصل يا أدهم حمزة لازم يفوق من الوهم دا وأنا الا هساعده
قطعه بحدة :_بس مش بالشكل داا بلاش تنفذ الا فى دماغك وأسمعني …
إبتسم حازم بألم :_لازم يحصل يا أدهم جايز دا الا هيحدد علاقتي بحمزة بقيت أيه ؟ ..لو زي زمان فأنا مش محتاج وجوده جانبي
زفر النمر بغضب ثم تحلى بهدوئه وحكمته الراناحة :_ماشي يا صاحبي بس مش بالشكل دا هتنفذ الا هقولك عليه عشان متخسرش حمزة …
وبدأ النمر بقص ما يجب فعله فأستمع إليه حازم جيداً لينهى على تلك الأفعى بذاك السم القاطع التى أستخدمته من قبل ! …
*********
فتحت عيناها بضعف شديد لتجده يجلس أمامها على المقعد وبيديه سكينٍ حاد ، أستندت على الحائط لتقف بصعوبة وجسدها يرتجف بقوة فزادت رجفة جسدها حينما رأت خندق صغير محفور بأسفل المخزن فعلمت بأنه ينوى قتلها ودفنها هنا دون أن تودع معشوقها بنظرة ستغمرها عمراً فوق عمرها …
تعال بكائها وهى تتراجع بألم ودماء منبعثة من جسدها بلا توقف فنهض عن مقعده قائلاٍ بسخرية :_تحبي تموتي بأي طريقة ؟
وقبل أن تحاول الثبات رفع سكينه ليغمسها بجسدها …باتت محاولتها بأن سقطت أرضاً وهى يحاول جاهداً غمس خنجره لينهى حياة تلك البائسة ،حملت الغبار ثم ألقته بوجهه ليدعس عيناه بصراخ بينما تحملت هى على ذاتها لتلوذ بالهرب البطيئ لأصابة جسدها ولكن لم تعد تحتمل الخطى على جرحها أكثر فهوت أرضاً تحت أقدامه ….لترفع عيناها المغمورة بالخوف والدموع فوجدته يقف أمامها شامخٍ بجسده المنسق فرددت بصوتٍ مبحوح من البكاء :_زين …..
***********
هبط فهد من سيارته بتعجب حينما رأى نخلة ضخمة عائقة لطريقه ليعلم الآن بأن هناك محاولة للفتك به فتراجع ليقف أمام سيارته وعيناه تتفحص المكان كالصقر ، لم تتخلى عنه القوة قط فكيف ستتركه الآن …
طاف به عدد من الرجال ليظهر أمامه هذا المهيب ويلقى بها أسفل قدم الفهد ليرفع نظراته عن الرجل لمن تمسد أسفل قدمه فكانت الصدمة حليفته ليردد بزهول :_ريحانة !! ….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القناع الخفي)